دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > علوم الحديث الشريف > الكفاية في علوم الرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 09:04 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الكلام في الإجازة وأحكامها وتصحيح العمل بها

الكلام في الإجازة وأحكامها وتصحيح العمل بها

قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ البغدادي (ت: 463هـ): (اختلف الناس في الإجازة للأحاديث، فذهب بعضهم الى صحتها ودفع ذلك بعضهم والذين قبلوها أكثر، ثم اختلف من قبلها في وجوب العمل بما تضمنت الأحاديث من الأحكام، فقال أهل الظاهر وبعض المتأخرين ممن تابعهم: لا يجب العمل بها لأنها جارية مجرى المراسيل والرواية عن المجاهيل.
وقال الدهماء من العلماء انه يجب العمل بها ونحن نسوق ما تيسر من الروايات عنهم فيها وما يتعلق بأحكامها، ونذكر الأقرب الى الصواب عندنا ان شاء الله.
- حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم السرخاباذي يقول: سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس بن حبيب يقول: معنى الإجازة في كلام العرب مأخوذ من جواز الماء الذي يسقاه المال من الماشية، والحرث يقال منه استجزت فلانا فأجازني إذا أسقاك ماء لأرضك ولماشيتك قال القطامي: وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز عبادة ان المستجيز على قتر كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيزه وعلمه، فيجيزه إياه والطالب مستجيز والعالم مجيز، ويقال أن الأصل في صحة الإجازة حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم المذكور في المغازي حيث كتب لعبد الله بن جحش كتابا وختمه ودفعه اليه؛ ووجهه في طائفة من أصحابه الى ناحية تحلة، وقال له: لا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، ثم انظر فيه.
- أخبرنا بذلك القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ح، وقرأنا على أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، عن أبي العباس الأصم أيضا قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى عليه وآله وسلم عبد الله بن جحش الى نخله فقال له: كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش، ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير.
فقال: اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك، وانظر فيه فما أمرتك به فامض له، ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك؛ فلما سار يومين فتح الكتاب، فإذا فيه ان امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم.
فقال لأصحابه: حين قرأ الكتاب سمعا وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فاني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن كره منكم فليرجع، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نهاني أن استكره منكم أحدا فمضى معه القوم، وساق بقية الحديث بطوله.
- أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز، وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن العطار قالا: ثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال: ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: ثنا أبي قال: ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث، عن الحضرمي، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد الله قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رهطا واستعمل عليهم عبيدة بن الحارث قال: فلما انطلق ليتوجه لكنه بكى صبابة الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانه رجلا يقال له عبد الله بن جحش، وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأه الا بمكان كذا وكذا، وقال: ((لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك)) فلما صار ذلك الموضع قرأ الكتاب واسترجع.
فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله وذكر بقية الحديث، واحتج بعض أهل العلم ممن كان يرى وجوب العمل بحديث الإجازة بما اشتهر نقله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب سورة براءة في صحيفة ودفعها الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ ثم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاخذها منه ولم يقرأها عليه، ولا هو أيضا قرأها حتى وصل الى مكة ففتحها وقرأها على الناس، فصار ذلك كالسماع في ثبوت الحكم، ووجوب العمل به.
سألت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قلت له: ما ترى في الإجازة؟
فقال: الإجازة صحيحة يحتج بها، واستشهد بحديث عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو نعيم: ما أدركت أحدا من شيوخنا الا وهو يرى الإجازة ويستعملها سوى أبي شيخ، فإنه كان لا يعدها شيئا.
قلت: أبو شيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، وممن سمي لنا أنه كان يصحح العمل بأحاديث الإجازة ويرى قبولها من المتقدمين الحسن البصري، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وابن شهاب الزهري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وقتادة بن دعامة، ومكحول الشامي، وأبان بن أبي عياش، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وهشام بن عروة ويحيى بن أبي كثير، ومنصور بن المعتمر، وعبيد الله بن أبي جعفر، وحيوة بن شريح، وشعيب بن أبي حمزة، وأبو عمرو الأوزاعي، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن الماجشون، وعبد الملك بن جريج، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، ومعاوية بن سلام، وسفيان بن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومحمد بن شعيب بن شابور، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وأشهب بن عبد العزيز، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأحمد بن حنبل، والحسين بن علي الكرابيسي، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، والعباس بن الوليد البيروتي، وأبو زرعة الدمشقي، وإسمعيل بن إسحاق القاضي، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري.
آخر الجزء التاسع
بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علما قال:
- أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال: فأما من كان ينكر الإجازة ولا يعدها شيئا فانا ذاكرون من سمى لنا منهم برواية ما حفظنا في ذلك عنهم.
- أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن مصعب بن محمد بن شيبان الأصبهاني بها قال: -حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال: ثنا أبو معمر القطيعي قال: ثنا بن يمان، عن سفيان، عن بن جريج، عن عطاء قال: (إن العلم سماع أراد عطاء، والله أعلم أن العلم الذي يجب قبوله ويلزم العمل بحكمه هو المسموع دون غيره، وظاهر هذا القول يدل على أنه كان لا يعتد بالإجازة لخروجها عن حيز السماع والله أعلم).
- أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: ثنا حنبل بن إسحاق قال: ثنا علي قال: وسألت يحيى ح، وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثني علي بن عبد الله المديني قال: وسألته يعني يحيى بن سعيد، عن حديث بن جريج، عن عطاء الخراساني فقال: (ضعيف)
قلت ليحيى: أنه يقول (أخبرني)
قال: (لا شيء كله ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه)
- أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال: ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال: أنا الحسن بن عبد الرحمن قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال: ثنا يوسف بن مسلم قال: ثنا خلف بن تميم قال: أتيت حيوة بن شريح فسألته فأخرج إلى كتابا.
قال: اذهب فانسخ هذا وأروه عني.
قلت: لا نقبله إلا سماعا.
قال: هكذا نفعل بغيرك فإن أردته وإلا فذره.
قال: فتركته.
- أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا النضر محمد بن محمد الفقيه يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول: (الإجازة ليست بشيء)
- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار بأصبهان قال: أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: ثنا الحسن بن محمد قلت: أنا لعله الداركي قال: قال أبو زعرة: وسئل عن إجازة الحديث والكتب.
فقال: (ما رأيت أحدا يفعله فإن تساهلنا في هذا يذهب العلم ولم يكن للطلب معني، وليس هذا من مذهب أهل العلم).
- أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال: ثنا محمد بن العباس الخزاز قال: ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال: سئل إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن المحدث يجيز للرجل الحديث يجوز أن يقال حدثنا فلان.
قال: الإجازة ليس هي عندنا شيئا إذا قال وثنا فقد كذب.
قال: سليمان وسأل أبي أبا إسحاق فقال له: دفع الي الحسن بن عبد العزيز جزءا.
فقال لي: هذا الجزء نسخة بن أختي وهو من حديثي فاروه عني.
فقال إبراهيم لأبي: لا ترو عنه شيئا.
قال أبو أيوب: وسمعت إبراهيم يقول الإجازة والمناولة لا تجوز وليس هي شيئا.
- حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال: انا أبو بكر بن المقري بأصبهان قال: ثنا لاحق بن الحسين قال: ثنا عمر بن العباس الكاتب قال: ثنا عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا قراد أبو نوح قال: سمعت شعبة يقول: (لو صحت الإجازة بطلت الرحلة).
- أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: انا محمد بن عبيد الله بن الفتح الصيرفي قال: انا عبد الوهاب بن أبي حية قال: ثنا الفضل بن سهل قال: ثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان مرارا قال: سمعت شعبة يقول: (كل حديث ليس فيه سمعت قال سمعت فهو خل وبقل).
- أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال: انا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري قال: ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال: ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي قال: ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال: قال بن وهب وابن القاسم: سئل مالك عن الرجل يقول له العالم هذا كتابي فاحمله عني وحدث بما فيه.
قال: لا أرى هذا يجوز ولا يعجبني ناس يفعلون ذلك؛ وانما يريد هذا الحمل يريد بذلك الحمل الكثير بالإقامة اليسيرة وما يعجبني ذلك.
- حدثني محمد بن علي بن عبد الله قال: حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ وكتب لي بخطه قال: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور قال: ثنا الفضل بن جعفر بن همام قال: ثنا الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم قال: سألت مالك بن أنس عن الإجازة.
فقال: لا أرى ذلك، وانما يريد أحدهم أن يقيم المقام اليسير، ويحمل العلم الكثير.
قد ثبت عن مالك رحمه الله انه كان يحكم بصحة الرواية لأحاديث الإجازة، فأما الذي حكيناه عنه آنفا، فانما قاله على وجه الكراهة ان يجيز العلم لمن ليس من أهله ولا خدمه، وعانى التعب فيه فكان يقول إذا امتنع من إعطاء الإجازة لمن هذه صفته يحب أحدهم أن يدعى قسا ولم يخدم الكنيسة، فضرب ذلك مثلا يعني ان الرجل يحب أن يكون فقيه بلده ومحدث مصره من غير أن يقاسي عناء الطلب ومشقة الرحلة اتكالا على الإجازة، كمن أحب من رذال النصارى ان يكون قسا ومرتبته لا ينالها الواحد منهم الا بعد استدراج طويل وتعب شديد، وكان مالك رحمه الله يشترط في الإجازة أن يكون فرع الطالب معارضا بأصل الرواي حتى كأنه هو، وان يكون المجيز عالما بما يجيز به معروفا بذلك ثقة في دينه وروايته، وان يكون المستجيز من أهل العلم وعليه سمته حتى لا يوضع العلم الا عند أهله.
- أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: فاتني من البيوع من كتاب الشافعي ثلاث ورقات فقلت له اجزها لي.
فقال لي: ما قرئ علي كما قرئ علي ورددها غير مرة حتى اذن الله في جلوسه، فجلس فقرىء عليه، وهذا الفعل من الشافعي محمول على الكراهة للإتكال على الإجازة بدلا من السماع لأنه قد حفظ عنه الإجازة لبعض أصحابه ما لم يسمعه من كتبه، وسنذكر الخبر بذلك في موضعه، فأما اعتلال من لم يقبل أحاديث الإجازة بأنها تجري مجرى المراسيل والرواية عن المجاهيل فغير صحيح، لأنه يعرف المجيز بعينه وأمانته وعدالته، فكيف يكون بمنزلة من لا يعرفه؟ وهذا واضح لا شبهة فيه). [الكفاية في علوم الرواية: ؟؟]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكلام, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir