دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 03:20 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في النبوة: الباب الثالث: بدء الوحي

الباب الثالث: في بدء الوحي وكيفية نزوله
8844 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت:«أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي: الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق - وفي رواية: حتى فجأه الحق - وهو في غار حراء، فجاءه الملك.
فقال: اقرأ. قال: قلت: ما أنا بقارئ.
قال: فأخذني فغطّني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ،قال: فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد. ثم أرسلني. فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ.
فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم} فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زمّلوني، زمّلوني، فزملوه حتى ذهب عنه الرّوع.
فقال لخديجة - وأخبرها الخبر -:لقد خشيت على نفسي.
فقالت له خديجة: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم. وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي - وهو ابن عم خديجة، أخي أبيها - وكان امرءا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب،وكان شيخا كبيرا قد عمي.
فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي. وإن يدركني يومك حيّا أنصرك نصرا مؤزّرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفّي، وفتر الوحي».
قال البخاري: وتابعه هلال بن ردّاد عن الزهري، وقال يونس ومعمر: «ترجف بوادره»، وفي حديث معمر عن الزهري عند مسلم: «فوالله لا يحزنك الله أبدا» بالحاء والنون.
وزاد البخاري في رواية أخرى قال: «وفتر الوحي فترة، حتى حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا يتردّى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه: تبدّى له جبرائيل، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقّا، فيسكن لذلك جأشه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك. فإذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبرائيل، فقال له مثل ذلك».
وأخرج الترمذي طرفا من هذا الحديث قالت: «أول ما ابتدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النبوة، حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به: أن لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث، وحبّب إليه الخلوة،فلم يكن شيء أحبّ إليه من أن يخلو». هذا القدر أخرجه منه الترمذي، ولقلة ما أخرج منه لم نثبت له علامة.

[شرح الغريب]
التحنث: التعبد: وهو أن يفعل فعلا يخرج به من الحنث، وهو الإثم.
نزعت إلى أهلى: أي: رجعت.
غطه: إذا حطه بشدة كما يغطه في الماء إذا بالغ في حطه فيه.
الجهد: بفتح الجيم: المشقة، وبضمها: الطاقة، وقيل: هما لغتان.
زملوني: التزميل والتدثير، واحد، وهو التغطية، والتلفف في الثوب.
الكل: الأثقال والحوائج المهمة والعيال، وكل ما يتكلفه الإنسان.من الأحوال، ويحمله عن غيره، فهو كل، وجعل الكسب لنفسه وأنه يصل إلى كل معدوم ويناله، فلا يتعذر عليه لتعذره، وقيل: «يكسب المعدوم».أي: يعطي الشيء المعدوم غيره، ويوصله إلى كل من هو معدوم عنده، يقال: كسبت مالا: وكسبت زيدا مالا: أي أعنته على كسبه، ومنهم من عداه بالألف، يقال: أكسبت زيدا مالا، أي: جعلته يكسبه والقول الثاني أولى القولين، لأنه أشبه بما قبله في باب التفضل، والإنعام، إذا لا إنعام أن يكسب هو لنفسه مالا كان معدوما عنده، وباب الحظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والإنعام.
الناموس: صاحب سر الملك الذي لا يحضر إلا بخير، ولا يظهر إلا الجميل، وسمي جبريل -عليه السلام- ناموسا، لأنه مخصوص بالوحي والغيب الذي لايطلع عليهما أحد من الملائكة سواه.
جذعا: الجذع ها هنا: كناية عن الشباب، يقول: ياليتني كنت شابا عند ظهورك لأنصرك وأعينك.
نصرا مؤزرا: أي: مؤكدا قويا.
ترجف بوادره: تخفق و«بوادره» جمع بادرة، وهي اللحمة تكون بين عنق الإنسان ومنكبه، وكذلك في غير الإنسان.
يتردى: التردي: الوقوع من موضع عال.
الشواهق: الجبال العالية، والواحد: شاهق.
أوفى: أشرف على الشيء «وذروة» كل شيء: أعلاه.
الجأش: الجنان والقلب.

8845 - (خ م ت) يحيى بن أبي كثير قال: «سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يا أيّها المدثر} قلت: يقولون: {اقرأ باسم ربك} قال أبو سلمة: سألت جابرا عن ذلك. فقلت له مثل الذي قلت لي، فقال لي جابر: لا أحدّثك إلا ما حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جواري، هبطت، فنوديت. فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي، فلم أر شيئا. فرفعت رأسي، فرأيت شيئا، فأتيت خديجة، فقلت: دثّروني، فدثروني، وصبوا عليّ ماء باردا، فنزلت: {يا أيّها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر}[المدثر:1-5] وذلك قبل أن تفرض الصلاة».
وفي رواية: «فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي. فلم أر أحدا، ثم نوديت، فنظرت فلم أر أحدا، ثم نوديت، فرفعت رأسي، فإذا هو قاعد على عرش في الهواء، يعني جبريل - فأخذتني رجفة شديدة، فأتيت خديجة، فقلت: دثّروني، فدثروني، وصبّوا عليّ ماء،فأنزل الله عز وجل:{يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر، وثيابك فطهر}».
وفي رواية: «فإذا هو جالس على العرش بين السماء والأرض».
وفي رواية عن أبي سلمة عن جابر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدّث عن فترة الوحي، فقال لي في حديثه: «فبينا أنا أمشي، سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجعثت منه، فرجعت، فقلت: زملوني زملوني، فدثّروني، فأنزل الله عز وجل: {يا أيّها المدثر. قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر} قبل أن تفرض الصلاة. والرجز هي الأوثان».
وفي أخرى: «فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض». وفيه قال أبو سلمة: «والرجز الأوثان». قال: «ثم حمي الوحي، وتتابع».
وأول هذه الرواية: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثم فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي - ثم ذكر نحوه». أخرجه البخاري، ومسلم. وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة.

[شرح الغريب]
جواري: المجاورة، أراد بها: لزوم المكان والاعتكاف فيه.
فجئثت منه، يقال: «جئثت» بهمزة قبل ثاء، وبثاءين، وبياء وتاء: كلمة بمعنى فزعت، والذي في الرواية: الأول.

8846 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أن الحارث بن هشام سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس - وهو أشده عليّ - فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني، فأعي ما يقول. قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصّد عرقا». أخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي. واللفظ للبخاري.
وفي رواية النسائي إلى قوله: «فيفصم عني وقد وعيت عنه». ثم قال: «وهو أشد عليّ. وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى، فينذه إلي».

[شرح الغريب]
الصلصلة: صوت الأشياء الصلبة اليابسة.
فصم عني: انفصل عني وفارقني.
وعيت الكلام: إذا حفظته وعرفته.
ليتفصد عرقا: أي: جرى عرقه كما يجري الدم من الفصاد.

8847 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي: يسمع عند وجهه كدويّ النحل. فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة، ثم سرّي عنه. فقرأ:{قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون:1-10] إلى عشر آيات منها من أولها وقال: من أقام هذه العشر آيات دخل الجنة، ثم استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا. وأكرمنا، ولا تهنا، وأعطنا، ولا تحرمنا. وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا». أخرجه الترمذي.
8848 - (م) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أنزل عليه كرب لذلك، وتربّد وجهه».
وفي رواية: «كان إذا أنزل عليه الوحي نكّس رأسه. ونكّس أصحابه رءوسهم. فلما أتلّ رأسه ورفعوا».
وفي رواية: «كان إذا أنزل عليه الوحي عرفنا ذلك فيه، وغمض عينيه،وتربّد وجهه، فنزل عليه يوما فسكتنا، فلما سرّي عنه قال: خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهنّ سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة، ثم نفي عام، والثيب بالثيب جلد مائة ثم الرجم». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
تربد الربدة في الألوان: غبرة مع سواد.
أبل المريض من مرضه: إذا زال عنه، وكذلك المغمى عليه، والمراد: زوال ما كان يعرض عند نزول الوحي، وكذلك سري عنه، أي: كشف عنه ذلك.

8849 - أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا، وإذا جاء ليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ينقضي الوحي». أخرجه رزين.
8850 - (خ م س) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - كان يقول لعمر: «ليتني أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين ينزل عليه الوحي، فلما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجعرّانة، وعليه ثوب قد أظلّ به عليه، ومعه ناس من أصحابه فيهم عمر؛ إذ جاءه رجل متضمّخ بطيب. فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحرم في جبّة بعد ما تضمّخ بطيب؟ فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- ساعة، ثم سكت، فجاءه الوحي. فأشار عمر إلى يعلى: أن تعال، فجاء يعلى فأدخل رأسه. فإذا هو محمّر الوجه، يغطّ لذلك ساعة، ثم سرّي عنه، قال: أين الذي سألني عن العمرة آنفا؟ فالتمس الرجل. فجيء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أمّا الطيب الذي بك: فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة: فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك».
وفي رواية قال: «كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه رجل عليه أثر صفرة - بنحوه». أخرجه البخاري، ومسلم.
وفي رواية النسائي: قال صفوان بن يعلى: قال أبي: «ليتني أرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل عليه، فبينما نحن بالجعرانة - والنبي -صلى الله عليه وسلم- في قبة - فأتاه الوحي، فأشار إليّ عمر: أن تعال. فأدخلت رأسي القبة، فأتاه رجل قد أحرم في جبّة بعمرة متضمّخ بطيب. فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل أحرم في جبّة؟ إذ أنزل عليه الوحي. فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يغطّ لذلك فسرّي عنه، فقال: أين الرجل الذي سألني آنفا؟ فأتى الرجل، فقال: أما الجبة فاخلعها، وأما الطيب: فاغسله، ثم أحدث إحراما».
قال النسائي قوله: «ثم أحدث إحراما» ما أعلم أحدا قاله غير نوح بن حبيب. ولا أحسبه محفوظا، والله أعلم.

[شرح الغريب]
التضمخ بالطيب: التلطخ به.
الفطيط:صوت نفس النائم.

8851 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال في قوله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به}[القيام:16] - قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج من التنريل شدة. وكان مما يحرك به شفتيه - قال لي ابن جبير: فقال لي ابن عباس: أنا أحركهما كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحركهما، وقال سعيد: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه - فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك، ثم تقرؤه،{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال: فاستمع [له] وأنصت {ثم إنّ علينا} [ثم إن علينا] أن تقرأه، قال: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه».
وفي رواية: «كما وعده الله عز وجل» أخرجه البخاري ومسلم.

8852 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة».
وفي رواية نحوه قال: «وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن». أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.
وأخرج النسائي عقيب هذا الحديث حديثا عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لعنة تذكر، وكان إذا كان قريب عهد بجبريل يدارسه؛ كان أجود بالخير من الريح المرسلة».
قال النسائي: هذا خطأ، والصواب: حديث يونس بن زيد، أحد رواة حديث ابن عباس.

8853 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «كان على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه». أخرجه البخاري.
8854 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إن الله تابع الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد». أخرجه البخاري ومسلم.
8855 - (خ م) أبو عثمان النهدي - رحمه الله - أن سلمان قال: «لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته، قال أبو عثمان: وأنبئت أن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده أم سلمة، قال: فجعل يتحدّث، ثم قام فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة: من هذا؟ - أو كما قال- قالت: هذا دحية الكلبي، قال: فقالت أم سلمة: أيم الله! ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بخبر جبريل» أو كما قال. قال سليمان التيمي: فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا الحديث؟ قال: من أسامة بن زيد. أخرجه مسلم.
وأخرج البخاري منه قوله: «أنبئت أن جبريل -...» إلى آخره. ولم يذكر ما قبله.

8856 - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «دخلت مع أبي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما سلمنا عليه لم يأذن لنا، فانصرفنا، فقال لي أبي: أما ترى كيف لم يأذن لنا؟ قلت: لعله كان في سرّ مع الذي كان يناجيه، فقال لي: وكان معه أحد؟ قلت: نعم، قال: ذاك الذي شغله، فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: أنت رأيته؟أو كما قال-قلت: نعم قال: ذاك جبريل» وذكر الحديث. أخرجه رزين.
8857 - (خ) يوسف بن ماهك: قال «إني عند عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك ! وما يضرك؟ قال: يا أم المؤمنين؟ أريني مصحفك. قالت: لم؟ قال: لعلّي أؤلّف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك آيّه قرأت قبل؟ إنما أنزلت أول ما نزل سورة المفصّل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام. ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد -صلى الله عليه وسلم-،وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ}[القمر: 46] وما نزلت سورة البقرة، والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور».
وله في أخرى مختصرا قال: قالت عائشة: «لقد أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}». أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
ثاب: رجع.

8858 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه: بسم الله الرحمن الرحيم». أخرجه أبو داود.
8859 - (أبو هريرة رضي الله عنه) قال: «لم يكن يعرف كمال السور، ولا نفادها إلا ببسم الله الرحمن الرحيم». أخرجه رزين.
8860 - (د) الشعبي، وأبو مالك، وقتادة، وثابت بن عمارة: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، حتى نزلت سورة النمل». أخرجه أبو داود هكذا عن هؤلاء المذكورين.
8861 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «إن آخر سورة أنزلت تامة: سورة التوبة، وإن آخر آية نزلت: آية الكلالة».
وفي رواية: «آخر آية نزلت كاملة». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أنه قال: «آخر آية نزلت: يستفتونك». وأخرج الترمذي قال:«آخر آية أنزلت، أو آخر شيء أنزل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}[النساء:176]».

8862 - (م) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: «تدري آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت». أخرجه مسلم.
8863 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: «آخر سورة أنزلت سورة المائدة، والفتح». أخرجه الترمذي. وقال: وقد روي عن ابن عباس أنه قال: «آخر سورة أنزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}».
8864 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «آخر آية نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم-: آية الربا». أخرجه البخاري.
8865 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه بالموقف. فيقول: ألا رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا منعوني أن أبلّغ كلام ربي». أخرجه أبو داود، والترمذي.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir