دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 02:07 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في الموت ومايتعلق به: الباب الأول: ذكروفاة النبي صلى الله عليه وسلم

الكتاب الخامس: في الموت وما يتعلق به أولاً وآخراً
الباب الأول: في ذكر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وغسله وكفنه
الفصل الأول: في مرضه وموته
8528 - (خ) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، وهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السّم» أخرجه البخاري.

[شرح الغريب]
الأبهر: عرق مستبطن القلب، والقلب متصل به، فإذا انقطع مات صحابه.

8529 - (خ م) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لما ثقل برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واشتد وجعه: استأذن أزواجه في أن يمرّض في بيتي، فأذنّ له، فخرج وهو بين رجلين، تخطّ رجلاه في الأرض - بين عباس بن عبد المطلب ورجل آخر، قال ابن عباس: هو عليّ - قالت: ولما دخل بيتي واشتد وجعه قال: أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلّ أوكيتهنّ، لعلّي أعهد إلى الناس، فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبيّ، ثم طفقنا نصبّ عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده: أن قد فعلتنّ، قالت: ثم خرج إلى الناس، فصلّى بهم وخطبهم».
وفي رواية: قالت: «أول ما اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة، فاستأذن أزواجه أن يمرّض في بيتي، فأذن له...» الحديث.
أخرجه البخاري ومسلم.
ولهما في رواية عبيد الله بن عبد الله قال: «دخلت على عائشة، فقلت لها: ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: بلى، ثقل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أصلّى الناس؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قال: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلّى الناس؟ قلنا: لا هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلّى الناس؟ فقلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك، قال: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاء الآخرة قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر: أن يصلّي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن تصلّي بالناس، فقال: أبو بكر - وكان رجلا رقيقا - ياعمر، صلّ بالناس، فقال عمر: أنت أحقّ بذلك، قالت: فصلّى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد من نفسه خفّة، فخرج بين رجلين - أحدهما: العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلّي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخّر، فأومأ إليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أن لا تتأخّر، وقال لهما: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلّي وهو يأتمّ بصلاة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر، والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- قاعد».
قال عبيد الله: «دخلت على عبد الله بن عباس، فقلت: ألا أعرض عليك ماحدّثتني عائشة عن مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هات، فعرضت حديثها عليه، فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال: أسمّت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا، قال: هو عليّ - رضي الله عنه-».

8530 - (خ م ت س) عائشة -رضي الله عنها- «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: أين أنا غدا - يريد يوم عائشة - فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور عليّ فيه في بيتي، فقبضه الله عز وجل وإنّ رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستنّ به وهو مستند إلى صدري» هذا لفظ حديث البخاري، وهو أكملها.
وفي رواية: «إن كان ليتفقّد في مرضه، يقول: أين أنا اليوم؟ أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة، فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري».
وفي أخرى «ودفن في بيتي».
وأخرجه البخاري: قالت: «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبدّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصره، فأخدت السّواك، فقضمته وطيّبته، ثم دفعته إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فاستنّ به، فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستنّ استنانا أحسن منه، فما غدا أن فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يده - أو إصبعه - ثم قال: في الرفيق الأعلى - ثلاثا - ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي».
وفي أخرى: قالت: «مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنّه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدّة الموت لأحد أبدا بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-».
وفي أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه، ويقول: أين أنا غدا؟ حرصا على بيت عائشة، قالت عائشة: فلما كان يومي سكن».
وفي أخرى: قالت: «توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت أعوذه، فرفع رأسه إلى السماء، وقال: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، ومرّ عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده جريدة رطبة، فنظر إليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فظننت أنّ له بها حاجة، فأخذتها فمضغت رأسها ونفضتها، فدفعتها إليه، فاستنّ بها كأحسن ما كان مستنّا، ثم ناولنيها، فسقطت يده - أو سقطت من يده- فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا، وأوّل يوم من الآخرة».
وفي أخرى نحوه، إلا أنّه قال: قالت: «دخل عبد الرحمن بسواك، فضعف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عنه، فمضغته، ثم سننته به».
وفي أخرى: أنّ عائشة كانت تقول: «إنّ من نعم الله عليّ: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفّي في بيتي ويومي، وبين سحري ونحري، وأنّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنّه يحبّ السّواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم، فتناوله، فاشتدّ عليه، فقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم، فليّنته، فأمرّه وبين يديه ركوة، أوعلبة - شك الراوي - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إنّ للموت سكرات، ثم نصب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قبض -صلى الله عليه وسلم-، فمالت يده».
وقد أخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله طرفا قال: قالت: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: اللهم أعنّي على غمرات الموت، وسكرات الموت».
وله طرف آخر، قالت: «ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدّة موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وأخرج النسائي منه طرفا، قالت: «مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين حاقنتي وذاقنتي، ولا أكره شدّة الموت لأحد أبدا بعدما رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم-».

[شرح الغريب]
يمرض: مرضت العليل: إذا عالجته وداريته.
أوكيتهن: الأوكية: جمع وكاء، وهو ما تشد به القربة من خيط ونحوه.
مخضب: المخضب كالإجانة.
سحرا: السحر: الرّئة، وأرادت: أنه مات عندها في حضنها.
لينوء: ناء بالشيء ينوء: إذا نهض به.
عكوف: العكوف: جمع عاكف، وهو المقيم في المكان الملازم له.
رقيق: رجل رقيق، أي ضعيف لين الجانب.
يستن: الاستنان: التسوك بالسواك.
فقصمته: القصم بالصاد المهملة: الكسر، يقال: قصمت الشيء: إذا كسرته، والقضم بالضاد المعجمة: من قضم الدابة شعيرها، يقال: قضمت الدابة شعيرها، والفصم، بالفاء والصاد المهملة: أن يتصدع الشيء من غير تبين، فإذا بان: فهو بالقاف والصاد المهملة. قال الحميدي: والذي في حديث عائشة أقرب إلى القضم - بالقاف والضاد المعجمة - لأنه مضغ وتليين لما اشتد من السواك، والفصم بالفاء والصاد المهملة، قريب من ذلك، قال: والذي رويناه: فبالقاف والضاد المعجمة، والله أعلم بما قالته، أو بما قاله الراوي عنها. قلت: ومما يدل على صحة ما رواه الحميدي: أنه قد جاء في باقي الروايات «فمضغته» وفي أخرى: «ألينه؟» وهو بمعنى القضم، بالقاف والضاد المعجمة.
أبده: بالباء المعجمة بواحدة، أي مده إليه كأنه أعطاه بدة من بصره، وهي النصيب والحظ.
الرفيق الأعلى: الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين، وهو اسم جاء على فعيل، ومعناه: الجماعة.
حاقنتي وذاقنتي: الحاقنة: ما سفل من البطن، والذاقنة: طرف الحلقوم الناتئ، وقيل: الحاقنة: المطمئن من الترقوة والحلق، والذاقنة: نقرة الذقن.
ركوة - علبة: قال الأزهري: الركوة: شبه تور من أدم، وجمعها: ركاء، والعلبة: مخلب من جلد، قاله الجوهري، كالقدح يحلب فيه.

8531 - (خ م ط ت) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو صحيح: إنّه لن يقبض نبيّ حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيّا - أو يخيّر- قالت عائشة: فلما نزل به - ورأسه على فخذي - غشي عليه، ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى، قلت: إذا لا يختارنا، قالت: وعرفت أنّه الحديث الذي كان يحدّثنا به وهو صحيح، في قوله: إنه لم يقبض نبيّ قطّ حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخيّر، قالت عائشة: فكانت تلك آخر كلمة تكلّم بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قوله: اللهم الرفيق الأعلى».
وفي رواية قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح يقول: إنّه لم يقبض نبيّ قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيّا - أو يخيّر - فلما اشتكى وحضره القبض - ورأسه على فخذ عائشة - غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت، ثم قال: اللهم في الرفيق الأعلى، فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنّه حديثه الذي يحدّثنا وهو صحيح».
وفي أخرى قالت: «كنت أسمع أنّه لا يموت نبيّ حتى يخيّر بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحّة، يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] قالت: فظننت أنه خيّر يومئذ».
وفي أخرى قالت: «لما مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرضه الذي مات فيه جعل يقول: في الرفيق الأعلى» وفي أخرى قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من نبيّ يمرض إلا خيّر بين الدنيا والآخرة، وكان في شكواه الذي قبض فيه: أخذته بحّة شديدة، فسمعته يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم من النبييّن والصدّيّقين والشّهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] فعلمت أنه خيّر».
وفي أخرى «أنها سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مستند إليها- يقول: اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى».
وفي أخرى قالت: «شخص بصر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،ثم قال:في الرفيق [الأعلى]». أخرجه البخاري ومسلم، إلا الثانية والآخرة، انفرد بهما البخاري.
وأخرج الموطأ نحوا من الأولى،وأخرج السادسة الموطأ أيضا والترمذي.

8532 - (خ م ت) عائشة -رضي الله عنها- قالت: «ما رأيت الوجع على أحد أشدّ منه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
8533 - (خ م) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «لمّا حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: هلمّوا أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده، فقال عمر - وفي رواية: قال بعضهم -: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم من يقول ما قال عمر - وفي رواية: فمنهم من يقول غير ذلك - فلما أكثروا اللّغط والاختلاف: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قوموا عني، قال: فكان ابن عباس يقول: إن الرّزيّة كلّ الرّزيّة: ما حال بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم».
وفي رواية قال: «قوموا عني، فلا ينبغي عندي التنازع، فخرج ابن عباس وهو يقول: إنّ الرّزيّة كل الرّزيّة ما حال بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين كتابه».
وفي أخرى قال: قال ابن عباس: «يوم الخميس، وما يوم الخميس؟ - زاد في رواية: ثم بكى حتى بل دمعه الحصا - قلت: يا أبا عباس، ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه، فقال: ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيّ تنازع - فقالوا: ما شأنه؟ هجر؟ استفهموه، فذهبوا يردّون عليه، فقال: ذروني، دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، فأمرهم - وفي رواية: فأوصاهم- بثلاث فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة - أو قال: فنسيتها - قال سفيان: هذا من قول سليمان - هو ابن أبي مسلم الأحول - وفي رواية: ونسيت الثالثة».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه مسلم أيضا مختصرا.

[شرح الغريب]
اللغط: الضجة اختلاف الأصواب.
الرزية: المصيبة التي تنزل بالإنسان من الشدائد.
هجر، الهجر بالفتح: الهذيان، وهو النطب ما لايفهم، يقال: هجر فلان: إذا هذى، وأهجر: إذا بالفحش، والهجر- بالضم-:الفحش في النطق.
أجيزوا الوفد، الوفد: الذين يقصدون الملوك في طلب حوائجهم ويأنونهم من مهماتهم، وإجازتهم: إعطاؤهم الجائزة، وهي ما يعطون من العطاء والصلة، وقد تقدم في شرح ذلك مستقصى فيما مضى من الكتاب.

8534 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لمّا ثقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جعل يتغشّاه الكرب، فقالت فاطمة: واكرب أبتاه؟ ! فقال لها: ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنّة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، فلما دفن قالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التراب؟» أخرجه البخاري.
وفي رواية النسائي «أنّ فاطمة بكت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين مات، فقالت: يا أبتاه، من ربّه ما أدناه؟ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه، جنّة الفردوس مأواه؟».

8535 - (خ) أنس - رضي الله عنه - «أنّ العباس مرّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون، حين اشتدّ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه، فقال لهم: ما يبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مجلسنا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل العباس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فعصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه بعصابة دسماء - أو قال: بحاشية برد - وخرج وصعد المنبر، وخطب النّاس وأثنى على الأنصار خيرا، وأوصى بهم، ثم قال: إنّ الله خيّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده،فاختار العبد ما عنده، فبكى أبو بكر، وقال: يا رسول الله، فديناك بآبائنا وأمّهاتنا، فقلنا: ما لهذا الشيخ يبكي أن ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبدا خيّره الله بين الدنيا وما عنده، فاختار العبد ما عنده؟ فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا».
أخرجه البخاري إلى قوله: «فصعد المنبر».
ثم قال: ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» والباقي ذكره رزين.

[شرح الغريب]
دسماء: الدسمة: لون بين الغبرة والسواد.

8536 - (ط) أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: «ما صدّقت بموت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى سمعت وقع الكرازين» أخرجه الموطأ.
s جمع كرزين، وهو الفأس.

8537 - عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، «قيل له: متى هاجرت؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجحفة، فأقبل راكب، فقلت له: الخبر؟ فقال: دفنّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ خمس» أخرجه...
الفصل الثاني: في غسله وكفنه - صلى اله عليه وسلم-
8538 - جعفر بن محمد بن علي - رضي الله عنه - «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي يوم الاثنين، فلم يغسّل إلى آخر يوم الثلاثاء، فغسّل من بئر غرس، كانت لسعد بن خيثمة، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب منها، ولي غسل سفلته عليّ، وغسّل في قميص، عليّ يغسل وأسامةّ- وقيل: رجل من الأنصار - يصبّ الماء،والفضل محتضنه إذ يغسل علي سفلته، والفضل يقول: أرحني أرحني، أرحني، قطعت وتيني، أرى شيئا ينزل عليّ، وكفّن في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريّين، وبرد حبرة، وصلّى الناس عليه بغير إمام، تصلّي زمرة وتخرج، وهو في موضعه، فلما فرغوا نادي عمر بن الخطاب: خلّوا الجنازة وأهلها، وكانت عائشة بعد تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه». أخرجه...

[شرح الغريب]
وتينا: الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه.
صحاريين: صحار: قرية باليمن تنسب إليها الثياب، وقال الخطابي: الصحرة حمرة خفيفة كالغبرة، يقال: ثوب أصحر، وصحاري، وقيل: إن الأصحر، ما كان لونه لون الصحراء من الأرض.
الحبرة: واحدة الحبر، وهي اليثاب المنقوشة الموشية.

8539 - (د) عبّاد بن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: «سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: لما أرادوا غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالوا: واللّه لا ندري، أنجرّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه، كما نجرّد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النّوم، حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلّمهم مكلّم من ناحية البيت - لا يدرون من هو -: اغسلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فغسلوه وعليه قميصه، يصبّون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة -رضي الله عنها - تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه». أخرجه أبو داود.
8540 - (خ م ط ت د س) عائشة -رضي الله عنها- «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كفّن في ثلاثة أثواب بيض سحوليّة من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة».
وفي رواية: قالت: «أدرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حلّة يمنيّة، كانت لعبد الله بن أبي بكر، ثم نزعت عنه، وكفّن في ثلاثة أثواب سحول يمانية ليس فيها عمامة ولا قميص، فرفع عبد الله الحلّة، فقال: أكفّن فيها، ثم قال: لم يكفّن فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأكفّن فيها، قال: فتصدّق بها».
وفي أخرى نحوه، وزاد «أما الحلّة، فإنما شبّه على الناس فيها، إنها اشتريت ليكفّن فيها، فتركت الحلّة، وكفّن في ثلاثة أثواب بيض سحولية فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: لأحبسنّها حتى أكفّن فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله عزّ وجلّ لنبيّه -صلى الله عليه وسلم- لكفّنه فيها، فباعها وتصدّق بثمنها». أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «سألت عائشة: في كم كفّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: في ثلاثة أثواب سحولية».
وفي أخرى لهما:«أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - حين توفّي - سجّي ببرد حبرة».
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى، وفي بعض الروايات:«ثلاثة أثواب سحل».
وفي رواية الترمذي:«فذكروا لعائشة قولهم، في ثوبين وبرد حبرة، فقالت: قد أتي بالبرد ولكنّهم ردّود، ولم يكفّنوه فيه».
وأخرج أبو داود والنسائي رواية الترمذي.
وفي أخرى لأبي داود: قالت:«أدرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثوب حبرة، ثم أخّر عنه».
وفي أخرى له «كفّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة أثواب يمانيّة بيض ليس فيها قميص ولا عمامة».
وفي أخرى للنسائي: «كفّن في ثلاثة أثواب يمانّية بيض سحول كرسف».
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
سحولية: سحول: قرية باليمن تنسب إليها الثياب، وقيل: السحولية: المقصورة كأنها نسبت إلى السحول، وهو القصار، لأنه يسحلها، أي: يغسلها، وروي بضم السين، كأنه نسب إلى السحول جمع سحل، وهو الثوب الأبيض، وقيل: هو الثوب من القطن، وفي هذا النسب نظر من حيث إنه نسب إلى الجمع، وقد ذكر أن اسم القرية اليمانية [سحول] بضم السين.
الكرسف: القطن، وقد وصف به، كقولهم: مررت بحية ذراع.

8541 - (د) عامر [بن شرحبيل الشعبي] -رحمه الله- قال: «غسّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليّ، والفضل، وأسامة، وهم أدخلوه في قبره، قال: حدّثني مرحّب - أو ابن أبي مرحّب - أنها أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف، فلما فرغ عليّ، قال: إنما يلي الرجل أهله».
وفي رواية عن الشعبي عن أبي مرحّب «أنّ عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،قال: كأني أنظر إليهم أربعة» أخرجه أبو داود.
وفي رواية ذكرها رزين قال: «غسّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليّ، والفضل ومعهما العباس، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره، وكان معهم في الغسل ابن عوف ورجل من الأنصار، فلما فرغوا قال عليّ: إنما يلي الرجل أهله، قال عبد الرحمن: كأنّي أنظر إلى الذين نزلوا في قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، أحدهم: أنصاريّ».

الفصل الثالث: في دفنه صلى الله عليه وسلم
8542 - (ط) مالك بن أنس -رحمه الله- بلغه «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفّي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء، وصلّى الناس عليه أفذاذا، لا يؤمّهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: بالبقيع، فجاء أبو بكر، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما دفن نبيّ قطّ إلا في مكانه الذي توقّي فيه، فحفر له فيه، فلما أرادوا غسله أرادوا نزع قميصه، فسمعوا صوتا يقول: لا تنزعوا القميص. فلم ينزع القميص، فغسّل وهو عليه». أخرجه الموطأ.

[شرح الغريب]
أفذاذا: الأفذاذ: جمع فذ، وهو المنفرد.

8543 - (ت) عائشة وابن عباس-رضي الله عنهما- قالا: «لمّا قبض رسول الله وغسّل، اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: ما نسيت ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحبّ أن يدفن فيه، ادفنوه في موضع فراشه» أخرجه الترمذي.
8544 - (ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال: «كان بالمدينة رجلان: أحدهما يلحد، والآخر يشقّ، فقالوا: أيّهما جاء أول عمل عمله، فجاء الذي يلحد، فلحد له». أخرجه الموطأ.
8545 - (م س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: - في مرضه الذي هلك فيه - «الحدوا لي لحدا، وانصبوا عليّ اللّبن نصبا، كما صنع برسول الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم والنسائي.
8546 - (ت س) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «جعل تحت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قبره، قطيفة حمراء». أخرجه الترمذي والنسائي.
وقال الترمذي: وقد روي عن ابن عباس كراهة ذلك.

8547 - (ت) محمد بن علي بن الحسين قال: «الذي ألحد قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبو طلحة، والذي ألقى القطيفة تحته: شقران، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال جعفر بن محمد: وأخبرني ابن أبي رافع قال: سمعت شقران مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أنا واللّه طرحت القطيفة تحت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القبر» أخرجه الترمذي.
8548 - (د) القاسم بن محمد [بن أبي بكر] -رحمه الله- قال: «دخلت على عائشة أمّ المؤمنين بيتها، فقلت: يا أمّه، اكشفي لي عن قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة، ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء» أخرجه أبو داود.
وزاد رزين في روايته: «ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقدّم القبلة، وأبو بكر خلفه، رأسه عند منكبي رسول الله، وطالت رجلاه أسفل، وعمر خلف أبي بكر على تلك الرتبة».

8549 - (خ) [أبو بكر بن عياش] عن سفيان التمار «أنه [حدّثه أنه] رأى قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسنّما» أخرجه البخاري.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir