دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 01:41 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب في اللعن والسب

الكتاب السادس: في اللعن والسب
الفصل الأول: في ذم اللعنة، واللاعن
8430 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان، ولا فاحش ولا بذيء». أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
بطعان، الطعان: الذي يطعن في أعراض الناس، ويقع فيهم، ومنه: الطعن في النسب، وهو القدح فيه.
بذيء، البذاء: الفحش في القول.

8431 - (م د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال زيد بن أسلم: إن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح قالت له أم الدرداء: سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته، فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يكون اللعّانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» هذه الرواية لم يذكرها الحميدي في كتابه.
وفي رواية مختصرا: عن أم الدرداء عن أبي الدراء، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن اللعّانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة». أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود المسند منه فقط، ولم يذكر «يوم القيامة».

[شرح الغريب]
بأنجاد، الأنجاد، جمع: نجد، وهو متاع البيت من فرش ونمارق وستور، ومنه قولهم: بيت منجد.

8432 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يكون المؤمن لعّانا» أخرجه الترمذي.
8433 - (د ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله، ولا بالنار». أخرجه أبو داود والترمذي.
8434 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعانا» أخرجه مسلم.
8435 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ادع الله على المشركين، والعنهم، فقال: إني إنما بعثت رحمة، ولم أبعث لعانا». أخرجه مسلم.
8436 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبّابا، ولا فاحشا، ولا لاعنا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة، ماله تربت يمينه؟» وفي رواية: «ترب جبينه» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
المعتبة المعتبة بالفتح والكسر: الاسم من العتب، عتب يعتب عتبا ومعتبة ومعتبا، والمراد به ها هنا: الموجدة والغضب.
تربت يمينه يقال في الدعاء: "تربت يمينه، أي: افتقر، كأنه التصق بالتراب من الفقر، وقد كثر في الاستعمال، حتى صار يقال عند التعجب من الشيء ونحوه من المحاورات.

8437 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر».أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
8438 - (خ) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يرمي رجل رجلا بالفسق، أو بالكفر، إلا ارتدّت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» أخرجه البخاري.
8439 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا لعن العبد شيئا صعدت اللّعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، فتأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغا: رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا، وإلا رجعت إلى قائلها» أخرجه أبو داود.
8440 - (د) عائشة - رضي الله عنها - «أنها سرقت ملحفة لها فجعلت تدعو على من سرقها، فجعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تسبخي عنه، قال أبو داود: لا تسبّخي عنه: لا تخفّفي عنه» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
لا تسبخي التسبيخ - بالخاء المعجمة- التخفيف، يقال: سبخ الله عنه الحمى، أي: خففها.

8441 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «المستبّان ما قالا، فعلى الأول» وفي رواية: «فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم» أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي.
8442 - (خ م ط ت د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما» وفي رواية: «إذا كفّر الرجل أخاه، فقد باء بها أحدهما» وفي أخرى:«أيما امرئ قال لأخيه: كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه» أخرجه الجماعة إلا النسائي.
[شرح الغريب]
باء بها باء بالشيء: إذا رجع به واحتمله.

8443 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال لأخيه: ياكافر، فقد باء بها أحدهما" أخرجه البخاري.
الفصل الثاني: فيما نهي عن لعنه وسبه
الدهر
8444 - (خ م د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الله عز وجل:«يسبّ بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار».
وفي أخرى «أقلب ليله ونهاره، وإذا شئت قبضتهما».
وفي أخرى أقل: قال الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم بسبّ الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلّب الليل والنهار».
وفي أخرى: «يؤذيني ابن آدم، يقول: يا خيّبة الدهر، فلا يقولنّ أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أقلّب ليله ونهاره».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسمّوا العنب الكرم، ولا تقولوا: يا خيبة الدهر».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج أبو داود الثالثة.
وفي رواية الموطأ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يقل أحدكم: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر».

[شرح الغريب]
لا تسبوا الدهر كان من عادة العرب: أن يذموا الدهر، ويسبوه عند النوازل، وقد جاء في أشعارهم كثيراً، اعتقاداً منهم أن النوائب من أفعال الدهر، فقال الله عز وجل:"وأنا الدهر" أي: أنا الذي أحل بهم النوائب والنوازل، وأنا فاعل ذلك، فالذي تظنون أنه الدهر الفاعل لذلك، إنما هو أنا، فأنا الدهر الذي يفعل ما تنسبونه إلى الدهر في زعمكم.
قال الخطابي: كان بعضهم ينكر رواية أصحاب الحديث " الدهر" مرفوعاً، ويقول: لو كان كذلك لكان اسماً معدوداً من أسماء الله تعالى، وكان هذا القائل يرويه منصوباً، ويقول:"وأنا الدهر أقلب الليل والنهار" فينصبه على الظرفية، أي:أنا أطول الزمان أقلب الليل والنهار، قال الخطابي: والمعنى الأول: هو وجه الحديث.

الريح
8445 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «إن رجلا لعن الريح - وفي رواية: إن رجلا نازعثنّه الريح رداءه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلعنها - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تلعنها،فإذنها مأمورة مسخرة، وإنهمن لعن شيئا ليس له بأهل رجعت عليه». أخرجه أبو داود والترمذي.

8446 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن هذه الريح من روّح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبّوها، وسلو الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها». أخرجه أبو داود.
الأموات
8447 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبّوا الأموات، فإنهم قد أفضوّا إلى ما قدّموا». أخرجه البخاري والنسائي.
وفي رواية أبي داود قال: «إذا مات صاحبكم فدعوه، ولا تقعوا فيه».
وفي أخرى للنسائي قالت: «ذكر عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هالك بسوء، فقال: لا تذكروا هلكاكم إلا بخير».

8448 - (ت) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبّوا الأموات، فتؤذوا الأحياء» أخرجه الترمذي.
8449 - عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبّوا الأموات، فتؤذوا الأحياء، لا تسبّوهم، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا» أخرجه....
8450 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اذكروا محاسن موتاكم، وكفّوا عن مساويهم». أخرجه أبو داود والترمذي.
الدابة
8451 - (م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال:«بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة لها فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد» أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر، فسمع لعنة، فقال ما هذه؟ قيل: هذه فلانة لعنت راحلتها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: ضعوا عنها، فإنها ملعونة، فوضعوا عنها، قال عمران: فكأني أنظر إليها، ناقة ورقاء».

[شرح الغريب]
ورقاء: ناقة ورقاء: أي: بيضاء إلى سوداء، والورقة في الألوان: السمرة

8452 - (م) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه- قال:«بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وتضايق بهم الجبل، فقالت: حلّ حل، اللهم العنها، فقال رسول فالله -صلى الله عليه وسلم-: لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة».
وفي رواية: «لا ايم الله - لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة من الله، أو كما قال» أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
حل حل زجر للإبل يحثها على السير.

الديك
8453 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة» أخرجه أبو داود.

الفصل الثالث: فيمن لعنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سبه ممن لم يرد في باب مفرد
8454 - (م س) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال:«كنت عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل، فقال: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسر إليك؟ فغضب، وقال: ما كان يسرّ إليّ شيئا يكتمه الناس، غير أنه حدّثني بأربع كلمات، قلت: ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من أوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض».
أخرجه مسلم، وفي رواية النسائي، وقال في الرابعة «من أحدث حدثا».
s آوى محدثا المحدث: الذي قد أذنب ذنباً وفعل أمراً منكراً، المعنى: من نصره ومنع منه، وضمه إليه ليحميه.
منار الأرض المنار: العلامة التي تكون على الطرق، والحد بين الأرضي.

8455 - عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ملعون من سبّ أباه ملعون من سبّ أمّه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غيرّ تخوم الأرض، ملعون من صدّ أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط». أخرجه...
[شرح الغريب]
تخوم الأرض بضم التاء وفتحها - وهي حدودها - واحدها: تخم، قال أبو عبيدة: هي المعالم، والمعنى في ذلك يقع في موضعين.
أحدهما: أن يكون ذلك في تعيين حدود الحرم التي حدها إبراهيم عليه السلام، والآخر: أن يدخل الرجل في ملك غيره من الأرض فيأخذه ظلماً.

8456 - عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستّة لعنتهم ولعنهم الله وكلّ نبي مجاب: المحرّف لكتاب الله - وفي رواية: الزائد في كتاب الله - والمكذّب بقدر الله، والمستحل لحرم الله، والمتسلّط بالجبروت ليعزّ من أذل الله، ويذل من أعزّ الله، والمستحلّ ما حرّم الله من عترتي، والتارك لسنّتي» أخرجه...
8457 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة: رجلا أمّ قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجلا سمع حي على الفلاح ثم لم يجب». أخرجه الترمذي.
8458 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:«آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك والواشمة والمستوشمة والموشومة للحسن، ومانع الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة» أخرجه النسائي.
s الواشمة والمستوشمة والموشومة الوشم: يكون في اللثة والشفة، بأن يغير لونها بزرقة أو خضرة أو سواد، والوشمة: هي التي تفعل ذلك بالنساء، والمستوشمة: التي يفعل بها ذلك، والموشومة: المفعول بها أيضاً ذلك

8459 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، ومانع الصدقة، وكان ينهى عن النّوح».
وفي رواية قال: «لعن آكل الربا، وموكله، وشاهده، وكاتبه، والواشمة والمستوشمة إلا من داء، والمحلّل والمحلل له، ومانع الصدقة، وكان ينهى عن النوح» ولم يقل: «لعن» أخرجه النسائي.
s المحلل: هو الذي يتزوج المراة المطلقة ثلاثاً لتحل لزوجها الأول بوطئه، والمحلل له: هو المطلق أولاً.

8460 - (ط) محمد بن عبد الرحمن - رحمه الله -: أنه سمع أمّه عمّرة بنت عبد الرحمن تقول: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المختفي والمختفية» يعني نبّاش القبور. أخرجه الموطأ.
8461 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قنت شهرا يلعن رعلا وذكوان وعصيّة، عصوا الله ورسوله». أخرجه البخاري ومسلم.
وقد تقدم في «باب القنوت» في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد أحاديث في لعن هذه القبائل.

الفصل الرابع: فيمن لعنه[رسول الله - صلى الله عليه وسلم-]، أو سبه، وسأل الله: أن يجعلها رحمة
8462 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أتخذ عندك عهدا لنّ تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأيّ المؤمنين آذيته، شتمّته، لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي أخرى لهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيّما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة، وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة، واجعل ذلك كفّارة له إلى يوم القيامة».
وقد جاء هذا الحديث من طرق مختلفة اللفظ باتفاق المعنى، وفي بعضها لمسلم نحوه، إلا أنه قال:«أو جلدّه» قال أبو الزناد: وهي لغة أبي هريرة، وإنما هي «جلدته».

[شرح الغريب]
جلده: هو جلدته، إلا أنه أدغم التاء في الدال، بأن قلبها دالا ثم أدغمها.

8463 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنما أنا بشر، وإني اشترطت على ربيّ: أيّ عبد من المسلمين سببته أو شتمته: أن يكون ذلك له زكاة وأجرا». أخرجه مسلم.
8464 - (م) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان، فكلّماه بشيء لا أدري ما هو، فأغضباه، فلعنهما، وسبّهما، فلما خرجا، قلت: يا رسول الله، لمنّ أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان، قال: وما ذلك؟ قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: لا،قال: قلت: اللهم إني أنا بشر، فأيّ المسلمين سببته أو لعنته فاجعلّها له زكاة وأجرا» أخرجه مسلم.
8465 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:«كانت عند أمّ سليم يتيمة، فرآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أنت هيه؟! فقد كبرت، لا كبر سنك - أو قرنك - فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت لها: مالك يا بنيّة؟ فقالت: دعا عليّ نبيّ الله أن لا يكّبر سنّي، فإذنّ لا كبر سنّي أبدا، أو قالت: قرني، فخرجت أمّ سليم مستعجلة تلوث خمارها، حتى لقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مالك يا أمّ سليم؟ فقالت: يا نبيّ الله، دعوت على بنّتي فقال: وما ذلك يا أمّ سليم؟ قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنّها، أو قرنها، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: يا أم سليم، أما تعلمين شرطي على ربي؟ إني اشترطت على ربي، فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيّما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن تجعلها له طهورا وزكاة، وقربة تقرّبه بها يوم القيامة» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
تلوث خمارها: لاث العمامة على رأسها يلوثها:إذا عصبها، ولاثت المرأة الخمار: إذا شدته على وجهها.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir