دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1432هـ/24-02-2011م, 11:38 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما جاء في قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}

باب ما جاء في قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}

ما جاء في قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور}، وقوله تبارك وتعالى: {وجاء ربك والملك صفا صفا}.
943- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن الفضل الصائغ، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، في قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} يقول: الملائكة يجيئون في ظلل من الغمام، والله عز وجل يجيء فيما يشاء، وهي في بعض القراءة: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} وهي كقوله} {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا}. قلت: فصح بهذا التفسير أن الغمام إنما هو مكان الملائكة ومركبهم، وأن الله تعالى
[الأسماء والصفات: 2/370]
لا مكان له ولا مركب، وأما الإتيان والمجيء فعلى قول أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه يحدث الله تعالى يوم القيامة فعلا يسميه إتيانا ومجيئا، لا بأن يتحرك أو ينتقل، فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام، والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شيء. وهذا كقوله عز وجل: {فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} ولم يرد به إتيانا من حيث النقلة، إنما أراد إحداث الفعل الذي به خرب بنيانهم وخر عليهم السقف من فوقهم، فسمى ذلك الفعل إتيانا، وهكذا قال في أخبار النزول إن المراد به فعل يحدثه الله عز وجل في سماء الدنيا كل ليلة يسميه نزولا بلا حركة ولا نقلة، تعالى الله عن صفات المخلوقين
944- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدّثنا أحمد بن سليمان النّجاد، قال: قرئ على سليمان بن الأشعث الأشجعيّ، وأنا أسمع، حدّثنا القعنبيّ، عن مالكٍ، عن ابن شهابٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، وعن أبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ينزل اللّه عزّ وجلّ كلّ ليلةٍ إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
[الأسماء والصفات: 2/371]
945- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين، حدّثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالكٍ فذكر بمعناه.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن القعنبيّ.
ورواه مسلمٌ، عن يحيى بن يحيى، ورواه أيضًا يحيى بن أبي كثيرٍ، ومحمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
946- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، والعباس بن محمد الدوري، قالا: حدّثنا محاضر بن المورع، حدّثنا سعد بن سعيد، أخبرنا سعيد بن مرجانة، قال: سمعت أبا هريرة، رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل ـ أو لثلث الليل ـ الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه؟ ثم يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟ رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر، عن محاضر بن المورع، وأخرجه أيضا من حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه أيضا أبو جعفر محمد بن علي في آخرين عن أبي هريرة رضي الله عنه
947- أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسن بن فوركٍ، أخبرنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة، أخبرنا أبو إسحاق، قال: سمعت الأغرّ، يقول: أشهد على أبي سعيدٍ، وأبي هريرة، رضي اللّه عنهما، أنّهما شهدا على رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يمهل حتّى يمضي ثلثا اللّيل ثمّ يهبط، فيقول: هل من سائلٍ؟ هل من تائبٍ؟ هل من مستغفرٍ من ذنبٍ؟ فقال له رجلٌ: حتّى يطلع الفجر؟ فقال: نعم
[الأسماء والصفات: 2/372]
أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من حديث غندرٍ، عن شعبة، وقال: فينزل بدل قوله: ثمّ يهبط وبمعناه قاله منصورٌ، عن أبي إسحاق، عن الأغرّ أبي مسلمٍ: ينزل إلى السّماء الدّنيا
948- أخبرنا أبو سعيدٍ عبد الرّحمن بن محمّد بن شبانة الشّاهد، بهمذان، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا محمّد بن أيّوب، أخبرنا أبو الوليد الطّيالسيّ ح وأخبرنا أبو زكريّا بن أبي إسحاق، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدّثنا محمّد بن عيسى الواسطيّ، حدّثنا هشام بن عبد الملك الطّيالسيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينارٍ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ينزل اللّه عزّ وجلّ إلى السّماء الدّنيا في ثلث اللّيل، فيقول: هل من تائبٍ فأتوب عليه؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ قال: وذلك في كلّ ليلةٍ لفظ حديث الواسطيّ وهو أتمّ وقد روي في معنى هذا الحديث عن أبي بكرٍ الصّدّيق، وعليّ بن أبي طالبٍ، وعبد الله بن مسعودٍ، وعبادة بن الصّامت، ورفاعة بن عرابة، وجابر بن عبد الله، وعثمان بن أبي العاص، وأبي الدّرداء، وأنس بن مالكٍ، وعمرو بن عبسة، وأبي موسى الأشعريّ، وغيرهم رضي اللّه عنهم، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وروي فيه، عن عبد الله بن عبّاسٍ، وأمّ سلمة، وغيرهما رضي اللّه عنهم
[الأسماء والصفات: 2/373]
949- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، أخبرنا سلم بن قادم، حدّثنا موسى بن داود، قال: قال لي عباد بن العوام: قدم علينا شريك بن عبد الله منذ نحو من خمسين سنة، قال: فقلت له: يا أبا عبد الله، إن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث. قال: فحدثني بنحو من عشرة أحاديث في هذا، وقال: أما نحن فقد أخذنا ديننا هذا عن التابعين عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم عمن أخذوا؟
[الأسماء والصفات: 2/374]
950- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا العنبري، يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي، يقول: سمعت قاضي فارس يقول: قال إسحاق بن راهويه: دخلت يوما على عبد الله بن طاهر فقال لي: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت له: ويقدر. فسكت عبد الله. قال أبو العباس: أخبرني الثقة من أصحابنا قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر فقال لي: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت: أيها الأمير إن الله تعالى بعث إلينا نبيا، نقل إلينا عنه أخبار بها نحلل الدماء، وبها نحرم، وبها نحلل الفروج، وبها نحرم، وبها نبيح الأموال وبها نحرم، فإن صح ذا صح ذاك، وإن بطل ذا بطل ذاك. قال: فأمسك عبد الله
951- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أحمد بن سلمة، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يقول: جمعني وهذا المبتدع ـ يعني إبراهيم بن أبي صالح ـ مجلس الأمير عبد الله بن طاهر
[الأسماء والصفات: 2/375]
فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال إبراهيم: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء. فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء. قال فرضي عبد الله كلامي وأنكر على إبراهيم. هذا معنى الحكاية
952- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا العنبري، يقول: سمعت أبا العباس، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم، يقول: دخلت يوما على طاهر بن عبد الله بن طاهر، وعنده منصور بن طلحة، فقال لي: يا أبا يعقوب، إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت له: تؤمن به؟ فقال طاهر: ألم أنهك عن هذا الشيخ، ما دعاك إلى أن تسأله عن مثل هذا؟ قال إسحاق: فقلت له: إذا أنت لم تؤمن أن لك ربا يفعل ما يشاء، لست تحتاج أن تسألني. قلت: فقد بين إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في هذه الحكاية أن النزول عنده من صفات الفعل، ثم إنه كان يجعله نزولا بلا كيف، وفي ذلك دلالة على أنه كان لا يعتقد فيه الانتقال والزوال
953- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني، قال: وفيما أجازني جدي يعني محمود بن الفرح قال: قال إسحاق بن
[الأسماء والصفات: 2/376]
راهويه: سألني ابن طاهر عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني في النزول ـ فقلت له: النزول بلا كيف. قال أبو سليمان الخطابي: هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها، وإجراءها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها. وذكر الحكاية التي
954- أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدّثنا الحسن بن محمد الداركي، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا ابن مصفى، حدّثنا بقية، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، ومكحول، قالا: امضوا الأحاديث على ما جاءت
955- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدّثنا محمد بن بشر بن مطر، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية
[الأسماء والصفات: 2/377]
قال أبو سليمان: وقد روينا عن عبد الله بن المبارك أن رجلا قال له، كيف ينزل؟ فقال له بالفارسية: {كدخدائ كارخويش كن} ينزل كما يشاء.
956- أخبرنا أبو عثمان، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدّثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدّثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن محبوب، حدّثنا أحمد بن حيويه، حدثنا أبو عبد الرحمن العتكي، حدّثنا محمد بن سلام، قال: سألت عبد الله بن المبارك. فذكر حكاية قال فيها: فقال الرجل يا أبا عبد الرحمن، كيف ينزل؟ فقال عبد الله بن المبارك: كدخاي كارخويش كن ينزل كيف يشاء قال أبو سليمان رحمه الله: وإنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت، وهذا صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا يستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده، وعطفه عليهم واستجابته دعائهم ومغفرته لهم، يفعل ما يشاء، لا يتوجه على صفاته كيفية، ولا على أفعاله كمية، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال أبو سليمان رحمه الله في معالم السنن: وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره.
[الأسماء والصفات: 2/378]
وأن لا نكشف عن باطنه، وهو من جملة المتشابه الذي ذكره الله تعالى في كتابه فقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} الآية فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل، والمتشابه يقع به الإيمان والعلم الظاهر، ويوكل باطنه إلى الله عز وجل، وهو معنى قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله} وإنما حظ الراسخين أن يقولوا آمنا به كل من عند ربنا. وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن كقوله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر}.
وقوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا} والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه، وروي مثل ذلك عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. وقد زل بعض شيوخ أهل الحديث ممن يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال، فحاد عن هذه الطريقة حين روى حديث النزول، ثم أقبل على نفسه، فقال: إن قال قائل: كيف ينزل ربنا إلى السماء؟ قيل له: ينزل كيف يشاء. فإن قال: هل يتحرك إذا نزل؟ فقال: إن شاء يتحرك وإن شاء لم يتحرك. وهذا خطأ فاحش عظيم، والله تعالى لا يوصف بالحركة، لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد، وإنما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون، وكلاهما من أعراض الحدث، وأوصاف المخلوقين، والله تبارك وتعالى متعال عنهما، ليس كمثله شيء. فلو جرى هذا الشيخ على طريقة السلف الصالح ولم يدخل نفسه فيما لا يعنيه لم يكن يخرج به القول إلى مثل هذا الخطأ الفاحش. قال: وإنما ذكرت هذا لكي يتوقى الكلام فيما كان من هذا النوع، فإنه لا يثمر خيرا ولا يفيد رشدا، ونسأل الله العصمة من
[الأسماء والصفات: 2/379]
الضلال، والقول بما لا يجوز من الفاسد والمحال. وقال القتيبي: قد يكون النزول بمعنى إقبال على الشيء بالإرادة والنية، وكذلك الهبوط والارتفاع والبلوغ والمصير، وأشباه هذا الكلام، وذكر من كلام العرب ما يدل على ذلك. قال: ولا يراد في شيء من هذا انتقال يعني بالذات، وإنما يراد به القصد إلى الشيء بالإرادة والعزم والنية. قلت: وفيما قاله أبو سليمان رحمه الله كفاية، وقد أشار إلى معناه القتيبي في كلامه، فقال: لا نحتم على النزول منه بشيء، ولكنا نبين كيف هو في اللغة، والله أعلم بما أراد. وقرأت بخط الأستاذ أبي عثمان رحمه الله في كتاب الدعوات عقيب حديث النزول: قال الأستاذ أبو منصور يعني الحمشاذي على إثر الخبر: وقد اختلف العلماء في قوله: ينزل الله فسئل أبو حنيفة عنه فقال: ينزل بلا كيف. وقال حماد بن زيد: نزوله إقباله. وقال بعضهم: ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق بالتجلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه عن أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها عن أن تكون ذاته مثل ذات الغير، فمجيئه وإتيانه ونزوله على حسب ما يليق بصفاته من غير تشبيه وكيفية. ثم روى الإمام رحمه الله عقيب حكاية ابن المبارك حين سئل عن كيفية نزوله، فقال عبد الله: كد خداي كارخويش كن ينزل كيف يشاء. وقد سبقت منه هذه الحكاية بإسناده وكتبتها حيث ذكرها أبو سليمان رحمه الله.
957- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله
[الأسماء والصفات: 2/380]
المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفا صفا} والمجيء والنزول صفتان منفيتان عن الله تعالى، من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا
958- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن عمرٍو الحرشيّ، حدّثنا القعنبيّ، حدّثنا يزيد بن إبراهيم التّستريّ، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمّدٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: تلا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ اللّه والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا وما يذّكّر إلاّ أولو الألباب، قالت: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى اللّه عزّ وجلّ فاحذروهم.
رواه البخاريّ، ومسلمٌ في الصحيح، عن القعنبيّ
[الأسماء والصفات: 2/381]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir