دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > الأسماء والصفات > الأسماء والصفات للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الأول 1432هـ/20-02-2011م, 07:34 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي باب ما جاء في إثبات صفة العلم

باب ما جاء في إثبات صفة العلم

قال الله عز وجل: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يقول: لا يعلمون شيئا من علمه إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلموه بتعليمه.
وقال جلّ وعلا: {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون}.
وقال جلّ جلاله: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه} وذلك حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نجد أحدا يشهد أنك رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا}.
وقال تبارك وتعالى: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه}.
وقال تعالى: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين}.
وقال جلت عظمته: {إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما}.
وقال جلت قدرته فيما يقوله حملة العرش: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}.
وقال جلت قدرته: {الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} أي علمه قد أحاط بالمعلومات كلها وقال عز وجل: {إن الله عنده علم الساعة}.
وقال تعالى: {إنما العلم عند الله} وكان الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني يقول: من أسامي صفات الذات ما هو للعلم، منها:
[الأسماء والصفات: 1/293]
« العليم ومعناه تعميم جميع المعلومات ومنها الخبير ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون ومنها الحكيم ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف ومنها الشهيد ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر ومعناه أنه لا يغيب عنه شيء ومنها الحافظ ويختص بأنه لا ينسى ما علم. ومنها المحصي ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق، فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق وقد قال جل وعلا: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
220- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا بشر بن موسى، حدّثني الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، أخبرني سعيد بن جبيرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: إنّ نوفًا البكاليّ يزعم أنّ موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل، إنّما هو موسى آخر، فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: كذب عدوّ الله.
[الأسماء والصفات: 1/294]
حدّثنا أبيّ بن كعبٍ، أنّه سمع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: قام موسى عليه السّلام خطيبًا في بني إسرائيل فسئل: أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب اللّه عليه إذ لم يردّ العلم إليه، فقال: إنّ لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى عليه السّلام: أي ربّ فكيف لي به؟ قال: تأخذ حوتًا، فتجعله في مكتلٍ، ثمّ تنطلق فحيث فقدت الحوت فهو ثمّ، فأخذ حوتًا، فجعله في مكتلٍ، ثمّ انطلق وانطلق معه به فتاه يوشع بن نونٍ حتّى إذا انتهى إلى الصّخرة، وضعا رؤوسهما فناما، فاضطرب الحوت في المكتل، فخرج منه فسقط في البحر، فاتّخذ سبيله في البحر سربًا، وأمسك اللّه تعالى عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطّاق، فلمّا استيقظ موسى نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقيّة يومهما وليلتهما، حتّى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا قال: ولم يجد موسى النّصب حتّى جاوز المكان الّذي أمره اللّه تعالى به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلاّ الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبًا قال: فكان للحوت سربًا، ولموسى وفتاه عجبًا: قال ذلك ما كنّا نبغ فارتدّا على آثارهما قصصًا قال: رجعا يقصّان آثارهما حتّى انتهيا إلى الصّخرة، فإذا رجلٌ مسجًّى، أي مغطًّى، بثوبٍ فسلّم عليه موسى، فقال الخضر عليه السّلام، وأنّى بأرضك السّلام؟ قال: أنا موسى قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلّمني ممّا علّمت رشدًا، قال الخضر عليه السّلام: إنّك لن تستطيع معي صبرًا، يا موسى إنّي على علمٍ من علم الله عزّ وجلّ علّمنيه لا تعلمه، وأنت على علمٍ من علم
[الأسماء والصفات: 1/295]
اللّه علّمكه اللّه لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء اللّه صابرًا ولا أعصي لك أمرًا، قال الخضر: فإن اتّبعتني فلا تسألني عن شيءٍ حتّى أحدث لك منه ذكرًا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرّت سفينةٌ، فكلّموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نولٍ، فلمّا ركبا السّفينة لم يفجأ موسى إلاّ والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السّفينة بالقدوم، فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نولٍ عمدت إلى سفينتهم، فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال الخضر: قال ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرًا قال: وقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: كانت الأولى من موسى نسيانًا، قال: وجاء عصفورٌ فوقع على حرف السّفينة، فنقر في البحر نقرةً، فقال له الخضر عليه السّلام: ما نقص علمي وعلمك من علم الله تعالى إلاّ مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثمّ خرجا من السّفينة، فبينما هما يمشيان على السّاحل إذ أبصر غلامًا يلعب مع الصّبيان، فأخذ الخضر برأسه، فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى: فانطلقا حتّى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكيّةً بغير نفسٍ لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبرًا قال: وهذه أشدّ من الأولى، قال: إن سألتك عن شيءٍ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّي عذرًا قال: فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قريةٍ استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقضّ فأقامه قال: مائلا، فقال موسى: قومٌ أتيناهم لم يطعمونا ولم يضيّفونا لو شئت لاتّخذت عليه أجرًا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا: قال: فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: وددنا أنّ موسى كان صبر حتّى يقصّ علينا من خبرهما قال سعيد بن جبيرٍ: فكان ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما يقرأ: وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا وكان يقول: وأمّا الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن الحميديّ.
ورواه مسلمٌ، عن وإسحاق بن راهويه، وغيرهما، عمرٍو النّاقد عن سفيان بن عيينة
[الأسماء والصفات: 1/296]
221- أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في معنى قول الخضر عليه السلام: ما نقص علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر، هذا له وجهان: أحدهما أن نقر العصفور ليس بناقص للبحر فكذلك علمنا لا ينقص من علمه شيئا وهذا كما قيل: ولا عيب فينا غير أن سيوفنا بهن فلول من قراع الكتائب أي ليس فينا عيب وعلى هذا قول الله عز وجل: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما} أي لا يسمعون فيها لغوا البتة والآخر أن قدر ما أخذناه جميعا من العلم إذا اعتبر بعلم الله عز وجل الذي أحاط بكل شيء لا يبلغ من علم معلوماته في المقدار إلا كما يبلغ أخذ هذا العصفور من البحر، فهو جزء يسير فيما لا يدرك قدره، فكذلك القدر الذي علمناه الله تعالى في النسبة إلى ما يعلمه عز وجل كهذا القدر اليسير من هذا البحر والله ولي التوفيق. قلت: وقد رواه حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير مبينا إلا أنه وقفه على ابن عباس رضي الله عنهما
222- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل بن الخليل، أخبرنا عليّ بن مسهرٍ، أخبرنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: بينما موسى يخاطب الخضر والخضر يقول: ألست نبيّ بني إسرائيل؟ فقد أوتيت من العلم ما
[الأسماء والصفات: 1/297]
تكتفي به وموسى يقول له: إنّي قد أمرت باتّباعك، والخضر يقول: إنّك لن تستطيع معي صبرًا قال: فبينا هو يخاطبه إذ جاءه عصفورٌ، فوقع على شاطئ البحر، فنقر منه نقرةً، ثمّ طار فذهب، فقال الخضر لموسى: يا موسى، هل رأيت الطّير أصاب من البحر؟ قال: نعم: قال: ما أصبت أنا وأنت من العلم في علم الله عزّ وجلّ إلاّ بمنزلة ما أصاب هذا الطّير من هذا البحر
223- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمّدٍ الكعبيّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب القعنبيّ (ح) وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيدٍ الصّفّار، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا القعنبيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي الموالي، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة في الأمر كما يعلّمنا السّورة من القرآن، يقول لنا: إذا همّ أحدكم بالأمر ليركع ركعتين من دون الفريضة، ثمّ ليقل: اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللّهمّ فإن كنت تعلم هذا الأمر، يسمّيه بعينه الّذي يريد، خيرًا لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسّره لي، وبارك لي فيه، اللّهمّ وإن كنت تعلمه شرًّا لي، مثل الأوّل، فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدر لي الخير
[الأسماء والصفات: 1/298]
حيث كان، ثمّ رضّني به، أو قال: في عاجل أمري وآجله.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن قتيبة بن سعيدٍ وغيره، عن عبد الرّحمن بن أبي الموالي
[الأسماء والصفات: 1/299]
224- وأخبرنا أبو يعلى، حمزة بن عبد العزيز الصّيدلانيّ، أخبرنا أبو الفضل، عبدوس بن الحسين السّمسار، حدّثنا أبو حاتمٍ، محمّد بن إدريس الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن عمران بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، حدّثني أبي، حدّثني ابن أبي ليلى، عن فضيل بن عمرٍو، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه كان إذا استخار اللّه عزّ وجلّ في الأمر يريد أن يصنعه يقول: اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللّهمّ إن كان هذا خيرًا لي في ديني وخيرًا لي
[الأسماء والصفات: 1/300]
في معيشتي وخيرًا لي فيما ينبغي فيه الخير، فخر لي في عاقبته، ويسّر لي، ثمّ بارك لي فيه، وإن كان غير ذلك، فاقض لي الخير حيث كان ورضّني بقضائك
225- وأخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن مطرٍ، حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن داود السّمنانيّ، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، حدّثنا عمران بن محمّدٍ، عن أبيه، عن فضيل بن عمرٍو، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة إذا أراد أحدنا أمرًا أن يقول، فذكر الحديث بنحوه إلاّ أنّه قال: وخيرًا لي في عاقبتي فيسّره لي وزاد في آخره: يا أرحم الرّاحمين
[الأسماء والصفات: 1/301]
226- وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا حمزة بن العبّاس العقبيّ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم الدّيرعاقولي، حدّثنا عبّاس بن الفضل، حدّثنا يحيى بن اليمان، عن مسعرٍ، عن الحكم عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة يقول: إذا همّ أحدكم بأمرٍ فليقل: اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ثمّ ذكر الحديث مختصرًا
227- أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّدٍ المقرئ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: صلّى بنا عمّار بن ياسرٍ يومًا صلاةً، فأوجز فيها فقال بعض القوم: لقد خفّفت، أو كلمةً نحوها، فقال: لقد دعوت بدعواتٍ سمعتهنّ من رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فلمّا انطلق عمّارٌ اتّبعه رجلٌ وهو أبي، فسأله عن الدّعاء، ثمّ جاء
[الأسماء والصفات: 1/302]
فأخبر به فقال: اللّهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، اللّهمّ أسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الغضب والرّضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا يبيد، وقرّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضرّةٍ، ولا فتنةٍ مضلّةٍ، اللّهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين
228- أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ببغداد، أخبرنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان الفقيه، حدّثنا أبو بكرٍ يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، قراءةً عليه، حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، أخبرنا عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، قال: قال رجلٌ: لا إله إلاّ اللّه عدد ما أحصى علمه، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: لقد رأيت الملائكة يلقى
[الأسماء والصفات: 1/303]
بعضهم بعضًا أيّهم يسبق إليها، فيكتبها فقالت الملائكة: يا ربّ كيف نكتبها؟ فقال عزّ وجلّ: اكتبوها كما قال عبدي
229- أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمّد بن يوسف السّوسيّ، قالا: أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أخبرنا العبّاس بن الوليد يعني ابن مزيدٍ، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعيّ، يقول: حدّثني ربيعة بن يزيد، ويحيى بن أبي عمرٍو السّيبانيّ، قالا: حدّثنا عبد الله بن فيروز الدّيلميّ، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، فذكر حديثًا، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ اللّه تعالى خلق خلقه في ظلمةٍ، ثمّ ألقى عليهم من نوره.
[الأسماء والصفات: 1/304]
فمن أصابه من ذلك النّور يومئذٍ شيءٌ اهتدى، ومن أخطأه ضلّ، فلذلك أقول: جفّ القلم على علم الله قلت: يريد بقوله: من نوره أي من نور خلقه،:
قال اللّه تعالى: وجعل الظّلمات والنّور
230- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالويه المزكّي، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل، يعني محمّد بن المسيّب الشّعرانيّ، حدّثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن أبي حلبسٍ يزيد بن ميسرة، أنّه قال: سمعت أمّ الدّرداء، تقول: سمعت أبا الدّرداء رضي اللّه عنه، يقول: سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم، ما سمعته يكنّيه قبلها ولا بعدها، يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ
[الأسماء والصفات: 1/305]
قال: يا عيسى ابن مريم، إنّي باعثٌ بعدك أمّةً إن أصابهم ما يحبّون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم، قال: يا ربّ، وكيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي
[الأسماء والصفات: 1/306]
231- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن يوسف الأصبهانيّ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابيّ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا الهيثم بن خارجة، أخبرنا الحسن بن يحيى الخشنيّ، عن صدقة الدّمشقيّ، عن هشامٍ الكنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن جبريل، عليه الصّلاة والسّلام، عن ربّه تبارك وتعالى، فذكر الحديث، قال فيه: وإنّ
[الأسماء والصفات: 1/307]
من عبادي المؤمنين من لا يصلح له إلاّ الغنى، ولو أفقرته أفسده ذلك، وإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلح له إلاّ الفقر، ولو بسطت له أفسده ذلك، وإنّ من عبادي من يريد الباب من العبادة، فأكفّه عنه لئلا يدخله العجب، فيفسده ذلك، وإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلاّ الصّحّة ولو أسقمته لأفسده ذلك أظنّه قال: وإنّ من عبادي من لا يصلح إيمانه إلاّ السّقم، ولو صحّحته لأفسده ذلك، إنّي أدبّر عبادي بعلمي بقلوبهم، إنّي بهم عليمٌ خبيرٌ
232- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عمر بن حفص بن عمر، حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن عليٍّ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: بعثني العبّاس رضي اللّه عنه إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فأتيته ممسيًا وهو في بيت خالتي ميمونة رضي اللّه عنها، فقام رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي من اللّيل، فلمّا صلّى الرّكعتين قبل الفجر، قال: سبحان ذي القدرة والكرم، سبحان الّذي أحصى كلّ شيءٍ بعلمه قال: وذكر الحديث
233- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس
[الأسماء والصفات: 1/308]
محمد بن يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا حبان بن هلال، حدّثنا خالد الواسطي، حدّثنا مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: {وسع كرسيه السماوات والأرض} قال: علمه وقال غيره عن جعفر عن سعيد بن جبير من قوله
234- أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي، حدّثنا عثمان بن سعيد، حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: {وأضله الله على علم}، يقول: أضله الله في سابق علمه وقال في قوله تعالى: {يعلم السر وأخفى} يعلم ما أسر ابن آدم في نفسه وما خفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله، فالله تعالى يعلم ذلك كله وعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد
[الأسماء والصفات: 1/309]
235- أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن الجهم، حدّثنا يحيى بن زياد الفراء، في قوله عز وجل: {وما كان له عليهم من سلطان} أي حجة يضلهم به إلا أنا سلطناه عليهم لنعلم من يؤمن بالآخرة قال: فإن قال قائل: إن الله خبرهم بتسليط إبليس وبغير تسليطه قلت: مثل هذا في القرآن كثير.
قال الله عز وجل: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} وهو يعلم المجاهدين والصابرين بغير ابتلاء ففيه وجهان: أحدهما أن العرب تشترط للجاهل إذا كلمته شبه هذا شرطا تسنده إلى أنفسها وهي عالمة، ومخرج الكلام كأنه لمن لا يعلم: من ذلك أن يقول القائل: النار تحرق الحطب، فيقول الجاهل: بل الحطب يحرق النار فيقول العالم: سنأتي بحطب ونار لنعلم أيهما يأكل صاحبه، أو قال: أيهما يحرق صاحبه، وهو عالم فهذا وجه بين والوجه الآخر أن يقول: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم، معناه حتى نعلم عندكم، فكأن الفعل لهم في الأصل ومثله مما يدلك عليه قوله: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} عندكم يا كفرة، ولم يقل عندكم وذلك معناه ومثله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} أي عند نفسك إذا كنت تقوله في دنياك، ومثله قال الله لعيسى: {أأنت قلت للناس} وهو يعلم ما يقول وما يجيبه، فرد عليه عيسى، وعيسى يعلم أن الله لا يحتاج إلى إجابته، فكما صلح أن يسأل عما يعلم ويلتمس من عبده ونبيه الجواب، فكذلك يشترط ما يعلم من فعل نفسه حتى كأنه عند الجاهل لا يعلم، وحكى المزني عن الشافعي رضي الله عنه في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة
[الأسماء والصفات: 1/310]
التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول} يقول: إلا لنعلم أن قد علمتم من يتبع الرسول، وعلم الله تعالى كان قبل اتباعهم وبعده سواء وقال غيره: إلا لنعلم من يتبع الرسول بوقوع الاتباع منه كما علمناه قبل ذلك أنه يتبعه
236- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {وفوق كل ذي علم عليم} قال: يكون هذا أعلم من هذا ويكون هذا أعلم من هذا والله فوق كل عالم
237- أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الرازي، أنبأنا إبراهيم بن زهير الحلواني، حدّثنا مكي بن إبراهيم، أنبأنا خالد الحذاء، عن عكرمة، في قوله
[الأسماء والصفات: 1/311]
عز وجل: {وفوق كل ذي علم عليم} قال: ذلك الله عز وجل. ومن الناس فمنهم من هو أعلم، وذكر الأستاذ أبو منصور البغدادي رحمه الله، أخبرنا لا نقول: إن الله ذو علم على التنكير وإنما نقول: إنه ذو علم على التعريف كما نقول: إنه ذو الجلال والإكرام على التعريف، ولا نقول: ذو الجلال والإكرام على التنكير
238- أخبرنا أبو الفتح، هلال بن محمد بن جعفر ببغداد، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، حدّثنا أبو الأشعث، حدّثنا الفضيل بن عياض، حدّثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: {: يعلم السر وأخفى} قال: يعلم السر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا
[الأسماء والصفات: 1/312]
239- أخبرنا أبو القاسم الحربي، ببغداد، حدّثنا أحمد بن سلمان، حدّثنا محمد بن عثمان العبسي، حدّثنا عمي، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، قال: إن عزيرا سأل ربه عن القدر، فقال: سألتني عن علمي، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء
[الأسماء والصفات: 1/313]


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir