دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رجب 1434هـ/18-05-2013م, 11:07 PM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي باب ذكر ما جاءت به السّنّة من طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والتّحذير من طوائف يعارضون سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالقرآن

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب ذكر ما جاءت به السّنّة من طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والتّحذير من طوائف يعارضون سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالقرآن قال الشّيخ: " وليعلم المؤمنون من أهل العقل والعلم أنّ قومًا يريدون إبطال الشّريعة ودروس آثار العلم والسّنّة، فهم يموّهون على من قلّ علمه وضعف قلبه بأنّهم يدعون إلى كتاب اللّه ويعملون به، وهم من كتاب اللّه يهربون وعنه يدبرون، وله يخالفون وذلك أنّهم إذا سمعوا سنّةً رويت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رواها الأكابر عن الأكابر ونقلها أهل العدالة والأمانة، ومن كان موضع القدوة والأمانة وأجمع أئمّة المسلمين على صحّتها أو حكم فقهاؤهم بها، عارضوا تلك السّنّة بالخلاف عليها وتلقّوها بالرّدّ لها، وقالوا لمن رواها عندهم: تجد هذا في كتاب اللّه؟ وهل نزل هذا في القرآن؟ وأتوني بآيةٍ من كتاب اللّه حتّى أصدّق بهذا، فاعلموا رحمكم اللّه أنّ قائل هذه المقالة إنّما ترقّق عن صبوحٍ ويسرٍ خبيئًا في إربغاء يتحلّى بحلية المسلمين ويضمر على طويّة الملحدين، يظهر الإسلام بدعواه ويجحده بسرّه وهواه، فسبيل العاقل العالم إذا سمع قائل هذه المقالة أن يقول له: يا جاهلًا في الحقّ، خبيثًا في الباطن، يا من
[الإبانة الكبرى: 1/223]
خطّئ به طريق الرّشاد وسبيل أهل السّداد، إن كنت تؤمن بكتاب اللّه، وأنّه منزّلٌ من عند اللّه، وأنّ ما أمرك اللّه به وما نهاك عنه فرضٌ عليك قبوله، فإنّ اللّه أمرك بطاعة رسوله وقبول سنّته، لأنّ اللّه عزّ وجلّ إنّما ذكر فرائضه وأوامره بخطابٍ أجمله، وكلامٍ اختصره وأدرجه، دعا خلقه إلى فرائض ذكر أسماءها، وأمر نبيّه بأن يبيّن للنّاس معانيها، ويوقف الأمّة على حدود شرائعها ومراتبها، فقال تبارك وتعالى: {وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون} [النحل: 44] فربّنا تعالى هو المنزل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم هو المبيّن قال اللّه عزّ وجلّ: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} [البقرة: 43]، وقال: {وللّه على النّاس حجّ البيت} [آل عمران: 97] وقال: {وأتمّوا الحجّ والعمرة للّه} [البقرة: 196]، وقال: {كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم} [البقرة: 183] . فلو عارضك من هو في الزّيغ هالكٌ، وقال لك: إنّ الصّلاة الّتي دعاني اللّه إلى إقامتها إنّما هي صلاةٌ في عمري أو صلاةٌ واحدةٌ في كلّ يومٍ، أو عارضك في إحدى الصّلوات الخمس، فقال: إنّ صلاة الظّهر ركعتان، أو صلاة العصر ثلاث ركعاتٍ، أو قال لك: إنّ الّتي تسرّ القراءة فيها من صلاة النّهار سبيلك أن تجهر به، وما تجهر به في صلاة اللّيل والفجر سبيلك أن تخافت به، أو قال لك: إنّ اللّه تعالى قال:
[الإبانة الكبرى: 1/224]
{إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع} [الجمعة: 9]، فقال: إنّما أمرني اللّه بالسّعي والذّكر وليس تجب عليّ صلاةٌ، وإنّما أذكر اللّه بلساني، وأنصرف، أو قال لك: إنّ الصّلاة يوم الجمعة أربع ركعاتٍ كسائر الأيّام مثل صلاة الظّهر من غير خطبةٍ، وإلّا فأوجد لي للخطبة وصلاة الرّكعتين والجهر فيهما بالقراءة في كتاب اللّه موضعًا، أو قال لك: إنّ اللّه أمرني بالزّكاة، وإنّما تجب على من معه ألف دينارٍ في عمره مرّةً واحدةً دينارٌ واحدٌ، أو قال لك قائلٌ: إنّما الزّكاة في الذّهب والورق، ولا زكاة في الحبوب، ولا البهائم، أو كيف تعطى الزّكاة من البهائم، والأنعام؟، أو قال آخر: إنّ الخيل والبغال والحمير، والإماء، والعبيد، والعقارات، والسّفن، والثّياب الفاخرة، والجواهر، واليواقيت الّتي يتزيّن النّاس، ويتجمّلون بها من نفيس الأموال، وخطير العقد والأملاك، فلم لا تؤدّى زكاتها؟، أو قال لك قائلٌ: إنّي أحجّ بلا إحرامٍ، ولا أخلع ثيابي، ولا أجتنب شيئًا ممّا يجتنبه المحرمون، ولا أمتنع من جماع النّساء، وأستعمل الطّيب، ولا آتي الميقات، ويجزيني طوافٌ واحدٌ وسعيٌ واحدٌ، والعمرة الّتي ذكرها اللّه عزّ وجلّ إنّما هي صلاةٌ أصلّيها أو هديّةٌ أهديها، أو قال لك: إنّ الجمار لا أرميها، أو عارضك في شهور رمضان، وقال: إنّما فرض على النّبيّ وأصحابه، فقال: إنّ الشّهر الّذي فرض صيامه إنّما هو رمضان الّذي أنزل فيه القرآن، أو قال لك: إنّ الصّوم عن الطّعام والشّراب، فإن استعط الرّجل أو احتقن، أو ازدرد ما لا يؤكل ولا يشرب، مثل
[الإبانة الكبرى: 1/225]
الحصى والنّوى والحجارة، وما أشبهها لم يفسد ذلك صومه، أو عارضك آخر فقال لك: إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل ميراث الآباء للأبناء والأزواج والزّوجات والإخوة والأخوات، فأنا لا أمنع ابنًا أن يرث أباه، وإن كان الابن قاتلًا أو كافرًا أو عبدًا، وذلك الرّجل يرث زوجته اليهوديّة والنّصرانيّة، والأمة فإنّ اللّه عزّ وجلّ سمّاها زوجةً، وقد قال: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} [النساء: 12]، وماذا كنت قائلًا لرجلٍ قال لك: إنّ اللّه عزّ وجلّ ذكر المحرّمات من النّساء في كتابه، ثمّ قال عند آخرهنّ: {وأحلّ لكم ما وراء ذلكم} [النساء: 24]، فلم يمنعني أن أجمع بين المرأة وخالتها أو بين المرأة وعمّتها، وكذلك قال: {وأمّهاتكم الّتي أرضعنكم وأخواتكم من الرّضاعة} فما حرّم في كتابه غيرها بلبنٍ، فما تصنع بباقي المحرّمات بالرّضاع بمثلهنّ من النّسب، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «يحرم من الرّضاع ما يحرم من النّسب» . نعم ويجزي أيضًا من لبن الفحل مثله، وكلّ ذلك فغير موجودٍ
[الإبانة الكبرى: 1/226]
في كتاب اللّه قد أباح كلّ ما كان بعد المسمّيات، وماذا عساك كنت قائلًا لمن قال لك: إنّ اللّه أمرني أن أجعل وصيّتي إن حضرتني الوفاة لأبويّ، والأقرب من قرابتي، فإنّه قال: {إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرًا الوصيّة للوالدين والأقربين بالمعروف حقًّا على المتّقين} [البقرة: 180] ؟ وما أنت قائلٌ لمن قال لك: إنّ اللّه عزّ وجلّ قال: {والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا} [المائدة: 38] فمن سرق نواةً فما فوقها فهو سارقٌ، فأنا أرى قطع يده من حيث سرقها من حرزٍ أو غيره فهو سارقٌ، وقال لك آخر: اليد من الأنامل إلى المنكب كلّها يدٌ فأنا أقطع السّارق من منكبه، وقال لك آخر: لا أقطع إلّا أطراف أنامله ". هذا وشبهه، وما لو استقصيناه لطال الكتاب، وكثر الإسهاب، فبم إذًا أنت قاطعٌ حجّته ودارئٌ عن نفسك خصومته؟ وهل لك ملجأٌ تلجأ إليه، أو شيءٌ تعوّل عليه غير سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي فرض اللّه عليك طاعته فيها وقبولها والعمل بها فإن قلت: وما السّنّة الّتي هذا موضعها؟ قيل لك هو ما أمر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونهى عنه، وقاله أو فعله، وكلّ ذلك فواجبٌ عليك قبوله، والعمل به فاتّباعه هدًى والتّرك له على سبيل العناد كفرٌ وضلالٌ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد علم أنّه سيكون في آخر الزّمان أهل إلحادٍ وزيغٍ وضلالٍ يكذّبون سنّته ويجحدون مقالته، ويردّون شريعته، فلذلك قال فيهم ما قال ".
[الإبانة الكبرى: 1/227]
60 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن صالح بن سيّارٍ الأزديّ، قال: حدّثنا بشر بن مطرٍ، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، وسالمٍ أبي النّضر، عن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ، عن أبيه، أو غيره يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " لا ألفينّ أحدكم متّكيًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري ممّا أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب اللّه اتّبعناه "
[الإبانة الكبرى: 1/228]
61 - حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، عن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ، عن أبيه، أو عن غيره فذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. هكذا قال سفيان أنّه قال: " لا ألفينّ أحدكم متّكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري ممّا أمرت أو نهيت عنه فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب اللّه اتّبعناه "
[الإبانة الكبرى: 1/229]
62 - حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن سليمان النّعمانيّ الباهليّ، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/229]
حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن الجرجرائيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوفٍ الجرشيّ، عن المقدام بن معدي كرب، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه ألا أن يوشك شبعان على أريكته يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرّموه ألا لا يحلّ الحمار الأهليّ " وذكر الحديث
[الإبانة الكبرى: 1/230]
63 - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل، قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 1/230]
أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثنا الزّبيديّ، عن مروان بن رؤبة، عن عبد الرّحمن بن أبي عوفٍ الجرشيّ، عن المقدام بن معدي كرب، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " أوتيت الكتاب وما يعدله يوشك شبعان على أريكته يقول: بيننا وبينكم هذا الكتاب فما كان فيه من حلالٍ أحللناه، وما كان فيه من حرامٍ حرّمناه، وإنّه ليس كذلك "
[الإبانة الكبرى: 1/231]
64 - حدّثنا أبو الفضل شعيب بن محمّد بن الرّاجيان، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/231]
حدّثنا عليّ بن حربٍ، قال: حدّثنا أبو مسعودٍ الزّجّاج، عن أبي سعدٍ البقّال، عن أبي عبّادٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " عسى أحدكم يبلغه الحديث عنّي وهو متّكئٌ على أريكته، فيقول: هات به قرآنًا من كتاب اللّه، إلّا ما كان من حقٍّ قلته أو لم أقله، فأنا أقوله "
[الإبانة الكبرى: 1/232]
65 - حدّثنا أبو عليٍّ إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الرّيّان الشّبّيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه البربريّ،
[الإبانة الكبرى: 1/232]
قالا: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، أو غيره قال: كنّا عند عمران بن الحصين، وكنّا نتذاكر العلم قال: فقال رجلٌ: لا تتحدّثوا إلّا بما في القرآن، قال: فقال له عمران بن الحصين: «إنّك لأحمق، أوجدت في القرآن صلاة الظّهر أربع ركعاتٍ، والعصر أربعًا لا تجهر في شيءٍ منها، والمغرب ثلاثًا تجهر بالقراءة في ركعتين، ولا تجهر بالقراءة في ركعةٍ، والعشاء أربع ركعاتٍ تجهر بالقراءة في ركعتين، ولا تجهر بالقراءة في ركعتين، والفجر ركعتين تجهر فيهما بالقراءة» . قال عليٌّ: ولم يكن الرّجل الّذي قال هذا صاحب بدعةٍ، ولكنّها كانت منه زلّةٌ، قال: ثمّ قال عمران: لما نحن فيه يعدل القرآن، أو نحوه من الكلام
[الإبانة الكبرى: 1/233]
66 - أخبرني أبو صالحٍ أحمد بن محمّد بن ثابت ابن خال أبي
[الإبانة الكبرى: 1/233]
ـ رحمهما اللّه ـ قال: أخبرنا أبو عليٍّ الحسين بن خليلٍ العكبريّ، قال: حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: حدّثني صرد بن أبي المنازل، قال: سمعت حبيب بن أبي نضلة المالكيّ، قال: لمّا بني هذا المسجد مسجد الجامع قال: وعمران بن حصينٍ جالسٌ، فذكروا عنده السّاعة، فقال رجلٌ من القوم: يا أبا نجيدٍ إنّكم لتحدّثوننا أحاديث ما نجد لها أصلًا في القرآن قال: فغضب عمران بن حصينٍ، وقال للرّجل: «قرأت القرآن؟» قال: نعم، قال: " فهل وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثًا، وصلاة العشاء أربعًا، والغداة ركعتين، والأولى أربعًا، والعصر أربعًا؟ قال: فممّن أخذتم هذا الشّأن؟ ألستم عنّا أخذتموه؟ وأخذناه عن نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعنّا أخذتموه؟ أو عن من أخذتم في كلّ أربعين درهمًا درهمٌ؟ وفي كذا وكذا شاةٍ كذا وكذا ومن كذا وكذا بعيرٍ كذا وكذا، أوجدتم هذا في القرآن؟ قال لا، قال: فعمّن أخذتم هذا؟ ألستم عنّا أخذتموه؟ وأخذناه عن نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأخذتموه عنّا؟ قال: فهل وجدتم في القرآن {وليطّوّفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] وجدتم طوّفوا سبعًا، واركعوا خلف المقام ركعتين؟ هل وجدتم هذا في القرآن عمّن أخذتموه ألستم أخذتموه عنّا؟ وأخذناه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأخذتموه عنّا؟ قالوا: بلى قال:
[الإبانة الكبرى: 1/234]
فوجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب، ولا شغار في الإسلام، أوجدتم هذا في القرآن؟، قالوا: لا، قال عمران: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإسلام» . قال: أوما سمعتم اللّه تعالى قال لأقوامٍ في كتابه: {ما سلككم في سقر قالوا: لم نك من المصلّين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 43]، حتّى بلغ {شفاعة الشّافعين} [المدثر: 48] ؟ قال حبيبٌ: أنا سمعت عمران يقول: الشّفاعة نافعةٌ دون من يسبّحون
[الإبانة الكبرى: 1/235]
67 - قال: حدّثنا أبو عليٍّ إسماعيل بن محمّد بن الصّفّار، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/235]
حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، قال: حدّثني يحيى بن آدم، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن معمرٍ، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن عمران بن حصينٍ، أنّه قال لرجلٍ: «إنّك امرؤٌ أحمق أتجد في كتاب اللّه الظّهر أربعًا، لا تجهر فيها بالقراءة، ثمّ عدّد عليه الصّلاة، والزّكاة، ونحوها؟» ثمّ قال له: «أتجد هذا في كتاب اللّه مفسّرًا؟ إنّ كتاب اللّه أحكم ذلك، وإنّ السّنّة تفسّر ذلك»
[الإبانة الكبرى: 1/236]
68 - حدّثنا القاضي المحامليّ، وعبد اللّه بن محمّد بن سعيدٍ، قالا: حدّثنا يوسف بن موسى، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/236]
حدّثنا جريرٌ، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيسٍ، قال: قال عبد اللّه: «لعن اللّه الواشمات والمستوشمات، والمتنمّصات، والمتفلّجات للحسن المغيّرات خلق اللّه» قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسدٍ، يقال لها: أمّ يعقوب كانت تقرأ القرآن فأتته، فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك أراك لعنت الواشمات والمستوشمات، والمتنمّصات للحسن، المغيّرات خلق اللّه، فقال عبد اللّه: «وما لي لا ألعن من لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو في كتاب اللّه؟» فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين اللّوحين المصحف فما وجدته. قال: " أما قرأت: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] ؟ "
[الإبانة الكبرى: 1/237]
69 - حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليّ بن دحيمٍ الشّيبانيّ، بالكوفة،
[الإبانة الكبرى: 1/237]
قال: حدّثنا أبو عمرٍو أحمد بن أبي عرفة الغفاريّ، قال: حدّثنا عليّ بن قادمٍ، وقبيصة بن عقبة، قالا: حدّثنا سفيان بن سعيدٍ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لعن اللّه الواشمات، والمستوشمات، والمتنمّصات، والمتفلّجات للحسن المغيّرات خلق اللّه» قال: فجاءت امرأةٌ من بني أسدٍ يقال لها: أمّ يعقوب، فقالت: بلغني أنّك لعنت كيت وكيت، فقال: ما لي لا ألعن من لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو في كتاب اللّه؟ قالت: قد قرأت ما بين اللّوحين فما وجدته، قال: فما قرأت: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] ؟
[الإبانة الكبرى: 1/238]
70 - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل المحامليّ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، قال: حدّثنا معلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد اللّه بن الدّاناج، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرّحمن، وجلس في مسجد البصرة، ومن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيدٍ قال: فجاء الحسن
[الإبانة الكبرى: 1/239]
فجلس إليه فتحدّثا، فقال أبو سلمة: حدّثنا أبو هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ الشّمس والقمر يكوّران في النّار يوم القيامة» . قال: فقال الحسن: ما ذنبهما؟، فقال: إنّي أحدّثك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسكت الحسن
[الإبانة الكبرى: 1/240]
71 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد الفقيه، قال: حدّثنا الحسن بن شبيبٍ، قال: حدّثنا الحارث بن مسكينٍ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا مالكٌ، عن رجلٍ، حدّثه، عن
[الإبانة الكبرى: 1/240]
عبد اللّه بن عمر، «أنّه كان يتّبع أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وآثاره وحاله وأفعاله ويهتمّ به»
[الإبانة الكبرى: 1/241]
72 - حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عليٍّ الصّفّار، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، عن محمّد بن سوقة، عن نافعٍ، قال: كان ابن عمر " إذا مرّ بشجرةٍ بين مكّة والمدينة، أناخ عندها، ثمّ صبّ في أصلها إداوةً من ماءٍ، وإن لم تكن إلّا تلك الإداوة قال: وقال نافعٌ: وأرى أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فعله، ففعله "
[الإبانة الكبرى: 1/241]
73 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ، قال: حدّثنا أحمد بن خالدٍ، قال: حدّثنا شبابة، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبيد اللّه، عن نافعٍ، قال: كان ابن عمر «يتتبّع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيصلّي فيها، حتّى إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نزل تحت شجرةٍ، فكان ابن عمر يصبّ تحتها الماء، حتّى لا تيبس»
[الإبانة الكبرى: 1/242]
74 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان العبّادانيّ، حدّثنا الدّقيقيّ،
[الإبانة الكبرى: 1/242]
قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان يعني ابن حسينٍ، عن الحكم، عن مجاهدٍ، قال: كنّا مع ابن عمر في سفرٍ، فمرّ بمكانٍ، فحاد عنه، فسئل: لم فعلت ذلك؟، فقال: «إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فعل هذا ففعلت»
[الإبانة الكبرى: 1/243]
75 - حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا الحسن بن عليٍّ، قال: حدّثنا الحارث بن سريجٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن نميرٍ، عن عاصمٍ الأحول، قال: كان ابن عمر " إذا رئي في طريقٍ - كأنّه ذكر كلمةً من
[الإبانة الكبرى: 1/243]
شدّة اتّباعه لأثر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم - فإن قيل له: إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لصق بالحائط، لصق، وإن قيل له: قعد، قعد، وإن قيل له: مشى، مشى " قال الشّيخ: «واللّه هذه أفعال العقلاء، والمؤمنين، وأخلاق الأئمّة الهادين، المهديّين الرّاشدين المرشدين، الّذين من اقتفى آثارهم، فاز ونجا ورشد، واهتدى، ومن تفيّأ بظلّهم لم يظمأ، ولم يضح، ومن خالفهم ضلّ وغوى، وغضب عليه ربّ السّماء، فنعوذ باللّه من الشّقاوة والعماء، ومن الضّلالة بعد الهدى»
[الإبانة الكبرى: 1/244]
76 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: قال الزّبير: - وأحسبه عنى ابن بكّارٍ - قال: كان عبد اللّه بن عمر يحفظ
[الإبانة الكبرى: 1/244]
ما يسمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وإذا لم يحضر سأل من حضر عمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وفعل، وكان يتتبّع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كلّ مسجدٍ صلّى فيه، وكان يعترض براحلته في كلّ طريقٍ مرّ بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فيقال له في ذلك، فيقول: «أتحرّى أن تقع راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم» قال الشّيخ: «فللّه درّ أقوامٍ دقّت فطنهم وصفت أذهانهم، وتعالت بهم الهمم في اتّباع نبيّهم، وتناهت بهم المحبّة، حتّى اتّبعوه هذا الاتّباع، فبمثل هدي هؤلاء العقلاء إخواني فاهتدوا، ولآثارهم فاقتفوا ترشدوا، وتنصروا وتجبروا»
[الإبانة الكبرى: 1/245]
77 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد، قال: حدّثنا الحسن بن عليٍّ، قال: حدّثنا عمرٌو النّاقد، قال: حدّثنا يعقوب بن محمّدٍ، قال: حدّثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن
[الإبانة الكبرى: 1/245]
ابن شهابٍ، قال: أخبرني عروة بن الزّبير، أنّ عائشة، قالت: إنّ أبا بكرٍ رضي اللّه عنه، قال: «لست تاركًا شيئًا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعمل به إلّا عملت به، وإنّي لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ» قال الشّيخ: «هذا يا إخواني الصّدّيق الأكبر يتخوّف على نفسه الزّيغ إن هو خالف شيئًا من أمر نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فماذا عسى أن يكون من زمانٍ أضحى أهله يستهزئون بنبيّهم وبأوامره، ويتباهون بمخالفته، ويسخرون بسنّته؟ نسأل اللّه عصمةً من الزّلل ونجاةً من سوء العمل»
[الإبانة الكبرى: 1/246]
78 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان، قال: حدّثني أبو جعفرٍ محمّد بن عثمان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن
[الإبانة الكبرى: 1/246]
خراشٍ الشّيبانيّ، عن العوّام بن حوشبٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله تعالى: {وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} [طه: 82] قال: «لزم السّنّة»
[الإبانة الكبرى: 1/247]
79 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد، قال: حدّثنا الحسن بن عليٍّ، قال: حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا فضيل بن سليمان، قال: حدّثني يزيد بن أبي عبيدٍ، قال: رأيت سلمة بن
[الإبانة الكبرى: 1/247]
الأكوع يصلّي من وراء الصّندوق، فقلت له: ما لي أراك تصلّي هاهنا؟ قال: «إنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتحرّى هذا المكان»
[الإبانة الكبرى: 1/248]
80 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن. . . . قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان البكراويّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي يحيى، قال: حدّثنا عمر بن عبد الرّحمن بن مظعونٍ، قال: لمّا دفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عثمان بن مظعونٍ، وسوّى عليه التّراب، كانت صخرةٌ قريبةٌ من القبر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هاتوا هذه الصّخرة» فثقلت على القوم، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخرجها بيده، حتّى انتهى بها إلى رأس القبر، فأثبتها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وقال: وكان أهل المدينة يضعون ذلك على قبورهم، حتّى كانت إمارة مروان، فإنّه أمر بتسوية القبور قال: فأزيلت الصّخرة عن مكانها، فجاء ابن عمر مغضبًا، فقال: ويحك يا مروان، أزلت شيئًا وضعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيده "
[الإبانة الكبرى: 1/248]
81 - أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن
[الإبانة الكبرى: 1/248]
سهلٍ الأشنانيّ، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن الأسود، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثونا عن حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن حكيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه حدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حديثًا، فقال رجلٌ: إنّ اللّه تعالى قال في كتابه كذا وكذا، فقال: «ألا أراك تعرّض لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكتاب اللّه، ورسول اللّه أعلم بكتاب اللّه»
[الإبانة الكبرى: 1/249]
82 - أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن سهلٍ، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا قطبة بن عبد العزيز، وأبو بكر بن عيّاشٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد، " أنّه رأى محرمًا عليه ثيابه فنهى المحرم، فقال: ائتني بآيةٍ من كتاب اللّه عزّ وجلّ بنزع ثيابي، فقرأ عليه
[الإبانة الكبرى: 1/249]
{ما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] "
[الإبانة الكبرى: 1/250]
83 - حدّثنا أبو محمّدٍ جعفر بن نصيرٍ الخلديّ، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابرٍ التّجيبيّ، بمصر، حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد بن ثابتٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص القاضي، قالا: حدّثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا اللّيث، قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي عبد اللّه بن الأشجّ، أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، قال: «سيأتي أناسٌ يجادلونكم بشبهات القرآن، فجادلوهم بالسّنن، فإنّ أصحاب السّنن أعلم بكتاب اللّه»
[الإبانة الكبرى: 1/250]
84 - وأخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبو بكرٍ عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستانيّ، قال: حدّثنا عيسى بن حمّادٍ زغبة، قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن بكير بن الأشجّ، أنّ عمر بن الخطّاب، قال: «سيأتي أناسٌ يجادلونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسّنن، فإنّ أصحاب السّنن أعلم بكتاب اللّه»
[الإبانة الكبرى: 1/251]
85 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الحسّانيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/251]
حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه} [النساء: 59] قال: «إلى كتابه، وإلى الرّسول ما دام حيًّا، فإذا مات فإلى سنّته»
[الإبانة الكبرى: 1/252]
86 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن سهلٍ، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ يعني ابن الأسود، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاءٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول} [النساء: 59] قال: «إلى اللّه إلى كتابه، وإلى الرّسول إلى سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم»
[الإبانة الكبرى: 1/252]
87 - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن خراشٍ الشّيبانيّ، عن العوّام بن حوشبٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله تعالى: {وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} [طه: 82] قال: «لزم السّنّة والجماعة»
[الإبانة الكبرى: 1/253]
88 - حدّثنا جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا روح بن عبادة، عن الأوزاعيّ، عن مكحولٍ، قال: «القرآن أحوج إلى السّنّة من السّنّة إلى القرآن»
[الإبانة الكبرى: 1/253]
88 - قال: وقال يحيى بن أبي كثيرٍ: «السّنّة قاضيةٌ على الكتاب، وليس الكتاب قاضيًا على السّنّة»
[الإبانة الكبرى: 1/253]
89 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن أحمد بن إسحاق البزّار، قال: حدّثنا بشّار بن موسى، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، عن أبي إسحاق، قال: قال الأوزاعيّ: وكان يحيى يقول: «السّنّة قاضيةٌ على القرآن، وليس القرآن بقاضٍ على السّنّة»
[الإبانة الكبرى: 1/254]
90 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق،
[الإبانة الكبرى: 1/254]
قال: حدّثنا روح بن عبادة، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، عن حسّان بن عطيّة، قال: «كان جبريل عليه السّلام ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّنّة كما ينزل عليه بالقرآن، ويعلّمه إيّاها كما يعلّمه القرآن»
[الإبانة الكبرى: 1/255]
91 - حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله عزّ وجلّ: {واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ من آيات اللّه والحكمة} [الأحزاب: 34] قال: «القرآن والسّنّة»
[الإبانة الكبرى: 1/255]
92 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر الحافظ بأردبيل، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ محمّد بن إدريس الرّازيّ، قال: حدّثنا محمّد بن المنهال
[الإبانة الكبرى: 1/255]
الضّرير، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا أبو نعامة العدويّ، عن حجير بن أبي الرّبيع، أنّه سمع عمران بن حصينٍ، يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحياء خيرٌ كلّه» . فقال بشير بن كعبٍ: إنّ منه ضعفًا، ومنه وقارًا للّه، فقال عمران: أبا حجينٍ، من هذا؟ قلت: رجلٌ ليس به بأسٌ، قال: سمعني أحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويقول: منه ضعفٌ، ومنه وقارٌ واللّه لا أحدّثكم بحديثٍ اليوم
[الإبانة الكبرى: 1/256]
93 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا هشام بن عمارة، قال: حدّثنا يحيى بن حمزة، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/256]
حدّثني برد بن سنانٍ، عن إسحاق بن قبيصة، عن أبيه، أنّ عبادة بن الصّامت، خرج مع رجلٍ أرض الرّوم، فنظر إلى النّاس، وهم يتبايعون كسرة الذّهب بالدّنانير، وكسرة الفضّة بالدّراهم، فقال: يا أيّها النّاس إنّكم تأكلون الرّبا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا تبايعوا الذّهب إلّا مثلًا بمثلٍ لا زيادة بينهما ولا نظرة»، فقال رجلٌ: لا أرى الرّبا يكون في هذا إلّا ما كان من نظرةٍ، فقال عبادة: أحدّثك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتحدّثني عن رأيك لئن أخرجني اللّه لا أساكنك بأرضٍ لك عليّ فيها إمرةٌ، فلمّا قفل لحق بالمدينة، فقال له عمر: ما أقدمك يا أبا الوليد، فقصّ عليه القصّة، فقال: ارجع إلى أرضك، وبلدك، ولا إمرة له عليك، فقبّح اللّه أرضًا لست فيها وأمثالك
[الإبانة الكبرى: 1/257]
94 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، قال: حدّثني مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، أنّ رجلًا باع كسرةً من
[الإبانة الكبرى: 1/257]
ذهبٍ أو ورقٍ بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدّرداء: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينهى عن مثل هذا إلّا مثلًا بمثلٍ، فقال الرّجل: ما أرى بمثل هذا بأسًا، فقال أبو الدّرداء: من يعذرني من فلانٍ أحدّثه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويخبرني عن رأيه؟ لا أساكنك بأرضٍ أنت بها، ثمّ قدم أبو الدّرداء على عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، فذكر ذلك له، فكتب عمر بن الخطّاب إلى الرّجل: «أن لا تبيع ذلك إلّا مثلًا بمثلٍ وزنًا بوزنٍ»
[الإبانة الكبرى: 1/258]
95 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى بن يوسف، قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن حزمٍ، عن الأعرج، قال: سمعت أبا سعيدٍ الخدريّ، يقول لرجلٍ: أتسمعني أحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «لا تبيعوا الدّينار بالدّينار، والدّرهم بالدّرهم إلّا مثلًا بمثلٍ، ولا تبيعوا منها عاجلًا بآجلٍ، ثمّ أنت تفتي بما تفتي، واللّه، لا يؤويني وإيّاك ما عشت إلّا المسجد»
[الإبانة الكبرى: 1/258]
96 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا سليمان بن حربٍ، وأبو الرّبيع، واللّفظ لسليمان بن حربٍ، قالا: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن مغفّلٍ، قال: نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخذف، وقال: «إنّها لا تصطاد صيدًا، ولا تنكأ عدوًّا، ولكنّها تفقأ العين، وتكسر السّنّ» فقال رجلٌ لعبد اللّه بن مغفّلٍ: وما بأس هذا؟، فقال: إنّي أحدّثك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتقول هذا واللّه لا أكلّمك أبدًا قال الشّيخ: «فاعتبروا يا أولي الأبصار فشتّان بين هؤلاء العقلاء السّادة الأبرار الأخيار الّذين ملئت قلوبهم بالغيرة على إيمانهم، والشّحّ على أديانهم، وبين زمانٍ أصبحنا فيه، وناسٌ نحن منهم، وبين ظهرانيهم هذا عبد اللّه بن مغفّلٍ صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وسيّدٌ من ساداتهم يقطع رحمه، ويهجر حميمه حين عارضه في حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وحلف أيضًا على قطيعته، وهجرانه، وهو يعلم ما في صلة الأقربين، وقطيعة الأهلين. وعبادة بن الصّامت وأبو الدّرداء - سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حكيم هذه الأمّة - وأبو سعيدٍ الخدريّ يظعنون عن أوطانهم، وينتقلون عن بلدانهم، ويظهرون الهجرة لإخوانهم؛ لأجل من عارض حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وتوقّف عن استماع سنّته، فيا ليت شعري كيف حالنا عند اللّه عزّ وجلّ، ونحن نلقى أهل الزّيغ في
[الإبانة الكبرى: 1/259]
صباحنا والمساء، يستهزئون بآيات اللّه، ويعاندون سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حائدين عنها، وملحدين فيها؟ سلّمنا اللّه وإيّاكم من الزّيغ والزّلل»
[الإبانة الكبرى: 1/260]
97 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجا، قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة بن الحكم، قال: حدّثنا أبو العبّاس الفضل بن زيادٍ، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ثلاثةٍ وثلاثين موضعًا، ثمّ جعل يتلو: {فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ} [النور: 63] وجعل يكرّرها، ويقول: وما الفتنة الشّرك، لعلّه أن يقع في قلبه شيءٌ من الزّيغ فيزيغ فيهلكه، وجعل يتلو هذه الآية: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء: 65]، وقال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من ردّ حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فهو على شفا هلكةٍ» قال الشّيخ: " فاللّه اللّه إخواني احذروا مجالسة من قد أصابته الفتنة
[الإبانة الكبرى: 1/260]
فزاغ قلبه، وعشيت بصيرته، واستحكمت للباطل نصرته، فهو يخبط في عشواء، ويعشو في ظلمةٍ أن يصيبكم ما أصابهم فافزعوا إلى مولاكم الكريم فيما أمركم به من دعوته، وحضّكم عليه من مسألته، فقولوا: {ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب} [آل عمران: 8] "
[الإبانة الكبرى: 1/261]
98 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن التّمّار، بالبصرة، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا سعيد بن عامرٍ، قال: حدّثنا حميد بن الأسود، قال: قال رجلٌ لمالك بن أنسٍ: أحرم من مسجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أو من ذي الحليفة؟، فقال له: «بل من ذي الحليفة»، فقال الرّجل: فإنّي أحرمت أنا من مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فقال مالكٌ:
[الإبانة الكبرى: 1/261]
" {فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ} [النور: 63] "
[الإبانة الكبرى: 1/262]
99 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجا، قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة، قال: حدّثنا الفضيل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا عمران، عن أبي مجلزٍ، قال: قلت لابن عمر: إنّ اللّه عزّ وجلّ قد أوسع، والبرّ أفضل من التّمر قال: «إنّ أصحابي سلكوا طريقًا، فأنا أحبّ أن أسلكه»
[الإبانة الكبرى: 1/262]
100 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن إسماعيل المقرئ الأدميّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّد بن قميرٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 1/262]
سوادة بن زيادٍ، وعمر بن مهاجرٍ، عن عمر بن عبد العزيز، أنّه كتب إلى النّاس «لا رأي لأحدٍ مع سنّةٍ سنّها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم»
[الإبانة الكبرى: 1/263]
101 - أخبرني محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار الصّوفيّ، قال: حدّثنا هاشم بن القاسم الحرّانيّ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن مكحولٍ، قال: " السّنّة سنّتان: سنّةٌ الأخذ بها فريضةٌ، وتركها كفرٌ، وسنّةٌ الأخذ بها فضيلةٌ، وتركها إلى غير حرجٍ "
[الإبانة الكبرى: 1/263]
قال الشّيخ: " وأنا أشرح لكم طرفًا من معنى كلام مكحولٍ، يخصّكم ويدعوكم إلى طلب السّنن، الّتي طلبها والعمل بها فرضٌ، والتّرك لها والتّهاون بها كفرٌ. فاعلموا رحمكم اللّه أنّ السّنن الّتي لزم الخاصّة والعامّة علمها والبحث، والمسألة عنها، والعمل بها، هي السّنن الّتي وردت تفسيرًا لجملة فرض القرآن ممّا لا يعرف وجه العمل به، إلّا بلفظٍ ذي بيانٍ وترجمةٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} [البقرة: 43]، وقال: {وأتمّوا الحجّ والعمرة} [البقرة: 196]، وقال: {كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم} [البقرة: 183]، وقال: {وجاهدوا في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم} [التوبة: 20]، وقال: {فانكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع} [النساء: 3]، وقال: {وأحلّ اللّه البيع وحرّم الرّبا} [البقرة: 275] فليس أحدٌ يجد السّبيل إلى العمل بما اشتملت عليه هذه الجمل من فرائض اللّه عزّ وجلّ دون تفسير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالتّوقيف والتّحديد والتّرتيب، ففرضٌ على الأمّة علم السّنن الّتي جاءت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في
[الإبانة الكبرى: 1/264]
تفسير هذه الجمل من فرائض الكتاب، فإنّها أحد الأصلين اللّذين أكمل اللّه بهما الدّين للمسلمين، وجمع لهم بهما ما يأتون وما يتّقون، فلذلك صار الأخذ بها فرضًا، وتركها كفرًا وأنا أذكر حديثًا يحتجّ به المبطلون للشّريعة، ويحتال به المموّهون وأهل الخديعة ليعرفه إخواننا، فيردّوه على من احتجّ به عليهم، وهو حديثٌ رواه رجلٌ جرّحه أهل العلم بالحديث وأئمّة المحدّثين وأسقطوه، حدّث بأحاديث بواطيل وأنكرها العلماء عليه، يعرف هذا الرّجل بعثمان بن عبد الرّحمن الوقّاصيّ "
[الإبانة الكبرى: 1/265]
102 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن زكريّا بن يحيى بن عبد الرّحمن السّاجيّ البصريّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن الحارث المخزوميّ، قال: حدّثنا يحيى بن جعدة المخزوميّ، عن عمر بن حفصٍ،
[الإبانة الكبرى: 1/265]
عن عثمان بن عبد الرّحمن يعني الوقّاصيّ، عن سالمٍ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا عمر، لعلّ أحدكم متّكئٌ على أريكته ثمّ يكذّبني، ما جاءكم عنّي فاعرضوه على كتاب اللّه، فإن وافقه، فأنا قلته، وإن لم يوافقه فلم أقله» . قال ابن السّاجيّ: قال أبي رحمه اللّه: هذا حديثٌ موضوعٌ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. قال: وبلغني عن عليّ بن المدينيّ، أنّه قال: ليس لهذا الحديث أصلٌ، والزّنادقة وضعت هذا الحديث قال الشّيخ: " وصدق ابن السّاجيّ، وابن المدينيّ رحمهما اللّه، لأنّ هذا الحديث كتاب اللّه يخالفه، ويكذّب قائله وواضعه، والحديث الصّحيح،
[الإبانة الكبرى: 1/266]
والسّنّة الماضية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تردّه قال اللّه عزّ وجلّ: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا} [النساء: 65] " والّذي أمرنا اللّه عزّ وجلّ أن نسمع ونطيع، ولا نضرب لمقالته عليه السّلام المقاييس، ولا نلتمس لها المخارج، ولا نعارضها بالكتاب، ولا بغيره، ولكن نتلقّاها بالإيمان والتّصديق والتّسليم إذا صحّت بذلك الرّواية. وأمّا السّنّة الواردة عنه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي تخالف هذا الحديث الموضوع الّتي نقلها أهل العدالة والأمانة، فهو: ما حدّثنا "
[الإبانة الكبرى: 1/267]
103 - أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه بن العلا الكاتب، قال: حدّثنا عليّ بن حربٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ، عن عليٍّ، وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد بن ثابتٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، - وهذا لفظه - قالا: حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ، عن أبي عبد الرّحمن
[الإبانة الكبرى: 1/267]
السّلميّ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، قال: «إذا حدّثتكم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حديثًا فظنّوا برسول اللّه أهناه، وأتقاه، وأهداه» ولم يذكر الأعمش في حديثه أبا عبد الرّحمن السّلميّ.
104 - حدّثنا ابن الصّوّاف، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليٍّ، عليه السّلام قوله أو نحوه. " فالّذي ذكرته رحمكم اللّه في هذا الباب من طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وحضضت عليه من اتّباع سنّته، واقتفاء أثره موافقٌ كلّه لكتاب اللّه عزّ وجلّ، وسنّة رسول اللّه، وهو طريق الخلفاء الرّاشدين الأئمّة المهديّين والصّحابة والتّابعين، وعليه كان السّلف الصّالح من فقهاء المسلمين، وهي سبيل المؤمنين، الّتي من اتّبع غيرها ولّاه اللّه ما تولّى وأصلاه جهنّم، وساءت مصيرًا. فإذا سمع أحدكم حديثًا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رواه العلماء، واحتجّ به الأئمّة العقلاء، فلا يعارضه برأيه، وهوى نفسه، فيصيبه ما توعّده اللّه عزّ وجلّ به، فإنّه قال تعالى:
[الإبانة الكبرى: 1/268]
{فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ} [النور: 63]، وهل تدري ما الفتنة هاهنا؟ هي واللّه الشّرك باللّه العظيم، والكفر بعد الإيمان، فإنّ اللّه عزّ وجلّ قال: {وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنةٌ} [البقرة: 193] يقول: حتّى لا يكون شركٌ فإنّه قال تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشدّ من القتل} [البقرة: 191] يقول: الشّرك باللّه أشدّ من قتلكم لهم، ثمّ قال عزّ وجلّ: {ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا} [النساء: 115] أعاذنا اللّه وإيّاكم من هذه الأهوال ووفّقنا وإيّاكم لصالح الأعمال "
[الإبانة الكبرى: 1/270]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir