دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 02:57 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,811
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الرابع من دورة أعلام سير المفسرين

مجلس القسم الرابع من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.


تعليمات:
- المطلوب كتابة رسالة دعوية - بأسلوبك - في سيرة المفسر الذي اخترته، ونهدف من خلال هذا الواجب إلى تنمية مهارة الطالب في توظيف ما تعلمه في المجالات الدعوية.
- يمكنك التركيز على جانب محدد من سيرة المفسر، مع التعريف العام بأهم ما ورد في سيرته.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ذو الحجة 1443هـ/18-07-2022م, 06:38 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 707
افتراضي

سيرة التابعي طَاوس بن كيسَان الْيَمَانِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي
الحمد لله، الذي نحمده ونستعينه، ونعوذ به من سيئات أعمالنا، ونعوذ به من شرور أنفسنا، فمن يهديه الله عز وجل فلا يكن له مضل، ومن يضلله الله سبحانه وتعالى فلا يكن له هادي، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
حديثنا اليوم عن الإمام العالم العابد الزاهد الفقيه المفسّر أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان، أصله من فارس، وولد في اليمن بعد عام الفتح، ومات سنة 106هـ، وله سبع وتسعون سنة.
هو من أكابر التابعين وعرف عنه التفقه في الدين ورواية للحديث، فقد روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وابن عبّاس، وابن عمر، وزيد بن أرقم، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أصله ونسبه
قيل إنه من الفرس، قال الذهبي: (كان من أبناء الفرس الذين سيرهم كسرى إلى اليمن، من موالي بحير بن ريسان الحميري، وقيل: هو مولى لهمدان).
وأخبر ابن عبد الله بن طاووس أنه قال: (نحن من فارس، ليس لأحد علينا عقد ولاء، إلا أن كيسان نكح امرأة لآل الحميري، فهي أم طاووس). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
وقال ابن حبّان: (طاووس بن كيسان الهمداني الخولاني أمه من أبناء فارس، أبوه من النمر بن قاسط)، والنمر بن قاسط من ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، فيكون أصله من الفرس، ومولده ومنشأه في اليمن.
فالأكثر على أنّ أصله من الفرس لا من العرب، وولاؤه ولاء حلف ليس ولاء رقّ.
ونستفيد من ذلك أن أصل الفتى علمه وخلقه، فمع الاختلاف في أصله فهو من العلماء الورعين.
كنيته وأخباره
كنيته أبو عبد الرحمن، وهو من خيار التابعين وزهادهم، وكان متقشفا في العيش، كثير الذكر والعبادة، زاهداً فيما في أيدي الناس، وأخبر أنه كان عنده جرأة على وعظ الخلفاء والملوك، وكان يأبى القرب من الملوك والأمراء، قال ابن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة: أبو ذر، وطاووس، والثوري.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، وإنما لقب به لأنه كان طاوس القراء والمشهور أنه اسمه، عده أصحاب الطبقات من الطبقة الأولى من التابعين من أهل اليمن.
فماذا قالوا عنه؟
قالوا عن علمه:
· قال أبو حاتم بن حبان البستي: هو من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين.
· وقال ابن شهاب الزهري: لو رأيت طاووسا علمت أنه لا يكذب.
· وقال جلال الدين السيوطي: أحد الأئمة الأعلام
· وقال حبيب بن أبي ثابت: قال لي طاووس: (إذا حدثتك الحديث فأثبتّه لك فلا تسألنَّ عنه أحدا).
· وقال حنظلة بن أبي سفيان: (ما رأيت عالما قط يقول لا أدري أكثر من طاووس). رواه ابن أبي خيثمة.
ونستفيد مما ذكر عن علمه أهمية الصدق في الحديث للعلماء وطلبة العلم.
وأما عن ورعه:
§ قال عبد الله بن عباس: إني لأظن طاووسا من أهل الجنة.
§ وقال عمرو بن دينار: ما فينا أحد أصدق لهجة منه، ومرة: ما رأيت أحدا قط مثله.
§ وقال محيي الدين النووي: اتفقوا على جلالته وفضيلته، ووفور علمه، وصلاحه، وحفظه، وتثبته
§ وقال حماد بن زيد: حدثنا سعيد بن أبي صدقة، قال: حدثنا قيس بن سعد، قال: (كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم). رواه ابن سعد وابن أبي خيثمة.
§ وقال حماد بن زيد: كنا عند عمرو بن دينار، ومعنا أيوب فذكر عمرو طاووسا فقال: (ما رأيت من الناس أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاووس). رواه ابن أبي خيثمة.
§ وقال عبد الرزاق: أنبأنا داوود بن إبراهيم أنَّ الأسد حبس الناسَ ليلةً في طريق الحج، فدقَّ الناس بعضهم بعضا، فلما كان السَّحَرُ ذهب عنهم، فنزلَ الناسُ يميناً وشمالاً فألقوا أنفسهم فناموا وقام طاووس يصلّي؛ فقال رجل لطاووس: ألا تنام فإنَّك قد نصبت منذ الليلة؛ فقال طاوس: ومن ينام في السَّحَر؟!!). رواه الإمام أحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان.
§ وقال الحسن بن أبي الحصين العنبري: «مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه» رواه أبو نعيم في الحلية. والروَّاس هو الذي يشوي الرؤوس ويبيعها.
§ وقال سفيان بن عيينة: حلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: قال: (وربّ هذه البَنيَّة ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا). رواه أبو نعيم في الحلية.
§ وقال عمر بن شبة: حدثنا أبو عاصم، قال: زعم لي سفيان قال: جاء ابنٌ لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاووس فلم يلتفت إليه فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه، قال: «أردت أن يعلم أن لله عباداً يزهدون فيما في يديه» رواه أبو نعيم في الحلية.
§ وقال سفيان بن عيينة: (كان عمر بن عبد العزيز يقول لطاووس: هات أرفع حاجتك إلى أمير المؤمنين؛ فيقول: مالي إليه حاجة). رواه الإمام أحمد في الزهد وابن أبي خيثمة في تاريخه.
§ وقال عبد الرزاق قال: سمعت النعمان بن الزبير يحدث أن محمد بن يوسف أو أيوب بن يحي [وكانا أميرين على اليمن] بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار وقال للرسول: إنْ أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك؛ فخرج بها حتى قدم على طاوس الجنَد؛ فقال: يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها إليك الأمير.
- قال: (ما لي بها حاجة).
- قال: فأراده على قبضها فأبى، فغفل طاوس فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب، فقال لهم: أخذها، فلبثوا حينا، ثم بلغهم عن طاوس شيء كرهوه.
- قال: ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا؛ فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك الأمير.
- قال: (ما قبضت منه شيئا).
- فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق.
- فقيل: انظروا الرجل الذي ذهب بها فابعثوه إليه؛ فجاءه؛ فقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن؟
- قال: هل قبضت منك شيئا؟
- قال: لا.
- قال: (فهل تدري أين وضعته؟)
- قال: نعم في تلك الكوَّة.
- قال: فأبصره حيث وضعته.
- قال: فمدَّ يده فإذا هو بالصرَّة قد نبت عليها العنكبوت
- قال: فأخذها فذهب بها إليهم) رواه الفسوي في المعرفة وأبو نعيم في الحلية.
§ وقال عبد الرزاق: أخبرني أبي قال: (كان طاوس يصلي في غداة باردة مغيمة فمر به محمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى - وهو ساجد - في موكبه فأمر بساج أو طيلسان فطرح عليه فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله). رواه الإمام أحمد في الزهد، ومحمد بن يوسف هو أخو الحجاج بن يوسف، وكان والياً على اليمن.
§ وقال ليث بن أبي سليم: كنا نختلف إلى طاووس نسكت عنه فيحدثنا ونسأله فلا يحدثنا؛ قال: فقلنا له ذات يوم: يا أبا عبد الرحمن نسألك فلا تحدثنا، ونسكت عنك فتبدؤنا؟ قال: (تسألوني فلا تحضرني فيه نية؛ فتأمروني أن أملي على كاتبي شيئا بلا نية؟!). رواه ابن أبي خيثمة.
§ وقال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل علي طاووس يعودني؛ فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ادع الله لي، فقال: (ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه). رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان.
ونستفيد مما ذكر في ورعه:
o أن نعف عما في أيدي الناس، وأن تكون الآخرة هي مرادنا ونسعى لها.
o الصلاة والدعاء في وقت السحر.
o تذكر جهنم وتذكر الآخرة.
o حسن معاملة الناس وإن كانوا من الفقراء.
o أن نزهد فيما عند الحكام ولا تغرنا الدنيا.
o أن نخشع في الصلاة.
o أن يكون طلب حوائجنا من الله عز وجل، وألا نتعلق بالأسباب.
o أن يدعوا الإنسان لنفسه ولغيره.
o استحضار النية في كل قول وعمل.
وكان يكثر من التقنع حتى لا يُعرف.
§ قال عبد الله بن حبيب: (ما رأيت طاوسا إلا مقنعاً). رواه ابن أبي شيبة في كتاب "الأدب".
§ قال خارجة بن مصعب: (كان طاووس يتقنع فإذا كان الليل حسر). رواه ابن سعد.
ونستفيد من ذلك الحذر من الرياء والسمعة.
وصايا طاووس وهيمحفوظة في كتب الزهد، منها:
له وصايا جليلة وهي في نفسها دروس وفوائد ومنها:
وصيته لابنه عبد الله، قال: (يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حسن خلقه). رواه أبو نعيم في الحلية.
قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: «من تكن الدنيا هي نيته وأكبر همه يجعل الله فقره بين عينيه، وتفشَّى عليه ضيعته، ومن تكن الآخرة هي نيته وأكبر همه يجعل الله غناه في نفسه، ويجمع عليه ضيعته» رواه ابن المبارك في الزهد.
وقال ابن جريج: قال لي عطاء: قال لي طاووس بن كيسان: (يا عطاء! إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل عليها حجابه، وعليك بمن بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة أمرك أن تسأله، ووعدك أن يجيبك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: ما وعظني أحد أحسن مما وعظني طاووس، كتب إلي: (استعن بأهل الخير يكن عملك خيرا كله، ولا تستعن بأهل الشر فيكن عملك شرا كله). رواه ابن مروان في المجالسة.
وقال سفيان بن عيينة: حدثنا ابن أبي نجيح قال: (رأيت طاووسا لقي أبي فسأله عن حديث، فرأيته يعقد بيده، كأنه يريد أن يحفظه، فقال له أبي: إنَّ لقمان قال: "إن من الصمت حكما، وقليل فاعله".
فقال له طاووس: "أي أبا نجيح، إنَّ من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله".
قال: وقال له أبي: لو كان من طولك في قصري، خرج منا رجلان تامان. وكان طاووس طويلا، وكان أبو نجيح قصيراً). رواه أبو زرعة الدمشقي.
من مرويّاته في التفسير
1. قال عبد الملك بن ميسرة: سمعت طاوسا، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سئل عن قوله: {إلا المودة في القربى}؛ فقال سعيد بن جبير: "قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم"؛ فقال ابن عباس: عجلتَ إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: «إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة» رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير.
2. وقال معمر بن راشد: أخبرنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لم أر شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه» رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود وابن جرير.
3. وروى معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} قال: (هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح، ثم يتعلل بيمينه، يقول الله: {أن تبروا وتتقوا} خير من أن تمضي على ما لا يصلح). رواه عبد الرزاق وابن جرير
4. وروى ابن جريج، عن طاووس، في قول الله جل وعز: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} قال: (اليسير من كل شيء). رواه ابن جرير.
اساتذته
عن طاوس، قال: «أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه أبو نعيم في الحلية، ومنهم ابن عباس، وابن عمر.
طلابه
طلابه كثر ومنهم
مولده ووفاته
ولد في اليمن عام 33 هـ.
وتوفي حاجا بالمزدلفة أو بمنى، عام 106 هـ،وكان عمره 73.
وقال ابن شوذب: (شهدت جنازة طاووس بمكة سنة ست ومئة؛ فجعلنا نقول: رحمك الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة).
وقال سيف بن سليمان: (مات طاوس بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة).
المراجع
- تهذيب الأسماء واللغات
- الاعلام للزركلي
- تاريخ ابن أبي خيثمة
- الحلية
- طبقات بن سعد
- العلل للإمام أحمد
- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق



جزاكم الله خير وبوركتم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1443هـ/21-07-2022م, 03:49 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
سيرة التابعي طَاوس بن كيسَان الْيَمَانِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي
الحمد لله، الذي نحمده ونستعينه، ونعوذ به من سيئات أعمالنا، ونعوذ به من شرور أنفسنا، فمن يهديه الله عز وجل فلا يكن له مضل، ومن يضلله الله سبحانه وتعالى فلا يكن له هادي، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
حديثنا اليوم عن الإمام العالم العابد الزاهد الفقيه المفسّر أبو عبد الرحمن طاووس بن كيسان، أصله من فارس، وولد في اليمن بعد عام الفتح، ومات سنة 106هـ، وله سبع وتسعون سنة.
هو من أكابر التابعين وعرف عنه التفقه في الدين ورواية للحديث، فقد روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وابن عبّاس، وابن عمر، وزيد بن أرقم، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أصله ونسبه
قيل إنه من الفرس، قال الذهبي: (كان من أبناء الفرس الذين سيرهم كسرى إلى اليمن، من موالي بحير بن ريسان الحميري، وقيل: هو مولى لهمدان).
وأخبر ابن عبد الله بن طاووس أنه قال: (نحن من فارس، ليس لأحد علينا عقد ولاء، إلا أن كيسان نكح امرأة لآل الحميري، فهي أم طاووس). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
وقال ابن حبّان: (طاووس بن كيسان الهمداني الخولاني أمه من أبناء فارس، أبوه من النمر بن قاسط)، والنمر بن قاسط من ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، فيكون أصله من الفرس، ومولده ومنشأه في اليمن.
فالأكثر على أنّ أصله من الفرس لا من العرب، وولاؤه ولاء حلف ليس ولاء رقّ.
ونستفيد من ذلك أن أصل الفتى علمه وخلقه، فمع الاختلاف في أصله فهو من العلماء الورعين.
كنيته وأخباره
كنيته أبو عبد الرحمن، وهو من خيار التابعين وزهادهم، وكان متقشفا في العيش، كثير الذكر والعبادة، زاهداً فيما في أيدي الناس، وأخبر أنه كان عنده جرأة على وعظ الخلفاء والملوك، وكان يأبى القرب من الملوك والأمراء، قال ابن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة: أبو ذر، وطاووس، والثوري.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، وإنما لقب به لأنه كان طاوس القراء والمشهور أنه اسمه، عده أصحاب الطبقات من الطبقة الأولى من التابعين من أهل اليمن.
فماذا قالوا عنه؟
قالوا عن علمه:
· قال أبو حاتم بن حبان البستي: هو من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين.
· وقال ابن شهاب الزهري: لو رأيت طاووسا علمت أنه لا يكذب.
· وقال جلال الدين السيوطي: أحد الأئمة الأعلام
· وقال حبيب بن أبي ثابت: قال لي طاووس: (إذا حدثتك الحديث فأثبتّه لك فلا تسألنَّ عنه أحدا).
· وقال حنظلة بن أبي سفيان: (ما رأيت عالما قط يقول لا أدري أكثر من طاووس). رواه ابن أبي خيثمة.
ونستفيد مما ذكر عن علمه أهمية الصدق في الحديث للعلماء وطلبة العلم.
وأما عن ورعه:
§ قال عبد الله بن عباس: إني لأظن طاووسا من أهل الجنة.
§ وقال عمرو بن دينار: ما فينا أحد أصدق لهجة منه، ومرة: ما رأيت أحدا قط مثله.
§ وقال محيي الدين النووي: اتفقوا على جلالته وفضيلته، ووفور علمه، وصلاحه، وحفظه، وتثبته
§ وقال حماد بن زيد: حدثنا سعيد بن أبي صدقة، قال: حدثنا قيس بن سعد، قال: (كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم). رواه ابن سعد وابن أبي خيثمة.
§ وقال حماد بن زيد: كنا عند عمرو بن دينار، ومعنا أيوب فذكر عمرو طاووسا فقال: (ما رأيت من الناس أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاووس). رواه ابن أبي خيثمة.
§ وقال عبد الرزاق: أنبأنا داوود بن إبراهيم أنَّ الأسد حبس الناسَ ليلةً في طريق الحج، فدقَّ الناس بعضهم بعضا، فلما كان السَّحَرُ ذهب عنهم، فنزلَ الناسُ يميناً وشمالاً فألقوا أنفسهم فناموا وقام طاووس يصلّي؛ فقال رجل لطاووس: ألا تنام فإنَّك قد نصبت منذ الليلة؛ فقال طاوس: ومن ينام في السَّحَر؟!!). رواه الإمام أحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان.
§ وقال الحسن بن أبي الحصين العنبري: «مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه» رواه أبو نعيم في الحلية. والروَّاس هو الذي يشوي الرؤوس ويبيعها.
§ وقال سفيان بن عيينة: حلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: قال: (وربّ هذه البَنيَّة ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا). رواه أبو نعيم في الحلية.
§ وقال عمر بن شبة: حدثنا أبو عاصم، قال: زعم لي سفيان قال: جاء ابنٌ لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاووس فلم يلتفت إليه فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه، قال: «أردت أن يعلم أن لله عباداً يزهدون فيما في يديه» رواه أبو نعيم في الحلية.
§ وقال سفيان بن عيينة: (كان عمر بن عبد العزيز يقول لطاووس: هات أرفع حاجتك إلى أمير المؤمنين؛ فيقول: مالي إليه حاجة). رواه الإمام أحمد في الزهد وابن أبي خيثمة في تاريخه.
§ وقال عبد الرزاق قال: سمعت النعمان بن الزبير يحدث أن محمد بن يوسف أو أيوب بن يحي [وكانا أميرين على اليمن] بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار وقال للرسول: إنْ أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك؛ فخرج بها حتى قدم على طاوس الجنَد؛ فقال: يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها إليك الأمير.
- قال: (ما لي بها حاجة).
- قال: فأراده على قبضها فأبى، فغفل طاوس فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب، فقال لهم: أخذها، فلبثوا حينا، ثم بلغهم عن طاوس شيء كرهوه.
- قال: ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا؛ فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك الأمير.
- قال: (ما قبضت منه شيئا).
- فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق.
- فقيل: انظروا الرجل الذي ذهب بها فابعثوه إليه؛ فجاءه؛ فقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن؟
- قال: هل قبضت منك شيئا؟
- قال: لا.
- قال: (فهل تدري أين وضعته؟)
- قال: نعم في تلك الكوَّة.
- قال: فأبصره حيث وضعته.
- قال: فمدَّ يده فإذا هو بالصرَّة قد نبت عليها العنكبوت
- قال: فأخذها فذهب بها إليهم) رواه الفسوي في المعرفة وأبو نعيم في الحلية.
§ وقال عبد الرزاق: أخبرني أبي قال: (كان طاوس يصلي في غداة باردة مغيمة فمر به محمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى - وهو ساجد - في موكبه فأمر بساج أو طيلسان فطرح عليه فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله). رواه الإمام أحمد في الزهد، ومحمد بن يوسف هو أخو الحجاج بن يوسف، وكان والياً على اليمن.
§ وقال ليث بن أبي سليم: كنا نختلف إلى طاووس نسكت عنه فيحدثنا ونسأله فلا يحدثنا؛ قال: فقلنا له ذات يوم: يا أبا عبد الرحمن نسألك فلا تحدثنا، ونسكت عنك فتبدؤنا؟ قال: (تسألوني فلا تحضرني فيه نية؛ فتأمروني أن أملي على كاتبي شيئا بلا نية؟!). رواه ابن أبي خيثمة.
§ وقال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل علي طاووس يعودني؛ فقلت: يا أبا عبد الرحمن، ادع الله لي، فقال: (ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه). رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان.
ونستفيد مما ذكر في ورعه:
o أن نعف عما في أيدي الناس، وأن تكون الآخرة هي مرادنا ونسعى لها.
o الصلاة والدعاء في وقت السحر.
o تذكر جهنم وتذكر الآخرة.
o حسن معاملة الناس وإن كانوا من الفقراء.
o أن نزهد فيما عند الحكام ولا تغرنا الدنيا.
o أن نخشع في الصلاة.
o أن يكون طلب حوائجنا من الله عز وجل، وألا نتعلق بالأسباب.
o أن يدعوا الإنسان لنفسه ولغيره.
o استحضار النية في كل قول وعمل.
وكان يكثر من التقنع حتى لا يُعرف.
§ قال عبد الله بن حبيب: (ما رأيت طاوسا إلا مقنعاً). رواه ابن أبي شيبة في كتاب "الأدب".
§ قال خارجة بن مصعب: (كان طاووس يتقنع فإذا كان الليل حسر). رواه ابن سعد.
ونستفيد من ذلك الحذر من الرياء والسمعة.
وصايا طاووس وهيمحفوظة في كتب الزهد، منها:
له وصايا جليلة وهي في نفسها دروس وفوائد ومنها:
وصيته لابنه عبد الله، قال: (يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حسن خلقه). رواه أبو نعيم في الحلية.
قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: «من تكن الدنيا هي نيته وأكبر همه يجعل الله فقره بين عينيه، وتفشَّى عليه ضيعته، ومن تكن الآخرة هي نيته وأكبر همه يجعل الله غناه في نفسه، ويجمع عليه ضيعته» رواه ابن المبارك في الزهد.
وقال ابن جريج: قال لي عطاء: قال لي طاووس بن كيسان: (يا عطاء! إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل عليها حجابه، وعليك بمن بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة أمرك أن تسأله، ووعدك أن يجيبك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: ما وعظني أحد أحسن مما وعظني طاووس، كتب إلي: (استعن بأهل الخير يكن عملك خيرا كله، ولا تستعن بأهل الشر فيكن عملك شرا كله). رواه ابن مروان في المجالسة.
وقال سفيان بن عيينة: حدثنا ابن أبي نجيح قال: (رأيت طاووسا لقي أبي فسأله عن حديث، فرأيته يعقد بيده، كأنه يريد أن يحفظه، فقال له أبي: إنَّ لقمان قال: "إن من الصمت حكما، وقليل فاعله".
فقال له طاووس: "أي أبا نجيح، إنَّ من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله".
قال: وقال له أبي: لو كان من طولك في قصري، خرج منا رجلان تامان. وكان طاووس طويلا، وكان أبو نجيح قصيراً). رواه أبو زرعة الدمشقي.
من مرويّاته في التفسير
1. قال عبد الملك بن ميسرة: سمعت طاوسا، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سئل عن قوله: {إلا المودة في القربى}؛ فقال سعيد بن جبير: "قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم"؛ فقال ابن عباس: عجلتَ إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: «إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة» رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير.
2. وقال معمر بن راشد: أخبرنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لم أر شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه» رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داوود وابن جرير.
3. وروى معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه في قوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} قال: (هو الرجل يحلف على الأمر الذي لا يصلح، ثم يتعلل بيمينه، يقول الله: {أن تبروا وتتقوا} خير من أن تمضي على ما لا يصلح). رواه عبد الرزاق وابن جرير
4. وروى ابن جريج، عن طاووس، في قول الله جل وعز: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} قال: (اليسير من كل شيء). رواه ابن جرير.
اساتذته
عن طاوس، قال: «أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه أبو نعيم في الحلية، ومنهم ابن عباس، وابن عمر.
طلابه
طلابه كثر ومنهم
مولده ووفاته
ولد في اليمن عام 33 هـ.
وتوفي حاجا بالمزدلفة أو بمنى، عام 106 هـ،وكان عمره 73.
وقال ابن شوذب: (شهدت جنازة طاووس بمكة سنة ست ومئة؛ فجعلنا نقول: رحمك الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة).
وقال سيف بن سليمان: (مات طاوس بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة).
المراجع
- تهذيب الأسماء واللغات
- الاعلام للزركلي
- تاريخ ابن أبي خيثمة
- الحلية
- طبقات بن سعد
- العلل للإمام أحمد
- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق



جزاكم الله خير وبوركتم
أحسنت نفع الله بك
ب+
ولعلك تحرصين على إبراز أسلوبك الخاص في الكتابة بشكل أبين, حتى تظهر بصمتك الخاصة للقارئ عند قراءة الرسالة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 محرم 1444هـ/14-08-2022م, 10:39 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

سأكتب -بإذن الله- عن سيرة التابعي : مجاهد بن جبر -رحمه الله- .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1444هـ/15-08-2022م, 09:26 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

رسالة تعريفية مختصرة عن سيرة الإمام ، شيخ القراء و المفسرين ، التابعي الجليل : مجاهد بن جبر -رحمه الله- .

بسم الله الرحمن الرحيم
و أصلي و أسلم على سيد الأنبياء و المرسلين النبي المصطفى الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، أما بعد :
إن الله -تعالى- وعد بحفظ كتابه الكريم ، و سخر له من يحمله و يعمل على ذلك ، فمن بعد رسول الله كان الصحابة خير من حمل الرسالة و أدّى الأمانة ، ثم جاء من بعدهم التابعين الذين اتبعوهم بإحسان و حملوا الراية من بعدهم و اجتهدوا في خدمة كتاب الله و تفسير معانيه ، و من هؤلاء التابعين : مجاهد بن جبر -رحمه الله- .

*اسمه و مولده :
شَيْخُ القُرَّاءِ وَالمُفَسِّرِيْنَ، مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ الأَسْوَدُ ، مَوْلَى السَّائِبِ بنِ أَبِي السَّائِبِ المَخْزُوْمِيِّ . وَيُقَالُ: مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ .
و كان مولده سنة إِحْدَى وَعشْرين .

*مجاهد و تفسير القرآن :
مجاهد بن جبر أشهر من رَوَى عَن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- وَعَنْهُ أَخَذَ القُرْآنَ، وَالتَّفْسِيْرَ، وَالفِقْه .َ
قَالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مَيْمُوْنٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِداً يَقُوْلُ :عَرَضْتُ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاَثِيْنَ مَرَّةً .
و مما يدل على حرصه على تعلم التفسير ما رواه ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: عَرَضْتُ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَتْ؟ وَكَيْفَ كَانَتْ ؟

*ثناء العلماء على علمه :
-قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مُجَاهِدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ .
-َقَالَ خُصَيْفٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُم بِالتَّفْسِيْرِ .
-قَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيْرِ مُجَاهِدٌ.
-قَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ .

*قبسٌ من كلامه :
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «مَنْ أَعَزَّ نَفْسَهُ أَذَلَّ دِينَهُ، وَمَنْ أَذَلَّ نَفْسَهُ أَعَزَّ دِينَهُ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «ذَهَبَتِ الْعُلَمَاءُ فَمَا بَقِيَ إِلَّا الْمُتَعَلِّمُونَ، وَمَا الْمُجْتَهِدُ فِيكُمْ إِلَّا كَاللَّاعِبِ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» .
-كَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: «الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَى اللهِ تَعَالَى بِقَلْبِهِ أَقْبَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ» .

*بعض ما جاء في تفسيره لكلام الله -تعالى- :
-عنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] قَالَ: «أَخْلِصْ لَهُ إِخْلَاصًا» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] قَالَ: «وَعَمَلَكَ فَأَصْلِحْ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَقُولُونَ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتُمُونَا قَدِ اتَّبَعْنَا مَا فِيهِ .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] قَالَ: «خُذْ مِنْ دُنْيَاكَ لِآخِرَتِكَ، أَنْ تَعْمَلَ فِيهَا بِطَاعَتِهِ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قَالَ: «عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] قَالَ: لِلَّذِي يَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ الْمَعَاصِي .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} قَالَ: «الْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] قَالَ: الْقُنُوتُ الرُّكُوعُ وَالْخُشُوعُ وَغَضُّ الْبَصَرِ وَخَفْضُ الْجَنَاحِ مِنْ رَهْبَةِ اللهِ -تَعَالَى- قَالَ: وَكَانَتِ الْعُلَمَاءُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ إِلَى الصَّلَاةِ هَابَ الرَّحْمَنَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَشُذَّ نَظَرُهُ أَوْ يَلْتَفِتَ أَوْ يُقَلِّبَ الْحَصَى أَوْ يَعْبَثَ بِشَيْءٍ أَوْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا نَاسِيًا مَا دَامَ فِي الصَّلَاةِ .
-عن الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " الْقَلْبُ بِمَنْزِلَةِ الْكَفِّ، فَإِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ ذَنْبًا، انْقَبَضَ أُصْبُعٌ حَتَّى تَنْقَبِضَ أَصَابِعُهُ كُلُّهَا أُصْبُعًا أُصْبُعًا، قَالَ: ثُمَّ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّانَ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى- : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةَ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قَالَ: الذُّنُوبُ تُحِيطُ بِالْقُلُوبِ، كُلَّمَا عَمِلَ ذَنْبًا ارْتَفَعَتْ حَتَّى تَغْشَى الْقَلْبَ، وَحَتَّى يَكُونَ هَكَذَا، ثُمَّ قَبَضَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ الرَّانُ .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 8] قَالَ: إِذَا فَرَغَتْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَقُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ إِلَيْهِ وَنِيَّتَكَ لَهُ .

*وفاته :
توفي مجاهد بن جبر -رحمه الله- سنة أربع و مائة ، و كان يبلغ من العمر ثلاثاً و ثمانين عاماً .
قالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مُجَاهِدٌ وَهُوَ سَاجِدٌ .

و مما استفدته من سيرة التابعي الجليل : مجاهد بن جبر عدة أمور ، منها :
1- الحرص على طلب العلم و ملازمة المعلم ، و سؤاله عما يشكل علينا ؛ فإن ذلك له أثر كبير في ثراء المعرفة و بركتها .
2- طلب مرضاة الله في كل قول و عمل يصدر منا .
3- الاشتغال بالعلم الشرعي و خاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم يورث البركة في حياة المسلم .

هؤلاء العلماء هم نبراس طريقنا في طلب العلم و خير قدوة لنا ، فحريّ بنا قراءة سيرهم و تأمل حياتهم لنشحذ همتنا و نسير نحو العلياء و نكون على بصيرة في ديننا و دنيانا .
-نسأل الله أن يجعلنا من زمرة الصالحين الذين يدخلون الجنة بلا حساب و لا سابق عذاب- .

-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين- .

المراجع

ابن سعد. (بلا تاريخ). الطبقات الكبرى. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/1686/1935
الأصبهاني. (بلا تاريخ). حلية الأولياء و طبقات الأصفياء. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/33728/4474#p1
السيوطي. (بلا تاريخ). طبقات الحفاظ. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/5823/34
المزي. (بلا تاريخ). تهذيب الكمال في أسماء الرجال. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/3722/14653
شمس الدين الذهبي. (بلا تاريخ). سير اعلام النبلاء. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/10906/3805

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 محرم 1444هـ/21-08-2022م, 10:16 AM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,074
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
رسالة تعريفية مختصرة عن سيرة الإمام ، شيخ القراء و المفسرين ، التابعي الجليل : مجاهد بن جبر -رحمه الله- .

بسم الله الرحمن الرحيم
و أصلي و أسلم على سيد الأنبياء و المرسلين النبي المصطفى الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ، أما بعد :
إن الله -تعالى- وعد بحفظ كتابه الكريم ، و سخر له من يحمله و يعمل على ذلك ، فمن بعد رسول الله كان الصحابة خير من حمل الرسالة و أدّى الأمانة ، ثم جاء من بعدهم التابعين الذين اتبعوهم بإحسان و حملوا الراية من بعدهم و اجتهدوا في خدمة كتاب الله و تفسير معانيه ، و من هؤلاء التابعين : مجاهد بن جبر -رحمه الله- .

*اسمه و مولده :
شَيْخُ القُرَّاءِ وَالمُفَسِّرِيْنَ، مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ الأَسْوَدُ ، مَوْلَى السَّائِبِ بنِ أَبِي السَّائِبِ المَخْزُوْمِيِّ . وَيُقَالُ: مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ .
و كان مولده سنة إِحْدَى وَعشْرين .

*مجاهد و تفسير القرآن :
مجاهد بن جبر أشهر من رَوَى عَن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- وَعَنْهُ أَخَذَ القُرْآنَ، وَالتَّفْسِيْرَ، وَالفِقْه .َ
قَالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ مَيْمُوْنٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِداً يَقُوْلُ :عَرَضْتُ القُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاَثِيْنَ مَرَّةً .
و مما يدل على حرصه على تعلم التفسير ما رواه ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: عَرَضْتُ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَتْ؟ وَكَيْفَ كَانَتْ ؟

*ثناء العلماء على علمه :
-قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مُجَاهِدٍ، وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ .
-َقَالَ خُصَيْفٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُم بِالتَّفْسِيْرِ .
-قَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيْرِ مُجَاهِدٌ.
-قَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ .

*قبسٌ من كلامه :
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «مَنْ أَعَزَّ نَفْسَهُ أَذَلَّ دِينَهُ، وَمَنْ أَذَلَّ نَفْسَهُ أَعَزَّ دِينَهُ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «ذَهَبَتِ الْعُلَمَاءُ فَمَا بَقِيَ إِلَّا الْمُتَعَلِّمُونَ، وَمَا الْمُجْتَهِدُ فِيكُمْ إِلَّا كَاللَّاعِبِ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» .
-كَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: «الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَقْبَلَ عَلَى اللهِ تَعَالَى بِقَلْبِهِ أَقْبَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ» .

*بعض ما جاء في تفسيره لكلام الله -تعالى- :
-عنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] قَالَ: «أَخْلِصْ لَهُ إِخْلَاصًا» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] قَالَ: «وَعَمَلَكَ فَأَصْلِحْ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَقُولُونَ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتُمُونَا قَدِ اتَّبَعْنَا مَا فِيهِ .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] قَالَ: «خُذْ مِنْ دُنْيَاكَ لِآخِرَتِكَ، أَنْ تَعْمَلَ فِيهَا بِطَاعَتِهِ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قَالَ: «عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] قَالَ: لِلَّذِي يَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ الْمَعَاصِي .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} قَالَ: «الْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ» .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] قَالَ: الْقُنُوتُ الرُّكُوعُ وَالْخُشُوعُ وَغَضُّ الْبَصَرِ وَخَفْضُ الْجَنَاحِ مِنْ رَهْبَةِ اللهِ -تَعَالَى- قَالَ: وَكَانَتِ الْعُلَمَاءُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ إِلَى الصَّلَاةِ هَابَ الرَّحْمَنَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَشُذَّ نَظَرُهُ أَوْ يَلْتَفِتَ أَوْ يُقَلِّبَ الْحَصَى أَوْ يَعْبَثَ بِشَيْءٍ أَوْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا نَاسِيًا مَا دَامَ فِي الصَّلَاةِ .
-عن الْأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: " الْقَلْبُ بِمَنْزِلَةِ الْكَفِّ، فَإِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ ذَنْبًا، انْقَبَضَ أُصْبُعٌ حَتَّى تَنْقَبِضَ أَصَابِعُهُ كُلُّهَا أُصْبُعًا أُصْبُعًا، قَالَ: ثُمَّ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّانَ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى- : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " .
-عَنْ مُجَاهِدٍ: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةَ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قَالَ: الذُّنُوبُ تُحِيطُ بِالْقُلُوبِ، كُلَّمَا عَمِلَ ذَنْبًا ارْتَفَعَتْ حَتَّى تَغْشَى الْقَلْبَ، وَحَتَّى يَكُونَ هَكَذَا، ثُمَّ قَبَضَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ الرَّانُ .
-عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى- : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 8] قَالَ: إِذَا فَرَغَتْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَقُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ إِلَيْهِ وَنِيَّتَكَ لَهُ .

*وفاته :
توفي مجاهد بن جبر -رحمه الله- سنة أربع و مائة ، و كان يبلغ من العمر ثلاثاً و ثمانين عاماً .
قالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مُجَاهِدٌ وَهُوَ سَاجِدٌ .

و مما استفدته من سيرة التابعي الجليل : مجاهد بن جبر عدة أمور ، منها :
1- الحرص على طلب العلم و ملازمة المعلم ، و سؤاله عما يشكل علينا ؛ فإن ذلك له أثر كبير في ثراء المعرفة و بركتها .
2- طلب مرضاة الله في كل قول و عمل يصدر منا .
3- الاشتغال بالعلم الشرعي و خاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم يورث البركة في حياة المسلم .

هؤلاء العلماء هم نبراس طريقنا في طلب العلم و خير قدوة لنا ، فحريّ بنا قراءة سيرهم و تأمل حياتهم لنشحذ همتنا و نسير نحو العلياء و نكون على بصيرة في ديننا و دنيانا .
-نسأل الله أن يجعلنا من زمرة الصالحين الذين يدخلون الجنة بلا حساب و لا سابق عذاب- .

-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين- .

المراجع

ابن سعد. (بلا تاريخ). الطبقات الكبرى. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/1686/1935
الأصبهاني. (بلا تاريخ). حلية الأولياء و طبقات الأصفياء. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/33728/4474#p1
السيوطي. (بلا تاريخ). طبقات الحفاظ. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/5823/34
المزي. (بلا تاريخ). تهذيب الكمال في أسماء الرجال. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/3722/14653
شمس الدين الذهبي. (بلا تاريخ). سير اعلام النبلاء. تم الاسترداد من المكتبة الشاملة: https://al-maktaba.org/book/10906/3805
أحسنت نفع الله بك
ب

لم يظهر أسلوبك في الكتابة إلا في المقدمة

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 ربيع الثاني 1446هـ/10-10-2024م, 03:25 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 727
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حديثنا حول سيرة رجلٍ عظيم، صحابي جليل من الصحابة الكرام الذين أدوا الأمانة على أكمل وجه وبكل إخلاص. إنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأحد الخلفاء الراشدين المهديين، الذين أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، فقال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ” [سنن أبي داود: 4607].

نشأ علي رضي الله عنه في بيت النبوة بعد أن كفله النبي صلى الله عليه وسلم منذ صغره، مما أثر في تكوين شخصيته وأخلاقه ، لقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم وتأثره مباشرة بأخلاق وسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم.
ورد في سيرة ابن هشام:
• “إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حال عمه أبو طالب وما يعانيه من ضيق، قال لعمه العباس: يا أبا الفضل، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله. فذهب العباس والنبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب، واتفقوا على أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم علياً، ويأخذ العباس جعفراً، ويبقى طالب مع أبيه”.

هو أول من أسلم من الصبيان.
جاء في صحيح مسلم:
• عن علي رضي الله عنه قال: “أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

من أعظم المجاهدين ،ظهرت شجاعة علي رضي الله عنه في معارك حاسمة ، شارك في جميع الغزوات الكبرى تقريباً إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له دور حاسم في بدر وفتح خيبر وفي الدفاع عن النبي في غزوة أحد والخندق. غزوة خيبر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
• “لأعطين الراية غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه”. فأعطى الراية لعلي رضي الله عنه، وفتح الله حصون خيبر على يديه.
• المصدر: [صحيح البخاري، كتاب المغازي].

أما في مجال العلم، فقد كان علي رضي الله عنه من أعلم الصحابة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا مدينة العلم، وعليّ بابها” [المستدرك على الصحيحين: 4637]. كان علي مرجعاً في الفتوى والقضاء، حيث كان يحكم بالعدل ويجمع بين الرحمة والحكمة. قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”، وكان علي رضي الله عنه مرجعاً في الفقه والقضاء بين الصحابة.ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول عن علي بن أبي طالب:
• “أقضانا علي”.
• المصدر: رواه الترمذي في سننه (3735) وقال: حديث حسن صحيح.
كان مرجعًا كبيرًا في تفسير القرآن. ومن ذلك ما رواه مجاهد:
• “ما نزلت آية إلا وعلي يعلم أين نزلت، وفيم نزلت”.
• المصدر: رواه الحاكم في المستدرك (3334) وقال: صحيح الإسناد.

تولى علي رضي الله عنه فترة خلافته بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمن الفتنة العظيمة التي تنبأالنبي صلى الله عليه وسلم بها وقال صلى الله عليه وسلم “ستكون فتنة: القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. من تَشَرَّفَ لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذاً فليعذ به”.
• المصدر: [صحيح البخاري، حديث 360.
على الرغم من هذه الفتن والخلافات العظيمة إلا ان علياً رضي الله عنه استطاع أن يحافظ على وحدة المسلمين وتماسكهم .

كان رضي الله عنه زاهداً في الدنيا، مقبلاً على الآخرة ،خير مثال للتقوى والعدل.
عن عبد الله بن أبي رافع قال:
• “دخلت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومًا، فإذا هو جالس على حصير قديمة، ووسادته لبنة، فقال لي: يا عبد الله، ألا تعلم أني خليفة المسلمين؟ ولكني لا أريد الدنيا، وإنما أرجو ما عند الله”.
• المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبي.
أخي وأختي في الله، إن حب علي رضي الله عنه جزء من إيماننا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحب علياً إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق” [صحيح مسلم: 78]. لذلك يجب علينا أن نحرص على أن نحب هذا الصحابي الجليل ونتعلم من سيرته. فهو قدوة في الشجاعة والعدل والتقوى.
ختاماً، أدعو الله أن نكون من محبي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكرمين ،وأصحابه الغر الميامين وأن يحشرنا معهم يوم الدين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ربيع الثاني 1446هـ/10-10-2024م, 03:50 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 727
افتراضي

بارك الله فيكم احذفوا رسالتي وضعتها في المكان الخطأ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir