دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 03:36 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,811
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الثالث من دروة طرق التفسير

القسم الثالث: [
من توجيه القراءات إلى الاشتقاق ]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.


المجموعة الثانية:
س1:
اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.


المجموعة الثالثة:
س1: ما هو الفرق بين السلف والخلف في تناولهم للتفسير البياني وضح بمثال.
س2: تحدث عن عناية علماء اللغة بعلم الوقف والابتداء في القرآن.
س3: تحدث بإيجاز عن عناية العلماء بعلم الصرف.
س4: ما هو الاشتقاق ؟ وما هي أنواعه؟
س5: بيّن مع التمثيل فائدة علم الاشتقاق للمفسّر.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ذو الحجة 1443هـ/22-07-2022م, 07:58 PM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟

ج: القراءات على نوعين:
النوع الأول: الذي لا يؤثر في المعنى، وتكمن فائدته عند القراء وبعض النحويين في ضبط القراءات.
النوع الثاني: هو الذي له أثر في المعنى، وهو النوع الذي يهتم به أكثر المفسرين، وهو الغالب على كتب التفسير.


س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
ج: التفسير البياني هو النوع الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته، وهو النوع الذي تحدى الله به العرب بأن يأتوا بمثله أو بآية منه فعجزوا عن ذلك، وميَّز الله به هذا القرآن عن جميع الكتب السابقة، وهو يدل على أمرين جليلين:
- بلوغ الغاية بما لا تطيقه قدرة المخلوقين، قال تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا).
- سعة علم الله تعالى وإحاطته بجميع ألفاظ اللغة ودلالاتها وأوجه استعمالاتها، وهذا ما عبر عنه ابن عطية رحمه الله: (كتاب الله لو نُزِعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد).
كما أن من أعظم فوائد التفسير البياني: أن له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
ومن الأمور التي ينبغي على من أراد أن يكتب في هذا النوع:
- أن لا يتعصب للمعنى البديع الذي رآه بالآية.
- عدم التشنيع على السلف وعلى أقوالهم أو اتهامهم بالجهل بهذا النوع.
- أن يتوخى في تفسيره العقيدة الصحيحة (عقيدة أهل السنة والجماعة).
- أن لا يجزم بقول أو تفسير لا دليل عليه من الكتاب والسنة.


س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ج: علم الوقف والابتداء علم جليل عظيم، تتجلى أهميته في أنه يعين على تبيين وتفسير معاني القرآن العظيم ومعرفة مقاصده، والتدبر والغوص في أسراره وكنوزه، وبذلك فإنه يؤثر كذلك على تفسير الآية، كما في قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً)، فإذا وصل القارئ (عليهم) بما بعدها، فإنه أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وإذا وقف على (عليهم) وابتدأ بما بعدها، أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبدًا عليهم، والتيه مؤقتًا بأربعين سنة.

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
ج: لعلم الصرف ثلاثة فوائد جليلة:
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة، ومثاله قوله تعالى:( من حمأٍ مسنون):
اختلف فيها اللغويين والمفسرين إلى عدة أقوال:
- الأول: المنتن، ورده ابن عطية لكونه يخالف قواعد التصريف.
- الثاني: محكوك، أي محكم العمل أملس السطح، فيكون من معنى المُسن والسنان، قاله ابن عطية.
- الثالث: مصبوب، بمعنى: (سننت التراب والماء، إذا صببته شيئًا بعد شيء)، قاله ابن عطية.
وهما قولان صحيحان من جهة التصريف.
- الرابع: المصوَّر، قاله الخليل بن أحمد، بمعنى (سن الشيء إذا صوَّره)، وتابعه أبوعبيدة بقوله:( المسنون المصبوب على صورة).
- الخامس: المسنون الرطب، وهو قول ابن جرير، وتخريج هذا القول: أن يكون بمعنى:( سُنَّ عليه الماء).
- السادس: المسنون المتغير، وهو قول ابن جرير عن قتادة، وقال الفراء في تخريج هذا القول: أنه تفسير بلازم المعنى لا بدلالته اللفظية، وهو القول الأقرب إلى الصواب في تخريج هذا القول.
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف، ومثال ذلك قوله تعالى:( وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلًا)، ففيه ثلاثة أقوال:
- القول الأول: قُبُلًا، أي معاينة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وتخريج هذا القول: أنه بمعنى المقابِل، لقيته قبلا أي: مواجهة، ويرجح هذا القول قراءة من قرأ: (قِبَلًا).
- القول الثاني: أي: أفواجًا، رواه ابن جرير عن مجاهد، وتخريجه: أنه بجمع قبيل، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد.
- القول الثالث: بمعنى كفيل، وهو اختيار الفراء، ومنه قوله تعالى: (أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا)، أي: كفلاء وضمناء.
3- يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، كما جاء في قوله تعالى: (عم يتساءلون)، فإنه قد جاء فيها ثلاثة أقوال للعلماء:
أ- يسأل بعضهم بعضًا، وهو قول الجمهور.
ب- يتحدثون، وهو قول الرازي وبعض المفسرين.
ج- أي أن المشركين يتساءلون والمؤمنين، قاله الزمخشري، واختاره أبو السعود، إلا أن هذا القول يخالف قواعد التصريف.

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
ينقسم الاشتقاق في التفسير إلى نوعين رئيسيين:
النوع الأول: ما لا أثر له في المعنى، كالاشتقاق في في لفظ (مدينة)، في قوله تعالى: (وابعث في المدائن حاشرين).
النوع الآخر: ما له أثر في المعنى، ويفيد في بيان معنى اللفظ، وترجيح بعض الأقوال على بعض، كما في قوله تعالى: (واهجرني مَلِيًا).

وأنواعه عند اللغويين نوعان:
1- الاشتقاق الصغير: ومو كاشتقاق المُسحَّر من السحر، واشتقاق (مرداس) من (الردس).
2- الاشتقاق الكبير: وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في (فسر)، و(سفر)، وسماه ابن تيمية الاشتقاق الأوسط وعرفه: (اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
3- الاشتقاق الأكبر: ويسميه بعضهم: (الكُبار)، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها، وقد يكون هذا الحرف في أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها
مثال: (همز، لمز، غمز، جمز، رمز)، وكلها تدل على حركة وخفة.
4- الاشتقاق الكُبّار: وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارًا، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول: (بسم الله).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 محرم 1444هـ/1-08-2022م, 06:19 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رزان المحمدي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟

ج: القراءات على نوعين:
النوع الأول: الذي لا يؤثر في المعنى، وتكمن فائدته عند القراء وبعض النحويين في ضبط القراءات.
النوع الثاني: هو الذي له أثر في المعنى، وهو النوع الذي يهتم به أكثر المفسرين، وهو الغالب على كتب التفسير.


س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
ج: التفسير البياني هو النوع الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته، وهو النوع الذي تحدى الله به العرب بأن يأتوا بمثله أو بآية منه فعجزوا عن ذلك، وميَّز الله به هذا القرآن عن جميع الكتب السابقة، وهو يدل على أمرين جليلين:
- بلوغ الغاية بما لا تطيقه قدرة المخلوقين، قال تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا).
- سعة علم الله تعالى وإحاطته بجميع ألفاظ اللغة ودلالاتها وأوجه استعمالاتها، وهذا ما عبر عنه ابن عطية رحمه الله: (كتاب الله لو نُزِعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد).
كما أن من أعظم فوائد التفسير البياني: أن له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
ومن الأمور التي ينبغي على من أراد أن يكتب في هذا النوع:
- أن لا يتعصب للمعنى البديع الذي رآه بالآية.
- عدم التشنيع على السلف وعلى أقوالهم أو اتهامهم بالجهل بهذا النوع.
- أن يتوخى في تفسيره العقيدة الصحيحة (عقيدة أهل السنة والجماعة).
- أن لا يجزم بقول أو تفسير لا دليل عليه من الكتاب والسنة.


س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ج: علم الوقف والابتداء علم جليل عظيم، تتجلى أهميته في أنه يعين على تبيين وتفسير معاني القرآن العظيم ومعرفة مقاصده، والتدبر والغوص في أسراره وكنوزه، وبذلك فإنه يؤثر كذلك على تفسير الآية، كما في قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً)، فإذا وصل القارئ (عليهم) بما بعدها، فإنه أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وإذا وقف على (عليهم) وابتدأ بما بعدها، أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبدًا عليهم، والتيه مؤقتًا بأربعين سنة.

س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
ج: لعلم الصرف ثلاثة فوائد جليلة:
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة، ومثاله قوله تعالى:( من حمأٍ مسنون):
اختلف فيها اللغويين والمفسرين إلى عدة أقوال:
- الأول: المنتن، ورده ابن عطية لكونه يخالف قواعد التصريف.
- الثاني: محكوك، أي محكم العمل أملس السطح، فيكون من معنى المُسن والسنان، قاله ابن عطية.
- الثالث: مصبوب، بمعنى: (سننت التراب والماء، إذا صببته شيئًا بعد شيء)، قاله ابن عطية.
وهما قولان صحيحان من جهة التصريف.
- الرابع: المصوَّر، قاله الخليل بن أحمد، بمعنى (سن الشيء إذا صوَّره)، وتابعه أبوعبيدة بقوله:( المسنون المصبوب على صورة).
- الخامس: المسنون الرطب، وهو قول ابن جرير، وتخريج هذا القول: أن يكون بمعنى:( سُنَّ عليه الماء).
- السادس: المسنون المتغير، وهو قول ابن جرير عن قتادة، وقال الفراء في تخريج هذا القول: أنه تفسير بلازم المعنى لا بدلالته اللفظية، وهو القول الأقرب إلى الصواب في تخريج هذا القول.
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف، ومثال ذلك قوله تعالى:( وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلًا)، ففيه ثلاثة أقوال:
- القول الأول: قُبُلًا، أي معاينة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وتخريج هذا القول: أنه بمعنى المقابِل، لقيته قبلا أي: مواجهة، ويرجح هذا القول قراءة من قرأ: (قِبَلًا).
- القول الثاني: أي: أفواجًا، رواه ابن جرير عن مجاهد، وتخريجه: أنه بجمع قبيل، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد.
- القول الثالث: بمعنى كفيل، وهو اختيار الفراء، ومنه قوله تعالى: (أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا)، أي: كفلاء وضمناء.
3- يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، كما جاء في قوله تعالى: (عم يتساءلون)، فإنه قد جاء فيها ثلاثة أقوال للعلماء:
أ- يسأل بعضهم بعضًا، وهو قول الجمهور.
ب- يتحدثون، وهو قول الرازي وبعض المفسرين.
ج- أي أن المشركين يتساءلون والمؤمنين، قاله الزمخشري، واختاره أبو السعود، إلا أن هذا القول يخالف قواعد التصريف.

س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
ينقسم الاشتقاق في التفسير إلى نوعين رئيسيين:
النوع الأول: ما لا أثر له في المعنى، كالاشتقاق في في لفظ (مدينة)، في قوله تعالى: (وابعث في المدائن حاشرين).
النوع الآخر: ما له أثر في المعنى، ويفيد في بيان معنى اللفظ، وترجيح بعض الأقوال على بعض، كما في قوله تعالى: (واهجرني مَلِيًا).

وأنواعه عند اللغويين نوعان:
1- الاشتقاق الصغير: ومو كاشتقاق المُسحَّر من السحر، واشتقاق (مرداس) من (الردس).
2- الاشتقاق الكبير: وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في (فسر)، و(سفر)، وسماه ابن تيمية الاشتقاق الأوسط وعرفه: (اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
3- الاشتقاق الأكبر: ويسميه بعضهم: (الكُبار)، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها، وقد يكون هذا الحرف في أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها
مثال: (همز، لمز، غمز، جمز، رمز)، وكلها تدل على حركة وخفة.
4- الاشتقاق الكُبّار: وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارًا، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول: (بسم الله).
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 صفر 1446هـ/6-08-2024م, 07:17 PM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 313
افتراضي

س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
يعين المفسّر على الكشف عن الأوجه التفسيرية، والتعرّف على بعض أسباب اختلاف أقوال المفسّرين، ومعرفة بعض دقائق الفروق بين القراءات المتشابهة.
ومن الأمثلة على ذلك :
قراءة }مالك يوم الدين {وقراءة} ملك يوم الدين {
قال أبو علي الفارسي: (فالحجة لمن أثبتها (أي الألف): أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أنَّ الملك أخصّ من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا)ا.هـ.
وأولى منه أن يقال: إن لكلا القراءتين من المعنى ما ليس للآخر:
- أمَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه، وأنّ إضافة المَلِك إلى يوم الدين {ملك يوم الدين} تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله
- وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً
- فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه.
- والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى.
- والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها.

س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
مثال ذلك : قوله تعالى: {والفتنة أشدّ من القتل} ، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}،
بالنظر إلى السياق؛ فالسياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، حيث قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.
فكان من أوجه حثّهم على القتال أن بيّن لهم أن الفتنة في الدين أشدّ من القتل وأعظم ضرراً من القتل، وما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه.
قال ابن جرير: (فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركاً بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضرّ من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً بملته محقاً فيه)ا.هـ.
فالمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين، كما قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..} الآية.


وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.
فلمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: {أكبر} تفضيل في الإثم )
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فالخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيحصل لهم بذلك نوع شماتة بالمسلمين، بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين
وخلاصة ذلك: أن الخطاب في الآية الأولى للمؤمنين وفيه حث لهم على القتال فأخبرهم سبحانه أن الفتنة في الدين وصد الكفار لهم عن دينهم أشد من الضرر الحاصل لهم بالقتل .
وأما الآية الأخرى فهي خطاب للمشركين وإخبارهم بأن الفتنة وهو الشرك القائمون عليه أكبر إثما من القتل.
فهنا يتضح حسن اختيار الألفاظ في القرآن ولا ريب في ذلك
إذ أن قدرة الله تعالى المطلقة على كلّ شيء، ومن ذلك بلوغ الغاية في حسن البيان بما لا تطيقه قدرة المخلوقين ولو اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيراً؛ فالله تعالى أقدر منهم على حسن البيان، بل لا تبلغ نسبة قدرتهم ولو اجتمعوا نسبة سراج ضعيف إلى قوّة نور الشمس وإشراقها.
والوجه الآخر: سَعَة علم الله تعالى وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالاتها وأوجه استعمالاتها، وأنّه لا يغيب عن علمه شيء من ذلك، ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق من التذكّر والموازنة والتحقق.
ولو قُدِّرَ وجود لفظة أحسن لكان إدراك علم الله تعالى لها سابق على إدراك المخلوقين، وقدرته عليها أمكن من قدرتهم ولو اجتمعوا.
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
نعم يدخلها الاجتهاد كثيرا ومن أكثر ما وسّع الخلاف في الوقوف التوسّع في ما يحتمله الإعراب من غير نظر في التفسير، فمن استرسل مع احتمالات الإعراب وغفل عن مراعاة الأوجه الصحيحة في التفسير والأحكام وقع في أخطاء كثيرة.

أما مناهج العلماء فلهم مناهج يتوخّونها في تقسيم الوقوف، وتعداد مراتبه، وقد اختلف اجتهادهم في تسمية تلك المراتب
فقسّم ابن الأنباري الوقوف إلى: تامّ، وكافٍ، وقبيح.
وقسمها أبو عمرو الداني إلى: تامّ مختار، وكافٍ جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك،
وقسّمها ابن الطحّان وعلم الدين السخاوي إلى: تام، وكافٍ، وحسن، وقبيح.
وقسّمها السجاوندي إلى: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوَّز لوجه، ومرخّص ضرورة، وقبيح.
وقسّمها ابن الفرُّخان في آخر كتابه "المستوفى في النحو" إلى اضطراري واختياري، ثم قسّم الاختياري إلى تام وناقص وأنقص.
وقسمها الأشموني إلى: تام، وأتم، وكاف، وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح، وأصلح، وقبيح، وأقبح.
قال ابن الجزري: (أكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر، وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري....)
ثم ذكر أقسام الاختياري وهي: التام، والكافي، والحسن، وبيّن حدودها.
ثم قال: (وإن لم يتم الكلام كان الوقف عليه اضطرارياً وهو المصطلح عليه بالقبيح، لا يجوز تعمّد الوقف عليه إلا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى)ا.ه.


س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟
نعم له أثر في علم التفسير فعلم الصرف من العلوم المهمّة للمفسّر، يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية،
ويعرّفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير،
ويعينه على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وعلم الصرف هو علم يتعلّق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذفٍ وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معانٍ تتعلّق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
قال عبد القاهر الجرجاني: (اعلم أن التصريف "تفعيل " من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة؛ فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان متفاوتة)ا.هـ.
مثاله/ وهذا كما تصرّف الفعل "ضرب" إلى اضربْ للأمر، ويضربُ للمضارع، و"ضرْب" للمصدر، و"ضارب" لاسم الفاعل، و"ضرَّاب" للمبالغة، و"ضرَّابة" لزيادة المبالغة، "وضاربين" للجمع المذكر، و"ضاربات" للجمع المؤنث، "ومضروب" للمفعول، "وتضارَب" للتفاعل بين اثنين بالضرب، "وضَرْبَة" لاسم المرَّة، و"ضِرْبة" لاسم الهيئة.

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.
1- الاشتقاق مما تدرك به معاني الألفاظ
2- ويعرف به أصل الألفاظ وأوجه تصريفها،
مثاله :- قال مجاهد بن جبر: (كان ابن عباس لا يدري ما {فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات}). رواه الدولابي في الكنى واللفظ له، ورواه ابن جرير والبيهقي.
- وقال إبراهيم النخعي في قوله تعالى: {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال: (يعني قالوا فيه غير الحق ألا ترى أن المريض إذا تكلم بغير عَقْلٍ قيل: إنه لَيَهْجُر). رواه ابن إسحاق الهمذاني وابن أبي حاتم، وروى ابن جرير نحوه.
وهذا أحد الأقوال في تفسير هذه الآية، ذهب فيه إبراهيم النخعي إلى أنّ الكفار اتّخذوا هذا القرآن غرضاً لأقوالهم السيئة؛ فقالوا: هو سحر، وقالوا: إفك مفترى، وقالوا: أساطير الأولين، إلى غير ذلك.
وهذا القول مبني على اشتقاق المهجور من هُجْر القول، وهو هذيانه وسيّئه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 صفر 1446هـ/18-08-2024م, 02:07 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,074
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
س1: اذكر فوائد معرفة علم توجيه القراءات للمفسّر مع التمثيل.
يعين المفسّر على الكشف عن الأوجه التفسيرية، والتعرّف على بعض أسباب اختلاف أقوال المفسّرين، ومعرفة بعض دقائق الفروق بين القراءات المتشابهة.
ومن الأمثلة على ذلك :
قراءة }مالك يوم الدين {وقراءة} ملك يوم الدين {
قال أبو علي الفارسي: (فالحجة لمن أثبتها (أي الألف): أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أنَّ الملك أخصّ من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا)ا.هـ.
وأولى منه أن يقال: إن لكلا القراءتين من المعنى ما ليس للآخر:
- أمَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه، وأنّ إضافة المَلِك إلى يوم الدين {ملك يوم الدين} تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله
- وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً
- فالمعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه.
- والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى.
- والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها.

س2: دلل على حسن بيان القرآن في اختيار بعض الألفاظ على بعض.
مثال ذلك : قوله تعالى: {والفتنة أشدّ من القتل} ، وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}،
بالنظر إلى السياق؛ فالسياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، حيث قال تعالى:{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.
فكان من أوجه حثّهم على القتال أن بيّن لهم أن الفتنة في الدين أشدّ من القتل وأعظم ضرراً من القتل، وما يحصل لمن فُتن في دينه من العذاب عند الله لا يوازي ما يحصل له من ألم القتل وهو ثابت على دينه.
قال ابن جرير: (فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركاً بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضرّ من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً بملته محقاً فيه)ا.هـ.
فالمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين، كما قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..} الآية.


وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون؛ حيث قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}.
فلمّا ذكر الصدَّ عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة؛ ناسب أن يكون التفضيل بـ(أكبر) أي أكبر إثماً.
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: {أكبر} تفضيل في الإثم )
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فالخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيحصل لهم بذلك نوع شماتة بالمسلمين، بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين
وخلاصة ذلك: أن الخطاب في الآية الأولى للمؤمنين وفيه حث لهم على القتال فأخبرهم سبحانه أن الفتنة في الدين وصد الكفار لهم عن دينهم أشد من الضرر الحاصل لهم بالقتل .
وأما الآية الأخرى فهي خطاب للمشركين وإخبارهم بأن الفتنة وهو الشرك القائمون عليه أكبر إثما من القتل.
فهنا يتضح حسن اختيار الألفاظ في القرآن ولا ريب في ذلك
إذ أن قدرة الله تعالى المطلقة على كلّ شيء، ومن ذلك بلوغ الغاية في حسن البيان بما لا تطيقه قدرة المخلوقين ولو اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيراً؛ فالله تعالى أقدر منهم على حسن البيان، بل لا تبلغ نسبة قدرتهم ولو اجتمعوا نسبة سراج ضعيف إلى قوّة نور الشمس وإشراقها.
والوجه الآخر: سَعَة علم الله تعالى وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالاتها وأوجه استعمالاتها، وأنّه لا يغيب عن علمه شيء من ذلك، ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق من التذكّر والموازنة والتحقق.
ولو قُدِّرَ وجود لفظة أحسن لكان إدراك علم الله تعالى لها سابق على إدراك المخلوقين، وقدرته عليها أمكن من قدرتهم ولو اجتمعوا.
س3: تحدث بإيجاز عن مناهج العلماء في تقسيم الوقوف، وهل يدخلها الاجتهاد ؟
نعم يدخلها الاجتهاد كثيرا ومن أكثر ما وسّع الخلاف في الوقوف التوسّع في ما يحتمله الإعراب من غير نظر في التفسير، فمن استرسل مع احتمالات الإعراب وغفل عن مراعاة الأوجه الصحيحة في التفسير والأحكام وقع في أخطاء كثيرة.

أما مناهج العلماء فلهم مناهج يتوخّونها في تقسيم الوقوف، وتعداد مراتبه، وقد اختلف اجتهادهم في تسمية تلك المراتب
فقسّم ابن الأنباري الوقوف إلى: تامّ، وكافٍ، وقبيح.
وقسمها أبو عمرو الداني إلى: تامّ مختار، وكافٍ جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك،
وقسّمها ابن الطحّان وعلم الدين السخاوي إلى: تام، وكافٍ، وحسن، وقبيح.
وقسّمها السجاوندي إلى: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوَّز لوجه، ومرخّص ضرورة، وقبيح.
وقسّمها ابن الفرُّخان في آخر كتابه "المستوفى في النحو" إلى اضطراري واختياري، ثم قسّم الاختياري إلى تام وناقص وأنقص.
وقسمها الأشموني إلى: تام، وأتم، وكاف، وأكفى، وحسن، وأحسن، وصالح، وأصلح، وقبيح، وأقبح.
قال ابن الجزري: (أكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر، وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري....)
ثم ذكر أقسام الاختياري وهي: التام، والكافي، والحسن، وبيّن حدودها.
ثم قال: (وإن لم يتم الكلام كان الوقف عليه اضطرارياً وهو المصطلح عليه بالقبيح، لا يجوز تعمّد الوقف عليه إلا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى)ا.ه.


س4: ما هو علم الصرف ؟ وهل له أثر في علم التفسير ؟
نعم له أثر في علم التفسير فعلم الصرف من العلوم المهمّة للمفسّر، يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية،
ويعرّفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير،
ويعينه على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
وعلم الصرف هو علم يتعلّق ببنية الكلمة، وتمييز حروفها الأصلية، وما يلحقها من زيادة وإعلال، وقلب وإبدال، وحذفٍ وتغيير بالحركات والحروف لإفادة معانٍ تتعلّق بأصل الكلمة وتختلف باختلاف صيغتها.
قال عبد القاهر الجرجاني: (اعلم أن التصريف "تفعيل " من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة؛ فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان متفاوتة)ا.هـ.
مثاله/ وهذا كما تصرّف الفعل "ضرب" إلى اضربْ للأمر، ويضربُ للمضارع، و"ضرْب" للمصدر، و"ضارب" لاسم الفاعل، و"ضرَّاب" للمبالغة، و"ضرَّابة" لزيادة المبالغة، "وضاربين" للجمع المذكر، و"ضاربات" للجمع المؤنث، "ومضروب" للمفعول، "وتضارَب" للتفاعل بين اثنين بالضرب، "وضَرْبَة" لاسم المرَّة، و"ضِرْبة" لاسم الهيئة.

س5: بيّن فوائد علم الاشتقاق للمفسّر.
1- الاشتقاق مما تدرك به معاني الألفاظ
2- ويعرف به أصل الألفاظ وأوجه تصريفها،
مثاله :- قال مجاهد بن جبر: (كان ابن عباس لا يدري ما {فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات}). رواه الدولابي في الكنى واللفظ له، ورواه ابن جرير والبيهقي.
- وقال إبراهيم النخعي في قوله تعالى: {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال: (يعني قالوا فيه غير الحق ألا ترى أن المريض إذا تكلم بغير عَقْلٍ قيل: إنه لَيَهْجُر). رواه ابن إسحاق الهمذاني وابن أبي حاتم، وروى ابن جرير نحوه.
وهذا أحد الأقوال في تفسير هذه الآية، ذهب فيه إبراهيم النخعي إلى أنّ الكفار اتّخذوا هذا القرآن غرضاً لأقوالهم السيئة؛ فقالوا: هو سحر، وقالوا: إفك مفترى، وقالوا: أساطير الأولين، إلى غير ذلك.
وهذا القول مبني على اشتقاق المهجور من هُجْر القول، وهو هذيانه وسيّئه.
وفقك الله وسددك؛
الغرض من هذه الدورات فهم المسائل والتدرب على صياغة الإجابة بأسلوبك الخاص، لذا مجرد النسخ واللصق لن يأت بالثمرة.

ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir