المجلس التاسع عشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من دروس البلاغة

[هيئة التصحيح 11]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل

المجموعة الثانية:

1. عرف التجريد مع ذكر أقسامه.
التجريد هو: أن ينتزع من أمر ذي صفة أمرٌ آخر مثله، أو أن يجرد الإنسان من نفسه شخصاً آخر يستطيع أن يخاطبه، أو بغير ذلك.
أقسامه:
لم يتبين لي من الدرس أقسام واضحة إلا ما ذكر في التعريف:
1. أنْ يُنتزَعَ منْ أمْرٍ ذي صفةٍ أمْرٌ آخَرُ مثلُه فيها؛ مبالَغةً لكمالِها فيهِ، وتستخدم الأحرف التالية: [نعم، صحيح]
- (من) نحو: لي من فلان صديق حميم.
- (في) نحو: {لهم فيها دار الخلد}.
- (الباء) نحو: (لئن سألت فلاناً لتسئلن به البحر).
2. أن يخاطب الإنسان نفس نحو: لا خيلَ عندَك تُهديها ولا مالُ * فليَسْعَدِ النطْقُ إنْ لم تَسْعَدِ الحالُ.
3. غيرِ ذلكَ، نحو: فَلَئِنْ بَقِيتُ لأرْحَلَنَّ لغزوةٍ * تَحْوِي الغنائمَ أوْ يَموتَ كريمُ

2. بين معنى المغايرة مع التمثيل لها.
المغايرة لون من ألوان البديع سار عليه أهل الأدب ويعني مدح الشيء نفسه بعد ذمه، وفيه إظهار للبراعة والقدرة على الوصف الدقيق دون كذب، ويكون بأن ينظر الإنسان إلى الشيء الواحد من جهة محاسنه ومساوئه، فيصف الشيء نفسه بوصفين متقابلين متضادين.
مثال: لو وصف أحدهم النقود فذمها بقوله: (تباً له من خادعٍ مماذق)، ثم مدحها فقال: (أكرم به أصفر راقت صفرته)

3. مثل لما يأتي:

أـ الاستخدام.
له نوعان:
1. ذكر اللفظ بمعنىً وإعادة ضمير عليه بمعنى آخر مثل قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}. أراد بالشهر الهلال وبالضمير في يصمه الزمان.
2. ذكر ضميرين يراد بثانيهما غير ما يراد بالأول مثل قول الشاعر: فسـقـى الغــضـا والسـاكـــنيـه وإن هم شبوه بين جوانحي وضلوعي، أراد بالضمير الأول العائد على الغضا في قوله الساكنيه مكان نبات الغضا، وبالضمير الثاني في قوله شبوه حطب الغضا

ب- الاستطراد.
قول السموأل:
وإنــا أنـاس لا نــرى القــتـل ســبـة إذا ما رأته عامرٌ وسلول
يقــرب حــب الـمـوت آجـالـنا لــنـا وتكرهه آجالهم فتطول
وما مــات منـا ســيـد حــتـف أنـفـه ولا طُلَّ منا حيث كان قتيل

الأبيات في الفخر واستطرد ومال للهجاء بقوله:" وإنــا أنـاس لا نــرى القــتـل ســبـة إذا ما رأته عامرٌ وسلول" و " وما مــات منـا ســيـد حــتـف أنـفـه ولا طُلَّ منا حيث كان قتيل" ثم عاد للفخر.

ج- الافتنان.
الجمع بين أكثر من فن في نص واحد مثل قول عبد الله بن همام السلولي حين أراد أن يهنئ يزيد بالخلافة ويعزيه في وفاة أبيه:
"أجـارك الله على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية فقد رزئت عظيماً، وأعطيت جسيماً، فاشكر الله على ما أعطيت، وأصبر على ما رزئت، فقد فقدت الخليفة، وأعطيت الخلافة، ففارقت خليلاً ووهبت جليلاً"
اصـبــر يــزيـدُ فقـد فـارقـت ذا ثـقـةٍ*** واشكر حـبـاءَ الذي بالملك أصفاك
فإن رزي أحد في الناس نـعـلـمـه*** كما رزئت ولا عقبى كعقباك

د- تأكيدُ المدْحِ بما يُشبِهُ الذمَّ.
له نوعان:
1. أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مدح على تقدير دخولها فيها كقوله:
ولا عــيـب فـيـهم غـيـر أن سـيـوفـهم بهن فلول من قراع الكتائب
2. أن يثبت لشيء صفة مدح، ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى، كقوله:
فــتـىً كـمـلت أوصـافــه غـيـر أنــه جواد فما يبقى على المال باقياً

4. ما الفرق بين إرسال المثل والكلام الجامع؟ مثل لكل منهما.
ذكر المؤلفون أن كلاهما بمعنى أن يؤتى بكلام صالح لأن يتمثل به في مواطن كثيرة
وأن الفرق بينهما أن إرسال المثل يكون بعض بيت كقوله: ليس التكحل في العينين كالكحل.
والكلام الجامع أن يكون بيتاً كاملاً كقوله:إذا جـــاء مــوســى وألــقــى العصا فقد بطل السحر والساحر

وقد اعترض الشيخ على هذا الكلام بأنه تقسيم اصطلاحي واحتج بأنه صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم وليس شرطا أن يكون صالح للتمثيل في كل المواطن


5. ما المراد بالتورية؟ مثل لها بمثال.
التورية من المحسنات المعنوية وهو أن يؤتى في الكلام بلفظ له معنيان قريب متبادر إلى الأذهان وبعيد هو المراد بدلالة قرينة خفية مثل قوله:
يا ســيداً حــاز لطفـاً لـه البـرايا عـبيـد أنت الحسين ولكن جفاك فينا يزيد
معنى (يزيد) القريب أنه عَلَمٌ، ومعناه البعيد المقصود أنه فعل مضارع من زاد

التقويم أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.