دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م, 03:33 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"

اختر مجموعة من المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
2. العلم واليقين
3. الخوف والخشية
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
3. التوبة والاستغفار
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م, 05:22 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
أنواع القلوب المذكورة في القرآن:
1- القلب الصحيح: وهو السليم من جميع الآفات، الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية الإرادية.
وأسباب صحته:
أ- معرفة الحق واتباعه بلا تردد.
ب- معرفة الباطل واجتنابه بلا توقف.
2- القلب المريض: وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
وأنواع الأمراض التي قد تصيبه:
أ- مرض الشبهات والشكوك، والذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير.
ب- مرض الشهوات، والذي هو ميل القلب إلى المعاصي مما أخل بقوة القلب العملية، فإن القلب الصحيح لا يريد ولا يميل إلا إلى الخير، أو إلى ما أباحه الله له.
3- القلب القاسي: وهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، وصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع الأمران.


السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
الناس في مواقفهم من الدعوة ثلاثة أقسام، كل يدعى بالطريق التي تناسبه:
القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير، الراهبون من الشر، فهؤلاء لما عندهم من الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات، والاشتياق إلى الاعتقاد الصحيح، فقط يكتفى ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض.
والقسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق، فهؤلاء مع هذا التعليم يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب؛ لأن النفوس لا تلتفت إلى منافعها، ولا تترك أغراضها الصادَّة لها عن الحق علما وعملا إلا مع البيان لها أن ترغب وترهب بذكر ما يترتب على الحق من المنافع وعلى الباطل من المضار، والموازنة بين الأمور النافعة والضارة.
والقسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون، المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل، فهؤلاء لا بد أن يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن به.


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان.
الإسلام: هواستسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
والإيمان: هو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.


2. الفرح المحمود والفرح المذموم.
الفرح المحمود هو الفرح بالعلم والعمل بالقرآن والإسلام وما أشبههما أو كان من ثمراتهما، قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
والفرح المذموم هو الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين وما أشبههما أو كان من ثمراتهما مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10].


3. التوبة والاستغفار.
التوبة: هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
والاستغفار: هو طلب المغفرة من الله.


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
أنواع الهداية:
1- هداية البيان والإرشاد، وهذه عامة لكل الناس، ولأجلها أرسل الرسل وأنزلت الكتب "ولكل قوم هاد".
2- هداية التوفيق، وهذه يختص بها الله من يشاد من عباده "إنك لا تهدي من أحببت".


هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
فائدتان:
1- نفي ذلك النقص المصرح به.
2- إثبات ضده ونقيضه.


السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
أمثلة لآيات أحكام مختومة بأسماء الله الحسنى في مقام ذكر الحكم:
1- {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227].
2- {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34].
الحكمة من ذلك:
يذكر تعالى من أسمائه ما يعرف به الحكم بمعرفة معنى ذلك الاسم وآثاره، وفي ذلك إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا معاني أسمائه حق المعرفة ويعوها ويتفكروا في آثارها، إذ هي أصل خلقه وأمره، وإليها مقتضى أوامره ونواهيه.


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
الأمر باللين كغيره من الأوامر ليست مطلقة، فيحدد مقاماتها أحوال الناس وأزمانهم، لذا جاء القرآن بالأمر باللين في مواطن يرجى فيها التذكر والخشية "فقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى"، وجاء بالأمر بالغلظة في مواطن القتال والشدة "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"، والحكمة وضع الأمور في نصابها، وليس من الحكمة اللين في موطن الشدة، والشدة في موطن اللين، لذا جاء القرآن بكلا الأمرين حسبما يقتضي الحال.

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
الجمع بينها يكون بمعرفة مرادها، وذلك أن المواطن التي ورد فيها ذكر أنهم لا يتساءلون ولا يتكلمون هي وصف لحالهم العام في حال عدم إذن الله لهم بالكلام، أما المواطن التي يتكلمون فيها فإنها تكون مقام حديث وكلام بإذن من الله لهم.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.

هذه الآية جمع الله فيها حقه وحق رسوله، فدعا في بدايتها إلى الإيمان به وبرسوله، وهذا هو الحق المشترك بينهما، ثم دعا إلى تعزير رسول الله وتوقيره، وهذا حق الرسول، ثم ختم بما هو من حقه وحده سبحانه وهو تسبيحه بكرة، أي: أول النهار، وأصيلا: آخره.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو الحجة 1439هـ/7-09-2018م, 04:19 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن للسعدي رحمه الله.

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

=أولاً: كمال القرآن
قال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
فالله سبحانه وتعالى بين في كتابه كل العلوم النافعة ولم يترك منها علم إلا بيَّنه لنا، ولم يترك للخلق حاجة إلى علم شرعي أو حتى عقلي إلا ذكره مما يحتاجونه إلى قيام الساعة ، ولا يكون أي علم محسوس أو معقول ناقضا لما جاء فيه إلى قيام الساعة؛ فإنه {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
وقد قال الله تعالى عنه:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4] فبين أنه سبحانه الواهب للمقاصد وهي الوصول إليه سبحانه وتعالى، والوسائل التي هي الأسباب التي بها يتوصل للمقاصد
والقرآن كامل في ألفاظه، كامل في معانيه كما قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]

=ثانيا: مما يبين حسن أسلوبه وقوة تأثيره
أنه سبحانه وتعالى قد جمع فيه بين المتقابلات العامة التي من شأنها أن تظهر المعان وتتجلى بوضوح، ومن أمثلة ذلك وهي كثيرة جداً:
-قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال،
والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار، ولهذا قال: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وهي أيضا فيها من المتقابلات أن
الإثم: المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق.
-وكذلك قوله تعالى:
وكذلك قوله: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]
كذب الخبر وتولى عن الطاعة " التكذيب ": انحراف الباطن، " والتولي ": انحراف الظاهر،
-وكذلك قوله:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]
فجمع للمؤمن العامل للصالحات بين طيب الحياة في الدنيا والآخرة، ونظيره:
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201]
-وكذلك قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]
جمع له بين عذاب الدنيا وعذاب البرزخ وعذاب دار القرار.
إلى غير ذلك من الآيات التي يظهر فيها حسن أسلوب القرآن وقوة تأثيره، وهذا لأنه كلام الله الذي لا يشبهه كلام.


السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
بين في كتابه غاية التبيين هذه الأسباب، وأرشدنا إليها لنحصل المطلوب وندفع المرهوب:
- فجعل منها وهو أصلها كلها الإيمان والعمل الصالح، جعل الله خيرات الدنيا والآخرة وحصولها بحسب قيام العبد بهذين الأمرين،
- وجعل الله القيام بالعبودية والتوكل سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه، شاهده قوله تعالى:
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] أي: بمن يقوم بعبوديته ظاهرا وباطنا.
-وجعل الله التقوى والسعي والحركة سببا للرزق، شاهده قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
-وجعل الله الدعاء والطمع في فضله سببا لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
- وجعل الله الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق سببا يدرك به فضله وإحسانه كما قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]
-وجعل الله التوبة والاستغفار والإيمان والحسنات والمصائب مع الصبر عليها أسبابا لمحو الذنوب والخطايا، شاهده قوله تعالى:
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
-وجعل الله الصبر والصلاة سببا وآلة تدرك بها الخيرات، شاهده الآية السابقة، وقوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45] أي: على جميع أموركم، وهو سبب لنيل الإمامة في الدين ودليله قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
-وجعل الله مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإنصات والتعلم والتقوى وحسن القصد، وشاهد هذه الأسباب:
قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
وقوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أي: نورا وعلما تفرقون به بين الحقائق كلها،
وقوله: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
وقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
-وجعل الله الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، شاهده قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
-وجعل الله الشكر سببا للمزيد منها ومن غيرها، وكفران النعم سببا لزوالها، شاهده قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
-وجعل الله لمحبته التي هي أعلى ما ناله العباد أسبابا، أهمها وأعظمها متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال وسائر الأحوال، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، ومن أسبابها أيضا: الصبر والإحسان والتقوى ولزوم الجماعة وغيرها من الأمور التي ذكرها الله في كتابه.
-وجعل الله النظر إلى النعم، والفضل الذي أعطيه العبد، وغض النظر مما لم يعطه سببا للقناعة، شاهده قوله تعالى:
{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
-وجعل الله كمال إخلاص العبد لربه سببا يدفع به عنه المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن، شاهده قوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
-وجعل الله قوة التوكل عليه مع الإيمان حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان، شاهده قوله تعالى:
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99] ويقوى الحصن بكثرة الذكر والاستعاذة من الشيطان كما في المعوذتين.
-وجعل الله القيام بأمور الدين سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، وشاهده قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10]
-وجعل الله العلم النافع للرفعة في الدنيا والآخرة، شاهده قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
-وجعل الله مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق سببا يكون به العدو صديقا، دليله قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
-وجعل الله الإنفاق في محله سببا للخلف العاجل والثواب الآجل، شاهده قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
-وجعل الله السبب الوحيد القوي المثمر للثمرات الجليلة للدعوة إلى سبيله ما تضمنته هذه الآية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]
فالحكمة وضع الدعوة في موضعها، ودعاية كل أحد بحسب ما يليق بحاله ويناسبه،
(وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) : البالغة في الحسن مبلغا، وهي التي تشتمل على الترغيب لمن اتبع والترهيب لمن أعرض عن الحق لها تأثير قوي،
" والمجادلة بالتي هي أحسن " بالعبارات الواضحة التي تحق الحق وتبطل الباطل، حتى يصل العلم النافع والحق المبين لمن نقوم بدعوته فهذه أسباب عظيمة للوصول للمطلوب.


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
العلم النافع لابد فيه من ثلاثة أمور:
أولها: التفكر والتدبر في آيات الله الكونية والشرعية.
وثانيها: إدراك هذه الآيات وفهم المراد منها.
وثالثها: أن يتم العمل بها إن كانت اعتقادا أو قولا أو عملاً، فيعتقد بقلبه ويقول بلسانه ويعمل بجوارحه.
والتبصرة تمثل الأمر الثاني وهو فهم وإدراك الشيء المراد فهمه، والذكرى هي العمل بما أدركه العبد سواء كان اعتقادا أو قولاً أو فعلاً.

2. العلم واليقين
العلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه، والنافع منه: ما كان مأخوذا عن الرسول،
واليقين أخص من العلم بأمرين:
أحدهما:
أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك وله ثلاث مراتب هي :
الأولى: علم اليقين: وهو العلم القائم على ثبوت الخبر به ومثاله الخبر بوجود الجنة فهي قد مذكورة في اقرآن وصح بها الخبر عن المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم.
والثانية: عين اليقين: وهو العلم الذي طريقة الحواس كالعين والبصر والإحساس والشم، كمعاينة الجنة.
والثالثة: حق اليقين: وهو العلم الناشئ عن تذوق الشيء وتناوله كمن يذوق حلاوة الإيمان، وكالجنة بعد دخولها، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
والأمر الثاني:
أن اليقين له آثار تختص به فهو يورث الطمأنينة بخبر الله وبذكره ويورث الصبر على المكاره والقوة على الطاعة ووجد الراحة والأنس فيها إلى غير ذلك من آثاره الجميلة.

3. الخوف والخشية
الفرق بينهما:
=أن الخوف هو مجرد الخوف من الله فيفر مما يترتب عليه غضب الله وعقابه له.
=وأما الخشية فهي خوف وزيادة؛ فهي خوف مقرون بالعلم بالله وبأمره، ودليله الفرقاني القول الرباني: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".
وهاتان العبادتان إن قامتا في قلب عبد، نشأ في قلبه عبادات أخرى عظيمة كالإخبات والوجل والخضوع لله وغيرها من العبادات التي تورث مرضات الله.


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
المعية تأتي في القرآن على أحد معنيين:
الأول: المعية العامة،
وهي لكل الناس المؤمن منهم والكافر والبر والفاجر، ومقتضاها علم الله وإحاطته بهم جميعاً، كقوله تعالى: :
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
الثاني: المعية الخاصة،
وهي التي تكون للمؤمنين فقط دون الكافرين، ومقتضاها أن الله يكون معهم بالنصر والتأييد والعون لهم، وهي أكثر ورودا في القرآن وتأتي بالمرضي عند الله المحبوب إليه سبحانه، مثل قوله:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]
وقوله:
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]

ب-ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
من أسباب الطغيان:
=طغيان الرئاسة
فإذا تولى الإنسان منصباً عالياً على غيره من الناس حمله ذلك على الطغيان، كما في قوله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
فحمله على التجرؤ ما هو فيه من الرئاسة.

=طغيان المال
بأن يحصل له ملك كبير فيرى لنفسه الفضل والرفعة على من حوله حتى يحمله ذلك على الطغيان كما في قوله:
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]
فلما رأى لنفسه الاستغناء بما عنده حمله ذلك على أن تجبر وطغى.
وهذه أحوال مذمومة، تؤدي بصاحبها للخسارة في الدنيا والآخرة، وأما من كان على الصراط المستقيم فهو يوجه ما أتاه الله من الملك أو الجاه أو السلطان إلى ما يرضي الله، فيؤدي للخلق حقوقهم ويحسن إليهم، ويؤدي حق الله عليه فيما أتاه، ولهذا لما رأى سليمان النعم والملك الكبير قال :
{قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: 40] وقال قبل ذلك: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19]


السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
ورد في كثير من المواضع عطف الخاص على العام مثل قوله:
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] وهو جبريل.
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170] دخل فيه الدين كله ثم قال: {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الأعراف: 170]
وفائدة ذلك، تظهر جلياً، إذا تأملت المخصوص من العام وهو أن ذلك لشرفه وآكديته، وما يترتب عليه من الثمرات الطيبة، فيكون هذا بمثابة التنبيه عليه.


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
أن الله سبحانه وتعالى يهدي من كان في قلبه خير منهم،

أما من ليس في قلبه إلا التكبر والعناد ورد الحق مع بيانه لهم ووضوحه، فهؤلاء لعنادهم، ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، فيطبع الله على قلوبهم لأجل ذلك فلا يدخلها الخير أبداً وهم السبب في ذلك فقد ظهر لهم طريق الرشاد فلم يسلكوه بل كابروا وعاندوا وحاربوا الدعاة إليه وسلكوا طريق الغي والضلال ورضوه لأنفسهم
وقد ذكر هذا المعنى في قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
ورد في القرآن عدة آيات فيها ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر مثل قوله:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
وقوله:
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
وقوله:
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
والأصل المجمع عليه بين سلف الأمة هو أن الخلود في النار لا يكون إلا على الشرك والكفر، وأحسن ما يقال في هذه الآيات هي أنها من أسباب الخلود في النار إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع وهنا يوجد مانع وهو الإيمان فإنه يمنع من الخلود في النار وهذا معلوم من الدين بالضرورة، فيمنع هذا خلود صاحب الكبيرة في النار،

ويضاف إلى هذا أن بعض الآيات تدل على أن المراد منها ليس فعل الكبيرة بل الكفر، كقوله تعالى: وقوله:
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
فإن الذي يحيط بصاحبه تماماً هو الكفر، وأما المعاصي فلابد أن يكون مع صاحبها إيمان
وكذا قوله تعالى:
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، فإذا قيل إن المعصية هنا هي الكفر زال الإشكال وانتفى.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

جمع الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أمورا كثيرة تنفع العبد في دينه وبدنه وفي شئونه الأخرى
وقد ابتدأت الآية بثلاثة أوامر وهي في قوله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" وهذه الأفعال تدل على أمور كثيرة منها:
- وجوب الأكل والشرب على العبد، وأنه إن تركهما كان آثما، كما أنه لا يتمكن من تركهما قدرا.
- وأيضا امتثال أمر الله تعالى بالأكل والشرب وعدم الإسراف يكون عليه أجر إذا وجدت النية.
- وأن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه لضرره لإطلاق ذلك، في الآية فإنها لم تحدد لنا الأكل من أنواع معينة.
- ودلت أيضا بحذف نوع الأكل على أن العبد مخير في ذلك بما يناسب حاله وصحته وذوقه طالما ليس مما حرم علينا.
- وعلى أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه،
- دلت على الاقتصاد وحسن التدبير في المأكل والمشرب وذلك للنهي عن الإسراف.
فإن خالف العبد هذه الآية بأن امتنع عن الأكل أو الشرب مما حلله الله، أو أسرف فيهما أضر بدينه وعقله وبدنه وماله وبيان هذا بذكر بعض الأضرار في كل منهم:
فأما ضرر دينه:
فيقع له ذلك لأنه خالف أمر الله سبحانه وتعالى في الآية على ما تقدم بيانه.
وأما ضرر عقله:
فذلك لأنه أضر بنفسه وهذا يخالف العقل فإن العاقل هو الذي يستطيع أن يفعل ما ينفعه ويترك ما يضره، فإذا فعل ما يضره بأن أسرف في المأكل والمشرب أضر ببدنه وماله كما سيأتي وهنا يكون فعله منافيا للعقل.
وأما ضرر بدنه:
فهذا لما يترتب على الإسراف من الإضرار بالبدن، حيث أن كثير من الأمراض منشأها عدم الاقتصاد والتدبير في المأكل والمشرب.
وأما ضرر ماله:
وأما ضرره المالي فظاهر فإن الإسراف يستدعي كثرة النفقات،
ولهذا قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] أي تلوم نفسك على أن أصبحت يدك فارغة ليس بها شيء

ثم ختم سبحانه الآية بقوله "إنه لا يحب المسرفين" ليكون هذا أبلغ في الحث على امتثال الأوامر المتقدمة ومحفزا عليها فإن حب الله شيء أعلى من كل ما تقدم، فمن أراده فعل ما يوصل إليه بامتثال ما به أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل طاعته ومحبته.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 ذو الحجة 1439هـ/7-09-2018م, 06:15 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي


المجموعة الثانية:


السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

القلوب المذكورة في القران ثلاث

القلب الصحيح: الذي سلم من جميع الآفات
و أسباب صحته أمران
- قوة القوة العلمية
- وقوة القوة العملية
فكان أثر ذلك أن عرف الحق فاتبعه بلا تردد، وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف،
القلب المريض الذي اعتل بسبب انحراف إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
-أنواع الأمراض التي تصيب القلب
-مرض الشبهات والشكوك لاختلال القوة العلمية ...
-مرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي لاختلال القوة القلب العملية.
القلب الميت القاسي..الذي أصابته قسوة إما أصالة أو لوجود عقائد منحرفة اعتقدها، فيصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها.
فهو لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك.

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
الناس في مواقفهم من الدعوة ثلاثة أقسام، كل يدعى بالطريق التي تناسبه:

القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير، الراهبون من الشر،وذلك بسبب ما عندهم من قوة الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات، والاشتياق إلى الاعتقاد الصحيح. فكل ما يحتاجون إليه هو تعليمهم وبيان الأمور الدينية
-والقسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق.
فالذي يحتاجون إليه إضافة على التعليم مثل ما كان للقسم الأول الدعوة بالموعظة الحسنة بالترغيب و الترهيب
-القسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون، المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل.
فهؤلاء لا بد أن يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن بها.

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1.
الإسلام والإيمان
-الإسلام: استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
-الإيمان: التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا، وبعض الآيات يذكر أنها من لوازم الإيمان .
فعند اجتماع الإيمان والإسلام يفسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.

أما عند إطلاق أحدهما دون الأخر فهما متداخلان ..فعند إطلاق الإيمان يدخل فيه الإسلام، وكذلك بالعكس، .

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح نوعان مذموم منهيا عنه وممدوح مأمورا به
الفرح المحمود المأمور به
هو الفرح بالقران والسنة والاستلام والإيمان و الفرح بالعلم النافع والعمل الصالح
والفرح بثواب الله وفضله
قال تعالى "{ّ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} .
و قوله:{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .

الفرح المذموم المنهي عنه
مثل الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} .وقوله عن قارون:..{قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وضابط النوعين
الفرح تابع لما تعلق به ؛ إن تعلق بالخير وثمراته فهو محمود، وإلا فهو مذموم.

3.
التوبة والاستغفار
-التوبة فهي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا.
ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
-الاستغفار: طلب المغفرة من الله.

والاستغفار إذا اقترن بتوبة و رجوع إلى الله وإلى ما يحبه فهوالاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة.
وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

الهداية نوعان
- هداية العلم والإرشاد والتعليم.
- وهداية التوفيق وجعل الهدى في القلب،
وكلا الهدايتين تطلب من الله عزوجل ؛ غير أن هداية التوفيق مختصة بالله عزوجل لا يشاركه فيه أحد كما قال تعالى "{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
و أما هداية العلم و الإرشاد فقد أثبتها الله عزوجل لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولكل من له تعليم وإرشاد للخلق
كما قال تعالى :{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍّ}
وقال { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}
وأعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}..وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .
ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح له ثمرتان
1-: نفي ذلك النقص المصرح به.
2- وإثبات ضده ونقيضه.
وهذا يدخل في أبواب كثيرة أعظمها ما يخص ذات الله عزوجل
فكل ما نفي الله عن نفسه من العيوب والنقائص؛ فذلك يقتضى تنزيه الباري عن ذلك وإثبات كمال ضد ذلك الوصف؛ لأن النفي المحض ليس كمال و لله عزوجل له المثل الـأعلا.
فالله عزوجل نفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛وذلك لكمال حياته وقيوميته.
السؤال الخامس:
مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
أسلوب القران في مواضع كثيرة أنه إذا ذكر الله الحكم لم ينص على نفس الحكم عليه، بل يذكر من أسمائه الحسنى ما إذا علم ذلك الاسم وعلمت آثاره، عُلم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم، وهذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر، وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى.

مثل قوله:
{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
ختم الله آية الفيء بذكر اسمين عظيمين من أسماءه وهما الغفور والرحيم للدلالة أنه سبحانه يغفر لمن فاء ويرحمه،و ما ذلك إلا لمحبته سبحانه لهذا الحكم الفيئة

ومثل هذا قوله تعالى
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
ختم الآية باسمى الغفور الرحيم للدلالة أنه من تاب قبل القدرة عليه فقط سقط حق الله عليه . ورفعت عنه العقوبة .
.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1.
ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.


ما كان في مقامة الدعوة إلى الله وبيان أحكام الشريعة فحقه أن يكون باللين لما يترتب عليه من المصالح كما قال تعالى "
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [.
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} .
أما ما كان في حال الجهاد وقتال الكفار فالحكمة تستوجب استعمال الغلظة والشدة لأن الغلظة من تمام القتال
قال تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}
وهو الذي اتصف به المؤمنون أولوا الألباب خواص هذه الأمة كما قال تعالى عنهم : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}

2.
في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

جاء في مواضع من القران أن الناس لا يتساءلون و لا يتكلمون ؛ ومواضع ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض والجمع بينهما من وجهين

1-أن ذلك لا يكون إلا بإذن الله عزوجل..فما كان بإذن الله تكلموا وتساءلوا..وحيث لم يأذن الله عزوجل منعوا من الكلام و التساؤل
كما قال تعالى : {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} .

2- : القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون.
وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

* قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
الآية جمعت ثلاث حقوق
-حق مختص بالله عزوجل لا يشاركه فيه أحد؛ بل من صرفه لغيره فقد جعل لله شريكا وهو العبادة في قوله {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.} إذ التسبيح التنزيه مقترن بالتعظيم والمحبة .وذل وخضوع وهما أصلا العبودية
- والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير.
-الحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 01:20 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أنواع القلوب المذكورة في القرآن : القلب السليم ، القلب اللين ، القلب المريض ، القلب القاسي ، القلب الأعمى .
أنواع أمراض القلوب : - القلب المريض : هو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
ويكون في الشبهات والشكوك ، ويكون في الشهوات .
- القلب القاسي : هو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، وصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع الأمران .
- الران والأكنة والأغطية التي تكون على القلوب : وهذه من آثار كسب العبد وإعراضه عن الحق وتكبره عن الهداية وردّها فيطبع الله على قلبه ويختم عليه .

أسباب صحة القلوب :
- أن يتعلم العلم الصحيح ، ولا يتعرض للشبهات والعلم الفاسد .
- أن يبادر باتباع الحق واجتناب الباطل .
فيجمع القوة العلمية والقوة العملية .

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
القسم الأول: الراغبون في الخير المنقادون له ، الراهبون من الشر فهؤلاء يكتفي الداعية بالتعليم و بيان الأمور الدينية لهم ، لما حوته نفوسهم من استعداد للقبول .
القسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق، فهؤلاء يعلمون ، ويوعظون بالترغيب والترهيب والموعظة الحسنة .
القسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون، المتصدون لنصرة الباطل ومقاومة الحق ، فهؤلاء يسلك معهم طريق المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل و ما يقتضيه الحال .

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان

الإسلام : هو استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة .
و الإيمان : هو التصديق التام والاعتراف بأصول الدين التي أمر الله بالإيمان بها ، ولازمه القيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح .
و الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام، وكذلك بالعكس، وإذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود هو الفرح بالعلم و العمل بالقرآن والإسلام ، قال تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، وكل ما يتعلق بالخير فهو فرح محمود .
والفرح المذموم هو الفرح بالباطل وبالرياسات وبأمور الدنيا المشغلة عن الآخرة ، قال تعالى : {قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} ، وقال تعالى : {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} .

3. التوبة والاستغفار
التوبة : هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود .
والاستغفار: طلب المغفرة من الله، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

1- هداية الدلالة والإرشاد : وهي ثابتة لكل من له تعليم وإرشاد للخلق وأولهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ودليلها قوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
2- هداية التوفيق والإلهام : وهي خاصة بالله تعالى ، وهي الهداية بوضع الإيمان في القلب ، ودليلها قوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} .

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
يفيد فائدتين :
1- نفي ذلك النقص المصرح به .
2- إثبات ضده ونقيضه .
فنفي الشريك عن الله تعالى يقتضي توحُّده بالكمال المطلق ، ونفي السنة والنوم فيه إثبات كمال حياته وقيوميته، ونفى الظلم يدل على كمال عدله وسعة فضله، ونفى أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء لبيان إحاطة علمه وكمال قدرته، ونفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه ، لبيان كمال حكمته .

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
في قوله تعالى : {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
يستفاد أن الله تعالى يحب الفيئة ، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه ، وأنه سبحانه يكره الطلاق ، فإن طلق المؤلي فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب، وهو الإيلاء، والمسبب، وهو ما ترتب عليه .
و في قوله تعالى:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله .

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

أمّا الأمر باللين فهو الأصل في مقام الدعوة إلى الله ، وفي حق غير المحاربين من الكفار ، و أما الأمر بالشدة فهو في مقام تعين القتال وعدم الانتفاع بالدعوة وهو من كمال القتال .

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

أجاب أهل العلم عن هذا بجوابين ، كلاهما يؤديان إلى معنى واحد :
الأول : تقييد هذه المواضع بقوله:
{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} ، فإثبات الكلام المتعدد تبع لإذن الله لهم في ذلك، ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
الثاني: أن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
في هذه الآية ذكر لحق الله تعالى ، منفردا ، ولحق رسوله عليه الصلاة والسلام منفردا ، ولحقهما معا ، فأما المشترك فهو الإيمان بالله تعالى وبرسوله .
وأما حقه سبحانه منفردا فهو عبادته وحده وتسبيحه من ذكر وصلاة في الغداة والعشي .
وأما حق رسوله صلى الله عليه وسلم فتعزيره وتوقيره .
و التعزير هنا : التقوية بالنُّصرة والمعونة, ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال.
والتوقير : التعظيم والإجلال والتفخيم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 05:57 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"
المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
أنواع القلوب في القرآن:
1- القلب الصحيح فهو السليم من جميع الآفات والأمراض والأدواء،
كما قال تعالى :{ إلا من أتى الله بقلب سليم} ،
وسبب صحته:
1- قوته العلمية.
2-قوته العملية الإرادية.
فنتج عن أسباب صحته: أنه عرف الحق فاتبعه ، وعرف الباطل فاجتنبه ، وصاحبه من أولي الألباب وأولي الأبصار، والْمُخْبت لله والمنيب إليه.
2- القلب المريض فهو الذي تخلفت عنه أسباب صحة القلب فضعفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما فمرض .
أنواع أمراض القلوب:
1-مرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير، كان مرضها مهلكا.
2-مرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي مخل بقوة القلب العملية،
كما قال تعالى:
{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32]
3-القلب القاسي فهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك.
أسباب قسوة القلب:
1-لقسوته الأصلية .
2-عقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، وصعب عليه الانقياد للحق إذا خالفها،مثل أصحاب البدع والأهواء.
3- قسوة أصلية وعقائد منحرفة .
وينتج عن قسوة القلب العقوبات التي تلحق به من الران والأكنة والأغطية والطبع التي هي من آثار كسب العبد وجرائمه.
4-القلب اللين هو عكس القلب القاسي.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة ثلاثة أقسام، كل يدعى بالطريق التي تناسبه:
القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير، الراهبون من الشر.
فهذا القسم يكتفى معهم ببيان الأمور الدينية والتعليم المحض ،فهم مستعدون لقبول الحق والانقياد له .
القسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق.
فهذا القسم مع التعليم وبيان الحق لهم، يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب.
القسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون، المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل.
فهذا القسم يجادل بالتي هي أحسن ،كل بحسب حالة واستجابته.
والدليل :قوله تعالي:{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجدلهم بالتي هي أحسن} النحل: 125

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام :
لغة: هوالاستسلام
اصطلاحاً:هو الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة والبرأة من الشرك وأهله .
الإيمان :
لغة:هوالتصديق للأخبار المستلزم للأذعان للأحكام.
اصطلاحاً:هوالتصديق الجازم التام والاعتراف بأصوله التى أمر الله بها ،وهو اعتقاد بالقلب ،وقول باللسان ،وعمل بالجوارح والأركان ،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والدليل :حديث جبريل الطويل
والإسلام والإيمان من الألفاظ التي إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتماعا.
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود :هو ما تعلق بالخير وثمراته ،فما كان بفضل الله وبرحمته من العلم والعمل بالقرآن والسنة ،والأجور المترتبة على ذلك ،وهو مأموراً به ،ممدوح فاعله،كما في قوله تعالى:{{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
الفرح المذموم : هو ما تعلق بالسوء والشروالمعاصي وثمراتهم، فإذا كان الفرح بالباطل والرياسات والملهيات والدنيا المشغله عن الدين والداعي للتكبر على الناس ،وهو منهيا عنه ،مذموم فاعله .
والدليل : قوله تعالى:{قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]
3-التوبة والاستغفار.
التوبة: هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ،نادماً على ما مضى ، تاركا ما كان مما يغضب الله ،عازما على عدم العوده .
الاستغفار : هي طلب المغفرة من الله ،فإذا اقترن بالاستغفار التوبة فيكون استغفار كامل يترتب عليه المغفرة ،وإذا لم يقترن به التوبة فهو بمثابة الدعاء قد يستجاب له وقد لا يستجاب له.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان :
هداية التوفيق : وهي جعل الهدى في قلب العبد ، وهذه الهداية تطلب من الله عزوجل ولا أحد يستطيعها إلا هو سبحانه .
والدليل :قول المصلي في الفاتحة :{اهدنا الصراط المستقيم}
وأيضا قوله تعالى:{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} القصص 56
هداية البيان والإرشاد والتعليم وهي خاصة بالأنبياء والدعاة ومعلمين الناس الخير .
والدليل : قول الله تعالى:{ وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم } الشورى 52
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح يفيد كمال الضد ؛كما أنه أيضا يفيد نفي النقص المصرح به،لأن النفي المحض لا يكون كمالاً،
مثال ذلك : في قوله تعالى { لا تأخذه سنة ولا نوم } آية الكرسي
فنفي السنة والنوم عن نفسه فيها أثبات كمال ضدها وهي كمال حياته وقيوميته سبحانه.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
المثال الأول :قوله تعالى:{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227]
{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}كون ختم الآية بأن الله غفور رحيم يدل على أن الله يحب الفيئة ويغفر لمن فاء ويرحمه .
{وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}أن الله سبحانه سميع للأقوال ،عليم بالنيات ،ودل ذلك على أن الطلاق كريه إلى الله ويحذر منه
المثال الثاني : {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
بين سبحانه أن الذين تابوا من المحاربين من قبل قدرة أولي الأمر عليهم فاعلموا أنهم لما تابوا تاب الله عليهم ورحمهم بأن أسقط عنهم العقوبة فأنكم إذا علمتم ذلك رفعتم أنتم عنهم العقوبة المتعلقة بحق الله تعالى.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
أمر الله باللين مع بعض الكفار من مقام الدعوة ،لما يترتب عليها من مصالح ومنها دخول الناس في دين الله أفواجاً كما قال تعالى : { {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
أما استعمال الغلظة والشدة في مقام جهاد الكفار والمنافقين ،بل وقد يتعين قتالهم،كما قال تعالى:{ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
فلكل مقام مقال ،وكل يدعى حسب حاله.
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
وجة المفسرون هذه الآيات الموهمة للتعارض بوجهين:
الوجة الأول : تقييد هذه المواضع ،فأثبت لهم الكلام بعد أذن الرحمن لهم بالكلام ،ونفي الكلام عنهم إذا لم يأذن لهم ،
والدليل :{ لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً} النبأ 38
الوجة الثاني : أن ليوم القيامة أحوال ومقامات ،ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون ، وفي بعضها لا يتكلمون ،وهذا لا ينافي الوجة الأول ،لأن الأحوال والمقامات يوم القيامة تابعة لأذن الله ،فهو سبحانه مالك يوم الدين.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يبن الله سبحانه وتعالى السبب من أرسال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو تؤمنوا بالله ،وتؤمنوا بالرسول وتعظموه وتوقره وتسبحوا الله في أول النهار وآخره ،وفي هذه الآية جمع الله فيها الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره، وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير، والحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 04:17 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"


اختر مجموعة من المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:

🔵 السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
قال تعالى عن كتابه ( وإنه لكتاب عزيز ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد )
وقال تعالى ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا )

فدل هذا على كمال ألفاظه وقوة بيانه وتأثير أسلوبه ، ولذلك قيل : لو أخذت لفظة من كتاب الله ثم أدير لسان العرب بحثا عن كلمة تحل مكانها وتعطي معناها ما وجد أفضل ولا أحسن منها
فالله يخبر رسوله أن أهل الفصاحة وإن جاؤوه بأي مثل أو لفظ أو بيان لأي شيء فلا أحسن مما يأتي به الله ... فكتاب الله أكمل وأحسن ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )
وأحكام الله أحسن الأحكام وأنفعها للعباد ذلك أن أنه تعالى خلق الإنسان وهو يعلم ما يصلحه

وقال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )
دلت هذه الآيات وغيرها من كتاب الله على كمال القرآن ، وأنه بلغ غاية النهاية في حسن النظم وإعجاز الأسلوب وقوة البيان والفصاحة والتأثير بما عجز الإنس والجن مجتمعين على الإتيان بشيء مثله ...
فمن كمال القرآن أنه حوى علوم الأصول والفروع والأحكام وعلوم الأخلاق والآداب وعلوم الكون وما يحتاج إليه العباد إلى قيام الساعة ... قال تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) فجمع الله في كتابه كل ما فيه صلاح العباد في دينهم ودنياهم ، وما يحتاجونه في معاشهم ومعادهم ...
لذلك قال تعالى :( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل )
فالحق كل ما قاله الله في كتابه وعلى لسان رسوله ، والهداية إلى السبيل إلى كل علم وعمل ...

كما جمع الله في كتابه بين المتقابلات العامة مما يدل على كما كتابه وأحكامه ،
فمن ذلك قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فأمر بالبر وهو كل ما يحبه الله ويرضاه والتعاون عليه ونهي عن الإثم وهي المعاصي في حق الله ، والعدوان في حق عباده

- وكذلك قوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )
فجمع بين زاد الدنيا وزاد الآخرة

- وقوله ( ولقاهم نضرة وسرورا ) فجمع نضارة الوجه واستنارته مع سرور الروح والباطن
وقوله تعالى ( فروح وريحان وجنة نعيم )
فالروح نعيم القلب والريحان نعيم الأبدان وجنة النعيم تجمع الأمرين

وغيرها كثير من المتقابلات التي تدل على كمال كتاب الله وحسن ألفاظه وتراكيبه وكمالها .

🔵 السؤال الثاني:
بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.

من المطالب العالية التي بينتها آيات الكتاب مطالب في الدنيا وأخرى في الآخرة
فأما مطلب الآخرة فهو مغفرة الذنوب والتجاوز عن السيئات وقبول الحسنات والفوز برضوان الله ودخول جناته جنات النعيم ،

وأما مطالب الدنيا فهي متعددة
منها تحصيل الرزق
وتحصيل العلم
والنصر على العدو
وحصول السكينة والطمأنينة والنجاة من الهم والغم
والبركة في العيش
والإصلاح بين الناس وصلاح أحوالهم

🔹ومن الأسباب التي ذكرها الله موصلة لهذه المطالب :
🔺خير الآخرة :
أصل الأسباب كلها والذي يوصل لخيري الدنيا والآخرة جميعهما هو الإيمان بالله تعالى وبكل ما ينبغي الإيمان به تبعا لذلك والعمل الصالح ... فقد جمع الله بينهما في مواضع عديدة ( آمنوا وعملوا الصالحات )
فالخير كل الخير في الدنيا والآخرة في الإيمان والعمل ...
واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وسائر أحواله فهو سبب لمحبة الله تعالى وهي أعلى ما نال العبد ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )

و العبودية لله تعالى والتوكل عليه فهو سبب لكفاية الله عبده ( أليس الله بكاف عبده ) ( ومن يتوكل عليه فهو حسبه )
والتوكل على الله مع الإيمان حصن حصين يمنع من تسلط الشيطان ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )
ومن كانت حياته في ظل عبودية الله وحقق محبته والتوكل عليه واليقين به وكفي ووقي فماذا ترك من خير الدنيا والآخرة ؟

ولنيل مغفرة الذنوب والعصمة من المعاصي والفتن أسباب منها :
التوبة والاستغفار وإتباع السيئة الحسنة والصبر على المصائب أسباب لمحو الذنوب والخطايا
( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )
( إن الحسنات يذهبن السيئات )
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )

كما أن كمال إخلاص العبد سبب لدفع المعاصي والفتن ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )
والبعد عن موجبات المعاصي ومقدماتها سبب لاجتنابها ( تلك حدود الله فلا تقربوها )

ولنيل الإمامة في الدين :
الصبر واليقين ينال بهما أعلى المقامات وهي الإمامة في الدين ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
والصبر والتقوى سبب للعواقب الحميدة والمنازل العلية ( والعاقبة للمتقين )( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )

🔺خير الدنيا :
لحصول الرزق والبركة فيه والحفاظ على النعم ومنع زوالها :
- التقوى والسعي والحركة سبب لحصول الرزق ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )
وكلما أغلق باب للعبد فتح له آخر ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته )
والدعاء والطمع في فضل الله سبب لحصول المطالب ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم) ( وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين )

- الشكر سبب لزيادة النعم ، وكفران النعمة سبب لزوالها ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذبي لشديد )
والنظر للنعم والفضل واستحضارها وغض النظر عما منع عن العبد سبب للقناعة ( قال يموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )

للسكينة والطمأنينة وزوال الهم وانشراح الصدر
- التقوى والإيمان ودعوة سيدنا نوح سبب في الخروج من الهم والضيق ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
- جعل مع العسر اليسر ومع الكرب الفرج ( إن مع العسر يسرا ) ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )
- التعرف إلى الله في الرخاء سبب للنجاة من الشدائد ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )
- اليقين والإيمان وكثرة الذكر والإنابة الى الله سبب لشرح الصدر وطمأنينته ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه )

صلاح أحوال الناس وصلاح علاقاتهم
- الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى الخلق سبب يدرك به فضل الله وإحسانه العاجل والآجل ( إن رحمة الله قريب من المحسنين )
- والإحسان إلى الخلق وحسن الخلق سبب لحسن العلاقة بين الناس وجعل العدو صديقا ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )

- القيام بالعدل سبب لصلاح الأحوال ( ألا تطغوا في الميزان ، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان )

- سبب إنهاء الخصومات ردها إلى كتاب الله وسنة رسوله ( وما اختلفتم فيه من شيء فردوه إلى الله والرسول )

- سبب المنازل العالية في الجنة صلة الرحم والبر

دفع المكروه وتيسير الخير :
- الصبر سبب لإدراك الخير ودفع المكروه ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
- القيام بأمور الدين لتيسير الأمور كلها ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )
وترك الدين سبب لتعسير الأمور ( وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )

لتحصيل العلم :
- حسن السؤال وحسن الإنصات والتعلم مفتاح العلم ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وكذلك التقوى يعرف بها الحق من الباطل ( إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )
- والعلم النافع سبب للرفعة في الدنيا والآخرة ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
- التفكر بآيات الله المتلوة وآياته المشهودة والمقابلة بين الحق والباطل مفتاح الإيمان واليقين والعلم ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )
- ضرب الأمثال في كتابه سبب للعلم وعقل المعاني وفهمها ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل )
( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يعقلون )

النصر على العدو وتحقيق العزة :
- إعداد العدة بكل مستطاع من القوة للأعداء وأخذ الحذر سبب للنصر والسلامة من شر الأعداء
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم )
- والجهاد سبب للنصر وحصول الأغراض المطلوبة من الأعداء ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم )

التوفيق في الدعوة إلى الله وتبليغهم الحق
السبب المثمر في الدعوة إلى الله الحكمة والموعظة الحسنة : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
والحكمة وضع الشيء في موضعه ومخاطبة كل حسب فهمه وما يناسب حاله
والجدال بالتي هي أحسن أي بالعبارات الحسنة والبراهين مع الرفق واللين
فالمنقادون الملتزمون بالخير يكفيهم التذكير والتعليم
والغافلون يلزمهم الترغيب والترهيب
والمعاندون والمكابرون يجادلون جدالا بالبرهان وبالتي هي أحسن

🔵 السؤال الثالث:
بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة

- التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه
- والتذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا

ذلك أن العلم التام يلزمه أن يتفكر في آيات الله المتلوة و المشهودة، فإذا تفكر أدرك ما تفكر به حسب فهمه وذكائه فعرف ما تفكر به فهذا هو التبصر

والتذكرة أن يعمل بالعلم الذي علمه
فإذ كان العلم اعتقادا آمن به وصدق به
وإذا كان عملا قلبيا أو قوليا أو بدنيا عمل به

2. العلم واليقين
- العلم هو ما قام عليه الدليل وهو تصور المعلومات على ما هي عليه ، والعلم النافع ما كان مأخوذا عن الرسول

- أما اليقين فهو أخص من العلم بأمرين :
1- أن اليقين هو العلم الراسخ الثابت الذي ليس معرضا للريبة والشك
فيكون علم اليقين إذا ثبت بالخبر فكل علم من خبر الله وخبر رسوله وأخبار الصادقين فهو عم اليقين
وعين اليقين إذا شاهدته العين قيقة ، كما طلب إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فأراه ذلك
وحق اليقين إذا ذاقه العبد وتحقق به كذوق القلب طعم الإيمان وذوق المنعمين النعيم

2- أن اليقين هو العلم الذي يدفع صاحبه إلى الطمأنينة بذكر الله وخبر الله والصبر على المكاره والقوة في أمر الله والتلذذ بالطاعات وتحمل المشقات وترك الشهوات في ذات الله

- وأعلى درجات العلم واليقين وأنفعها للعباد هو خبر الله وخبر رسله فإنه ( ومن أصدق من الله قيلا ) فمن أراد العلم اليقيني والخبر الصادق والحق الصحيح فهو ما قاله الله وقاله رسوله وأن ما ناقضه ونافاه فهو باطل بلا ريب

3. الخوف والخشية
- الخوف هو ما يمنع العبد عن محارم الله
- والخشية هي الخوف وزيادة
فهي زيادة على الخوف بأنه مقرون بمعرفة الله
وينتج عن الخوف والخشية الخضوع والإخبات والوجل

🔵 السؤال الرابع:
أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.

أنواع المعية التي ذكرها الله في كتابه نوعان :
معيةخاصة ومعية عامة
1- أما المعية العامة فهي بمعنى العلم والإحاطة ...
وهي كقوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) وقال تعالى ( وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )
وهذه المعية تقتضي إحاطة الله بعلمه لعباده

2- وأما المعية الخاصة فهي التي يقرنها الله باتصاف العباد بصفات أو أعمال يحبها ويرتضيها كقوله (و إن الله لمع المحسنين ) ، ( واعلموا أن الله مع المتقين ) و( لا تحزن إن الله معنا ) ( إنني معكما أسمع وأرى ) وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد والتسديد بحسب قيام العبد بذلك الوصف الذي رتبت عليه المعية

- فكانت المعية العامة معية للعباد عامة
- والمعية الخاصة لخواص عباد الله العابدين لله القائمين بعيوديته

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
- أسباب الطغيان :
إن من أكبر الأسباب التي يحصل الطغيان بسببها الرئاسة والمال
- أما المال :
فقد قال تعالى ( إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ) فربطت الآية بين طغيان الإنسان وغناه
وقال قارون ( قال إنما أوتيته على علم عندي ) فكان سبب طغيانه غناه وماله

- وأما الرئاسة والملك :
فقال تعالى ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك )
وقال تعالى في فرعون ( اذهب إلى فرعون إنه طغى ) وقد قال فرعون ( قال يقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) فكان سبب طغيان النمرود وكذلك فرعون أن الله أعطاه الملك والرئاسة

فكان الملك والرئاسة ، والغنى بالمال يصل به أولئك الطغاة إلى الشعور بالاستغناء عن الخالق والاكتفاء بما عندهم سواء من الملك والرئاسة او من المال
وعاقبة الطغيان أنها تحمل صاحبها على الكبر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق ، ولذلك توعد الله الطغاة فقال ( وأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى )

🔵 السؤال الخامس :
مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.

عطف الخاص على العام هو أن ترد آية عامة يعطف عليه بعض أفرادها الدخلون فيها للدلالة على أفضلية المخصوص أو العناية به وأن له من المزايا ما أوجب النص عليه وتخصيصه من بين أفراد العام
- مثل ذلك قوله تعالى ( قل من كان عدوا لله وملائكته وكتبه ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )
فذكرت الآية الملائكة عموما ؛ ثم عطفت بذكر جبريل وميكال عليهما السلام خصوصا وهما من خصوص الملائكة

- كما قال تعالى ( تنزل الملائكة والروح فيها )
فذكر تنزل الملائكة في ليلة القدر ثم عطف بذكر جبريل عليه السلام خصوصا وذلك لمكانته بين الملائكة وعلو قدره وشرفه فهو سفير الوحي بين الله ورسله

- وكذلك قوله تعالى ( والذين يمسكون بالكتاب ) وهو الدين كله ، ثم عطف فقال ( وأقاموا الصلاة ) فخصص الصلاة لعظمة مكانتها بين شرائع الدين كله

فكل عطف للخاص على العام تنبيه على أفضلية الخاص وشرفه وآكديته وما يترتب عليه من الثمرات الطيبة

🔵 السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
جواب ذلك في قوله تعالى ( إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم )
فهذه الآية بينت أن هناك صنف من الناس حقت عليهم كلمة العذاب وأنهم لا يهتدون مهما رأوا من الآيات والبراهين والأدلة ، إذ سبق في علم الله أنهم لن يؤمنوا ولن تنفعهم المعجزات ولا الآيات ، وصار الظلم والفسق وصفا ملازما لهم لا ينفك عنهم ولا يزول ، وبظلمهم وفسقهم طبع على قلوبهم فهم لا يؤمنون ، وما ذاك إلا باختيارهم إذ أعرضوا عن سبيل الرشد والهداية ورغبوا في سبيل الغي فاتخذوا الشياطين أولياء فضلوا وأضلوا ولو علم الله فيهم خير لهداهم .

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
الجمع بين النصوص التي تذكر الخلود في النار على معاص وكبائر دون الكفر كالقتل مثلا ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) وكذلك ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ) وبين النصوص التي تؤكد أنه لا يخلد في النار موحد ، وأنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، وأنه لا يخلد في النار إلا كافر ، وكل مؤمن مهما بلغت معاصيه وإن عذب في النار لا بد سيخرج منها
الجمع بين ذلك يكون برد كل هذه الآيات إلى الأصل المشهور وهو أن الأحكام لا تتم إلا بوجود شروطها وانتفاء موانعها ...
فالقتل العمد مثلا سبب للخلود في النار لشناعته وعظم جرمه ، وكذلك بعض الذنوب التي دون الكفر والشرك ... كلها يذكر الخلود في النار معها من باب أنها سبب موجب لذلك لكن إذا انتفى المانع من الخلود ... فإن كان مع هذه المعاصي كفر وجب الخلود في النار للكفر ابتداء
أما إن كان معها إيمان فالإيمان مانع من الخلود في النار كما هو معلوم من الدين بالضرورة
فإن وجدت المعاصي التي هي سبب للخلود في النار ووجد معها الإيمان المانع من الخلود انتفى الحكم فينتفي الخلود في النار للإيمان ...
ويدل على ذلك ويؤكده أن الله قال ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) فلم يذكر كسب السيئة فقط ، بل ذكر إحاطة خطيئته بصاحبها ، ولا تحيط الخطيئة بصاحبها إلا إن كان كافرا ، إذ الإيمان يمنع إحاطة الذنب بصاحبه ..
وبذلك يزول الإشكال
فالإيمان مع المعصية يمنع الخلود في النار
وأما الكفر فهو موجب للنار والخلود فيها إذ ليس بعد الكفر ذنب

🔵 السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
هذه الآية أرشد الله فيها عباده لما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم ... سواء كان نفعا لهم في دينهم ودنياهم ودفعا للضر عنهم في حياتهم وأخراهم
فالآية بعمومها أمر بالاقتصاد والاكتفاء بما يكفي ويسد الحاجة ونهي عن الزيادة غير المبررة والإسراف

( وكلوا واشربوا )
والآية تتضمن أمرا بالأكل والشرب ، وأنه واجب ليقيم المرء حياته ، وما دام المرء بعقله فلا يتصور منه الامتناع عن الأكل والشرب مطلقا لأن في هذا قتل لنفسه ... وذلك لا يحل له شرعا
لذلك كان الأمر بالأكل والشرب ... أكل وشرب ما ينفع من الطيبات وما أحله الله ، إذ في ذلك قوام البدن وصحته وقوته ؛ والبعد عن السرف وتجاوز الحدود في الأكل والشرب ، سواء كان تجاوزا للحلال إلى الحرام ، أو تجاوزا لحد الكفاية إلى ما فوق الشبع ...

( ولا تسرفوا )
ونهي الله عن السرف خصوصا في الأكل والشرب لما له من أضرار كبيرة ... سواء كانت أضرارا بدنية أو دينية أو عقلية أو مالية
1- فأما الضرر الديني فذلك لأن المسرف ارتكب ما نهى الله عنه فخالف بذلك وعليه التوبة والاستغفار

2- وأما الضرر البدني فلأن السرف في الأكل والشرب يؤدي إلى كثير من الأمراض سببها السمنة وكثرة الأكل والشرب ،
ثم إن من عود بدنه على الأكل الكثير لم يتحمل في حال الضيق قليل الأكل فيتعب ويضره ذلك
ولذلك قيل ( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم )

3- وأما الضرر العقلي فإن البطنة تذهب الفطنة ، ومن ملأ معدته شغل بدنه بذلك وضعف نشاطه وعقله عن التفكير الجاد والعمل النشط ، هذا من جانب
ومن جانب آخر فإن العاقل يحرص على ما ينفعه ويجتنب ما لا ينفعه ، فمن تعدى النافع إلى الإسراف فأنفق أكثر من حاجته على الأكل والشرب ، وأكل أكثر مما يحتاجه بدنه كان ذلك نقصا في عقله ، إذ سوء التدبير من قلة العقل ...

4- وأما الضرر المالي فلأن الإسراف إنفاق في غير محله ، ففي ذلك تضييع للمال وكثرة للنفقات في غير موضعها ويوشك ذلك أن يستهلك ماله فيما لا طائل من ورائه بل فيه الضرر ، وتضييع المال من السفه كذلك وقلة العقل

وقوله تعالى ( إنه لا يحب المسرفين )
إثبات لمحبة الله لعباده إذا فعلوا ما يحبه الله من الأعمال والأحوال ،...
ولذلك لما قال تعالى أنه لا يحب المسرفين ففي ذلك دلالة أنه يحب المقتصدين المدبرين ...

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 09:47 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

مجلس القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن":
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

أمّا أنواع القلوب المذكورة في القرآن فهي أربعة أنواع :
1): القلب الصحيح السليم من جميع الآفات والعلل. 2): القلب المريض. 3): القلب الأعمى . 4): القلب القاسي.

1) فالقلب الصحيح السليم من جميع الآفات والعلل ؛ قد صحّ لمعرفته الحق واتباعه له ولم يتردد في ذلك، ولمعرفته الباطل واجتنابه له دون تردد ؛ فصحّت بذلك قوته العلمية والعملية
فهو قلب مائلا للخير الذي يحبه الله ومريدا له، ولما أباحه الله له، وصاحبه من أولي الألباب والنهى وأولي الأبصار والمخبت والمنيب .

2) القلب المريض؛ وهو الذ انحرفت قوته العلمية أو العمليه أو كليهما .
وأمراض القلوب على نوعين :
أ: أمراض الشهوات، يميل صاحب هذا القلب للمعاصي ؛ سريع الانقياد لها بمجرد توفر أسباب الفتنة، قال تعالى:( فيطمع الذي في قلبه مرض) الأحزاب:32
ب: أمراض الشبهات والشكوك؛ تنتج عن اختلال في العلم يورث شك واضطراب في القلب فيصده عن التوجه للخير، وهذا مرض المنافقين، قال تعالى في سورة البقرة واصفا المنافقين :( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ).

3): والقلب الأعمى بسبب الران والأغطية؛ سببها ما اكتسبه العبد من الآثام والمعاصي فامتلأ قلبه بها حتى أصبحت له حجابا عن كل ما يصله من خير فيصده بيده.
قال تعالى :( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) المطففين.
وقال تعالى : ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) الكهف.

4): القلب القاسي؛ لا يلين لمعرفة الحق ولا للانقياد له وإن عرفه، ولا يتأثر بالمواعظ.
وسبب هذه القسوة قد تكون أصلية أو نتيجة انحرافات عقدية استوطنت قلبه فمنعته من الانقياد للحق، أو يجتمع فيه الأمران .
----------------------------------------------
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.

سبق وتحدثنا عن أقسام أصناف القلوب التي خلقها الله تعالى وبيّنها في كتابه العزيز ،فنرى أنّ الله تعالى جعل الناس مختلفين في طبائعهم ، فمنهم السهل اللين ومنهم القاسي ومنهم من على قلبه غشاوة، وغير ذلك لحكمة بالغة يعلمها سبحانه .
وقد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب» رواه الترمذي في سننه.

وعليه فإن الناس في مواقفهم من الدعوة أصناف، وعلى الداعية إلى الله تعالى أن يتعامل بحكمة مع كل صنف في دعوته لهم .
1): الصنف الأول :
المنقاد الملتزم الراغب بالخير والراهب من الشر، لديه شوق للعلم الصحيح واستعداده واضح لفعل المأمور وترك المحظور .
>> وهذا الصنف يكفيه التعليم المحض وبيان الأمور الدينية له.

2) الصنف الثاني:
الغافل المعرض المشتغل بأمور تصدّه عن الحق.
>> وهذا الصنف يُعلّم ويُدعى بالموعظة الحسنة والترغيب بما تشتاق له النفس والترهيب بما يعود عليها من مضار، مع الحرص على الموازنة بين المنافع والمضار.

3) الصنف الثالث:
المعاند والمكابر والمعارض ينصر الباطل ويتصدى لمقاومة الحق .
>> وهذا الصنف لا بد من مجادلته بالتي هي أحسن مع مراعاة الأنسب لحال المجادِل والمجادَل وبما يليق بالمقالة وما يقترن بها .

وليعلم الداعية إلى الله تعالى أنّ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قد فاق الأولين والآخرين في طرق دعوته وتنوعها مراعيا أحوال الناس واختلاف طبقاتهم ، وكذلك الرسل من قبله صلى الله عليه وسلم ، فليكن ممن يحذو حذوهم ، وليكن شاهده قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
--------------------------------------------------
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان.
الإسلام والإيمان من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت؛ نعني بذلك أنهما إذا اجتمعتا في نص واحد فمعناهما مغايرا ، وأمّا إن لم تجتمعا في نص واحد فكلاهما يُعبّر به عن الآخر .
إذا افترقا فيعبر عن الإسلام بالإيمان وعن الإيمان بالإسلام.

فالإسلام: الاستسلام لله بالقلب والإنابة إليه والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة ( أعمال القلوب والجوارح).
الإيمان : التصديق التام والاعتراف بأركان الإيمان التي بينها الله تعالى ويلزم من ذلك القيام بأعمال القلوب والجوارح.
كحديث جبريل الطويل.
وذا اجتمعا فيفسّر الإيمان بالتصديق بالقلب والاعتراف وما يتبعه ، والإسلام بالقيام بعبودية الله تعالى الظاهرة والباطنة .كما في قوله تعالى :(قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )

2. الفرح المحمود والفرح المذموم.
يعتبر الفرح محمودا أو مذموما بحسب ما يتعلق به .
فالفرح يكون محمودا إذا تعلق بالخير؛كالعلم والعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
كما جاء في قوله تعالى :(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يونس:58

ويكون مذموما إذا تعلق بالشر؛ كالفرح بالباطل والشهرة وارياسة والدنيا المشغلة عن الدين .
وقد جاء في قوله تعالى عن قارون : ( قال له قومه لا تفرح إنّ الله لا يحب الفرحين ) القصص:76


3. التوبة والاستغفار
- التوبة : هي الرجوع إلى الله مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ويحقق شروطها وهي:
1: أن يكف عن الذنب فورا .
2: ثمّ الندم على ما مضى.
3: أن يعزم على عدم العودة إليه.

- الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله، وهي عبادة تتضمن دعاء عبادة ودعاء مسألة، قد يجيب الله تعالى دعائه وقد لا يجيب .
::: فإذا اقترن بالاستغفار توبة فهو الاستغفار الكامل ، وقد رتبّ الله عليه المغفرة.

--------------------------------------------------
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
لفظة الهدى والهداية في القرآن على كثرة ورودها لا تأتي بمراد واحد ، وهي على نوعين :
النوع الأول : ويراد بها هداية الدلالة والإرشاد والتعليم ، وهذا النوع بمقدور الخلق ،كما في قوله تعالى :( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) الإسراء:9
ذكر الطبري في تفسيره :[يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن الذي أنـزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدّد من اهتدى به (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يقول: للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل ..] اهـ.


النوع الثاني: هداية التوفيق والسداد، وهذا النوع غير مقدور للخلق ،كما في قوله تعالى :( إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء).
قال السعدي في تفسير هذه الآية :[يخبر تعالى أنك يا محمد -وغيرك من باب أولى- لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية للتوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله.]اهــ.

والله تعالى بيده الأمر كله وعلى العبد أن يسعى بطلب هذين النوعين منه عزّوجل ، سواء كان بدعاء مسألة أو من خلال دعاء العبادة المتضمن دعاء المسألة كما نقول في الصلاة :( اهدنا الصراط المستقيم).
وقد سمّى الله تعالى القرآن هدى ، لأنه أعظم ما تحصل به الهداية وتتحقق به المنافع الدينية والدنيوية، فقد قال تعالى :( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) فصلت :44.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
لنعرض بداية بعض الأمثلة على النفي في مقام المدح ليتضح لنا بيانه وفائدته .
يقول تعالى مثنيا على نفسه نافيا ان يكون له ولدا أو شريك له في الملك فقال :( وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ).
ويخبرنا جلّ وعلا عن كتابه العزيز فقال :( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )، ( الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا).
وهاهنا ينزه عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن الضلال والغواية فيقول تعالى :( ما ضل صاحبكم وما غوى ) .

قال السعدي رحمه الله تعالى : "النفي المحض لا يكون كمالا "..اهــ.

ويعني بذلك أنّ النفي المجرد عن الإثبات لا يعد كمالا ولا مدحا، إلا إذا كان متضمنا لصفة مدح أو كمال؛ وهذا هو منهج القرآن في النفي عن الله سبحانه وتعالى وعن كتابه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم صفات النقص.

وعليه فإن النفي في مقام البحث، فائدته من وجهين :
1: نفي النقص المصرح به في الآية .
2: إثبات كمال الضد .


ولنرى ذلك من خلال الآيات .
في قوله تعالى:
( وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )، نفى الله تعالى عن نفسه في هذا الموطن ما ينفي كماله من اتخاذ الولد والشريك والولي، وهذا إنما يدل على تفرده بالوحدانية المطلقة في ألوهيته وربوبيته وغناه المطلق ، فأل الاستغراق في الحمد، تدل على استغراق جميع المحامد له، لتشهد على كمال المحمود في ذاته وصفاته وأفعاله ؛ فاستحق المحبة والتعظيم .

وهنا كان التنزيه من النقص وإثبات النقيض .

أيضا في قوله تعالى :( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) فنفى الشك عن القرآن وأثبت أنه الحق في مواضع أخرى غير ذي عوج، فأخباره أصدق الأخبار وأحكامه محكمة في كمال العدل والاستقامة .

ونفى عن نبيه صلى الله عليه وسلام الغواية من جميع الوجوه، وهي سوء القصد ، كما نفى عنه أيضا الضلال من جميع الوجوه، حيث قال عز من قائل:( ما ضل صاحبكم وما غوى ) ،
فدل ذلك على أنّه أعلم الخلق وأنفعهم للتاس وأهداهم وأعظمهم إخلاصا لربه ، قال تعالى :( وإنّك لعلى خلق عظيم).

--------------------------------------------------
السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
كما في قوله تعالى :( فإن فاءوا فإنّ الله غفور رحيم ) ، ( وإن عزموا الطلاق فإنّ الله سميع عليم ).
فهنا لم يذكر تعالى حُكم الفيء بل بينّه بما يقوم مقامه بذكر اسمي الغفور والرحيم فهما يتضمنان آثار الحكم على الفعل ، فالفيئة يحبها الله تعالى ، ويغفر ويرحم لمن فاء.
وأمّا المؤلي إذا طلق فإنّ الله تعالى سميع لقوله عليم بفعله سيجازيه على السبب والمسبب وهو إيلاءه وما ترتب عليه .

والحكمة من هذا الأسلوب أن تحيا معاني أسماء الله وصفاته وآثارها في قلوب عباده فيعرفوها حق المعرفة، ويحققوا التوحيد الذي قامت الأرض والسموات لأجله .--------------------------------------------------

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
حثّت الشريعة الإسلامية على اللين في الدعوة في محل ، وعلى الشدة والغلظة في محل آخر بحسب ما يقتضيه المقام .
فمان كان يُرجى نفعه فأوصى بلين الجانب معه، كما في قوله تعالى في سورة طه:( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
وما كان ضرّه أكبر من نفعه فأمر بالغلظة والشدة في معاملته، كما في قوله تعالى في سورة التحريم :( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )، فهؤلاء لا ينفع دعوتهم ، وكل ذلك يُراعى فيه المقام .

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
في جواب هذه المسألة وجهان :
الأول وهو أوجههما : أنّ هذا الأمر مقيّد بإذن الله تعالى، استدلالا بقوله عزوجل:( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن ).
الثاني : أنّ للقيامة مقامات وأهوال مختلفة ، فقد يتكلون في مقام ويمنعون منه في آخر، وهذا قول كثير من المفسرين .
وقد بيّن السعدي رحمه الله تعالى أنّ الوجه الثاني لا يُنافي الأول ، والأمر يومئذ لله ، يأذن لمن يشاء ويمنع من يشاء.

--------------------------------------------------
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.

خاطب الله تعالى نبيه في سورة الفتح فقال :{إنّا أرسلناك } يا محمد في أمتك لتكون {شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا } شاهدا عليهم فيما دعوتهم إليه من توحيد الله وعبادته، قال تعالى:{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، { ومبشرا} لهم بجنة عرضها السماوات والأرض إن أطاعوك واتبعوا ما دعوتهم إليه ،{ونذيرا } ومخوفا لهم من عذاب شديد إن أعرضوا عما جئتهم به ، قال تعالى:{فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} .

ثمّ علل الغاية من إرسال الرسالة فقال عزوجل:{ لتؤمنوا بالله ورسوله }، بمعنى لتؤمنوا أيها الناس بالله ورسوله ، وفي قراءة { ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه..} على الخبر، بمعنى إنا أرسلناك شاهدا إلى الخلق ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه، وقيل أن اللام للأمر .

وقوله تعالى { وتعزروه وتوقروه} ، ذكر الطبري جملة من أقوال السلف متقاربة المعنى في معنى تعزروه ،ثمّ ذكرها مجموعة ، ومعناها في هذا الموضع التقوية بالنصرة والمعونة التي تكون إلا بالطاعة والإجلال والتعظيم .
والتوقير الإجلال والتعظيم والتفخيم ، ثمّ بيّن ما يجب عليهم في حق الله حيث قال: { وتسبحوه بكرة وأصيلا}، أي تصلوا له غدوة وعشيا والتسبيح والتقديس له.

وبيّن السعدي رحمه الله تعالى أنّ هذه الآية تضمنت ثلاثة حقوق .
حق لله : وهو إفراده بالعبادة ، في قوله تعالى :{ وتسبحوه بكرة وأصيلا}.
حق للرسوله صلى الله عليه وسلم : في قوله تعالى { وتعزروه وتوقروه}.
حق مشترك لله أصلا ولرسوله تبعا ؛ وهو الإيمان به وبنبيه صلى الله عليه وسلم .



والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 11:23 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:

السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.


قالَ تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
القرآن تبيان لكل شيء، فعلوم الأصول وعلوم الفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، وعلوم الكون، وكل ما يحتاجه الخلق من ذلك اليوم إلى أن تقوم الساعة، ففي القرآن بيانه والإرشاد إليه.

وقال تعالى:
- {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]
- {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
محال وممتنع أن يأتي علم صحيح لا محسوس ولا معقول ينقض شيئا مما جاء به القرآن؛ فإنه.


وقال تعالى:
- {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
- {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
العلوم وسائل ومقاصد، وهذه الآية جمعت بينهما
المقاصد: هي الحق الذي يقوله الله في كتابه، وعلى لسان رسوله.
والوسائل، هي الهداية إلى السبيل إلى كل علم وعمل.


قال تعالى:
- {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
جمعت الكمال في ألفاظه ومعانيه.

تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، صدقا في أخبارها، وعدلا في أحكامها: أوامرها ونواهيها:

قال تعالى:
- {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
فأحكامه على الإطلاق أحسن الأحكام وأنفعها للعباد.
ولكمال القرآن وإحكامه فقد جمع المتقابلات العامة:

قال تعالى:
- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]، {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
- {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
- {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26]، {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]
- {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]
- {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70]
- {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} [النحل: 9]
- {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: 71]
- {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]
وضد ذلك ما رتب الله على الإيمان والعمل الصالح من خير الدنيا والآخرة؛ فإن الإيمان ضد التكذيب، والتولي ضد الاستقامة والعمل الصالح.
- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
فاعبده وتوكل عليه تجمع جميع ما يراد من العبد.
- {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]
- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201]
- {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277]
- {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89]
فالروح اسم جامع لنعيم القلب، والريحان اسم جامع لنعيم الأبدان، وجنة نعيم تجمع الأمرين.
- {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]
جمع له بين عذاب الدنيا وعذاب البرزخ وعذاب دار القرار.
- {يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35]
متكبر على الحق جبار على الخلق،
- {مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [الشورى: 8]
فالولي: الذي يجلب لموليه المنافع، والنصير: الذي يدفع عنه المضار.

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
اقتضت حكمة الله ألا يحصل المطلوب أيا كان إلا بالسعي بأسبابه، ولا تندفع المضار إلا بالسعي كذلك؟ وقد بين في كتابه غاية التبيين الأسباب الموصلة للمطالب العالية وقد ذكرها الشيخ بأدلتها وهي.
- أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح.
- القيام بالعبودية والتوكل، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]،{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]
- التقوى والسعي والحركة سببا للرزق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
- التقوى والإيمان وتكرار دعوة ذي النون سببا للخروج من كل كرب وضيق وشدة، {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
- الدعاء والطمع في فضله سببا لحصول جميع المطالب، دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
- الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق سببا يدرك به فضله وإحسانه العاجل والآجل، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].
- التوبة والاستغفار والإيمان والحسنات والمصائب مع الصبر عليها أسبابا لمحو الذنوب والخطايا، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
- الصبر سببا لجلب الخير ودفع الشر، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
- الصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإنصات والتعلم والتقوى وحسن القصد، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وقال:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]، وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]

- الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
- اليسر يتبع العسر، والفرج عند اشتداد الكرب، قال تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6]، وقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62].
- الشكر سببا للمزيد، وكفران النعم سببا للزوال، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
- الصبر والتقوى سببا للعواقب الحميدة والمنازل الرفيعة، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
- الجهاد سببا للنصر، قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب محبة الله سبحانه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، ومن أسبابها ما جاء في قوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]، وقوله: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، وقوله: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]، وقوله: {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
- النظر إلى النعم التي أعطيها العبد، وغض النظر مما لم يعطه سببا للقناعة، قال تعالى: {قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
- القيام بالعدل سببا لصلاح الأحوال، وضده سببا لفسادها قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
- كمال إخلاص العبد لربه سببا يدفع به عنه المعاصي وأسبابها وأنواع الفتن، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
- قوة التوكل والإيمان مع الإكثار من ذكر الله يمنع العبد من تسلط الشيطان، قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]
- مفتاح الإيمان واليقين التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]
- القيام بأمور الدين سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10]
- العلم النافع للرفعة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
- كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، قال تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]
- مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق سببا يكون به العدو صديقا، قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
- الإنفاق في محله سببا للخلف العاجل والثواب الآجل، قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
الرزق له أسباب متنوعة، قال تعالى:{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130]، وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 28]
- التحرز والبعد عن الموبقات والحذر من وسائلها طريقا سهلا هينا لتركها، قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]
- السبب الوحيد القوي المثمر للدعوة إلى سبيله قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
- التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه.
- التذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا.
وتوضيح هذا أن العلم التام النافع يفتقر إلى ثلاثة أمور: التفكر أولا في آيات الله المتلوة والمشهودة، فإذا تفكر أدرك ما تفكر فيه بحسب فهمه وذكائه، فعرف ما تفكر فيه وفهمه، وهذا هو التبصرة، فإذا علمه عمل به، فإن كان اعتقادا وإيمانا صدقه بقلبه وأقرَّ به واعترف، وإن اقتضى عملا قلبيا أو قوليا أو بدنيا عمل به، وهذا هو التذكر وهو التذكرة، وحاصل ذلك هو معرفة الحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه.

2. العلم واليقين
اليقين أخص من العلم بأمرين:
1. أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع، وله أنواع:
- علم اليقين إذا ثبت بالخبر.
- عين يقين إذا شاهدته العين.
- حق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
2. أنه العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله، والشجاعة القولية والفعلية، والاستحلاء للطاعات، وأن يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات.

الخوف والخشية
الخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
1. المعية العامة، قال تعالى:
{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] أي: هو معهم بعلمه وإحاطته.
2. المعية الخاصة، وهي أكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]، مع المحسنين ومع الصابرين، وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد والتسديد بحسب قيام العبد بذلك الوصف الذي رتبت عليه المعية.

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟

طغيان الرئاسة وطغيان المال يحملان صاحبهما على الكبر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق، برهان ذلك قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]، وقال {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]

السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.

قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
وقال: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
وذلك يدل على فضيلة المخصوص وآكديته، وأن له من المزايا ما أوجب النص عليه، فجبريل عليه السلام أفضل الملائكة، والصلاة الوسطى لها مكانة خاصة.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:

1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
هي الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم، فمن حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم، ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم ومكابرتهم للحقائق - فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا، والجرم جرمهم، فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه، ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه، واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله.

2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
ورد في القرآن عدة آيات فيها ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر مثل قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
وجاءت النصوص المتواترة من الكتاب والسنة أنه لا يخلد في النار إلا الكفار، وأن جميع المؤمنين مهما عملوا من المعاصي التي دون الكفر فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.

الجمع:
1. هذه الآيات اتفق السلف على تأويلها وردها إلى الأصل المجمع عليه بين سلف الأمة، وأحسن ما يقال فيها إن ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر أنها من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع والإيمان مانع من الخلود، فتنزل هذه النصوص على الأصل المشهور، وهو أنه لا تتم الأحكام إلا بوجود شروطها وأسبابها وانتفاء موانعها.
2. بعض الآيات المذكورة فيها ما يدل على أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها، وكذلك قوله: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14] فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، وإذا دخل فيها الكفر زال الإشكال.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
جمع الله فيها أمورا كثيرة نافعة:
- فالأمر بالأكل والشرب يدل على الوجوب، وتركه لا يحل شرعا ولا يمكن قدرا.
- الأكل والشرب مع نية امتثال أمر الله يكون عبادة.
- الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه لضرره.
- أن كل أحد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به، ويوافق لغناه وفقره، ويوافق لصحته ومرضه ولعادته وعدمها.
- أن أصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويقيم صحته وقوته، وعلى الأمر بالاقتصاد في الغذاء والتدبير الحسن؛ لأنه لما أمر بالأكل والشرب نهى عن السرف، خصوصا في الأطعمة والأشربة.
- إن السرف يضر الدين والعقل والبدن والمال.
- إخباره أنه لا يحب المسرفين دليل على أنه يحب المقتصدين؛ ففي هذه الآية إثبات صفة المحبة لله، وأنها تتعلق بما يحبه الله من الأشخاص والأعمال والأحوال كلها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م, 10:27 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية:




السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.

وصف القرآن القلوب بعدة وصوفات ، فقد وصفها بالمرض وبالعمى وبالقسوة، وبجعل الموانع عليها من الران، والأكنة والحجاب، وبموتها وبحيرته .

ومن أنواع القلوب :
القلب السليم:هو القلب السليم من جميع الآفات ، المائل إلى الخير الذي يحبه الله ، الذي قويت صحته وقوته العلمية بأن عرف الحق وعرف الباطل ، وصحت كذلك قوته العملية الإرادية بأن اتبع الحق الذي علمه واجتنب الباطل الذي علمه .
وصاحب القلب السليم من أولى النهى وأولى الأبصار ، تائبا منيبا مخبتا لرب العالمين .

القلب المريض : هو القلب الذي عطبت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كلتاهما .
وأمراض القلوب نوعان :
مرض الشبهات وهو :
إذا اختلت القوة العلمية فهذا الذي نالت منه الشبهات والشكوك وحاله حال المنافقين .
مرض الشهوات وهو :
إذا اختلت قوته العملية فهو المبتلي بالشهوات وحب المعاصي والميل إلى الذنوب سريع الانقياد لها ، سريع الافتتان إذا وجدت الفتنة كما قال تعالى:
{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32]
وكلا القلبين مريض لأن كلاهما لا يميل إلى الخير ولا يتوجه إليه .

القلب القاسي :
ترتبط قسوة القلب كذلك بالقوتان العلمية والعملية .
فقد تكون قسوته بعدم لينه لمعرفة الحق، أو عدم لينه للانقياد إليه بعد معرفته .
فتأتيه المواعظ كالصواعق التي تلين الحديد ولا يتأثر به وقد يكون سبب ذلك يرجع لإحدى سببين أو كلاهما :
  • قسوته الأصلية .
  • عقائد منحرفة علمها ورسخ عليها ورفض الإذعان لما يخالفها .
وقد يبتلي الله العبد بأنواع من الأغلفة على القلب نتيجة قسوته و وإعراضه عن الحق بعد أن فتح الله له أبواب الرشد فأغلقها عن نفسه ؛ فيعاقبه الله بهذا العمل بأن يسدَّ عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة، فتكبر عنها وردَّها، فيطبع على قلبه ويختم عليه، وتران عليه الذنوب وتغلف قلبه، وتجعل بينه وبين الحق حجابا بل وقد تغلق القلب وتقفله .
نسأل الله السلامة والعافية .

القلب اللين :
هو القلب الذي يلين عند معرفة الحق وينقاد له ويذعن وإن خالف ما طرأ عليه من الشبهات أو الاعتقادات .

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.

ينقسم الناس في موقفهم من الدعوة إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول :
الملتزمون بشرع الله المنقادون لأمره المذعنون له المبتغون رضاه .
وهؤلاء طريقة دعوتهم يسيرة جداً ولاتحتاج كثير جهد إنما يكفيهم فقط مجرد التعليم المحض وتبيين الأمور الدينية .

القسم الثاني :
هم أهل الغفلة الملتهين بأمور الدنيا ، المعرضون نتيجة اشتغالهم بأمور مبعدة وصادة عن الحق.
وهؤلاء لابد لهم من الدعوة بالوعظ والترغيب والترهيب وبيان ما منفعهم وما يضرهم من أمور دينهم وإلقاء الضوء على ذلك.

القسم الثالث :
هم أهل الكبر والعناد والشقاق المتصدون لدرأ الحق ونصرة الباطل .
فهؤلاء لا بد أن يسلك معهم الداعية طريق المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن بها .
وقد حقق سيد الدعاة وإمام المرسلين دعوته مع جميع الطبقات وتعامل معهم كل بحسب ما يليق به وما يجدي معه وما ينفعه .

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:

1. الإسلام والإيمان .
الإسلام هو : استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
الإيمان هو : التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.
ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا.
وعلى ذلك :
إذا افترق ذكر الإسلام والإيمان دخل فيه الآخر ، أما إذا اجتمعا فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم.
ورد الفرح في القرآن محموداً كما ورد مذموماً منهيا عنه وذلك حسب ما تعلق به ، فإن كان ما تعلق به محموداً كان الفرح به محمود ، إما إذا كان ما تعلق به مذموماً فالفرح به مذموم..
فالفرح المحمود : هو الفرح بالعلم والعمل الصالح والإيمان والقرآن وبثواب الله تعالى
في مثل قوله:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58
وكذلك قوله:
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170]
أما الفرح المذموم : فهو الفرح بالباطل والدنيا والمناصب والرياسات كما قال تعالى : {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]
وقوله عن قارون:
{قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]

3. التوبة والاستغفار
التوبة هي: الرجوع ، فرجوع العبد بالتوبة يكون مما يكره الله إلى ما يحب الله ويرضى ظاهرا وباطنا .
شروط التوبة :
  • الندم على ما كان ومضى من الذنوب والمعاصي .
  • الإقلاع عن الذنب فوراً.
  • العزم على عدم العودة لما كان عليه من المعاصي .

أما الاستغفار : هو طلب المغفرة من الله.
  • الاستغفار المقترن بالتوبة : هو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة.
  • الاستغفار المجرد الغير مقترن بالتوبة : هو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.



السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

الهداية: نوعان:
  • هداية البيان والعلم والإرشاد والتعليم.و هي التي أثبتها الله تعالى لرسوله، بل ولكل من له تعليم وإرشاد للخلق كما قال:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
وقال: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
  • وأما هداية التوفيق ووضع الإيمان في القلوب
  • هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب.فإنها مختصة بالله، فكما لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ويميت إلا الله، فلا يهدي إلا الله.{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
طريقة طلب الهداىة :
  • الهدايتان تطلبان من الله تعالى.
  • إما على وجه الإطلاق كقول العبد: اللهم اهدني، أو اللهم إني أسألك الهدى.
  • وإما على وجه التقييد بطريقها النافع كقول المصلِّي: اهدنا الصراط المستقيم.
  • ومن حصلت له الهداية سمي مهتديا.
أعظم سبل الهداية :
أعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح في القرآن له فائدتان :
1- نفي النقص المصرح به .
2- إثبات كمال الضد .
وذلك لأن النفي المحض لا يكون كمالاً.
# ويظهر هذا الأمر جليا عندما يثني الرب تبارك وتعالى على نفسه بنفي الأمور التي تنافي كماله :
  • فنفي الشريك عنه تعالى وذلك يقتضي الوحدانية المطلقة في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
  • سبح نفسه في مواضع، وأخبر في مواضع عن تسبيح المخلوقات، والتسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وعن أن يماثله أحد، وذلك يدل على كماله.
  • نفى عن نفسه الصاحبة والولد، ومكافأة أحد ومماثلته، وذلك يدل على كماله المطلق وتفرُّده بالوحدانية والغنى المطلق والملك المطلق.
  • نفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛ لكمال حياته وقيوميته.
  • نفى الظلم عن نفسه ، وذلك يدل على كمال عدله وسعة فضله.
  • ونفى أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء؛ وذلك لإحاطة علمه وكمال قدرته.
  • ونفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه؛ وذلك لكمال حكمته.

# كذلك نفى أمورا عن كتابه وفي ذلك إثبات لكمال ضد المنفي .
  • نفى عن كتابه القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، وذلك يدل على أنه الحق في أخباره وأحكامه، فأخباره أصدق الأخبار وأحكمها وأنفعها للعباد، وأحكامه كلها محكمة في كمال العدل والحسن والاستقامة على الصراط المستقيم.

# نفي أمورا عن نبيه مما يدل على كمال ضدها .

  • فنفى عنه الضلال من جميع الوجوه ، وهو عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته والغيّ وهو سوء القصد فقال عنه {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:2 ، فيدل ذلك أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وطلبا لما عنده، وأبعدهم عن الأغراض الرديئة، وكذلك نفى عنه كل نقص قاله أعداؤه فيه، وأنه في الذروة العليا من الكمال المضاد لذلك النقص .

# وكذلك نفى الله عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، فيدل ذلك على كمال سرورهم وفرحهم واتصال نعيمهم وكماله، وكمال حياتهم وقوة شبابهم وكمال صحتهم، وتمام نعيمهم الروحي والقلبي والبدني من كل وجه، وأنه لا أعلى منه حتى يطلب عنه حولا.
# وعكس هذا ما نفى القرآن عنه صفات الكمال، فإنه يثبت له ضد ذلك من النقص، كما نفى عن آلهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية، وذلك يدل على نقصها من كل وجه، وأنها لا تستحق من العبادة مثقال ذرة.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
# في عدة آيات من القرآن إذا ذكر الله الحكم لم ينص على نفس الحكم عليه، بل يذكر من أسمائه الحسنى .
  • مثل قوله: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227]
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه، وأن الطلاق كريه إلى الله، وأما المؤلي إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب، وهو الإيلاء، والمسبب، وهو ما ترتب عليه.
  • ومثل هذا قوله تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
أي: فإنكم إذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله
وهذا له مواضع كثير في القرآن .
# وقد يصرح الله بالحكم ويعلله بذكر الأسماء الحسنى المناسبة له.
وعموم هذا فائدته أنه:
ما إذا عُلم ذلك الاسم وعُلمت آثاره، عُلم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم، وهذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر، وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
  • ورد الأمر باللين مع الكفار في مواضع الدعوة وتأليف القلوب كما قال : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
  • كما ورد الأمر بالغلظة في مقام ومواضع الجهاد والقتال فالغلظة والشدة من تمام القتال ولوازمه قال تعالى:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
  • وقد جمع الله بين الأمرين في قوله في وصف خواص الأمة: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
والفرق بين المواضع التي ورد في القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، والمواضع التي ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض من وجهين
  • أولهما وأوجههما كما ذكر الشيخ السعدي : تقييد هذه المواضع بقوله:{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]
فإثبات الكلام المتعدد من الخلق يوم القيامة تبع لإذن الله لهم في ذلك، ونفي التساؤل والكلام في الحالة التي لم يؤذن لهم.
  • الوجه الثاني: إن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون.
وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.وهو ما نقله الشيخ عن كثير من المفسرين.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}


قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]
هذه الآية الكريمة جمع الله فيها الحقوق الثلاثة:
الأول : حقه تعالى الخالص له والذي لا يصرف لغيره وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]
فالتسبيح عبادة ولا يصرف لغير الله ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر .
الثاني : الحق المختص بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو التوقير والتعزير.{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}
فأمر تعالى بنصرته وإجلاله والقيام بحقوقه .
الثالث : الحق المشترك ، وهو الإيمان بالله ورسوله.{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}
فقرن تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان برسوله حتى يبين لنا أن الإيمان بالرسول من الإيمان ولا تكفي شهادة أن لا إله إلا الله بغير محمد رسول الله .


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 04:37 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من خلاصة تفسير القرآن للسعدي رحمه الله



المجموعة الثانية:
ملحوظات عامة:
1: قسم السعدي القلوب من حيث صحتها ومرضها إلى السليم والمريض مع بيان أقسام المرض، وفي تقسيم آخر من حيث الاستجابة للحق علمًا وعملا إلى اللين والقاسي، وأغلبكم ركز على القلب القاسي ولم يشر للقلب اللين أو إلى هذا التقسيم عمومًا.
وبين التقسيمين تداخل؛ فالقلب اللين الذي يستجيب لأمر الله يؤدي به ذلك إلى سلامة قلبه، وقسوة القلب من أمراض القلوب.

نورة الأمير: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: أرجو قراءة التعليق العام.
س3: 1: وضحي مسألة ما إذا اجتمع الإسلام والإيمان في نص واحد، وما إذا فترقا، لأن التفريق بينهما في الحقيقة هو عند اجتماعهما، أما إذا افترقا فيدل كل منهما على الآخر.
س5: حبذا لو ذكرتِ وجه الدلالة من الآيات التي مثلت بها.
س6:2: الوجه الثاني: أن يوم القيامة له مواقف وأحوال؛ ففي أحوال منها يتكلمون فيها، وأحوال أخرى لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي ما ذكرتِ كما أشار لذلك السعدي.

عقيلة زيان: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

سارة المشري: أ+
أحسنتِ جدًا، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س5: حبذا لو بينتِ الحكمة من ختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى عمومًا، وقد أحسنتِ الإشارة إلى الفوائد في الآيات التي استشهدتِ بها خاصة.

مها شتا: أ+
س5: س5: حبذا لو بينتِ الحكمة من ختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى عمومًا، وقد أحسنتِ الإشارة إلى الفوائد في الآيات التي استشهدتِ بها خاصة.

هبة الديب: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ، وأثني على تصرفكِ في الإجابة بأسلوبك وتعبيركِ عن فهمكِ حتى وإن أدى ذلك لورود بعض الملحوظات عليه، إذ لا يمكن تصحيح الفهم إلا بالتعبير عنه، لا بالاستعانة بنص المؤلف.
س1: العمى وصف لبعض القلوب ويدخل ضمن " أمراض القلوب"، فهو لا يرى الحق ولا يحصل له الأثر من معرفته، قال تعالى :{ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذانٌ يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور }
وأما الران والأغطية والغشاوة، فهي من الموانع التي تمنع من معرفة الحق والتأثر به نتيجة ما كسبوه من الذنوب والآثام والمعاصي وتؤدي في النهاية إلى قسوة القلب.
س4: 1:
قولكِ: " النوع الأول : ويراد بها هداية الدلالة والإرشاد والتعليم ، وهذا النوع بمقدور الخلق ،كما في قوله تعالى :( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) الإسراء:9 " اهـ
العبارة مشكلة، وأعلم أنكِ تقصدين أنه - بإذن الله - جعل هداية الإرشاد والتعليم للخلق؛ فهم يرشدون الناس إليه ويدلون عليه، وأفضل ما يستعينون به هو كلام الله الذي هو صفة من صفاته، وجعله الله هداية للناس هداية عامة، وهداية للمتقين هداية خاصة.
لكن استدلالكِ بالآية " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " بعد قولكِ وهذا النوع بمقدور الخلق، يوحي لمن ليس له علم أن القرآن من الخلق - وأنتِ لم تقصدي ذلك -، والقرآن كلام الله غير مخلوق.
س6: 1:
الأولى القول بأن اللين يكون في مقام الدعوة للكافرين، وفي التعامل مع المؤمنين، أما في مقام القتال فاستُعملت الغلظة.
لأنه حتى وإن لم يكن يُرجى إيمان الكافر لشدة كفره ومحاربته لله ورسوله كما كان فرعون، ففي مقام دعوته يُستعمل اللين بداية، فإذا فشل ففي مقام حربه يُستعمل الشدة والغلظة.
- كما أن الشدة والغلظة قد تكون هي الوسيلة لأمثل لتحقيق النفع.
- ولا يلزمكِ الاستطراد بالإجابة عن مسائل أخرى غير المطلوبة في رأس السؤال، كما لا يلزمكِ الاطلاع على مصادر أخرى لئلا يشق عليكِ أداء الواجب.

حنان علي محمود: أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، ولا يلزمكِ الاستطراد بذكر مسائل أخرى غير المطلوبة في رأس السؤال حتى لا يشق الأمر عليكِ ويطول بكِ الوقت في إجابة أسئلة المجلس.


يُتبع بإذن الله ..

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 10:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من خلاصة تفسير القرآن
المجموعة الأولى:

علاء عبد الفتاح: أ+
أحسنتَ، باركَ الله فيكَ ونفع بكَ.

هناء محمد: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: إضافة: في تفسير قوله تعالى :{ وتعاونوا على البر والتقوى }: فأمر بالبر وهو كل ما يحبه الله ويرضاه والتعاون عليه [ والتقوى: إتقاء كل ما لا يحبه الله ولا يرضاه وفيه سبيل لسخطه وغضبه ]
س2: تنظيم جيد جدًا لمسائل هذا الباب، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
تصحيح: " التقوى والإيمان ودعوة سيدنا نوح " [ سيدنا يونس ]
س4: تصحيح: { فأما من طغى }

ضحى الحقيل: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س7: حبذا لو ذكرتِ المعنى الإجمالي للآية قبل بيان الفوائد.

تم بحمد الله، بارك الله فيكم ونفع بي وبكم.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 محرم 1440هـ/25-09-2018م, 11:53 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
أنواع القلوب هي:
1-القلب الصحيح :القلب الذي صحت قوته العلمية، والعملية الإرادية؛فعرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه
2-القلب المريض: الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
3-قلوب لينة:قلوب حية تلين للحق وتتأثر بالمواعظ
4-قلوب قاسية:لا تلين للحق ولا تتأثر بالمواعظ لقسوتها أولانحراف معتقداتها
أنواع أمراض القلوب:
1-مرض الشبهات والشكوك وهو في قلوب المنافقين
2-مرض الشهوات :يميل القلب إلى المعاصي والفتن
أسباب صحتها هي:الايمان واليقين بمراتبه الثلاثة بأن يكون عنده علم اليقين ثابت عن الله ورسوله وعين اليقين المشاهدة بالعين وحق اليقين وهي تحقق المعلومات كذوق القلب لطعم الايمان ،والإكثار من ذكر الله والعلم النافع والتوبة والرضى بالأرزاق ،ومن الشواهد على ذلك قوله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
القسم الأول: المنقادون المقبلون على الخير المجتنبون للشر :يكفيهم البيان والتعليم
والقسم الثاني: الغافلون المعرضون عن الحق:بحاجة إلى التعليم والوعظ بالترغيب والترهيب
والقسم الثالث: المعارضون للحق المنتصرون للباطل المكابرون :بحاجة للمجادلة بالتي هي أحسن
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام :استسلام القلب لله والقيام بالعبادات الظاهرة والباطنة
الإيمان :التصديق التام والاعتراف بأصول الدين ولابد فيه من أعمال قلوب وجوارح
اذا اجتمع اللفظان فإن الايمان هو ما وقر في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك والإسلام هو القيام بالعبودية الظاهرة والباطنة أما عند الإطلاق فلإسلام يدخل في الإيمان وبالعكس التوبة:الرجوع عن النواهي ظاهراً وباطناً إلى الأوامر التي يحبها الله ظاهراً وباطناً مع الندم والعزم على عدم العودة
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود :هو الفرح المأمور به المتعلق بالخير من علم وعمل بالقرآن والإسلام {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
والمذموم مثل الفرح بالباطل والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]
3. التوبة والاستغفار
الاستغفار:طلب المغفرة ويكون دعاء عبادة ودعاء مسألة اذا لم يقترن بتوبة قد يجاب أو لا يجاب أما اقترانه بتوبة فهو مجاب لأنه استغفار كامل .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
والفرق بين قوله: [القصص: 56] وبين قوله: [الشورى: 52] أن
1-هداية الإرشاد والبيان وهي لرسوله،الدليل قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
وللدعاة قوله تعالى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
وقال: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
2-هداية التوفيق والايمان خاصة بالله كالخلق والرزق والإحياء والإماته
الدليل قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
له فائدتان هنا:
1- نفي صفات النقص لإثبات ضده ونقيضه.
مثاله نفي الشريك له سبحانه يوجب توحده بالكمال المطلق.
وكذلك نفى عن القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، ليبين أنه الحق وأن الصدق في أخباره وأحكامه.
قال تعالى؛ {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2]
فنفى عن نبيه الضلال من جميع الوجوه، ليبين مدى علمه وايمانه وهدايته ويقينه وإخلاصه من بين العباد على الإطلاق .
كما نفى عنه كل نقص قاله أعداؤه فيه، وأنه في الذروة العليا من الكمال المضاد لذلك النقص.
وكذلك نفى الله عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، ليدل على كمال سرورهم ونعيمهم وحياتهم .

2-نفى صفات الكمال، لإثبات ضد ذلك
من النقص
مثاله: نفى عن آلهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية، وذلك يدل على نقصها من كل وجه، وأنها لا تستحق من العبادة مثقال ذرة.
السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38]
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38] أي: عز وحكم، فقطع بحكمته يد السارق؛ الحكمة منه تنكيلا للمجرمين، وحفظا للأموال.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
حِينَ} [النمل: 19]
الجمع بينهما بأن:
اللين في مقام الدعوة للكافرين ومعاشرتهم لما في ذلك من المصالح
قال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
والغلظة في مقام القتال والحروب قال تعالى:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
وقد جمع الله بين الأمرين في قوله في وصف خواص الأمة: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
الجمع بينهما من وجهين:
1-أن الكلام لا يتم إلا بإذن الله
وعدمه يكون لعدم إذنه سبحانه لهم بالكلام
2-أن الكلام يكون في بعض أحوال ومقامات القيامة وعدم كلامهم يكون في أحوال ومقامات أخرى
والثاني لا يكون إلا بالأول فالكلام في المقامات والأحوال لا يكون الا بإذن الله

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
* فائدة: قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]

أي بسبب دعوة الرسول لكم، وتعليمه لكم ما ينفعكم، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله، المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور.

وتعزروه وتوقروه أي: تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه
أي:تعزروه أي تعظمو النبي صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي تجلوه، وتقوموا بحقوقه،لما له من حق عليكم ومنة
وتسبحوه أي: تسبحوا لله بكرة وأصيلا
أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية ثلاثة حقوق:حق الله وهو التسبيح والتقديس وحق نبيه وهو التعزير والتوقير وحق مشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما،

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
أنواع القلوب هي:
1-القلب الصحيح :القلب الذي صحت قوته العلمية، والعملية الإرادية؛فعرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه
2-القلب المريض: الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
3-قلوب لينة:قلوب حية تلين للحق وتتأثر بالمواعظ
4-قلوب قاسية:لا تلين للحق ولا تتأثر بالمواعظ لقسوتها أولانحراف معتقداتها
أنواع أمراض القلوب:
1-مرض الشبهات والشكوك وهو في قلوب المنافقين
2-مرض الشهوات :يميل القلب إلى المعاصي والفتن
أسباب صحتها هي:الايمان واليقين بمراتبه الثلاثة بأن يكون عنده علم اليقين ثابت عن الله ورسوله وعين اليقين المشاهدة بالعين وحق اليقين وهي تحقق المعلومات كذوق القلب لطعم الايمان ،والإكثار من ذكر الله والعلم النافع والتوبة والرضى بالأرزاق ،ومن الشواهد على ذلك قوله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
القسم الأول: المنقادون المقبلون على الخير المجتنبون للشر :يكفيهم البيان والتعليم
والقسم الثاني: الغافلون المعرضون عن الحق:بحاجة إلى التعليم والوعظ بالترغيب والترهيب
والقسم الثالث: المعارضون للحق المنتصرون للباطل المكابرون :بحاجة للمجادلة بالتي هي أحسن
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام :استسلام القلب لله والقيام بالعبادات الظاهرة والباطنة
الإيمان :التصديق التام والاعتراف بأصول الدين ولابد فيه من أعمال قلوب وجوارح
اذا اجتمع اللفظان فإن الايمان هو ما وقر في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك والإسلام هو القيام بالعبودية الظاهرة والباطنة أما عند الإطلاق فلإسلام يدخل في الإيمان وبالعكس التوبة:الرجوع عن النواهي ظاهراً وباطناً إلى الأوامر التي يحبها الله ظاهراً وباطناً مع الندم والعزم على عدم العودة
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود :هو الفرح المأمور به المتعلق بالخير من علم وعمل بالقرآن والإسلام {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
والمذموم مثل الفرح بالباطل والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]
3. التوبة والاستغفار
الاستغفار:طلب المغفرة ويكون دعاء عبادة ودعاء مسألة اذا لم يقترن بتوبة قد يجاب أو لا يجاب أما اقترانه بتوبة فهو مجاب لأنه استغفار كامل .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
والفرق بين قوله: [القصص: 56] وبين قوله: [الشورى: 52] أن [ كأن هنا جزء قُصّ! ]
1-هداية الإرشاد والبيان وهي لرسوله،الدليل قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [ ولمن بعده من الأئمة الذين اصطفاهم الله لحمل مشعل الدعوة حقًا ]
وللدعاة قوله تعالى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73]
وقال: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
2-هداية التوفيق والايمان خاصة بالله كالخلق والرزق والإحياء والإماته
الدليل قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
له فائدتان هنا:
1- نفي صفات النقص لإثبات ضده ونقيضه.
مثاله نفي الشريك له سبحانه يوجب توحده بالكمال المطلق.
وكذلك نفى عن القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، ليبين أنه الحق وأن الصدق في أخباره وأحكامه.
قال تعالى؛ {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2]
فنفى عن نبيه الضلال من جميع الوجوه، ليبين مدى علمه وايمانه وهدايته ويقينه وإخلاصه من بين العباد على الإطلاق .
كما نفى عنه كل نقص قاله أعداؤه فيه، وأنه في الذروة العليا من الكمال المضاد لذلك النقص.
وكذلك نفى الله عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، ليدل على كمال سرورهم ونعيمهم وحياتهم .

2-نفى صفات الكمال، لإثبات ضد ذلك [ أي مدح في هذا ؟، قد ذكرتِ الفائدتين أعلاه، الأول: نفي النقص كما هو ظاهر النص، الثاني: إثبات ضده ونقيضه وهذا بمفهوم النص ]
من النقص
مثاله: نفى عن آلهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية، وذلك يدل على نقصها من كل وجه، وأنها لا تستحق من العبادة مثقال ذرة.
السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38]
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38] أي: عز وحكم، فقطع بحكمته يد السارق؛ الحكمة منه تنكيلا للمجرمين، وحفظا للأموال.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
حِينَ} [النمل: 19]
الجمع بينهما بأن:
اللين في مقام الدعوة للكافرين ومعاشرتهم لما في ذلك من المصالح
قال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
والغلظة في مقام القتال والحروب قال تعالى:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
وقد جمع الله بين الأمرين في قوله في وصف خواص الأمة: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
الجمع بينهما من وجهين:
1-أن الكلام لا يتم إلا بإذن الله
وعدمه يكون لعدم إذنه سبحانه لهم بالكلام
2-أن الكلام يكون في بعض أحوال ومقامات القيامة وعدم كلامهم يكون في أحوال ومقامات أخرى
والثاني لا يكون إلا بالأول فالكلام في المقامات والأحوال لا يكون الا بإذن الله

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
* فائدة: قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9]

أي بسبب دعوة الرسول لكم، وتعليمه لكم ما ينفعكم، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله، المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور.

وتعزروه وتوقروه أي: تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه
أي:تعزروه أي تعظمو النبي صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي تجلوه، وتقوموا بحقوقه،لما له من حق عليكم ومنة
وتسبحوه أي: تسبحوا لله بكرة وأصيلا
أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية ثلاثة حقوق:حق الله وهو التسبيح والتقديس وحق نبيه وهو التعزير والتوقير وحق مشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما،

التقويم : أ
- خُصمت نصف درجة للتأخير، وأرجو مراجعة الملحوظات أعلاه، يغلب الظن أن بعضها وقع سهوًا، لذا يُرجى المراجعة قبل اعتماد الإجابة.
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 رمضان 1440هـ/18-05-2019م, 12:51 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
جاء في القرآن عدة أوصاف للقلوب :
1/فمنها القلب السليم ، قال تعالى :( وجاء بقلب سليم )
2/القلب المريض ،قال تعالى :( في قلوبهم مرض)
3/ القلب القاسي ،قال تعالى :( ثم قست قلوبكم )
القلب السليم هو الذي سلم من الأمراض من شبهات أو شهوات ،صحيح العقيدة موفق صاحبه للعمل والقول الصواب الموافق لأوامر الله ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم ،مبادر ومسارع للخير ،فنال بذلك الاستحقاق بأن يوصف بأن يكون من أولي الألباب وأصحاب النهى وأولو الفضل .
وأما القلب المريض فهو الذي اعتراه مرض النفاق فأصبح معلولاً ،وسبب مرضه إما شبهة أو شهوة ،فالذي ابتلي بشبهة كالمنافق فهو في شك وريب من دينه متردد بين إيمان وكفر ، والذي ابتلي بشهوة فهو الذي يميل لارتكاب المعاصي محب لها ،يثقل عليه الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه .
والقلب القاسي هو الذي لا يلين لذكر الله ومواعظه ،إما لسبب قسوته الأصلية أو لعقيدة فاسدة استقرت فيه فتصبح حائلاً بينه وبين الانقياد للحق . وقد يجتمع النوعان في القلب ، وأما الران والأغطية والأكنة التي على القلوب فهي بسبب ذنوب العبد وكسبه ، فالعبد المسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب استحق أن يغطى قلبه ويغلف فلا تصل إليه الهداية ،والعبد إذا أعرض عن الموعظة أعرض الله عنه ،ولو أنه أقبل على ربه لتاب الله عليه، فالمؤمن إن أذنب واستغفر تاب الله عليه وأزال عنه الغفلة بحسب صدقه في توبته ،



السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ذكر الشيخ رحمه الله ثلاثة أقسام للناس في مواقفهم من الدعوة :
1- المؤمن المحب لله وللرسول ،المقبل على ربه ،فهذا يحتاج إلى العلم كي يعبد ربه على بصيرة .
2-الغافل عن الله ، اللاهي بزخارف الدنيا ،فهذا يحتاج إلى علم وترغيب وترهيب ،لأن العلم لا يعطى لقلب غافل لاه ، فبالترغيب والترهيب تزول الغفلة وينتبه العبد اللاهي للمراد منه ،فمتى مازالت الغفلة وأدرك العبد حقيقة الدنيا وما يريده الله حصل له الانتفاع بالعلم .
3-المعرض عن الله أو المكابر المعاند ، فهؤلاء يدعون بالحجة والمجادلة بالتي هي أحسن




السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة الظاهرة والباطنة ،أما الإيمان
هو التصديق بالله وبما أمر به والعمل بطاعة الله ،وقد سميت كثير من الشرائع إيماناً .

والإيمان إذا أطلق دخل فيه الإسلام ،وإذا اجتمعا اختلفت دلالتهما، فدل الإيمان على تصديق القلب ودل الإسلام بعبادة الله ظاهراً وباطناً

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح في القرآن يحمد أو يذم بما تعلق به ،فإن تعلق بطاعة الله فهو فرح محمود بل مأمور به كقوله تعالى :( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ). ،أو ثوابه في الآخرة كقوله تعالى :( فرحين بما آتاهم الله ) ، أو بشارة كقوله تعالى ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) .
والفرح المذموم هو فرح أهل الباطل بذنوبهم وملذاتهم ،قال تعالى :( إنه لفرح فخور ) .
3. التوبة والاستغفار
التوبة والاستغفار تكون لطلب الصفح والمغفرة من الله بوجه عام، وتكون التوبة صادقة إذا صاحبها : الندم على مافات ، والعزم على ترك الذنب ،والمبادرة بعمل ما يحبه الله ويرضاه ، والاستغفار هو طلب الغفران من الله الغفور ، فإن كانت معه توبة فذاك استغفار كامل يرجى أن يغفر الله له ،وإن لم تصاحبه توبة فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة .

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان ، هداية دلالة وإرشاد وهي وظيفة الرسل ومن اهتدى بهديهم ، وهداية توفيق وهي بيد الله وحده قال تعالى :( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح له فائدتان : 1- نفي النقص 2- إثبات ضده من صفات الكمال، وفي القرآن نفى الله عن نفسه صفات النقص كقوله تعالى :( ليس كمثله شيء) وأثبت صفات الكمال ،و منها أن الله عز وجل نزه نفسه عن الشريك والولد وأثبت تفرده سبحانه ، ونزه نفسه عن الظلم وأثبت عدله ، ونفى عن نفسه النعاس والنوم قال تعالى :( لا تأخذه سنة ولا نوم ) للدلالة على قيوميته ، ونفى العبث وأثبت للحكمة سبحانه وتعالى . وكذلك وصف القرآن بأن الريب منتف عنه والشك قال تعالى :( ذلك الكتاب لاريب فيه ) بل هو محكم وفيه الحكم والأحكام الربانية النافعة للخلق ، ووصف نبيه أيضاً بالكمال بنفي الضلال والغواية عنه ،قال تعالى :( ماضل صاحبكم وماغوى ) ، وفي المقابل فإن نفي صفات الكمال يدل على إثبات صفات النقص ، كنفي العقل والسمع والاستجابة والنصر عن الآلهة التي تعبد من دون الله للدلالة على نقصها وأنها غير مستحقة للعبادة .

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

قال تعالى :{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227] التعقيب بإسم الله الغفور واسم الله الرحيم بعد ذكر الفيئة يدل على أن الله يحث عليه ويحبه ،وذكر اسم الله السميع واسم الله العليم بعد العزم على الطلاق يدل على أنه سيكون هناك حساب وجزاء بسبب الإيلاء .

وقال تعالى :{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
ختم الآية بالغفور والرحيم يدل على أن الله يحب توبة العاصي المذنب ويرفع عنه حكماً مارفع إلا بسبب توبته .

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

أمر الله رسله باللين في بعض المواضع مثل قوله تعالى : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
وهو مقام الابتداء بالدعوة ترغيباً وتحبيباً ، وأما الأمر بالغلظة والشدة كقوله تعالى:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
هنا الكفار والمنافقين أظهروا العداء والحرب على الرسول صلى الله عليه وسلم فأمره الله بقتالهم والغلظة معهم بعدما استنفذ كل طرق الدعوة بالحسنى ،فمع الأمر بالجهاد تأتي الغلظة ومع الأمر بالدعوة لله يأتي اللين .

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
المواضع في يوم القيامة فيها تباين فهناك آيات تدل على أن لا أحد يتكلم كقوله تعالى :( وخشعت الأصوات للرحمن ) وآيات تدل على استنطاق المشركين واعتذارهم يوم لا ينفع ندم ولا عذر كقوله تعالى :( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ،قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) ،والأمر كله يتبع أمر الله وإذنه ومشيئته ،فهناك مواضع يأذن المولى عز وجل بالكلام ،ومواضع لا يأذن الله فيها ،قال تعالى :( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً )

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

الآية خطاب من الله للمؤمنين وفيها أربع أوامر ،أمر في حق الله ورسوله ثم أمران في حق النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم أمر في حق الله وحده سبحانه ، فالأمر الأول هو الإيمان بالله وبرسوله بتصديق ماأمر الله به من لوازم الإيمان وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وطاعة الله رسوله ،ثم الأمر بتعظيم حق النبي صلى الله عليه وسلم بالإجلال والاحترام والتقدير ،وختمت الآية بالأمر بتسبيح الله وتنزيهه صباحاً ومساءً.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 شوال 1440هـ/8-06-2019م, 10:01 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحمدان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
جاء في القرآن عدة أوصاف للقلوب :
1/فمنها القلب السليم ، قال تعالى :( وجاء بقلب سليم )
2/القلب المريض ،قال تعالى :( في قلوبهم مرض)
3/ القلب القاسي ،قال تعالى :( ثم قست قلوبكم )
القلب السليم هو الذي سلم من الأمراض من شبهات أو شهوات ،صحيح العقيدة موفق صاحبه للعمل والقول الصواب الموافق لأوامر الله ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم ،مبادر ومسارع للخير ،فنال بذلك الاستحقاق بأن يوصف بأن يكون من أولي الألباب وأصحاب النهى وأولو الفضل .
وأما القلب المريض فهو الذي اعتراه مرض النفاق فأصبح معلولاً ،وسبب مرضه إما شبهة أو شهوة ،فالذي ابتلي بشبهة كالمنافق فهو في شك وريب من دينه متردد بين إيمان وكفر ، والذي ابتلي بشهوة فهو الذي يميل لارتكاب المعاصي محب لها ،يثقل عليه الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه .
والقلب القاسي هو الذي لا يلين لذكر الله ومواعظه ،إما لسبب قسوته الأصلية أو لعقيدة فاسدة استقرت فيه فتصبح حائلاً بينه وبين الانقياد للحق . وقد يجتمع النوعان في القلب ، وأما الران والأغطية والأكنة التي على القلوب فهي بسبب ذنوب العبد وكسبه ، فالعبد المسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب استحق أن يغطى قلبه ويغلف فلا تصل إليه الهداية ،والعبد إذا أعرض عن الموعظة أعرض الله عنه ،ولو أنه أقبل على ربه لتاب الله عليه، فالمؤمن إن أذنب واستغفر تاب الله عليه وأزال عنه الغفلة بحسب صدقه في توبته ،



السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ذكر الشيخ رحمه الله ثلاثة أقسام للناس في مواقفهم من الدعوة :
1- المؤمن المحب لله وللرسول ،المقبل على ربه ،فهذا يحتاج إلى العلم كي يعبد ربه على بصيرة .
2-الغافل عن الله ، اللاهي بزخارف الدنيا ،فهذا يحتاج إلى علم وترغيب وترهيب ،لأن العلم لا يعطى لقلب غافل لاه ، فبالترغيب والترهيب تزول الغفلة وينتبه العبد اللاهي للمراد منه ،فمتى مازالت الغفلة وأدرك العبد حقيقة الدنيا وما يريده الله حصل له الانتفاع بالعلم .
3-المعرض عن الله أو المكابر المعاند ، فهؤلاء يدعون بالحجة والمجادلة بالتي هي أحسن




السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
الإسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة الظاهرة والباطنة ،أما الإيمان
هو التصديق بالله وبما أمر به والعمل بطاعة الله ،وقد سميت كثير من الشرائع إيماناً .

والإيمان إذا أطلق دخل فيه الإسلام ،وإذا اجتمعا اختلفت دلالتهما، فدل الإيمان على تصديق القلب ودل الإسلام بعبادة الله ظاهراً وباطناً

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح في القرآن يحمد أو يذم بما تعلق به ،فإن تعلق بطاعة الله فهو فرح محمود بل مأمور به كقوله تعالى :( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ). ،أو ثوابه في الآخرة كقوله تعالى :( فرحين بما آتاهم الله ) ، أو بشارة كقوله تعالى ( ويومئذ يفرح المؤمنون ) .
والفرح المذموم هو فرح أهل الباطل بذنوبهم وملذاتهم ،قال تعالى :( إنه لفرح فخور ) .
3. التوبة والاستغفار
التوبة والاستغفار تكون لطلب الصفح والمغفرة من الله بوجه عام، وتكون التوبة صادقة إذا صاحبها : الندم على مافات ، والعزم على ترك الذنب ،والمبادرة بعمل ما يحبه الله ويرضاه ، والاستغفار هو طلب الغفران من الله الغفور ، فإن كانت معه توبة فذاك استغفار كامل يرجى أن يغفر الله له ،وإن لم تصاحبه توبة فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة .

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان ، هداية دلالة وإرشاد وهي وظيفة الرسل ومن اهتدى بهديهم ، وهداية توفيق وهي بيد الله وحده قال تعالى :( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
النفي في مقام المدح له فائدتان : 1- نفي النقص 2- إثبات ضده من صفات الكمال، وفي القرآن نفى الله عن نفسه صفات النقص كقوله تعالى :( ليس كمثله شيء) وأثبت صفات الكمال ،و منها أن الله عز وجل نزه نفسه عن الشريك والولد وأثبت تفرده سبحانه ، ونزه نفسه عن الظلم وأثبت عدله ، ونفى عن نفسه النعاس والنوم قال تعالى :( لا تأخذه سنة ولا نوم ) للدلالة على قيوميته ، ونفى العبث وأثبت للحكمة سبحانه وتعالى . وكذلك وصف القرآن بأن الريب منتف عنه والشك قال تعالى :( ذلك الكتاب لاريب فيه ) بل هو محكم وفيه الحكم والأحكام الربانية النافعة للخلق ، ووصف نبيه أيضاً بالكمال بنفي الضلال والغواية عنه ،قال تعالى :( ماضل صاحبكم وماغوى ) ، وفي المقابل فإن نفي صفات الكمال يدل على إثبات صفات النقص ، كنفي العقل والسمع والاستجابة والنصر عن الآلهة التي تعبد من دون الله للدلالة على نقصها وأنها غير مستحقة للعبادة .

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

قال تعالى :{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226 - 227] التعقيب بإسم الله الغفور واسم الله الرحيم بعد ذكر الفيئة يدل على أن الله يحث عليه ويحبه ،وذكر اسم الله السميع واسم الله العليم بعد العزم على الطلاق يدل على أنه سيكون هناك حساب وجزاء بسبب الإيلاء .

وقال تعالى :{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 34]
ختم الآية بالغفور والرحيم يدل على أن الله يحب توبة العاصي المذنب ويرفع عنه حكماً مارفع إلا بسبب توبته .

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

أمر الله رسله باللين في بعض المواضع مثل قوله تعالى : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
وهو مقام الابتداء بالدعوة ترغيباً وتحبيباً ، وأما الأمر بالغلظة والشدة كقوله تعالى:
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9]
هنا الكفار والمنافقين أظهروا العداء والحرب على الرسول صلى الله عليه وسلم فأمره الله بقتالهم والغلظة معهم بعدما استنفذ كل طرق الدعوة بالحسنى ،فمع الأمر بالجهاد تأتي الغلظة ومع الأمر بالدعوة لله يأتي اللين .

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
المواضع في يوم القيامة فيها تباين فهناك آيات تدل على أن لا أحد يتكلم كقوله تعالى :( وخشعت الأصوات للرحمن ) وآيات تدل على استنطاق المشركين واعتذارهم يوم لا ينفع ندم ولا عذر كقوله تعالى :( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ،قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) ،والأمر كله يتبع أمر الله وإذنه ومشيئته ،فهناك مواضع يأذن المولى عز وجل بالكلام ،ومواضع لا يأذن الله فيها ،قال تعالى :( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً )

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}

الآية خطاب من الله للمؤمنين وفيها أربع أوامر ،أمر في حق الله ورسوله ثم أمران في حق النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم أمر في حق الله وحده سبحانه ، فالأمر الأول هو الإيمان بالله وبرسوله بتصديق ماأمر الله به من لوازم الإيمان وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وطاعة الله رسوله ،ثم الأمر بتعظيم حق النبي صلى الله عليه وسلم بالإجلال والاحترام والتقدير ،وختمت الآية بالأمر بتسبيح الله وتنزيهه صباحاً ومساءً.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه

التقويم: أ
الخصم للتأخير، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir