التطبيق الأول
تلخيص شرح حديث أبي سعيد الخدري:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده,فإن لم يستطع فبلسانه,فإن لم يستطع فبقلبه,وذلك أضعف الايمان).رواه مسلم
من شرح فضيلى الشيخ ناظم سلطان المسباح:منزلة الحديث:هذا الحديث عظيم الشأن لأنه نص على وجوب إنكار المنكر,قال تعالى:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.فينبغي لطالب الآخرة ,الساعي في تحصيل رضى الله عز وجل,أن يعتني بهذا الباب,فإن نفعه عظيم.
*من كتاب جامع العلوم و الحكم للحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي:هذا الحديث خرجه مسلم من رواية قيس بن مسلم,عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد.وعنده في حديث طارق قال:"أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان,فقام إليه رجل فقال:"الصلاة قبل الخطبة,فقال:"قد ترك ما هنالك,فقال أبو سعيد:أما هذا ,فقد قضى ما عليه,ثم روى هذا الحديث.
*شرح الحديث من كتاب معالي الشيخ صالح بن عبد العزيزبن محمد آل الشيخ.
"المنكر"اسم لما عرف في الشريعة قبحه والنهي عنه.فلا يكون منكرا حتى يكون محرما في الشريعة.وهنا قال:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده".والفعل"رأى"هو الذي تعلم به الحكم.وهو وجوب الإنكار.أي رأى بعينه.فإذا علم المنكرفإنه هنا لا يدخل في الإنكار.وإنما يدخل في النصيحة.لأن الإنكار علق بالرؤية في هذا الحديث.وينزل _كما قال العلماء_السماع المحقق فقط منزلة الرؤية.
"فليغيره"فليغير المنكر باليد وما يقوم مقامها.إذا كان قادرا عليه باليد.وأما إذا كان لا يقدر عليه فلا يجب "التغيير"اسم يشمل الإزالة.ويشمل الإنكار باللسان.يعني:أن نقول هذا حرام.وهذا لا يجوز.ويشمل أيضا الاعتقاد.أن هذا منكر.كأن يرى ابنه يشرب الخمر مثلا.
"فإن لم يستطع"التغيير بيده"فبلسانه"ويمكن أن لا يزول المنكر بإنكاره باللسان.وإن لم تستطع فبقلبك.ولا تعذر بالتخلف عنه.والبراءة من الفعل يعني :بعدم الرضا به.وهذا يعني أن الراضي بالشيء كفاعله.قال تعالى:{فلا تقعدوا معهم إنكم إذا مثلهم}.فمن جلس في مكان يستهزأ فيه بآيات الله وهو جالس لا يفارق ذلك المكان فهو في حكم الفاعل من جهة رضاه بذلك.هذا الحديث يدخل في بحثه الإنكار على الولاة والإنكار على عامة الناس.
مسألة:قاعدة الإنكار مبنية على قاعدة أخرى ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم:وهي أنه لا يجوز إنكار منكر حتى يتيقن أنه لن ينتقل المنكر عليه إلى منكر أشد منه.قال شيخ الإسلام:"ومن أنكر ظانا أنه ينتقل إلى منكرا أشد منه فإنه يأثم حتى يتيقن أن إنكاره سينقل المنكر عليه إلى ما هو أفضل ".
الإنكار يكون بأحوال:1:أن ينتقل المنكر عليه إلى ما هو أنكر منه.فهذا حرام بالإجماع.
2:أن ينتقل إلى ما هو خير ودين.فهذا هو الذي يجب معه الإنكار.
3:أن ينتقل منه إلى منكر يساويه.فهذا محل اجتهاد.
4:أن ينتقل منه إلى منكر آخر.
*مسألة:خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:بذلك تشيع الفاحشة وتعم الرذيلة,وتسلط الفجار على الأخيار.ويصبح الحق باطلا,والباطل حقا.وبذلك تعرض الأمة نفسها إلى:
1.الطرد من رحمة الله.
2.الهلاك في الدنيا.
3.عدم استجابة الدعاء.عن حذيفة رضي الله عنه,عن النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده,لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ,أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده,ثم لتدعن فلا يستجيب لكم".
*فوائد من الحديث:
1_يدل الحديث أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرمن خصال الايمان.
2_من قدر على خصلة من خصاله وقام بها كان خيرا ممن تركها عجزا وإن كان معذورا في ذلك.
3_من خاف على نفسه الضرب أو القتل,أو خاف على ماله الضياع ,سقط عنه التغيير باليد واللسان.
4_كما فيه أن الصلاة قبل الخطبة يوم العيد,وهذا ما عليه سلف الأمة.
5_في الحديث دلالة على جهاد الحكام باليد,مثل ما فعل أبو سعيد رضي الله عنه,مثل أن يريق خمورهم ,وكسر آلات اللهو التي لهم.
تم بحمد الله