المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
بعد أن جاء الأمر من الله للنبي صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في مكة، لمز سفهاء القوم، وخفاف العقول من اليهود والعرب وغيرهم بالمؤمنين، متسائلين عن سبب عدول المسلمين عن قبلتهم الأولى في بيت المقدس إلى مكة حيث البيت الحرام، يريدون بذلك فتنتهم والاستهزاء بهم. فبيّن تعالى لهم بأن المشرق والمغرب وما بينهما هي ملك لله، فالعبرة ليس بالقبلة ذاتها، ولكنه باتباع أمر الله وطاعته، فحينما يأمر المسلمين بالتوجه لبيت المقدس يطيعونه، وحين يأمرهم بالتوجه للكعبة يأتمرون بأوامره جل وعلا، فالله هو المتصرف في الكون خلقا وشرعا، وهو من بيده هداية القوم من إضلالهم على حسب ما قام في قلوبهم، واستحقاقهم للهداية من عدمها. فقد نالت هذه الأمة كل الشرف باستقبالها قبلة إبراهيم عليه السلام، فاستحقت أن تكون الأمة الوسط العدل، متوسطة بين إفراط وغلو اليهود، وتفريط وافتراءات النصارى. تدين لها كل الأمم بالفضل، فيكونوا الشهداء على الأمم السابقة بأن أنبياءهم قد بلغوا رسالة ربهم، ونصحوا لأممهم، بعد أن كذبهم أقوامهم.
ويأت الأمر بتحويل القبلة اختبارا للمؤمنين وامتحانا لهم: هل سيتبعون الأمر وينقادوا ويستسلموا لله، أم سينقلب من ينقلب على عقبيه؟ وإنها ليسيرة على المخلصين الذين أيقنوا بتصديق الرسول، المؤمنون بأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهم الذين هدى الله وثبتهم فلم يترددوا ولم يرتابوا، فهؤلاء لن يضيع الله أجور تصديقهم ولا صلاتهم التي صلوها قبل الأمر بتحويل القبلة سواء كانوا أحياء أمواتا. وما ذلك إلا رأفة من الله تعالى ورحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجول بنظره إلى السماء طمعا بأن تتحول القبلة إلى الكعبة، حيث قبلة الأنبياء جميعهم ومنهم إبراهيم عليهم السلام جميعا، فأعطاه الله بُغيته، فأمره والمؤمنون من بعده أن يتوجهوا في صلاتهم إلى الكعبة البيت الحرام في مكة أينما تواجدوا، ففعل النبي وامتثل المؤمنون رضوان الله عليهم. أما أهل الكتاب من يهود ونصارى، فمهما جاءتهم من الآيات التي يعرفون بها صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة ما أمره ربه به من تحويل للقبلة فلن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولو جاءتهم كل آية، فإنهم لن يتركوا أهواءهم.
"وَلِكُلٍّ" أي لكل جماعة وأهل ملة كان لهم "وِجْهَةٌ" أي قبلة، "هُوَ" هم ولوها أنفسهم، أو أن "هُوَ" تعود على لفظ الجلالة الله، أي أن الله جعل لهم قبلة مُوَلِّيهَا" يتوجهون إليها، وكما ذكر ابن عطية: فإن لليهود قبلة: وهي بيت المقدس، وللنصارى قبلة: وهي مشرق الشمس، فمع اختلافهم فيما بينهم، إلا أنهم اتفقوا على مظاهرة النبي صلى الله عليه وسلم وعداوتهم له، فما عليكم أيها المؤمنين إلا أن "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" وأن تبادروا إلى امتثال أوامر الله، فإن لكم بذلك الخير في الدنيا، وحين ترجعون إليه بعد بعثكم، ف "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" فالله قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم فيها، وهذا ل "إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فصفة القدرة تتناسب مع ما ذكر من الإتيان بالخلق جميعا، ومجازاتهم على أعمالهم، ولا يظلم ربك أحدا، وإنما يوفون أجورهم كاملة يوم القيامة.
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
جاء في المراد بالشهادة عدة أقوال عن اهل العلم، يمكن اختصارها إلى أربعة أقوال، هي:
القول الأول: أن تشهد هذه الأمة بصدق الأنبياء بعد أن تكذبهم أقوامهم الآخرة إذا سئلت عمن أرسل إليها فتجحد أنبياءها – هذا لمن جحد في الدنيا منهم – فتشهد أمتنا بصدق الأنبياء، وتشهد على من كذبوهم من أقوامهم بأنهم هم الكاذبون، وهو حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الأدلة والشواهد:
- وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته» قال: «فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}».
قال: «الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم» رواه البخاريّ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طرقٍ عن الأعمش، به .ذكره ابن كثير.
القول الثاني: محتجين على سائر من خالفكم. ذكره الزجاج.
القول الثالث: تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس. قاله مجاهد وذكره ابن عطية.
القول الرابع: يشهد بعضكم على بعض بعد الموت. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الأدلة والشواهد:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: «وجبت» ثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض»، وروي في بعض الطرق أنه قرأ لتكونوا شهداء على النّاس. ذكره ابن عطية.
- وروى الحاكم، في مستدركه وابن مردويه أيضًا، واللّفظ له، من حديث مصعب بن ثابتٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظي، عن جابر بن عبد اللّه، قال: شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جنازةً، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: واللّه -يا رسول اللّه -لنعم المرء كان لقد كان عفيفًا مسلمًا وكان وأثنوا عليه خيرًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنت بما تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت». ثمّ شهد جنازةً في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللّه، بئس المرء كان، إن كان لفظّاً غليظًا، فأثنوا عليه شرًّا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لبعضهم: «أنت بالذي تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت».
قال مصعب بن ثابتٍ: فقال لنا عند ذلك محمّد بن كعب: صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قرأ: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}
ثمّ قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه. ذكره ابن كثير.
- قال ابن مردويه: حدّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى، حدّثنا أبو قلابة الرّقاشيّ، حدّثني أبو الوليد، حدّثنا نافع بن عمر، حدّثني أمّيّة بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّباوة يقول: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم» قالوا: بم يا رسول اللّه؟ قال: «بالثّناء الحسن والثّناء السّيّئ، أنتم شهداء اللّه في الأرض». ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. ورواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمر وشريحٍ، عن نافع عن ابن عمر، به. ذكره ابن كثير.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
ورد فيها عدة أقوال، يمكن اختصارها إلى أربعةرأقوال، هي:
القول الأول: أن المراد بالناس عام.
والمعنى: أن الله قد عرّفكم أمر الاحتجاج في القبلة، لئلا يكون للناس عموما على الله حجة في قوله تعالى: "ولكل وجهة هو موليها" لئلا يكون لأحد عليكم حجة إلا امن ظلم باحتجاجه فيما وضح له، وهو كقولك: ما لك علي من حجة ولكنك تظلمني، فسمى ظلمه حجة مع أنها مبطلة.
اختاره الزجاج وابن عطية.
القول الثاني: أن المراد بالناس هم عموم اليهود والعرب وغيرهم، فيكون الاستثناء متصل. ذكره ابن عطية.
والمعنى: أني قد عرفتكم وجه الصواب في قبلتكم والحجة في ذلك، وليس لأحد حجة عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا من اليهود وكل من استهزأ في نازلة تحويل القبلة واتهم محمدا في تحيره في دينه، فسمى تعالى كلامهم حجة وحكم بفسادها حين كانت من ظلمة.
القول الثالث: أن المراد بالناس هم اليهود فقط، فيكون الاستثناء منقطع، والمستثنى هم كفار العرب وكل من تكلم في نازلة تحويل القبلة من غير اليهود. ضعفه ابن عطية بقرينة "منهم" التي في الآية.
والمعنى: أني قد عرفتكم وجه الصواب في قبلتكم والحجة في ذلك، لكن الذين ظلموا وهم كفار العرب الذين استهزءوا بتحول النبي للقبلة بقولهم، عاد لقبلتنا وسيرجع إلى ديننا.
ذكره ابن عطية.
القول الرابع: أن المراد بالناس هم أهل الكتاب، والمستثنى هم مشركي قريش. اختاره ابن كثير.
والمعنى: أن الله عرفكم أيها المؤمنين أمر الاحتجاج في القبلة، لئلا يكون لأهل الكتاب عليكم حجة، فإنّهم يعلمون أن من صفة هذه الأمّة التّوجّه إلى الكعبة، فإذا فقدتم ذلك من صفتكم ربما احتجوا بها عليكم.
وربما تكون حجتهم أنهم سيقولون في انصراف المسلمين للكعبة اشتاق الرجل إلى بيت أبيه أو دين قومه. قاله مجاهد وعطاء والضحاك والربيع بن أنس وقتادة والسدي وغيرهم ورواه عنهم ابن أبي حاتم.
وقد يحتجون بموافقة المسلمين إيّاهم في التّوجّه إلى بيت المقدس.
إلا الذين ظلموا منهم وهم مشركي قريش بحجتهم الداحضة بقولهم: إن كان محمدا يزعم أنه على ملة إبراهيم وتوجه إلى بيت المقدس، فلم تراجع عنها؟ ذكره ابن كثير.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
القول الأول: تأكيدا من الله تعالى، وذلك لأن موقع التحويل كان صعبا في نفوسهم جدا، فأكد الأمر ليرى الناس التهمم به فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه، فلأنه أول ناسخ وقع في الإسلام. ذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني: ليس في الأمر تكرار، بل هو منزل على أحوال:
- فالأول: لمن هو مشاهد الكعبة.
- والثاني: لمن هو في مكة ولكنه غائبا عنها.
- والثالث: لمن هو في بقية البلدان.
وجهه فخر الدين الرازي، وذكره ابن كثير.
وقد رجحه القرطبي ولكنه اختلف في التقسيم:
- أن الأول لمن هو في مكة.
- الثاني لمن هو في بقية الأمصار.
- الثالث: لمن خرج في الأسفار.
وذكره ابن كثير.
[color="blue"]القول الثالث: ليس في الأمر تكرار، ولكن كل آية متعلقة بما قبلها وما بعدها من السياق:
[/color]- الأمر الأول: قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها}«إلى قوله»: {وإنّ الّذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون".
ففي هذا المقام إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة التي كان يود التوجه إليها ويرضاها، فذكر هنا أول مرة أن الرسول يرضاها.
- الأمر الثاني: "ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنّه للحقّ من ربّك وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون". فذكر أنّه الحقّ من اللّه وارتقى عن المقام الأوّل، حيث كان موافقًا لرضا الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فبيّن أنّه الحقّ أيضًا من اللّه يحبّه ويرتضيه.
- الأمر الثالث: فيها حكمة قطع حجّة المخالف من اليهود الّذين كانوا يتحجّجون باستقبال الرّسول إلى قبلتهم، وقد كانوا يعلمون بما في كتبهم أنّه سيصرف إلى قبلة إبراهيم، عليه السّلام، إلى الكعبة، وكذلك مشركو العرب انقطعت حجّتهم لمّا صرف الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن قبلة اليهود إلى قبلة إبراهيم التي هي أشرف، وقد كانوا يعظّمون الكعبة وأعجبهم استقبال الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم إليها.
ذكره أيضا ابن كثير.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
سادات الصحابة هم المخلصون الذين أيقنوا بتصديق الرسول، وأن كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه. فهم المؤمنون بأن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، يكلف عباده بما شاء، وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التامة، والحجّة البالغة في جميع ذلك. ولهذا كان من ثبت على تصديق الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم واتّباعه في ذلك، وتوجّه حيث أمره اللّه من غير شكٍّ ولا ريب، من سادات الصّحابة.
فمما يدل على كمال طاعتهم لله ورسوله، وانقيادهم لأوامر الله عزوجل، سرعة امتثالهم لأوامره تعالى، رضي الله عنهم أجمعين:
- ما رواه مسلمٌ من وجهٍ آخر، عن ابن عمر. ورواه التّرمذيّ من حديث سفيان الثّوريّ وعنده: «أنّهم كانوا ركوعًا، فاستداروا كما هم إلى الكعبة، وهم ركوعٌ». وكذا رواه مسلمٌ من حديث حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، مثله. ذكره ابن كثير.
- وقال أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ، حدّثنا زهيرٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه قبلته قبل البيت وأنّه صلّى صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان يصلّي معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد باللّه لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت.
فاستدارتهم في نفس الوقت الذي بلغهم فيه الأمر يرفعهم مكانة على سائر أقوام الأنبياء.
ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
متعلق الاستعانة هو: الإيمان الذي نادى الله عباده به في الآية، فالمؤمن هو بين شكر وصبر، فهو مأجور عند شكره لنعم الله، وكذلك عند صبره على البلاء، كما جاء في الحديث: عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له).