المجموعة الأولى:
س1: ما هي أنواع اختلاف القراءات مع التمثيل ؟
ج: القراءات على نوعين:
النوع الأول: الذي لا يؤثر في المعنى، وتكمن فائدته عند القراء وبعض النحويين في ضبط القراءات.
النوع الثاني: هو الذي له أثر في المعنى، وهو النوع الذي يهتم به أكثر المفسرين، وهو الغالب على كتب التفسير.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما ينبغي أن يحترز منه من يسلك هذا المسلك.
ج: التفسير البياني هو النوع الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته، وهو النوع الذي تحدى الله به العرب بأن يأتوا بمثله أو بآية منه فعجزوا عن ذلك، وميَّز الله به هذا القرآن عن جميع الكتب السابقة، وهو يدل على أمرين جليلين:
- بلوغ الغاية بما لا تطيقه قدرة المخلوقين، قال تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا).
- سعة علم الله تعالى وإحاطته بجميع ألفاظ اللغة ودلالاتها وأوجه استعمالاتها، وهذا ما عبر عنه ابن عطية رحمه الله: (كتاب الله لو نُزِعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد).
كما أن من أعظم فوائد التفسير البياني: أن له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
ومن الأمور التي ينبغي على من أراد أن يكتب في هذا النوع:
- أن لا يتعصب للمعنى البديع الذي رآه بالآية.
- عدم التشنيع على السلف وعلى أقوالهم أو اتهامهم بالجهل بهذا النوع.
- أن يتوخى في تفسيره العقيدة الصحيحة (عقيدة أهل السنة والجماعة).
- أن لا يجزم بقول أو تفسير لا دليل عليه من الكتاب والسنة.
س3: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ج: علم الوقف والابتداء علم جليل عظيم، تتجلى أهميته في أنه يعين على تبيين وتفسير معاني القرآن العظيم ومعرفة مقاصده، والتدبر والغوص في أسراره وكنوزه، وبذلك فإنه يؤثر كذلك على تفسير الآية، كما في قوله تعالى: (فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً)، فإذا وصل القارئ (عليهم) بما بعدها، فإنه أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وإذا وقف على (عليهم) وابتدأ بما بعدها، أفاد تعلق التوقيت بالتيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبدًا عليهم، والتيه مؤقتًا بأربعين سنة.
س4: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
ج: لعلم الصرف ثلاثة فوائد جليلة:
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة، ومثاله قوله تعالى:( من حمأٍ مسنون):
اختلف فيها اللغويين والمفسرين إلى عدة أقوال:
- الأول: المنتن، ورده ابن عطية لكونه يخالف قواعد التصريف.
- الثاني: محكوك، أي محكم العمل أملس السطح، فيكون من معنى المُسن والسنان، قاله ابن عطية.
- الثالث: مصبوب، بمعنى: (سننت التراب والماء، إذا صببته شيئًا بعد شيء)، قاله ابن عطية.
وهما قولان صحيحان من جهة التصريف.
- الرابع: المصوَّر، قاله الخليل بن أحمد، بمعنى (سن الشيء إذا صوَّره)، وتابعه أبوعبيدة بقوله:( المسنون المصبوب على صورة).
- الخامس: المسنون الرطب، وهو قول ابن جرير، وتخريج هذا القول: أن يكون بمعنى:( سُنَّ عليه الماء).
- السادس: المسنون المتغير، وهو قول ابن جرير عن قتادة، وقال الفراء في تخريج هذا القول: أنه تفسير بلازم المعنى لا بدلالته اللفظية، وهو القول الأقرب إلى الصواب في تخريج هذا القول.
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف، ومثال ذلك قوله تعالى:( وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلًا)، ففيه ثلاثة أقوال:
- القول الأول: قُبُلًا، أي معاينة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وتخريج هذا القول: أنه بمعنى المقابِل، لقيته قبلا أي: مواجهة، ويرجح هذا القول قراءة من قرأ: (قِبَلًا).
- القول الثاني: أي: أفواجًا، رواه ابن جرير عن مجاهد، وتخريجه: أنه بجمع قبيل، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد.
- القول الثالث: بمعنى كفيل، وهو اختيار الفراء، ومنه قوله تعالى: (أو تأتي بالله والملائكة قبيلًا)، أي: كفلاء وضمناء.
3- يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، كما جاء في قوله تعالى: (عم يتساءلون)، فإنه قد جاء فيها ثلاثة أقوال للعلماء:
أ- يسأل بعضهم بعضًا، وهو قول الجمهور.
ب- يتحدثون، وهو قول الرازي وبعض المفسرين.
ج- أي أن المشركين يتساءلون والمؤمنين، قاله الزمخشري، واختاره أبو السعود، إلا أن هذا القول يخالف قواعد التصريف.
س5: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
ينقسم الاشتقاق في التفسير إلى نوعين رئيسيين:
النوع الأول: ما لا أثر له في المعنى، كالاشتقاق في في لفظ (مدينة)، في قوله تعالى: (وابعث في المدائن حاشرين).
النوع الآخر: ما له أثر في المعنى، ويفيد في بيان معنى اللفظ، وترجيح بعض الأقوال على بعض، كما في قوله تعالى: (واهجرني مَلِيًا).
وأنواعه عند اللغويين نوعان:
1- الاشتقاق الصغير: ومو كاشتقاق المُسحَّر من السحر، واشتقاق (مرداس) من (الردس).
2- الاشتقاق الكبير: وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في (فسر)، و(سفر)، وسماه ابن تيمية الاشتقاق الأوسط وعرفه: (اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
3- الاشتقاق الأكبر: ويسميه بعضهم: (الكُبار)، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها، وقد يكون هذا الحرف في أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها
مثال: (همز، لمز، غمز، جمز، رمز)، وكلها تدل على حركة وخفة.
4- الاشتقاق الكُبّار: وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارًا، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول: (بسم الله).