دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1443هـ/2-01-2022م, 09:03 AM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة بيانيّة في قوله تعالى: ﴿قُل أَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ﴾

الحمدلله الذي أنزل القرآن وخالق الإنسان ومعلمّه البيان وهاديه لسبيل التقى والإحسان.
أما بعد:
فإن القرآن معجزة الله عزوجل في خلقه من أمة محمد فقد تحدّى به وأعجز مشركي قريش على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله أو بسورة واحدة أو بآية وفشلوا وخابوا فمن ذا يحاكي البيان الإلهي؟ هيهات أن يأتوا بكلمة منه!
وعلى أن قريش في الزمن الجاهلي بلغوا أعلى المراتب في الفصاحة والبيان وحسن الإيضاح وبلاغة الألفاظ وبراعة المعاني وما وصل إلينا من بديع القصائد الشعرية كالمعلقات وغيرها إلا أنهم ورغم ذلك استعصى عليهم أن يأتوا بمثل آيات القرآن.. فإن كان البلغاء وفصحاء الناس لم يستطيعوا ذلك فما يدل هذا إلا على أنه من عند ربٍ حكيم عليم ليس بكلام البشر، كما قال الوليد بن المغيرة عند سماعه: "والله لقد سمعت منه كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر."
فهذا أحد أبناء قريش يصدح ببلاغته وبراعته وأنه ليس من كلام البشر ولا الجن، فالحمدلله الذي أنزل القرآن وعلّم البيان، وهذا في أهمية الجانب البياني في القرآن، وهنا أذكر رسالة بيانية من قوله تعالى: ﴿قُل أَعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ﴾.

سبب النزول:
قال ابن عباس، وعائشة -رضي الله عنهما-: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله ﷺ فدبت إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي ﷺ وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وتولى ذلك لبيد بن الأعصم، رجل من يهود، فنزلت السورتان فيه.


توجه الخطاب في الآية:
يتوجه الخطاب للنبي محمد ﷺ فالله تعالى يخاطب نبيّه ﷺ: قل يا محمد أستجير وألجأ برب الفلق.
وكما أن الخطاب متوجه للنبي ﷺ إلا أن أمته تدخل تبعًا له في الخطاب؛ لعدم وجود دليل التخصيص بالنبي ﷺ، ولأن النبي ﷺ أمر بعض أصحابه بالتعوذ بهذه السورة.

معنى العوذ:
العوذ هو: أصل صحيح يدل على معنى واحد وهو الالتجاء إلى الشيء، ذكره ابن فارس.
والعوذ يكون فيه التجاء الخائف إلى شيء يقيه مما أخافه، كما يقال: عاذ فلان بفلان، فهو لجوء الخائف لمن يحميه ويقيه.
ولا أعظم من الاستعاذة بالله عزوجل، فالإنسان يخاف من أي شيء ثم يلجأ لربه ليقيه ويحميه مما يخافه ويدفع عنه الشر.

تعليق الاستعاذة بالرب جل وعلا وإضافته للفلق:
فيه فوائد وفرائد بلاغية، منها:
- خروج النور بعد الظلمة فيه إشارة إلى السعة بعد الضيق، وأن الله عزوجل سينجي العائذ به ويحميه مما أخافه.
- فيه مزيد تذكير للعائذ بلزوم قرع باب الالتجاء لله عزوجل.
- فيه تقوية لرجاء العائذ بذكر بعض نظائره.
- القادر على إزالة الظلام وإخراج الصبح قادر على إزالة ما يخافه العائذ.
ذكرها أبو السعود في تفسيره.

معنى الفلق:
معنى الفلق لغةً هو: الشق، فيقال: فلقه يفلقه فلقاً، ومنه قوله تعالى (فالق الحب والنوى) أي: خالقه أو شاقه بإخراج الورق الأخضر منه.
وكذلك قوله تعالى (فالق الإصباح) أي: شاق الصبح ومخرجه.
الفَلَق والفرَق:
يأتيان بمعنى واحد وهو الصبح، لأنه يُفلق عنه الليل ويُفرَق
والفَلَق: يراد به أيضًا الصبح، وفيه تشبيه بكون الليل شبه الشيء المغلق فينفلق عنه الصبح ويخرج، وفيه أيضًا استعارة لظهور الصبح بعد ظلمة الليل، ذكره ابن عاشور.
وورد عن بعض المفسرين بأن المراد بالفلق: هو جب في جهنم أعاذنا الله منها.
وورد عن بعضهم: كل ما فلقه الله عن غيره، كالليل عن الصبح، والحب والنوى عن النبت، والأرض عن النبات، والجبال عن العون، والأرحام عن الأولاد، والسحاب عن المطر.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir