قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)} [ سورة لقمان]
المراد بلهو الحديث
ورد في المراد بلهو الحديث عدة أقوال :
القول الأول : الغناء و نحوه و هو قول ابن عباس و ابن مسعود و مجاهد و عطاء و عكرمة .
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير بعدة طرق منها من طريق عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، و من طريق ابن أبي ليلى، من الحكم، من مقسمٍ، و من طريق ليثٍ،عن الحكم، و من طريق محمّد بن سعدٍ و أبائه .
-أما قول ابن مسعود فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ و ابن جرير و الحاكم من طريق سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الصّهباء البكريّ و رواه أيضا الثعلبي من طريق أبي الصهباء البكري .
- اما قول مجاهد فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ من طريق من ابن أبي نجيح،، و الفراء رواه من طريق حبان عن ليث ،و عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ رواه من طريق عبدالكريم البصري ، و سفيان الثوري رواه من طريق حبيب بن أبي ثابتٍ و من طريق عبد الكريم ، و مسلم بن خالد الزنجي رواه من طريق من ابن أبي نجيحٍ ، و ابن جرير رواه من طريق شعبة، عن الحكم، و من طريق سفيان، عن حبيبٍ.
- أما قول عطاء رواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد ، و قاله عطاء الخرساني في تفسيره من طريق يونس بن يزيد.
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق من إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن شعيب بن يسارٍ و من طريق أسامة بن زيد.
القول الثاني: الشرك و هو قول الضحاك
-أما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبا معاذٍ من عبيدٌ.
القول الثالث : باطل الحديث و هو قول عطاء
-أما قول عطاء فرواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد.
القول الرابع الطبل و هو قول مجاهد
-أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
الدراسة
فالقول الأول الغناء مبني على سبب نزول الاية و هي نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية كما ذكر في حديث ابن عباس في معنى باطل الحديث و قال هو الغناء رواه، و لان الغناء لهو يلهي عن ذكر اللّه، و هو ممّا نهى اللّه و رسوله عن استماعه .
القول الثاني الشرك فهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن. و كقوله {وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا كأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرًا} المقصود أهل الكفر الذين اشركوا بالله .
القول الثالث الباطل مبنى على ما جاء في المراد بيشتري جاء في أحد الأقوال هو استحبابه من غير أن ينفق فيه مالا ، وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.و من المعلوم بأن كل حديث باطل يضل عن سبيل الله .
القول الرابع الطبل مبني على أنها من ألات التي تلهي عن الطاعة و تنبت النفاق قي القلب و يستبدل سماع القرآن و الإنتفاع به بها .
الراجح
القول الراجح هو القول الثالث و هو الباطل لأنها تدل على العموم و كل من الغناء و الشرك و الطبل تعتبر من الباطل الذي لافائدة فيه و أنه مما حرمه الله و رسوله على عباده و مما يضلهم عن سبيل الله . و كما ذكر ابن جرير في تفسيره : والصّواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل اللّه، ممّا نهى اللّه عن استماعه أو رسوله، لأنّ اللّه تعالى عمّ بقوله {لهو الحديث} ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، فذلك على عمومه، حتّى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشّرك من ذلك.