دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 04:39 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق الثامن (المثال الثاني) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 02:26 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

معنى (حفدة):

الأقوال في معنى (وحفدة):

القول الأول:
إن الحفدة الأختان بلغة سعد العشيرة, قاله أبو عبيد في لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم.
وهذا القول فيه توجيه لقول من فسر الحفدة بالأختان والأصهار.

القول الثاني:
إن معنى "الحفد" هو العمل والخدمة, وهو قول النحاس, وذكره ابن كثير ونسبه لابن جرير, وذكره القرطبي وابن منظور ونسبوه إلى أبو عبيد.
قال النحاس: وأصل الحفدة في اللغة الخدمة والعمل يقال حفد يحفد حفدا وحفودا وحفدانا إذا خدم وعمل, ومنه: (وإليك نسعى ونحفد), ومنه قول الشاعر:
حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكـفـهـن أزمـــة الأجـمــال
وقول من قال هم الخدم حسن على هذا إلا إنه يكون منقطعا مما قبله عند أبي عبيد وينوي به التقديم والتأخير كأنه قال وجعل لكم حفدة أي خدما وجعل لكم من أزواجكم بنين.
قال أبو عبيد : أصل الحفد الخدمة والعمل ; وقيل : معنى وإليك نسعى ونحفد نعمل لله بطاعته . ذكره القرطبي وابن منظور.

القول الثالث:
الحفد: خفّة الرجل العمل، يقال: مرّ البعير يحفد حفدانًا: إذا مرّ يسرع في سيره ومنه، قولهم: " إليك نسعى ونحفد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
قال ابن قتيبة: وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي.
قال الفراهيدي: والحفدان: فوق المشي كالخبب.
قال أحمد بن فارس القزويني: (حَفَدَ) الْحَاءُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، وَالتَّجَمُّعِ.
وهو قول الفراهيدي, وابن قتيبة و الطبري, والزجاج, والقزويني, والثعلبي, ومكي, والماوردي, والزمخشري, وابن الجوزي, والقرطبي, وابن منظور, والسمين الحلبي.
قال ابن فارس القزويني: وَيُقَالُ فِي بَابِ السُّرْعَةِ وَالْخِفَّةِ سَيْفٌ مُحْتَفِدٌ، أَيْ سَرِيعُ الْقَطْعِ. وَالْحَفَدَانُ: تَدَارُكُ السَّيْرِ.

وهذا القول هو الصحيح, قال ابن عطية: ولا خلاف أن معنى "الحفد" هو الخدمة والبر والمشي في الطاعة مسرعا.
لذلك تعددت الأقوال في تفسيره وجميعها داخلة تحت معنى الخدمة والإسراع فيها.
فيجمع المعنى بين السرعة والخدمة, كما قال الطبري عن معنى الحفدة: المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها.
وهذا قوله ولم يذكر في تفسيره ما نسبه إليه ابن كثير من قوله: (وهذه الأقوال كلها داخلة في معنى : " الحفد " وهو الخدمة ), بل قال: (والحفدة في كلام العرب: جمع حافدٍ، كما الكذبة: جمع كاذبٍ، والفسقة: جمع فاسقٍ، والحافد في كلامهم: هو المتخفّف في الخدمة والعمل، والحفد: خفّة الرجل العمل).، يقال: مرّ البعير يحفد حفدانًا: إذا مرّ يسرع في سيره ومنه، قولهم: " إليك نسعى ونحفد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك).

وقد قال الثعلبي: قيل: لكل من أسرع في الخدمة والعمل: حفدة، واحدهم حافد، ومنه يقال في دعاء الوتر: إليك نسعى ونحفد، أي نسرع إلى العمل بطاعتك.

وهذا القول لا يعارض القول الثاني ولا ينفك عنه, فالأصل في الخدمة الإسراع في قضاء الحاجات وخفة العمل, وعدم التباطؤ, لذلك قال ابن قتيبة: وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة. وقال الزجاج : وحقيقة هذا الكلام أن الله تعالى جعل من الأزواج بنين ، ومن يعاون على ما يحتاج إليه بسرعة وطاعة .
وهو معنى جامع للإحسان في الخدمة, وليست الخدمة مجردة, لذلك قال ابن عباس في معنى الحفدة: بنوك حين يحفدونك ويرفدونك ويعينونك ويخدمونك .
فهذا من أجل النعم خاصة عند بلوغ الكبر, لذا قال ابن العربي كما نقل ذلك عنه القرطبي في تفسيره: (إذا فرعنا على قول مجاهد وابن عباس ومالك وعلماء اللغة في قولهم إن الحفدة الخدم والأعوان ، فقد خرجت خدمة الولد والزوجة من القرآن بأبدع بيان ).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 09:53 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

اختلف العلماء في المراد بالضريع في قوله تعالى:{ليس لهم طعام إلا من ضريع} على أربعة أقوال:

القول الأول: هو نبات سام ذو شوك لاصق بالأرض تسميه العرب بالشبرق حال خضرته و طراوته، و يسميه أهل الحجاز بالضريع إذا يبس. و هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، و مجاهد، و قتادة، و عكرمة، و أبو الجوزاء، و هو قول الفراء، و ابن المثنى التيمي، و ابن قتيبة، و ابن جرير، و الزجاج، و ابن عزيز السجستاني، و الفارابي، و القرطبي، و ابن جزي.
- و قال القرطبي: على هذا عامة المفسرين... والصحيح ما قاله الجمهور.
- و قال ابن جزي: (و هذا أرجح) أي: أرجح الأقوال.
- ذكر الثعلبي في الكشف و البيان، و ابن الجوزي في زاد المسير أن المفسرين قالوا: فلمّا نزلت هذه الآية قال المشركون: إنّ إبلنا لتسمن على الضريع، فأنزل الله سبحانه: {لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} ويقول: فإنّ الإبل ترعاه ما دام رطبا، فإذا يبس فلا يأكله شيء ورطبه يسمّى شبرقا لا ضريعا.
- قال مكي بن أبي طالب: وعلى هذا القول كثير من أهل اللغة.
- فالضريع قد كان معروفا عند العرب بهذا المعنى، فقد كان مستعملا في أشعارهم كما قال الهذليّ يذكر إبلا وسوء مرعاها:
وحبسن في هزم الضريع فكلّها ... حدباء دامية اليدين حرود
و قال أبو ذويب:
رَعَى الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى إِذَا ذَوَى ... وَعَادَ ضَرِيعًا عَادَ عَنْهُ النَّحَائِصُ

القول الثاني: شجر شوك من نار، و هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، و ابن زيد، و ابن عبد الواحد البغدادي، و السمين الحلبي.
قال ابن زيد: و أما في الدنيا فإن الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرةِ شوك من نار. ذكره ابن الجوزي.

القول الثالث: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه طلبا للخلاص منه لمرارته و نتنه و كراهته، و هو قول ابن زيد، و قد رُوي هذا القول أيضا عن الحسن كما ذكر مكي بن أبي طالب، و رُوي عن ابن كيسان كما ذكر ابن الجوزي، و رُوي عن ابن بحر كما ذكر الماوردي.
قال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه منه، ذكره ابن الجوزي.

القول الرابع: الزقوم، و هو قول سعيد بن جبير.
ذكر ابن عطية: أن الحسن وجماعةٌ من المفسّرين قالوا: هو الزّقّوم؛ لأنّ اللّه تعالى قد أخبر في هذه الآية أنّ الكفّار لا طعام لهم إلاّ من ضريعٍ، وقد أخبر أنّ الزّقّوم طعام الأثيم، فذلك يقتضي أنّ الضّريع هو الزّقّوم.

و قد وردت أقوال أخرى للضريع لا تخلوا من ضعف:
فقيل: هو واد في جهنم، فقال ابن جزي:( وهذا ضعيف لأن ما يجري في الوادي ليس بطعام إنما هو شراب).
و قيل: أنه نبات أخضر منتن ينبت في البحر، و قد قال بهذا القول الخليل ابن أحمد و المرسي و ابن منظور الإفريقي و الفيروز آبادري، غير أن هذا خلاف قول عامة أهل العلم من السلف فمن بعدهم. وهذا ضعيف كما قال ابن جزي.
و قد قيل أيضا: أن الضريع هو الحجارة، و هو قول سعيد بن جبير ولم أجد من فسَّره بهذا التفسير من السلف، كما لم أجده في كتب اللغة، فيكون هذا التفسير مخالفا لما عُرف به الضريع عند العرب. و الله أعلم.

ولا منافاة بين هذه الآية وبين قوله تعالى: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة:36]؛ لأن العذاب ألوان، والمعذبون طبقات، و جهنم دركات، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزء مقسوم، فمنهم: أكلة الغسلين، ومنهم: أكلة الضريع، و منهم أكلة الزقوم، كما ذكر الزمخشري و غيره.

و الراجح أنه لا تعارض بين هذه الأقوال الأربعة، فكلها مما يحتمله اللفظ، إذ يمكن الجمع بينها، فالضريع هو طعام خبيث من نبات تعرفه العرب، وهذا لا يخالِفُ ما وردَ من أنه شوك من نار، فضريع الدنيا ليس كضريع الآخرة، لأن الله تعالى قد دلنا على بعض أصناف العذاب الغائب عنده بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة، و القرآن خاطب العرب بما يعرفون بلغتهم، و هم يعرفون الضريع، ولكن شتان بين الضريع الذي يعرفون مما لا تطيقه البهائم، والضريع الذي يكون في النار، ثم إنهم بعد أكله يتضرعون إلى الله تعالى ليُخَلصهم من أكله لقساوته و خبثه. كما أن هذا الضريع قد يكون هو الزقوم. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 محرم 1440هـ/16-09-2018م, 12:41 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث مسألة إعراب (إن هذان لساحران ).
في هذه المسألة قراءات مختلفة وعلى كل قراءة هناك توجيهات للإعراب.
أولاً قراءة تخفيف إن:
أولا:قراءة تخفيف " إنْ".
هذه القراءة إشكالها قليل من جهة الإعراب ،وهي موافقة لرسم المصحف ، وهي قراءة عاصم ، فـــ«إن» هي عن سيبويه المخففة من الثقيلة ويرتفع بعدها الاسم ، واللام للفرق بين إن النافية وإن المخففة من الثقيلة ، وبهذا قال الخليل و الزجاج ، وذكره الطبري ومكي بن أبي طالب والزمخشري وأبو حيان، والسمين الحلبي وابن عاشور.
وعلى رأي البصريين، فمعناها: ما هذان إِلا ساحران، كقوله تعالى: وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ أي: ما نظنك إِلا من الكاذبين، وأنشدوا في ذلك:ثكلتْك أمُّك إِن قتلتَ لَمُسْلِماً... حَلّت عَليه عُقوبة المُتَعمِّدِ أي: ما قتلت إِلا مسلماً.
والكوفيين ، يزعمون أن إن نافية واللام بمعنى إلاّ، قال الزجاج: ويشهد لهذه القراءة، ما روي عن أبيّ بن كعبٍ أنه قرأ «ما هذان إِلا ساحران» ، وروي عنه، «إن هذان لساحران» بالتخفيف، ورويت عن الخليل «إِنْ هذان» بالتخفيف ،والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
قال السمين : عنها أنها أوضحُ القراءاتِ معنىً ولفظاً وخَطَّاً؛ وذلك أنهما جعلا «إنْ» المخففةَ من الثقيلة فَأُهْمِلَتْ، ولَمَّا أُهْمِلَتْ كما هو الأفصحُ مِنْ وجهيها خِيْفَ التباسُها بالنافية فجيء باللامِ فارقةً في الخبر.
ف «هذان» مبتدأٌ، و «لَساحران» خبرُه، ووافَقَتْ خَطَّ المصحفِ.
قال مكي ابن أبي طالب:
فَأَما من خفف إِن فَهِيَ قِرَاءَة حَسَنَة لِأَنَّهُ أصلح الاعراب وَلم يُخَالف الْخط لَكِن دُخُول اللَّام فِي الْخَبَر يَعْتَرِضهُ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ يقدر أَنَّهَا المخففة من الثَّقِيلَة ارْتَفع مَا بعْدهَا بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر لنَقص بنائها فَرجع مَا بعْدهَا الى أَصله وَاللَّام لَا تدخل فِي خبر ابْتِدَاء أَتَى على أصلة إِلَّا فِي شعر على مَا ذكرنَا وَأما على مَذْهَب الْكُوفِيّين فَهُوَ من أحسن شَيْء لأَنهم يقدرُونَ إِن الْخَفِيفَة بِمَعْنى مَا وَاللَّام بِمَعْنى إِلَّا فتقدير الْكَلَام مَا هَذَانِ إِلَّا ساحران فَلَا خلل فِي هَذَا التَّقْدِير إِلَّا مَا ادعوهُ أَن اللَّام تَأتي بِمَعْنى إِلَّا.
ثانياً :قراءة تشديد"إنَّ" وإثبات الألف في " هذان"
وهي قراءة الأكثرين واختلف في إعرابها أهل اللغة على أقوال:
القول الأول:هي لغة كنانة وبني الحارث بن كعب وغيرهم ممن جاورهم من قبائل العرب ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وبهذا القول قال:ابن عباس، وابن الأنباري ، والفراء ، والزجاج ، والأخفش ،والنحاس واستحسنه ، وأبو الخطاب والكسائي وأبو زيد الأنصاري ، وذكره الطبري ورجحه، وذكره الأزهري أبو منصور، ،وذكره الثعلبي واستحسنه، والمواردي، والبغوي، وابن عطية ، والزمخشري ،والقرطبي ، والزبيدي وابن عاشور .
أما قول ابن عباس:
فقد ذكره ابن الجوزي في زاد المسير عن عطاء عن ابن عباس.
واستشهدوا لهذا القول بشواهد من لغة العرب منها:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى = مساغًا لناباه الشّجاع لصّمما
وحكي رجل منهم أيضًا: هذا خطّ يدا أخي أعرفه.
وقولَه: - إنَّ أباها وأبا أباها... قد بَلَغا في المجدِ غايتاها أي: غايتيهما، إلى غير ذلك من الشواهد.
توجيه هذا القول:
قال أبو جعفر النحاس في كتابه إعراب القرآن: وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية ; إذ كانت هذه اللغة معروفة , وقد حكاها من يرتضى بعلمه وأمانته ; منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول : إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني ; وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء اللغة , والكسائي والفراء كلهم قالوا هذا على لغة بني الحارث بن كعب .وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أن هذه لغة بني كنانة .المهدوي : وحكى غيره أنها لغة لخثعم ،(قال النحاس : وكذلك " إن هذان " ولا يفكر في إنكار من أنكر هذه اللغة إذا كان الأئمة قد رووها .
الاعتراض عليه:
قال الماوردي :لا يجوز أن يحمل القرآن على ما اعتل من اللغات ويعدل به عن أفصحها وأصحها .
قال ابن تيمية ‏:‏ بنو الحارث بن كعب هم أهل نجران، ولا ريب أن القرآن لم ينزل بهذه اللغة، بل المثني من الأسماء المبنية في جميع القرآن هو بالياء في النصب والجر كما تقدمت شواهده‏.
وقد ثبت في الصحيح عن عثمان أنه قال‏:‏ إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد‏:‏ إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم، ولم يختلفوا إلا في حرف، وهو ‏(‏التابوت‏)‏ فرفعوه إلى عثمان، فأمر أن يكتب بلغة قريش‏ .رواه البخاري في صحيحة‏.‏
وأما كنانة‏:‏ فهم جيران قريش، والناقل عنهم ثقة، ولكن الذي ينقل ينقل ما سمع، وقد يكون سمع ذلك في الأسماء المبهمة المبنية، فظن أنهم يقولون ذلك في سائر الأسماء؛ بخلاف من سمع ‏(‏بين أذناه‏)‏، و‏(‏لناباه‏)‏ فإن هذا صريح في الأسماء التي ليست مبهمة‏.‏
وحينئذ، فالذي يجب أن يقال‏:‏ إنه لم يثبت أنه لغة قريش، بل ولا لغة سائر العرب‏:‏ أنهم ينطقون في الأسماء المبهمة إذا ثنيت بالياء، وإنما قال ذلك من قاله من النحاة قياساً، جعلوا باب التثنية في الأسماء المبهمة كما هو في سائر الأسماء، و إلا فليس في القرآن شاهد يدل على ما قالوه، وليس في القرآن اسم مبهم مبني في موضع نصب أو خفض إلا هذا، ولفظه‏:‏ ‏{‏هَذَانِ‏}‏، فهذا ‏. نقل ثابت متواتر لفظاً ورسماً.أهـ

القول الثاني:(إنَّ) المشددة بهذا الموضع بمعنى ( نعم) ‏ و ‏"‏ لساحرن ‏"‏ خبر مبتدأ محذوف واللام داخلة على الجملة تقديره‏:‏ لهما ساحران؟
قاله : الخليل بن أحمد ، والكسائي ، واختار هذا القول المبرد وإسماعيل بن إسحاق القاضي والزجاج وعلي بن سليمان، ومحمد بن يزيد، وذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى عن بشر بن هلال ، وذكره الطبري والبغوي وابن عطية والمواردي ، ومكي بن أبي طالب وابن الجوزي وغيرهم من أهل التفسير.
واستدلوا:
بما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في خطبته: «إن الحمد لله» فرفع الحمد ، وقال ابن الزبير إن وراكبها حين قال له الرجل فأبعد الله ناقة حملتني إليك.
وقال عبد الله بن قيس الرقيات :
بكى العواذل في الصبا ... ح يلمنني وألومُهُنّة
ويَقلْن شَيْبٌ قد عَلا... كَ وقد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ
أي: فقلت: نَعَمْ.

اعترض على هذا القولبعض النحاة منهم ابن الحاجب والعبكري والنحاس والسمين الحلبي وغيرهم.
اُعترض على هذا القول من وجهين:
الأول: عدمُ ثبوتِ «إنَّ» بمعنى نعم، قال ابن الحاجب في "الأمالي": "إنْ" بمعنى "نعم": شاذ.
وما ورد من استشهادات مُؤَوَّلٌة: أمَّا البيتُ فإنّ الهاءَ اسمُها، والخبرَ محذوفٌ لفهمِ المعنى تقديرُه: إنه كذلك.
وأمَّا قولُ ابنِ الزبير فذلك مِنْ حَذْفِ المعطوفِ عليه وإبقاءِ المعطوف وحَذْفِ خبر «إنَّ»للدلالةِ عليه، تقديره: إنَّها وصاحَبها ملعونان.
والثاني: دخولُ اللامِ على خبرِ المبتدأ غيرِ المؤكَّد ب «إنَّ» المكسورةِ، لأَنَّ مثلَه لا يقعُ إلاَّ ضرورةً كقولِه: - أمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوْزٌ شَهْرَبَهْ... تَرْضَى من اللحمِ بعظمِ الرَّقَبَهْ وقد يُجاب عنه: بأنَّ «لَساحِران» يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ محذوفٍ دَخَلَتْ عليه هذه ، تقديرُه: لهما ساحران.
لذلك قال الزجاج: والذي عندي، وكنتُ عرضتُه على عالمنا محمد بن يزيد، وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد، فقبلاه، وذكرا أنه أجود ما سمعناه في هذا، وهو أن «إِنَّ» قد وقعت موقع «نعم» ، والمعنى: نعم هذان لهما الساحران.
ولكن قال المهدوي : وأنكره أبو علي وأبو الفتح بن جني .قال أبو الفتح : " هما " المحذوف لم يحذف إلا بعد أن عرف , وإذا كان معروفا فقد استغني بمعرفته عن تأكيده باللام , ويقبح أن تحذف المؤكَد وتترك المؤكِد.
القول الثالث:المعنى : (إنه هذان لساحران)، أيفي « إن » هاء مضمرة.
حكاه الزجاج ، وابن الأنباري ، والنحاس وانتقده ، وذكره مكي بن أبي طالب ، وذكره المواردي ، والبغوي، وابن عطية ، والقرطبي .
قال أبو إسحاق : النحويون القدماء يقولون الهاء هاهنا مضمرة، والمعنى: إنه هذان لساحران؛ قال ابن الأنباري: فأضمرت الهاء التي هي منصوب «إن» و«هذان» خبر «إن» و«ساحران» يرفعها «هما» المضمر (والتقدير) إنه هذان لهما ساحران. والأشبه عند أصحاب أهل هذا الجواب أن الهاء اسم «إن» و«هذان» رفع بالابتداء وما بعده خبر الابتداء.
الاعتراض على هذا القول:
وقد ضُعِّفَ هذا بوجهين، أحدهما: حَذْفُ اسمِ " إن " ، وهو غيرُ جائزٍ إلاَّ في شعرٍ، بشرطِ أَنْ لا تباشرَ " إنَّ " فعلاً كقولِه:
3299ـ إنَّ مَنْ يَدْخُلِ الكنيسةَ يوماًيَلْقَ فيها جَآذراً وظِباءَ
والثاني: دخولُ اللام في الخبرِ.
وقد أجابَ الزجَّاج بأنها داخلةٌ على مبتدأ محذوفٍ تقديرُه: لهما ساحران. وهذا قد استحسنه شيخُه المبردُ، أعني جوابَه بذلك.

القول الرابع :الألف في «هذان» دعامة وليست لام الفعل، وليست بمجلوبة للتثنية .قاله الفراء.
والمقصود أنها ألف «هذا» ، فزاد عليها نوناً ولم تتغير، والنون فرَّقتْ بين الواحد والتثنية، كما فرقت نون «الذين» بين الواحد والجمع .
فكما قلت " الذي" ثم زدت عليه نوناً ولم تغيره ، وقلت الذين في الرفع والنصب والجر، أيضاً هذان مثله في الرفع والنصب والجر لا تتغير.

القول الخامس: أنَّ اسمَها ضميرُ القصةِ وهو «ها» التي قبل «ذان» والتقدير: إنَّ القصةَ ذانِ لساحران.
ذكره السمين الحلبي واعترض عليه ، وابن حيان ورده.
وهذا قول مردود من وجهين:
أحدهما: من جهةِ الخَطِّ، وهو أنه لو كان كذلك لكان ينبغي أن تُكتبَ «إنها» فيصِلوا الضميرَ بالحرفِ قبلَه كقوله تعالى: { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار} [الحج: 46] فكَتْبُهم إياها مفصولةً من «إنَّ» متصلةً باسمِ الإِشارة يمنع كونَها ضميراً، وهو واضح.
الثاني: أنَّه يؤدِّي إلى دخولِ لامِ الابتداءِ في الخبرِ غيرِ المنسوخِ.
وقد يُجاب عنه بما قاله الزجاح كما تقدَّم.
القول السادس: أشبّهت الألف في قولك: هذان بالألف في يفعلان، فلم تتغير.
هذا القول ذكره أبوجعفر النحاس ، حكاه مكي بن أبي طالب عن الكوفيين ، والقرطبي عن الكوفيين.
القول السابع: أن هذا غلط من الكاتب أي هو ممّا لَحَنَ فيه الكاتبُ وأُقيم بالصواب.
روي عن عائشة رضي الله عنها ،وعثمان رضي لله عنهم ، وذكره الفراء ، وابن قتيبة ، وذكره الزجاج ، وذكره الثعلبي ومكي بن أبي طالب ، والسمين الحلبي ، القرطبي.
استدلوا لهذا القول بالآتي:
1- ما رواه ابن أبي داوود في كتابه المصاحف قال : حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ، {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63] ، وَعَنْ قَوْلِهِ: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] وَعَنْ قَوْلِهِ {وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذَا عَمَلُ الْكُتَّابِ أَخْطَئُوا فِي الْكِتَابِ» ( المصاحف لابن أبي داوود 1/129)
2- ما رواه ابن أبي داوود في كتابه المصاحف قال : قال:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فُطَيْمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فِي الْقُرْآنِ لَحَنٌ وَسَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا» (المصاحف لابن أبي داوود 1/122)

بالنسبة لحديث عائشة :
مما لا شك فيه أن هذا الحديث منكر المتن حيث يبعد أن يصدر عن عائشة ذلك وهي تعلم أن الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أن المصاحف كتبت بإجماع الصحابة رضوان الله عليهم ويستحيل تواطئهم على اللحن والخطأ ، ولذلك لابد أن يكون في هذا الإسناد علة خفية لأن ظاهره الصحة حيث لم ينفرد به أبو معاوية بن حازم الضرير كما قال البعض ، لأن البعض أعله بانفراده وهو غير صحيح حيث رواه أيضاً علي بن مسهر فقد جاء هذا الأثر من طريق آخر : رواه عمر بن شبّة من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: إن هذان لساحران، وقوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، وأشباه ذلك فقالت: «أي بني إنَّ الكتاب يخطئون»
هذا الأثر إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه به بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر.
فنظرنا في الذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه.
فقد ذكر الذهبي عن عبد الرحمن بن خراش أنه قال: (بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه).
والمقصود أنّ هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة.
وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه( من دورة جمع القرآن التي درسناها سابقا).
وعلى فرض صحة الحديث فالجواب عنه أن تخطئة عائشة للكتاب هو اجتهاد منها رضي الله عنها إذ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء، وقول المثبت مقدَّم على قول النافي لما معه من زيادة علم. والعمدة في القراءة على الرواية، وما كان أؤلئك القراء ليقرؤوا إلا على ما ثبت لديهم صحة القراءة به رواية، وإن كان غيرها المختار.
أما أثر عثمان:
فهذا الخبر ضعيف جدًا من جهة الإسناد ولا يصح عن عثمان رضي الله عنه وقد أعله المحدثون بجميع طرقه عدة علل.
وفيه إشكال أيضًا من جهة المتن وذلك من وجوه:
-
أنه مناف لمكانة عثمان رضي الله عنه في الإسلام وحرصه في بذل النصيحة للأمة إذ كيف يؤخر شيئا من هذا ويتركه ليصلحه غيره مع معرفته به.
-
وأيضًا فإن الصحابة رضي الله عنهم قد أجمعوا على صحة ما كتب بين اللوحين، ولا يمكن أن يجتمعوا على غلط.
-
وكذلك يمتنع التسليم بهذا مع تعدد المصاحف، وإجماع الصحابة عليها، ووجود الحفاظ وكثرتهم.
وعلى افتراض صحة هذه الرواية عن عثمان فقد وجهها بعض أهل العلم توجيهات عدة منها:
-
أن المراد باللحن ما يمكن أن يقع من الخطأ عند النطق بظاهر رسم الكلمات التي كتبت على غير ما تنطق به، وممن قال بذلك الإمام ابن المنادي والإمام أبوعمرو الداني
-
أن ذلك لو قدر صحته –مع أنه غير صحيح- فإنما يكون في نسخة احدة فقط أما تعدده في جملة من المصاحف فقد تقدم خطؤه.قاله به شيخ الإسلام.

كما قال الزجاج في قوله‏:‏ ‏{‏وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ‏}‏‏:‏ قول من قال‏:‏ إنه خطأ بعيد جداً، لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة والقدوة، فكيف يتركون شيئاً يصلحه غيرهم، فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم.
وقال ابن الأنباري‏:‏ حديث عثمان لا يصح؛ لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده. ذكره ابن الجوزي وابن تيمية
وذكر عبد الرزاق المهدي محقق تفسير زادالمسير أن في رواية أبي معاوية عن هشام اضطراب إلى عائشة .قال : ويحمل هذا على اجتهاد عائشة رضي الله عنها والجمهور على خلاف ذلك وهذا إن ثبت عنها.
وذكر تخريج الرويات عن عثمان ثم قال : وهذه الروايات جميعا واهية لا تقوم بها حجة .
-----
الدراسة والترجيح:
وبعد دراسة الأقوال السابقة والمآخذ عليها تبين لي أن القول الرابع قول الفراء وهو أن" هذان" مبني لا يتغير في رفع ولا نصب ولا جر لم يتعرض لنقد، وكذلك القول السادس ، وهو أن الألف شبهت ألف فعلان .وهما القولان اللذان رجحهما ابن تيمية رحمه الله بعد أن بين أن سبب الإشكال في إعراب (إن هذان لساحران) ‏:‏ أن الاسم المثني يعرب في حال النصب والخفض بالياء، وفي حال الرفع بالألف، وهذا متواتر من لغة العرب ولغة القرآن ، فظن النحاة أن الأسماء المبهمة المبنية مثل هذين واللذين تجري هذا المجري، وأن المبني في حال الرفع يكون بالألف، ومن هنا نشأ الإشكال.فبين غلط ذلك بالنقل فذكر شواهد على ذلك من القرآن وأنه وصل إلينا متواترا لفظا وخطا . ثم أثبته قياسا فقال : وأما العقل والقياس فقد تَفَطَّنَ للفرق غير واحد من حُذَّاقِ النحاةِ، فحكي ابن الأنباري وغيره عن الفراء قال‏:‏ ألف التثنية في ‏(‏هذان‏)‏ هي ألف هذا، والنون فرقت بين الواحد والاثنين، كما فرقت بين الواحد والجمع نون الذين، وحكاه المهدوي وغيره عن الفراء. وقال بعض الكوفيين‏:‏ الألف في هذا مشبهة بألف يفعلان، فلم تغير كما لم تغير‏.‏اهـ وهذا هوالقول الرابع والسادس
ومما يرجح هذا :
قال المهدوي‏:‏ وسأل إسماعيل القاضي ابن كيسان عن هذه المسألة فقال‏:‏ لما لم يظهر في المبهم إعراب في الواحد ولا في الجمع، جرت التثنية على ذلك مجري الواحد، إذ التثنية يجب ألا تغير، فقال إسماعيل‏:‏ ما أحسن ما قلت لو تقدمك أحد بالقول فيه حتى يؤنس به‏.
‏‏ فقال له ابن كيسان‏:‏فليقل القاضي حتى يؤنس به، فتبسم ‏!‏‏!‏
والواقع أن الفراء تقدمه بهذا القول.
وبهذا يتبين والله أعلم : أن إعراب هذان :مبني يلحق مثناه بمفرده وبمجموعه ،لا بمثنى غيره .
قال ابن تيمية: أسماء الإشارة لم تفرق لا في واحده،ولا في جمعه بين حال الرفع والنصب والخفض،فكذلك في تثنيته، بل قالوا‏:‏قام هذا وأكرمت هذا، ومررت بهذا، وكذلك هؤلاء في الجمع، فكذلك المثني، قال هذان، وأكرمت هذان، ومررت بهذان، فهذا هو القياس فيه أن يلحق مثناه بمفرده وبمجموعه، لا يلحق بمثني غيره الذي هو أيضاً معتبر بمفرده ومجموعه‏.‏اهـ
ويلي ذلك القول في القوة أنها لغة من لغات العرب في التثنية لأن ذلك قال به ائمة في اللغة.
ثم يلي ذلك القول بأن "إن" تأتي كحرف جواب بمعنى نعم.
والله أعلى وأعلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
----

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 01:25 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

معنى الحفدة في قوله تعالى " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة "
أصل الحفد يدور على معنيين
1-الخِفَّة في العمل والخِدمة
قال أبو جعفر وأصل الحفدة في اللغة الخدمة والعمل كذا ذكره أبو منصور عن الليث وأبي عبيد
2- السُرعة في كلّ شيء وقال الليث: الاحتفاد: السرعة في كل شيء، وقال الأعشى يصف السيف:
ومحتفد الوقع ذو هبة أجاد جلاه يد الصيقل قلت: ورواه غيره: ومحتفل الوقع باللام، وهو الصواب.

جمعهما مكي بقوله:أصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي. وهذا فعل الخدم

كما نقل ابن منظور وغيره عن ابن عرفة الحفد عند العرب الأعوان فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع فهو حافد
وعلى ذلك تخريج أقوال السلف في المسألة وهي على أقوال:

الأول: الأعوان والخدم ذكره الفراء والخليل وابن المبارك وكذلك ابن سيده ذكره الزجاج وذكره أبو منصور عن مجاهد ورواه ابن جرير عن أبي حمزة عن ابن عباس وعن عكرمة أيضا ومجاهد عن أبي نجيح من طريق محمد بن خالد والسدي عن أبي مالك
قال النحاس:وقول من قال هم الخدم حسن على هذا إلا إنه يكون منقطعا مما قبله عند أبي عبيد وينوي به التقديم والتأخير كأنه قال وجعل لكم حفدة أي خدما وجعل لكم من أزواجكم بنين). وسيأتي في الدراسة والترجيح



الثاني:الأولاد وأولاد الأولاد يخدمون آباءهم ورواه ابن جرير عن ابن عباس وابن زيد والضحاك وذكره أبو منصور مروي عن زر من طريق الكلبي ورواه يحيي بن سلام عن الحسن ذكره الزجاج وذكره النحاس عن عكرمة وهو مروي عن مجاهد وقتادة
بعضهم جعله عاما في الأولاد وأولاد الاولاد كالحسن وعكرمة
وبعضهم خصه بأولاد الأولاد ورجحه أبو منصور وتبعه ابن العربي والقرطبي وقال القرطبي :

ما قال الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه ؛ ألا ترى أنه قال : "وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة" فجعل الحفدة والبنين منهن. وقال ابن العربي : الأظهر عندي في قوله "بنين وحفدة" أن البنين أولاد الرجل لصلبه والحفدة أولاد ولده ، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا ، ويكون تقدير الآية على هذا : وجعل لكم من أزواجكم بنين ومن البنين حفدة. وقال معناه الحسن
وخصه بعضهم بالأولاد باعتبار أن
الحفدة هم البنون أي: جامعون بين البنوة والخدمة

الثالث: أختان الرّجل على بناته أو أصهاره ذكره الفراء وابن المبارك ورواه ابن جرير والنحاس من طرق عن ابن مسعود وهو مروي عن أبي الضحى وابراهيم النخعي وسعيد بن جبير وابن عباس من رواية علي وعكرمة
واختلف في الفرق بين الأختان والأصهار
فقال محمد بن الحسن الختن الزوج ومن كان من ذوي رحمه والصهر من كان من قبل المرأة نحو أبيها وعمتها وخالها
وقال ابن الأعرابي ضد هذا في الأختان والأصهار وقال الأصمعي الختن من كان من قبل المرأة مثل أبيها وأخيها وما أشبههما والأصهار منهما جميعا يقال أصهر فلان إلى بني فلان وصاهر
قال النحاس : قول عبد الله بن مسعود هم الأختان يحتمل المعنيين جميعا يجوز أن يكون أراد أبا المرأة وما أشبه من أقربائها ويجوز أن يكون أراد وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات وتزوجونهم فيكون لكم بسببهن أختان


الرابع : البنات ذكره الخليل والزجاج وذكره أبو منصور عن الليث وقال الخليل :يعني البنات وهنَّ خَدَم الأبَوَيْن في البيت
الخامس:
بنوالرجل من زوجته رواه ابن جرير عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد وذكره أبو منصور عن الضحاك
الترجيح
الخلاف يظهر كما قال أبو حيان في 1- عطف حفدة
على بنين يفيد كون الجميع من الأزواج، وأنهم غير البنين.
فيندرج تحته القول بأنهم أولاد الأولاد وأن البنون صغار الأولاد، والحفدة كبارهم. والقول بأنهم البنات والقول بأنهم أولاد الزوجة من غير الزوج التي هي في عصمته.
2- أم أن حفدة منصوب بجعل مضمرة، وليسوا داخلين في كونهم من الأزواج.
فيندرج تحته القول بأنهم الأصهار أو هم الأنصار والأعوان والخدم.
3- الحفدة هم البنون أي: جامعون بين البنوة والخدمة، فهو من عطف الصفات لموصوف واحدقاله الزمخشري.

جمع الأقوال كلها ابن جرير: وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل، وإن كان أولى بالصّواب من القول ما اخترنا لما بيّنّا من الدّليل
وعلق ابن عطية على عطفها على الأزواج بعموم اللفظ واشتراكه لا احتماله لمعنى واحد فقال: وهذه الأقوال مبنية على أن كل أحد جعل له من زوجه بنين وحفدة، وهذا إنما هو في الغالب وعظم الناس. ويحتمل عندي أن قوله من أزواجكم، إنما هو على العموم والاشتراك أي:
من أزواج البشر جعل الله منهم البنين، ومنهم جعل الخدمة، وهكذا رتبت الآية النعمة التي تشمل العالم. ويستقيم لفظ الحفدة على مجراها في اللغة، إذ البشر بجملتهم لا يستغني أحد منهم عن حفدة انتهى

وقال الزجاج :وحقيقة هذا أن اللّه عزّ وجلّ جعل من الأزواج بنين ومن يعاون على ما يحتاج إليه بسرعة وطاعة، يقال حفد يحفد حفدا وحفدا وحفدانا إذا أسرع.
قال الشاعر:

حفد الولائد حولهن وأسلمتبــأكـــفّـــهـــنّ أزمّـــــــــــة الأجـــــمــــــال معناه أسرعوا في الخدمة).
فسياق الآيات في ذكر النعم التي أنعم الله بها على عباده وهي تشمل جميع ذلك كله لا تختص بنوع دون آخر كما قال ابن جرير

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 محرم 1440هـ/10-10-2018م, 03:55 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة التطبيق الثامن من تطبيقات دورة مهارات التفسير

فداء حسين: د+

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة، ونفع بكِ.
أحسبُ أنه اختلط عليكِ الأمر في طريقة تحرير هذه المسألة؛ فأين أقوال السلف التي اجتهدتِ في جمعها، بل وأعدتِ التطبيق الخامس لاستيعابها هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...60&postcount=2
وأرى أنكِ خلطتِ بين المعنى اللغوي للكلمة عامة ، ومعناها في الآية.
أين القول بأنها ولد الولد ؟ وأين القول بأنهم أعوان الرجل وخدمه ؟ وأين القول بأنهم بنو امرأة الرجل من غيره، وغير ذلك ؟
والمطلوب قراءة نقولكِ في التطبيق الخامس قراءة متأنية، وما أخرتيه منها يوضع في موضع حسب الترتيب التاريخي، ثم ينظر فيها وتُصنف مرة أخرى حسب الأقوال:
القول الأول : ولد الولد، مثلا:
قال به : .... نذكر من قال به من السلف أولا، مثلا ابن عباس ....
ثم نذكر التخريج كما فعلنا في التطبيق السادس.
فأما قول ابن عباس فأخرجه فلان من طريق كذا وكذا
ثم نذكر توجيه هذا القول ...
والتوجيه قد يكون بالرجوع لأصل معنى الكلمة لغة، وقد يكون بتأمل سياق الآيات وغير ذلك من أدوات التوجيه، ويفيدكِ في ذلك تفاسير أهل اللغة، والتفاسير التي تعتني بالتحرير العلمي.
ثم نختم بمناقشة الأقوال وبيان الراجح منها إن كان بينها تعارض أو الجمع بينها إن أمكن ذلك، مع بيان وجه ترجيح القول الراجح، أو وجه الجمع بينها.
ويمكن البدء ببيان معنى الكلمة لغة عامة ومن ثم بيان الخلاف في معناها في الآية، وهذا مجرد اقتراح وإلا فلكِ أن تختاري الأسلوب الأنسب في تحرير المسألة دون إغفال أي قول منها.
يمكنكِ إعادة التطبيق ورفع الدرجة بإذن الله.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 02:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة التطبيق الثامن من تطبيقات دورة المهارات المتقدمة في التفسير

ملحوظة عامة :
أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
1: يلاحظ على أكثركم عدم الاهتمام بتخريج أقوال السلف، وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في إجابتكم، ولعل ما منعكم من ذلك هو اختصاص هذا التطبيق بتحرير مسألة لغوية.
لذا وجب التأكيد على ما أكد عليه شيخنا الفاضل عبد العزيز الداخل - حفظه الله - في الدرس السابع:
اقتباس:
ولذلك فإنّ جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية مهمّ، بل هو الأصل لدراسة أقوال علماء اللغة؛ فإذا أجمع السلف على قول لم يصحّ مخالفته لقول أحد من علماء اللغة، ولا يجتمع في مسألة واحدة إجماع للسلف يخالفه إجماع لعلماء اللغة.
وتذكيركم بما سبق ودرستموه في دورة طرق التفسير وفي مقررات أخرى عديدة من فضل تفسير الصحابة، ومن أوجه تفضيلهم، نزول القرآن بلغتهم، وفصاحة لسانهم.
قال الشيخ عبد العزيز الداخل في دورة طرق التفسير:
اقتباس:
ومن أوجه تفضيلهم فصاحة لسانهم العربي، ونزول القرآن بلغتهم، وفي ديارهم، وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم؛ فما يتعلمه المتعلمون في علوم اللغة العربية قد حصلوا أكثره بسليقتهم من غير تكلّف، وفرقٌ كبيرٌ بين من يفهم عامّة الخطاب لسلامة لسانه وحسن معرفته بمعاني المفردات وفنون الأساليب وبين من يحتاج إلى التفتيش في المعاجم ودراسة كتب كثيرة ليدرك بعض تلك المعاني والأساليب.
وفيما سبق بيان لأهمية الرجوع لأقوال السلف في المسائل اللغوية، وتخريجها، بل ودراسة أسانيدها ومعرفة ما يصح نسبته إليهم مما لا يصح.
وطريقة التخريج سبق ودرستموها في الدرس الثامن، وقمتم بتطبيقها في التطبيق السادس، والسابع؛ فأرجو مراجعة الملحوظات هناك ومحاولة استدراك ذلك فيما يُستقبل بإذن الله.
2: التفريق بين التطبيقات في الدروس وهذه التطبيقات:
- كلمة الصاخة قد تقرر لنا من كلام السلف أن المراد بها يوم القيامة، لكن المبحث هنا هو وجه تسمية يوم القيامة بهذا الاسم، فنبحث في معناها لغة.
- كذا كلمة " البطشة الكبرى " هذا اللفظ واضحٌ معناه لغة، لكن ما ليس بواضح هو معرفة المراد بها في الآية.
- ليس شرطًا أن يكون لكل كلمة معنى لغوي غير المراد منها، مع التأكيد على وجود ترابط دائمًا بين المعنى اللغوي والمراد بالكلمة.
- المراد بالمعنى اللغوي للكلمة هو استعمالها في لغة العرب، إذا قال العرب ضريع ماذا يعنون به؟ وإذا قالوا حفدة، ماذا يعنون بذلك؟، والسلف من العرب وهم أعلم باللغة ولسانهم أسلم من اللحن، فكيف لا تعتبر أقوالهم في بيان معنى الكلمة ؟
3: بعض المسائل اللغوية لم تُثر إلا بعد عصر الصحابة، فربما لا نجد أقوالا للسلف فيها - لأنها لم تكن محل إشكال عندهم أو لغير ذلك من الأسباب-لكن نجد كثيرًا من علماء اللغة يستشهدون على أقوالهم بحديث، أو أثر عن الصحابة فيه دليل على قولهم، من استعمالات العرب في اللغة، إذ أن أصل القواعد اللغوية الآن إنما جاءت باستقراء كلام العرب، وإلا فقبل ظهور اللحن في الكلام لم يكن العرب بحاجة لمثل هذه القواعد.
ففي هذه الحالة نعمل على تخريج كل حديث أو أثر استشهد به العلماء على أقوالهم.


عباز محمد: ج+

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو قراءة الملحوظات العامة للأهمية.
- مراعاة تسمية العلماء بما اشتهروا به، مثلا: ابن المثنى = أبو عبيدة معمر بن المثنى
- تخريج الأحاديث والآثار، ومن ذلك ما أوردته في سبب نزول الآية.
- قولك: " الضريع هو الحجارة، و هو قول سعيد بن جبير ولم أجد من فسَّره بهذا التفسير من السلف ". هذه العبارة بهذه الصياغة، غير صحيحة، وإلا فسعيد بن جبير ممن إن لم يكن من السلف "!
وهذا القول رواه ابن جرير بإسناده إلى سعيد.

مها محمد: ج+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
عملٌ طيب تُشكرين عليه في دراسة مسألة من أصعب التطبيقات على هذا الدرس، وأرجو مراعاة هذه الملحوظات:
1: العمل على تلخيص أقوال العلماء بأسلوبك ونسبتها لمن قالها مع تحري الدقة في النسبة، ثم الاستشهاد بما تحتاجين إليه لتعضيد القول أو توضيحه ولا تعتمدي على مجرد نسخ أقوالهم.
- ومن الدقة في النسبة:
الدقة في تحديد قبائل العرب التي تقرأ بـ " هذان "
قولكِ:
اقتباس:
" لغة كنانة وبني الحارث بن كعب وغيرهم ممن جاورهم من قبائل العرب ، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وبهذا القول قال:ابن عباس، وابن الأنباري ، والفراء ، والزجاج ، والأخفش ،والنحاس واستحسنه ، وأبو الخطاب والكسائي وأبو زيد الأنصاري ، وذكره الطبري ورجحه، وذكره الأزهري أبو منصور، ،وذكره الثعلبي واستحسنه، والمواردي، والبغوي، وابن عطية ، والزمخشري ،والقرطبي ، والزبيدي وابن عاشور"
لم يجتمعوا جميعًا على نسبتها لكل من ذكرتِ من قبائل العرب، بل منهم من نسبها للحارث بن كعب، ومنهم من نسبها لكنانة.
2: قراءة التعليق العام، خاصة النقطة الثالثة، وقد أحسنتِ ذكر تخريج أثر عائشة وعثمان وبيان ضعفه، لكن وددت لو وضحتِ نسبة ذلك للشيخ عبد العزيز الداخل في بداية التخريج بقولكِ: " وقد علق الشيخ عبد العزيز الداخل على هذه الآثار في كتابه "جمع القرآن " فقال : " .... "
أما ذكر نسبة التخريج في ثنايا الكلام فهو غير واضح للقارئ.
- ولم تخرجي بعض الآثار في تطبيقك مثل حديث علي بن أبي طالب.
3: ما استطعتِ، لا تنقلي عن مصدر ناقل ما دام بإمكانكِ الرجوع للأصل ومن ذلك نقلكِ عن ابن جني من كلام المهدوي، ولعلكِ نقلتِ كلام المهدوي من كتاب آخر ولم ترجعي لأصل كلامه أيضًا !
4: الأقوال في توجيه قراءة " إن هذان لساحران " بتخفيف النون
- " إنْ " مخففة من الثقيلة، ( هذان ) مبتدأ ، اللام الفارقة بين " إن " النافية و" إن " المخففة، و ( ساحران ) خبر، وهذا قول البصريين ومنهم سيبويه.
- " إن " النافية بمعنى " ما "، ( هذان ) مبتدأ، اللام بمعنى " إلا "، ( ساحران ) خبر، وهذا قول الكوفيين ومنهم الفراء.
وقد حدث عندكِ خلطٌ بينهما.
5: محمد بن يزيد، هو نفسه المبرد شيخ الزجاج.
6: القول الأول ونسبته إلى ابن عباس:
وجدتِ ذلك في مصدر ناقل، ولم نتحقق بعد من صحة نسبته لابن عباس، لأن ابن الجوزي لم يدرك عطاء، ولم يذكر المصدر الذي نقل عنه فنتحقق من الإسناد، لذا الأفضل نسبته إلى ابن عباس بصيغة لا تحتمل الجزم كأن نقول: مروي عن ابن عباس، وقولكِ: قال ابن عباس بصيغة الجزم يوحي بتحققكِ من نسبته إليه.
7: ختامًا: أحسنتِ الرجوع لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية، وهي رسالة قيمة جدًا في هذا الباب، لكنه نقل اعتراضًا في موضع آخر من فتاويه على القول بأن " هذان " جاءت على الأصل، وهو قوله تعالى: { قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين }، وقوله :{ ربنا أرنا اللذين أضلانا } وذكر ردودًا على هذا الاعتراض فأرجو مراجعتهما، وقد طُبع هذا الاعتراض مع الرسالة.
كذلك لم تذكري شيئًا عن قراءة أبي عمرو { إنّ هذين لساحران }.

فاطمة أحمد صابر: ج+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
بداية احرصي على توضيح أسماء العلماء
مثلا : قولكِ: " 1-الخِفَّة في العمل والخِدمة قال أبو جعفر وأصل الحفدة "
من أبو جعفر ؟ النحاس ؟ أم الطبري ؟
وقولكِ جمعها مكي، نقول مكي بن أبي طالب.
وأمثال هذا في مواضع أخرى.
- التخريج ناقص، وأرجو مراجعة التعليق العام للأهمية.
- قولكِ : " ومجاهد عن أبي نجيح من طريق محمد بن خالد والسدي عن أبي مالك "
هذه العبارة غير واضحة
مجاهد شيخ ابن أبي نجيح، فنقول عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، باقي العبارة فيها اضطراب ولعله اختلط عليكِ تخريجان.
وعمومًا يوجد أخطاء في نسبة الأقوال للسلف والتخريج، أرجو أن تراجعي تقويم التطبيق السابق، وتطبقين الملحوظات فيما يُستقبل بإذن الله، ومن ذلك بحث المستوى الخامس، والأمر يحتاج قراءة جيدة للدروس مع كثرة التطبيق.
- إذا وجدتِ قولا في كتاب منسوب لغير المؤلف ولم يتيسر لكِ الاطلاع على الأصل؛ فمن الأمانة القول: وقال فلان كذا كما في كتاب كذا.
ومن ذلك
اقتباس:
قال محمد بن الحسن الختن الزوج ومن كان من ذوي رحمه والصهر من كان من قبل المرأة نحو أبيها وعمتها وخالها
وقال ابن الأعرابي ضد هذا في الأختان والأصهار وقال الأصمعي الختن من كان من قبل المرأة مثل أبيها وأخيها وما أشبههما والأصهار منهما جميعا يقال أصهر فلان إلى بني فلان وصاهر
إما أن تسبقيه بقولك: " قال أبو جعفر النحاس في معاني القرآن : " ... "
أو قال محمد بن الحسن - كما في معاني القرآن للنحاس - : " ..."

زادكم الله علمًا وهدى ونفع بي وبكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir