دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الأولى 1436هـ/7-03-2015م, 08:38 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي تفريغات اللقاء الأول: بيان فضل طلب العلم

تفريغات اللقاء الأول: بيان فضل طلب العلم

يقوم الطلاب بوضع التفريغات هنا في هذا الموضوع

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م, 01:11 AM
الصورة الرمزية آمال محمد حسن
آمال محمد حسن آمال محمد حسن غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 317
افتراضي

أوجه بيان فضل العلم:
1)العلم أصلُ بيانِ الهدى و بالهدى ينجو العبد من الشقاء و الضلال فى الدنيا و الآخرة
قال الله تعالى "فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى"
فالبعلمِ يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى و فضله و ثوابه فى الدنيا و الآخرة و يتعرف عل ما يسلم به من سخط الله و عقابه
2) العلم أصل كل عبادة و بيان ذلك أن كل عبادة يقوم بها العابد لا تُقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى و صوابًا عل سنة النبى صلى الله عليه و سلم ومعرفة ذلك تستدعى قدرًا من العلم وكذلك معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالًا وتفصيلًا لا تكون إلا بالعلم فتبين أن العبد لا يمكن أن يتقرب إلى الله عز وجل إلا أن يكون أصل تقربه هو العلم
3) العلم يُعرِّفُ العبد ما يدفع به كيد الشيطان وما يدفع به كيد أعدائه وما ينجو به من الفتن التى تأتيه فى يومه وليلته والفتن التى قد يضل بها من يضل إا لم يعتصم بما بيَّنه الله عز وجل من الهدى الذى لا يُعرف إلا بالعلم
4) يُعرِّفُ الأمة بسبيل رفعتها وعزتها
5) أن الله يحب العلم والعلماء وقد أثنى الله على العلماء وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها
6) يُعرِّفُ العبد بربه وبأسمائه الحسن وصفاته العُلى وآثارها فى الخلق والأمر وهذه أعز المعارف وأغلاها وأعلاها وأرفعها شأنًا وهى لا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع
7) يتعرف على صفات الله وجزائه من الأعمال فى الدنيا والآخرة بما بيَّنه الله تعالى وسبيل لك لا يكون إلا بالعلم
8) العلم رفعةٌ للعبد فى دينه ودنياه وتشريف له ومن أحسنَ التعلم ارتفع شأنه وعلا قدره
9) يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الآداب وسيئها فيصبح حريصًا على اكتساب الخصال الشريفة لما يعرف من فضلها وآثارها وثمرتها ويحرص أيضا على اجتناب الخصال السيئة الذميمة بما يعرف من سوء آثارها وقبح عاقبتها ويعرف أيضا بالعظات والعبر التى حلَّت بالسابقين
10) العلم من أفضل القربات إلى الله تعالى ويدل على ذلك ما رتَّبه الله على العلم من الأمور العظيمة والفضائل الجليلة حتى كان ما يُعلِّمه العبد لغيره يصيبه ثوابه وإن تسلسل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"
رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه
فكل من دعا إلى الهدى لا يدعو للهدى إلا بالعلم وله أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا وإن تسلسل الأمر إلى أن تقوم الساعة
فكل ما يُحدّثه العلماء من أحاديث النبى وما يُعلّمونه من علمٍ نافعٍ يجرى لهم بإذن الله عز وجل أجرهم وحسناتهم بما علّموه من العلم النافع
وقد ذكر الإمام السعدىُّ-رحمه الله- فى فتاواه أن عالمًا كان فى بلده يُعلِّم العلم فمتى قرأه أحد تلاميذه فى المنام فقال له "أرأيتَ الفتوة التى أفتيتَ بها فى مسألة كذا وكذا لقد وصلنى أجرها"
وهذه فتوى أفتى بها أو قضية حكم بها تلميذه من بعده ووصل شيخه أجرُها بعد موته فالعلم النافع من أسباب الحصول على الأجور العظيمة الحسنات المتسلسلة التى لا تنقطع بإذن الله عز وجل وقد بيَّن النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث أن العلم النافع من الأعمال التى لا تنقطع "إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث:...علمٌ يُنتفع به"
وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ببيان فضل العلم وأهله وفضل طلبه ورُتِّب على ذلك من الثواب العظيم فى القرءان الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حريصًا على فضل هذا العلم العظيم مجتهدًا فى طلبه
قال الله تعالى "يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات"
فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به والله تعالى لا يخلف وعده فمن طلب العلم بنيةٍ صالحةٍ حصل له من الرفعة بإذن الله تعالى بقدر ما أتاه الله من العلم
قال الله تعالى "إنما يخشى الله َ من عباده العلماءُ"
وقال تعالى "قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
بل أمر الله عز وجل نبيَّه أن يسأله الزيادة فى العلم
قال تعالى "وقل ربِّ زدنى علمًا"
وفى ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهرٌ وبيِّنٌ
فى الصحيحين من حديث معاوية بن أبى سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يُرد الله به خيرًا يفقه فى الدين"
والتفقه فى الدين يشمل جميع أبوابه فى الاعتقاد والأحكام والآداب والأخلاق والتزكية والجزاء وغيرها. فكل ذلك من الفقه فى الدين.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة"
عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثلُ ما بعثنى به الله من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هى قيعان لا تُمسك ماءًا ولا تُنبت كلأًا فذلك مثل من فقه فى دين الله ونفعه الله ونفعه ما بعثنى الله به فعلِم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذى أُرْسِلْتُ" متفق عليه.
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سلك طريقًا يبتغى فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من فى السماوات والأرض حتى الحيتان فى الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ" رواه أبو داوود والترمذى
وهذا الحديث فيه بيان واضح لفضل العلم والحث على طلبه وقد ذكر ابن البر فى التمهيد أن استغفار الملائكة دليل أن الله يغفر له إن شاء الله وقال ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال وإنما صار كذلك -والله أعلم- لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار
وقد أدرك أئمة الهدى من علماء هذه الأمة هذه الحقيقة فاجتهدوا فى تعلم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابهم فى ذلك حتى تبوءوا المكانة التى رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين وآثارهم فى فضل العلم مذكورةٌ مشكورةٌ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م, 06:44 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال محمد حسن مشاهدة المشاركة
أوجه بيان فضل العلم:
1)العلم أصلُ بيانِ الهدى و بالهدى ينجو العبد من الشقاء و الضلال فى الدنيا و الآخرة
قال الله تعالى "فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى"
فالبعلمِ يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى و فضله و ثوابه فى الدنيا و الآخرة و يتعرف عل ما يسلم به من سخط الله و عقابه
2) العلم أصل كل عبادة و بيان ذلك أن كل عبادة يقوم بها العابد لا تُقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى و صوابًا عل سنة النبى صلى الله عليه و سلم ومعرفة ذلك تستدعى قدرًا من العلم وكذلك معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالًا وتفصيلًا لا تكون إلا بالعلم فتبين أن العبد لا يمكن أن يتقرب إلى الله عز وجل إلا أن يكون أصل تقربه هو العلم
3) العلم يُعرِّفُ العبد ما يدفع به كيد الشيطان وما يدفع به كيد أعدائه وما ينجو به من الفتن التى تأتيه فى يومه وليلته والفتن التى قد يضل بها من يضل إا لم يعتصم بما بيَّنه الله عز وجل من الهدى الذى لا يُعرف إلا بالعلم
4) يُعرِّفُ الأمة بسبيل رفعتها وعزتها
5) أن الله يحب العلم والعلماء وقد أثنى الله على العلماء وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها
6) يُعرِّفُ العبد بربه وبأسمائه الحسن وصفاته العُلى وآثارها فى الخلق والأمر وهذه أعز المعارف وأغلاها وأعلاها وأرفعها شأنًا وهى لا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع
7) يتعرف على صفات الله وجزائه من الأعمال فى الدنيا والآخرة بما بيَّنه الله تعالى وسبيل لك لا يكون إلا بالعلم
8) العلم رفعةٌ للعبد فى دينه ودنياه وتشريف له ومن أحسنَ التعلم ارتفع شأنه وعلا قدره
9) يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الآداب وسيئها فيصبح حريصًا على اكتساب الخصال الشريفة لما يعرف من فضلها وآثارها وثمرتها ويحرص أيضا على اجتناب الخصال السيئة الذميمة بما يعرف من سوء آثارها وقبح عاقبتها ويعرف أيضا بالعظات والعبر التى حلَّت بالسابقين
10) العلم من أفضل القربات إلى الله تعالى ويدل على ذلك ما رتَّبه الله على العلم من الأمور العظيمة والفضائل الجليلة حتى كان ما يُعلِّمه العبد لغيره يصيبه ثوابه وإن تسلسل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"
رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه
فكل من دعا إلى الهدى لا يدعو للهدى إلا بالعلم وله أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا وإن تسلسل الأمر إلى أن تقوم الساعة
فكل ما يُحدّثه العلماء من أحاديث النبى وما يُعلّمونه من علمٍ نافعٍ يجرى لهم بإذن الله عز وجل أجرهم وحسناتهم بما علّموه من العلم النافع
وقد ذكر الإمام السعدىُّ-رحمه الله- فى فتاواه أن عالمًا كان فى بلده يُعلِّم العلم فمتى قرأه أحد تلاميذه فى المنام فقال له "أرأيتَ الفتوة التى أفتيتَ بها فى مسألة كذا وكذا لقد وصلنى أجرها"
وهذه فتوى أفتى بها أو قضية حكم بها تلميذه من بعده ووصل شيخه أجرُها بعد موته فالعلم النافع من أسباب الحصول على الأجور العظيمة الحسنات المتسلسلة التى لا تنقطع بإذن الله عز وجل وقد بيَّن النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث أن العلم النافع من الأعمال التى لا تنقطع "إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث:...علمٌ يُنتفع به"
وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ببيان فضل العلم وأهله وفضل طلبه ورُتِّب على ذلك من الثواب العظيم فى القرءان الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حريصًا على فضل هذا العلم العظيم مجتهدًا فى طلبه
قال الله تعالى "يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات"
فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به والله تعالى لا يخلف وعده فمن طلب العلم بنيةٍ صالحةٍ حصل له من الرفعة بإذن الله تعالى بقدر ما أتاه الله من العلم
قال الله تعالى "إنما يخشى الله َ من عباده العلماءُ"
وقال تعالى "قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون"
بل أمر الله عز وجل نبيَّه أن يسأله الزيادة فى العلم
قال تعالى "وقل ربِّ زدنى علمًا"
وفى ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهرٌ وبيِّنٌ
فى الصحيحين من حديث معاوية بن أبى سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يُرد الله به خيرًا يفقه فى الدين"
والتفقه فى الدين يشمل جميع أبوابه فى الاعتقاد والأحكام والآداب والأخلاق والتزكية والجزاء وغيرها. فكل ذلك من الفقه فى الدين.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة"
عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثلُ ما بعثنى به الله من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفةٌ طيبةٌ قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هى قيعان لا تُمسك ماءًا ولا تُنبت كلأًا فذلك مثل من فقه فى دين الله ونفعه الله ونفعه ما بعثنى الله به فعلِم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذى أُرْسِلْتُ" متفق عليه.
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سلك طريقًا يبتغى فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من فى السماوات والأرض حتى الحيتان فى الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ" رواه أبو داوود والترمذى
وهذا الحديث فيه بيان واضح لفضل العلم والحث على طلبه وقد ذكر ابن البر فى التمهيد أن استغفار الملائكة دليل أن الله يغفر له إن شاء الله وقال ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال وإنما صار كذلك -والله أعلم- لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار
وقد أدرك أئمة الهدى من علماء هذه الأمة هذه الحقيقة فاجتهدوا فى تعلم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابهم فى ذلك حتى تبوءوا المكانة التى رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين وآثارهم فى فضل العلم مذكورةٌ مشكورةٌ.

جزاك الله خيرا وأحسن إليك لكن رجاء توضيح رقم الجزء والقسم المفرغ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م, 11:12 PM
الصورة الرمزية مواهب صالح
مواهب صالح مواهب صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 70
افتراضي ج1 ق2

لقاء فضل طلب العلم لفضيلة الشيخ : عبدالعزيز الداخل .
ج1 ق2 من2:53إلى
7

ومن فضائل العلم أن العلم رفعة للعبد في دينه ودنياه وتشريف له ومن أحسن التعلم ارتفع شأنه وعلا قدره .
ومن فضائل العلم أن العلم يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الأداب ويُعرفه أيضًا بسيئها فيحرص على اكتساب الخصال الحميدة بما يعرفه من فضلها وثمراتها وآثارها ويحرص أيضًا على اجتناب الخصال السيئة الذميمة بما يعرفه من سوء أثارها وقبيح عاقبتها ويُعرفه أيضًا بالعضات والعِبر التي حلت بالسابقين وكل ذلك لا يحصل إلا بالعلم .
ومن فضائل العلم أنه من أفضل القربات إلى الله تعالى ويدل لذلك ما رتبه الله تعالى على العلم من الأجور العظيمة والفضائل الجليلة حتى كان ما يعلمه المرء لغيره يصيبه ثوابه وإن تسلسل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "
((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا....)رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فكل من دعا إلى الهدى ولا يدعوا للهدى إلا بالعلم فكل من دعا إلى الهدى فله مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وإن تسلسل ذلك الأمر إلى أن تقوم الساعة فما يحدثه العلماء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلمونه من العلوم النافعة يجري لهم - بإذن الله -عز وجل أجرهم وتجري لهم حسناتهم بما علموه من العلم النافع وقد ذكر الإمام السعدي رحمه الله تعالى في فتاوه أن عالمًا كان في بلدة يعلم العلم فمات فرأه أحد تلاميذه في المنام فقال له أرأيت الفتوى التي أفتيت بها في مسألة كذا وكذا لقد وصلني أجرها، وهذه فتوى أفتى بها أو قضية حكم بها تلميذه من بعده فوصل شيخه أجرها بعد موته .

فا العلم النافع من أسباب على الحصول الأجور العظيمة والحسنات المتسلسلة التي لا تنقضي بإذن الله عزوجل وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أن العلم النافع من الأعمال التي لاتنقطع ؛إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر من ذلك"علم ينتفع به" وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ببيان فضل العلم وأهله وفضل طلبه ورتب على ذلك من الثناء العظيم والثواب الجزيل في القران الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حريًا بأن يكون حريصًا على نيل هذا الفضل مجتهدًا في طلبه قالى تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "
فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به والله تعالى لا يخلف وعدم ممن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله- عزوجل بقدر ما آتاه عزوجل من العلم .
وقال تعالى:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وقالى تعالى:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "
بل أمر الله عزوجل نبيه أن يسأله الزيادة من العلم كما قال تعالى:"{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
وفي ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهر بيّن وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).






سأكمل قريبًا ما يتيسر من باقي الجزء الأول
وأرجو من الطلبة أن ينتقلوا للأجزاء الثانية لكوني تكفلت بالقسم الثاني والثالث والرابع من الجزء الأول !

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م, 01:34 PM
سنا مصطفى سنا مصطفى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 240
افتراضي

الجزء الثالث: القسم الثاني(5-10:21)دقيقة

وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال سفيان بن عُيَينة:(طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم ويُجزء فيه بعضهم عن بعض) , وتلا هذه الآية: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون) [التوبة: ١٢٢].
قال ابن عبد البر:(قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
هذا خلاصة ماقيل في حكم طلب العلم؛إنّ منه قدر واجب,ومنه فرض كفاية.
ومما ينبغي التأكيد عليه؛ بيان وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم, وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة, أو لايريد به إلاّ ليصيبَ به عرضاً من الدنيا.
ففي (صحيح الإمام مسلم) وغيره من حديث أبو هُريرة-رضي الله عنه- في ذكر أول من تسعر بهم النار يوم القيامة, وذَكر منهم: ((ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل,ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار...)).
نعوذ بالله من غضبه وعقابه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) يَعْنِي: رِيحَهَا. (رواه أَبُو داود بإسناد صحيح)
فهذه الأدلة وغيرها كثير تدل على وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم, وأن يُحسن المرء نيته في طلب العلم ليسلم من غضب الله-عزوجل- وسخطه وعقابه.
وطلب العلم بنية صالحة له آثار على قلب طالب العلم , وعلى عمله.
قال مالك بن دينار:(من تعلم العلم للعمل كَسَره علمه, ومن طلبه لغير العمل زاده فخرا).
وقَال مطر الورّاق: (خيرُ العلمِ مَا نفع، وإنَّما ينفعُ الله بالعلم مَن عَلِمَهُ ثُمَّ عَمِلَ به، ولا ينفَعُ به مَن عَلِمَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ).
ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛ أن يطلب العبد العلم للعمل به, والإهتداء بهدى الله عزوجل؛ لينال فضله ورحمته, وأن يُعظم هدى الله في قلبه, وأن يفرح بفضل الله ورحمته؛ إذا وجد مايهتدي به لما ينفعه في دينه ودنياه, من خير الدنيا والآخرة.
فإن الله – تعالى- لم ُحرم علينا شيئاً إلاّ عوضنا خيراً منه, فعوض الله تعالى المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثناءه – تعالى- عليهم في الملأ الأعلى, وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضع لهم القبول في الأرض, وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عزوجل؛ عوضهم بأن رفعهم الله-تعالى- وكتب لهم الرفعة والعزة , وأين هذا من ذاك.
فالإخلاص في طلب العلم؛ يكون بأن يبتغي به المرء وجه الله – تعالى-؛ ليهتدي لمعرفة ما يحبه الله ويرضاه؛ فيَعَمَله , ويعرف ما يُبغضه الله؛ فيَجتَنبَه, ويعرف ما يخبر الله عزوجل به؛ فيؤمن به ويصدقه, ويقصد به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره , فإذا فعل ذلك؛ فقد صلحت نيته في طلب العلم بإذن الله تعالى.
نخلص من هذا العرض الموجزإلى أنّ العلم الشرعي كما تقدم؛ منه فرض عين , وفرض كفاية, وأنّ فضله عظيم, وأنّ الإخلاص في طلب العلم واجب, وقد ذكرنا أيضاً: المقاصد الصالحة في طلب العلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م, 04:30 PM
الصورة الرمزية مواهب صالح
مواهب صالح مواهب صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 70
افتراضي ج1 ق3 من 7 حتى 12

محاضرة بيان فضل العلم لفضيلة الشيخ : عبد العزيز الداخل ..


ج1 ق3
من 7 حتى 12

والتفقه في الدين يشمل جميع أبوابه في الإعتقاد والأحكام والأخلاق والأداب والتزكية والجزاء وغيرها فكل ذلك من الفقه في الدين وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " رواه مسلم
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" متفق عليه ..

وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .رواه أبو دواد والترمذي
وهذا الحديث الجليل العظيم فيه بيان ظاهر لفضل العلم والحث على طلبه وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليل على أن الله يغفر له إن شاء الله وقال : ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال، وإنما صار كذلك والله أعلم لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار


وقد أدرك أئمة الهدى من علماء هذه الأمة هذه الحقيقة فجتهدوا في تعلم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابوهم في ذلك حتى تبوءوا من مكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين وأثارهم في بيان فضل العلم مذكورة مشكورة
فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري : ما عبد الله بمثل الفقه
وقال :مطرف بن عبد الله بن الشخير فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ ، وَخَيْرُ دِينِكِمُ الْوَرَعُ."رواه الإمام أحمد في الزهد
وقال سفيان الثوري : ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خير "رواه الدارمي
وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن مبارك أنه قال:قال لي سفيان الثوري "مايراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وما طلب العلم في زمان أفضل من اليوم
وقد صدق رحمه الله فنحن اليوم بعد قرون متطاولة إنما نتعلم العلم مما ورّثوه لنا من العلم رواية ودراية فعنهم نتلقى مسائل الإعتقاد وعنهم نتلقى مسائل الفقه وعنهم نتلقى معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ومن تقبل روايته ومن ترد وعنهم نتلقى العلم بالأخلاق الفاضلة والتزكية والسلوك ومن صفات العلماء الربانيّن أن يجدهم طالب العلم فيما يحتاج إليه من أبواب الدين أئمة يقتدى بهم روى البيهقي بإسناده إلى الربيع سليمان المرادي أنه قال:سمعت الشافعي يقول : ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم، قيل له ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله .



باقي القسم الرابع من الجزء الأول قريبًا بإذن الله ..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 جمادى الأولى 1436هـ/9-03-2015م, 05:10 PM
سنا مصطفى سنا مصطفى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 240
افتراضي الجزء الرابع: القسم الأول [0-4:00] دقيقة

والعمل بالعلم شأنه عظيم فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم
كما قال الله تعالى: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74] ,وعقوبة تارك العمل لعظيمة شنيعة والقوارع عليهم في الكتاب و السنة شديدة , كما قال الله تعالى:{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]
وقال تعالى: { مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين } [الجمعة: 5]
وقال تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) } [الأعراف: 175، 176]
وفي الصحيحين من حديث أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)). والعياذ بالله
وفي حديث أبي هريرة ( رضي الله عنه ) المتقدم (( في أول من تسعر بهم النار أنه يُقال لقارئ القران ماذا عملت فيما عَلمت))
وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟))[رواه الترمذي و قال: حديث حسن صحيح]
وعن أبي برزة أيضاً ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ): (( مثل الذي يُعلم الناس الخير وينسى نفسه, مَثل الفتيلة تضيء على الناس و تحرق نفسها )) [رواه البزار و صححه الالباني]
ولأهمية هذا الأمر أفرده بعض العلماء بالتأليف؛فكتب الحافظ ابن عساكر(ت:571هـ) رسالة (ذم من لا يعمل بعلمه), وألف الخطيب البغدادي كتاب (اقتضاء العلم العمل), وأفرد له ابن عبد البر فصلا في (جامع بيان العلم وفضله), و قبله الآجري في (اخلاق العلماء), و كذلك ابن رجب في (فضل علم السلف على علم الخلف)وابن القيم في (مفتاح دار دارالسعادة ),وغيرهم.
ومن الخطأ أن يُظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم, بل هي عامة في كل من عَلم حكما شرعيا و خالف العمل بمقتضاه ,كل من عَلم حكما شرعيا فإنه يجب عليه أن يعمل بمقتضاه ,ويستحق الذم على ترك العمل به؛ إذا تركه, فأُوصي نفسي وإياكم إذا علمنا شيئا أن نعمل به ولو مرة واحدة؛ إذا لم يكن فيه وجوب يقتضي تكرار العمل به, وقد كان هذا من هدي أئمة الدين -رحمهم الله تعالى- , وقد قال الامام احمد: (ما كتبت حديثا إلاّ و قد عملت به)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 12:10 AM
رجاء بنت عبد الله رجاء بنت عبد الله غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 213
افتراضي

بسم الله

تفريغ القسم الرابع من الجزء الثاني


... و مَنْ تأمّلَ وَصاياهُم و أخبارهم عَلِمَ من فِقْهِهم و بَصيرَتِهم ما يدلّه على هذا المعنى الجليل ، فهذا الرَّبيعُ ابن خُثَيْم الثَّوْرِي الذي كان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأه مُقْبِلا قال : بَشّرِ المُخْبتين ، أما و الله لو رآك رسولُ الله لأَحَبّك . رواه ابن أبي شيبة
و كان يقول له : ما رأيتُكَ إلا ذكرتُ المُخبتِين
ابنُ خُثيَمْ له وصايا جليلة ، من تأمّل وصاياه و قد ذكر ابن أبي شَيْبة طائفة منها في مُصنّفه
من تأمل وصاياه الجليلة النافعة عرف ما تدلّ عليه من بصيرة و علم و من ذلك وصيّته لبَكْر ابن مَاعز الذي رواه ابن أبي شيبة ايضا من طريق سفيان ابن سعيد الثوري عن أبيه عن بكر ابن ماعز أن الربيع ابن خثيم قال له : يابكر، اخْزنْ عليكَ لسانكَ إلا ممّا لكَ ولا عليكَ ، فإني اتهمتُ الناس على ديني ، أطِعْ الله فيما علمتَ ، وما استُؤثرَ بهعليك فكِلْهُ إلى عالِمه ، لَأَنا عليكم في العَمْدِ أخوَفُ منّي عليكم في الخطأ ، ما خيركم اليوم بِخَيره ، ولكنّه خير من آخر شر منه ، ما تتبّعون الخير كل اتباعه ، ولا تفرّون من الشرّ حقّ فِراره ، ما كلّ ما أنزل الله علىمحمّدأدركتم ، ولا كلّ ما تقرءون تدرون ما هو ؟ السّرائر اللاّتي يخفين على الناس هنّ لله بواد ، ابتغوا دواءها، ثمّ يقول لنفسه : وما دواؤها ؟ أن تتوب ثمّ لا تعود.
فتأمّل هذه الوصايا و الحكم التي تدلّ على ما وراءها من العلم الخاصّ الخالص الذّي يفيض رحمة و فقها و نصحا لا يكدّره تكلّف و لا يشينه تعنيف و لا إزراء بالمنصوح
و قال الفقيه الحنبلي ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية ، ذكر عن الإمام أحمد أنه قال : كان مَعْرُوف الكَّرْخِي من الأبدال مجاب الدعوة وذُكر في مجلس أحمدفقال بعض من حضر هو قصير العلم فقال له أحمدأمسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليهمعروف .
وقالعبد الله- ابن الإمام أحمد -قلت لأبي : هل كان معمعروفشيء من العلم ؟ فقال لي : يا بنيّ كان معه رأس العلم : خشية الله . انتهى كلامه
و المقصود من التنبيه على هذين النوعين من العلم ألاّ يشتغل العبد بالعلم الظاهر على العلم الذي يُنتفع به و يصلح به قلبه من خشية الله عز و جل و الإنابة إليه و اليقين به جلّ و علا ، فهذا العلم هو خالص العلم و أفضله و أعلاه و أجلّه قدرا عند الله جل و علا
و التفقّه في أحكام الكتاب و السنة علم نافع لكنّه إذا لم يصحبه العلم الأصلي وهو خشية الله و الإنابة إليه كان وبالا على صاحبه و حجّة عليه ، لكن أكثر ما يكون التقصير من طلاّب العلم و المتفقّهة أنهم يُقصِّرون في هذا العلم الباطن الذي هو خشية الله عزّ و جلّ و الإنابة إليه ، و هذا التقصير له أثره في انتفاعهم بعلومهم و له أثره في عدم سلوكهم سبيلِ الهداية في كثير من الأمور ، فأما إذا وفّق الإنسان بصلاح قلبه و صلاح نيّته و قصده و أمر قلبه بخشية الله عزّ و جلّ و زينه بالإنابة إليه فإن الله عزّ و جلّ يهديه و لا يًضلّه
فآمل منكم الحرص على هذا النّوع من العلم و الحرص أيضا على التفقّه في أحكام الدّين عقيدة و شريعة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 09:13 PM
أم عاصم الفيفي أم عاصم الفيفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 243
افتراضي

الجزء الثاني
القسم الأول: من 0 إلي 5
القسم الثاني: من 5 إلي 10


وقد صنف العلماء في بيان فضل العلم مصنفات عظيمة ، جليلة القدر ، عظيمة النفع ، وأفرد له بعض العلماء أبوابا في بعض كتبهم ، فأفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابا في فضل العلم ، وكذلك فعل الإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي والدارمي وغيرهم كثير ، كثير من العلماء المحدثين المصنفين للجوامع والسنن يفردون لفضل العلم كتابا ، وهذا دليل على عظم شأنه وعلى والحث على طلبه ، ومن أهل العلم من أفرد فضل العلم بالتصنيف ، فصنف كتابا مستقلا في بيان فضل العلم أو الحث على طلبه ، ومن هؤلاء :أبو نعيم الأصبهاني ، وأبو العباس المرهبي واسمه أحمد بن علي من شيوخ أبو نعيم ، و كذلك ابن عبد البر وابن القيم كتب في فضل العلم كتابات كثيرة ومن أجلها كتابه " مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة " فإنه قد أطال جدا في بيان فضل العلم في هذا الكتاب ، وابن رجب رحمه الله له كتاب " فضل علم السلف على علم الخلف " ، وكذلك الكثير من العلماء كتبوا في بيان فضل العلم كتابات كثيرة منها ما هو مفرد ، ومنها ما ضمن في أبواب من كتبهم .
ولا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، فإنها قد بلغت فيه غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها ، واختصها الله فيه بخصائص لم تعط لأمة قبلها .
والناس يتفاضلون في العلم تفاضلا كبيرا كما قال الله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } ، وكلما كان الإنسان أكثر علما بما ينفع كان أكثر فضلا ، وأعظم شأنا ، وأعلى درجة .
نأتي الآن إلى بيان مسألة مهمة ، وهي ما هي أنواع العلم النافع ؟ ، ذكرنا الآن فضل العلم ، وفضل طلبه والحث على طلبه و الآيات والأحاديث والآثار الواردة في ذلك ، فما هو هذا العلم النافع الذي يُحث على طلبه ؟؟ .
أولا : لابد من بيان مقدمة مهمة وهي أن العلم ينقسم إلى قسمين :
• علم نافع .
• علم غير نافع .
وسنأتي للتنبيه على أنواع العلم غير النافع ، أما العلم النافع فمنه :
• علم ينفع المرء في دنياه ، من الأمور التجريبية وغيرها مما ينفع الناس في حياتهم ومعاشهم .
• ومنه علم ينفع الناس في أمور دينهم في التفقه في الدين ، ومعرفة هدى الله عز وجل في الشؤون كلها ، ومعرفة هدى الله نافع للمرء في دينه ودنياه .
فالعلم النافع ينقسم إلى قسمين :
• علم دنيوي .
• وعلم شرعي .
والمراد في هذه المحاضرة هو : العلم الشرعي ، وهو العلم بدين الله عز وجل ، وهو ثلاثة أقسام كما قال ابن القيم رحمه الله :
والعلم أقسام ثـــــلاث مالها من رابع والفضل للرحمن
علم بـأوصاف الإلـه وفعــله وكـذلك الأســـماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاءه يوم المــعاد الثان

فقسم أنواع العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام :
• علم العقيدة ، ومدراه على معرفة الأسماء والصفات ، وما يعتقد في أبواب الإيمان .
• والعلم الثاني هو معرفة الأمر والنهي ، و الحلال والحرام ، وهو علم الفقه في الدين .
• والعلم الثالث هو علم الجزاء ، جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة .
فهذه أنواع العلم النافع الثلاثة ، فهذا تقسيم للعلوم الشرعية من وجه ، ومن وجه آخر العلم على قسمين :
• علم ظاهر .
• وعلم باطن .
العلم الظاهر : هو ما تقدم ذكره من المسائل التي يتفقه فيها العلماء وطلاب العلم من معرفة مسائل الاعتقاد ، والحلال والحرام ، والجزاء وغير ذلك .
والعلم الباطن : يقصد به ما يقوم في قلب طالب العلم من خشية الله عز وجل والإنابة إليه وتعظيم شأنه ، وصدق الرغبة فيما لديه ، وما يقوم في قلبه من اليقين ، واليقين لا يكون إلا بالعلم .
وقد قال الطحاوي رحمه الله في شرح مشكل الآثار كلاما خلاصته :
أن أهل العلم الذين يسممون في الشريعة علماء على صنفين :
 الصنف الأول : الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلموها وهم الذين يُرحل إليهم في طلب العلم وفقه مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات والقضاء .
 والصنف الآخر : أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد ، مع حدوث شرط الاستقامة والسداد ، فأصحاب الخشية والخشوع قد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم ، وسيأتي بإذن الله ذكر بعض الأدلة على ذلك ، وقد يكون أحدهم أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يشتغل بما اشتغل به كثير من المتفقة لكنه عند الله من أهل العلم ، وفي ميزان الشريعة من أهل العلم ، وعند الرعيل الأول والسلف الصالح هو العالم الموفق وإن كان لا يقرأ ولا يكتب بسبب ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحق والهدى ، وسبب ذلك أنهم بما يوفقون إليه من اليقين النافع الذي يصيب كبد الحقيقة ويفرق لهم به بين الحق والباطل ، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر والفهم والتبصر يعلمون علما عظيما قد يُفني بعض المتفقة والأذكياء من غيرهم أعمارهم ولمّا يحصلوا عشره ، ذلك بأنهم يرون ببصائرهم ما يحاول غيرهم استنتاجه ، ويصيبون كبد الحقيقة و غيرهم يحوم حولها .، ويأخذون صفو العلم وخلاصته وغيرهم قد يفني وقته ويضني نفسه في البحث والتنقيب فيبعد ويقترب من الهدى بحسب ما معه من أصل الخشية والإنابة ، فكانوا بما عرفوه وتيقنوه ووجدوه وانتفعوا به أهل علم نافع .
ومن أدلة ذلك قول الله تعالى :{أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } الحذر والرجاء من الأعمال القلبية ، فلما قامت في قلوب هؤلاء قياما صحيحا أنتجت أثرها ، وهو القنوت لله عز وجل لله آناء الليل ساجدا وقائما فكان هذا هو أصل العلم النافع ، ولذلك قال الله عز وجل بعدها : {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ، فجعلهم الله عز وجل أهل العلم وغيرهم قسيمهم الذين لا يعلمون ، ونفي العلم في قوله : {والذين لا يعلمون} فيه وجهان للعلماء :
الوجه الأول : نفي حقيقته .
والوجه الآخر : نفي فائدته .
ما الفرق بين النوعين ؟
النوع الأول إذا قلنا نفي حقيقته أي هل يستوي الذين يعلمون والذين ليس لديهم علم ، وإذا قلنا نفي فائدته يكون المعنى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا ينتفعون بعلمهم ، قد يتعلم بعض طلاب العلم شيئا يقرأون كتبا كثيرة وقد يتعلمون مسائل كثيرة لكنهم لا ينتفعون بها ، فهل يستوي من ينتفع بعلمه ومن لا ينتفع ؟ فالآية على هذين القولين .




رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 10:52 PM
عيسى حسان عيسى حسان غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 409
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم فكرتك جيدة جدا لكن تحتاج إلى تنظيم
وأقترح أن يكون كالتالي
عند إلقاء المحاضرة تقسم بواسطة برنامج لتقسيم الأصوات إلى أجزاء صغير حوالي خمسة دقائق وتوضع هذه الأقسام في مشاركة خاصة ثم تطلب ممن يريد المشاركة في هذا العمل النبيل أن يدرج اسمه والمقطع الذي يريد تفريغه ثم تجمع جميع المشاركات في مشاركة واحدة ويقوم أحد المتخصصين في التنسيق بتنسيقها
وأقترح عليكم برنام التفريغ الخاص بموقع الآجري فهو برنامج مفيد جربته ودفعني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 10:55 PM
عيسى حسان عيسى حسان غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 409
افتراضي

وإن شئتم ننشئ فريقا للتفريغ يتكون من عدد لا بأس حوالي عشرين أو ثلاثين لكي تخف المؤنة على البقية وتعرض على المشرفين على المعهد لتنظيمها ويمكنكم الاستفادة من تجربة موقع الآجري فهم يعملون بها وآتت ثمارها وكذلك موقع ميراث الأنبياء

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 04:28 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواهب صالح مشاهدة المشاركة
لقاء فضل طلب العلم لفضيلة الشيخ : عبدالعزيز الداخل .
ج1 ق2 من2:53إلى
7

ومن فضائل العلم أن العلم رفعة للعبد في دينه ودنياه وتشريف له ومن أحسن التعلم ارتفع شأنه وعلا قدره .
ومن فضائل العلم أن العلم يدل المرء على شريف الخصال ومحاسن الأداب ويُعرفه أيضًا بسيئها فيحرص على اكتساب الخصال الحميدة بما يعرفه من فضلها وثمراتها وآثارها ويحرص أيضًا على اجتناب الخصال السيئة الذميمة بما يعرفه من سوء أثارها وقبيح عاقبتها ويُعرفه أيضًا بالعضات والعِبر التي حلت بالسابقين وكل ذلك لا يحصل إلا بالعلم .
ومن فضائل العلم أنه من أفضل القربات إلى الله تعالى ويدل لذلك ما رتبه الله تعالى على العلم من الأجور العظيمة والفضائل الجليلة حتى كان ما يعلمه المرء لغيره يصيبه ثوابه وإن تسلسل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "
((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا....)رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فكل من دعا إلى الهدى ولا يدعوا للهدى إلا بالعلم فكل من دعا إلى الهدى فله مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وإن تسلسل ذلك الأمر إلى أن تقوم الساعة فما يحدثه العلماء من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلمونه من العلوم النافعة يجري لهم - بإذن الله -عز وجل أجرهم وتجري لهم حسناتهم بما علموه من العلم النافع وقد ذكر الإمام السعدي رحمه الله تعالى في فتاوه أن عالمًا كان في بلدة يعلم العلم فمات فرأه أحد تلاميذه في المنام فقال له أرأيت الفتوى التي أفتيت بها في مسألة كذا وكذا لقد وصلني أجرها، وهذه فتوى أفتى بها أو قضية حكم بها تلميذه من بعده فوصل شيخه أجرها بعد موته .

فا العلم النافع من أسباب على الحصول الأجور العظيمة والحسنات المتسلسلة التي لا تنقضي بإذن الله عزوجل وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أن العلم النافع من الأعمال التي لاتنقطع ؛إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر من ذلك"علم ينتفع به" وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ببيان فضل العلم وأهله وفضل طلبه ورتب على ذلك من الثناء العظيم والثواب الجزيل في القران الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حريًا بأن يكون حريصًا على نيل هذا الفضل مجتهدًا في طلبه قالى تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "
فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به والله تعالى لا يخلف وعدم ممن طلب العلم بنية صالحة حصل له من الرفعة -بإذن الله- عزوجل بقدر ما آتاه عزوجل من العلم .
وقال تعالى:{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وقالى تعالى:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ "
بل أمر الله عزوجل نبيه أن يسأله الزيادة من العلم كما قال تعالى:"{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
وفي ذلك من التنبيه على فضل العلم وعظم شأنه ما هو ظاهر بيّن وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).






سأكمل قريبًا ما يتيسر من باقي الجزء الأول
وأرجو من الطلبة أن ينتقلوا للأجزاء الثانية لكوني تكفلت بالقسم الثاني والثالث والرابع من الجزء الأول !
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواهب صالح مشاهدة المشاركة
محاضرة بيان فضل العلم لفضيلة الشيخ : عبد العزيز الداخل ..


ج1 ق3
من 7 حتى 12

والتفقه في الدين يشمل جميع أبوابه في الإعتقاد والأحكام والأخلاق والأداب والتزكية والجزاء وغيرها فكل ذلك من الفقه في الدين وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " رواه مسلم
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" متفق عليه ..

وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .رواه أبو دواد والترمذي
وهذا الحديث الجليل العظيم فيه بيان ظاهر لفضل العلم والحث على طلبه وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليل على أن الله يغفر له إن شاء الله وقال : ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال، وإنما صار كذلك والله أعلم لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار


وقد أدرك أئمة الهدى من علماء هذه الأمة هذه الحقيقة فجتهدوا في تعلم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابوهم في ذلك حتى تبوءوا من مكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين وأثارهم في بيان فضل العلم مذكورة مشكورة
فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري : ما عبد الله بمثل الفقه
وقال :مطرف بن عبد الله بن الشخير فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ ، وَخَيْرُ دِينِكِمُ الْوَرَعُ."رواه الإمام أحمد في الزهد
وقال سفيان الثوري : ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خير "رواه الدارمي
وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن مبارك أنه قال:قال لي سفيان الثوري "مايراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وما طلب العلم في زمان أفضل من اليوم
وقد صدق رحمه الله فنحن اليوم بعد قرون متطاولة إنما نتعلم العلم مما ورّثوه لنا من العلم رواية ودراية فعنهم نتلقى مسائل الإعتقاد وعنهم نتلقى مسائل الفقه وعنهم نتلقى معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ومن تقبل روايته ومن ترد وعنهم نتلقى العلم بالأخلاق الفاضلة والتزكية والسلوك ومن صفات العلماء الربانيّن أن يجدهم طالب العلم فيما يحتاج إليه من أبواب الدين أئمة يقتدى بهم روى البيهقي بإسناده إلى الربيع سليمان المرادي أنه قال:سمعت الشافعي يقول : ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم، قيل له ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله .



باقي القسم الرابع من الجزء الأول قريبًا بإذن الله ..

جـــــــــزاك الله خيرا، أنتظر القسم الرابع

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 04:29 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا مصطفى مشاهدة المشاركة
الجزء الثالث: القسم الثاني(5-10:21)دقيقة

وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال سفيان بن عُيَينة:(طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم ويُجزء فيه بعضهم عن بعض) , وتلا هذه الآية: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لعلهم يَحذَرُون) [التوبة: ١٢٢].
قال ابن عبد البر:(قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
هذا خلاصة ماقيل في حكم طلب العلم؛إنّ منه قدر واجب,ومنه فرض كفاية.
ومما ينبغي التأكيد عليه؛ بيان وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم, وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة, أو لايريد به إلاّ ليصيبَ به عرضاً من الدنيا.
ففي (صحيح الإمام مسلم) وغيره من حديث أبو هُريرة-رضي الله عنه- في ذكر أول من تسعر بهم النار يوم القيامة, وذَكر منهم: ((ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل,ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار...)).
نعوذ بالله من غضبه وعقابه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) يَعْنِي: رِيحَهَا. (رواه أَبُو داود بإسناد صحيح)
فهذه الأدلة وغيرها كثير تدل على وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم, وأن يُحسن المرء نيته في طلب العلم ليسلم من غضب الله-عزوجل- وسخطه وعقابه.
وطلب العلم بنية صالحة له آثار على قلب طالب العلم , وعلى عمله.
قال مالك بن دينار:(من تعلم العلم للعمل كَسَره علمه, ومن طلبه لغير العمل زاده فخرا).
وقَال مطر الورّاق: (خيرُ العلمِ مَا نفع، وإنَّما ينفعُ الله بالعلم مَن عَلِمَهُ ثُمَّ عَمِلَ به، ولا ينفَعُ به مَن عَلِمَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ).
ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛ أن يطلب العبد العلم للعمل به, والإهتداء بهدى الله عزوجل؛ لينال فضله ورحمته, وأن يُعظم هدى الله في قلبه, وأن يفرح بفضل الله ورحمته؛ إذا وجد مايهتدي به لما ينفعه في دينه ودنياه, من خير الدنيا والآخرة.
فإن الله – تعالى- لم ُحرم علينا شيئاً إلاّ عوضنا خيراً منه, فعوض الله تعالى المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثناءه – تعالى- عليهم في الملأ الأعلى, وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضع لهم القبول في الأرض, وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عزوجل؛ عوضهم بأن رفعهم الله-تعالى- وكتب لهم الرفعة والعزة , وأين هذا من ذاك.
فالإخلاص في طلب العلم؛ يكون بأن يبتغي به المرء وجه الله – تعالى-؛ ليهتدي لمعرفة ما يحبه الله ويرضاه؛ فيَعَمَله , ويعرف ما يُبغضه الله؛ فيَجتَنبَه, ويعرف ما يخبر الله عزوجل به؛ فيؤمن به ويصدقه, ويقصد به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره , فإذا فعل ذلك؛ فقد صلحت نيته في طلب العلم بإذن الله تعالى.
نخلص من هذا العرض الموجزإلى أنّ العلم الشرعي كما تقدم؛ منه فرض عين , وفرض كفاية, وأنّ فضله عظيم, وأنّ الإخلاص في طلب العلم واجب, وقد ذكرنا أيضاً: المقاصد الصالحة في طلب العلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا مصطفى مشاهدة المشاركة
والعمل بالعلم شأنه عظيم فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم
كما قال الله تعالى: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74] ,وعقوبة تارك العمل لعظيمة شنيعة والقوارع عليهم في الكتاب و السنة شديدة , كما قال الله تعالى:{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]
وقال تعالى: { مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين } [الجمعة: 5]
وقال تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) } [الأعراف: 175، 176]
وفي الصحيحين من حديث أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)). والعياذ بالله
وفي حديث أبي هريرة ( رضي الله عنه ) المتقدم (( في أول من تسعر بهم النار أنه يُقال لقارئ القران ماذا عملت فيما عَلمت))
وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟))[رواه الترمذي و قال: حديث حسن صحيح]
وعن أبي برزة أيضاً ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ): (( مثل الذي يُعلم الناس الخير وينسى نفسه, مَثل الفتيلة تضيء على الناس و تحرق نفسها )) [رواه البزار و صححه الالباني]
ولأهمية هذا الأمر أفرده بعض العلماء بالتأليف؛فكتب الحافظ ابن عساكر(ت:571هـ) رسالة (ذم من لا يعمل بعلمه), وألف الخطيب البغدادي كتاب (اقتضاء العلم العمل), وأفرد له ابن عبد البر فصلا في (جامع بيان العلم وفضله), و قبله الآجري في (اخلاق العلماء), و كذلك ابن رجب في (فضل علم السلف على علم الخلف)وابن القيم في (مفتاح دار دارالسعادة ),وغيرهم.
ومن الخطأ أن يُظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم, بل هي عامة في كل من عَلم حكما شرعيا و خالف العمل بمقتضاه ,كل من عَلم حكما شرعيا فإنه يجب عليه أن يعمل بمقتضاه ,ويستحق الذم على ترك العمل به؛ إذا تركه, فأُوصي نفسي وإياكم إذا علمنا شيئا أن نعمل به ولو مرة واحدة؛ إذا لم يكن فيه وجوب يقتضي تكرار العمل به, وقد كان هذا من هدي أئمة الدين -رحمهم الله تعالى- , وقد قال الامام احمد: (ما كتبت حديثا إلاّ و قد عملت به)
جــــــــــــزاك الله وابنتك خيرا

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 04:31 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجاء بنت عبد الله مشاهدة المشاركة
بسم الله

تفريغ القسم الرابع من الجزء الثاني


... و مَنْ تأمّلَ وَصاياهُم و أخبارهم عَلِمَ من فِقْهِهم و بَصيرَتِهم ما يدلّه على هذا المعنى الجليل ، فهذا الرَّبيعُ ابن خُثَيْم الثَّوْرِي الذي كان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأه مُقْبِلا قال : بَشّرِ المُخْبتين ، أما و الله لو رآك رسولُ الله لأَحَبّك . رواه ابن أبي شيبة
و كان يقول له : ما رأيتُكَ إلا ذكرتُ المُخبتِين
ابنُ خُثيَمْ له وصايا جليلة ، من تأمّل وصاياه و قد ذكر ابن أبي شَيْبة طائفة منها في مُصنّفه
من تأمل وصاياه الجليلة النافعة عرف ما تدلّ عليه من بصيرة و علم و من ذلك وصيّته لبَكْر ابن مَاعز الذي رواه ابن أبي شيبة ايضا من طريق سفيان ابن سعيد الثوري عن أبيه عن بكر ابن ماعز أن الربيع ابن خثيم قال له : يابكر، اخْزنْ عليكَ لسانكَ إلا ممّا لكَ ولا عليكَ ، فإني اتهمتُ الناس على ديني ، أطِعْ الله فيما علمتَ ، وما استُؤثرَ بهعليك فكِلْهُ إلى عالِمه ، لَأَنا عليكم في العَمْدِ أخوَفُ منّي عليكم في الخطأ ، ما خيركم اليوم بِخَيره ، ولكنّه خير من آخر شر منه ، ما تتبّعون الخير كل اتباعه ، ولا تفرّون من الشرّ حقّ فِراره ، ما كلّ ما أنزل الله علىمحمّدأدركتم ، ولا كلّ ما تقرءون تدرون ما هو ؟ السّرائر اللاّتي يخفين على الناس هنّ لله بواد ، ابتغوا دواءها، ثمّ يقول لنفسه : وما دواؤها ؟ أن تتوب ثمّ لا تعود.
فتأمّل هذه الوصايا و الحكم التي تدلّ على ما وراءها من العلم الخاصّ الخالص الذّي يفيض رحمة و فقها و نصحا لا يكدّره تكلّف و لا يشينه تعنيف و لا إزراء بالمنصوح
و قال الفقيه الحنبلي ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية ، ذكر عن الإمام أحمد أنه قال : كان مَعْرُوف الكَّرْخِي من الأبدال مجاب الدعوة وذُكر في مجلس أحمدفقال بعض من حضر هو قصير العلم فقال له أحمدأمسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليهمعروف .
وقالعبد الله- ابن الإمام أحمد -قلت لأبي : هل كان معمعروفشيء من العلم ؟ فقال لي : يا بنيّ كان معه رأس العلم : خشية الله . انتهى كلامه
و المقصود من التنبيه على هذين النوعين من العلم ألاّ يشتغل العبد بالعلم الظاهر على العلم الذي يُنتفع به و يصلح به قلبه من خشية الله عز و جل و الإنابة إليه و اليقين به جلّ و علا ، فهذا العلم هو خالص العلم و أفضله و أعلاه و أجلّه قدرا عند الله جل و علا
و التفقّه في أحكام الكتاب و السنة علم نافع لكنّه إذا لم يصحبه العلم الأصلي وهو خشية الله و الإنابة إليه كان وبالا على صاحبه و حجّة عليه ، لكن أكثر ما يكون التقصير من طلاّب العلم و المتفقّهة أنهم يُقصِّرون في هذا العلم الباطن الذي هو خشية الله عزّ و جلّ و الإنابة إليه ، و هذا التقصير له أثره في انتفاعهم بعلومهم و له أثره في عدم سلوكهم سبيلِ الهداية في كثير من الأمور ، فأما إذا وفّق الإنسان بصلاح قلبه و صلاح نيّته و قصده و أمر قلبه بخشية الله عزّ و جلّ و زينه بالإنابة إليه فإن الله عزّ و جلّ يهديه و لا يًضلّه
فآمل منكم الحرص على هذا النّوع من العلم و الحرص أيضا على التفقّه في أحكام الدّين عقيدة و شريعة .
جزاك الله خيرا وانتظر القسم الثاني من الجزء الرابع ، أعانك الله وفقك

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 04:33 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عاصم الفيفي مشاهدة المشاركة
الجزء الثاني
القسم الأول: من 0 إلي 5
القسم الثاني: من 5 إلي 10


وقد صنف العلماء في بيان فضل العلم مصنفات عظيمة ، جليلة القدر ، عظيمة النفع ، وأفرد له بعض العلماء أبوابا في بعض كتبهم ، فأفرد الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه بابا في فضل العلم ، وكذلك فعل الإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي والدارمي وغيرهم كثير ، كثير من العلماء المحدثين المصنفين للجوامع والسنن يفردون لفضل العلم كتابا ، وهذا دليل على عظم شأنه وعلى والحث على طلبه ، ومن أهل العلم من أفرد فضل العلم بالتصنيف ، فصنف كتابا مستقلا في بيان فضل العلم أو الحث على طلبه ، ومن هؤلاء :أبو نعيم الأصبهاني ، وأبو العباس المرهبي واسمه أحمد بن علي من شيوخ أبو نعيم ، و كذلك ابن عبد البر وابن القيم كتب في فضل العلم كتابات كثيرة ومن أجلها كتابه " مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة " فإنه قد أطال جدا في بيان فضل العلم في هذا الكتاب ، وابن رجب رحمه الله له كتاب " فضل علم السلف على علم الخلف " ، وكذلك الكثير من العلماء كتبوا في بيان فضل العلم كتابات كثيرة منها ما هو مفرد ، ومنها ما ضمن في أبواب من كتبهم .
ولا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة التي هي خير أمة أخرجت للناس ، فإنها قد بلغت فيه غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها ، واختصها الله فيه بخصائص لم تعط لأمة قبلها .
والناس يتفاضلون في العلم تفاضلا كبيرا كما قال الله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } ، وكلما كان الإنسان أكثر علما بما ينفع كان أكثر فضلا ، وأعظم شأنا ، وأعلى درجة .
نأتي الآن إلى بيان مسألة مهمة ، وهي ما هي أنواع العلم النافع ؟ ، ذكرنا الآن فضل العلم ، وفضل طلبه والحث على طلبه و الآيات والأحاديث والآثار الواردة في ذلك ، فما هو هذا العلم النافع الذي يُحث على طلبه ؟؟ .
أولا : لابد من بيان مقدمة مهمة وهي أن العلم ينقسم إلى قسمين :
• علم نافع .
• علم غير نافع .
وسنأتي للتنبيه على أنواع العلم غير النافع ، أما العلم النافع فمنه :
• علم ينفع المرء في دنياه ، من الأمور التجريبية وغيرها مما ينفع الناس في حياتهم ومعاشهم .
• ومنه علم ينفع الناس في أمور دينهم في التفقه في الدين ، ومعرفة هدى الله عز وجل في الشؤون كلها ، ومعرفة هدى الله نافع للمرء في دينه ودنياه .
فالعلم النافع ينقسم إلى قسمين :
• علم دنيوي .
• وعلم شرعي .
والمراد في هذه المحاضرة هو : العلم الشرعي ، وهو العلم بدين الله عز وجل ، وهو ثلاثة أقسام كما قال ابن القيم رحمه الله :
والعلم أقسام ثـــــلاث مالها من رابع والفضل للرحمن
علم بـأوصاف الإلـه وفعــله وكـذلك الأســـماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاءه يوم المــعاد الثان

فقسم أنواع العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام :
• علم العقيدة ، ومدراه على معرفة الأسماء والصفات ، وما يعتقد في أبواب الإيمان .
• والعلم الثاني هو معرفة الأمر والنهي ، و الحلال والحرام ، وهو علم الفقه في الدين .
• والعلم الثالث هو علم الجزاء ، جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة .
فهذه أنواع العلم النافع الثلاثة ، فهذا تقسيم للعلوم الشرعية من وجه ، ومن وجه آخر العلم على قسمين :
• علم ظاهر .
• وعلم باطن .
العلم الظاهر : هو ما تقدم ذكره من المسائل التي يتفقه فيها العلماء وطلاب العلم من معرفة مسائل الاعتقاد ، والحلال والحرام ، والجزاء وغير ذلك .
والعلم الباطن : يقصد به ما يقوم في قلب طالب العلم من خشية الله عز وجل والإنابة إليه وتعظيم شأنه ، وصدق الرغبة فيما لديه ، وما يقوم في قلبه من اليقين ، واليقين لا يكون إلا بالعلم .
وقد قال الطحاوي رحمه الله في شرح مشكل الآثار كلاما خلاصته :
أن أهل العلم الذين يسممون في الشريعة علماء على صنفين :
 الصنف الأول : الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسنن وعلموها وهم الذين يُرحل إليهم في طلب العلم وفقه مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات والقضاء .
 والصنف الآخر : أصحاب الخشية والخشوع على استقامة وسداد ، مع حدوث شرط الاستقامة والسداد ، فأصحاب الخشية والخشوع قد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم ، وسيأتي بإذن الله ذكر بعض الأدلة على ذلك ، وقد يكون أحدهم أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يشتغل بما اشتغل به كثير من المتفقة لكنه عند الله من أهل العلم ، وفي ميزان الشريعة من أهل العلم ، وعند الرعيل الأول والسلف الصالح هو العالم الموفق وإن كان لا يقرأ ولا يكتب بسبب ما قام في قلوبهم من الخشية والإنابة على الحق والهدى ، وسبب ذلك أنهم بما يوفقون إليه من اليقين النافع الذي يصيب كبد الحقيقة ويفرق لهم به بين الحق والباطل ، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر والفهم والتبصر يعلمون علما عظيما قد يُفني بعض المتفقة والأذكياء من غيرهم أعمارهم ولمّا يحصلوا عشره ، ذلك بأنهم يرون ببصائرهم ما يحاول غيرهم استنتاجه ، ويصيبون كبد الحقيقة و غيرهم يحوم حولها .، ويأخذون صفو العلم وخلاصته وغيرهم قد يفني وقته ويضني نفسه في البحث والتنقيب فيبعد ويقترب من الهدى بحسب ما معه من أصل الخشية والإنابة ، فكانوا بما عرفوه وتيقنوه ووجدوه وانتفعوا به أهل علم نافع .
ومن أدلة ذلك قول الله تعالى :{أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } الحذر والرجاء من الأعمال القلبية ، فلما قامت في قلوب هؤلاء قياما صحيحا أنتجت أثرها ، وهو القنوت لله عز وجل لله آناء الليل ساجدا وقائما فكان هذا هو أصل العلم النافع ، ولذلك قال الله عز وجل بعدها : {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ، فجعلهم الله عز وجل أهل العلم وغيرهم قسيمهم الذين لا يعلمون ، ونفي العلم في قوله : {والذين لا يعلمون} فيه وجهان للعلماء :
الوجه الأول : نفي حقيقته .
والوجه الآخر : نفي فائدته .
ما الفرق بين النوعين ؟
النوع الأول إذا قلنا نفي حقيقته أي هل يستوي الذين يعلمون والذين ليس لديهم علم ، وإذا قلنا نفي فائدته يكون المعنى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا ينتفعون بعلمهم ، قد يتعلم بعض طلاب العلم شيئا يقرأون كتبا كثيرة وقد يتعلمون مسائل كثيرة لكنهم لا ينتفعون بها ، فهل يستوي من ينتفع بعلمه ومن لا ينتفع ؟ فالآية على هذين القولين .





جزاك الله خيرا

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 23 جمادى الأولى 1436هـ/13-03-2015م, 05:11 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى حسان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم فكرتك جيدة جدا لكن تحتاج إلى تنظيم
وأقترح أن يكون كالتالي
عند إلقاء المحاضرة تقسم بواسطة برنامج لتقسيم الأصوات إلى أجزاء صغير حوالي خمسة دقائق وتوضع هذه الأقسام في مشاركة خاصة ثم تطلب ممن يريد المشاركة في هذا العمل النبيل أن يدرج اسمه والمقطع الذي يريد تفريغه ثم تجمع جميع المشاركات في مشاركة واحدة ويقوم أحد المتخصصين في التنسيق بتنسيقها
وأقترح عليكم برنام التفريغ الخاص بموقع الآجري فهو برنامج مفيد جربته ودفعني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى حسان مشاهدة المشاركة
وإن شئتم ننشئ فريقا للتفريغ يتكون من عدد لا بأس حوالي عشرين أو ثلاثين لكي تخف المؤنة على البقية وتعرض على المشرفين على المعهد لتنظيمها ويمكنكم الاستفادة من تجربة موقع الآجري فهم يعملون بها وآتت ثمارها وكذلك موقع ميراث الأنبياء
جزاكم الله خيرا، أعرض اقتراحكم إن شاء الله على المشرفات

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 02:35 AM
أروى عبد القادر عبدالسلام أروى عبد القادر عبدالسلام غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 325
افتراضي الجزء الأول من القسم الثالث

القسم الأول من الجزء الثالث / محاضرة بيان فضل طلب العلم

و من ما ينبغي أن يُعلم أن العلم منه نافعٌ و غير نافع كما سبق التنبيه إليه، و قد استعاذ النبيُّ صلى الله عليه و سلم من علمٍ لا ينفع ؛ فعن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال : كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه و سلم :( اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع و من قلبٍ لا يخشع و من نفسٍ لا تشبع و من دعوةٍ لا يُستجاب لها ) "رواه مسلم".
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سلُوا الله علماً نافعا ، و تعَوَّذُوا بالله من علمٍ لا ينفع ) "رواه ابن ماجة".
و التعوُّذُ من العلم الذي لا ينفع دليلٌ على أن فيه شراً يجب التحرس منه ؛ فينبغي لطالب العلم أن يعتنيَ بالعلم الذي ينفعه في دينه و دنياه و أن يحفظ وقته من ما لا ينفع.

و العلمُ الذي لا ينفع فُسٍّرَ بتفسيرين :
أحدهما ؛ العلوم الضارة .
و الآخر ( التفسير الآخر ) ؛ عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسببٍ أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
• فمن العلوم الضارة ؛ السحرُ و التنجيمُ و الكهانةُ و علم الكلامِ و الفلسفةُ و غيرها من العلوم التي تخالف هدَىٰ الشريعة و فيها انتهاكٌ لحرماتِ الله عز وجل و قولٌ على الله بغير علم ، و اعتداءٌ على شرعه و اعتداءٌ على عباده ، فكل ذلك من العلوم الضارة التي لا تنفع.
و العلوم التي لا تنفع كثيرة، و من أبرز علاماتها: مخالفة مؤاداها لهدي الكتاب و السنة ؛ فكل علمٍ تجده يصدُّ عن طاعة الله، أو يُزيِّن معصية الله ، أو يؤُول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه ، فهو علمٌ غير نافع ، و إن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زُخرُف القول ، و إن ادعَوا فيه ما ادعَوا من المذاهب و الادعاءات ، فكل علمٍ تكون فيه هذه العلامات فهو علمٌ غير نافع.
و الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للإفتتان و هو ضعيف الآلة في العلم ، و قد قال الله تعالى :( فليحذرِ الذين يُخالفونَ عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم ). [النور : 63]
و قد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافيةٍ منه ، وسبب ذلك مخالفتهم لهدَىٰ الله تعالى و اتباعهم غير سبيل المؤمنين.

نأتي الآن إلى بيان حكم طلب العلم :
ما حكم طلب العلم ؟
فنقول العلم الشرعي منه فرض عين ، و فرض كفاية.
ففرض العين ؛ هو ما يتأدى به الواجب. قال الإمام أحمد : يجب أن يُطلبَ من العلم ما يقُوم به دينه ؛ قيل مثل أي شيء ؟ قال: الذي لا يسعه جهله و صلاته و صيامه ، و نحو ذلك.
وقد مرَّ الإمام أحمد بقومٍ لا يحسنون الصلاة ، فكتب لهم كتابا فيه تعليم الصلاة ، و بعث به إليهم.
و قد رُئِيَ الكتاب في بعض المصنفات و طُبِعَ مؤخراً .
فيجب على العبد أن يتعلم ما يُؤدي به الواجب ، و يكفَّ به عن المحرم ، و يُتمَّ به معاملاته على الوجه الذي لا معصية فيه ؛فالتاجر في تجارته يجب أن يتعلم من أحكام الشريعة ما يتجنب به المعاملات المحرمة في بيعه و شرائه ، و كذلك الطبيب في طبِّه يجب أن يتعلم حدود الله عز وجل في مجال مهنته ، و كذلك العامل في عمله أياًّ كان ذلك العمل ، كلُّ عاملٍ في عملٍ له خصوصية يجب عليه أن يتعلم حدود الله عز و جل في ذلك العمل.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 08:36 AM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي

(الجزء الأول من القسم الأول)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد؛
فإن الله تعالى قد شرف العلم والعلماء وأقامهم على معالم دينه أدلاء، فهدى بهم السبيل، وأقام بهم الحجة، ورفع شأنهم، وأعلى درجاتهم.
وأوجه بيان فضل العلم تتبين بأمور:
  • أولها: أن العلم أصل معرفة الهدى وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، فبالعلم يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى وفضله وثوابه العظيم في الدنيا والآخرة، ويتعرف على ما يسلم به من سخط الله وعقابه.
  • ومن فضائل العلم: أن العلم أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستعدي قدرًا من العلم، وكذلك معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالًا وتفصيلًا لا تكون إلا بالعلم. فتبين أن العبد لا يمكن أن يتقرب إلى الله عز وجل إلا أن يكون أصل تقربه هو العلم.
  • ومن فضائل العلم: أن العلم يعرف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويٌعرفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته والفتن التي قد يضل بها من يضل إذا لم يعتصم بما بينه الله عزوجل من الهدى الذي لا يعرف إلا بالعلم. والعلم يعرف الأمة كذلك بسبيل رفعتها وعزتها.
  • ومن فضائل العلم: أن الله تعالى يحب العلم والعلماء، وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم، وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها.
  • ومن فضائل العلم: أن العلم يعرف العبد بربه جل وعلا وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى وآثارها في الخلق والأمر؛ وهذه أعز المعارف وأغلاها وأعلاها وأرفعها شأنا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع؛ فكان هذا العلم سببًا لأن يتعرف العبد على أسماء الله وصفاته وأحكامه، ويعرف جزائه على الأعمال في الدنيا والآخرة على ما بينه الله تعالى وسبيل ذلك لا يكون إلا بالعلم.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 08:38 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أروى عبد القادر عبدالسلام مشاهدة المشاركة
القسم الأول من الجزء الثالث / محاضرة بيان فضل طلب العلم

و من ما ينبغي أن يُعلم أن العلم منه نافعٌ و غير نافع كما سبق التنبيه إليه، و قد استعاذ النبيُّ صلى الله عليه و سلم من علمٍ لا ينفع ؛ فعن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال : كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه و سلم :( اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع و من قلبٍ لا يخشع و من نفسٍ لا تشبع و من دعوةٍ لا يُستجاب لها ) "رواه مسلم".
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سلُوا الله علماً نافعا ، و تعَوَّذُوا بالله من علمٍ لا ينفع ) "رواه ابن ماجة".
و التعوُّذُ من العلم الذي لا ينفع دليلٌ على أن فيه شراً يجب التحرس منه ؛ فينبغي لطالب العلم أن يعتنيَ بالعلم الذي ينفعه في دينه و دنياه و أن يحفظ وقته من ما لا ينفع.

و العلمُ الذي لا ينفع فُسٍّرَ بتفسيرين :
أحدهما ؛ العلوم الضارة .
و الآخر ( التفسير الآخر ) ؛ عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسببٍ أفضى بالعبد إلى الحرمان من بركة العلم.
• فمن العلوم الضارة ؛ السحرُ و التنجيمُ و الكهانةُ و علم الكلامِ و الفلسفةُ و غيرها من العلوم التي تخالف هدَىٰ الشريعة و فيها انتهاكٌ لحرماتِ الله عز وجل و قولٌ على الله بغير علم ، و اعتداءٌ على شرعه و اعتداءٌ على عباده ، فكل ذلك من العلوم الضارة التي لا تنفع.
و العلوم التي لا تنفع كثيرة، و من أبرز علاماتها: مخالفة مؤاداها لهدي الكتاب و السنة ؛ فكل علمٍ تجده يصدُّ عن طاعة الله، أو يُزيِّن معصية الله ، أو يؤُول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه ، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه ، فهو علمٌ غير نافع ، و إن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زُخرُف القول ، و إن ادعَوا فيه ما ادعَوا من المذاهب و الادعاءات ، فكل علمٍ تكون فيه هذه العلامات فهو علمٌ غير نافع.
و الفضول قد يدفع المتعلم إلى القراءة في ما لا ينفع ، فيعرض نفسه للإفتتان و هو ضعيف الآلة في العلم ، و قد قال الله تعالى :( فليحذرِ الذين يُخالفونَ عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم ). [النور : 63]
و قد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافيةٍ منه ، وسبب ذلك مخالفتهم لهدَىٰ الله تعالى و اتباعهم غير سبيل المؤمنين.

نأتي الآن إلى بيان حكم طلب العلم :
ما حكم طلب العلم ؟
فنقول العلم الشرعي منه فرض عين ، و فرض كفاية.
ففرض العين ؛ هو ما يتأدى به الواجب. قال الإمام أحمد : يجب أن يُطلبَ من العلم ما يقُوم به دينه ؛ قيل مثل أي شيء ؟ قال: الذي لا يسعه جهله و صلاته و صيامه ، و نحو ذلك.
وقد مرَّ الإمام أحمد بقومٍ لا يحسنون الصلاة ، فكتب لهم كتابا فيه تعليم الصلاة ، و بعث به إليهم.
و قد رُئِيَ الكتاب في بعض المصنفات و طُبِعَ مؤخراً .
فيجب على العبد أن يتعلم ما يُؤدي به الواجب ، و يكفَّ به عن المحرم ، و يُتمَّ به معاملاته على الوجه الذي لا معصية فيه ؛فالتاجر في تجارته يجب أن يتعلم من أحكام الشريعة ما يتجنب به المعاملات المحرمة في بيعه و شرائه ، و كذلك الطبيب في طبِّه يجب أن يتعلم حدود الله عز وجل في مجال مهنته ، و كذلك العامل في عمله أياًّ كان ذلك العمل ، كلُّ عاملٍ في عملٍ له خصوصية يجب عليه أن يتعلم حدود الله عز و جل في ذلك العمل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهال بنت القاضي مشاهدة المشاركة
(الجزء الأول من القسم الأول)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد؛
فإن الله تعالى قد شرف العلم والعلماء وأقامهم على معالم دينه أدلاء، فهدى بهم السبيل، وأقام بهم الحجة، ورفع شأنهم، وأعلى درجاتهم.
وأوجه بيان فضل العلم تتبين بأمور:
أولها: أن العلم أصل معرفة الهدى وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، فبالعلم يتعرف العبد على أسباب رضوان الله تعالى وفضله وثوابه العظيم في الدنيا والآخرة، ويتعرف على ما يسلم به من سخط الله وعقابه.
ومن فضائل العلم أن العلم أصل كل عبادة؛ وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستعدي قدرًا من العلم، وكذلك معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالًا وتفصيلًا لا تكون إلا بالعلم. فتبين أن العبد لا يمكن أن يتقرب إلى الله عز وجل إلا أن يكون أصل تقربه هو العلم.
ومن فضائل العلم أن العلم يعرف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويٌعرفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته والفتن التي قد يضل بها من يضل إذا لم يعتصم بما بينه الله عزوجل من الهدى الذي لا يعرف إلا بالعلم. والعلم يعرف الأمة كذلك بسبيل رفعتها وعزتها.
ومن فضائل العلم أن الله تعالى يحب العلم والعلماء، وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم، وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها.
ومن فضائل العلم أن العلم يعرف العبد بربه جل وعلا وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى وآثارها في الخلق والأمر؛ وهذه أعز المعارف وأغلاها وأعلاها وأرفعها شأنا، ولا تحصل للعبد إلا بالعلم النافع؛ فكان هذا العلم سببًا لأن يتعرف العبد على أسماء الله وصفاته وأحكامه، ويعرف جزائه على الأعمال في الدنيا والآخرة على ما بينه الله تعالى وسبيل ذلك لا يكون إلا بالعلم.
جزاكم الله خيرا، وفتح عليكم وبكم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 08:53 AM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي

وخيرًا جزاك..آمين

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 01:25 PM
رجاء بنت عبد الله رجاء بنت عبد الله غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 213
افتراضي

تفريغ الجزء الثاني من القسم الرابع
و قد قال الإمام أحمد : ما كتبت حديثا إلا و قد عملت به
و قال سفيان الثوري : ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط إلاّ عملت به و لو مرّة واحدة
و قال عمرو بن قيس السكوني : إذا سمعت بالخير فاعمل به و لو مرة واحدة
و عن وكيع ابن الجرّاح و الشعبي و إسماعيل ابن إبراهيم إبن مجمع غيرهم أنهم قالوا : كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به
فإذا وطّن طالب العلم نفسه على العمل بما يتعلمه من العلم و لو مرة واحدة كان ذلك تدريبا له و تعويدا على العمل ، و النفس إذا عُوّدت على أمر تعودت عليه و سَهُل عليها فتتعود نفسه على العمل و يترقى بذلك في مراقي العبودية و لا يزال العبد يزداد بذلك من التوفيق و الفضل العظيم و يجد من البركة في حياته و أعماله ما هو من ثمرات امتثاله و احتسابه في العمل بما تعلّم ، نسأل الله من فضله
و قد قال الإمام مالك بن دينار رحمه الله : ما من أعمال البرّ شيء إلا و دونه عُقَيْبة فإن صبر صاحبها أفضت به إلى رَوْح ، و إن جزع رجع ، الرَّوْح هو الإرتياح و الإنبساط و سهولة الأمر عليه
نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى و من الزيغ بعد الرشاد و من الحور بعد الكرّ
و من أعظم ما يعين على العمل بالعلم أن يُربّي الإنسان نفسه على اليقين و الصبر و لذلك تجد الإنسان لا يعصي الله تعالى إلا حين يضعف يقينه أو يضعف صبره و سأضرب لكم مثلا يوضح الأمر : ألا ترى أنّ من كان على يقين بوجود سمّ في طعام مقدم له لا يتناوله مهما مُدِح له ذلك الطعام و ذلك ليقينه بوجود السمّ في الطعام و معرفته بعاقبة تناول السمّ و ضرره عليه ، فكذلك اليقين بعظيم العقاب على المعاصي يجعل العبد لا يقدم على المعصية إذا كان ذا بصيرة من سوء عاقبته فلا يُقدم على المعصية صاحب لُبّ ، و كذلك إذا كان على يقين بعظم الثواب على بعض الطاعات فإنه لا يفرّط فيها ، كما قال النبي صلى الله عليه و سلّم على المنافقين في شأن صلاة الفجر و العشاء : و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا ، فكان ضعف العلم اليقيني بالثواب سببا في زهدهم فيها .
و كذلك الصبر يعين على امتثال الأمر ، و قد قال الله تعالى : " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة و العشيّ يريدون وجهه "
كانت هذه المحاضرة في بيان فضل طلب العلم و قد أزف الوقت و قارب الإنتهاء ، و أحب أن أنبه إلى مسألتين مهمّتين قبل أن نختم هذه المحاضرة
المسألة الأولى : أنه ينبغي لطالب العلم أن يظهر عليه آثار التعلم و آدابه من حسن السَّمت و الرّفق و حسن التعامل و الصدق في الحديث و المعاملة و أن يعمل بما يتعلمه من العلم ، فإن بركة العلم تكون بامتثاله و بظهور آثاره و ثمراته على المتعلم
أما الذي يتعلم و لا يظهر عليه شيء من آثار العلم فهو جدير بأن يُحرم بركة العلم و العياذ بالله

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م, 09:57 PM
الصورة الرمزية مواهب صالح
مواهب صالح مواهب صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 70
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
جـــــــــزاك الله خيرا، أنتظر القسم الرابع
قريبا إن شاء الله :)

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 25 جمادى الأولى 1436هـ/15-03-2015م, 01:01 AM
سناء محمد الطيب سناء محمد الطيب غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 246
افتراضي

الجزء الثاني القسم الثالث من الدقيقة 10 إلى 15
أي هل يستوي الذين يعلمون والذين ليس لديهم علم وإذا قلنا نفي فائدته يكون المعنى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا ينتفعون بعلمهم
قد يتعلم بعض طلاب العلم شيئا يقرؤون كتبا كثيرة وقد يتعلمون مسائل كثيرة لكنهم لا ينتفعون بها، فهل يستوي من ينتفع بعلمه و من لا ينتفع ، فالآية على هذين القولين.
والخشية والإنابة هي قائمة على العلم قياما صحيحا لأن أصل الخشية والإنابة لا تكون إلا باليقين ،واليقين هو صفو العلم وخلاصته ، وقد قال عبادة ابن الصامت رضي الله عنه لجبير ابن نفير:"إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس : الخشوع يوشك ان تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا " رواه الدارمي والترمذي وغيرهما
فسمى الخشوع علما وهو كذلك لأن الخاشع مقبل بقلبه على كلام ربه معظما له كثير التفكر والتدبر له فيوفق لفهمه والإنتفاع به إنتفاعا لا يحصله من يقرأ مئات الكتب وهو هاجر لكتاب ربه ،ولا يحصله من يقرأ القرآن وصدره ضائق بقراءته يصبر نفسه عليه ويفرح ببلوغ آخر السورة لينصرف إلى دنياه ،وقد قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :"كفى بخشية الله علما وكفى بالإغترار به جهلا" رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان ،وروي نحوه في عن الفضيل ابن عياض وابن المبارك رواهما ابن الأعرابي في معجمه وغيره .
وقد قال الله عز وجل :"إنما يخشى الله من عباده العلماء " وقد فسرت الحكمة بالخشية في قول الله تعالى :" يوت الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب " ، قال الربيع ابن أنس البكري في قوله "يوت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة ..." الآية ،الحكمة الخشية لأن رأس كل شيء خشية الله وقرأ " إنما يخش الله من عباده العلماء " هذه رواية ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم موصولا إلى أبي العالية الرياحي قال "الحكمة الخشية فإن خشية الله رأس كل حكمة .
وأهل الخشية الإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل والهدى والضلالة والرشاد والزيغ وما يحبه الله و ما يبغضه يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم ، وقد قال الله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم "
قال عبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم ("فرقان" يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك الفرقان) رواه ابن جرير.
فأهل الخشية والإنابة أعظم الناس حظا بهذا الفرقان وهو فرقان في القلوب التي استنارت بنور الله فمشت بهدى الله عز وجل كما قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ".
فأهل الخشية والإنابة يوفقون للتذكر ويوفقون للهدى ويوفقون للإنتفاع بعلومهم ويجعل لهم فرقانا في قلوبهم يميزون به بين الحق والباطل ،فهم أصحاب العلم الخالص وانتفاعهم بالعلم أعظم من انتفاع من قصر في ذلك وقد قال الله عز وجل :"قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب "
وقال الله تعالى :"الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ".
وقد اشتهر بخشية الله عز وجل وعلم السلوك من أهلم العلم والأئمة الكبار من الصحابة والتابعين وتابعيهم أئمة عرفت آثارهم واستفاض الثناء عليهم

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 25 جمادى الأولى 1436هـ/15-03-2015م, 06:29 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سناء محمد الطيب مشاهدة المشاركة
الجزء الثاني القسم الثالث من الدقيقة 10 إلى 15
أي هل يستوي الذين يعلمون والذين ليس لديهم علم وإذا قلنا نفي فائدته يكون المعنى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا ينتفعون بعلمهم
قد يتعلم بعض طلاب العلم شيئا يقرؤون كتبا كثيرة وقد يتعلمون مسائل كثيرة لكنهم لا ينتفعون بها، فهل يستوي من ينتفع بعلمه و من لا ينتفع ، فالآية على هذين القولين.
والخشية والإنابة هي قائمة على العلم قياما صحيحا لأن أصل الخشية والإنابة لا تكون إلا باليقين ،واليقين هو صفو العلم وخلاصته ، وقد قال عبادة ابن الصامت رضي الله عنه لجبير ابن نفير:"إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس : الخشوع يوشك ان تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا " رواه الدارمي والترمذي وغيرهما
فسمى الخشوع علما وهو كذلك لأن الخاشع مقبل بقلبه على كلام ربه معظما له كثير التفكر والتدبر له فيوفق لفهمه والإنتفاع به إنتفاعا لا يحصله من يقرأ مئات الكتب وهو هاجر لكتاب ربه ،ولا يحصله من يقرأ القرآن وصدره ضائق بقراءته يصبر نفسه عليه ويفرح ببلوغ آخر السورة لينصرف إلى دنياه ،وقد قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه :"كفى بخشية الله علما وكفى بالإغترار به جهلا" رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان ،وروي نحوه في عن الفضيل ابن عياض وابن المبارك رواهما ابن الأعرابي في معجمه وغيره .
وقد قال الله عز وجل :"إنما يخشى الله من عباده العلماء " وقد فسرت الحكمة بالخشية في قول الله تعالى :" يوت الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب " ، قال الربيع ابن أنس البكري في قوله "يوت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة ..." الآية ،الحكمة الخشية لأن رأس كل شيء خشية الله وقرأ " إنما يخش الله من عباده العلماء " هذه رواية ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم موصولا إلى أبي العالية الرياحي قال "الحكمة الخشية فإن خشية الله رأس كل حكمة .
وأهل الخشية الإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل والهدى والضلالة والرشاد والزيغ وما يحبه الله و ما يبغضه يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم ، وقد قال الله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم "
قال عبد الرحمن ابن زيد ابن أسلم ("فرقان" يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك الفرقان) رواه ابن جرير.
فأهل الخشية والإنابة أعظم الناس حظا بهذا الفرقان وهو فرقان في القلوب التي استنارت بنور الله فمشت بهدى الله عز وجل كما قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ".
فأهل الخشية والإنابة يوفقون للتذكر ويوفقون للهدى ويوفقون للإنتفاع بعلومهم ويجعل لهم فرقانا في قلوبهم يميزون به بين الحق والباطل ،فهم أصحاب العلم الخالص وانتفاعهم بالعلم أعظم من انتفاع من قصر في ذلك وقد قال الله عز وجل :"قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب "
وقال الله تعالى :"الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ".
وقد اشتهر بخشية الله عز وجل وعلم السلوك من أهلم العلم والأئمة الكبار من الصحابة والتابعين وتابعيهم أئمة عرفت آثارهم واستفاض الثناء عليهم
جزاك الله خيرا وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 25 جمادى الأولى 1436هـ/15-03-2015م, 02:21 PM
الصورة الرمزية مواهب صالح
مواهب صالح مواهب صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 70
افتراضي ج1 ق4 (12_17)

الجزء الأول قسم 4 من(12_17)..


وقال مهنا بن يحيى السلمي قلت : لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال ؟ قال : طلب العلم لمن صحت نيته .
قلت : وأي شيء تصحيح النية ؟ قال : أن ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل .
ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام ابن أحمد أنه قال : العلم لا يعدله شيء .
ونقل النووي في مجموع اتفاق السلف على أن الإشتغال بالعلم أفضل من الإشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادة .
فهذه الأثار عن السلف الصالح تدل على معرفتهم بفضل العلم وادراكهم الحقيقة الجليلة ؛ فشمروا عن ساعد الجد في طلب العلم حتى أدركوا ما أدركوا بفضل الله عز وجل من العلم النافع الذي وصلنا نفعه بفضل الله تعالى .
وقد ساق ابن بطال بسنده إلى يحيى بن يحيى الليثي وهو (تلميذ الإمام مالك) أنه لما أتى الإمام مالك قال:
أول ما حدثنى مالك بن أنس حين أتيته طالبا لما ألهمنى الله إليه فى أول يوم جلست إليه قال لى: اسمك؟ قلت له: أكرمك الله يحيى.
وكنت أحدث أصحابى سناً. -يعني أصغرهم سنًا-
فقال لى: يا يحيى، الله الله، عليك بالجد فى هذا الأمر، وسأحدثك فى ذلك بحديث يرغبك فيه، ويزهدك فى غيره.
قال الإمام مالك: قدم المدينة غلام من أهل الشام بحداثة سنك فكان معنا يجتهد ويطلب حتى نزل به الموت، فلقد رأيت على جنازته شيئا لم أر مثله على أحد من أهل بلدنا، لا طالب ولا عالم، فرأيت جميع العلماء يزدحمون على نعشه.
فلما رأى ذلك الأمير أمسك عن الصلاة عليه، وقال: قدموا منكم من أحببتم.
فقدم أهل العلم ربيعة.وكان من أئمة العلماء في المدينة
ثم نهض به إلى قبره.
قال مالك: فألحده فى قبره ربيعة، وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد، وابن شهاب، وأقرب الناس إليهم محمد بن المنذر، وصفوان بن سليم، وأبو حازم وأشباههم، وبنى اللِّبن على لحده ربيعة، وهؤولاء كلهم يناولونه اللبن!
فهؤولاء علماء المدينة وأشرافهم وكبرائهم من العلماء والعباد ازدحموا على جنازة هذا الغلام الشاب فما سر هذا الغلام فالذي مات وهو يطلب العلم .
قال مالك: فلما كان اليوم الثالث من يوم دفنه رآه رجل من خيار أهل بلدنا فى أحسن صورة غلام أمرد، وعليه بياض، متعمم بعمامة خضراء، وتحته فرس أشهب نازل من السماء، فكأنه كان يأتيه قاصداً ويسلم عليه، ويقول: هذا بلغني إليه العلم.
فقال له الرجل: وما الذى بلغك إليه؟ فقال: أعطانى الله بكل باب تعلمته من العلم درجة فى الجنة، فلم تبلغ بى الدرجات إلى درجة أهل العلم، - لأنه مات صغير- فقال الله تعالى: زيدوا ورثة أنبيائى، فقد ضمنت على نفسى أنه من مات وهو عالم سنتى، أو سنة أنبيائى، أو طالب لذلك أن أجمعهم فى درجة واحدة.
فأعطانى ربى حتى بلغت إلى درجة أهل العلم، وليس بينى وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا درجتان، درجة هو فيها جالس وحوله النبيون كلهم، ودرجة فيها جميع أصحابه، وجميع أصحاب النبيين الذين اتبعوهم، ودرجة من بعدهم فيها جميع أهل العلم وطلبته، فسيرنى حتى استوسطتهم فقالوا لى: مرحبا، مرحبا، سوى ما لى عند الله من المزيد.
فقال له الرجل: ومالك عند الله من المزيد؟
فقال: وعدنى أن يحشر النبيين كلهم كما رأيتهم فى زمرة واحدة، فيقول: يا معشر العلماء، هذه جنتى قد أبحتها لكم، وهذا رضوانى قد رضيت عنكم، فلا تدخلوا الجنة حتى تتمنوا وتشفعوا، فأعطيكم ما شئتم، وأشفعكم فيمن استشفعتم له، ليرى عبادى كرامتكم على، ومنزلتكم عندى.
فلما أصبح الرجل حدث أهل العلم، وانتشر خبره بالمدينة.
قال مالك: كان بالمدينة أقوام بدؤوا معنا فى طلب هذا الأمر ثم كفوا عنه، حتى سمعوا هذا الحديث، فلقد رجعوا إليه، وأخذوا بالحزم، وهم اليوم من علماء بلدنا، الله الله يا يحيى جد فى هذا الأمر. وهذه الرؤيا العجيبة كما أسلفت ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري .




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللقاء, تفريعات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir