دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 رجب 1430هـ/9-07-2009م, 12:43 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي أسئلة طلاب برنامج القراءة المنظمة

هذه الصفحة مخصصة للإجابة على أسئلة المنتسبين لبرنامج القراءة المنظمة
س1: سؤال عن معنى عبارة: «ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي...».


  #2  
قديم 17 رجب 1430هـ/9-07-2009م, 07:20 PM
جميلة عبد العزيز جميلة عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
حتى تدرك أغلب المقاصد بالنظر السريع وتستحضرها عندفراغك من قراءة الكتاب، كما كان العلماء السابقون يفعلون ذلك؛حتى إن منهم من يقرأ كتاباً ثم يسأل عن مسألة بعدسنوات طويلة فيحيل إلى ذلك الكتاب الذي قرأه قراءة صحيحة.
يعني هل المقصود أننا نلخص كل كتاب في وريقات صغيرة وتوضع في الكتاب نفسه ومن ثم تراجع بإستمرار لتذكر ملخص الكتاب ؟

لم أفهم المقصود بالسناد جيداً , يعني مثلاً في الرسالة التبوكية , ذكر ابن القيم رحمه الله أمثلة كثيرة حين استشهاده على الهجرة إلى الرسول ومن كل آية استشهد بها استنبط واستخرج حكماً , فهل السناد الآية أم الإستنباط أم كلاهما ؟

جزاكم الله خيراَ

  #3  
قديم 18 رجب 1430هـ/10-07-2009م, 12:36 AM
أم مجاهد أم مجاهد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 137
افتراضي

شيخنا الفاضل - أحسن الله إليكم

لم أفهم هذه الفقرة من رسالة "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" فأرجو توضيحها - بارك الله فيكم

ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة، حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة، وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار.

  #4  
قديم 19 رجب 1430هـ/11-07-2009م, 09:21 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مجاهد مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل - أحسن الله إليكم




لم أفهم هذه الفقرة من رسالة "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" فأرجو توضيحها - بارك الله فيكم


ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك، وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة، حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة، وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار.
بيَّن المؤلف رحمه الله في هذه الجملة سببين من أسباب تحقيق الراحة النفسية:
السبب الأول: أن يأخذ المرء بما يوافقه من أمور الفضائل ولا يتكلف ما لا يوافقه
وتعبيره بالفضائل احتراز عن الواجبات لأن الواجبات يجب على العبد الإتيان بها ما استطاع.
وأما أمور الفضائل فهي اختيارية من أتى بها أجر عليها وانتفع بها، ومن لم يأت بها لم يأثم بمجرد تركها
ولكثرة الفضائل وتنوعها وتفاضلها يصعب على العبد الجمع بينها
فينبغي للعبد أن يأخذ من الفضائل بما يُسِّر له ، ويدع مغالبة ما لم ييسر له إذا كانت تلك المغالبة تفوت عليه ما هو خير له وأفضل
فمن فتح له في العبادة وكثرة الصلاة والصيام فليزدد من التقرب إلى الله بذلك
ومن لم يفتح له في ذلك بل كان يجد في الصيام مشقة ترهقه عن القيام بعبادات قد تكون أفضل من الصيام فينبغي له أن يأخذ بما تيسر له
كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يترك صيام التطوع لأجل قراءة القرآن لأنه كان يجد في الصيام رهقاً ومشقة.
ومن فتح له في أعمال البر والإحسان ونفع الناس فليجتهد في ذلك
ومن فتح له في جهاد الكفار والمنافقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليجتهد في ذلك
ومدار هذه الوصية على حكمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: (قيمة كل امرئ ما يحسنه)
فينبغي للعبد أن يأخذ بما يوافقه وما فتح له فيه من أمور الفضائل ويجتهد فيه، ولا يتكلف ما لم يفتح له فيه.
وأما من فتح له في أبواب الخير كلها فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء كما أوتي ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وسبب هذه الوصية أن العبد إذا تكلف ما لم يفتح له فيه ثم فشل فيه فقد خسر خسارتين:
الأولى: أنه لم يحقق ما أراد من تلك الفضائل.
الثانية: أنه فوَّت على نفسه جهداً ووقتاً لو استثمره فيما يُسِّر له لكان أجدى له وأنفع.

السبب الثاني: أن تتخذ من الأمور الكدرة أموراً صافية حلوة ، وهذه مرتبة لا ينالها إلا الحكماء الذي هم أولوا الأبصار ، يبصرون عواقب الأمور ويسبرون بواطنها بنظرهم الثاقب، فينظرون إلى لطائف الابتلاءات ومنحها فتخف عليهم المحن، ويتفكرون في حِكَمِ ابتلاء الله تعالى لهم بتلك المكدرات فيرون بعيون بصائرهم من اللطائف والعجائب ما يذهب الله به عنهم الحَزَنَ والهمَّ،
وعماد ذلك كله على احتقار الدنيا وترك التعلق بها ومداومة حسن الظن بالله تعالى والرضا بقضائه وقدره
فيرى في الأمور الكدرة جوانب مشرقة مؤنسة وهذا من الهدي النبوي الكريم ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريشٍ ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد).


قال الشاعر:
أقبل معـاذير من يأتيك معتذرا = إن بَرَّ عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره = وقد أجلَّك من يعصيك مستترا

  #5  
قديم 19 رجب 1430هـ/11-07-2009م, 08:36 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماء العلا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماء العلا مشاهدة المشاركة
يعني هل المقصود أننا نلخص كل كتاب في وريقات صغيرة وتوضع في الكتاب نفسه ومن ثم تراجع بإستمرار لتذكر ملخص الكتاب ؟
ليس مقصودنا في هذه المرحلة تلخيص جميع الكتاب، وإنما أردنا التدرب على التعرف على مقاصد الكتاب وتلخيصها
وطريقة كتابة التلخيص تختلف من شخص لآخر ، فليفعل كل طالب ما يوافقه ويناسبه
منهم من يعلق على آخر الكتاب، ومنهم من يدون ذلك في دفتر خاص، ومن أحب أن يدونها في ملف إليكتروني فهي طريقة حسنة أيضاً


وأعني بمقاصد الكتاب المعنيين الذين ذكرتهما في الدرس الأول:
- الغرض الذي من أجله أُلِّفَ الكتاب.
- والجمل المهمة التي هي زبدة الكتاب ومحاور كلام المؤلف.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماء العلا مشاهدة المشاركة
لم أفهم المقصود بالسناد جيداً , يعني مثلاً في الرسالة التبوكية , ذكر ابن القيم رحمه الله أمثلة كثيرة حين استشهاده على الهجرة إلى الرسول ومن كل آية استشهد بها استنبط واستخرج حكماً , فهل السناد الآية أم الإستنباط أم كلاهما ؟
جزاكم الله خيراَ
المقصود بالسناد ما يفيد في بيان المقاصد إفادة مباشرة ، وذلك يحصل بعدة أمور:
منها: أدلة الكتاب والسنة ، ويدخل في ضمن ذلك الاستنباط ، وإذا كان مأخذ الاستنباط خفياً على الطالب قبل قراءته للكتاب ينبغي أن يشير إليه في تلخيصه بما يعينه على استذكاره.
ومنها: الأدلة العامة من الاستقراء والسبر والتقسيم والقواعد الأصولية والقواعد الفقهية ونحوها.
ومنها: القصص والآثار التي يذكرها المؤلف ليفيد منها في بيان مقاصده ويعتضد بها لأجل ذلك
وسميتها سناداً لأجل أن المؤلف يستند إليها في بيان المقاصد.
فلأجل أن ينتفع طالب العلم بقراءته للكتاب ينبغي أن يسأل نفسه بعد الفراغ من قراءة الكتاب، ما هي مقاصد هذا الكتاب؟
وهذا هو السؤال الأول فإذا رأى أنه قد عرف تلك المقاصد وإلا أعاد النظر في الكتاب مرة أخرى حتى يجد من نفسه معرفة جيدة بمقاصد الكتاب.

ثم يسأل نفسه سؤالاً ثانياً: ما الذي استند إليه المؤلف في بيان تلك المقاصد؛ فلأجل أن يفهم تلك المقاصد فهماً جيداً ينبغي له أن يعرف أدلتها

وما عدا ذلك فهو استطراد إن قرأه وفهمه ازداد معرفة وفهماً وإن نسيه أو تعسر عليه لم يؤثر عليه في فهمه للكتاب تأثيراً كبيراً.


والذي أردت أن نتدرب عليه في هذه المرحلة أن نميز بين المسائل التي هي عماد الكتاب وسناده
والمسائل الاستطرادية
ففي الرسالة التبوكية أكثر الرسالة في ذكر مسائل استطرادية ، وهي مهمة ونافعة جداً .
لكن إذا اشتغل بها القارئ واستغرقت عنايته شغلته عن مقصود الرسالة ، فتكون تلك المسائل هي التي يعلق بعضها في الذهن وينسى مقاصد الرسالة
وهذا هو الخطأ الذي أردت أن نتجنبه في قراءة التعلم.
وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أن مقاصد الكتاب هي لبه الذي يبني عليه الطالب علمه ، والسناد هو كالدعائم لتلك المقاصد، فإذا أراد الطالب أن يتدرج في قراءة كتب في فن واحد ليتقنه جيداً فإن عماد التدرج هو بالنظر إلى المقاصد.
وأما المسائل الاستطرادية فكثيراً ما تكون في غير العلم الذي ألف فيه الكتاب ، وهي وإن كانت جيدة تستلذها النفس إلا أنها لو قُدِّر أنها فاتت الطالب عند قراءته للكتاب فيمكنه تحصيلها في مظانها غالباً.
أما المقاصد إذا فاته فهمها فكأنه لم يقرأ الكتاب.
ففي الرسالة التبوكية تأصيل جيد لعلم السلوك ، وهو علم مهم ومداره على تحقيق الإخلاص والمتابعة واستمداده من حسن فهم الكتاب والسنة وأحوال الصالحين.
فمن فهم مقاصد الكتاب وتدرج بعده في قراءة عدد من الرسائل المهمة في هذا العلم اتضحت له معالم علم السلوك وأصبحت لديه ملكة جيدة في فهمه وخبرة حسنة فيه خصوصاً إذا قرن العلم بالعمل.
فإذا اشتغل الطالب بالمسائل الاستطرادية عن مقاصد الرسالة لم تكن قراءته بناءة، لأن تلك القضايا المهمة التي هي المقاصد لم ترسخ في ذهنه، فيصعب عليه البناء عليها فحتى لو قدر له القراءة في عدد من الرسائل في هذا العلم كان ما يكتسبه من معلومات أشبه بالثقافة العامة وهذا خلاف مقصود التأصيل العلمي.


الأمر الثاني: أن المسائل الاستطرادية كثيرة والمقاصد قليلة غالباً فإذا وجه طالب العلم عنايته إلى فهم المقاصد تيسر له فهم الكتاب وضبط مسائله في وقت قليل.
وإذا ما استهوته المسائل الاستطرادية تشعبت عليه مسالك الكتاب وتعسر عليه ضبطه ولا سيما إذا كان الكتاب كبيراً
وللتعرف على المقاصد طرق وأوجه تكتسب بالدربة والتعلم مع التطبيق على عدد من الأمثلة حتى تكون كالسجية للطالب عند قراءته

ونحن أردنا أن نبتدئ بالتدرج وعلى مهل ونبدأ بالتطبيق على رسائل قصيرة حتى نكتسب مهارات القراءة النافعة شيئاً فشيئاً ثم ينطلق طالب العلم بعد ذلك في القراءة ليحقق ما قدر له في العلم بإذن الله تعالى ، ونسأل الله الإعانة والقبول والتوفيق.

  #6  
قديم 18 رجب 1430هـ/10-07-2009م, 06:24 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

شيخنا الفاضل ..
أشكل عليَّ قول الإمام ابن القيم ( ص 151 ) :
" .. ، وأما الأتباع المخالفون لمتبوعيهم ، العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون أنهم تبع لهم ، وليسوا متَّبعين لطريقهم ، فهم المذكورون في قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } [ البقرة: 166 ، 167 ] .
فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى ، وأتباعُهم ادّعوا [ أنهم ] كانوا على طريقتهم ومنهاجهم ، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم ،
... " ا.هـ .
كنتُ أفهم أن المتبوعين والأتباع كانوا على ضلال لقوله تعالى في الآية قبلها { ... وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) } ، ثم تلا ذلك الظرف ( إِذْ ) ليُفَصِّل حال ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) فقال تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ... } الآيتين .
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرًا .

  #7  
قديم 19 رجب 1430هـ/11-07-2009م, 09:51 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بدر مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل ..
أشكل عليَّ قول الإمام ابن القيم ( ص 151 ) :
" .. ، وأما الأتباع المخالفون لمتبوعيهم ، العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون أنهم تبع لهم ، وليسوا متَّبعين لطريقهم ، فهم المذكورون في قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } [ البقرة: 166 ، 167 ] .
فهؤلاء المتبوعون كانوا على هدى ، وأتباعُهم ادّعوا [ أنهم ] كانوا على طريقتهم ومنهاجهم ، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقتهم ، ... " ا.هـ .
كنتُ أفهم أن المتبوعين والأتباع كانوا على ضلال لقوله تعالى في الآية قبلها { ... وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) } ، ثم تلا ذلك الظرف ( إِذْ ) ليُفَصِّل حال ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) فقال تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا ... } الآيتين .
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرًا .
تفسير السلف لهذه الآية أنها عامة في كل تابع ومتبوع من المشركين
لأن قيد الذين ظلموا أخرج الذين لم يظلموا وهم بعض الصالحين الذين اتخذهم بعض المشركين أرباباً من دون الله كالملائكة وعيسى بن مريم وغيرهم.
والتبرؤ من هؤلاء المشركين عام من الصالحين وغيرهم وقد ذكر الله في القرآن الكريم تبرأ عيسى عليه السلام وتبرأ الملائكة ممن عبدوهم ظلماً وزوراً
قال تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق)
وقال تعالى: (ويوم يحشرهم جميعاً فيقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوايعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون)

وقوله: (ورأوا العذاب) مرجع الضمير فيه للظالمين من التابعين والمتبوعين
وتبرؤهم من الصالحين تبرؤ من عبادتهم

قال ابن جرير رحمه الله: (والصواب من القول عندي في ذلك أنّ الله تعالى ذكره أخبرَ أنّ المتَّبَعين على الشرك بالله يتبرأون من أتباعهم حين يعاينون عذاب الله. ولم يخصص بذلك منهم بعضًا دون بعض، بل عَمّ جميعهم. فداخلٌ في ذلك كل متبوع على الكفر بالله والضلال أنه يتبرأ من أتباعه الذين كانوا يتَّبعونه على الضلال في الدنيا، إذا عاينوا عَذابَ الله في الآخرة).

فهذا تفسير السلف للآية وهو ظاهر.

وابن القيم رحمه الله أراد التابعين المشركين الذين يزعمون أنهم يتبعون الصالحين، وهذا جزء من المعنى لا تقصر الآية عليه.


  #8  
قديم 19 رجب 1430هـ/11-07-2009م, 04:53 PM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

أحسن الله إليكم وجزاكم خيرًا شيخنا الفاضل .

  #9  
قديم 24 رجب 1430هـ/16-07-2009م, 11:55 PM
أم أيمن* أم أيمن* غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 6
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الشيخ .. لم أعلم ببدء الدورة وكنت قد سجلت من قبل ؛ فهل يمكن أن ألحق بالطلبة ؟ علما أني لم أقرأ إجاباتهم فقط الأسئلة في هذه الصفحة فهل أقرأ الرسائل الثلاث ؟!

  #10  
قديم 25 رجب 1430هـ/17-07-2009م, 06:01 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم يمكنك اللحاق بالطلبة ، فاقرئي الدرس الأول ثم طبقي التطبيقات عليه.

واحرصي على أداء جميع التطبيقات

وفقك الله

  #11  
قديم 26 رجب 1430هـ/18-07-2009م, 08:39 PM
أم أيمن* أم أيمن* غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 6
افتراضي

نعم بحول الله تعالى وقوته أبدأ وألحق بالركب .......... أثابكم الله ونفع بكم

  #12  
قديم 2 شعبان 1430هـ/24-07-2009م, 08:03 AM
أم مجاهد أم مجاهد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 137
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الفاضل - أحسن الله إليكم

في التطبيق الخامس

ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هذا الجزء ولم أفهم بعض الجمل:

وذلك أن العبد، بل كل حي، بل وكل مخلوق سوى الله، هو فقير محتاج إلى جَلْب ما ينفعه، ودفع ما يضره، والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة، والمضرَّة هي من جنس الألم والعذاب؛ فلا بد له من أمرين:

  • أحدهما: هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ به.
  • والثاني: هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع من دفع المكروه. وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء:
  • أحدها: أمر محبوب مطلوب الوجود.
  • الثاني: أمر مكروه مبغض مطلوب العدم. ==> لم افهم ما المقصود بها
  • والثالث: الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب.
  • والرابع: الوسيلة إلى دفع المكروه.

  #13  
قديم 4 شعبان 1430هـ/26-07-2009م, 06:20 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مجاهد مشاهدة المشاركة
  • أحدها: أمر محبوب مطلوب الوجود.
  • الثاني: أمر مكروه مبغض مطلوب العدم. ==> لم افهم ما المقصود بها
  • والثالث: الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب.
  • والرابع: الوسيلة إلى دفع المكروه.
الأمر المكروه المبغض هو ما تكره النفس مما تخشى ضرره ، وقوله: (مطلوب العدم)
أي: المطلوب عدم حصوله
مثاله: المصائب التي يحذر العبد وقوعها فهو يطلب عدم حصولها.

  #14  
قديم 4 شعبان 1430هـ/26-07-2009م, 09:14 PM
أم مجاهد أم مجاهد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 137
افتراضي

جزاكم الله خيرا - الآن وضحت

  #15  
قديم 5 شعبان 1430هـ/27-07-2009م, 12:09 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

قال شيخ الاسلام في رسالته "قاعدة جليلة في توحيد الله" ما نصه : "وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ بَلْ كُلُّ حَيٍّ بَلْ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ سِوَى اللَّهِ هُوَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ إلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ"
السؤال هو ما فائدة قوله "سوي الله " مع ان قوله "كل مخلوق " يغني عنها بل قد يتبادر الى الاذهان ان قوله "سوي الله " استثناء مما سبق فيكون المعني ان الله داخل في قوله"كل مخلوق " الا انه هو الغني وهذا باطل
احسن الله اليكم شيخنا نرجوا منكم بيان هذه الفقرة

  #16  
قديم 5 شعبان 1430هـ/27-07-2009م, 02:10 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صهيب مشاهدة المشاركة
قال شيخ الاسلام في رسالته "قاعدة جليلة في توحيد الله" ما نصه : "وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ بَلْ كُلُّ حَيٍّ بَلْ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ سِوَى اللَّهِ هُوَ فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ إلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ"
السؤال هو ما فائدة قوله "سوي الله " مع ان قوله "كل مخلوق " يغني عنها بل قد يتبادر الى الاذهان ان قوله "سوي الله " استثناء مما سبق فيكون المعني ان الله داخل في قوله"كل مخلوق " الا انه هو الغني وهذا باطل
احسن الله اليكم شيخنا نرجوا منكم بيان هذه الفقرة
ليس مراده أن الله - تعالى وتقدس - مخلوق
ولكنه تدرج فذكر أولاً العبد والمراد به عند الإطلاق المكلف من الثقلين الإنس والجن، ثم أراد أن يزيد العموم فقال: بل كل حي ، وهذا يشمل الثقلين وغيرهم من الأحياء فهو أعم مما قبله ، لكن قوله: (كل حي) عام لكل الأحياء ، والله تعالى هو الحي ، فأراد أن يستثني فقال: (سوى الله)
لكنه قبل ذكر الاستثناء أراد زيادة العموم فقال: كل مخلوق ليشمل الحكمُ الأحياء والجمادات
فالترتيب يقتضي أن يكون على هذا التدرج لأن دائرة الأحياء أوسع من دائرة الثقلين، ودائرة المخلوقات أوسع من دائرة الأحياء المخلوقة
فمراده ظاهر وقوله: (سوى الله) للاستثناء من الأحياء لكنه وقع بعد الجملة التالية لئلا يقطع الترتيب
وهذا التعبير يدل على أن ابن تيمية - رحمه الله - كان يكتب بذهن سيال ليس كمن يبدئ ويعيد في كتابته ليحرر الكلام ويجود العبارة ، وقد عرف عنه - رحمه الله - سرعة الكتابة، وسرعة البديهة ، وجودة الخاطر حتى إنه لإسراعه في الكتابة كان يترك نقط بعض الحروف
ومن اللطائف في ذلك أنه كتب فتواه الكيلانية وهي في نحو مائة وثمانين صفحة جواباً لسؤال وقال في أثنائها لما عرض لمسألة فيها : (لكن هذا الموضع فيه اشتباه وإشكال لا تحتمل تحريره وبسطه هذه الفتوى لأن صاحبها مستوفز عجلان يريد أخذها...)
وفي رسالته الكيلانية من الفقه وحسن النظر والتحرير ما يتعجب منه العلماء وقد كتب ذلك على عجل وصاحب الفتوى مستوفز أي ليس بجالس جلسة المستريح بل على هيئة الذي يريد القيام
لاستعجاله وإنما أخره أن يتم له الشيخ الجواب
فراعى الشيخ حاله واستعجل له في الجواب فكان في نحو مائة وثمانين صفحة كتبها من خاطر حاضر وذهن سيال.
ومن يكتب على مثل هذا الحال قد يكون في كلامه ما لو حرره لجوَّد بعض عباراته وحسنها

  #17  
قديم 5 شعبان 1430هـ/27-07-2009م, 04:55 AM
أم مجاهد أم مجاهد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 137
افتراضي

أحسن الله إليكم

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

الوجه الثإني: أن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه، ومحبته والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وبرؤيته في الآخرة تَقَرُّ عُيونهم ولا شيء يعطيهم في الآخرة أحب إليهم من النظر إليه؛ ولا شيء يعطيهم في الدنيا أعظم من الإيمان به. وحاجتهم إليه في عبادتهم إياه وتألههم كحاجتهم وأعظم في خلقه لهم وربوبيته إياهم؛ فإن ذلك هو الغاية المقصودة لهم، وبذلك يصيرون عاملين متحركين، ولا صلاح لهم ولا فلاح، ولا نعيم ولا لذة، بدون ذلك بحال. بل من أعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

هل معنى الجملة الملونة باللون الأحمر:أن العبد حاجته لعبادة الله كحاجته لله في خلقه وتدبير أموره وأشد من ذلك؟

وبذلك يصيرون عاملين متحركين

هل العاملين: ذكر الله ، رؤيته في الآخرة ، وماذا يقصد بعاملين متحركين؟ لم أفهم

  #18  
قديم 7 شعبان 1430هـ/29-07-2009م, 01:44 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مجاهد مشاهدة المشاركة
أحسن الله إليكم

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

الوجه الثإني: أن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه، ومحبته والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وبرؤيته في الآخرة تَقَرُّ عُيونهم ولا شيء يعطيهم في الآخرة أحب إليهم من النظر إليه؛ ولا شيء يعطيهم في الدنيا أعظم من الإيمان به. وحاجتهم إليه في عبادتهم إياه وتألههم كحاجتهم وأعظم في خلقه لهم وربوبيته إياهم؛ فإن ذلك هو الغاية المقصودة لهم، وبذلك يصيرون عاملين متحركين، ولا صلاح لهم ولا فلاح، ولا نعيم ولا لذة، بدون ذلك بحال. بل من أعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

هل معنى الجملة الملونة باللون الأحمر:أن العبد حاجته لعبادة الله كحاجته لله في خلقه وتدبير أموره وأشد من ذلك؟

(نعم)


وبذلك يصيرون عاملين متحركين

هل العاملين: ذكر الله ، رؤيته في الآخرة ، وماذا يقصد بعاملين متحركين؟ لم أفهم
قوله: (وبذلك يصيرون عاملين متحركين) الضمير عائد إلى الخلق ، فهو على الجمع وليس التثنية

ومراده - رحمه الله - أن حاجة المكلفين إلى ربهم في إعانته لهم على عبادته أعظم من حاجتهم له في الرزق والعافية في الدنيا لأن فوات النعيم في الدنيا وانقطاع الرزق والعافية وأسباب الحياة الدنيوية غاية ما يكون من فواتها عذاب في الدنيا ينتهي بموت العبد
أما عدم توفيقهم للعبادة فجزاؤه العذاب الأخروي الدائم ، ولا مقارنة بين العذابين
فتبين بذلك أن حاجة العبد لربه في إعانته له على عبادته أعظم من حاجته له في أسباب الرزق والعافية في الدنيا وما يحصل له فيها مما تقوم به حياته
وإذا شهد العبد ذلك في نفسه عرف شدة حاجته لربه وافتقاره إليه وأنزل الحاجات منازلها
وأما قوله: (وبذلك يصيرون عاملين متحركين) أي بالمحبة يكون العمل وتكون الحركة
فإن أصل الحركة الحب كما بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته: (قاعدة في المحبة)
فإن من يفعل ما يظن نفعه إنما دفعه لذلك حب المنفعة، ومن تجنب ما يظن ضرره إنما حمله على ذلك حب السلامة، والحب هو أصل العبادة.
والعمل إذا كان صحيحاً انتفع به صاحبه، وصار عمله معتبراً ، وسعيه مشكوراً، وكان ممن قال الله فيهم: (ونعم أجر العاملين)
وأما من كان عمله في ضلال فهو كمن لا عمل له، إذ لم يكن عمله معتبراً ولا نافعا،ً وكان ممن قال الله فيهم: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً)

نعوذ بالله من الضلال، ونسأله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

  #19  
قديم 7 شعبان 1430هـ/29-07-2009م, 04:23 PM
أم مجاهد أم مجاهد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 137
افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وزادكم علما وفضلا

  #20  
قديم 5 شعبان 1430هـ/27-07-2009م, 01:32 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

احسن الله اليك شيخنا وزادك علما وفهما

  #21  
قديم 13 شعبان 1430هـ/4-08-2009م, 09:03 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

شيخنا الفاضل ..
في التطبيق السادس : قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مشهد الأمر الكوني الإرادي :
" وقد زلت في هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه ففنوا بمرادهم عن مراد الحق - عز وجل - منهم لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ لا يغيب بعبادته عن معبوده ولا بمعبوده عن عبادته بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه " .
ما خالفتُ لونه هو شرطٌ وجوابُه ، والذي أفهمه أن الاستيقاظ لأمر السيد هو سرعة مبادرة العبد إلى ما كَلَّفَهُ به ربُّه ، فكيف لا يكون غائبا عن عبادته وهو غير مستيقظ لأمر سَيِّدِهِ ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا ..

  #22  
قديم 14 شعبان 1430هـ/5-08-2009م, 11:13 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم بدر مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل ..
في التطبيق السادس : قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مشهد الأمر الكوني الإرادي :
" وقد زلت في هذا المشهد أقدام كثيرة من السالكين لقلة معرفتهم بما بعث الله به المرسلين وذلك لأنهم عبدوا الله على مرادهم منه ففنوا بمرادهم عن مراد الحق - عز وجل - منهم لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ولو عبدوا الله على مراده منهم لم ينلهم شيء من ذلك لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ لا يغيب بعبادته عن معبوده ولا بمعبوده عن عبادته بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه " .
ما خالفتُ لونه هو شرطٌ وجوابُه ، والذي أفهمه أن الاستيقاظ لأمر السيد هو سرعة مبادرة العبد إلى ما كَلَّفَهُ به ربُّه ، فكيف لا يكون غائبا عن عبادته وهو غير مستيقظ لأمر سَيِّدِهِ ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا ..
في هذا المقطع وما قبله أخطاء طباعية ربما كانت هي سبب وقوع اللبس
لكن قبل بيانها ألخص لكم مراد شيخ الإسلام في هذا المقطع من كلامه ولعله أصعب ما في الرسالة
وأرجو أن تتضح التصويبات بعد ذلك.

فأقول:
ذكر رحمه الله أنه يجب على العبد أن يشهد المشهدين: مشهد الألوهية، ومشهد الربوبية
وكلمة (المشهد) من العبارات التي يستخدمها المتصوفة وأصحاب علم السلوك، ويراد بها الشهود القلبي
فمشهد الألوهية أن يشهد العبد بقلبه عبادته لربه فيؤديها كما أمر الله عز وجل، ومشهد الأمر الشرعي أن يشهد بقلبه أوامر الله تعالى له فيعقلها ويمتثلها
وهذا المعنى معروف لكنه عبر عنه باصطلاح أهل هذا العلم

ومشهد الربوبية: أن يشهد العبد بقلبه تصرف الله عز وجل في الكون وتدبيره له ويتفكر في ذلك
ومشهد الأمر الكوني ، أن يشهد أوامر الله تعالى الكونية من الخلق والتقدير والتدبير ويتفكر فيها

وأما الفناء فهو مصطلح يراد به غلبة المشهد على خاطر العبد فيغيب فيه عن غيره، بحيث يذهل عن غير ما غلب على خاطره.

والفناء له ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الفناء الشرعي، وهو أن يفنى بعبادته لله تعالى عن عبادة غيره، فلا يخطر في قلبه عبادة غير الله تعالى، ويفنى بطاعته عن معصيته، ويفنى بالتوكل عليه عن التوكل على غيره، وهكذا ، وهذه الدرجة محمودة بل لا يبلغها على التمام إلا أهل مرتبة الإحسان من الصديقين.
وأما من دونهم فهم على مراتب في تحقيقها.

الدرجة الثانية: الفناء عن شهود ما سوى الله تعالى، فيغيب فكره في تأمل ربوبية الله تعالى والتفكر في آلائه وخلقه وملكه وتدبيره حتى يذهل عن القيام ببعض ما أمر الله به من الفرائض والعبادات
وهذه حال ناقصة ، قد تعرض لبعض العباد ويعذرون في ذلك لقوة ما غلبهم من شهود مشهد الربوبية حتى إن بعضهم يصعق وبعضهم يضطرب، ومتى غاب عقل العبد رفعت عنه التكاليف لأنه كالمجنون، وهذه ليست حال كمال
وقد رد شيخ الإسلام في مواضع كثيرة على من زعم أن هذه حال كمال وفضل ، واستدل على ذلك بأدلة كثيرة يأتي تفصيلها في رسائل قادمة بإذن الله.
وبعض من يتكلف هذه الحال ويروض نفسه لها مذموم على تكلفه وغفلته عن القيام بواجب العبادة
لأنه فني بمراده هو عن مراد الله تعالى
فمراد الله أن يُعبَد ويطاع، وهذا العبد أراد التعبد لله على مراده هو أي ليبلغ هذه الدرجة من الفناء
وهي درجة ناقصة أكمل منها الدرجة الأولى وهي التي عليها هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلص أصحابه.

الدرجة الثالثة من الفناء: الفناء عن وجود ما سوى الله تعالى، فلغلبة هذا المشهد عليه ورياضة نفسه له بالخلوات والتجويع والأحوال الشيطانية يصل إلى درجة يعتقد فيها أنه لا يرى إلا الله فوجود الخالق هو عين وجود المخلوق ، وهذه عقيدة أهل الحلول والاتحاد الذين هم من أضل خلق الله.
وهذه الدرجة يعظمها غلاة الصوفية وهي ضلال مبين، نعوذ بالله من الضلال.

والخلاصة أن على العبد أن يجمع بين المشهدين:
- مشهد الربوبية: فيتفكر في خلق الله وملكه وتدبيره ويؤمن بقضائه وقدره ويشهد بقلبه تصرف الله تعالى في الكون وقيامه على كل نفس بما كسبت، ويؤمن بأسمائه وصفاته آثارها في الخلق والأمر.

- ومشهد الألوهية والأمر الشرعي، فيعرف أوامر الله تعالى ويمتثلها ويجتهد في إحسان العبادة على ما أراد الله تعالى متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

والجمع بين هذين المشهدين هو الواجب، والعُبَّاد فيه على درجات متفاوتة؛ فيتفاضلون في اليقين ويتفاضلون في التعبد.


والمقصود من دراسة هذه الرسالة ونظائرها أن يعرف طالب العلم الحق في مسائل العبادة وأن يعبد الله تعالى على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتسب من العلم والمعرفة ما يسلم به من الشطحات والضلالات.
وهذه الألفاظ والمصطلحات التي ربما تمر بكم في هذه الرسائل لا تتوقفوا عندها كثيراً ، بل إن تيسر فهمها فالحمد لله ، وإلا فاسألوا عنها، وأرجو أن تتضح لكم جلياً بمواصلة القراءة في هذه الرسائل بإذن الله
فلا يجعلها الطالب عائقاً أمامه يصرفه عن مواصلة القراءة.

تصويب الأخطاء الطباعية:

1: في نفس الصفحة قبل هذا المقطع
قوله: (ومن غاب عن هذا المشهد وعن المشهد الأول ورأى قيام الله عز وجل ...) إلخ
الصواب: ومن غاب عن هذا المشهد وفني بالمشهد الأول
أي غاب عن مشهد الألوهية وفني بمشهد الربوبية ورأى قيام الله عز وجل ...إلخ
لأن ما بعده بيان لضلال من فني بمشهد الربوبية عن مشهد الألوهية والأمر الشرعي.

2: قوله: (لأن الحق يغني بمراده ومحبوبه ) الصواب: يُفنَى .

وقوله: (لم ينلهم شيء من ذلك) أي ذلك الضلال والزلل.


3: قوله: (لأن العبد إذا شهد عبوديته ولم يكن مستيقظا لأمر سَيِّدِهِ ...)
العبارة قلقة، وكلمة (مستيقظاً) خطأ مصحفة من كلمة أخرى أخطأ الناسخ في قراءتها، الله أعلم بها

لكن مراده: أن العبد إذا شهد مشهد العبودية، وشهد مشهد الربوبية، فقد جمع بين المشهدين فلم يغب بعبادته عن معبوده، ولم يغب بمعبوده عن عبادته.
يفسر ذلك كلامه بعدها:
بل يكون له عينان ينظر بأحدهما إلى المعبود كأنه يراه
والأخرى ينظر بها إلى أمر سيده ليوقعه على الأمر الشرعي
وهذا هو حقيقة الجمع بين المشهدين.


والله تعالى أعلم وأحكم.

  #23  
قديم 14 شعبان 1430هـ/5-08-2009م, 08:02 PM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

أسأل الله أن ينفع بعلومكم ويجزيكم عنا خير الجزاء شيخنا الفاضل .

  #24  
قديم 20 ربيع الأول 1431هـ/5-03-2010م, 02:01 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكنني تقديم تطبيق المرتبع الاسنى الان؟ وانا لم اقدم التطبيقات الاخرى الا الوسائل المفيده. او لابد من الترتيب؟


التوقيع :
  #25  
قديم 20 ربيع الأول 1431هـ/5-03-2010م, 05:29 PM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
يمكنكِ ذلك ، ولكن الترتيب أفضل وفقكِ الله ؛ لأن التطبيقات راعى فيها شيخنا حفظه الله التدرج لنا من الأسهل إلى السهل وهكذا .
أنتظر بقية تطبيقاتكِ .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسئلة, طلاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعريف ببرنامج القراءة المنظمة وأهدافه ومراحله عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 40 13 صفر 1438هـ/13-11-2016م 02:26 PM
برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 48 4 جمادى الأولى 1437هـ/12-02-2016م 11:23 PM
التسجيل في برنامج القراءة المنظمة عبد العزيز الداخل القراءة المنظمة 842 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م 02:02 AM


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir