دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة > البرامج الخاصة > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 3 رجب 1435هـ/2-05-2014م, 07:36 AM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي سورة النصر والمسد والإخلاص والفلق والناس

سورة النصر

هي سورة البشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى سيفتح له مكة , ويدخلها منتصراً , وتعليماً له بما يجب فعله عند تحقق النصر .
وقد ورد ما يدل على أنها تعدل ربع القرآن . وعلى أنها آخر سورة نزلت من القرآن . وأنها نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في أيام التشريق .
وورد فيها أنها السورة التي عرف بها الرسول صلى الله عليه وسلم قرب انقضاء أجله . وروى البخاري في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر , فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال : لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر إنه ممن قد علمتم , فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم , فقال : ما تقولون في قول الله عز وجل ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا , وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً , فقال لي أكذلك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت : لا , فقال : ما تقول ؟ فقلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له . قال : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فذلك علامة أجلك , فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أعلم منها إلا ما تقول .
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعيت إلى نفسي فإني مقبوض في تلك السنة )
وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي " يتأول القرآن .
وعنها أيضاً : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول " سبحان الله وبحمده أستغفره الله وأتوب إليه " .

معناها :
إذا جاء نصر الله والفتح : المراد بالفتح هو فتح مكة . وهذه البشارة للرسول صلى الله عليه وسلم حيث نزول السورة قبل فتح مكة .
ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً : حيث أنه بعد فتح مكة دخلت جميع القبائل العربية في الإسلام طوعاً ومبادرة منهم , وسمي في التاريخ ذلك العام عام الوفود لكثرة
الوفود التي وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة .
وبذلك تكون بشارتين للرسول صلى الله عليه وسلم وليست واحدة .
- بشارة الفتح .
- وبشارة دخول الناس في دينه أفواجاً دون قتال .
فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً : أي بعد حصول النصر والفتح أكثر من التسبيح والاستغفار . وفي ذلك تقرب إلى الله تعالى واعتراف بنعمه , وشكرا له على ذلك .
وقال عنها الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : ..وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك .... وأما الإشارة فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله فإن هذا من الشكر والله يقول : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل النصر مستمراً حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان , ودخل فيه ما لم يدخل في غيره . حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث فابتلاهم الله بتفرق الكلمة وتشتت الأمر فحصل ما حصل . ومع هذا فلهذه الأمة وهذا الدين من رحمة الله ولطفه ما لا يخطر بالبال أو يدور في الخيال .
وأما الإشارة الثانية فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به . وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك . فأمر الله لرسوله بالاستغفار في هذه الحالة إشارة إلى أن أجله قد انتهى فليستعد للقاء ربه , ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه . فكان يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفرلي ) . أهـ

وقفات تدبر في السورة :
- في السورة إعجاز من إعجاز القرآن بالإخبار عن المستقبل قبل حدوثه , وهذا دليل على أنه من عند الله , وصدق على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
- نتعلم من هذه السورة أن كل فضل ونعمة من الله تستحق الحمد .
- المعلوم أن الاستغفار يكون في حال الذنب , وفي هذا السورة أمر الله نبيه بالاستغفار بعد النعمة , وفي حال الفرح بالنصر ! وذلك والله أعلم تعليم لكل مسلم أن ينتبه لأسباب منها :
1- أن النفس تزهو بالنصر وتفرح وقد يشغلها ذلك عن ذكر الله , فيكون الاستغفار على هذه اللحظات التي مرت على النفس ولم تذكر الله فيها .
2- قبل النصر قد تكثر في القلب وساوس تجعله يخشى عدم النصر , وفي ذلك لو زاد الخوف في القلب أكثر من الطبيعي صار عدم ثقة بموعود الله بالنصر لمن ينصر دينه ( إن تنصروا الله ينصركم )
3- أن الإنسان مهما بذل من جهد فهو مقصر في حمد الله الحمد الذي يستحقه على نعمه . والتذكير من الله له بهذه السورة نعمة تستحق الحمد عليها .
4- لترتدع كل نفس فلا تطغى بسبب النصر . وتفيء إلى دوحة التواضع لله تعالى .
- الاستغفار وحمد الله تعالى وتملقه عند النعم هو أدب الأنبياء كما حدث من يوسف عند لقاء أبويه , حيث قال تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السْمَوَاتِ والْأَرْضِ أَنْتَ وَلِي فِي الدُنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَنِي مُسْلِماًَ وَألْحِقْنِي بِالصَالِحِين ) [ يوسف : 101 ] . وكما قال سليمان عندما رأى عرش بلقيس ملكة سبأ بين يديه ( فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم )[ النمل : 40 ] . وهي من آداب شريعتنا حيث قال تعالى : (لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
- العبرة والعظة وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أحمد قال فيه : ( إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً )
- الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فيما يقوله في صلاته .
- اللهم اجعلنا من الصابرين عند البلاء الشاكرين عند النعماء , وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .




سورة المسد

سورة تتجلى فيها صورة من صور إعجاز القرآن بالإخبار عن غيب لم يحدث ويحدث كما أخبر القرآن , وتثبت صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بذلك , وتعلن للخلق أجمع أن الإسلام دين البشرية لا دين العنصرية .
إنها سورة المسد , التي عدد آياتها خمس آيات فقط .

سبب نزولها :
روى البخاري في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى :" يا صباحاه " فاجتمعت إليه قريش فقال : " أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقونني ؟ " قالوا : نعم قال "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا ؟ وفي رواية : تباً لك سائر اليوم . فأنزل الله هذه السورة .

من أبو لهب ؟
هو عم النبي صلى الله عليه وسلم , واسمه عبد العزى بن عبد المطلب , وكنيته أبو عتبة , وسمي أبو لهب لشدة جماله ووضاءته . كان كثير الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم والتنقص من دعوته . ومما روي في ذلك ما رواه الإمام أحمد عن ربيعة بن عباد قال بعد أن أسلم : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه , ووراءه رجل وضيء الوجه ذو غديرتين يقول إنه صابئ كاذب – يتبعه حيث ذهب – فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب .

معنى آيات السورة :
تبت يدا أبي لهب : دعاء من الله تعالى على أبو لهب بالهلاك الشقاء والخسارة .
وتب : أي تحقق ذلك ولم يربح أبداً لا في دنياه ولا في آخرته .
وهنا نتعلم أصل من أصول التفسير أنه لا تكرار في القرآن أبداً بمفهومه الظاهر – بمعنى تكرار نت غير مزيد فائدة - , فالكلمة الأولى " تبت " دعاء عليه , والثانية : " وتب " خبر عما سيحدث له - وقد حدث - .
ما أغنى عنه ماله وما كسب : ماله غناه , وما كسب كل ما يملك من زهرة الدنيا غير المال من حسب ونسب وبنين وجاه وغيره .
هذه كلها أطغته وجعلته يتكبر عن قبول الدعوة التي جاء بها أقرب الناس إليه , وهو أعلم من غيره بخلقه وصدقه . فلم ترد عنه ما توعده الله به من عذاب , ولم تحقق له ما يريد من عدم انتشار الدعوة .
ويروى في ذلك أنه قال : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فسأفتدي من العذاب يوم القيامة بمالي وولدي .
سيصلى ناراً ذات لهب : سيعذب في نار شديدة الحرارة , يحيط به لهبها من كل جانب ولا يستطيع الخلاص منها . وسين التنفيس للقريب للدلالة على تحقق الوقوع وكل ماهو آت فهو قريب .
وامرأته حمالة الحطب : الواو للعطف , فتدل على أن امرأته لها نفس المصير . لأنها كانت عوناً لزوجها على الكفر وأذية الرسول صلى الله عليه وسلم . وكانت تضع الشوك والأذى في طريقه – لأنه كما يروى كانا جارين للرسول صلى الله عليه وسلم .- ويروى في ذلك أنها كانت تناديه مذمم .
وهي : أروى بنت حرب أخت سفيان .
وفي وصفها أنها حمالة الحطب قيل أنها كانت تجمع الحطب والشوك الذي كانت تؤذي به النبي صلى الله عليه وسلم بنفسها , وقيل تحمله في النار وتوقد به على زوجها .
في جيدها حبل من مسد : أي في عنقها من ليف تستعين به في جمع الحطب , وفسرها بعض المفسرين بالقلادة , وأنه كانت لها قلادة فاخرة . وقال غيرهم أنه في عنقها حبل في نار جهنم .

من ثمرات التدبر في هذه السورة :
- الله تعالى يدافع عن نبيه , ويتوعد عدوه , مما يدل على ولاية الله له ولجميع عباده المؤمنين في كل زمان ومكان .
- أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم , وكان شديد العداوة والأذى له , فلا دين يردعه , ولا قرابة رعى حقها , ولا مكانة في قومه حسب لها حساب . فصار من أهل النار . فالقرابة من غير عقيدة تحكمها حكمتها الأهواء , فلم يذكر عنهما أذية للرسول صلى الله عليه وسلم قبل الدعوة , وماسبب أذيتهم إلآ أن دعوته لم توافق هواهما .
- أبو لهب جار النبي صلى الله عليه وسلم في السكن ومع ذلك كان هو وزوجته يؤذونه بوضع القاذورات على بابه . وهذا يدل على أن الجوار الذي لا يزينه شرع الله لايراعي حرمة , ولا يحفظ حقاً إلآ بما يوافق الهوى أيضاً .
فأذى الجار مع الصبر يرفع الدرجات عند الله للصابر .
- أبو لهب سمي بذلك لجماله ووضاءته . فالجمال لا ينفع وكذا المال وكل ما يكسبه الإنسان من خير الدنيا إن لم يكن مقترنا بطاعة الله تعالى . ولا ينجي يوم القيامة صاحبه من العذاب . والذي لا ينجي من عذاب يوم القيامة فهو متاع تتمتع به النفوس ولا نفع له .
- الآية الأولى ( تبت يدا أبي لهب وتب ) دعاء من الله تعالى محقق الإجابة , وفي هذه الآية كامل القصة والحادثة . وهذا من إعجاز القرآن أن يعرض قضية وقصة كاملة مع خاتمتها ونتائجها في بضع كلمات .
- بقية آيات السورة هي وصف للقضية , وبيان حال صاحب القصة من حيث كفره والصلة بينه وبين زوجه وإخبارهم بما ينتظرهم من عقاب .
- " تباً لك يا محمد " هذه الكلمة التي تلفظ بها أبو لهب تجعلنا ندرك كم هو شديد كفر اللسان , فكلمة أهلكته , وكما قيل كم من كلمة قالت لصاحبها دعني . فلنحذر كل الحذر مما نتفوه به .
- امرأة أبو لهب عندما نزلت السورة وسمعت ما فيها من وعيد ثارت ثائرتها على النبي صلى الله عليه وسلم , ويروى أنها أخذت حجراً وذهبت لتضرب به الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تصرخ : مذمماً أبينا ... ودينه قلينا .... وأمره عصينا .
والعاقل يحكم عقله في مثل هذا الموقف ويراجع نفسه ويصفي حساباته , ويصحح أخطاءه , ولا ينجرف مع نزغات الشيطان وهوى النفس .
- الدعوة إلى الله تحتاج بذل الجهد وعدم التوقف بسبب الأذى من الأعداء , ولا بد من التسلح بسلاح الصبر لأنه سلاح الأتقياء , والتحلي برداء الحلم فهو رداء الأنقياء . وليعلم كل من يدعو إلى الله ويؤذيه الأعداء أن الله ناصره ومؤيده , ومن كان الله معه فلن يضره شيئاً ( لن يضروكم إلا أذى ) .
- كلمة وتب التي هي تأكيد للخسارة في الدنيا والآخرة , تدل على أن كل ما يملكه المرء مهما كثر وعظم فإنه مع الكفر خسارة ولا يساوي شيئاً , مهما تلذذ به فهي لذة وهم من أوهام الدنيا .
- أبو لهب ساعدته زوجه وأعانته على الكفر والأذى , وهذا دليل قاطع على تأثير الصحبة السيئة سواء من الأهل أو غيرهم , يتعاونون على الشر في الدنيا , وينالون العقاب يوم القيامة , وفي النار يلعن بعضهم بعضاً .
- ليهنأ المؤمن بالاً وليطمئن , فأهل الباطل مهما اشتد باطلهم فلن يعلو أبداً , لأن الباطل له دولة على الحق لكنه لا يعلو عليه أبداً – وإن طالت مدة دولته - .
- امرأة أبو لهب لديها عقد جميل ثمين – كما في بعض الروايات, ونذرت أن تنفق قيمته في الصد عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم . فكان عقابها حبل من مسد في النار , فالجزاء من جنس العمل .
- توعد الله على لسان نبيه بهذه الآيات أبو لهب وزوجه بالعذاب في النار, وذلك يعني أنهما لن يؤمنا برسالته , ولم يستطيعا أن يتحديا النبي صلى الله عليه وسلم ويخبرا الناس بأنهما سيثبتان كذبه بدخلوهما في دينه تحدياً له. وهذا دليل صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .
- السورة بدأت بالدعاء من الله تعالى عليهما بالهلاك , وهو محقق الإجابة , والسورة نزل بها جبريل عليه السلام فصارت دعاءً منه , وقرأها الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة – فكم دعوة بالهلاك حلت بهما ؟! والعاقل لا يعرض نفسه لما يوجب له غضب الله .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .




بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الإخلاص
سورة تعدل ثلث القرآن

سورة صغيرة في عدد آياتها , عظيمة في معناها , حتى أنها تعدل ثلث القرآن . إنها سورة الإخلاص .
سبب نزولها :
عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال : أن المشركين قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم – يا محمد أنسب لنا ربك . فأنزل الله – تعالى – قل هو الله أحد . ) حديث صحيح رواه الإمام أحمد .
فضلها :
وردت عدة أحاديث تبين فضلها منها :
- عن أنس – رضي الله عنه- قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء , فكان كلما افتتح يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم كان يقرأ سورة أخرى معها , وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم ترى أنها لا تجزئك حتى تقرأ بالأخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتم . وكانوا يرون أنه من أفضلهم , وكرهوا أن يؤمهم غيره . فلما أتاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبروه الخبر , فقال : (( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ؟ وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ؟ قال : إني أحبها , قال : حبك إياها أدخلك الجنة )) رواه البخاري .
- عن أبي سعيد –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه : (( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال " قل هو الله أحد الله الصمد ثلث القرآن ) رواه البخاري .
- عن أبي هريرة قال : أقبلت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فسمع رجلاً يقرأ قل هو الله أحد , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : وجبت . قلت : وما وجبت ؟ قال : الجنة )) رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح .
- عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه - قال : لقيني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فابتدأني فأخذ بيدي فقال :( ( يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت لم ينزل مثلهن في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ؟ قلت : بلى جعلني الله فداك , قال : فأقرأني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ثم قال : ياعقبة لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن . )قال : فما نسيتهن منذ قال لا تنسهن , وما بت ليلة قط حتى أقرأهن .)) رواه الإمام أحمد وقال حديث حسن .
- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : أن النبي – صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما من رأسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات ) رواه أهل السنن .

معناها :
قل : أمر حاسم , يعني قلها قولاً جازما موقناً بما تقول .
هو الله أحد : المتفرد بالربوبية والوحدانية والملك , وما يتبعها من صفات حسنى وصفات على .
وكلمة أحد تدل في معناها على أنه لا قبله ولا بعده . وكلمة واحد تدل على أن هناك ما يليها . لذلك لا يقال أحد في الإثبات إلا لله تعالى .
الله الصمد : أي هو الذي يصمد إليه جميع الخلق في حوائجهم , لحاجتهم إليه في كل حال وغناه عنهم .
لم يلد ولم يولد : ليس له والد ولا ولد ولا صاحبة كما يقول المبطلون . وذلك لكماله سبحانه وغناه اللازم .
ولم يكن له كفواً أحد : أي لا يكافئه أحد لا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله – سبحانه – فهو ليس له شبيه ولا ند ولا نظير .
لأنه معلوم عقلاً وقدراً أنه ما من شيء يولد إلا سيموت , وما من والد إلا سيموت ويورث من ولد . وهو سبحانه المتفرد بذلك ( ليس كمثله شيء) .
ومع ذلك يقول من أعمى الله بصائرهم عن الحق بأنه له صاحبة وله ولد – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( قال الله عز وجل : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك , وشتمني ولم يكن له ذلك , فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني , وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته , وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد ))

ثمراتها الشرعية :
- عظم ثواب قارئها , فحيث هي تعدل ثلث القرآن , فثوابها سيكون عظيماً .
- وسيلة لنيل حب الله – تعالى – ومن أحبه الله رضي عنه , ومن رضي عنه نال سعادة الدنيا والآخرة .
- قراءتها توجب لقارئها الجنة . وذلك لا يكون بقرائتها المجردة عن طاعة الله في كل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر . بل لا بد لقارئها أن يكون من المخبتين لله .
- سبب لاستجابة الدعاء إذا دعي بما تضمنته من أسماء الله الحسنى , ودليل ذلك مارواه عبد الله بن بريدة عن أبيه – رضي الله عنه – أنه دخل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المسجد , فإذا رجل يصلي يدعو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهدك أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , قال : (( والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب )) رواه أهل السنن , وقال الترمذي حسن غريب .
- من آيات الشفاء .

وقفات تدبر في السورة :
- إن الإيمان باسم الله ( الأحد ) أيماناً جازماً عقيدة وسلوكاً ومنهجاً في الحياة يخلص القلب من الشوائب ويغرس فيه الإخلاص .
فالله أحد لا شريك له , إذن لا أعبد غيره , ولا ألتجئ لسواه , ولا أدعو غيره , ولا أطلب أحد إلا هو , ولا أخاف من غيره , ولا أحب سواه , ولا أعلق القلب إلا به .
فمن وجد الله صدقاً واعتقاداً فماذا فقد , ومن فقد الله قلباً وقالباً فماذا وجد – ولو ملك الدنيا - .
- في السورة مناهج الحياة الحقيقية التي لا محيد لمخلوق عنها :
1- عبادة الله وحده لا شريك له .
2- لجوء القلب لله عز وجل وتعلقه به في كل شأن .
3- العمل لله وحده .
4- تلقي الأوامر من الله وحده .
5- طلب العون من الله وحده .
- في السنة كثير ما يقرن الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قراءته بين سورتي الكافرون والإخلاص , كما في سنة الفجر , وسنة الوتر , وأذكار النوم .
لأن سورة الكافرون تقرر التبرؤ من المشركين وشركهم , الإخلاص تقرر العقيدة الخالصة لله تعالى . وهذا هو الطريق المستقيم .
- في السورة دعوة لكل مؤمن ليحقق الإيمان بأسماء الله الحسنى , ويتحقق ذلك بهذه الأمور :
1- معرفة الاسم .
2- معرفة معناه الشرعي وفق منهج القرآن والسنة .
3- تدبره , والوقوف على عظمة المسمى به . وهذا يؤدي إلى تعلق القلب به .
4- تعبد الله به , في جميع جوانب الحياة , فالعمل يكون وفق ما يتضمنه الاسم , والقول لا يخرج عن حدود معناه , وكذلك المشاعر .
وهذه الحال لا بد أن تكون مع جميع أسماء الله الحسنى على حد سواء .
- ( الصمد ) الذي يقصده جميع الخلق بحوائجهم , وهو الغني عنهم . فكيف بفقير مثلي ومثلك يغفل عن طاعة من محتاج له على الدوام ؟!
- الذرية في حياة المخلوقات صفة ضعف ونقص ملازمة لهم , لأن الإنسان يشعر بأنه يستمد قوته بالبقاء في ذريته التي تخلفه . وهذه القوة التي يستند عليها لا تنفعه إلا برحمة الله تعالى – لذلك الله غني عن الذرية لأنه القوي القادر – والعاقل من بني البشر من جعل ذريته في ميزان حسناته يوم يلقى ربه , وبذلك تكون فعلاً قوة حقيقية في حياته .
وختاما نسأل الله تعالى الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن يجعل إخلاصنا له صدقأً .




بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفلق

السورة تعليم من الله –تعالى – لرسوله –صلى الله عليه وسلم – خاصة , وأمته عامة , على كيفية مواجهة ما نخاف منه في هذه الحياة , سواء كان الأمر الذي نخافه معلوماً أو مجهولاً , ظاهراً أو باطناً , حيث لا نجاة لنا إلا بالالتجاء والاعتصام بالله .
فضلها :
الحديث عنه مع سورة الناس .

سبب نزولها :
إن سبب نزول سورتي الفلق والناس , هو أن يهودي اسمه لبيد بن الأعصم سحر الرسول – صلى الله عليه وسلم – واشتد على الرسول حتى أنه كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن . وهذا أشد ما يكون من السحر . فأتاه ملكان فجلسا عند رأسه وتحدثا بحديث علم منه بمكان السحر فاستخرجه وأبطله , فشفي بإذن الله .

معناها :
قل : أمر من الله تعالى لرسوله – صلى الله عليه وسلم – ومن قواعد أصول التفسير فإن كل أمر من الله لرسوله فهو أمر لأمته إلا ما دل عليه السياق بالخصوصية .
أعوذ : أي ألتجئ وأعتصم واحتمي بالله و إلى الله – تعالى – ليحميني من شر كل ذي شر .
برب الفلق : الفلق هو ضوء الصبح , وقد قال تعالى ( فالق الإصباح وجعل الليل سكناً ) [ الأنعام : 96 ] .
من شر ما خلق : أي شر جميع المخلوقات .
ومن شر غاسق إذا وقب : أي شر الليل إذا أقبل وغطى الكون بظلامه .
ومن شر النفاثات في العقد : أي الساحرات إذا عقدن السحر بالعقد والنفث .
والسحر هو : تأثير من الأرواح الخبيثة والشياطين , وتأثر طبيعة المسحور بها . ولا يكون ذلك إلا بقدر الله ومشيئته .
ومن شر حاسد إذا حسد : الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير , وهذا سوء أدب مع المنعم سبحانه , واعتراض على حكمه وحكمته .

وقفات تدبر في السورة :
- من نعم الله – تعالى – علينا أن يفتح لعباده المؤمنين حماه ليلتجئ إليه من خاف من شيء .
- كل مخلوق فيه شر , وإن لم نعلمه أو نشعر به , لذلك نستعيذ بالله من الشر الذي في كل الخلق , وأول شر يجب أن نشتعيذ منه هو شر أنفسنا الأمارة بالسوء . ونستعيذ بالله من شرور الخلق ليندفع عنا , ويبقى لنا خيرها ننتفع به .
كيف نتعامل مع من يؤذينا ؟
يجب أن لا نقابل الأذى بالأذى , بل يجب أن نقابله بما يحمينا منه ولا يضر أحد الطرفين إلا إذا كان أذاه يستحق الإضرار به . ونبذل الوسع في إزالة أسباب الضرر قبل وقوعه , بمعرفته , ومعرفة وسائل إزالته , وكيفية التعامل معه . وقد أكرمنا الله بذلك كله في تعليمنا كيف نستعيذ بالله من الشرور .
- انتشار الشر مع ظلام الليل نواجهه بما يلي :
1- المداومة على أذكار الصباح والمساء .
2- الحرص على سنن النوم وهي – الوضوء , والأذكار , والنوم على الشق الأيمن.
3- الحرص على سنة النوم بعد العشاء وعدم السهر في اللهو والغفلة .
- السحر حق , وعلاجه بالرقية الشرعية , والحفظ منه قبل وقوعه أيضاً بالأذكار الشرعية.
-والابتلاء بالسحر ليس للغافلين فقط , فهاهو النبي – صلى الله عليه وسلم يبتلى به – ليدرك كل مبتلى أن ما بتلي به لرفع درجاته عند الله فيصبر ويتأسى بسيد الخلق . ويقتدي به في تعامله مع من سحره .
وذلك ب : عدم إثارة الفتن بين الناس , وترك الظالم لمن حرم الظلم لينيله أشد العقاب .
حيث ورد في الحديث الصحيح : عن عائشة – رضي الله عنها قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سحر حتى كان يرى أنه ياتي النساء ولا يأتيهن , قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر . فقال : " ياعائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي , فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب – وهي عند العرب بمعنى مسحور – قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم , رجل من بني زريق حليف اليهود , قال وفيم؟ قال : في مشط ومشاطة – المشاطة الشعر الذي يبقى بالمشط بعد مشط الشعر – قال وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان . – الجف قشرطلع النخل , والراعوفة الحجر أسفل البئر للوقوف عليه – قالت : فاتى البئر حتى استخرجه فقال : " هذه البئر التي أريتها كأن ماءها نقاعة حناء , وكأن نخلها رءوس الشياطين . قال فاستخرج , قالت : فقلت أفلا تنشرت ؟ فقال : " أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً " رواه البخاري .
ومن خلال هذا الحديث نستنتج العلاج لمن ابتلي بالسحر :
1- تقوية الصلة بالله بحسن الظن به واليقين بحكمته .
2- العلاج بالرقية الشرعية من القرآن كسورة الفاتحة والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي .أو من السنة النبوية : كما في الحديث الذي ذكر فيه أن جبريل جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم , فقال : " بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك , ومن كل شر كل حاسد وعين الله يشفيك "
3- إبطاله إذا عرف مكانه .
-الحسد مرض نفسي , منهي الإنسان عن الانسياق معه إذا ابتلي به .
وهناك حسد مشروع وهو تمني مثل نعمة الغير دون تمني زوالها .
وعند تأمل قوله تعالى ( إذا حسد ) نعلم أن الإنسان ليس كله شر , وهنا الشر ليس بذاته بل بحسده فقط و وفي لحظة الحسد . لذلك لا نكره أي إنسان لذاته , بل نكره شره , ونطلب من الله الحماية من شره .
وهذا يعني أننا ممنوعين من الانتقام , أو مقابلة المثل بالمثل .
- ومطلوب شرعاً من كل مسلم أن يحفظ مع المعوذتين ما ورد في السنة من أذكار شرعية في الرقية من السحر أو الحسد , ومنها :
قول : " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهوالسميع العليم "
" حسبي الله لا إله إلا هوعليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
- وكذلك ما سبق ذكره في موضوع الاستعاذة –
وهناك تحصينات فعلية يجب على المسلم المحافظة عليها منها :
1- صلاة الفجر في جماعة , لأنه كما أخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – " فهو في ذمة الله " . وكذا بقية الصلوات .
2- الصدقة في السر والعلن . وفيها إطفاء غضب الرب , ودفع ميتة السوء , فهي حفظ ووقاية .
3- تجنب المعاصي صغيرها وكبيرها .
4- تجنب كل ما يبطل التحصين , مثل الغفلة عن ذكر الله , وشدة الغضب أو الفرح أو الحزن أو الخوف التي تطغى على المشاعر بحيث ينسى معها المرء ذكر ربه.



بسم الله الرحمن الرحيم
مع سورة الناس


هي إحدى المعوذتين – قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس- , وسميت بهذا الاسم لأن الله تعالى أنزلهما تعويذاً لنبيه – صلى الله عليه وسلم – حين سحر من قبل اليهودي لبيد بن الأعصم . وهي تعويذة عامة لجميع أمته رحمة من الله – تعالى - .
مما ورد في فضلها :
- روى مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ( قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) .
-وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : بينا أنا أقود برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في نقب من تلك النقاب – النقب طريق بين جبلين – إذ قال لي : " يا عقبة ألا تركب ؟ قال : فأشفقت أن تكون معصية , قال : فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وركبت هنيهة ثم ركب , ثم قال : " عقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ قلت: بلى يا رسول الله , فأقرأني ( قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) . ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما . ثم مر بي فقال : كيف رأيت يا عقب اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت " ورواه أيضاً النسائي وأبو داود .
-عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : أمرني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة . رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي .
- عن عقبة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إقرأ بالمعوذتين فإنك لن تقرأ بمثلهما " رواه أحمد .
-عن عقبة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " رواه النسائي .
- عن صدي بن عجلان – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أعلمك ثلاث سور لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلهن ؟ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس "
- عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " اقرأ يا جابر , قلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : اقرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس , فقرأ بهما , فقال : اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما" رواه النسائي .
- عن عائشة – رضي الله عنها- قالت : كان يقرأ بهن وينفث في كفيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده .
- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين , وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده رجاء بركتها " رواه البخاري ومسلم .
- عن أبي سعيد – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان يتعوذ من أعين الجان وأعين الإنسان , فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما ." رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

مواضع استحباب قراءتها :
- في الصلاة . وفي دبر كل صلاة .
- عند النوم . وعند الاستيقاظ .
- في عبادة التلاوة عامة .
- في التعوذ عامة . وفي الرقية خاصة .
- في الدعاء . ( وجميع ذلك دليله فيما سبق من أحاديث ) .
معناها :
( بسم الله الرحمن الرحيم ) : كل سورة نبتدئ بها بالبسملة معناها : أطلب من الله – تعالى – ليعين ويبارك ما أنا مقدمة عليه , فيعين على التلاوة , والفهم والتدبر . ويبارك لي فيما قرأته ثواباً عنده وتوفيقاً للعمل بمقتضاه .
( قل أعوذ برب الناس ) :
قل : فعل أمر من الله – تعالى – لنبيه – صلى الله عليه وسلم - .
وهذا الفعل في القرآن " قل " فيه معجزة تدل على صدق نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم - . ففي اللغة عندما يقال لأحد قل كذا ... , فإن تنفيذ الأمر يكون بقول ما بعدها دون كلمة ( الأمر فعل قل ) . مثل : قل الحمد لله , فإن المنفذ للأمر يقول : الحمد لله دون كلمة قل . ولو قال كلمة قل لكان تكراراً لما قيل له لا تنفيذاً للأمر .
وفي القرآن تأتي قل مع الكلام الذي يقال للرسول – صلى الله عليه وسلم – مما يدل على أن الأمر ليس موجها له لوحده , بل لغيره , وعليه التبليغ , والتبليغ لن يكون إلا بقول : فعل الأمر قل .
ويدل على معجزة كتاب الله أيضاً حيث أنه لو قرئت أي آية بدون كلمة قل لما استقام المعنى أبدأ . وعكسه في الحديث اللغوي لو ذكر الفعل مع الأمر لما استقام الحديث صحيحاً أبداً .
( أعوذ ) ألتجئ وأعتصم بالله تعالى طلباً للحماية .
والاستعاذة بالله حماية تامة , وكل ما عداه فحمايته ناقصة من جميع الوجوه . فنلتجئ للطبيب حماية من المرض , فيصف لنا الدواء الذي قد نشفى منه وقد لا نشفى , أما عند اللجؤ لله تعالى فتحقيق الشفاء بإرادته سبحانه يكون تاماً .
( برب الناس ) المربي لجميع الخلق برهم وفاجرهم بنعمه وتدبيره .
وتربيته لهم تربية عامة لجميع الخلق , وتربية خاصة للمؤمنين , وحقيقة التربية الخاصة كما قال الشيخ السعدي – رحمه الله – في تفسيره " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " : حقيقة التربية هي التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر .
( ملك الناس ) كل الخلق مملوكة له , عبيد له , يملكهم جميعاً .
وكل ملك لسواه فهو ملك ناقص , فمثلاً ملك الإنسان لبدنه ناقص حيث لا يستطيع رد الموت عنه , فيسلب منه . وكل مالك لغيره فملكه ناقص مهما بلغت قوته أو جبروته , فملك القوة – كما في ملك ذي القرنين زال – وملك الجبروت – كما في ملك فرعون – زال .
( إله الناس ) لا يعبد سواه , وحتى من عبد غيره فهم عبيد له , ويعبدونه شاءوا أم أبو .
فالله تعالى يقول في سورة الرعد [ 15 ] : ( ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) فقد ذكر المفسرين في هذه الآية أن من لم يسجد لله كفراً يسجد ظله وبذلك يكون ساجداً لله كرهاً.
ولا يوجد في أي زمان أو مكان إله لجميع الخلق أبداً , فكل معبود من دون الله يعبده فئة من أهل الضلال , ولم يجتمع أهل الضلال على إله أبداً , لكن والحمد لله ما تفرق أهل الحق عن إلههم أبداً , لذلك الوحدانية له سبحانه من دون المعبودات الأخرى .
( من شر الوسواس الخناس ) هذا مدار الأمر من بداية السورة , فالله تعالى يأمر المستعيذ به أن يستعيذ من شر الوسواس الخناس , وهو الشيطان الذي يوسوس : أي يزين للإنسان الشر ويحسنه حتى يقع فيه , ويريهم الخير بغير صورته الحقيقية ليثبطهم عنه , ويبعدهم عن طريقه .
ولا يظنن ظان أنه يزين لأهل الضلال فقط , بل هو قرين موكل بكل أحد من بني آدم , ولا يألو جهده في غوايته إلا من عصمه الله – تعالى - . وقد ثبت في حديث صحيح عن قول الرسول – صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش , ولا يألوه جهدا في الخيال , والمعصوم من عصمه الله )
وفي قصة الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين انقلب ليلاً من معتكفه مع زوجته صفية ليردها إلى منزلها , فرآه رجلين من الأنصار , فأسرعا , فقال لهما : على رسلكما , إنها صفية بنت حيي , قالا : سبحان الله ومنك يا رسول الله ؟! قال : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلبيكما شيئاً "
وسماه الله خناس : لأنه يتقدم ويتأخر لكنه لا ينفك عن الوسوسة . فإذا غفل الإنسان تقدم , وإذا ذكر الله خنس , وانتظر فرصة الغفلة ليعاود الكرة .
وروى الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : عثر بالنبي – صلى الله عليه وسلم – حماره فقلت : تعس الشيطان , فقال النبي – صلى الله عليه وسلم : " لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته , وإذا قلت بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب " رواه أحمد بإسناد جيد .
( الذي يوسوس في صدور الناس ) هذه الآية توضيح لما قبلها , وتعريف للوسواس الخناس . وذلك كما قلنا سابقاً بتحسين الشر وتقبيح الخير حتى ينخدع الناس .
وقول ( في صدور الناس ) كلمة الناس بلام الاستغراق تعني " كل الناس " مما يدل على العموم , فلا يسلم أحد من وسوسته , لكن يعصم الله من أراد به الخير عن الانسياق وراء الوسوسة .
وقد ثبت في حديث صحيح أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال : " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه , قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ ! قال : نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير "
( من الجنة والناس ) هذه الآية تفسير لمعنى ( الذي يوسوس في صدور الناس )
أي أنهم من شياطين الإنس والجن .
والقرآن يثبت أن من الإنس شياطين كما في الجن , وذلك في قوله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً )
لكن نحمد الله – تعالى – أن اقتصر شرهم على الوسوسة , ونحمده أكثر أنه لا يحاسب عليها إلا إذا تحولت إلى عمل . فعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به , فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – " الله أكبر الله أكبر , الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " رواه أحمد وأبو داود والنسائي .

تأملات في السورة :
- سورة الناس عشرون كلمة فقط , لكن كم مقدار الخير الذي فيها؟!
كثير , وكلمة كثير في حقه قليلة .
- ( قل ) أمر لا يكفي فيه القول باللسان , بل لا بد معه من الاعتقاد بالقلب , والمعرفة التامة بالهدف مما نقول , والعمل بما يوافق الشرع , بما تتطلبه عقيدة الفعل الذي نقوله .
- الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم فيها استحضار لجميع أسماء الله الحسنى وصفاته لدفع شر الشيطان وكل الشرور. فأي قوة مهما بلغت تقف في طريق هذه الاستعاذة ؟!
وأي حماية تعدل هذه الحماية .
وبإضافة أسماء الله للناس ( رب الناس – ملك الناس – إله الناس ) يجعل الناس يحسون بالقرب من الله – تعالى – في موقف اللجوء والحماية .
-لماذا أمر الله – تعالى – المستعيذ أن يستعيذ بهذه الأسماء من بين أسمائه الحسنى وصفاته العلا ؟
لأنه والله أعلم : يتحقق بها أقسام التوحيد كلها : ف ( رب ) توحيد الربوبية , و ( ملك ) توحيد الأسماء والصفات , و( إله ) توحيد الألوهية .
ولأن الخلق كلهم داخلون في ربوبيته لهم , إذن هم تحت ملكه وعليهم عبادته لأنه المستحق لها دون سواه , وهذا يتطلب حمايتهم , ولا يحميهم إلا من بيده دفع الضر وجلب الخير .
- كيف نحمي أنفسنا من عداوة شياطين الإنس والجن ؟
الحماية منهما جميعاً بالاستعاذة بالله من شرهما . والتحصن بالأذكار وفق ما علمنا نبينا – صلى الله عليه وسلم - .
وبالعلم أن صفتي " وسواس , وخناس " تعرف المسلم بحقيقة العدو , فكونه لا يتعد هذا المقام دلالة قطعية على ضعفه اللازم , أمام قوة المؤمن المستمدة من حماية الله .
وشر الشيطان لا يتعدى كونه وسواس يندس في الصدور , لا يملك الإنسان دفعه عن نفسه أبداً , فيستعين بالقادر – سبحانه - .
وليحذر الإنسان من المواقف التي يستغلها الشيطان ليوسوس , وهي في حالة الفرح الشديد ليغفل عن الشكر فيحرم أجر هذه النعمة التي أفرحته , وفي حالة الحزن ليجعله يغفل عن الصبر فيحرم أجر الصبر .
وشياطين الإنس أشد خطراً من شياطين الجن , ومن صور ذلك أصدقاء السوء , فهم يظهرون بصورة غير صورتهم الحقيقية فينخدع بهم من يصاحبهم . ويحرضون الضعيف على الشر ويسعون من أجل ذلك مدة طويلة حتى يقع في الهاوية ثم يتخلون عنه .
وزيادة في شياطين الإنس بالمعاملة الحسنة , كما علما ربنا – تعالى – في قوله : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .
في السورة حذرنا الله – تعالى – من خطر الشيطان , وبين لنا مكمن الخطر وهو الوسوسة , وهي مدخله على الإنسان , وبين مكانها وهو الصدر . فينبغي للإنسان أن يجاهد وساوس صدره السيئة , والتي تسمى حديث النفس لأنها من الشيطان وإن لم يشعر.
- في قوله تعالى : ( من الجنة والناس ) قدم الجن على الإنس , وفي بعض آيات القرآن يقدم الإنس على الجن .
يقول علماء التفسير في فوائد التقديم والتأخير : أن تقديم الجن على الإنس يكون في الآيات التي بها خبر , لأنهم خلقوا قبل الإنس , فيكون تقديم للخلق لا لأي أفضلية أخرى.
والآيات التي قدم بها الإنس هي الآيات التي فيها عن التكليف الشرعي , لأن الإنس هم المخاطبون أصلاً , فيكون تقديم تكليف , وأفضلية في هذا الجانب .
- أيضاً في قوله : ( من الجنة والناس ) فأداة " من " تفيد التبعيض , أي : ليس كلهم بل بعضهم .
إذن ليس كل الشياطين مردة , ولا كل البشر سيئون .
وهذا يدفع بالإنسان أن يبتعد عن سوء الظن في الحكم على الخلق .
- المعركة بين الإنسان والشيطان لا تنتهي أبداً حتى الموت , لذا فالاستعاذة برب الناس لازمة لا ينبغي للإنسان أن يغفل عنها .
- السورة علاج وشفاء رباني من السحر والعين ومن كل سوء . لكن ذلك لمن أيقن بذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من كل شر أنت آخذ بناصيته ونسألك من كل خير أنت آخذ بناصيته .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 15 رجب 1435هـ/14-05-2014م, 11:47 AM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي مذاكرة مقدمة التفسير لابن تيمية

مذاكرة
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
• بدأ شيخ الإسلام كتابه ب ( بسم الله الرحمن الرحيم )
س1 : لماذا يبدأ كل مؤلف أو خطيب كلامه بالبسملة ؟
ج : اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأ بها خطبه ورسائله .
وللابتداء بها فوائد منها : - استعانة بالله عز وجل
- تبركا بها .
- تحقيق الإخلاص
- طرد للشيطان .
س2 : ما مقصود الشيخ من قوله بعد البسملة : رب يسر وأعن برحمتك
ج : دعاء يتقرب به إلى الله عز وجل باسم الرب ومعناه من ربى جميع خلقه بنعمه تربية عامة وربى صفوة خلقه بتربيته الخاصة بالهداية والتوفيق فقوله يستجلب بها تربية الله الخاصة ليوفقه فيما هو مقدم عليه طالبا منه التيسير والعون مقرا ومعترفا أنه لا يستحق ذلك إلا برحمة الله .
س3 : لم تسمى خطبة الحاجة بهذا الاسم ؟
ج : تسمى خطبة الحاجة بهذا الاسم لأن الانسان يقولها حين يكون مقدما على حاجة من حوائج الدين أو الدنيا ويرجو من الله قضاءها له .
س4 : ما حكم خطبة الحاجة وما أركانها التي تقوم عليها ؟
ج : حكم خطبة الحاجة سنة , وأركانها : - الثناء على الله وأنه المستحق للحمد لا سواه .
- تحقيق الوحدانية لله عز وجل ولإقرار بذلك .
- تحقيق الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم بتصديقه والإيمان بشرعه .
س5 : اشرح جمل خطبة الحاجة .
ج : - إن الحمد لله : ثناء على الله عز وجل أنه المستحق للحمد وحده دون سواه على ما أولانا من نعم لا تحصى وطلب اتمام نعمته علينا بهذا الأمر خاصة .
- نستعينه : الاستعانة عبادة قلبية فنتعبده بها ونطلب منه العون فيما نحن مقدمين عليه .
- ونستغفره : نطلب منه مغفرة الذنوب التي علمناها أم لم نعلمها ومن تقصيرنا في حقه علينا .
- ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا : أي نلتجىء إليه ونعتصم به ليحمينا من شرور أنفسنا الأمارة بالسوء ومن شر سيئات الأعمال من أن تكون حائلا بيننا وبين توفيقه لنا فيما أقدمنا عليه .
- من يهده الله فلا مضل له : أي من قدر الله له الهداية فلا يستطيع أحد أن يضله وكذلك لا أحد يستطيع أن يخرجه منها .
- ومن يضلل فلا هادي له : أي من يقدر عليه الضلالة فلا أحد يهديه سواء كان في الضلالة وأراد أحد أن ينتشله منها أم لا .
- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له : إقرار بالوحدانية لله عز وجل .
- وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما : إقرار برسالته ونبوته واتباع شرعه .
س 6 : ما العلة أن نبدأ خطبة الحاجة بكلمات بصيغة الجمع للمتكلمين " نحمده , نستعينه , نستغفره " ثم " أشهد " بضمير المفرد ؟
ج : لأن الإفراد يتناسب مع كلمة التوحيد ( وأشهد أن لا إله إلا الله ) هذا توحيد لله عز وجل فالأنسب أن يوحد لفظ الفعل أشهد ولا يؤتى بالنون الدالة على العظمة أو على المتكلمين .
• وقيل في هذه الكلمات أن مجيء الفعل بنون الجماعة للدلالة على أن الجميع مفتقرين إليه سبحانه وهو الغني عنهم .
س7 : لم يأت المؤلف أو الخطيب بكلمة " أما بعد " ؟ وبم يؤتى بعدها ؟
ج : يأتي المؤلف أو الخطيب بكلمة " أما بعد " اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم . وقيل أن أول من قالها هو داود عليه السلام وهي ( فصل الخطاب ) .
ويؤتى بها لأن الأسلوب الذي بعدها يغاير الأسلوب الذي قبلها .
ويؤتى بعدها بالفاء .
س8 : من حيث اللغة يجوز في كلمة مقدمة وجهان اذكريهما ؟
ج : الأول : بفتح الدال باعتبار أنها بداية الشيء .
الثاني : بكسر الدال باعتبار أنها شيء يقدم عليه وبين يديه .
س9 : ما الذي تتضمنه المقدمة ؟
ج : تتضمن : خطبة الحاجة ثم كلمة " أما بعد " ثم ذكر السبب الذي من أجله كتب ماكتب ثم يوضح خطته فيما يكتب ومنهجه الذي يسير عليه والهدف الذي يرجوه ويسعى إليه ثم يذكر عناصر موضوعه ومحتوياته .
س 10 : ما معنى قوله " قواعد كلية " ؟
ج : القواعد : هي الأسس التي يبنى عليها الشيء , وبذلك نعرف هنا أن هذه القواعد التفسيرية يبنى عليها فهم القرآن الذي هو أحد العناصر الثلاثة التي نزل القرآن من أجلها .
ومعن " كلية " أي أنها مجملة غير تفصيلية .
س 11 : نزول القرآن لأمور ثلاثة ما هي ؟
ج : الأمور الثلاث هي : - نتعبد الله بتلاوته .
- فهم معانيه .
- العمل به .
س12 : ما موقف الصحابة في القرآن ؟
ج : موقف الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموها ويعملوا بها وقالوا : تعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
س13 : ما الفرق بين فهم القرآن وتفسيره ومعرفة معانيه ؟
ج : فهم القرآن أي فهم معناه والوقوف على أسراره وحكمه ومعانيه , وتفسيره أي معرفة معنى اللفظ , ومعرفة معانيه أي المراد باللفظ .
س14 : هاتي مثالا على الفرق بين التفسير والمعنى .
ج : في قوله تعالى : ( أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها ) تفسيرها اللفظي أن تقول : يوم يأتي شيء من آيات الله الدالة على قدرته .
والمعنى المراد هو طلوع الشمس من مغربها .
س 15 : في قول شيخ الإسلام ابن تيمية : والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل . ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن تفسير القرآن نوعان : اذكريهما . ثم وضحي العلاقة الواجبة بين النوعين ؟
ج : أن تفسير القرآن نوعان : نقلي وعقلي , ولكن يجب أن يكون التفسير العقلي غير مخالف للتفسير النقلي لأن التفسير النقلي مقدم عليه .
والعلاقة الواجبة بينهما : يجب أن يكون التفسير العقلي موافق للتفسير النقلي .
س16 : عللي :
1- يجب أن يكون التفسيرالعقلي غير مخالف للتفسير النقلي ز
ج : لأن العقل ترد عليه شبهات وشهوات فتحرمه من الوصول إلى الحق .
2- التفسير المنقول لا يؤخذ دون تمحيص .
ج : لأن فيه الإسرائيليات والموضوعات لذا يجب تمحيصها وبيان صادقها من كاذبها بمعرفة الأسانيد وما يقبل وما يرد منها .
3- الأخذ بالدليل العقلي ما لم يخالف المنقول .
ج : لأنه لاشك أن العقل مدخل لفهم القرآن , وقد أمر الله تعالى في التدبر بآياته والتدبر يدخل فيه الدليل العقلي . قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) سورة ص 29 .
س 17 : اكملي : يسمى التفسير النقلي ب ...........
- يمسى التفسير النقلي بالتفسير المأثور .
يسمى التفسير العقلي ب ............
- يسمى التفسير العقلي بالتفسير بالرأي .
التمييز بالتفسير المنقول ......................
- يكون بمعرفة الأسانيد وما يقبل منها وما يرد .
التمييز في التفسير المعقول ................
- يكون بمعرفة أصول الدين وقواعد الشرع وأساليب اللغة العربية .
س18 : اذكري قاعدة لمعرفة العلم الحقيقي .
ج : العلم الحقيقي هو إما نقل مصدق عن معصوم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم , وإما قول عليه دليل معلوم يعني قول لبعض العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم لكن عليه دليل معلوم من المعقول أو المنقول .
س19 : مامعنى قول شيخ الإسلام : وما سوى ذلك فإما مزيف مردود وإما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود .
ج : قوله : وما سوى ذلك أي النقل عن مصدق معصوم أو قول عليه دليل . فقوله زيف مردود مقابل قوله عن مصدق معصوم , وقوله : وإما موقوف أي نتوقف فيه
س20 : ما أقسام التفسير كما ذكرها الشيخ العثيمين ؟
ج : أقسام التفسير ثلاثة : ماعلمت صحته وهو الأول – نقل عن مصدق معصوم أو عليه دليل معلوم - والثاني وهو ما علم بطلانه – زيف مردود – وما يجب التوقف فيه .
س21 : ما معنى قوله : بهرج – منقود ؟
ج : بهرج أي مغشوش . ومنقود : أي سالم من الغش .

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 16 رجب 1435هـ/15-05-2014م, 12:17 PM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي تابع مذاكرة مقدمة التفسير لابن تيمية

تابع
أسئلة على مقدمة التفسير لابن تيمية

س22 : ما تعليقك على قول شيخ الإسلام : " وحاجة الأمة ماسة إلى فهم القرآن " ؟
ج : الناس محتاجون لفهم كتاب الله عز وجل بل فهمه ضرورة في حياتهم لأنه كتاب الله الذي أمروا باتباع شرعه .
وعادة الإنسان إذا احتاج إلى كتاب أي مؤلف في أمور الدنيا فإنه يحتاج إلى شرحه وفهمه فكيف بكتاب الله عز وجل .
وإذا كان هذا قول شيخ الإسلام في زمنه القريب العهد من خير القرون فحاجة الناس في وقتنا الحالي أشد .
ومن أسباب الحاجة لفهم القرآن أنه يحصل به الهداية والعلم والعز والتمكين والفلاح والفوز والسعادة
قال تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ) سورة الإسراء .
وقال تعالى : ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )
س23 : وصف شيخ الإسلام القرآن العظيم بصفات اذكريها مع توضيح معناها ؟
ج : وصفه بأنه :
1- حبل الله المتين : الحبل ما يتوصل به لغيره وهو قريب من السبب ووصفه بذلك لأنه يوصل إلى الله .
2- والذكر الحكيم : لأن فيه الذكرى لمن تمسك به وذكر الشرف لمن عمل به . وصفة الحكيم أي كل أحكامه حكمة .
3- والصراط المستقيم : هو الطريق المعتدل الموصل إلى الهدف .
4- الذي لا تزيغ به الأهواء : الزيغ هو الميل ونفى عنه أن تزيغ معه الأهواء وتميل عن الحق أبدا . لأنه ثابت محفوظ من التغيير والتبديل .
5- ولا تلتبس به الألسن : أي لا تختلط فهو قد نزل بلسان عربي مبين يقرأه حتى الأعجمي . لذلك لا يجوز فيه الترجمة الحرفية أبدا .
6- ولا يخلق من كثرة الترديد : يخلق أي يبلى , وذلك أنه مع كثرة تكرار قراءته لا تمله النفوس ولا الآذان سماعا , بل تزداد تعلقا به وحبا لتكراره . مع أن العلوم الأخرى تكرارها يؤدي إلى الملل .
7- ولا تنقضي عجائبه : أي لا تنتهي معانيه العظيمة فكلما قرأه المتدبر بتفكر ظهر له من معانيه ومعجزاته ما لم يعلمه من قبل . أما الذي يقرأه هذَّاً فهذا لا يحصل له ذلك .
8- ولا يشبع منه العلماء : لأنه كلما كان الإنسان بالله أعلم وبشرعه كلما أحب القرآن لأنه كلام الله ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ولا يمل من تكراره في كل وقت وعلى أي حال .
9- من قال به صدق : القرآن أصدق القول وأحسنه ومن قال به صدق ( ومن أصدق من الله قيلا ) . مثلا لو قال من مات على الكفر فهو في النار فقد صدق .
10- ومن عمل به أجر : أي نال الثواب على عمله به .
11- ومن حكم به عدل : كان عادلا سواء كان حكما فصلا بين الناس أو مطلقا , ومثال الحكم الفصل بين الناس كما في الميراث والعلاقة الزوجية , ومثال الأحكام المطلقة كحكم اكل الميتة والدم ولحم الخنزير .
12- ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم : أي من كان داعيا إلى القرآن بعلمه وعمله فإن الله يهديه , والعكس لمن لم يعمل به واتبع هواه أو أي طريق آخر يضله الله .
13- ومن تركه من جبار قصمه الله : معن قصمه أي قطع ظهره , وذلك بالعذاب الذي يحل به عاجلا في الدنيا .أو يمهله لعذاب الآخرة وهو أشد وأبقى .
14- ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله : أي من أراد الهداية من غير طريق القرآن كمن يتبع هوى النفس أو الآراء البشرية فإن الله يضله ويحرمه الهداية .
س24 : كيف نرد على شبهة من قال : إننا نرى الجبابرة اليوم ولم يقصمهم الله ؟
ج : الله يمهل لكنه لا يهمل فليس شرطا أن يكون قصمه لهم في وقته قد يؤجله إلى وقت حتى يزداد في طغيانه , وقد يؤخره لعذاب الآخرة .
س25 : قال في وصف القرآن " الصراط المستقيم " ما معنى الصراط ؟ وما الفرق بين الصراط والطريق ؟ ومتى يوصف الطريق بالمستقيم ؟
ج : الطريق : هو المسلك الذي يسلكه الإنسان للوصول إلى هدف لكنه قد يكون ضيقا ومعوجا وقد يكون خاطئا .
والصراط : هو المسلك الذي يسلكه لإنسان ويكون واسعا وواضحا ويوصل إلى الهدف .
ويوصف الطريق بالصراط إذا كان واسعا ومستقيما ويوصل إلى المقصود من أقصر الطرق ويتسع للجميع .
س26 : من أوصاف القرآن " ولا تلتبس به الألسن " من خلال هذه الصفة اذكري حكم ترجمة القرآن ؟
ج : الترجمة نوعان ترجمة حرفية وهذه لا تجوز , وترجمة تفسيرية أو معنوية وهذه جائزة وقد تكون في بعض الأحوال واجبة إذا احتيج إليها في تبليغ الدعوة ونشر الإسلام .
س 27 : من وصف القرآن : " ولا تنقضي عجائبه "
1 - اربطي بين هذه الصفة وما يسمى الإعجاز العلمي في القرآن .
ج : لا تنقضي عجائبه أي معانيه العظيمة الكثيرة الواسعة , لكن هذا لا يعني أن كل أحد يفسر القرآن بما يراه ويحمل الآيات من المعاني مالا تحتمله , كما يحدث اليوم من بعض أصحاب الإعجاز العلمي فقد توسعوا كثيرا في ذلك وحملوا الآيات ما لم تحتمله ويقولون هذا من عجائبه , وهذا من باب التفسير بالرأي المذموم .
ب - ما شروط قبول التفسير بالرأي ؟
ج : 1- أن لا يتعارض مع التفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صحابته وبعض التابعين الذي تفسيرهم يقوم على دليل معلوم .
2- ان لا يتعارض مع أصول العقيدة ونصوصها الشرعية
3 - أن لا يكون المفسر من أهل الأهواء أو البدع .
4- أن يكون عالما باللغة العربية ومدلولاتها وشواهدها .
س28 : أوردي شرح الشيخ العثيمين رحمه الله للآيات من سورة طه التي أوردها شيخ الإسلام رحمه الله في مقدمته ؟
( فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معشية ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) 123-126 .
ج : قوله : ( فإما يأتينكم ) هذه الجملة جملة شرطية لأن أصلها إن ما وما زائدة للتوكيد وفعل الشرط يأتينكم . وجواب الشرط جملة ( فمن اتبع هداي ) وهذه الجملة أيضا جملة شرطية فالجملة الشرطية الثانية من فعل الشرط وجوابه جواب للشرط الأول . وقوله : ( فلا يضل ولا يشقى ) أي لا يضل في علمه ولا يشقى في عمله . وقيل : لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة , والمعنيان متلازمان . لكن الغالب أن الضلال في مقابلة العلم والهدى وأن الشقاء في مقابلة السعادة .
وقوله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) أن المراد بالمعيشة الضنك عذاب القبر يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه . وقيل المراد بالمعيشة الضنك معيشته في الدنيا وأنه وإن كان في سرور ظاهر فإن قلبه في ضيق وضنك كما قال تعالى : ( فمن يرد الله إن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) سورة الأنعام 125 .وكما قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) سورة النحل 97 فإن هذا يدل على أن من ليس كذلك فحياته غير طيبة .
وقوله تعالى : ( ونحشره يوم القيامة أعمى ) وذلك حسا ومعنى ولهذا يقول : ( رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) يعني تركتها ولم تعمل بها ( وكذلك اليوم تنسى ) يعني تترك .
والشاهد أن هذا فيه دليل على ان التمسك بهذا القرآن سبب للسعادة في الدنيا والآخرة وأن المتمسك به لا يضل ولا يشقى وأن الإعراض عنه سبب للشقاء في الدنيا والآخرة .
س29 : أوردي شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للآيات 15/16 من سورة المائدة ؟
ج : قال تعالى : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )
علم من هذا أن القرآن موحى به وأنه سبب الهداية بإذن الله وأن المهتدي به من اتبع رضوان الله كما قال تعالى : ( هدى للمتقين ) سورة البقرة 2 . وقال تعالى : ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ) سورة يونس 57.
ثم يقول : ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) وسبل السلام مفعول ثاني ليهدي لأن يهدي فعل ينصب مفعولين الأول من اتبع والثاني سبل السلام .
وفي هذه الآية قال تعالى : ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) مع أن سبيل الله واحد كما قال تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) سورة الأنعام 153
والجمع بين الآيتين أن يقال : إن سبيل الحق واحد لكن له فروع وشعب من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وبر وصلة وما أشيه ذلك فهذه سبل لكنها تجتمع كلها في سبيل واحد . وأيضا لا يمكن أن تطلق سبل ويراد بها الإسلام وإنما تضاف كما في قوله ( سبل السلام ) فإذا كانت كلها مؤدية إلى السلام فهي الإسلام .
وقوله عز وجل : ( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ) أي : المعنوية , لأن القرآن هدايته معنوية فيخرجهم من الظلمات أي ظلمات الجهل وظلمات القصد , وظلمات الجهل ألا يكون عند الإنسان علم وظلمات القصد أن يكون عنده علم لكن لا يريد الحق ولا يؤمن به . إذا فالنور نور العلم ونور العمل .
وقوله : (بإذنه ) في الآية ........ قد يقول قائل : كيف قال الله تعالى بإذنه مع أن الله تعالى لا يهدي إلا بعد أن يريد ؟فيقال : إن قوله تعالى : (بإذنه ) متعلق بقوله : ( من اتبع ) يعني من اتبع رضوانه بإذنه لأن الإنسان لا يستقل بعمله ولا رأيه فهو لا يفعل إلا بإذن الله .
وقوله : ( ويهديهم إلى صراط مستقيم ) هذا من باب عطف الصفة لأن قوله : ( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) هو معنى قوله تعالى : ( ويهديهم إلى صراط مستقيم ) إلا أن تفسر الآية الأولى بهداية التوفيق والثانية بهداية الدلالة , ولهذا عديت الثانية بإلى وعديت الأولى بنفسها , ويكون المعنى أن من اهتدى بالإسلام زاده الله تعالى علما كما في قوله تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) سورة محمد 17 .
س 30 : اوردي شرح الآيتين من سورة إبراهيم : ( الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد * الله الذي له ما في السموات وما في الأرض )
ج : هذا كالأول تقريبا لكن فيه فائدة وهي صحة إضافة الشيء إلى سببه المعلوم لقوله : ( لتخرج ) يعني أنت مع أن المخرج حقيقة هو الله ولهذا قيده بقوله ك ( بإذن ربهم ) حتى لا يظن أن السبب مستقل فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم امر جائز ولا أحد ينكره فقد جاءت به السنة وجاء به القرآن إذا كان سببا معلوما إما بالشرع وإما بالحس والواقع ولكن هذا السبب يجب إذا اعتقدت أنه يحصل به الشيء فيجب أن تعلم أن هذا السبب ليس مؤثرا بنفسه بل بإذن الله الذي جعله سببا ولهذا قال هنا : ( بإذن ربهم )
وقوله :( الحميد ) بوزن الفعيل وهل هو بمعنى فاعل او بمعنى مفعول أو بمعناهما ؟ الجواب بمعناها فهو محمود سبحانه وتعالى على أفعاله وصفاته وهو حامد لعباده الذين يستحقون الحمد والثناء .
وقوله : ( الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ) لفظ الجلالة هنا بدل من العزيز .
س31 : اوردي تفسير الشيخ ابن عثيمين للآيتين من سورة الشورى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السموات ومافي الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) 52/53
ج : قال تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا ) ( روحا ) أي القرآن وسماه الله روحا لأن به الحياة المعنوية وإن شئت فقل الحقيقية أيضا لأن من اهتدى به فإن له الحياة الكاملة في الدنيا وفي الآخرة .
وقوله : ( روحا من أمرنا ) يعني مما نأمر به ونوحي به , وبهذا استدللنا على أن القرآن غير مخلوق من قوله : ( من أمرنا ) ووجه ذلك أن الله قال في آية أخرى : ( ألا له الخلق والأمر ) فجعل الأمر قسيما للخلق والقرآن من الأمر لا من الخلق فتبين بهذا أن القرآن غير مخلوق .
وقوله : ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) فالفعل تدري ينصب مفعولين علقت بما الاستفهامية وما : استفهام مبتدأ والكتاب خبر والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب سد مسد مفعولي تدري لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحى إليه .
وقوله : ( ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء ) يعني صيرنا هذا الروح الذي أوحينا إليك نورا نهدي به من نشاء من عبادنا . وكلمة : ( من نشاء من عبادنا ) عامة ولا ندري من الذي يشاء الله أن يهديه بالقرآن لكن إذا رجعنا إلى الآية التي قبلها صار الذي يهديه به الله من اتبع رضوانه من عباده .
وقوله : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) قال هنا :( نهدي به ) وفي نفس الآية : ( وإنك لتهدي ) لكن بين الهدايتين فرق ( نهدي به ) هداية توفيق وهداية دلالة , ولهذا عديت بنفسها , وأما : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) فهي هداية دلالة , فالرسول صلى الله عليه وسلم يهدي إلى ولا يهدي من . قال تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ) لكن ( وإنك لتهدي إلى صراط ) فهو عليه الصلاة والسلام يدل الناس لكن ليس بيده هداية التوفيق .
يقول تعالى : ( صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ) هنا أضيف الصراط إلى الله عز وجل وقد أضيف في سورة الفاتحة إلى غيرالله فقال تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) ولا تعارض بين الاضافتين فإن إضافته إلى الله باعتبار أنه هو الذي وضعه لعباده وأنه موصل إليه وإضافته إلى الناس باعتبار أنهم أهله وسالكوه , فالإضافة مختلفة فلهذا صح أن تضاف إلى هذا تارة وإلى هذا تارة .
وقوله : ( ألا إلى الله تصير الأمور ) الأمور هنا أي الشؤون فكل الأمور الدنيوية والأخروية الشرعية والكونية كلها تصير إلى الله سبحانه وتعالى ولهذا لا مرجع للخلق إلا ربهم سبحانه وتعالى في جميع أحوالهم وشؤونهم الدينية والدنيوية كما قال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) وكذلك الأمور الكونية ( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون )
وتصدير الجملة بألا في قوله تعالى : ( ألا إلى الله تصير الأمور ) للتنبيه الدال على الأهمية , وتقديم المتعلق يفيد الحصر يعني ألا إلى الله لا إلى غيره .
س32 : لم أورد المؤلف رحمه الله شيخ الإسلام الآيات من سورة طه في مقدمته ؟
ج : أورد ذلك ليحض على فهم القرآن وتعلمه وتدبره ومن لوازم ذلك أن يتعلم قواعد تفسيره وأصوله وقواعد فهمه ليفهمه الفهم الصحيح .
س 33 : من آيات سورة الشورى دللي على ما يأتي :
1- القرآن حياة : قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) سماه الله روحا لأن به الحياة الحقيقة .
2- القرآن غير مخلوق : قوله تعالى : ( روحا من أمرنا ) أي مما نأمر به
3- الهداية أمرها راجع لمشيئة الله : قوله تعالى : ( نهدي به من نشاء من عبادنا )
4- المقصود من الهداية هي هداية الدلالة والبيان لا هداية التوفيق . قوله تعالى : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )
س 34 : أورد المؤلف آيات سورة الشورى ليبين أن معرفة القواعد والأصول لا يكفي لفهم القرآن والعمل به وإنما يحتاج العبد إلى التوفيق والإعانة من الله .. اربطي بين هذا القول وجملة ذكرها المؤلف في بداية مقدمة مقدمته وأخرى في ختامها .
ج : ذكر في بداية مقدمته بعد البسملة : " رب يسر وأعن برحمتك " وفي خاتمتها " وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسيير الله تعالى املاء من الفؤاد والله الهادي إلى سبيل الرشاد

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 4 شعبان 1435هـ/2-06-2014م, 11:25 PM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي ملخص مقدمة في التفسير لابن تيمية / القسم الثالث

فصل
في النوع الثاني
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال


س: ما معنى التفسير لغة واصطلاحا ؟ وماحكم تعلمه مع ذكر السبب ؟
ج : معنى التفسير لغة : من الفسر وهو كشف المغطى ومأخوذ أيضا من السفر كما يقال : أسفر الصباح إذا أضاء .
وفي كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي : قال الراغب الأصفهاني : الفسر والسفر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول وجعل السفر لإبراز الأعيان للأبصار . فقيل : سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح .
ومعنى التفسير اصطلاحا : هو بيان معاني القرآن الكريم وبيان المراد منها .
وقال الزركشي : علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج إلى معرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ .
· وحكم تعلمه واجب
لأن الله أمر بتدبركتابه ولا يمكن ذلك إلا بفهم معانيه , قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )
- من لا يتدبر القرآن تفوت عليه الحكمة من إنزاله ويصير في حقه مجرد ألفاظ لا يتأثر بها ولا تؤثر عليه .
- بتعلمه يتمكن من العمل به على مراد الله لأن العمل بما لا يعرف غير ممكن أو يكون خاطئ .
س : ما معنى الاستدلال ؟
ج : الاستدلال لغة : تقديم دليل أو طلبه لإثبات أمر أو قضية معينين .
واصطلاحا : هو دليل أو حجة أو سبب داعم لرأي أو قرار أو اعتقاد .
س : ذكر شيخ الإسلام أن أهل التفسير بالاستدلال وقعوا في الخطأ من جهتين اذكريهما . مع التمثيل .
ج : وقعوا في الخطأ من جهتين هي : 1- قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها , فاعتقدوا أمورا واجتهدوا وتكلفوا في حمل ألفاظ القرآن عليها لتوافق هواهم .
مثال : منهم من يقول : أنا أجيز التوسل بالشياطين لأن الله تعالى قال : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) .
ومثلهم من أنكر الصفات ويحتجون بقوله : ( ليس كمثله شيء ) ويقولون لو أثبتنا له الصفات شبهناه بالمخلوقين .
2 – قوم فسروا القرآن تفسيرا لفظيا مجردا عن المراد ودون النظر إلى من المتكلم به وعلى من أنزل ولمن أنزل ودون النظر في القرائن والأحوال .
مثالهم : من فسر ( والتين ) أبو بكر و ( الزيتون ) عمر ( وطور سينين ) عثمان و ( وهذا البلد الأمين ) علي .
س : عدد شيخ الإسلام بعض المفسرين المعتمدين على النقل الموثوق اذكري بعضا منهم .
ج : تفسير عبد الرزاق و وكيع و وبن حميد والإمام أحمد وابن راهويه وابن مخلد وابن عيينه وابن جرير وابن أبي حاتم والأشج وابن ماجه وابن مردويه .
س : القوم الذين اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ذكر الشيخ ابن عثيمين أن ذلك يكون في جوانب اذكريها مع التمثيل .
ج : ذكر أنها تكون في العقائد والأمور العلمية والأحكام والأمور العملية . ومن أمثلة ما يكون في العقائد من ينكر الصفات ويقول لأن الله تعالى قال : ( ليس كمثله شيء )
ومثالهم في الأحكام من يجيز التوسل لأن الله تعالى يقول : ( وابتغوا إليه الوسيلة )
ومثال الأمور العلمية مايقع في الوقت الحالي من بعض أهل الإعجاز العلمي حين يقولون : في قوله تعالى عن السموات والأرض ( كانتا رتقا ففتقناهما ) أن هذا هو معنى نظرية الكفار أن تكوُّن الأرض والسموات هو انفجار كوني .
س : ذكر شيخ الإسلام أن القوم الذين اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها صنفان اذكريهما .
ج : الصنف الأول : من يسلبون ألفاظ القرآن معانيها وما أريد بها
الصنف الثاني : يحملون ألفاظ القرآن معاني لم تدل عليها ولا يراد بها
وهؤلاء هم اهل البدع مثل المعتزلة الذين ينكرون الصفات ويسلبونها معانيها كما في تفسيرهم لقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) . أو يحملون اللفظ معاني لم تدل عليه ولا اريد بها مثل تفسيرهم ليد الله أن المراد بها القدرة أو النعمة .
س: أذكري معتقد كل فرقة من هؤلاء في التفسير . الخوارج , الروافض , الجهمية , المعتزلة , القدرية , المرجئة .
ج : الخوارج : يأخذون نصوص الوعيد على ظاهرها ويكفرون أهل المعاصي ويقولون أنهم مخلدون في النار .
الروافض : هم الشيعة يغالون في حب أهل البيت كما يزعمون حتى جعلوهم آلهة تعبد وحرفوا تفسير القرآن ليوافق معتقدهم ويدعون أن القرآن ناقص ويكفرون الصحابة رضوان الله عليهم .
الجهمية : يحرفون آيات الصفات ويدعون أن الله له أسماء أعلام فقط لامعنى لها وليس له صفات , ومنهم من يقول أنه ليس له لا اسم ولا صفة . وهذه أسماء لمخلوقاته .
المعتزلة : يحكمون العقل حتى فيما لا تدركه العقول فما أثبته العقل أثبتوه وما لم يثبته نفوه وإن وافق النصوص الشرعية فالعقل عندهم مقدم على النص .
القدرية : ينفون قدر الله ومشيئته ويتأولون ما ورد فيها من نصوص بدعوى أن اثباتها اثبات للظلم على الله سبحانه وتعالى عما يقولون .
المرجئة : يخصون الإيمان بالقلب ويخرجون منه العمل .
س : ما صلة التفسير بالاستدلال بالإعجاز العلمي ؟
ج : بعض أهل الإعجاز العلمي في مجال الفلك والطبيعة وغيرها لهم استنباطات جيدة تنفع في دعوة غير المسلمين ولكن البعض منهم وقع بما وقع به من حملوا معنى الألفاظ على المراد الذي يريدونه وحملوا ألفاظ القرآن مالا تحتمله . ومن أمثلة ذلك في قوله تعالى في سورة الرحمن : ( لا تنفذون إلا بسلطان ) أنه الوصول للقمر . وقوله تعالى : ( كانتا رتقا ففتقناهما ) أنه دلالة على نظرية الكفار أن السموات والأرض سببهما انفجار كوني . وقوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرُّ مرَّ السحاب ) أن ذلك في الدنيا وهذا خطأ فسياق الآيات أن ذلك من أحداث يوم القيامة .
س : اذكري بعض التفاسير التي ذكرها شيخ الإسلام على مذهب المعتزلة .
ج : منها تفسير ابن كيسان الأصم وكتاب أبي علي الجبائي وتفسير الهمذاني وتفسير الرماني والكشاف للزمخشري .
س : عددي أصول معتقد المعتزلة مع توضيحها .
ج : 1- التوحيد : وبه ينفون الصفات .
2 – العدل : معناه التكذيب بالقدر ويقولون أن الله لم يشأ المخلوقات ولم يخلقها ولا هو قادر عليها ولم يخلق أفعال العباد .
3 – المنزلة بين المنزلتين : يجعلون أهل المعاصي بين منزلة الكفر والإيمان فيكفرون أهل المعاصي ويخرجونهم من الإيمان .
4– إنفاذ الوعيد : يقولون إن الله توعد أهل المعاصي بالعذاب وهم ينفذون ذلك في الدنيا وأن أهل المعاصي كفار وسيخلدون في النار .
5 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : يتضمن عندهم جواز الخروج على الإمام وقتاله .
س : بم يشترك المعتزلة والجهمية ؟
ج : يشتركون في التوحيد الذي مضمونه نفي الصفات , وغير ذلك حيث قالوا أن الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة , وان القرآن مخلوق , وأنه تعالى ليس فوق العالم , وأنه لا يقوم به علم ولاقدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر .
س : لم سمي الشيعة بهذا الاسم وكذلك بالروافض ؟
ج : سموا بالشيعة لأنهم يدعون أنهم أشياع علي بن أبي طالب , وسموا روافض لأنهم حين ذهبوا لزيد بن علي بن الحسين وقالوا له : ما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فأثنى عليهما خيرا وقال هم وزيرا جدي – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – فرفضوه واعتزلوه .
س : ما حكم تغيير البدعة ببدعة ؟
ج : يجب تغيير البدعة ولكن لا يكون ببدعة مهما كان القصد والنية ,فمثلا بعض الناس يردون على الشيعة في بدعة عاشوراء انهم يجعلونه يوم حزن وضرب ولطم فيقولون نجعله يوم سرور وتوسعة على الأهل والأبناء . فهذا لا يجوز بل يكفي تغييرها بمنعها وتوضيح أنها غير مشروعة وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
س : لمعرفة أباطيل أهل البدع في تفاسيرهم والرد عليها لا بد من معرفة أمور اذكري بعضا منها .
ج : لا بد من معرفة :
- معرفة أقوالهم والباطل فيها .
- معرفة شبهاتهم وكيفية الرد عليها وتحذير الناس منها حتى لا يقع عامة الناس تحت التأثر بها.
- معرفة أساليب القرآن وما دل عليه من المعاني
- معرفة السنة الصحيحة .
- معرفة أقوال أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .
- الحذر من الاغترار بقوة أساليبهم وحججهم الباطلة .
- معرفة أصول العلوم الدينية .
- معرفة أصول مذاهبهم والأقوال التي قالوها ومعرفة الطرق الموصلة إلى بيان فساد علومهم .
س : ما الحكم على من عدل عن مذهب الصحابة والتابعين في تفسيرهم إلى ما يخالف ذلك لمذهب يعتقده أو اجتهادا منه ؟
ج : من خالفوهم لمذهب يعتقدونه صاروا مشاركين لأهل المذاهب الباطلة كالمعتزلة والروافض وغيرهم , ومن كانت مخالفته اجتهادا منه فهو مبتدع ولو كان مجتهدا مغفورا له خطؤه .

فصل
في تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وأقوال الصحابة
& يسمى التفسير المأثور .
س : ما أحسن طرق التفسير مع التعليل والتمثيل ؟
ج : أحسن طرق التفسير تفسير القرآن أن يفسر القرآن بالقرآن , لأن ما أجمل في موضع يفصل في موضع آخر وما أختصر في مكان بسط في آخر .
ومن أمثلة ذلك : قوله تعالى : ( والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب ) حيث فسر الطارق بأنه النجم الثاقب .
وقوله تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون ) فذكر الله أن الأولياء المنفي عنهم الخوف والحزن هم المؤمنين المتقين .
وقوله تعالى : ( والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها ) ففسر كلمة دحاها بأنه أخرج منها ماءها ومرعاها .
س : هاتي أدلة على أن السنة شارحة للقرآن ومفسرة له ؟
ج : من أدلة ذلك في قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحسنى هي الجنة والزيادة رؤية الله عز وجل .
وكذلك في قوله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) فسرالرسول صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي .
س : ما الذي يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " ؟
ج : يدل على أن السنة وحي يتلقاه من الله عز وجل إلا أنها لا تتلى ولا يتعبد بها مثل القرآن .
س : ما المقصود بقول معاذ بن جبل رضي الله عنه اجتهد رأي .. ؟
ج : المقصود أنه يبذل جهده في تطبيق الواقعة التي لم يجد لها في القرآن والسنة ما يدل عليها على ما يدل عليها بالاستدلال ليجد الحكم المناسب وليس قصده أن يحكم برأيه هو أبدا .
س : اذكري مثالا من تفسير الصحابة للقرآن ؟
ج : تفسير ابن عباس لقوله تعالى : ( أو لامستم النساء ) أن الملامسة هي الجماع .
س: ما أسباب قبول تفسير الصحابة للقرآن إذا ثبتت صحة روايته ؟
ج : لأنهم أدرى به من غيرهم فقد شهدوا عصره وعاصروا نزوله وللأحوال التي اختص بها بعضهم فنزلت الآيات بسببها .
- لما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح بالقرآن فقد تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يتلقوا شيئا لم يفهموه ولم يسألوا عنه .
- سند روايتهم وتفسيرهم متصلا بأعلم الناس بالقرآن الرسول صلى الله عليه وسلم .
- لأن القرآن نزل بلغتهم .
- لأنهم أصدق الناس بعد الأنبياء .
- لأنهم أسلم الناس من الأهواء وأطهرهم عن المخالفة التي تحول بين المرء والتوفيق للصواب .
س : من أشهر المفسرين من الصحابة ؟
ج : من أشهرهم الخلفاء الراشدين الأربعة وابن عباس وابن مسعود .
س : تحدثي عما نقله الصحابة في تفسيرهم من الإسرائيليات .
ج : بعض الصحابة حدثوا عن بني إسرائيل متمثلين قوله صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "
وذكر شيخ الإسلام أن منهم ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما . وقال الشيخ ابن عثيمين : المعروف أن ابن مسعود لا يأخذ عن الإسرائيليات وإنما الذي يأخذ ابن عباس فلا أدري هل كلام الشيخ يراد به الجميع أو يراد به البعض . أهـ
وكذلك عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أنه أصاب يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منها بما فهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
س : متى يؤخذ بالإسرائيليات ؟
ج : يؤخذ بها للاستشهاد لا للاعتقاد .
س : ما حكم نقل الخلاف عن أهل الكتاب ؟
ج : إذا كان النقل للاعتبار فلا ينقل ,
- وإذا كان لبيان خلافهم في هذه الأمور وفي نقله فائدة لبيان خلافهم للمسلمين فتقل ثقتهم بهم فهذا جائز , - وكذلك يجوز للتنبيه على الصحيح والباطل فيها .
س: ما ضوابط نقل الخلاف عن الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين؟
ج : 1- أن ينقل جميع الأقاويل في تفسير الآية أو الكلمة وهذا من الأمانة ويستوعبها ويفهمها .
2 – إذا كان لديه حجة ترجيح رجح بينها حتى لا يدع القارئ أو السامع في حيرة من أمره , ولهذا لا بد أن يكون عنده علم بقواعد الترجيح عند المفسرين .
3 - إذا كان لايعلم كيف يرجح لابأس أن يذكر الخلاف ولا يرجح لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .
2 – أن يذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع أو يدخل في نفس القارئ شيء .
س : اذكري بعض قواعد الترجيح .
ج : 1 – الترجيح بأسباب النزول .
2 – معرفة النسخ ولا تصح دعوى النسخ في الآية إلا إذا صح التصريح بالنسخ .
3 - الترجيح المتعلق بالقراءات ورسم المصحف , فإذا ثبتت القراءة فلا يجوز ردها أو رد معناها .
4 – الترجيح بالسياق القرآني ومن ذلك إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده .
5 – الترجيح بأحاديث السنة , فإذا ثبت أن حديثا وكان نصا في تفسير آية فلا يصار إلى غيره .
3 – إذا خالف التفسير القرآن والسنة وإجماع الأمة يرد .
4 – لا يصح حمل معنى الآية في الأمور الغيبية على تفسيرات وتفصيلات لادليل عليها من القرآن أو السنة .
5 – تفسير جمهور السلف مقدم على من كان بعدهم .
6 - الترجيح بالقرائن , فالقول الذي تؤيده قرينة في السياق مرجح على ما خالفه .
7 - الترجيح المتعلق بلغة العرب ولكن ليس كل ماثبت في اللغة صح ترجيحه وحمل آيات القرآن عليه بل لا بد مما يؤيد ذلك .
8 – الترجيح بقاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
س : ما أقسام الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
ج: الاختلاف الوارد في التفسير بالمأثور ثلاثة أقسام :
1- اختلاف في اللفظ دون المعنى فهذا لا تأثير له في معنى الآية .
ومثاله : في قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) قال ابن عباس : قضى أمر . وقال مجاهد : وصَّى . وقال الربيع بن أنس : أوجب . وهذه التفسيرات معناها واحد أو متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية .
2- اختلاف في اللفظ والمعنى والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما فتحمل الآية على المعنيين وتفسر بهما ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل لما تعنيه الآية أو التنويع .
مثاله : ( وكأسا دهاقا ) قال ابن عباس : دهاقا مملوءة , وقال مجاهد : متتابعة , وقال عكرمة : صافية , ولا تضاد بينها , والمعنى يجمعها جميعها فهي مملوءة وصافية ومتتابعة غير منقطعة عنهم .
3 – اختلاف في اللفظ والمعنى مع التضاد بينهما والآية لا تحتمل المعنيين فتحمل على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره من قواعد الترجيح .
مثاله : قال تعالى : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) قال ابن عباس : غير باغ في الميتة ولا عاد في أكله .
وقيل : غير باغ غير خارج على الإمام ولا عاد ولا عاصي في سفره . والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على المعنى الثاني ولأن المقصود بحل ما ذكر هو دفع الضرر وهو واقع في السفر وغيره وفي حال الخروج على الإمام وغيره .
س : هل السنة تنسخ القرآن ؟
ج : للشيخ ابن عثيمين قول في ذلك ذكر فيه أنه لو ثبت ذلك وصح نسخت لكن لا يوجد على ذلك مثال سليم .


فصل
في تفسير القرآن بأقوال التابعين

س : من أشهر التابعين من المفسرين ؟
ج : من أشهرهم مجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وقتادة والحسن البصري وزيد بن أسلم وابنه عبدالرحمن والسدي وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وأبي العالية والربيع بن أنس والضحاك ...
س : ماسبب وقوع التباين في التفسير بين التابعين ؟
ج : سبب وقوع التباين في التفسير بين التابعين يرجع ل : -
- التباين في الألفاظ فيحسبها من لاعلم عنده اختلاف وهي ليست كذلك .
- منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو نظيره ومنهم من يعبر بالنص عليه بعينه فيظن أن ذلك اختلاف بينهم .والكل بمعنى واحد .
س : وضحي قول شعبة بن الحجاج : " أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟ "
ج : إذا اجتمعوا على الشيء فهو حجة اما إذا اختلفوا فلا يكون قولهم حجة على من خالفهم لأن ذلك ليس محل اجماع . ولا ريب أنهم يختلفون فمنهم من يسند قوله إلى الصحابة فمن كان اسناده صحيحا أخذ بقوله ومنهم من يأخذ عن الصحابة ولا يسنده فهذا لا يحتج بقوله ويرجع في قبوله أو رده إلى لغة القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة أو لغة العرب فما وافقها قبل وما خالفها رد .
س : ينقسم المفسرين من التابعين إلى قسمين اذكريهما .
- قسم يسند إلى الصحابة في تفسيره وهؤلاء ماثبتت صحة إسناده احتج به .
- قسم يأخذ عن الصحابة لكن لا يسنده فهؤلاء لا يحتج بتفسيرهم لو خالف غيرهم .



فصل
تفسير القرآن بالرأي

س : ما معنى تفسير القرآن بالرأي . وما أقسامه ؟
ج : أي ليس بمأثور .
وأقسامه قسمين : 1- قسم محمود وهو ما كان قد توفرت فيه شروط قبول التفسير بالراي وهي :
- أن يكون التفسير موافقا لأصول الشريعة الإسلامية .
- أن يكون موافقا للتفسير المأثور .
- أن لا يكون المفسر صاحب بدعة أو هوى .
- أن يكون عالما باللغة العربية – لغة القرآن – والبلاغة وآدابها ودلالاتها .
ومن أمثلة التفسير بالرأي المحمود تفسير الشيخ السعدي رحمه الله .
القسم الثاني : هو التفسير المذموم : وهو ما يفسر حسب معتقد أو مذهب فاسد يعتقده فيحمل الآيات وألفاظها ما لا تحتمله , أو من يفسره بمجرد معنى اللفظ مجردا عن دلالته والمراد به وما تدل عليه القرائن من السياق وأسباب النزول ودون اأن يدرك من المتكلم به وعلى من أنزل ولمن أنزل .
ومن أمثلة ذلك تفسير الزمخشري والرماني والأصم والجبائي .
ومثلهم في وقتنا الحاضر بعض من يحمل آيات القرآن ما لا تحتمله من معاني ليجعلها توافق ما يسمى الإعجاز العلمي في بعض العلوم مثل الطبيعة والفلك .
ومن أمثلة ذلك تفسيرهم لقوله تعالى عن السموات والأرض : ( كانتا رتقا ففتقناهما ) أن ذلك هو ما قاله الكفار في نظرية لهم أن السموات والأرض سبب وجودهما انفجار كوني . وقولهم أن قوله تعالى في سورة الرحمن : ( لا تنفذون إلا بسلطان ) هو الوصول إلى القمر .
س : ما حكم التفسير بالرأي المجرد ؟
ج : حكمه محرم .
س : دللي على أنه يجب التحري في تفسير كلام الله .
ج : عن مسلم بن يسار عن أبيه قال : إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده .
وقال الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله .
وما روي عن ابن عباس حين سأله رجل عن ( يوم كان مقداره ألف سنة ) فقال له ابن عباس : فما ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) فقال الرجل إنما سألتك لتحدثني . قال : هما يومان ذكرهما الله في كتابه والله أعلم بهما .
· لكن ذلك لا يعني توقف كل الناس عن ذلك فتحرج اهل العلم ان يقولوا بما لم يعلموا أما من تكلم بما يعلم فلا حرج عليه .
س : وضحي المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم : " من قال بالقرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "
ج : لأن من قال برأيه تكلف ما لا علم له به وسلك طريقا غير الطريق الذي أمر به , فلو أصاب في نفس العلم أخطأ في أنه لم يأته من طريقه الصحيح .

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 16 شعبان 1435هـ/14-06-2014م, 12:16 PM
مقبولة مصلح صالح مقبولة مصلح صالح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 83
افتراضي مذاكرة منظومة الزمزمي

شرح منظومة الزمزمي
القسم الأول
• التعريف بالناظم :
هو عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز الشيرازي المكي الشافعي المعروف بالزمزمي والملقب بعز الدين , ولد عام 900 هـ واختلف في وفاته قيل في سنة 963 وقيل 976 هـ .
س 1 : ما معنى التفسير لغة واصطلاحا ؟
ج : التفسير لغة مأخوذ من الفسر وهو الإيضاح والإبانة أو من السفر وهو الظهور , ولكن الفسر يكون بما هو معنى والسفر بما هو ظاهر مثل : ( والصبح إذا أسفر )
اصطلاحا : هو تبيين كلام الله عز وجل .
س 2 : ما معنى الاعجاز وجوانبه ؟
ج : الاعجاز هو تمييز القرآن عن غيره .
وجوانبه : الألفاظ والمعاني والحكم والأحكام والقصص والأخبار .
س : ما معنى السورة ؟
ج : قيل في معناها من السور لارتفاعه لشرفها وقيل من سور البلد بمعنى الإحاطة وقيل من السؤر وهو بقايا الشيء في الإناء لأنها قطعة من القرآن وقيل لتمامها لأن العرب تقول للناقة التامة سورة .
س ما الأقوال التي قيلت في البسملة ؟
ج : قيل إنها آية في كل سورة واستدلوا بإجماع الصحابة على كتابتها في المصاحف .
وقيل إنها ليست آية واحتجوا بما جاء من الخلاف فيها .
وقيل إنها آية واحدة نزلت مرة واحدة وكررت في السور وهذا القول مرجح عند شيخ الإسلام .
وقيل إنها آية في سورة الفاتحة فقط ز
وأجمعوا على أنها ليست آية في سورة التوبة وبعض آية في سورة النمل .
س : هل القرآن فيه فاضل و مفضول مع التوضيح ؟
ج : نعم القرآن فيه فاضل ومفضول , فالآيات التي تتحدث عن الله عز وجل وصفاته أفضل من الآيات التي تتحدث عن العقيدة أو الأحكام كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة الإخلاص وآية الكرسي , وآيات الأحكام أفضل من الآيات التي تتحدث عن الكفار .
ويسند هذا القول التفضيل بين الأنبياء من الله عز وجل : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) .
لكن يمنع التفضيل إذا كان للتنقص , كما أنه لا ينقص أجر التلاوة .
س : عددي بعض السفري في الآيات أو السور .
ج : آية التيمم نزلت في طريق الرجوع من بني المصطلق .
- سورة الفتح نزلت في كراع الغميم قرب مكة .
- سورة الأنفال نزلت ببدر .
- آية : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) نزلت بمنى .
- آية : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) في عرفات .
- آية : ( آمن الرسول .. ) يوم الفتح
- آية : ( هذان خصمان .. ) في بدر
- آية : ( وإن عاقبتم ) في أحد
س : ماالذي نزل صيفا وشتاء ؟
ج : الذي نزل صيفا : آية الكلالة في آخر سورة النساء .
والذي نزل شتاء آيات الإفك وآية الكلالة في صدر سورة النساء .
س : ما الذي نزل رؤيا ؟
ج : سورة الكوثر .
س : عددي روايات سبب النزول ز
ج : الرواية بالمرفوع : وهو مارواه صحابي ويقال مرفوع وهو لم يذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم طرف في التنزيل ز
2 – المنقطع : وهو ماروي عن صحابي بصيغة : نزلت في كذا , لأنه قد يعبر الصحابي بهذا ويريد به تفسير الآية كما روي عن ابن عمر في آية ( نساؤكم حرث لكم ) قال : نزلت في إتيان المرأة في دبرها . وحكمه ضعيف ولا بد من البحث عن سنده ثم النظر فيه من حيث الاتصال وثقة الرواة .
3 – المرسل : وهم ماروي عن تابعي فإذا اتصل سنده بصحابي ورواته ثقات صح , وإذا لم لم يتصل فهو ضعيف .
س : ما أهمية الوقف والابتداء في التفسير ؟ وما حكمه ؟
ج : الوقف والابتداء قد يتوقف عليه فهم معنى الآية , وحكم الوقف الاشباع أو القصر .
س : كيف يكون الوقف على الكلمة المتحركة ؟
ج : إذا كانت حركتها الضمة يوقف على السكون مع الروم والاشمام
إذا كانت حركتها الكسرة يوقف على السكون ويجوز فيها الروم والاشمام
إذا كانت حركتها الفتحة يوقف على السكون فقط .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, الطالبة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir