دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 صفر 1438هـ/16-11-2016م, 01:53 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

تفسيرقوله تعالى: { أءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) } ص .


قد أقام الله سبحانه وتعالى في القرآن الحجج والبراهين على رسالته لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فمرة أتهمه كفار قريش أن افتراه على الله ، ومرة قالوا إن هو شعر وتارة إن هو لمجنون ، فقد رد الله أقوالهم الباطنة في القرآن ومن تلك الأقوال ذكرت هذه الآيات في صورة ص ،
{ أءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا} أي : مالذي فضله علينا من بين بيننا ، فليس بأكبرنا سنا ولا أشرفنا ،مثل قولهم في الآية :{ لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ(31)}الزخرف ، فقد دلت على قلة جهلهم واستبعادهم في نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنكارهم أن يتفضل الله علي من يشاء من عباده بما شاء ،فرد الله تعالى على قولهم الباطل وبين الأسباب الذي دعاهم لقولهم ، فقال :
{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي}، فتكون بل إضرابا إبطالياوتكذيبا، أي إنما قصدهم في التكذيب :
-أن إنعام الله على عباده على من يشاء.
- في وحي الله تعالى ،وفي هذا القرآن الذي أنزلناه من عندنا .
- أنهم أهملوا الأدلة الدالة على أنه حق منزل من عند الله .
وإضافة الذكر إِلى ضمِيرِ المتكلمِ وهو الله تعالى إِضافة تشرِيفٍ ولِتحقِيقِ كونِهِ مِن عِندِ اللهِ.
أتبع ذلِك الإِضراب بِإِضرابٍ آخر، فقال سبحانه وتعالى:
{بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)} ، أي بيّن جرأتهم على ذلك القول أنهم لم يذوقوا عذاب الله تعالى ونقمته ، وعندها سيعلمون ماقالوا وماكذبوا به
{ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا(13)} الطور.


وقوله تعالى :{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)} ، أَم منقطعة وهي إضراب انتقالي ، فإن أَم مشعرة بِاستفهام بعدها هو للإنكار و التوبيخ ، إنكارا لقولهم : { أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا} ، وتقديم الظرف للاهتمام لأنه مناط الإنكار كقوله تعالى :{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } الزخرف ، فبين سبحانه تعالى أنه المتصرف في ملكه الفعال لما يشاء الذي يعطي من يشاء ما يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء وينزل الروح من أمرِه على من يشاء من عباده ويختم على قلب من يشاء فلا يهديه أحد من بعد اللَّه، وإن العباد لا يملكون شيئا من الأَمر وليس إليهم من التصرف في الملك ولا مثقال ذرة وما يملكون من قطمير.
{الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } فأجرى سبحانه صفة الرب العزيز الذي لا يرام جنابه لإبطال تدخلهم في تصرفاته ، و الْوَهَّابِ الذي يعطي ما يريد لمن يريد، لإِبطال جعلهم الحرمان من الخير تابعا لرغباتهم دون موادة الله تعالى.
فالنبوة رحمة عظيمة لا يستحق عطاءها إلا شديد العزة وافر الموهبة.

{أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10)}
وهنا إضراب انتقالي إلى رد يأتي على جميع مازعموا وينقض كلامهم بكلمة جامعة ، فبدأها بأم التهكمية وليس الإنكارية : أي ألهم ملك السماوات والأرض ومابينهما فكان لهم شيء منها فليصعدوا إلى أسباب السماء ،قال مجاهد وقتادة: أَراد بالأَسباب: أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَطُرُقَهَا مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، وَكُلُّ مَا يُوَصِّلُكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ بَابٍ أَوْ طَرِيقٍ فَهُوَ سَبَبُهُ، وَهَذَا أَمْرُ تَوْبِيخٍ وَتَعْجِيزٍ،فيطلعوا على حقائق الأشياء فيتكلموا عن علم في الإله وصفاته،وعن البعث وعدمه ، وصدق رسول الله صلى عليه وسلم ، فعلم أنهم لا يملكون ذرة من الملك فقد خسرت حجتهم وادعاؤهم الكاذب، فكيف يتكلمون، وهم أعجز خلق الله وأضعفهم بما تكلموا به؟! أم قصدهم التحزب والتجند، والتعاون على نصر الباطل وخذلان الحق؟ وهو الواقع فإن هذا المقصود لا يتم لهم، بل سعيهم خائب، وجندهم مهزوم، ولهذا قال:
{جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ} ، أَي: هؤلاء الجند المكذبون الذين هم في عزة وشقاق سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبِت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين وهم أحزاب إبليس وأتباعه ، وهذه الآية كقوله تعالى في غزوة بدر:{ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (43)} القمر ، واختلف أهل التأويل في الإشارة ب (هنالك) ماهي :
القول الأول : أشار إل الارتقاء في الأسباب، أي هؤلاء القوم إن راموا ذلك جند مهزوم، وهذا قوي.
القول الثاني : الإشارة ب هُنالِكَ إلى حماية الأصنام وعضدها، أي هؤلاء القوم حند مهزوم في هذه السبيل.
القول الثالث : الإشارة ب هُنالِكَ، إلى يوم بدر ،وكان غيب أعلم الله به على لسان رسوله، أي جند المشركين يهزمون، فخرج في بدر، وهو قول مجاهد وقتادة .
القول الرابع : الإشارة إلى حصر عام الخندق بالمدينة.
على اختلاف التأويل فهذه الآية تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيتا وبشارة أن دينه سيظهر عليهم ويغلبون .

وقوله تعالى :{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13)}
لما كان قوله تعالى :{ جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأحْزَابِ } بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم ووعدا له بالنصر ،فهذه الآية وعيد لهم وتحذير أن يصير مصيرهم عند تكذيبهم ماحل بالأحزاب السابقة ، ومن هؤلاء {قوم نوح }،{وعاد }وهم قوم هود ،{وفرعون ذو الأوتاد} والمقصود بالأوتاد أى: الجنود العظيمة، والقوة الهائلة، {وثمود } وهم قوم صالح، {وقوم لوط} ، {وأصحاب الأيكة} وهم قوم شعيب ، {أُولَئِكَ الأحْزَابُ} هنا تعريض بتخويف مشركي العرب من أن ينزل عليهم عذابا مثل الأقوام السابقة وقد كانوا أَكثر منكم وأَشد قوة وأكثر أموالا وأولادا فما دفع ذلك عنهم من عذاب اللَّه من شيء لما جاء أَمر ربك ولهذا قال عز وجل:
{إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ} ، وهي مؤكدة للآية السابقة {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} إِلى قَوْله:{وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ} ، أي أن كل هؤلاء الأحزاب كذبوا رسلهم فحق عليهم عذاب الله تعالى ، ومعنى حق أي وجب وثبت ، فما الذي يزكي ويطهر من كذّب برسول الله صلـى الله عليه وسلم وبذكر الله وآياته أن يصيبهم ماأصاب الأقوام السابقة !

فلينتظروا {صَيْحَةً وَاحِدَةً} وتعني الصيحة الواحدة إما : النفخة الأولى في الصور، أو بشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن معانديه سيهزمون بالسيف يوم بدر فتكون صيحة القتال ، { مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} أي: من رجوع ورد، تهلكهم وتستأصلهم إن أقاموا على ما هم عليه، وقد أسند لهم الانتظار في حين هم غافلون ومكذبون فهو إسناد مجازي على طريقة المجاز العقلي فإِنهم ينتظر بِهِم ذلك المسلمون الموعودون بِالنصرِ، أو ينتظر بِهِم الملائكة الموكلون بِحشرِهم عند النفخة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir