46- أحس
وأما قوله «أحس» على كذا وجه: فالإحساس هو علم النفس، وهو وجود النفس خبر الأشياء، وإنما سميت الحواس الخمس حواسا، لأنهن يجلبن الخبر إلى النفس.
1- عرف: وإنما صار أحس في هذا المكان يعني «عرف»: لأن النفس عرفت ما عاينت، ولم يكن للنفس مجاوزة، ووجود السبيل إلى ما يجد القلب، ومعرفة القلب يقين، ومعرفة النفس الحس، لأن القلب ذو عينين يبصر بهما، والنفس بصيرتها في ظلمة ودخان وحجب، فالحواس الخمس وهن: العينان اللتان في الرأس «والأذنان، والأنف والمذاق وهو القبوة به يجد طعم الأشياء، واليدان».
فهذه الخمس تؤدي أخبار كل شيء من الألوان، وكل شيء من
[تحصيل نظائر القرآن: 121]
الأصوات وكل شيء يلمس، وكل شيء يبصر، وكل شيء يذاق، وكل شيء يشم: إلى النفس، فتحس النفس بذلك.
2- رأى: وإنما صار أحس بمعنى «رأى» في مكان آخر: فهذا قريب من ذلك، لأن هذه رؤية النفس.
3- تخبر: وإنما صار قوله «تحسوا»: أي تخبروا واطلبوا الخفى من خبر يوسف – عليه السلام- فإن الحس هو خفى اللسان.