دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ربيع الثاني 1441هـ/19-12-2019م, 01:02 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الأول من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الثاني 1441هـ/21-12-2019م, 02:42 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حديثنا اليوم عمن قالوا فيه قبل إسلامه :(... لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب) , وجاء فيه ما رواه الترمذي من قول النبي عليه الصلاة والسلام : (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ) قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ.
وكان أحبهما إليه عمر...
فأسلم عمررضي الله عنه وأرضاه.
وقال لمن قال عنه صبأ : كذب ، ولكني قد أسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
أسلم وأعز الله به الإسلام حتى قال ابن مسعود : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب .
وقال: إن إسلام عمر كان فتحاً ، وإن هجرته كانت نصراً ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما اسلم عمر ؛ قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه .
وقال له صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًا، إلا سلك فجًا غير فجك).

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي.
و يجتمع نسبه مع الرسول محمد في كعب بن لؤي بن غالب.
ولد-رضي الله عنه- بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة سنة.

هو ثاني الخلفاء الراشدين, ومن العشرة المبشرين بالجنة.
كان من أعلم الصحابة وأفقههم وقد شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام -بذلك فقال فيما رواه الشيخان: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي و عليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص اجتره" قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين".
وقال عنه: ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر).
وقال عليه الصلاة والسلام:(بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب» قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله قال: «العلم»).
وهذه شهادة وأي شهادة!!.
شهادة من خاتم النبيين له بأن كلامه ملهم من ربه , موافق للصواب , وهذه هي عين الحكمة , كما قال تعالى:{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.
وهذا مما لم يكن بخافيا على أحد من الصحابة, حتى قال عنه ابن مسعود: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح بهم علم عمر.
ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم.

وقد كان كذلك-رضي الله عنه- فقد كانت أقواله وأفعاله وكأنها تخرج من مشكاة الوحي , وهذا حال من كان في تقوى عمر, وحال من كان في علم عمر, وحال من كان في خشية عمر وزهد عمر, وحال من كان الله ورسوله أحب إليه من نفسه وماله وولده كما كان حال عمر.

وقد كان حريصًا أشد الحرص على حضور مجلس الرسول-صلى الله عليه وسلم- لينال حظه من العلم , وكان لا يترك شيئا منها يفوته, لذلك تعاهد مع جاره الأنصاري على تناوب الحضور إلى مجلس النبي-صلى الله عليه وسلم- لينقل كل واحد للآخر ما فاته.

وقد جاء عنه أنه قال:("وافقت ربي في ثلاث فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله - عز وجل-: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾,وآية الحجاب قلت: يا رسول الله لو أمرت نسائك أن يحتجبن؟ فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي في الغيرة عليه فقلت لهن: ﴿ عسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ فنزلت هذه الآية.

بل موافقات عمر لكلام ربه تزيد عن هذه الثلاثة, فقد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين كما ذكر ذلك السيوطي.
فمنها موافقته في أسارى بدر، وفي تحريم الخمر , وفي ترك الصلاة على المنافقين، وفي غيرها من المواضع.

لذلك ألهمه الله وسدده فيما كان من جمع القرآن الجمع الأول , فقد جمع أبو بكر-رضي الله عنه- القرآن بإشارة من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما رأى كثرة من قُتِل من القراء في وقعة اليمامة، وقد انقطع الوحي وزال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد.
قال أبو بكر رضي الله عنه: « إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُ لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير» فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
تولى عمر الخلافة بعد أبي بكر-رضي الله عنهما- وكان توليه باستخلاف أبي بكر إياه قبل وفاته بخمسة عشر يوماً, لما أحس بدنو أجله- رضي الله عنه- عهد في أثناء مرضه بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب, وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

وقد كان-رضي الله عنه- عالما بكتاب الله , حريصا عليه , فاهما لمقاصده ولمراد الله تعالى , يظهر أثر فهم القرآن عليه عند تلاوته إياه , فقد فال علقمة بن وقاص: كانَ عمر يقرأ في العشاء الآخرة بسورة يوسف، وأنا في مؤخر الصف، حتى إذا ذكر يوسف سمعت نشيجه.

وكان لا يتكلف في كتاب الله ما ليس له به علم , ومما يبين لنا ذلك ما رواه الطبري بإسناد عن أنس أنه قال: عن أنس، قال: قرأ عمر: ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ) ومعه عصا في يده، فقال: ما الأبّ، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده.
لذلك كان لا يتردد في التأديب على القول في تفسيره بغير علم، ولا في تأديب من تنطع وتكلف في السؤال فيه , وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب غنية عن التعريف , فقد بلغ عمر بأن صبيغ يسأل عن متشابه القرآن , حتى رآه عمر , فسأل عمر عن (الذاريات ذروا) فقال: ما اسمك؟
قال: عبدالله صبيغ.
فقال عمر: وأنا عبدالله عمر , وضربه الضرب الشديد على ما كان منه من تكلف وتنطع , ولما علمه من إن غرضه كان ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام .
وقد كان ابن عباس بعد ذلك اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول: ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ.

ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد أن رجلا جاء إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل.
فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود. فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها.

وكان-رضي الله عنه- يحث الناس على طلب العلم فيقول:(تفقهوا قبل أن تسودوا).
وكان مجلسه لا يخلو من تدارس كتاب الله والتفقه فيه , فكان يحضره أكابر الصحابة , وكان-رضي الله عنه- حريصا على حضور من كان عالما في القرآن ولو صغر سنه , لذلك كان يدخل ابن العباس -رضي الله عنهما- إلى مجلسه مع أشيخ بدر , فكأنهم استنكروا عليه ذلك , فقال لهم عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، ثم قال قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لابن عباس: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقال : لا. قال فما تقول؟ قال : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه له قال {إذا جاء نصر الله والفتح} وذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} فقال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تقول.

ومن علمه بكتاب الله علمه بأسباب النزول وأماكنها , لذلك لما قال له اليهودي عن قوله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} لو أنزلت هذه الآية علينا لجعلناها يوم عيد.
فقال له عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله، عشية عرفة في يوم جمعة.


ومنه ما رواه الطبري من تفسيرعمر -رضي الله عنه- لقوله تعالى: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ), قال: هما الرجلان يعمَلان العمل الواحد يدخلان به الجنة، ويدخلان به النار .
كذلك ما رواه أيضا لما سأله نفر من أهل نجران عن قوله تعالى: {وجنة عرضها السموات والأرض} فقالوا: فأين النار؟ فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟» فقالوا: نزعت مثلها من التوراة).

توفي رضي الله عنه وأرضاه- شهيدا على يد أبي لؤلؤة المجوسي في سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو يؤم الناس لصلاة الفجر، طعنه بسكين ذات شقين مسمومة,
فقال لهم رضي الله عنه: "لا تعجلوا على الذي قتلني. فقيل: إنه قتل نفسه. فاسترجع عمر؛ فقيل له: إنه أبو لؤلؤة؛ فقال: الله أكبر.

فمن كعمر, رضي الله عن عمر وجعلنا ممن سار على طريقهم وجمعنا معهم في جناته, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

طبقات الرواة عنه في التفسير:
الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، أمثال: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس.
الثانية: طبقة كبار التابعين، أمثال: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمدانيوغيرهم الكثير.
الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، أمثال: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
الرابعة: طبقة التابعين الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة كونهم لم يدركوه أو أدركوه لكن لم يسمعوا منه فروايتهم عنه مرسلة، أمثال: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وزيد بن أسلم، والحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى بن عباس، وسعيد بن جبير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1441هـ/24-12-2019م, 03:42 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

حديثنا اليوم عمن قالوا فيه قبل إسلامه :(... لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب) , وجاء فيه ما رواه الترمذي من قول النبي عليه الصلاة والسلام : (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ) قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ.
وكان أحبهما إليه عمر...
فأسلم عمررضي الله عنه وأرضاه.
وقال لمن قال عنه صبأ : كذب ، ولكني قد أسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
أسلم وأعز الله به الإسلام حتى قال ابن مسعود : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب .
وقال: إن إسلام عمر كان فتحاً ، وإن هجرته كانت نصراً ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما اسلم عمر ؛ قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه .
وقال له صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًا، إلا سلك فجًا غير فجك).

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي.
و يجتمع نسبه مع الرسول محمد في كعب بن لؤي بن غالب.
ولد-رضي الله عنه- بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة سنة.

هو ثاني الخلفاء الراشدين, ومن العشرة المبشرين بالجنة.
كان من أعلم الصحابة وأفقههم وقد شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام -بذلك فقال فيما رواه الشيخان: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي و عليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص اجتره" قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين".
وقال عنه: ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر).
وقال عليه الصلاة والسلام:(بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب» قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله قال: «العلم»).
وهذه شهادة وأي شهادة!!.
شهادة من خاتم النبيين له بأن كلامه ملهم من ربه , موافق للصواب , وهذه هي عين الحكمة , كما قال تعالى:{وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.
وهذا مما لم يكن بخافيا على أحد من الصحابة, حتى قال عنه ابن مسعود: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح بهم علم عمر.
ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم.

وقد كان كذلك-رضي الله عنه- فقد كانت أقواله وأفعاله وكأنها تخرج من مشكاة الوحي , وهذا حال من كان في تقوى عمر, وحال من كان في علم عمر, وحال من كان في خشية عمر وزهد عمر, وحال من كان الله ورسوله أحب إليه من نفسه وماله وولده كما كان حال عمر.

وقد كان حريصًا أشد الحرص على حضور مجلس الرسول-صلى الله عليه وسلم- لينال حظه من العلم , وكان لا يترك شيئا منها يفوته, لذلك تعاهد مع جاره الأنصاري على تناوب الحضور إلى مجلس النبي-صلى الله عليه وسلم- لينقل كل واحد للآخر ما فاته.

وقد جاء عنه أنه قال:("وافقت ربي في ثلاث فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله - عز وجل-: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾,وآية الحجاب قلت: يا رسول الله لو أمرت نسائك أن يحتجبن؟ فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي في الغيرة عليه فقلت لهن: ﴿ عسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ فنزلت هذه الآية.

بل موافقات عمر لكلام ربه تزيد عن هذه الثلاثة, فقد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين كما ذكر ذلك السيوطي.
فمنها موافقته في أسارى بدر، وفي تحريم الخمر , وفي ترك الصلاة على المنافقين، وفي غيرها من المواضع.

لذلك ألهمه الله وسدده فيما كان من جمع القرآن الجمع الأول , فقد جمع أبو بكر-رضي الله عنه- القرآن بإشارة من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما رأى كثرة من قُتِل من القراء في وقعة اليمامة، وقد انقطع الوحي وزال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد.
قال أبو بكر رضي الله عنه: « إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُ لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير» فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
تولى عمر الخلافة بعد أبي بكر-رضي الله عنهما- وكان توليه باستخلاف أبي بكر إياه قبل وفاته بخمسة عشر يوماً, لما أحس بدنو أجله- رضي الله عنه- عهد في أثناء مرضه بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب, وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

وقد كان-رضي الله عنه- عالما بكتاب الله , حريصا عليه , فاهما لمقاصده ولمراد الله تعالى , يظهر أثر فهم القرآن عليه عند تلاوته إياه , فقد فال علقمة بن وقاص: كانَ عمر يقرأ في العشاء الآخرة بسورة يوسف، وأنا في مؤخر الصف، حتى إذا ذكر يوسف سمعت نشيجه.

وكان لا يتكلف في كتاب الله ما ليس له به علم , ومما يبين لنا ذلك ما رواه الطبري بإسناد عن أنس أنه قال: عن أنس، قال: قرأ عمر: ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ) ومعه عصا في يده، فقال: ما الأبّ، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده.
لذلك كان لا يتردد في التأديب على القول في تفسيره بغير علم، ولا في تأديب من تنطع وتكلف في السؤال فيه , وقصة صبيغ بن عسل مع عمر بن الخطاب غنية عن التعريف , فقد بلغ عمر بأن صبيغ يسأل عن متشابه القرآن , حتى رآه عمر , فسأل عمر عن (الذاريات ذروا) فقال: ما اسمك؟
قال: عبدالله صبيغ.
فقال عمر: وأنا عبدالله عمر , وضربه الضرب الشديد على ما كان منه من تكلف وتنطع , ولما علمه من إن غرضه كان ابتغاء الفتنة لا الاسترشاد والاستفهام .
وقد كان ابن عباس بعد ذلك اذا ألح عليه رجل فى مسألة من هذا الجنس يقول: ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بصبيغ.

ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد أن رجلا جاء إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل.
فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود. فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها.

وكان-رضي الله عنه- يحث الناس على طلب العلم فيقول:(تفقهوا قبل أن تسودوا).
وكان مجلسه لا يخلو من تدارس كتاب الله والتفقه فيه , فكان يحضره أكابر الصحابة , وكان-رضي الله عنه- حريصا على حضور من كان عالما في القرآن ولو صغر سنه , لذلك كان يدخل ابن العباس -رضي الله عنهما- إلى مجلسه مع أشيخ بدر , فكأنهم استنكروا عليه ذلك , فقال لهم عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، ثم قال قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لابن عباس: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقال : لا. قال فما تقول؟ قال : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه له قال {إذا جاء نصر الله والفتح} وذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} فقال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تقول.

ومن علمه بكتاب الله علمه بأسباب النزول وأماكنها , لذلك لما قال له اليهودي عن قوله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} لو أنزلت هذه الآية علينا لجعلناها يوم عيد.
فقال له عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله، عشية عرفة في يوم جمعة.


ومنه ما رواه الطبري من تفسيرعمر -رضي الله عنه- لقوله تعالى: ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ), قال: هما الرجلان يعمَلان العمل الواحد يدخلان به الجنة، ويدخلان به النار .
كذلك ما رواه أيضا لما سأله نفر من أهل نجران عن قوله تعالى: {وجنة عرضها السموات والأرض} فقالوا: فأين النار؟ فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟» فقالوا: نزعت مثلها من التوراة).

توفي رضي الله عنه وأرضاه- شهيدا على يد أبي لؤلؤة المجوسي في سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو يؤم الناس لصلاة الفجر، طعنه بسكين ذات شقين مسمومة,
فقال لهم رضي الله عنه: "لا تعجلوا على الذي قتلني. فقيل: إنه قتل نفسه. فاسترجع عمر؛ فقيل له: إنه أبو لؤلؤة؛ فقال: الله أكبر.

فمن كعمر, رضي الله عن عمر وجعلنا ممن سار على طريقهم وجمعنا معهم في جناته, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

طبقات الرواة عنه في التفسير:
الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، أمثال: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس.
الثانية: طبقة كبار التابعين، أمثال: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمدانيوغيرهم الكثير.
الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، أمثال: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
الرابعة: طبقة التابعين الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة كونهم لم يدركوه أو أدركوه لكن لم يسمعوا منه فروايتهم عنه مرسلة، أمثال: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وزيد بن أسلم، والحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى بن عباس، وسعيد بن جبير.
انتبهت الآن لسؤال الفوائد:
أهم ما استفدته من سيرة عمر رضي الله عنه:
- عدم الحكم على الناس بعدم الصلاح أو الهداية أو حتى الإيمان حتى نرى ما يختم لهم به.
- الإقبال على القرآن تعلما وفهما وتدبرا , فبه تنار بصيرة القلب ويعرف الفرق بين الحق والباطل.
- التكلم بعلم والسكوت بعلم.
- حب الصحابة من الإيمان , خاصة العمرين.
- الاقتداء بما ورد من محاسن أفعالهم وأخلاقهم على قدر الاستطاعة, والسير على طريقهم.
- دعاء الله أن نحشر معهم :{وحسن أولئك رفيقا}.
- القوة في الحق وعدم مخافة الناس فيه .
- نصرة ضعفاء المجتمع على اختلاف أنواعهم , لأن الله سائل العبد عما أعطاه من قوة وجاه : ماذا فعل بها.
- حب الله-عز وجل- وحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- من أعظم ما يتقرب به إلى الله.
- حرص العبد على ترك علم ينتفع به بعد موته , فلا يبقى في الأذهان إلا من خدم هذا الدين وعمل له.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الأولى 1441هـ/5-01-2020م, 11:26 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
في هذه الأسطر المعدودة سيدور الحديث حول صحابي جليل كان من العارفين بالمحن وأحوال الفتن وأعلم الصحابة بالمنافقين، سأل عن الشر فاتقاه وتحرى الخير فاقتناه، وهو الذي ندبه النبي ليلة الأحزاب، وكان من الرجال الذين تمنى عمر بن الخطاب رجالا كأمثالهم، لقب بصاحب سر النبي، فما هي قصته ولقبه وأشهر مواقفه مع النبي.

نسبه:
هو حذيفة بن اليمان العبسي بن جابر الغطفاني القيسي وكان يكني أبا عبد الله، وذكر الذهبي في سيره وابن عساكر في تاريخ دمشق أن والده اليمان كان قد هربَ إلى يثرب بعد أن أصابَ دمًا وتحالف فيها مع بني الأشهل، فسمِّي باليمان لأنَّه تحالف مع اليمانية، وأمه الرباب من بني عبد الاشهل وقد أسلمت وبايعت الرسول.

سر لقبه رضي الله عنه:
كان حذيفة بن اليمان من كبار الصحابة، وقد أسرَّ إليه رسولُ الله أسماء المنافقين ولم يُعِلم بذلك أحدًا غيره، وأسرَّ له أيضًا عن الفتن التي ستقوم في الأمة كما روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن حذيفة قال: "أخبَرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بما هو كائنٌ إلى أن تقومَ الساعةُ. فما منه شيءٌ إلا قد سألتُه، إلا أني لم أسألْه: ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ؟"، ولذلك فقد كان صاحب سرِّ رسول الله، كما في الصحيحين أن أبا الدرداء قال لعلقمة: "أليس فيكم صاحبُ السرِّ الَّذي كان لا يعلَمُه غيرُه، يعني حُذَيفةُ؟"، وذكر الذهبي أن عمر قد ناشده: أأنا من المنافقين؟، قال: لا ولا أزكي أحدًا بعدك.

سؤاله عن الشر:
أخرج البخاري عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: "كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
وروى الذهبي في سيره عن زاذان: أن عليا سئل عن حذيفة، فقال: علم المنافقين، وسأل عن المعضلات، فإن تسألوه تجدوه بها عالما.
وروى أبو نعيم في المعرفة عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا كَمَا قَالَهُ قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ عَلَيْهَا، أَوْ عَلَيْهِ. قُلْتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَيُكْسَرُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قُلْتُ: بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا "، قُلْتُ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا تَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً، إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ".

روايته للحديث:
له في "الصحيحين" اثنا عشر حديثا، وفي "البخاري" ثمانية، وفي مسلم سبعة عشر حديثا.
روى عنه: أبو وائل، وزر بن حبيش، وزيد بن وهب، وربعي بن حراش، وصلة بن زفر، وثعلبة بن زهدم، وأبو العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم بن نذير، وأبو إدريس الخولاني، وقيس بن عباد، وأبو البختري الطائي، ونعيم بن أبي هند، وهمام بن الحارث، وابنه أبو عبيدة بن حذيفة وأبو حذيفة سلمة بن صهيبة وأبو الطفيل وطارق بن شهاب وعمر بن ضرار وطلحة بن يزيد وعمرو بن حنظلة وعبد الله بن الصامت وأبو عبيدة المغيرة ويزيد بن شريك التيمي وعمار بن ياسر، وجندب البجلي، وأبو أمامة الباهلي، وعلقمة وعبد الله بن الصامت، والوليد بن المغيرة، وخالد بن الربيع العبسي الكوفي، وأبو مجلز، وعبد الله بن عكيم، وحبة بن جوين العرني.

جهاده:
شهد مع النبي أحدا وما بعدها من المشاهد مع الرسول، كما ذكر الذهبي: "قال حذيفة: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا العهد علينا: لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه. فأخبرنا النبي فقال: نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم".

وشهد رضي الله عنه يوم أحد مع والده، وذكر الذهبي أن والده اليمان قتله بعض الصحابة خطأ وهم يظنوه مشركا، ومن قوة إيمانه وولائه تصدق عليهم بديته.

أما عن قصته رضي الله عنه في غزوة الخندق، فقد اشتهرت عنه بسبب الموقف البطولي والعمل العظيم الذي قام به بتنفيذِ أمر رسول الله ليجس له خبر العدو، فعندما اشتدَّ الحصار على المسلمين من قبل كفار قريش حول المدينة المنورة، طلب رسول الله من الصحابة أن يذهب رجل منهم ويأتيه بأخبار الكافرين، لكن أحدا لم يستجب لرسول الله، فقال رسول الله كما روى حذيفة بن اليمان في الحديث الطويل: "من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ أنَّه يَرجِعُ- أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ، فما قام رَجُلٌ، ثم صلَّى رسولُ اللهِ هَوِيًّا مِن اللَّيلِ، ثم التَفَتَ إلينا، فقال: من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يَرجِعَ -يَشرُطُ له رسولُ اللهِ الرَّجْعةَ- أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة". وكذلك لم يقُم أحد من الصحابة من شدة الخوف والجوع والبرد، وعند ذلك نادى رسول الله على حذيفة بن اليمان، فقال: "يا حذيفة! فاذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئًا حتى تأتينا"، فذهب حذيفة بن اليمان إلى المكان الذي كان يجتمع فيه المشركون، وكانت الريح تشتد وتزلزل أركانهم وتقتلع خيامهم، فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله إلي ألا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مرحل، فلما رآني أدخلني إلى رجليه وطرح علي طرف المرط ثم ركع وسجد وإني لفيه ولما أخبرته الخبر وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم، وأكرم الله تعالى المسلمين بالنصر والفرج بعد أن رُفع الحصار عن المدينة المنورة.

وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك 13 هـ وكان البريد إلى عمر بالفتح كما ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق، وشهد فتح الجزيرة 17 هـ ونزل نَصِيبين، وتزوّج فيها، وفي معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرن، ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول: "إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعا النعمان بن مقرن، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة، فاذا استشهد فجرير بن عبد الله.." وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة. والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيداً، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عالياً وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريما له، ثم هجم على الفرس صائحاً: "الله أكبر: صدق وعده، الله أكبر: نصر جنده" ثم نادى المسلمين قائلاً: "يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار"، وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.

وكان فتح همدان والريّ والدينور (مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا) على يده، افتتحها عنوة وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت، ثم غزا حذيفة مدينة ماسبذان (مدينة منها إلى الرذ عدة فراسخ) فافتتحها عنوة وقد كانت فتحت لسعد فانتقضت، وقال أبو عبيدة ثم غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت قبل ذلك ثم غزا الري فافتتحها عنوة ولم تكن فتحت قبل واليها انتهت فتوح حذيفة، وقال أبو عبيدة فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين وعشرين.

وسيره عمر بن الخطاب رسولا إلى ملك الروم الى قسطنطينية، فاجتمع بها بجبلة بن الايهم، وغزا بلاد الروم في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه في جيش أميره الوليد بن عقبة بن أبي معيط فاجتاز بحلب أو بعملها فيهما.

توليه على المدائن:
استعمله عمر أميرا على المدائن، فعن ابن سيرين: أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن: اسمعوا له وأطيعوا، وأعطوه ما سألكم. فخرج من عند عمر على حمار موكف، تحته زاده. فلما قدم استقبله الدهاقين وبيده رغيف، وعرق من لحم. فقرأ عهده عليهم، فقالوا: سل ما شئت. قال: طعاما آكله، وعلف حماري هذا - ما دمت فيكم- من تبن. فأقام فيهم، ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر: أقدم. فلما بلغ عمر قدومه، كمن له على الطريق، فلما رآه على الحال التي خرج عليها، أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي، وأنا أخوك.

وفاته:
بقي في المدائن رضي الله عنه حتى توفي بعد أن قُتِل عثمان بن عفان وبعد بيعة علي بن أبي طالب بأربعين يومًا في أول سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل توفي سنة خمس وثلاثين، والأول أصح كما أجمع محمد بن عمر الواقدي والهيثم بن عدي ولأن عثمان قتل في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين لا خلاف بين أهل السيرة في ذلك.

ولمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: "ما يبكيك؟" فقال: "ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ"، وروى أبو نعيم في الحلية عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بَعَثَنِي وَأَبَا مَسْعُودٍ فَابْتَعْنَا لَهُ كَفَنًا حُلَّةَ عَصَبٍ بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ: «أَرِيَانِي مَا ابْتَعْتُمَا لِي»، فَأَرَيْنَاهُ فَقَالَ: «مَا هَذَا لِي بِكَفَنٍ، إِنَّمَا يَكْفِينِي رَيْطَتَانِ بَيْضَاوَانِ، لَيْسَ مَعَهُمَا قَمِيصٌ، فَإِنِّي لَا أُتْرَكُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى أُبَدَّلَ خَيْرًا مِنْهُمَا أَوْ شَرًّا مِنْهُمَا» فَابْتَعْنَا لَهُ رَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ"، كما روى أبو نعيم في الحلية عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي أَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِهِ، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْفَقْرَ عَلَى الْغِنَى، وَأُحِبُّ الذِّلَّةَ عَلَى الْعِزِّ، وَأُحِبُّ الْمَوْتَ عَلَى الْحَيَاةِ، حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ".

الفوائد من سيرته:
• حسن خلقه وقوة إيمانه بعفوه عن دية والده عندما قتل خطأً في أحد.
• من فقهه رضي الله عنه عنايته بالفتن والسؤال عن الشر للحذر منه.
• تواضعه عند توليه المدائن ودخوله عليهم على حمار، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك.
• ثقة النبي وحبه له مع موهبته واستعداده لحفظ السر كانت من أهم أسباب اختيار النبي لجعله صاحب سره.
• حسن توظيف النبي لأصحابه وهذا ظاهر في اختياره له يوم الخندق بما له من مقومات شخصية.
• امتثاله لأمر النبي وطاعته له في عدم إحداث أي أمر في معسكر قريش يوم الخندق.
• زهده في الدنيا ونظرته لها، حتى عند موته وطلبه لأقل كفن يكفن به.

المراجع:
• البداية والنهاية لابن كثير
• أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير
• تاريخ دمشق لابن عساكر
• معرفة الصحابة لأبي نعيم
• حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم
• سير أعلام النبلاء للذهبي
• الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1441هـ/8-01-2020م, 10:38 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

حديثنا اليوم أيها الأحبة عن أعظم الصحابة إيمانا، حديثنا عن رجل صدق في محبته فأثمرت يقينا وهداية وثباتا فكان أعظم الصحابة قدرا وأعلاهم منزلة وأحكمهم وأصدقهم حتى لقب بالصديق
نعم إنه ابا بكر الصديق رضي الله عنه،
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام "، فكان ابو بكر في الجاهلية رجلاً ذو نسب شريف في قومه وقد اشتهر بحسن خلقه فأحبه الناس،
وكان صاحبا للنبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبره بأمر النبوة سارع بالتصديق والإيمان حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين دعوته، و لا تردد فيه ) ما عكم أي: ما ابطأ.

وما كان ذلك إلا لنقاوة قلبه وطهارته من الخبث فما كان هناك قناعة بأفعال أهل الجاهلية وسوء أحوالهم، وأيضاً لحكمته وبصيرته وخبرته بالرجال، فهو يعرف محمداً في جاهليته قبل نزول النبوة وما جرب عليه كذباً قط وقد اشتهر بامانته وحسن خلقه، فلما تلقى منه الخبر صدق وأيقن أنه وحي من عند الله.
ولم يكتفي بإيمانه مستقراً بقلبه، ولا بعبادة تسمو بها روحه ويقضي بها وقته مناجيا ربه، بل كان أنفع الناس للناس فسارع إلى الدعوة وبذل النفيس من المال لتحرير العبيد الضعفاء والمساكين،
ففاز بإسلام خيرة الصحابة ومنهم العشرة المبشرين بالجنة: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ

- وكان من أعلم الناس واحكمهم وقد اشتهر عنه فهم فحوى الخطاب ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله»
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.

وكان أعلمهم بالقرآن فقد ثبت يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وثبت الناس بقوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) وقد تعجب عمر رضي الله عنه حين سمعها وما فقه معناها في كتاب الله.

وما كان رفعة أبا بكر إلا ليقين وقر في قلبه فأثمر الحكمة والإيمان وهذا موقفه لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به")..

فلا عجب أن ينزل فيه قرآنا ويصفه بالصاحب للنبي وما وصف به غيره ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فالله الله في أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه.
وما نغالي مغالاة الجهلة وأصحاب البدع ولكن نحق الحق لأصحابه و ما أنكره إلا جاهل جاحد مبتدع.

واما عن ما روي عنه في التفسير خاصة، فقد روي عنه القليل مثله مثل أكابر الصحابة حيث انشغلوا بالجهاد وأمور الخلافة وكذلك وفاتهم مبكراً قبل كثرة السؤال عن ما يشكل في القرآن،
فمعلوم أن الصحابة أكثر الناس فهماً للقرآن فلم يكثر عنهم السؤال، مثل ما كثر في زمن التابعين رضي الله عنهم أجمعين.

ومما روي عنه:
عن سعيد بن نمران قال: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.
وعن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصديق: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ، قال: النظر إلى وجه ربهم). رواه ابن جرير.

ومما نتعلمه من سيرة هذا الصحابي الجليل:
الجهاد في نقاء القلب وصدق المحبة لله ولرسوله ولأئمة الدين، فالمحبة تثمر اليقين والحكمة والعلم.
وأيضاً حسن اختيار الصحبة، فقد كان صاحب ابا بكر النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام فها هي الثمرة.
التصديق الكامل بالقرآن والسنة والإقبال عليهم بقلب معظم لهم مصدق سبيل الحكمة والإمامة في الدين.
السعي لنفع الغير وبذل الغالي والنفيس في الدعوة إلى الله، والاقتداء بمن بذلوا حتى نشروا الدين فولدنا مسلمين.

والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الأولى 1441هـ/19-01-2020م, 07:18 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين.
أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.
- أؤكد عليكم الوصايا العامة التي أوصاكم بها الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله- في تصحيح مجالس سابقة ومن أهمها، عزو الأحاديث والآثار.


فداء حسين: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، أؤكد على عزو الأحاديث والآثار، فقد فاتكِ بعضها، ومنها أول أثر أوردتيه " لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب".

هيثم محمد: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
ولتشعب سير الصحابة رضوان الله عليهم، ومن الصعب الإحاطة بها في رسالة واحدة، فيمكنك التركيز على محور أو محورين منها، حتى تعطيهما حقهما وتحسن الربط بين فقرات رسالتك، ومن ذلك مثلا: التركيز على بصيرة حذيفة بن اليمان بالفتن منذ سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم عنها، وعلمه بأحوال المنافقين، ثم بيان تطبيق ذلك من خلال بصيرته بالفتنة التي كادت تحدث في زمن عثمان رضي الله عنه، وإشارته عليه بجمع الناس على مصحف واحد.


الشيماء وهبة: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أؤكد على عزو الأحاديث والآثار.
- ركزتِ في رسالتك على تصديق أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعلمه بالقرآن، فلا يحسن هنا إغفال أنه أول من جمع القرآن في مصحف واحد، وكيف جعله الله سببًا في حفظ القرآن.
- ولم يكتفي بإيمانه مستقراً بقلبه = ولم يكتف.
مع بعض الأخطاء اليسيرة في كتابة بعض الهمزات.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir