دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 13 جمادى الأولى 1442هـ/27-12-2020م, 12:22 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

لرسالة التفسيرية حول آية ( لمن شاء منكم أن يستقيم )
موضوع الرسالة التفسيرية الاستقامة
إعادة للرسالة
بسم الله و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد صلى الله عليه و سلم ، أم بعد
موضوعنا يتناول آية مع قصرها هي تُمَثل أكبر مسؤولية يتحملها الإنسان و هي أن يسعى لتحقيق الاستقامة ، الاستقامة في جميع أموره ، الباب أمامك مفتوح لتفكر،على ماذا يستقيم الإنسان ، و ما هي الاستقامة ؟
الاستقامة ، يستقيم ، استقاموا ، الطريق المستقيم ، كلمات اختلفت صورتها وتكررت في آي الكتاب ، ما بين فعل و اسم ، فماذا تعني الاستقامة ؟ معنى الاستقامة في اللغة هو القيام على أمر والعزم عليه و حفظه و مراعاته و الثبات عليه .
أما المعنى في الشرع للاستقامة هوالتوحيد و الثبات عليه و القيام بحقه و هي أن تستقيم على الأمر والنهي، أي أنها القيام بلازم التوحيد بالطاعة لله عز و جل و التسليم له و هذا يستلزم الإخلاص في العمل و المتابعة ..
ومن الأقوال الجامعة قول بن القيم ( الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات فالاستقامة فيها : وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله.
هذه الاستقامة فما أسباب الوصول لتحقيقها ؟
من أهم أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها، اتباع الذكر الذي هو القرآن ( إنه لذكر للعالمين ) ‘ و هي آية تقدمت الآية ( لمن شاء منكم أن يستقيم )، فقُدِمت الوسيلة على المطلوب ، تنبيهاً على أهميته ، فالقرآن كتاب الله أنزله على نبيه المصطفى : ذِكرٌ من الله تعالى يُذكِرُ به عباده ، و يعرفهم من خلاله بنفسه و تكاليفه وأوامره ، هو هدى لكل من طلب الهدى ، فيه الأمر و النهي ، فيه أسباب صلاح النفس و القلب ، فيه صلاح الفرد و المجتمع .
أي كما قال عز و جل أن القرآن يهدي ( لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ، أي للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل و هو الطريق المستقيم . ، طريق الحق ، فطريق الحق واحد و الباطل له طرق و سبل تتوه فيها القلوب ، و تتحير ، لا راحة بال فيها و لا طمأنينة و لا سكون للنفس .
إذا كان هذا هو القرآن ، لماذا لا يهتدي كل من يقرأ القرآن ، نجد القراء و الحفاظ ، يختمون الختمة تلو الختمة و لا تجد أثراً للقرآن عليهم ، لماذا هذا حالهم ، بين الله عز و جل في هذه الآيات من الذي يستفيد ، قال تعالى ﴿إنْ هو إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ فَـ العالَمِينَ هنا تستغرق و تعم كل البشر فالجميع يشملهم نداء الإيمان و نداء العبودية و لكن قُيد هذا العموم بالآية : ﴿لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَسْتَقِيمَ﴾ ( لمن شاء ) أي أن من شاء فقط هو من ينال هذا الهدي ، أن يطلب العبد الهداية و أن يريد العبد ان ينهل من هذا الذكر هداية ، و علم ، أن يعقد عزمه عليه و يأخذ بأسباب الهداية ، و يُحضر قلبه و هو يتلو ، لا أن يتلوه بقلب غافل ، هذا حث لك يا من أنت هاجرٌ للقرآن ، يا من أنت تقرأ الآيات و لا تجد أثر ذلك عليك ، أن تنفض عنك الكسل ، أن تترك غفلة القلب عن الهدي الذي بالقرآن ، أن تراجع نفسك ، و تسألها ؛ أين أنا من بيان القرآن و هديه ، ربي قلبك على طلب الهداية ، أطلب الحق يطلبك ، و لا تترك السبب الأهم في تحقق غايتك من الإقبال على القرآن ، إنه اليقين أن مشيئتك لا شيء بغير مشيئة الله ، فلا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله ، كلنا فقراء إلى الله الحكيم العليم ، القدير ، قل لا حول و لا قوة إلا بالله ، قدم المشئية و تأدب مع الله ، لا تركن لنفسك و ترجع أمر ما أنت عليه من الخير أنه من ذكائك و فصاحتك ، بل هو من عند الله ، ، كن شاكراًلله ، كن مفتقراً إلى الله ، حتى لا تحرم ، اتق أن يملأ قلبك الكبر فتفشل كما فشل أهل حنين ، عندما أعجب المسلمين كثرتهم ، قل يا رب ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، كرر طلب الهداية ( اهدنا الصراط المستقيم بقلب حاضر ، بقلب خاضع ذليل ضعيف ، طالباً هادية الإرشاد و هداية التوفيق ، فلا حول و لا قوة إلا بالله ، حاجتنا عندك يا رب ، فلا تحرمنا هديك ، فإذا حرمتنا هديك كنا من الخاسرين ، و كنا في الدرك الأسفل ، فلا تحرمنا فضلك.
لن يصل عبدٌ للاستقامة ما لم يكن قلبه موصولاً بالخالق ، طالباً هديه ، و كلما كان صادق الطلب ، و القصد ، كان تيسير الله له و من استقام على الطريق نال موعود الله بالحياة الطيبة التي فيها : أمان و طمأنينة في الحياة الدنيا و حين الموت و يوم الفزع الأكبر ، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }
في الاستقامة حياة القلوب ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16] أيْ ماءً كثيرًا مباركًا نافعًا والماء يدل على الروح والحياة ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُۥ نُورًا يَمْشِى بِهِۦ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍۢ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) فتتحقق له الحياة الحقيقية .
فيها الكرامة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية "أعظم الكرامة لزوم الاستقامة". و هل مثل السير على الطريق المستقيم طريقاً للكرامة ؟، أن يتولاك الله و يرعاك و يهديك سبل الرشاد و أنت العبد الضعيف .
و غيرها من ثمرات الاستقامة التي وُعِدها المتقون ، فهذه الاستقامة و هذه سبلها ذُكِرت في آيات بينات ، أفلا يأخذ العبد بالأسباب ، و يسعى لها سعيها ، الطريق ليس مُيسراً ، فالشيطان يترصد طريق العبد الساعي قال تعالى (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) و لكن لا ينال الشيطان إلا من وليائه ، أما عباد الله المخلصين فلا سلطان له عليهم ، فأخلص تخلص و كن من عباده المخلَصين و اتبع الطريق المستقيم الذي وصاكم به وهو الطريق الوحيد إلى الله الواحد الأحد.. ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir