أيـا عـامــلا للـنـار جـسـمك لـيـن
إلى كم تمادى في غرور وغفلة ** وكم هكذا نوم إلى غير يقظة
لقدضاع عمر ساعة منه تشترى ** بملء السما والأرض أية ضيعة
أترضى من العيش الرغيد وعيشة ** مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة
فـيا درة بين المزابـل ألــقـيــت **وجوهـرة بيعت بأبخس قيمة
أفـان بـبـاق تشتـريـه سـفاهة ** وسخطا برضـوان ونارا بجنـة
أأنـت صديق أم عـدو لـنـفسه ** فإنـك تـرميهـا بكـل مـصيبـة
ولوفعل الأعداء بنفسك بعض ما ** فعلت لمسْتهُم لها بعض رحمة
لقد بعـتهـا هونا عليك رخـيـصـة ** وكانت بهذا منك غير حقيقة
كلفت بها دنـيـا كثيــر غرورها ** تقابلنا في نصحها في الخديعة
عليك بما يجدي عليك من التقى ** فإنك في سهو عظيم وغفلة
تـصـلي بلا قلب صلاة بـمثلهـا ** يكون الفتى مستوجبا للعقوبة
تـخاطـبـه إيـاك نـعبد مقبلا ** على غيره فيها لغير ضرورة
ولو رد من نـاجاك لـلـغـيـر طـرفـه ** تميزت من غيظ عليه وغيرة
فويلك تدري من تناجيــه معرضا ** وبين يدي من تنحني غير مخبت
أيـاعـامــلا للـنـار جـسـمك لـيـن ** فجربه تمرينا بحر الظهيرة
ودربه في لـسـع الـزنـابيـر تجتري ** على نهش حيات هناك عظيمة
فإن كنت لاتقوى فويلك ماالذي ** دعاك إلى إسخاط رب البرية
تـبـارزه بـالـمـنـكرات عـشـيـة ** وتصبح في أثواب نسك وعفة
تسيء بـه ظنا وتحسن تــارة ** على حسب ما يقضي الهوى بالقضية
فأنت عليه أجرأ منك على الورى ** بما فيك من جهل وخبث طوية
تقول مع العـصيان ربــي غــافـــر ** صدقت ولكن غافر بالمشيئة
وربـك رزاق كما هـو غـافــر ** فلم لا تصدق فيهما بالسوية
فكيف ترجي العفو من غير توبة ** ولست ترجي الرزق إلا بحيلة
علـى أنـه بـالـرزق كـفل نـفـسـه ** ولم يتكفل للأنام بجنة
وما زلت تسعى بالذي قد كفيته ** وتهمل ما كلفته من وظيفة
إلـهـي أجـرنا من عظيـم ذنوبنـا ** ولا تخزنا وانظر إلينا برحمة
وخذ بنواصينـا إليـك وهـب لنا ** يقينًا يقينَا كل شك وريبة
إلهي اهدنا فيمن هديت وخذ بنا ** إلى الحق نهجا في سواء الطريقة
وكن شغلنا عن كل شغل وهمنا ** وبغيتنا عن كل هم وبغية
صــلاة لاتنــاهى على الذي ** جعلت به مسكا ختام النبوة
__________________
الشيخ إسماعيل بن المقرئ اليمني.