المجموعة الرابعة:
س1: ما هي الأسباب المعينة على تحصيل الخوف من الله، وتعظيمه في القلب؟
الخوف من الله كما قال ابن القيّم رحمه الله تعالى من أَجلّ منازل الطريق .
ومن الأسباب المعينة على تحصيله وتعظيمه في القلب :
1- علم العبد بالله تعالى وبأسمائه وصفاته ،ومعرفة آثارها ومقتضياتها، والتفكر في أفعاله جلا وعلا فى ملكوته وخلقه،لأن المؤمن كلما كان أعلمَ بالله كان أخشى له، قال تعالى: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء}
فمن حصل هذا وإيقن به قلبه أورثه خوفاً من الله وزاده تعظيما له فلا يجرؤ على مخافة أمره ولا انتهاك حرماته، وقد قال عز من قائل : {ويحذركم الله نفسه} .
2- تذكر المقام بين يدي الله جلَّ وعلا، وتخويف النفس بما هو أمر كائن في ذلك الموقف ،لأن من تفكر في ذلك المقام وخافه في الدنيا هوَّنه الله عليه يوم القيامة،
قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41).
3- تدبر آياته والنظر في وعده ووعيده عز وجل ، فإن تأمل العبد لهذا يوجب له الخوف من التعرض لسخط الله وعقابه ، كما قال الله تعالى: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} .
4- الحذر من الغفلة التي يقسوا معهاالقلب، وتليينه بكثرة الذكر ومصاحبة أهل الصلاح والتقى ،لقوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}.
5- العمل باستمرار على تزكية النفس واصلاحها وتخليصها من الأخلاق السيئة ولا سيما الكبر والعجب والشحّ والحسد؛ لأنها من مفسدات القلب فهي تؤثر فيه وتقسّيه، فإذا فسد وقسا ضعف فيه أثر الخوف من الله تعالى .
س2: هل يتفاضل المخلصون في إخلاصهم؟ وضّح إجابتك .
نعم يتفاضل المخلصون في إخلاصهم ؛ وذلك في قوة الإخلاص وصدق العبد فيه واستمرار العمل به والازدياد من العبادات التي توجب محبة الله وتثبيته للعبد وتصفيته من الشوائب والمكدرات التي قد تقدح في نية العبد قال عبد الله بن المبارك: (رُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظِّمهُ النيَّةُ، وربَّ عمل كبيرٍ تُصَغِّره النيَّةُ).
ويلزم مع هذا تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الإخلاص لا يكون ممدوحاً إلا إذا قرن بالمتابعة، فالإخلاص والمتابعة متلازمان.
س3: بيّن معنى الاستعانة ومنزلتها.
الاستعانة هي طلب الإعانة على نفع يرجى حصوله، و يكون بالقلب والقول والعمل.
والاستعانة بابها واسع وهي من أعظم العبادات
وعند اطلاقها تشمل أوسع المعاني حيث تشمل الاستعاذة والاستغاثة لأن حقيقة الاستعاذة طلب الإعانة على دفع مكروه، والاستغاثة هي طلب الإعانة على تفريج كربة.
وللاستعانة منزلة جليلة وعظيمة في الدين حيث جعلها قسيمةً العبادة في سورة الفاتحة وهي من العبادة لأهميتها فقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
وذلك لشدة حاجة العبد إليها،لأنه مفتقر إليه في جميع حالاته .
س4: اذكر الأسباب التي تحمل العبد على خشية الله.
لخشية الله ثلاثة أسباب جامعة لمعانٍ كثيرة:
أولها: محبة الله عز وجل، فمن صدقت محبته حملته على تلمس مراضيه فخشي من الانقطاع والحرمان من رضوان الله .
ثانياً : صدق رجاء العبد يحمله على الخشية من فوات ثوابه وفضله العظيم .
الثالث :الخوف الصادق يحمل العبد على الخشية من التعرض لسخطه وعقابه .
س5: بيّن منزلة الصبر وفضائله.
للصبر منزلة عظيمة ومكانة عالية في الدين ، وكثرة فضائله تدلّ على عظيم منزلته .
قال الإمام أحمد رحمه الله: (ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في تسعين موضعا).
قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
فبيّن الله في هذه السورة العظيمة أنه لا نجاة للإنسان من الخسران إلا بهذه الأمور الأربعة،
فمرتبة الإيمان هي الأصل وبُني عليها العمل الصالح ويبنى عليهما التواصي بالحق وبني على ذلك كله التواصي بالصبر.
فصار الصبر بمنزلة الرأس من الجسد، وقد روي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان .
س6: ما هي الأسباب المعينة على الزهد؟
من الأسباب المعينة على الزهد :
1- العلم الصحيح بحقيقة الحياة الدنيا والآخرة ، وذلك من خلال تدبر كتاب الله وعقل ما فيه من الأمثال المضروبة للدنيا والآخرة .
قال ابن القيم: (القرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها، وقلتها وانقطاعها، وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة، والإخبار بشرفها ودوامها، فإذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة. ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار).
2- قصر الأمل وتذكر الموت، في مرسل الربيع بن أنس «كفى بالموت مزهداً في الدنيا، ومرغبا في الآخرة» .
3- التذكّر والتفكّر، وهما وقود القلب ،قال ابن القيم رحمه الله: (التذكر والتفكر كل منهما لقاح الآخر إذا اجتمعا أنتجا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة).
4- مجالسة الصالحين، والقراءة في سيرهم وأخبارهم.
5- حبّ المساكين، ومجالسة الفقراء.
6- قطع نهمة النفس بالمباح من شهواتها .
7- القناعة باليسير، وترك التكلّف، ويسهّله اليقين
قال ذو النون المصري: (من لم يقنعه اليسير افتقر في طلب الكثير).
س7: بيّن معنى الورع، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه.
الورع في اللغة : شدّة التحرّج والكفّ عن القبيح وما لا ينبغي، يقال منه: رجلٌ وَرِعٌ، وقد وَرِعَ يرِعُ وَرَعاً.
وفي الشرع : كفّ النفس عمّا يُخشى إثمه تحرّجاً.
-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما الورع فإنه الإمساك عما قد يضر؛ فتدخل فيه المحرمات والشبهات لأنها قد تضرّ فإنّه من اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول الحمى يوشك أن يواقعه، وأما الورع عما لا مضرة فيه أو فيه مضرة مرجوحة لما تقترن به من جلب منفعة راجحة أو دفع مضرة أخرى راجحة فجهل وظلم، وذلك يتضمن ثلاثة أقسام لا يُتورَّع عنها: المنافع المكافأة والراجحة والخالصة كالمباح المحض أو المستحب أو الواجب فإنَّ الورع عنها ضلالة)ا.هـ.
- وأما عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه فقد كان أحسن الهدي وأنفعه، فقد كان وسطاً بين الغلوّ والتفريط، وبه قامت مصالح الأمة أفراداً ومجتمعات وسلم به المؤمن من آفات كثيرة ، وقد ورد في السنة أحاديث كثيرة تذكر لنا طرفاً من زهده وورعه .
س8: اذكر أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة أعمال القلوب .
لدراسة أعمال القلوب فوائد جمة منها :
1- معرفة مالإعمال القلوب من أهمية بالغة في الشرع .
2- كذلك معرفة لما في أعمال القلوب من مشقة فيسعى العبد جاهدا للتخلق بها .
3- معرفة ما لها من الأجور العظيمة لأنها هي الأصل .
4-التبصر فيها سبب لنجاة العبد وكساده .
5- معرفتها سبب لنيل أعلى الدرجات
6- كذلك في معرفتها معرفة لصلاح قلب العبد من فساده فيسعى لتكميله واصلاحه .
7- كذلك الاعتناء بها علامة على عظم إيمان العبد وصلاحه .
8- كذلك معرفة أثرها في الأعمال الظاهرة سلباً وإيجاباً .
وغير هذا كثير نسأل أن ينفعنا بما علمنا وأن يصلح لنا قلوبنا وأعمالنا .