دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > فتاوى العقيدة > فتاوى ابن عثيمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الآخرة 1431هـ/5-06-2010م, 12:14 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي هل يوم القيامة الذي يتم فيه الحساب يوم واحد أخير لا غير؟

السؤال: هذه رسالة وصلت من اخواتنا المستمعات محافظة واسط العزيزية العراق تقول في رسالتها بأنها فتاة مؤمنة بالله تعالى تحاول جاهدة أن تلتزم بتعاليم الإسلام السمحة تقول كثيراً ما يراودني أفكار كثيرة عن مصيري والحساب يوم القيامة حيث يبعث الله الخلائق ويحاسب الإنسان بما عمل سؤال يا فضيلة الشيخ وهو الذي يحيرني هو أن يوم القيامة الذي يتم فيه الحاسب هل هو يوم واحد أخير لا غير يتم فيه حساب كافة الخلائق أم ماذا أو لا يجوز لنا التفكير في ذلك نرجو بهذا إفادة مأجورين
الجواب

الشيخ: هذا السؤال المقدم عن هذه المرأة فيه أشكال يحتاج إلى الجواب كما قالت وفيه أن المرأة أثنت على نفسها خيراً بكونها مؤمنة بالله تعالى وتحاول جاهدة تصديق الشريعة الإسلامية وهذا الثناء على النفس إن أراد به الإنسان أن يتحدث بنعمة الله عز وجل أو أن يتأسى به غيره من أقرأنه ونظرائه فهذا لا بأس به وإن أراد به الإنسان تزكية نفسه و إدلاله بعمله على ربه عز وجل فإن هذا فيه شيء من المنّة وقد قال الله تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) وأما إذا كان المراد به مجرد الخبر فلا بأس به لكن الأولى تركه فالأحوال إذاً في مثل هذا الكلام الذي فيه ثناء المرء على نفسه أربع الحال الأولى أن يريد بذلك التحدث بنعمة الله عليه فيما حباه من نعم الإيمان والثبات الثانية أنه يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظرائه على مثل ما كان عليه فهاتان الحالان محمودتان لما يشتملان عليه من هذه النية الطيبة الحال الثالثة أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله عز وجل بما هو عليه من الإيمان والثبات وهذا غير محمود لما ذكرناه من الآية الرابع الحال الرابعة أن يريد بذلك مجرد خبر عن نفسه لما هو عليه من الإيمان والثبات فهذا جائز ولكن الأولى تركه أما المشكلة التي ذكرت في سؤالها وتريد الجواب عنها وهو أن يوم الحساب يوم واحد أو أكثر فجوابها إن يوم الحساب يوم واحد ولكنه يوم مقداره خمسون ألف سنة كما قال الله تعالى سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أي أن هذا العذاب يقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما صاحب ذهب و فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له يوم صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى به جنبه و ظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد وهذا يوم طويل وهو يوم عسير على الكافرين كما قال تعالى وكان يوماً على الكافرين عسيرا وقال تعالى على الكافرين غير يسير ومفهوم هاتين الآيتين أنه على المؤمن يسير وهو كذلك فهذا اليوم الطويل بما فيه من الأهوال والأشياء العظيمة ييسره الله تعالى على المؤمن ويكون عسيراً على الكافر اسأل الله أن يجعلني وأخواني المسلمين ممن يسره الله عليهم يوم القيامة والتفكير والتعمق في مثل هذه الأمور الغيبية هو من التنطع الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ووظيفة الإنسان في هذه الأمور الغيبية التسليم وأخذ الأمور على ظاهر معناها دون أن يتعمق أو يحاول المقايسة بينها وبين الأمور في الدنيا فإن أمور الآخرة ليست كأمور الدنيا وإن كانت تشبها في أصل المعنى وتشاركها في ذلك لكن بينهما فرق عظيم وأضرب لك مثلاً بما ذكره الله سبحانه وتعالى في الجنة من النخل والرمان والفاكهة ولحم الطير و العسل والماء واللبن والخمر وما أشبه ذلك مع قوله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين وقوله في الحديث القدسي أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهذه الأسماء التي لها مسميات فيها في هذه الدنيا لا تعنى أن المسمى كالمسمى وإن اشترك في الاسم وفي أصل المعنى فكل الأمور الغيبية التي تشارك ما يشاهد في الدنيا في أصل المعنى لا تكون مماثلة له في الحقيقة فينبغي للإنسان أن ينتبه لهذه القاعدة وأن يأخذ أمور الغيب بالتسليم على ما يقتضيه ظاهرها من المعنى وأن لا يحاول شيئاً وراء ذلك ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى الرحمن على العرش استواء كيف استواء أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضا أي العرق وصار يتصبب عرقاً وذلك لعظم السؤال في نفسه ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة التي كانت ميزاناً لجميع ما وصف الله به نفسه قال رحمه الله الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فالسؤال المتعمق في مثل هذه الأمور بدعة لأن الصحابة رضي الله عنهم وهم أشد منا حرصاً على العلم وعلى الخير لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الأسئلة وكفى بهم قدوة وما قلته الآن بالنسبة لليوم الآخر يجري بالنسبة لصفات الله عز وجل التي وصف الله بها نفسه من العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام وغير ذلك فإن مسميات هذه الألفاظ بالنسبة لله عز وجل لا يماثلها شيء مما يشاركها في هذا الاسم بالنسبة للإنسان فكل صفة فإنها تابعة لموصوفها كما أن الله سبحانه وتعالى لا مثيل له في ذاته فلا مثيل له في صفاته وخلاصة الجواب الآن أن اليوم الآخر يوم واحد وأنه عسير على الكافرين ويسير على المؤمنين وإنما وردت فيه أنواع الثواب والعقاب أمر لا يدرك كنهه في هذه الحياة الدنيا وإن كان أصل المعنى فيه معلوماً لنا في هذه الحياة الدنيا نعم


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يوم, هل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir