دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > مقدمات المفسرين > مقدمة تفسير السعدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الأولى 1431هـ/15-04-2010م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي فوائد مهمة تتعلق بالتفسير

فوائد مهمة تتعلق بتفسير القرآن من بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله تعالى

قال: فصل النكرة في سياق النفي تعم، مستفاد من قوله تعالى: {ولا يظلم ربك أحدا} {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وفي الاستفهام من قوله تعالى: {هل تعلم له سميا} وفي الشرط من قوله: {فإما ترين من البشر أحدا} {وإن أحد من المشركين استجارك} وفي النهي من قوله تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد}.
وفي سياق الإثبات بعموم العلة والمقتضى كقوله: {علمت نفس ما أحضرت}.
وإذا أضيف إليها "كل" نحو {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} ومن عمومها بعموم المقتضى {ونفس وما سواها}
ويستفاد عموم المفرد المحلى باللام من قوله: {إن الإنسان لفي خسر} وقوله: {ويقول الكافر} وعموم المفرد المضاف من قوله: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} (وكتابه).
وقوله: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} والمراد جميع الكتب التي أحصيت فيها أعمالهم، وعموم الجمع المحلى باللام من قوله: {وإذا الرسل أقتت} وقوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} وقوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخرها، والمضاف من قوله: {كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.
وعموم أدوات الشرط من قوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما} وقوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} وقال {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} وقوله {أينما تكونوا يدرككم الموت} وقوله: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} وقوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} وقوله: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة} هذا إذا كان الجواب طلبا مثل هاتين الآيتين.
فإن كان خبرا ماضيا لم يلزم العموم، كقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}.
وإن كان مستقبلا فالتزموا رد العموم، كقوله تعالى: {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}.
وقوله: {وإذا مروا بهم يتغامزون} وقوله: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}.
وقد لا يعم، كقوله تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم}.

فصل
ويستفاد كون الأمر المطلق للوجوب، من ذمه لمن خالفه، وتسميته إياه عاصيا، وترتيبه عليه العقاب بالعاجل أو الآجل.
ويستفاد كون النهي للتحريم، من ذمه لمن ارتكبه، وتسميته عاصيا، وترتيبه العقاب على فعله.
ويستفاد الوجوب بالأمر تارة، وبالتصريح بالإيجاب والفرض والكتب، ولفظة "على"، ولفظة: حق على العباد وعلى المؤمنين.
ويستفاد التحريم من النهي، والتصريح بالتحريم والحظر، والوعيد على الفعل، وذم الفاعل، وإيجاب الكفارة بالفعل.
وقوله: "لا ينبغي" فإنها في لغة القرآن والرسول للممتنع عقلا وشرعا.
ولفظة: "ما كان لهم كذا وكذا" و"لم يكن لهم"، وترتيب الحد على الفعل، ولفظة "لا يحل" و "لا يصلح"، ووصف الفعل بأنه فساد، وأنه من تزيين الشيطان وعمله، وأن الله تعالى لا يحبه ولا يرضاه لعباده، ولا يزكي فاعله ولا يكلمه ولا ينظر إليه ونحو ذلك.

فصل
وتستفاد الإباحة من الإذن والتخيير، والأمر بعد الحظر، ونفي الجناح والحرج والإثم والمؤاخذة، والإخبار بأنه يعفو عنه، والإقرار على فعله في زمن الوحي، وبالإنكار على من حرم الشيء، والإخبار بأنه خلق لنا كذا وجعله لنا، وامتنانه علينا به، وإخباره عن فعل من قبلنا، غير ذام لهم عليه.
فإن اقترن بإخباره مدح، دل على رجحانه استحبابا أو وجوبا.
وكل فعل عظمه الله ورسوله، أو مدحه، أو مدح فاعله لأجله، أو فرح به، أو أحبه، أو أحب فاعله، أو رضي به، أو رضي عن فاعله، أو وصفه بالطيب، أو البركة، أو الحسن، أو نصبه سببا لمحبته أو لثواب عاجل أو آجل أو نصبه سببا لذكره لعبده، أو لشكره له، أو لهدايته إياه، أو لإرضاء فاعله، أو وصف فاعله بالطيب، أو وصف الفعل بأنه معروف، أو نفى الحزن والخوف عن فاعله، أو وعده بالأمن، أو نصبه سببا لولايته، أو أخبر عن دعاء الرسل بحصوله، أو وصفه بكونه قربة، أو أقسم به أو بفاعله، كالقسم بخيل المجاهدين وإغارتها أو ضحك الرب جل جلاله من فاعله، أو عجبه به، فهو دليل على مشروعيته المشتركة بين الوجوب والندب.
وكل فعل طلب الشارع تركه، أو ذم فاعله، أو عيب عليه، أو مقت فاعله، أو لعنه، أو نفى محبته إياه، أو محبة فاعله، أو نفى الرضا به، أو الرضا عن فاعله، أو شبه فاعله بالبهائم أو الشياطين، أو جعله مانعا من الهدى، أو وصفه بسوء أو كراهة، أو استعاذ الأنبياء منه أو أبغضوه، أو جعل سببا لنفي الفلاح، أو لعذاب عاجل أو آجل، أو لذم أو لوم، أو ضلالة أو معصية، أو وصفه بخبث أو رجس، أو نجس، أو بكونه فسقا أو إثما، أو سببا لإثم أو رجس، أو لعن أو غضب، أو زوال نعمة، أو حلول نقمة، أو حد من الحدود، أو قسوة، أو خزي، أو ارتهان نفس، أو لعداوة الله أو محاربته، أو الاستهزاء به وسخريته، أو جعله سببا لنسيانه لفاعله، أو وصف نفسه بالصبر عليه، أو الصفح أو الحلم عنه، أو دعا إلى التوبة منه، أو وصف فاعله بخبث أو احتقار، أو نسبه إلى الشيطان وتزيينه، أو تولي الشيطان لفاعله، أو وصفه بصفة ذم، مثل كونه ظلما أو بغيا، أو عدوانا أو إثما، أو تبرأ الأنبياء منه أو من فاعله، أو شكوا إلى الله من فاعله، أو جاهروا فاعله بالعداوة، أو نصب سببا لخيبة فاعله عاجلا أو آجلا أو رتب عليه حرمان الجنة، أو وصف فاعله بأنه عدو لله أو الله عدوه، أو أعلم فاعله بحرب من الله ورسوله، أو حمل فاعله إثم غيره، أو قيل فيه: "لا ينبغي هذا" أو "لا يصلح" أو أمر بالتقوى عند السؤال عنه، أو أمر بفعل يضاده، أو هجر فاعله، أو تلاعن فاعلوه في الآخرة، أو تبرأ بعضهم من بعض، أو وصف فاعله بالضلالة، أو أنه "ليس من الله في شيء" أو أنه ليس من الرسول وأصحابه، أو قرن بمحرم ظاهر التحريم في الحكم والخبر عنهما بخبر واحد، أو جعل اجتنابه سببا للفلاح، أو جعل سببا لإيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، أو قيل لفاعله "هل أنت منته" أو نهى الأنبياء عن الدعاء لفاعله، أو رتب عليه إبعاد، أو طرد، أو لفظة "قتل من فعله"، أو "قاتل الله من فعله"، أو أخبر أن فاعله "لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه"، أو أن الله لا يصلح عمله، ولا يهدي كيده، أو أن فاعله لا يفلح، ولا يكون يوم القيامة من الشهداء ولا من الشفعاء، أو أن الله يغار من فعله، أو نبه على وجه المفسدة فيه، أو أخبر أنه لا يقبل من فاعله صرفا ولا عدلا أو أخبر أن من فعله قيض له الشيطان فهو له قرين، أو جعل الفعل سببا لإزاغة الله قلب فاعله، أو صرفه عن آياته وفهم آلائه، أو سؤال الله سبحانه عن علة الفعل "لم فعل" نحو: {لم تصدون عن سبيل الله من آمن} {لم تلبسون الحق بالباطل} {ما منعك أن تسجد} {لم تقولون ما لا تفعلون} ما لم يقترن به جواب من المسئول فإذا قرن به جواب، كان بحسب جوابه.
فهذا ونحوه، يدل على المنع من الفعل، ودلالته على التحريم أطرد من دلالته على مجرد الكراهة. وأما لفظة يكرهه الله ورسوله، أو مكروه، فأكثر ما يستعمل في المحرم، وقد يستعمل في كراهة التنزيه.
وأما لفظة "وأما أنا فلا أفعل" فالمتحقق منه الكراهة كقوله: ((أما أنا فلا آكل متكئا)).

فصل
وأما لفظة "ما يكون لك" و"ما يكون لنا" فاطرد استعمالها في المحرم، نحو: {فما يكون لك أن تتكبر فيها} {ما يكون لنا أن نعود فيها} {ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}.
وتستفاد الإباحة من لفظ الإحلال، ورفع الجناح، والإذن، والعفو، و"إن شئت فافعل" و"إن شئت فلا تفعل"، ومن الامتنان بما في الأعيان من المنافع، وما يتعلق بها من الأفعال، نحو: {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين} ونحو: {وبالنجم هم يهتدون}.
ومن السكوت عن التحريم، ومن الإقرار على الفعل في زمن الوحي.


فائدة
التعجب كما يدل على محبة الله تعالى للفعل نحو: ((عجب ربك من شاب ليست له صبوة)) ونحوه، قد يدل على بغض الفعل كقوله: {وإن تعجب فعجب قولهم} وقوله: {بل عجبت ويسخرون}.
وقوله: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}.
وقد يدل على امتناع الحكم، وعدم حسنه، كقوله: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله}.
ويدل على حسن المنع منه قدرا، وأنه لا يليق به فعله، كقوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم}.


فائدة
نفي التساوي في كتاب الله، قد يأتي بين الفعلين، كقوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} الآية.
وقد يأتي بين الفاعلين كقوله: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله}.
وقد يأتي بين الجزائين كقوله: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة}.
وقد جمع الله بين الثلاثة في آية واحدة، وهي قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور} الآيات.


فائدة
في ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور:
التذكير، والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره في صورة المحسوس، بحيث يكون نسبته للعقل، كنسبة المحسوس إلى الحس.
وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر، وعلى المدح والذم، وعلى الثواب، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره، وعلى تحقيق أمر، وإبطال أمر.


فائدة
السياق يرشد إلى بيان المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته، فانظر إلى قوله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير.

فائدة
إخبار الرب عن المحسوس الواقع له عدة فوائد:
منها: أن يكون توطئة وتقدمة لإبطال ما بعده.
ومنها: أن يكون موعظة وتذكرة.
ومنها: أن يكون شاهدا على ما أخبر به من توحيده، وصدق رسوله، وإحياء الموتى.
ومنها: أن يذكر في معرض الامتنان.
ومنها: أن يذكر في معرض اللوم والتوبيخ.
ومنها: أن يذكر في معرض المدح والذم.
ومنها: أن يذكر في معرض الإخبار عن اطلاع الرب عليه، وغير ذلك من الفوائد.
انتهى كلامه رحمه الله وهو في غاية النفاسة، والاشتمال على كثير من القواعد والضوابط المتعلقة بتفسير القرآن، فجزاه الله خيرا.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مهمة, فوائد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد مستفادة من دراسة متن حلية طالب العلم أم عبد الله بنت علي البرامج الخاصة 10 13 ذو القعدة 1432هـ/10-10-2011م 01:06 PM
فوائد في قوله تعالى:(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فوزية السالم المنتدى العام 3 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م 01:36 AM


الساعة الآن 06:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir