دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الثاني 1439هـ/11-01-2018م, 03:33 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)




1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.
ب: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.




تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- يجب ذكر مصادر البحث في نهاية كل تطبيق.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1439هـ/12-01-2018م, 09:21 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.
&المعنى اللغوي للفظة والاشتقاق
ذكرأهل اللغة أن أصل لفظة الحواريين من الأحورار وهو البياض
قال ابن فارس في مقاييس اللغة أن الجذر (حَوِرَ) الْحَاءُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ يعود معناه لثَلَاثَة أُصُولٍ:الأول : لَوْنٌ،الثاني :الرُّجُوعُ، وَالثَّالِثُ أَنْ يَدُورَ الشَّيْءُ دَوْرًا.
فاللون :يطلق على شدة بياض العين مع شدة سواد المقلة وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ الْحَوَرُ، وَهُوَ مَا دُبِغَ مِنَ الْجُلُودِ بِغَيْرِ الْقَرَظِ وَيَكُونُ لَيِّنًا،وسميّ الحواريّ من الطّعام حواريًّا لشدّة بياضه،
أما الثاني :الرُّجُوعُ، .وَيُقَالُ: " [نُعُوذُ بِاللَّهِ] مِنَ الْحَور بَعْدَ الْكَوْرِ ". وَهو النُّقْصَانُ بَعْدَ الزِّيَادة.
كما ذكر بعض علماء اللغة أنه التردد في الفكر أو الذات.
وَالثَّالِثُ أَنْ يَدُورَ الشَّيْءُ دَوْرًا. وَيُقَالُ حَوَّرْتُ الْخُبْزَةَ تَحْوِيرًا، إِذَا هَيَّأْتَهَا وَأَدَرْتَهَا لِتَضَعَهَا فِي الْمَلَّةِ.
قال ابن منظور في لسان العرب :(وتأْويل الْحَوَارِيِّينَ فِي اللُّغَةِ الَّذِينَ أُخْلِصُوا ونُقُّوا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ؛ وَكَذَلِكَ الحُوَّارَى مِنَ الدَّقِيقِ سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنَقَّى مِنْ لُباب البُرِّ؛ قَالَ: وتأْويله فِي النَّاسِ الَّذِي قَدْ رُوجِعَ فِي اختِياره مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَوُجِدَ نَقِيّاً مِنَ الْعُيُوبِ. )

& من هم الحواريون؟
قال بعض المفسرين أنهم : قوم مر بهم عيسى عليه السلام،وهم يصطادون فدعاهم إلى نصره، واتباع ملته، فأجابوه ونصروه.
وقيل انهم القصّارون الذين يصبغون الثياب .دفعت مريم عليها السلام عيسى عليه السلام وهو في صغره إليهم ليعمل عندهم فأظهر لهم إعجاز في صبغ الثياب فآمنوا به وصدقوه ونصروه .
وقيل أنهم كانوا صيادي سمك مرّ بهم عيسى عليه السلام وأخبرهم بنبوته وأراهم معجزاته فصدقوه واتبعوه ونصروه.

&الأقوال في سّبب تسميتهم حواريّين،
1-سمّوا بذلك لبياض ثيابهم.قاله الحسن ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس والضحاك
- أما ما قاله سعيد رواه الطبري عن محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: ممّا روى أبي، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إنّما سمّوا الحواريّين ببياض ثيابهم.
2-سمّوا بذلك لأنّهم كانوا قصّارين يبيّضون الثّياب.قاله الضحاك وابن أرطأة
- أما ما قاله الضحاك رواه ابن أبي حاتم الرّازي عن أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا الوليد بن القاسم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه قال: مرّ عيسى بقومٍ غسّالين فدعاهم إلى الله فأجابوه، فلذلك سماهم الحواريون قال:وبالنبطية: هواري، وبالعربية المحور.
- أما ما قاله ابن أرطأة رواه الطبري عن محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن أبي أرطأة، قال: الحواريّون: الغسّالون، الّذين يحوّرون الثّياب يغسلونها
-ورواه الهمذاني عن إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أرطأة
3- كانوا صيّادين سمّيوا بالحواريين لبياض ثيابهم:قاله ابن عباس
ما قاله ابن عباس رواه ابن أبي حاتم الرّازي عن أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ميسرة النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ
4-خاصّة الأنبياء وصفوتهم قاله قتادة والضّحاك والتّيميّ واليزيدي ومكي.
- ما قاله قتادة رواه الطبري عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن روح بن القاسم، أنّ قتادة ذكر رجلاً من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كان من الحواريّين، فقيل له: من الحواريّون؟ قال: الّذين تصلح لهم الخلافة.ورواه الرازي من طريق روح ابن القاسم
-أما ما قاله الضحاك رواه الطبري و أبو زرعة، من طريق المنجاب، قال:بن الحارث، قال: حدّثنا بشرٌ، عن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {إذ قال الحواريّون} قال: أصفياء الأنبياء.
5-الناصر :قاله الحسن وابن عيينة
- ما قاله الحسن رواه ابن أبي حاتم الرّازي الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن قوله: من أنصاري إلى اللّه فقال: استنصره فنصره الحواريّون، فظهر عليهم.
-أما ما قاله ابن عيينة رواه الرّازي عن يونس بن عبد الأعلى قراءةً، ثنا سفيان يعني: ابن عيينة
وذكر السيوطي ما أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال: الحواري الناصر.
6-الوزير :قاله قتادة
- ما قاله قتادة رواه الرّازي عن الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، قال معمرٌ قال قتادة:الحواريّ: الوزير.
ذكر السيوطي ما أخرجه عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: الحواري الوزير.

&التوجيه الترجيح :
-رجح الطبري القول :بأنهم سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنّهم كانوا غسّالين.
وحجته المعنى اللغوي لجذر الكلمة الحور وهو : شدّة البياض.
- ورجح الزجاج تفسير أهل اللغة لكلمة حواريين وهو : أنهم الصفوة , واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم إنّه قال: ((الزبير ابن عمتي, وحواريّي من أمتي)),
-ورجح ابن كثير أنّ الحواريّ النّاصر، ودليله ما ثبت في الصّحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا ندب النّاس يوم الأحزاب، فانتدب الزّبير، ثمّ ندبهم فانتدب الزّبير [ثمّ ندبهم فانتدب الزّبير] فقال: "إنّ لكلّ نبيٍّ حواريًا وحواريي الزّبير").
-ورجح ابن عاشور أن الحواريين : لقب لأصحاب عيسى، عليه السلام: الذين آمنوا به ولازموه، ونفى أن يكون أي من معاني اشتقاقات الاسم التي ذكرها المفسرون وأهل اللغة ينطبق على المراد بالحواريين .
وبذلك يتبين أن الحواريين قوم عرفوا بصحبة عيسى عليه السلام آمنوا بنبوته ونصروه على أكمل وجه حتى غلب اسمهم واستعمل لكل ناصر وخاصة وصفي للرجل من أتباعه؛ ولذلك قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (لكلّ نبيٍّ حواريّ، وحواريّ الزّبير )
وتعددت الأقوال في سبب تسميتهم بذلك وكلها أقوال تجوز على سبب التسمية لأنها من باب اختلاف التماثل تعود في سببها للتفسير اللغوي لمعنى الفظة أو لمعنى الجذر

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1439هـ/12-01-2018م, 02:48 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المراجع
تفاسير جمهرة العلوم وابن عطية وابن عاشور وابن كثير والماوردي
من كتب اللغة :ومعجم المقاييس لابن فارس ولسان العرب لابن منظور

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الثاني 1439هـ/12-01-2018م, 10:09 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المسائل الواردة في قوله تعالى {يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون}
-المراد بأهل الكتاب
-الغرض من النداء
مسألة تفسيرية لغوية
معانى القرآن للفراء والأخفش وأبى جعفر النحاس والزجاج ومجاز القرآن لأبي عبيدة والتحرير والتنوير لابن عاشور والبحر المحيط والكشاف للزمخشرى والدر المصون للسمين الحلبي وابن عطية
-الغرض من الاستفهام {لم تكفرون}
-معنى {تكفرون}
-المراد ب{آيات الله}
مسألة تفسيرية:ومظانها كتب التفسير في دواوين السنة إن وجد والتفاسير المسندة كالطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر والبغوى ومكى بن أبي طالب وابن كثير والقرطبي وابن عاشور وابن عطية وأضواء البيان والدر المنثور للسيوطى
-معنى الواو
- معنى {تشهدون}
-متعلق فعل الشهادة

مسألة تفسيرية:كماسبق
-دلالة الجملة االحالية{وأنتم تشهدون}
=======================================================

تحرير مسألة سبب تسمية الحواريين:

الحواريون هو: لقب أنصار عيسى عليه السلام وأصفياؤه الذين اتبعوه ونصروه وذبوا عنه وعن دين الله بصدق وإخلاص،وقد اختلف أهل العلم من المفسرين وعلماء اللغة في سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم على أقوال تدور جميعها على أصل معنى الحواري في اللغة
والحواري :مشتق من الحور وهو البياض الشديد النقي الصافي غير المخلوط ، ومنه سمى الدقيق المنخول الحوارى ،يقال رجل أحور وامرأة حوراء
والحور: أيضا معناه الرجوع من الشىء أو عن الشىء كما جاء في الحديث {ونعوذ بك من الحور بعد الكور} فكأنهم سموا بذلك لرجوعهم إلى الله تعالى
وعلى هذين المعنيين تدور الأقوال التى قيلت في سبب التسمية :


أحدها: انهم سُمُّوا بذلك لبياض ثيابهم , وهذا قول ابن عباس و قول سعيد بن جبير وقول مسلم البطين.
قول سعيد بن جبير: رواه ابن جريرقال: حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال: مما روى أبي قال، حدثنا قيس بن الربيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير
قول ابن عباس :رواه ابن المنذر وا بن أبي حاتم من طريق ميسرة النهدى عن أبي المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس
وقول مسلم البطين :رواه ابن المنذر قال : حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنْ أبي الجحاف، عَنْه، وذكره ابن أبي حاتم أيضا قال وروى عن البطين أي هذا القول

والثاني: أنهم كانوا قَصَّارين يبيضون الثياب ،وقيل كانوا غسالين يغسلون الثياب

وهو قول ابن جريج والضحاك وأبو عبيد وأبي أرطأة وصاحب الدر المصون وصاحب اللسان ونسبه البغوي للحسن ولم يسنده
قول ابن جريج:رواه ابن المنذر حَدَّثَنَا علي بْن المبارك، قَالَ: حَدَّثَنَا زيد، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن ثور، عَنْ ابْن جريج، فِي قوله جَلَّ وَعَزَّ: {الْحَوَارِيُّونَ} قَالَ " الغسالون للثياب، يقول: وَهُوَ بالنبطية: الحوار
قول أبو عبيد:رواه ابن المنذر قال: حَدَّثَنَا علي، قَالَ: قَالَ أبو عبيد " والأصل فِي هَذَا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين لتبييضهم الثياب، وكل شَيْء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار عِيسَى دون النَّاس
وقول أبي أرطأة :رواه ابن جرير قال حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن أبي أرطأة

قول الضحاك :رواه ابن أبي حاتم قال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ هم الغَسَّالون، وهم بلغةِ النَّبَط: هَواري بالهاء مكان الحاء
قال ابن الأنباري: فمن قال بهذا القول قال: هذا حرفٌ اشتركت فيه لغة العرب ولغة النبط، ذكره صاحب الدر المصون
ومحمل هذا القول ماتناقله المفسرون في كتبهم كالبغوي والقرطبي:
روي أن مريم دفعت عيسى صلى الله عليه وسلم في صغره في أعمال شتى، وكان آخر ما دفعته إلى الحواريين وهم الذين يبيضون الثياب، ويصبغونها فأراهم آيات وصبغ لهم ألأواناً شتى من ماء واحد فآمنوا به واتبعوه وروايات أخرى على نحو من ذلك أيضا كما نقل البغوى عن قتادة غير مسندا
قال الواحدي:» والمختارُ من هذه الأقوالِ عند أهل اللغة أن هذا الاسمَ لَزِمهم للبياض
والثالث: أنهم خاصة الأنبياء , سموا بذلك لنقاء قلوبهم , وهذا قول قتادة , والضحاك وأبي عبيدة وقال صاحب الكشاف والبحر المحيط الحواري هو صفوة الرجل وخالصته
قول قتادة :رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق روح بن القاسم أن قتادة ذكرَ رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان من الحواريين. فقيل له: من الحواريُّون؟ قال: الذين تصلح لهم الخلافة.
وهذا تفسير بالمثال فإن الذين تصلح لهم الخلافة هم أتباع الأنبياء وأصفياؤهم
قول الضحاك :رواه ابن جرير وابن أبي حاتم
قال ابن جرير :حدثت عن المنجاب (بصيغة التضعيف) قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا بشر، عن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله:"إذ قال الحواريون"، قال: أصفِياء الأنبياء
وقال ابن أبي حاتم : حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ: الْحَوَارِيُّونَ أَصْفِيَاءُ الأَنْبِيَاءِ.
قول أبي عبيدة رواه ابن المنذر: أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد العزيز، قَالَ: حَدَّثَنَا الأثرم، عَنْ أبي عبيدة، قَالَ " الحواريون صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم
وهذا القول راجع للقول الأول إذ فيه إشارة إلى خلاصهم مما يشوب دينهم من الذنوب والآثام وإخلاصهم وصدقهم في اتباع نبيهم

وقال الزجاج: الحواريون في اللغة: الذين أخلصوا،ونقوا من كل عيب، وكذلك الدقيق: الحوّاري، إنما سمي بذلك، لأنه ينقى من لباب البر وخالصه.
قال حذاق اللغويين: الحواريون: صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في تصديقهم ونصرتهم. فسماهم الله جلَّ وعزَّ: (الحواريون).
قال البغوي: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: سُمُّوا بِهِ لِمَا عَلَيْهِمْ مِنْ أَثَرِ الْعِبَادَةِ وَنُورِهَا، وَأَصْلُ الْحَوَرِ عِنْدَ الْعَرَبِ: شِدَّةُ الْبَيَاضِ.
وذكرصاحب التحرير والتنوير أن أهل العربية فسروا الحوارى بأنه من يكون من خاصة من يضاف هو إليه ومن قرابته وقد ذكر كلاما يفيد اعتراضه على ماذكره أهل التفسير واللغة من احتمالات اشتقاقه وقال أن كل هذا إلصاق بالكلمات التى فيها حروف الحاء والواو والراء.
قال صاحب المعجم الاشتقاقي :و"الحَواريون: صفوة الأنبياء الذين قد خَلَصوا لهم "يترجح لدى أنه من الاستدارة أي لقربهم منهم ومداخلتهم والالتفاف حولهم (ولا سند لزعم تعريبها)
وتعريف بعض اللغوين إياهم "بخُلَصاء الأنبياء وصَفْوتهم هوتعبير آخر عن هذا إلا أنهم نظروا إلى خُلوص اللون أي نقائه في لُباب البُرّ (أما أنهم كانوا قَصَّارين يحوِّرون الثياب أي يبيضونها غَسلًا فلو صح لكانت ظاهرة لا تُغْفل. وإنما. أوردوا في الأناجيل الموجودة أنه كان منهم الصياد والصيرف والطبيب.


قال بن عطية:

: وهذا تقرير حال القوم، وليس بتفسير اللفظة، وعلى هذا الحد شبه النبي عليه السلام، ابن عمته بهم في قوله: وحواريّ الزبير، والأقوال الأولى هي تفسير اللفظ، إذ هي من الحور، وهو البياض، حورت الثوب بيضته ومنه الحواري، وقد تسمي العرب النساء الساكنات في الأمصار، الحواريات، لغلبة البياض عليهن


القول الرابع: الحواري الناصر ،قول سفيان بن عيينة وقال قتادة الوزير


قول سفيان رواه ابن أبي حاتم قال: - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، ثنا سُفْيَانُ يَعْنِي: ابْنَ عُيَيْنَةَ
وقول قتادة :رواه ابن أبي حاتم قال:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ قَتَادَةُ: الْحَوَارِيُّ: الْوَزِيرُ
قال البغوي: ، وَالْحَوَارِيُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ خَاصَّةً: الرَّجُلُ الَّذِي يَسْتَعِينُ بِهِ فيما ينويه.
وروى البغوى بسنده عن مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ:
نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّي الزُّبَيْرُ
ذكر صاحب اللسان قول ابن سِيدَهْ: وكلُّ مُبالِغٍ فِي نُصْرَةِ آخَرَ حوَارِيٌّ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَنصار الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ:
بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ، ... ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ

وَقال ابن كثير :الصَّحِيحُ أَنَّ الْحَوَارِيَّ النَّاصِرُ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي حواري وحواريي الزبير»

قال صاحب اللسان:
والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ
لِتَبْيِيضِهِمْ لأَنهم كَانُوا قَصَّارِينَ ثُمَّ غَلَبَ حَتَّى صَارَ كُلُّ نَاصِرٍ وَكُلُّ حَمِيمٍ حَوارِيّاً
وتأْويل الْحَوَارِيِّينَ فِي اللُّغَةِ الَّذِينَ أُخْلِصُوا ونُقُّوا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ؛ وَكَذَلِكَ الحُوَّارَى مِنَ الدَّقِيقِ سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنَقَّى مِنْ لُباب البُرِّ؛ قَالَ: وتأْويله فِي النَّاسِ الَّذِي قَدْ رُوجِعَ فِي اختِياره مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَوُجِدَ نَقِيّاً مِنَ الْعُيُوبِ. قَالَ: وأَصل التَّحْوِيرِ فِي اللُّغَةِ مِنْ حارَ يَحُورُ، وَهُوَ الرُّجُوعُ. والتَّحْوِيرُ: التَّرْجِيعُ، قَالَ: فَهَذَا تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم
قال الالوسي: ونقل جمع عن القفال أنه يجوز أن يكون بعضهم من الملوك. وبعضهم من الصيادين. وبعضهم من القصارين. وبعضهم من الصباغين. وبعضهم من سائر الناس وسموا جميعا بالحواريين لأنهم كانوا أنصار عيسى عليه السلام والمخلصين في محبته وطاعته
------------------------------------------------------------------------------------
يتبين مماسبق أن الحواريين هو لقب للأصفياء الأنقياء الناصرين المجاهدين في سبيل الله،وأن سبب التسمية قد يكون مأخوذا من كونهم كانوا يحورون الثياب ويقصرونها أي يبيضونها ثم لزمهم ذلك الوصف وهو مارجحه ابن جرير الطبري ولكن يشكل على هذا التفسير ماذكره صاحب المعجم المؤصل وغيره من المفسرين من أن الحواريين لم يكن جميعهم قصارين أو غسالين بل كان منهم الصيادون والملوك والطبيب والصيرف كما ورد في أناجيلهم إن صح ذلك عنهم
وقد يفترض أن أغلبهم كانوا قصارين أو غسالين فغلبت التسمية بهم.
وهل كانوا يسمون هواريون ثم عربت هذه الكلمة فاستعملها العرب هكذا حواريون ؟الظاهر من كلام صاحب المعجم المؤصل أنه لادليل على تعريبها وأشار إلى ذلك ابن عاشور وإن كان ذكر ذلك الضحاك وابن جريج وهما من التابعين وهو عصر الاحتجاج اللغوي فقد يكون ذلك كذلك والله أعلم
وقد يكون سبب التسمية أن الله تعالى سماهم حواريين نسبة لمعنى الحور في لغة العرب وهو شدة البياض والصفاء والخلاص من كل شائبة وعيب فتكون تسميتهم إشارة لما اتصفوا به من معان كثيرة منها أنهم الصفوة الأخيار وأنهم الأنصار والمجاهدون الذين التفوا حول عيسى عليه السلام ولازموه أشد الملازمة ويؤيد ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره {إن لكل نبي حواري وحواريي الزبير}

وهذا القول هو ماعليه أغلب علماء اللغة و المفسرين وأما الأقوال التى وردت عن السلف فهى لاتخرج عن هذا المعنى ولاتناقضه لاسيما أنه قد ورد عن قتادة القولان
والجمع بين القولين ممكن ذكره غير واحد ومنهم الطبري فقال: وقد يجوز أن يكون حواريو عيسى كانوا سُمُّوا بالذي ذكرنا، من تبييضهم الثيابَ، وأنهم كانوا قصّارين، فعرفوا بصحبة عيسى، واختياره إياهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم، واستُعمل حتى صار كل خاصّة للرجل من أصحابه وأنصاره:"حواريُّه"، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إنّ لكلّ نبيَ حواريًّا، وَحوَاريَّ الزبير
قال الألوسي:
والاشتقاق كيف كان الاشتقاق ومأخذه إما أن يؤخذ حقيقيا وإما أن يؤخذ مجازيا وهو الأوفق بشأن أولئك الأنصار، وقيل: إنه مأخوذ من حار بمعنى رجع. ومنه قوله تعالى: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ [الانشقاق: 14] وكأنهم سموا بذلك لرجوعهم إلى الله تعالى

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 01:04 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}
📌سبب النزول
مسألة تتعلق بعلوم القرآن
مظان بحثها :أسباب النزول للواحدي.
والعجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر
3. ولباب النقول في بيان أسباب النزول لجلال الدين السيوطي.
📌مقصد الآية
تصنيف المسألة: تفسيرية سلوكية
مظان البحث:ممكن الرجوع الى كتب التفسير مثل : الطبري وابن عاشور وابن كثير وغيرها لاستنباط مقصد منها.بالإضافة لكتب السلوك مثل :مدارج السالكين لابن القيم، وحادي الأرواح لابن القيم وروضة المحبين له أيضاً.
📌علاقة الآية بما قبلها
مسألة تفسيرية متعلقة بعلوم القرآن
مظان البحث:كتب التفسير الطبري و ابن كثير وابن عاشور ونظم الدرر للبقاعي ومراصد المطالع في تناسب المقاطع، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ودلائل النظام، عبد الحميد الفراهي الهندي.
📌الغرض من النداء
مسألة تفسيرية بيانية
مظان بحثها:تفاسير ابن عاشور،وتفسير أبي السعود، والكشاف للزمخشري، ونظم الدرر للبقاعي، وروح المعاني للألوسي
- من كتب البلاغة:دروس البلاغة وشروحها، والتبيان للطيبي، والإيضاح للقزويني وشروحه، وأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجاني، وغيرها.
📌المراد ب{أهل الكتاب}
مظان البحث: تفاسير ابن جرير، والزجاج، وابن عاشور وابن عطية وابن كثير
📌معنى الاستفهام (لم )في قوله {لم تكفرون}
مسألة تفسيرية متعلقة بمعاني الحروف
مظان البحث :كتب التفسير كابن جرير وابن عطية والفراء والزجاج 
-كتب في بيان معانى الحروف:حروف المعانى والصفات للزجاجي، ورصف المباني في حروف المعاني للمالقي ،ومعانى الحروف لعبد الخالق عضيمة
📌المراد بالكفر في قوله {لم تكفرون}
تفسيرية
مظان بحثها :تفسير ابن جرير، وتفسير أبي المظفّر السمعاني، وتفسير ابن أبي زمنين، ومعالم التنزيل لأبي محمد البغوي، وتفسير ابن كثير، وأضواء البيان للشنقيطي، وما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم في التفسير.
📌معنى حرف الجر في (بآيات)
تفسيرية بيانية تبحث في معاني الحروف تم ذكر مظان بحث مثيلتها
📌المراد ب (آيات)
تصنيف المسألة: تفسيرية لغوية
مظان بحثها:
- من كتب التفسير: معاني القرآن للزجاج مجاز القرآن لأبي عبيدة، وتفاسير ابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
- من كتب اللغة: العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس.
📌معنى الإضافة في قوله المراد (بآيات اللّه )
تصنيف المسألة: تفسيرية إعرابية بيانية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
- ومن كتب إعراب القرآن: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس، ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب.
- ومن كتب البلاغة: مباحث التقديم والتأخير في كتب البلاغة، في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني.
📌المراد بقوله :{وتكتمون الحق}
مسألة تفسيرية تتعلق بتحرير الأقوال
مظان بحثها:ابن جرير وابن عطية وابن كثير وابن عاشور ومحمد الأمين للشنقيطي، وما جمع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب في التفسير، وشرح ابن حجر لكتاب التفسير من صحيح البخاري في كتابه الكبير "فتح الباري"
📌 المراد بقوله:(تشهدون )
تصنيف المسألة: تفسيرية.
مظان البحث: تفاسير ابن جرير، والزجاج، وابن عاشور وابن عطية وابن كثير
📌متعلق (تشهدون )
مسألة تفسيرية تتعلق بتحرير الأقوال
مظان بحثها:ابن جرير وابن عطية وابن كثير وابن عاشور ومحمد الأمين للشنقيطي، وما جمع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب في التفسير، وشرح ابن حجر لكتاب التفسير من صحيح البخاري في كتابه الكبير "فتح الباري"

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 10:43 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس المذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران

1- استخلص المسائل وصنفها ، ثم رشح المراجع الأولية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى : (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون)
- علاقة الآية بما قبلها (تفسيرية)
- الغرض من النداء (تفسيرية لغوية)
- المقصود بأهل الكتاب (تفسيرية)
- المقصود باللام في (الكتاب) (تفسيرية لغوية)
- الغرض من الاستفهام بلم (تفسيرية لغوية)
- فائدة مجيء الفعل (تكفرون) بصيغة المضارع (بيانية)
- معنى الكفر لغة (لغوية)
- المراد بالكفر في الآية (تفسيرية)
- معنى الآيات (لغوية)
- سبب إضافة الآيات للفظ الجلالة (تفسيرية بيانية)
المراجع المرشحة : التحرير والتنوير لابن عاشور ، والكشاف للزمخشري ، وروح المعاني للألوسي ، والشروح على الكشاف والبيضاوي .
- المراد بالواو في قوله (وأنتم تشهدون) (معاني الحروف )
المراجع المرشحة : حروف المعاني والصفات لأبي القاسم الزجاجي ، ورصف المباني في حروف المعاني لأبي جعفر المالقي ، والجنى الداني في حروف المعاني للمرادي وغيرها .
- معنى الشهادة لغة (لغوية)
- المراد بالشهادة في الآية (تفسيرية)
المراجع المرشحة : كتب التفاسير كتفسير ابن جرير الطبري والبغوي وابن كثير والقرطبي والوسيط لطنطاوي وغيرهم .

2- حرر القول في المراد بالتوفي في قوله تعالى : (إني متوفيك ورافعك إلي)
التوفي في اللغة معناه أخذ الشيء تاما وافيا ، يقال : وفيت فلانا حقه أي أعطيته إياه وافيا كاملا .
واختلف المفسرون في المراد بالتوفي على أقوال :
1- المعنى : إني قابضك من الأرض إلى السماء حيا إلى جواري بجسدك وروحك لتستوفي حظك من الحياة هناك ، وآخذك إلى ما عندي من غير موت ، ورافعك من بين المشركين ، فمعنى الوفاة : القبض ، قاله الحسن وابن جريج ومطر الوراق ومحمد بن جعفر بن الزبير وجماعة من العلماء
قال ابن جرير الطبري (ت 310) : حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذبٍ، عن مطرٍ الورّاق، في قول اللّه: {إنّي متوفّيك} قال: متوفّيك من الدّنيا، وليس بوفاة موتٍ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحسن، في قوله: {إنّي متوفّيك} قال: متوفّيك من الأرض.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّي متوفّيك ورافعك إليّ ومطهّرك من الّذين كفروا} قال: فرفعه اللّه إليه، توفّيه إيّاه، وتطهيره من الّذين كفروا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير: {يا عيسى إنّي متوفّيك}: أي قابضك.
2- هي وفاة نوم ، رفعه الله في منامه ، قاله الربيع ،
قال ابن جرير (ت 310ه) : حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، في قوله: {إنّي متوفّيك} قال: يعني وفاة المنام: رفعه اللّه في منامه
3- المعنى : إني متوفيك وفاة موت ، ذكر ذلك ابن عباس
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ):(وقال ابن عبّاسٍ: {متوفّيك} [آل عمران: 55]: «مميتك»). [صحيح البخاري: 6/54] (م)
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ متوفّيك مميتك هكذا ثبت هذا هنا وهذه اللّفظة إنّما هي في سورة آل عمران فكأنّ بعض الرّواة ظنّها من سورة المائدة فكتبها فيها أو ذكرها المصنّف هنا لمناسبة قوله في هذه السّورة فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب). [فتح الباري: 8/283] (م)
قال ابن جرير الطبري (ت310ه) : حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّي متوفّيك} يقول: إنّي مميتك.
وقد رجح ابن عاشور هذا القول ، أن الوفاة تحمل على الحقيقة ، وأن تؤول الأخبار التي يفيد ظاهرها أنه حي على معنى حياة كرامة عند الله .
4- توفاه الله مدة من الزمن رفعه فيها ثم أحياه بعد ذلك عنده في السماء ، قاله وهب بن منبه وابن إسحاق .
- قال ابن جرير الطبري (310ه) : حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمّن لا يتّهم، عن وهب بن منبّهٍ اليمانيّ، أنّه قال: توفّى اللّه عيسى ابن مريم ثلاث ساعاتٍ من النّهار حتّى رفعه إليه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: والنّصارى يزعمون أنّه توفّاه سبع ساعاتٍ من النّهار، ثمّ أحياه اللّه
5- هي وفاة موت في أخر أمرك عند نزولك وقتلك الدجال ، ففي الكلام تقديم وتأخير ، وهو قول قتادة والفراء
قال ابن أبي حاتم (ت 327ه) : حدّثنا أبي، ثنا العبّاس بن الوليد بن صبحٍ الخلال، ثنا مروان يعني ابن محمّدٍ، ثنا سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة في قوله: إنّي متوفّيك ورافعك إليّ قال: هذا من المقدّم والمؤخّر أي رافعك إليّ ومتوفّيك
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (وقوله: {إذ قال اللّه يا عيسى إنّي متوفّيك ورافعك إليّ...}, يقال: إن هذا مقدّم ومؤخّر, والمعنى فيه: إني رافعك إليّ, ومطهّرك من الذين كفروا, ومتوفّيك بعد إنزالي إيّاك في الدنيا, فهذا وجه.
وقد يكون الكلام غير مقدّم ولا مؤخّر؛ فيكون معنى متوفّيك: قابضك؛ كما تقول: توفيت مالي من فلان: قبضته من فلان. فيكون التوفّي على أخذه, ورفعه إليه من غير موت). [معاني القرآن: 1/219]
6- معنى متوفيك أي متقبل عملك ، قاله قوم ، وقال مالك : هذا ضعيف من جهة اللفظ .
الراجح :
الراجح هو القول الأول وعليه جمهور المفسرين ، وذلك لعدة أمور :
أولا : لقوله تعالى : (وما قتلوه يقينا ، بل رفعه الله إليه) فتفيد الآية أن الرفع كان بجسده وروحه لأن بل تفيد الإضراب وهو مقابل للقتل الذي أرادوه .
ثانيا : الأحاديث المتعددة التي بلغت في قوتها التواتر المعنوي كما يقول ابن كثير رحمه الله ، والتي وردت في شأن نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض في آخر الزمان ، ومن هذه الأحاديث ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ، يقتل الدجال ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ويضع الجزية "
ثالثا : جمهور العلماء على هذا القول الذي يتناسب مع ما أكرم الله به عيسى عليه السلام من كرامات ومعجزات ، وهي خصوصية له لأن إماتته في وقت حصار أعدائه ورفعه إلى السماء جثة هامدة ليس فيها ما يسوغ الامتننان والكرامة له ، فكما كان عليه السلام في مبدأ خلقه آية ومعجزة للناس ، كان أيضا في نهاية أمره آية ومعجزة باهرة فوق قدرة البشر ومدارك العقول .
وقد رجح هذا القول ابن جرير فقال : وأولى هذه الأقوال بالصّحّة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إنّي قابضك من الأرض ورافعك إليّ؛ لتواتر الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدّجّال ثمّ يمكث في الأرض مدّةٌ ذكرها اختلفت الرّواية في مبلغها، ثمّ يموت، فيصلّي عليه المسلمون ويدفنونه.
وقال ابن عطية : أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال .
وعلى هذا لابد أن يتمم كلام ابن عباس في أنها وفاة موت إما على قول وهب بن منبه وإما على قول الفراء .

المصادر :
جمهرة العلوم
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
تفسير الزجاج
تفسير ابن عطية
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عاشور
تفسير البغوي
تفسير الوسيط لطنطاوي

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الأولى 1439هـ/17-01-2018م, 01:26 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
المسائل:
المسائل تفسيرية
-مناسبتها لما قبلها
- دلالة النداء في الآية
-المراد بأهل الكتاب
-نوع الاستفهام في الآية
-سبب توبيخهم.
-المراد بالكفر بالآية
-المراد ب(بِآَيَاتِ اللَّهِ )
-معنى تشهدون
-متعلق الشهادة

المسائل العقدية
-دلالة الآية على اشتمالها على الإخبار عن الغيب


المسائل اللغوية
أصل(لِمَ)

المراجع المرشحة
-تفسير الطبري
-تفسير الرازي
-البحر المحيط لأبي حيان
..............
2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
.
ب: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.
.............................................

بسم الله الرحمن الرحيم
تحرير القول في المراد بالتوفي في قوله تعالى :( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا)
اختلف أهل التأويل في معنى"الوفاة" التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية.
ففيها وجهان :
الوجه الأول :إجراء الآية على ظاهرها ، وأختلف في المراد بالتوفي على أقوال :
أحَدُها: توفي قبض وتحصيل مَعْناهُ إنِّي قابِضُكَ بِرَفْعِكَ إلى السَّماءِ مِن غَيْرِ وفاةٍ بِمَوْتٍ، وقالوا: معنى الوفاة القبض ،لما يقال:"توفَّيت من فلان ما لي عليه"، بمعنى: قبضته واستوفيته. فقبضه بجسده وروحه و يدلّ عليه قوله :(فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) أي: قبضتني إلى السماء
وهَذا قَوْلُ مطر الورّاق والحَسَنِ، وابْنِ جُرَيْجٍ، وكعب الأحبار ومحمد بن جعفر بن الزبير وابْنِ زَيْدٍ، وابن قتيبة والفراء وهو قول آخر له
قول مطر الوراق فقد رواه ابن جرير من طريق ابن شوذب عنه ،إما قول الحسن فقد رواه ابن جرير من طريق معمر وعن طريق عباد عنه ، ورواه عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن طريق معمر عنه .،ما قول ابن جريج فقد رواه ابن جرير عن طريق حجاج عنه ،إما قول كعب الأحبار فقد رواه ابن جرير من طريق معاوية بن صالح عنه ،إما محمد بن جعفر بن الزبير فقد رواه ابن جرير عن طريق ابن إسحاق عنه ،أما قول ابن زيد فقد رواه ابن جرير عن طريق ابن وهب عنه ،أما قول ابن قتيبة فقد ذكره في تفسير غريب القرآن،إما قول الفراء فقد ذكره في تفسيره معاني القرآن .
وهذا القول رجحة ابن جرير والقرطبي وغيرهم، وهو قول الجمهور ويؤيده ما صح في الأخبار عن النبي ﷺ نزوله وقتله الدجال.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: (والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ....)
وعنه أيضا عن النبي ﷺ قال:( والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما)

والثّانِي: مُتَوَفِّيكَ وفاةَ نَوْمٍ لِلرَّفْعِ إلى السَّماءِ.
بمعنى : إني مُنيمك ورافعك في نومك . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ﴾ [الانعام: ٦٠](٢) أَيْ يُنِيمُكُمْ لِأَنَّ النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ، كَمَا قَالَ ﷺ لَمَّا سُئِلَ: أَفِي الْجَنَّةِ نَوْمٌ؟ قَالَ: (لَا، النَّوْمُ أَخُو الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةُ لَا مَوْتَ فِيهَا). أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وهَذا قَوْلُ الرَّبِيعِ. رواه ابن جرير عن طريق عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عنه ،وذكره القرطبي .
ذكر ابن كثير أن هذا القول هو قول الأكثرين .
والثّالِثُ: مُتَوَفِّيكَ وفاةً بِمَوْتٍ.
وهَذا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق معاوية عن علي بن أبي طلحة عنه .
وقول وهب بن منبه اليماني رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق ابن إسحاق عمن لا يتهم عنه . قال: توفاه الله ثلاث ساعات من النهار ثم رفعه ،وذكر ابن كثيرعن إسحاق بن بشر عن إدريس عن وهب : أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ، ثم رفعه .
وقول النصارى رواه ابن جرير عن طريق ابن إسحاق عنهم . قال ابن إسحاق : أن النصارى يزعمون أنه توفاه سبع ساعات من النهار ثم أحياه الله .
ورد هذا القول ابن جرير : بأنه لو كان الله أماته كيف يجمع عليه ميتتين والله تعالى قال :: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الروم: ٤٠] .
ورجحه ابن عاشور وأن المراد وفاة حقيقية ، أما الأخبار التي يفيد ظاهرها أنه حي ، فتأول على معنى حياة كرامة عند الله كحياة الشهداء وأقوى ،ويكون نزوله إما بعثاً كما في جاء في الحديث : بِلَفْظِ «يَبْعَثُ اللَّهُ عِيسى فَيَقْتُلُ الدَّجّالَ» رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ولا يَمُوتُ بَعْدَ ذَلِكَ بَلْ يَخْلُصُ مِن هُنالِكَ إلى الآخِرَةِ.وإما يحمل نزوله على ظاهره دون تأويل ويكون نزول يقوم مقام البعث ،
وقال : وأن قوله في حديث أبي هريرة «ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون» مدرج من أبي هريرة لأنه لم يروه غيره ممن رووا حديث نزول عيسى، وهم جمع من الصحابة، والروايات مختلفة وغير صريحة.
الوجه الثاني : أن في الآية تقديم وتأخير ، بِمَعْنى: رافِعُكَ ومطهرك من الذين كفروا ومُتَوَفِّيكَ في آخر أمرك بعد نزولك وقتلك الدجال ، اَلْمَعْنى عَلى هَذا اللَّفْظِ كَقَوْلِهِ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ [الزمر: ٤٢]،
وهَذا قَوْلُ قتادة في تفسيره و الفَرّاءِ في معاني القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه.
وفائدة إعلامه بالتوفي ليعرف أن رفعه إلى السماء لا يمنع موته .
وهناك أقوال اعرضنا عنها لبعدها.
الدراسة :
عند تأمل معنى التوفي في اللغة نجد في لسان العرب قال :
الوفاة المنية وتوفي فلان وتوفاه الله إذا قبض نفسه وتوفي الميت :استيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا .
وتوفيت المال منه واستوفيته إذا أخذته كله .
وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم كلهم وأنشد أبو عبيد لمنظور الوبري :
إن بني الأدرد ليسوا من أحد ولا توفاهم قريش في العدد
أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم ولا تستوفي بهم عددهم
ومن ذلك قوله تعالى :( الله يتوفى الأنفس حين موتها )أي تستوفي مدد آجالهم في الدنيا وقيل :يستوفي تمام عددهم إلى يوم القيامة وأما توفي النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام .
وبهذا يتبين أن القول بأن المراد بالتوفي الموت حقيقة ، فهذا يعنى أن استفى كامل أجله ومدته في هذا الدنيا ، وهذا يخالف المعلوم عن عيسى عليه السلام أنه حي وانه سوف ينزل في آخر الزمان ويقاتل الدجال ويحكم بشريعة الأسلام كما في الأحاديث السابقة ، وهي تدل على نزوله بالجسد والروح .
قال ابن عطية : وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل ويظهر هذه الملة، ملة محمد، ويحج البيت ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة، وقيل أربعين سنة، ثم يميته الله تعالى.
كذلك قوله تعالى :( (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) فإنه يفيد أن رفعه كان بالجسم والروح لأن الإضراب مقابل للقتل والصلب ، فالقتل للروح والصلب للبدن .
كذلك حمل التوفي على الموت ، ليس فيه ما يسوغ الامتنان به ، أن يرفع إلى السماء جسدا ميتاً ، وإن كان رفع روحه فقط ، فأي مزية له عن سائر الأنبياء ، والسماء مستقر أرواحهم عليهم الصلاة والسلام .
وأيضاً قوله :" متوفيك "لا يدل على تعيين الوقت ولا على أنه قد مضى ،وقوله تعالى :(وإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) أي : قبل موت عيسى عليه السلام ، وهذا أحد الأقوال في لآية والذي رجحه ابن جرير وهو إحدى الروايتين ابن عباس وهو قول أبو مالك والحسن وابن زيد .
إما بقية الأقوال فهي تجتمع في معنى كونه رفع حياً ، سواء كان في حال يقظة أو في حال نومه ، وأن اماتته بعد نزوله في آخر الزمان ، كما ثبت في الآحاديث ، وهو القول الراجح والله أعلم .
....................................
المراجع:
تفسير الطبري ، عبد الرزاق وابن أبي حاتم ، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ،ا معاني القرآن لالفراء ومعاني القرآن للزجاج و تفسير ابن كثير والقرطبي وابن عطية والبحر المحيظ لابن حيان وتفسير ابن عاشور وأضواء البيان للشنقيطي والوسيط لطنطاوي .
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك اللهم وأتوب إليك









..............

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 جمادى الأولى 1439هـ/19-01-2018م, 09:38 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)



1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
المسائل :
مقصد الاية
معنى الياء
مسالة لغوية
معنى أهل
مسالة لغوية وتفسيرية
المراد بالكتاب
مسألة تفسيرية
معنى لم
مسألة لغوية
معنى الكفر
مسألة تفسيرية
المراد بالكفر
مسألة تفسيرية
معنى الباء في قوله : بآيات
مسألة لغوية
معنى الآية
مسألة لغوية وتفسيرية
المراد بآيات الله
مسألة تفسيرية
فائدة إضافة الآيات لله
مسألة بيانية وتفسيرية
معنى الواو في ( وأنتم )
مسألة لغوية
المخاطب في. قوله ( وأنتم تشهدون )
مسألة لغوية وتفسيرية
معنى الشهادة في قوله ( تشهدون )
مسألة تفسيرية
الغرض من الاستفهام في قوله ( لم تكفرون )
مسألة بيانية وتفسيرية
1- معنى أهل
مسألة لغوية وتفسيرية:
تفسير الزجاج والفراء والزمخشري وابن عاشور
2- المخاطب في. قوله ( وأنتم تشهدون )
مسألة تفسيرية
تفسير ابن كثير وابن عطية والدر المصون والألوسي وابن عاشور .
3-معنى الواو في ( وأنتم )
مسألة لغوية
تفسير الزجاج والفراء والزمخشري وتحليل كلمات القران وإعراب القران وبيانه لمحي الدين درويش .
2: حرّر القول في المسألة التالية :
ب: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.
ورد في ذلك عدة أقوال :
1-إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت
هذا قول الحسن وابن جريج وابن زيد ومحمد بن جعفر ومطر الوراق ،ونسبه ابن الجوزي إلى ابن قتيبة .
فأما قول الحسن فرواه ابن جرير من طريق معمر ومن طريق عباد .
وأما قول ابن جريج فرواه ابن جريج من طريق حجاج
وأما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب
وأما قول محمد بن جعفر فرواه ابن جرير من طريق ابن حميد وذكره البغوي والماوردي .
وأما قول مطر الوراق فرواه ابن جرير من طريق ابن شوذب .
2-متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء .
وهذا قول الربيع بن أنس ،رواه عنه ابن جرير من طريق إسحاق وذكره المارودي .
3-متوفيك وفاة موت
وهذا قول ابن عباس ،رواه عنه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة وذكره البغوي والماوردي وابن كثير .
وقاله أيضا وهب بن منبه ،رواه عنه ابن جرير من طريق ابن حميد .
قال الشنقيطي رحمه الله معلقا على هذا القول : وأما الجَمْعُ بِأنَّهُ تَوَفّاهُ ساعاتٍ أوْ أيّامًا، ثُمَّ أحْياهُ، فالظّاهِرُ أنَّهُ مِنَ الإسْرائِيلِيّاتِ، وقَدْ نَهى ﷺ عَنْ تَصْدِيقِها وتَكْذِيبِها.
ورجح هذا القول ابن عاشور رحمه الله .
4-أنه المقدم والمؤخر وذلك بمعنى ( رافعك ومتوفيك بعده )
وهذا قول الفراء ذكره عنه السمعاني ، وذكره ابن جرير ولَم ينسبه ،ونسبه السمعاني أيضا إلى ابن عباس ،ونسبه البغوي إلى الضحاك ، وقاله الزجاج ونسبه ابن الجوزي له ، وروى هذا القول ابن أبي حاتم عن قتادة من طريق سعيد بن بشير .
5- معناه : ( متقبِّل عملك )
ذكره مكي بن أبي طالب ،وهذا القول ضعيف من جهة اللفظ كما قال ابن عطية رحمه الله .
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو القول الأول وقد رجحه ابن جرير والشنقيطي وعدد من المفسرين ودلت عليه الآحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان
وكذلك دلت عليها اللغة .
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قولُ من قال:"معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ"، لتواتر الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
وقال أيضا:ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عز وجل، لم يكن بالذي يميته مِيتةً أخرى، فيجمع عليه ميتتين، لأن الله عز وجل إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يُميتهم ثم يُحييهم، كما قال جلّ ثناؤه: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الروم: 40] .
* * *
فتأويل الآية إذًا: قال الله لعيسى: يا عيسى، إني قابضك من الأرض، ورافعك إليّ، ومطهرك من الذين كفروا فجحدوا نبوّتك.
فإنَّ ”مُتَوَفِّيكَ“ اسْمُ فاعِلٍ تَوَفّاهُ إذا قَبَضَهُ وحازَهُ إلَيْهِ، ومِنهُ قَوْلُهم: تَوَفّى فَلانٌ دَيْنَهُ، إذا قَبَضَهُ إلَيْهِ، فَيَكُونُ مَعْنى ”مُتَوَفِّيكَ“ عَلى هَذا قابِضُكَ مِنهم إلَيَّ حَيًّا.
* * *
وقال ابن كثير : وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ: الْمُرَادُ بِالْوَفَاةِ هَاهُنَا: النَّوْمُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ](4) ﴾ [الْأَنْعَامِ: 60]
ورجح هذا القول الشيخ الشنقيطي رحمه الله و عزا ابن كثير هذا القول للأكثرين .
المراجع :
تفسير الطبري والبغوي وابن أبي حاتم ومكي ابن أبي طالب والقرطبي وابن كثير وابن الجوزي والماوردي وابن عطية والزجاج والفراء والشنقيطي وابن عاشور .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 جمادى الأولى 1439هـ/21-01-2018م, 12:19 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
نوع الاستفهام في "لم تكفرون."
مسألة لغوية تفسيرية
المراد بالاستفهام في الآية مسألة تفسيرية
المراد ب"تكفرون." مسألة تفسيرية.
المراد بآيات الله."
مسألة تفسيرية
المراد ب"يا أهل الكتاب.
مسألة تفسيرية
المراد ب"وأنتم تشهدون."
مسألة تفسيرية.
أقوال العلماء في معنى "تشهدون/"
مسألة تفسيرية
أقوال العلماء في المراد ب"يات الله.مسألة فسيرية.
مقصد "وأنتم تشهدون. مسألة تفسيرية.
المراجع
بحر العلوم للسمرقندي.
الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي.
الهداية الى بلوغ النهاية.
2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.
قال قتادة الحواريين خاصة الأنبياء الذين تصلح لهم الخلافة.
وقال الضحاك الحوارين الأصفياء الأنبياء صلوات الله عليهم.
وقال ابن عباس سموا بذلك لبياض ثيابهم.
وروي عن الضحاك ومجاهد هم القصارون.
وقيل الحواريون المجاهدون ذكره ابن الأنباري.
وقيل الحواريون الصيادون. روي ذلك عن ابن الأنباري.
وقيل الحواريون الملوك. قاله ابن الأنباري.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 جمادى الأولى 1439هـ/21-01-2018م, 04:50 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي


1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.

🔷 المسائل :
🔹 مناسبة الآية لما قبلها .
مسألة تفسيرية متعلقة بعلوم القرآن ،تبحث في كتب التفسير وخصوصاً الكتب التي تعتني بالمناسبات كتفسير الرازي، وابن القيم، وأبو السعود، والألوسي، وابن عاشور، وكتاب الزركشي البرهان، والإتقان للسيوطي ،وكتاب الغرناطي حيث أصّل فيه لقواعد التناسب مع ماذكر من الكتب المفردة .
🔹مقصد الآية .
مسألة تفسيرية سلوكية ،ينظر فيها لأقوال أئمة المفسرين ،وتأمل التناسب بين مسائل الآية ،ويرجع فيها إلى كتب السلوك إن وجد كلاماً عنها ،مثل كتب ابن القيم مدارج السالكين ،وحادي الأرواح وغيرها .

🔹المخاطب في الآية .
مسألة تفسيرية تبحث في كتب التفسير ،كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، وتفاسير الثعلبي والواحدي، ومكى بن أبي طالب ،والبغوي، وبن عطية وبن كثير والقرطبي

🔹الغرض من النداء في الآية .
مسألة تفسيرية بيانية تبحث في كتب التفسيرالتي تعتني بالجوانب البلاغية والبيانية مثل ، ابن عاشور، وأبي السعود، والكشاف للزمخشري، ونظم الدرر للبقاعي، وروح المعاني للألوسي،وفي كتب المعاني،كتب حروف المعاني والصفات لأبي القاسم الزجاجي ، ورصف المباني في حروف المعاني لأبي جعفر المالقي ، والجنى الداني في حروف المعاني للمرادي وغيرها .
والبلاغة كتاب التبيان للطيبي، والإيضاح للقزويني وشروحه، وكتاب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجاني وغيرها .
🔹المراد (بأهل الكتاب)
مسألة تفسيرية تبحث في دواوين السنة، والتفاسير المسندة،كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي، وتفاسير الثعلبي والواحدي، ومكى بن أبي طالب ،والبغوي، والكتب التي تعتني بتحرير الأقوال كا كتاب ابن عطية وبن كثير والقرطبي ،وابن عاشور ،وأضواء البيان للشنقيطي، وما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم في التفسير وابن رجب في التفسير، وشرح ابن حجر لكتاب التفسير من صحيح البخاري في كتابه الكبير "فتح الباري"

🔹معنى الاستفهام (لم )في قوله (لم تكفرون)
مسألة تفسيرية بيانية تبحث في كتب التفسير كابن جرير وابن عطية والفراء والزجاج، وكتب حروف المعاني ،مثل الزجاجي، وعظيمة ،والكتب المذكورة سابقاً،وغيرها من الكتب التي تعتني بالمعاني .

🔹أفادة اختيار حرف الإستفهام (لم) دون غيره .
مسألة تفسيرية بيانية تبحث في كتب التفسير السابقة التي تعتني بالبيان والبلاغة ،مع كتب حروف المعاني .

🔹فائدة تقديم النداء على الإستفهام في الآية .
مسألة تفسيرية إعرابية بيانية، تبحث في كتب التفسير: كاتفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وما جمع من تفسير ابن القيّم، وغيرها.
ومن كتب إعراب القرآن: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس، ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب، والبيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري، وإملاء ما منّ به الرحمن من جوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن لأبي البقاء العكبري.
ومن كتب البلاغة: مباحث التقديم والتأخير في كتب البلاغة، في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني، وغيرها.

🔹المراد بالكفر في قوله {لم تكفرون}
مسألة تفسيرية : تبحث في كتب التفسير السابقة

🔹إفادة مجيء الفعل بالمضارع (تكفرون)
مسألة تفسيرية بيانية بلاغية تبحث في كتب التفسير والبلاغة السابقة

🔹سبب اختيار لفظة الكفر دون غيرها .
مسألة تفسيرية بلاغية بيانية تبحث في الكتب السابقة التي تعني بالبلاغة والبيان .

🔹معنى حرف الجر في (بآيات)
مسألة تفسيرية بيانية تبحث في مثيلاتها في الكتب السابقة .
دلالة اختيار حرف (الباء) دون غيره .
مسألة تفسيرية بيانية بلاغية تبحث في مثيلاتها في الكتب السابقة .

🔹المراد بـ (آيات)
مسألة تفسيرية لغوية: تبحث في كتب التفسير السابقة، وكتب اللغة كا كتاب العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس.

🔹معنى الإضافة في قوله المراد (بآيات اللّه )
مسألة تفسيرية إعرابية بيانية تبحث في الكتب السابق كمثيلتها .

🔹سبب اختيار لفظ الجلالة (الله) دون غيره من الأسماء.
مسألة تفسيرية بلاغية تبحث كماذكر سابقا

🔹المراد بقوله (وأنتم تشهدون)
مسألة تفسيرية لغوية تبحث كما ذكر سابقاً

🔹متعلق (تشهدون )
مسألة تفسيرية تبحث في كتب التفسير والبلاغة.

🔹سبب اختيار لفظ الجلالة (تشهدون ) دون غيرها.
مسألة تفسيرية بلاغية تبحث كماذكر سابقا

🔹إفادة مجيء الفعل (تشهدون) بالمضارع .
مسألة تفسيرية بيانية بلاغية تبحث في كتب التفسير والبلاغة السابقة

🔹دلالة الحصر في الجملة (وأنتم تشهدون)
مسألة تفسيرية لغوية بيانية تبحث كما ذكر سابقاً

🔹دلالة الجملة الأسمية في الآية .
مسألة تفسيرية أعرابية بيانية تبحث كما ذكر سابقاً

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.

اختلف المفسرون في السبب الذي من أجله سُمي الحواريين بهذا الأسم ،والحواريين جمع حواري، وأصل الحواري: الحور وهو شدة البياض، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه، والحور نقاء بياض العين .
وقيل: اشتقاقُه مِن حارَ يحورُ إذا رجَع، فكأنَّهم الرَّاجعونَ إلى الله، وقيل: هو مُشتَقٌّ مِن نقاء القَلْبِ وخُلوصِه وصِدْقه
🔷وأورد المفسرون أقولاً عدة في سبب هذه التسمية .
فمنهم من قال أنهم سمُّوا بذلك لبياض ثيابهم،
🔹قال به أبن عباس ،وسعيد بن جبير،وأبي أرطأة، والضحاك، ورجحه ابن جرير
رواه عن ابن عباس، ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير
وعن سعيد بن جبير،رواه ابن جرير وابن المنذر من طريق المنهال بن عمرو
وعن الضحاك ، رواه ابن أبي حاتم من طريق جويبر
وذلك لأنَّهم كانوا يُحوِّرون الثِّياب، أي: يُبيِّضونها، واشتقاقُهُ من حُرْتُ الثوبَ، أي: أَخْلَصْتُ بياضَه بالغَسْل،
وشاع استعمال الحواريين في الذين خَلصوا وأَخلصُوا في التصديق بالأنبياء ونصرتهم ونصرة دين الله .
🔹 فقيل أنّ الحواريون ، أصفياء الأنبياء وخواصهم الذين تصلح لهم الخلافة، قال به ابن عباس، وقتادة، والضحاك، ذكره السيوطي في الدر ، وقال به أبو عبيدة،والزجاج ورجحه الفراء بقوله(كانوا خاصة عيسى) .
🔹أما قول ابن عباس فقد بحثت عنه في مرويات ابن مردويه في التفسير في سورة ال عمران ولم أجد تفسيراً للآية،وبحثت عن تفسير سورة الصف ولم أحصل عليه .
وأما قتادة فقد روى عنه ابن جريروابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق روح بن القاسم ،
وروىابن جرير عن الضحاك بصيغة التضعيف قال (حدّثت عن المنجاب ....)ورواه ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة من طريق روح بن القاسم .

🔹وقيل أنّ الحواري هو الناصر والمعين ،قال به ابن عيينة ،ورجحه ابن كثير مستدلاً له بماورد في ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس يوم الأحزاب ، فانتدب الزبير ، ثم ندبهم فانتدب الزبير [ ثم ندبهم فانتدب الزبير ] فقال : " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير " .
وقال ابن عطية:( وهذا تقرير حال القوم وليس بتفسير اللفظة؛ وعلى هذا الحد شبه النبي ﷺ ابن عمته بهم في قوله: « "وحواري الزبير"» والأقوال الأولى هي تفسير اللفظ،
وقال ابن المنذر في تفسيره:( حدثنا علي، قال: قال أبو عبيد " والأصل في هذا فيما بلغنا أنهم كانوا غسالين، وإنما سموا حواريين لتبييضهم الثياب، وكل شيء بيضته فقد حورته، فكانوا هم أنصار عيسى دون الناس، فقيل: قال الحواريون، وفعل الحواريون، فكثر هذا في الكلام حتى صار كأنه اسم معناه النصرة، وهذا مما يدخل في كلام الناس بعضه في بعض، كما سمي الغائط، وإنما أصله الصحراء المطمئنة من الأرض، فكان الرجل يأتيها لقضاء حاجته، فيقول: أتيت الغائط، فكثر ذلك في الكلام حتى صار غائط الإنسان يسمى بذلك الاسم " قال أبو عبيدة: وكذلك {الحواريون} لما كانوا يوصفون بالنصرة لعيسى صار هذا كالنعت لهم، وكذلك كل قائم بنصرة فهو حواري...)
وذكر الألوسي في تفسيره قولاً للقفال قال فيه ( أنه يجوز أن يكون بعضهم من الملوك، وبعضهم من الصيادين، وبعضهم من القصارين، وبعضهم من الصباغين، وبعضهم من سائر الناس، وسموا جميعا بالحواريين لأنهم كانوا أنصار عيسى عليه السلام والمخلصين في محبته وطاعته..)
ولعل هذا القول يجمع ما ورد من أقوال قد تكون ذكرت على سبيل المثال ،أو من المعنى اللغوي للكلمة
والله أعلم
.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 6 جمادى الأولى 1439هـ/22-01-2018م, 12:17 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
المسائل
&مسألة بيانية اعرابية
الغرض من الاضافة بقوله (آيات الله )
معانى القرآن للفراء والأخفش والزجاج ،والتحرير والتنوير لابن عاشور .
&مسائل لغوية تفسيرية
معنى الكفر.
المراد بآيات الله
الغرض من النداء بقوله ياأهل الكتاب
المراد بالاستفهام و التعجب بقوله (لم تكفرون بآيات الله
الحكمة من نداء التعجب
الحكمة من الانكار و لتوبيخ لأهل الكتاب
المراجع ،معانى القرآن للفراء والأخفش والزجاج ،والتحرير والتنوير لابن عاشور والكشاف للزمخشرى وابن عطية، ومجاز القرآن لأبي عبيد ، ومعاني القرآن لأي جعفر النحاس
&المسائل التفسيرية
من هم أهل الكتاب
المعنى العام للآية.
هذه الآية اثبات أن الدين عند الله الإسلام
المراد بشهادتهم بقوله ( تشهدون
المراجع ، تفسير الطبري والبغوى والقرطبي ومكى بن أبي طالب ، وابن أبي حاتم وابن المنذر ، وابن كثير ، وابن عاشور وابن عطية والدر المنثور للسيوطى وأضواء البيان للشنقيطي .

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
ب: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.
اختلف أهل التأويل في معنى " الوفاة " التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية.
1/قيل وفاة نوم ،قال الربيع بن أنس : المراد بالتوفي النوم [ وكل ذي عين نائم ] وكان عيسى قد نام فرفعه الله نائما إلى السماء ، معناه : أني منومك ورافعك إلي كما قال الله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل أي ينيمكم. رواه ابن جرير عن طريق عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه،وذكره ابن كثير والقرطبي .
2/وقيل إني متوفيك وفاةَ موتٍ، رواه رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق معاوية عن علي بن طلحة عن ابن عباس
ذكر من قال ذلك:
روى ابن جريرعن عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: " إني متوفيك "، يقول: إني مميتك. وذكره البغوي
وقال محمد بن إسحاق ، عمن لا يتهم ، عن وهب بن منبه ، قال : توفاه الله ثلاث ساعات من النهار حين رفعه الله إليه ،رواه ابن جرير وابن أبي حاتم
وعلق الشنقيطي رحمه الله على هذا القول ، : وأما الجَمْعُ بِأنَّهُ تَوَفّاهُ ساعاتٍ أوْ أيّامًا، ثُمَّ أحْياهُ، فالظّاهِرُ أنَّهُ مِنَ الإسْرائِيلِيّاتِ، وقَدْ نَهى صلى الله عليه وسلم عَنْ تَصْدِيقِها وتَكْذِيبِها.
3/وقيل هذا من المقدم والمؤخر ، تقديره : إني رافعك إلي ومتوفيك ، يعني بعد ذلك .قاله قتادة في تفسيره ،والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، وقول الفراء .
4/ وقيل إني قابضك ورافعك في الدنيا إلي من غير موت ، يدل عليه قوله تعالى : " فلما توفيتني " ،فعلى هذا للتوفي تأويلان ، أحدهما : إني رافعك إلي وافيا لم ينالوا منك شيئا ، من قولهم توفيت كذا واستوفيته إذا أخذته تاما والآخر : أني [ مستلمك ] من قولهم توفيت منه كذا أي تسلمته ، قاله الحسن والكلبي وابن جريج ومطر الوراق ومحمد بن جعفر بن الزبير وابن قتيبة وغيرهم .
وهو الراجح وماعليه أكثر العلماء والمفسرين .
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا، قولُ من قال: " معنى ذلك: إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ"، لتواتر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينـزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكَرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه.
وقال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود : " إن عيسى لم يمت ، وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة " .
المراجع :
تفسير الطبري وابن كثير والقرطبي وابن عطية وابن حيان .
والوسيط للطنطاوي والشنقيطي أضواء البيان وتفسير ابن عاشور ،
وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة، وتفسير عبد الرزاق وابن أبي حاتم
ومعاني القرآن للزجاج .
والعذر والسموحة لعدم التنسيق والتأخير. لظروف السفر وعدم توفر اللاب معي وظروف صحية لأبني الله أعلم بها .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 جمادى الأولى 1439هـ/24-01-2018م, 10:37 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.

مناسبة الآية
تصنيف المسألة: تفسيرية.
المراجع الأوّلية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
ومراجع في تناسب الآيات : البرهان ، نظم الدرر ، تناسق الدرر ، مراصد المطالع ، دلائل النظام ، وغيرهم
الغرض من النداء في قوله ( يا أهل )
تصنيف المسألة: تفسيرية لغوية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: معاني القرآن للفراء والزجاج والنحاس والأخفش ومجاز القرآن لأبي عبيدة، مع الرجوع إلى تفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
المراد بأهل الكتاب
صنيف المسألة: تفسيرية.
المراجع الأولية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
دلالة تعريف ( الكتاب )
تصنيف المسألة: تفسيرية بيانية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وما جمع من تفسير ابن القيّم، وغيرها.
- ومن كتب البلاغة: في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني، وغيرها.
الغرض من الاستفهام :
نوع المسألة :تفسيرية بيانية
المراجع الأولية: بن جرير وبن أبي حاتم وبن كثير وبن عطية وبن عاشور والكشاف للزمخشرى وكتاب دروس البلاغة

معنى الكفر :
تصنيف المسألة: تفسيرية لغوية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: معاني القرآن للفراء والزجاج والنحاس والأخفش ومجاز القرآن لأبي عبيدة، مع الرجوع إلى تفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
- من كتب اللغة: العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس.
دلالة صيغة المضارع في قوله : ( تكفرون )
نوع المسألة :تفسيرية بيانية
المراجع الأولية: بن جرير وبن أبي حاتم وبن كثير وبن عطية وبن عاشور والكشاف للزمخشرى وكتاب دروس البلاغة
متعلق الفعل ( تكفرون )
تصنيف المسألة : تفسيرية
المراجع الأولية : : تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير .
معنى الباء في قوله ( بآيات )
تصنيف المسألة:تفسيرية –لغوية.
المراجع الأولية:
من كتب التفاسير:ابن جرير الطبري، التحرير والتنوير لابن عاشور،تفسير أبي السعود،الكشاف للزمخشري، روح المعاني للألوسي.
من كتب معاني الحروف: حروف المعاني ولصفات للزجاجي، رصف المباني في حروف المعاني لأبي جعفر المالقي، معاني الحروف من كتاب " دراسات في اسلوب القرآن الكريم" للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة.
من كتب بيان معاني المفرادات: معاني القرآن للفراء ، مجاز القرآن لأبي عبيدة ، معاني القرآن وإعرابه للزجاج، معاني القرآن للنحاس.نى "على".
المراد بآيات الله
تصنيف المسألة: تفسيرية.
المراجع الأوّلية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
.
دلالة اضافة الآيات إلى لفظ الجلالة ( الله ).
صنيف المسألة: تفسيرية بيانية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وما جمع من تفسير ابن القيّم، وغيرها
- ومن كتب البلاغة: في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني، وغيرها.
نوع الواو في قوله ( وأنتم )
تصنيف المسألة : إعرابيه بيانيه
المراجع الأولية :
- كتب التفسير : أبي السعو، رو المعاني للآلوسي ، التحرير والتنوير لابن عاشور .
- كتب اعراب القرآن : معاني القرآن وإعرابه للزجاج ، إعراب القرآن للنحاس ، مشكل اعراب القرآن لمكي بن أبي طالب
- وكذلك كتب القراءات كا كتاب الًسبعة لابن مجاهد ، وكتاب الغاية للأصبهاني .
المراد بالشهادة
تصنيف المسألة: تفسيرية.
المراجع الأولية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.

دلالة صيغة المضارع من قوله ( تشهدون )
تصنيف المسألة : تفسيرية بيانية
المراجع الأولية :تفسير الطبري ، البغوي ،التحرير والتنوير لابن عاشور ،التفسير الكبير للأندلسي ،زاد المسير لابن الجوزي ،والكشاف وغيرهم
متعلق الفعل ( تشهدون )
تصنيف المسألة : تفسيرية
المراجع الأولية : : تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير .

مقصد الآية :

تصنيف المسألة: تفسيرية سلوكية:
المراجع الأولية : مدارج السالكين لابن القيم، وحادي الأرواح له، وروضة المحبين له أيضاً.

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم.

القول الأول : لأنّ من استنصر من الحواريّين عليه كانوا أرادوا قتله.
هذا القول قاله مجاهد و ذكره ابن جرير والماوردي وابن الجوزي .
وأما قول مجاهد:
فرواه ابن جرير من طريق حجاج عن ابن جريج عن مجاهد.
وهذا القول مبني التفسير من كلام العرب
قال البغوي : الحواري في كلام العرب خاصة الرجل الذي يستعين به فيما ينوبه .
القول الثاني : لأنهم كانوا قصاريين يبيضون الثياب .
هذا القول قاله أبي أرطأة و ذكره أبو عبيدة وابن جرير والفارابي وابن عطية وابن الجوزي والبغوي والقرطبي .
واما قول أبي أرطأة :
فرواه ابن جرير من طريق عن ابن أبي نجيح ، عن أبي أرطأة.
وهذا القول مبني على التفسير ببعض المعنى .
القول الثالث : لبياض ثيابهم .
هذا القول قاله ابن عباس وسعيد بن جبير و ذكره الفراءو ابن جرير وابن عطية وابن الجوزي والبغوي والقرطبي وابن كثير
وأما قول ابن عباس :
فرواه أبو حاتم من طريق المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .
وأما قول سعيد بن جبير :
فرواه ابن جرير من طريق عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير.
وهذا القول مبني بالتفسير من اشتقاق اللفظة .
قال البغوي : وأصل الحور عند العرب شدة البياض ، يقال : رجل أحور وامرأة حوراء أي شديدة بياض العين.
القول الرابع : لأنهم خاصة الأنبياء وصفوتهم فسموا بذلك لنقاء قلوبهم .
هذا القول قاله قتادة والضحاك و ذكره أبو عبيدة و ابن جرير والماوردي وابن عطية والأصفهاني وابن الجوزي والبغوي والقرطبي
وأما قول قتادة :
فرواه ابن جرير وأبو حاتم من طريق ابن علية ، عن روح بن القاسم.
وأما قول الضحاك :
فرواه ابن جرير وأبوحاتم من طريق عن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك.
وهذا القول مبني على التفسير ببعض المعنى ، والتفسير من اشتقاق اللفظة .
قال ابن منظور في لسان العرب :
روى شمر أنه قال : الحواري الناصح وأصله الشيء الخالص ، وكل شيء خلص لونه ، فهو حواري .

الدراسة :
هذه الأقوال كلها متقاربة فسبب التسمية يشملها كلها .
قال ابن عطية : والأقوال الأولى هي تفسير اللفظ، إذ هي من الحور، وهو البياض، حورت الثوب: بيضته، ومنه الحواري.
قال ابن منظور في لسان العرب : والحواريون : القصارون لتبييضهم لأنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم حواريا .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 جمادى الأولى 1439هـ/25-01-2018م, 08:12 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المراجع :
معاني القرآن للزجاج
مجاز القرآن لأبي عبيدة
جامع البيان للطبري
النكت والعيون للماوردي
زاد المسير لابن الجوزي
المحرر الوجير لابن عطية
لسان العرب لابن منظور
تفسير البغوي
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
غريب القرآن للأصفهاني .
تفسير مجاهد
تفسير أبو حاتم
معاني القرآن للنحاس

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 جمادى الأولى 1439هـ/28-01-2018م, 05:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)



أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم.


(1) المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي}.
للشنقيطي -رحمه الله- كلام جيّد في هذه المسألة في كتابه "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب" فليراجع للفائدة.
وأرجو أخذ ملحوظات التقويم بعناية، لأنه لوحظ تكرار بعض الأخطاء التي سبق التنبيه عليها، كذلك يرجى اطّلاع كل طالبة على ملحوظات زميلاتها لزيادة الفائدة.


1: هناء هلال ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: المسائل البيانية يرجع فيها إلى كتب البلاغة إضافة إلى كتب معاني القرآن.
- الظاهر أن مسألة "معنى الشهادة لغة" أدرجت خطأ، فعلاوة على كونها زائدة في العدد فإن المراجع المذكورة أسفلها غير مناسبة لها.
- تفسير الوسيط لطنطاوي لا يعد من مراجع التفسير الأساسية، وإن أمكن الاستفادة منه، فانتبهي لترشيح المراجع.
ج2: غالب اعتمادك في التخريج على
تفسير الطبري فقط، فيرجى الانتباه لذلك، وكذلك يجب ظهور أسلوب الباحث وشخصيته في تحرير المسألة، وألا يكون عمله مقتصرا على نسخ أقوال المفسّرين، وإذا نقل الطالب كلاما بنصّه لأحد المفسّرين، كنقلك لترجيح الطنطاوي، فيجب عزو الكلام إليه.
وتفسير ابن كثير من ضمن مراجعك، ومع ذلك فاتك الإشارة إلى تعليقه واستشهاده للقول الثاني والذي وصفه بأنه قول الأكثرين.

2: مضاوي الهطلاني ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت استخلاص المسائل، ولكن تصنيفها غير جيد فليس كل ما ذكرتِ تحت المسائل التفسيرية يصحّ تصنيفه تحتها، وقد ذكرتِ ثلاثة مراجع ولم تبيّني لأي مسألة منهم، مما أثر على التقويم كثيرا، ويستفاد من التطبيقات الجيدة في التعرّف على بعض المسائل الفائتة.

(وقد يكون هناك لبس في فهم السؤال، فالمطلوب ليس ترشيح ثلاثة مراجع، وإنما ترشيح مراجع لثلاثة مسائل)
ج2: جميع الروايات عن الحسن مخرجها معمر، فلا داعي لتكرار الأسانيد.
- الذي يظهر أن كلام ابن إسحاق عن النصارى مأخوذ من الإسرائيليات، وإلا فهو لم يرو تفسيرا لمجموعة من النصارى في الآية، فينتبه إلى صياغة الكلام.
- قول قتادة "التقديم والتأخير" رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
وكما هو متفق عليه بين أهل اللغة فإن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع، فظاهر الآية لا يقتضي أن التوفّي يكون قبل الرفع، وهذا أحد التوجيهات التي ذكرها الشنقيطي رحمه الله.

3: فاطمة الزهراء أحمد ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: "مقصد الآية" ما تصنيفه؟
- نقول: معنى "يا" وليس معنى الياء.
ومعاني الألفاظ عموما هي مسائل تفسيرية لغوية يرجع فيها إلى كتب التفسير اللغوي وكتب الغريب ومعاجم اللغة، ومعاني الحروف يرجع فيها إلى كتب معاني الحروف إضافة إلى كتب التفسير اللغوي.
- "المخاطب في الآية" مسألة تفسيرية يرجع فيها إلى كتب التفسير بالمأثور، أما ما ذكرتيه فغالبه لغويّ، وليس مرجعا لها.
- "معنى الواو" يرجع فيها إلى كتب معاني الحروف إضافة إلى كتب معاني القرآن.
ج2: قول ابن قتيبة يرجع إليه مباشرة في كتابه ولا يصحّ الاكتفاء بنسبة ابن الجوزي له.
- إذا لم تجدي للقول إلا إسنادا واحدا فيذكر كاملا.
- قد نحتاج إلى ذكر قول المفسّر من السلف بنصّه عند التخريج إذا لم يكن مطابقا للقول المستخلص، كقول ابن وهب أنها وفاة حقيقة ثلاث ساعات، وهو كما تعلمين مخالف نوعا لظاهر قول ابن عباس أنها وفاة دائمة.
وكان الأولى أن ينقل كلام الشنقيطي بتمامه في فقرة الترجيح لأنه قصد الجمع بين قول ابن منبه وبين القائلين بأنه حي لم يمت.
- القول الرابع "في الكلام تقديم وتأخير" فقد ثبتت نسبة القول إلى قتادة في تفسير ابن أبي حاتم فيقدّم على النسب المحتملة، أما أصحاب التفاسير كالفراء والزجاج فيرجع إلى كتبهم مباشرة للتوثّق من صحة النقل عنهم، ولا حاجة لهذا التوسيط في النسبة.
- ذكرتِ ترجيحين للشنقيطي!!
وأرجو إن كان للمفسّر أكثر من كتاب أن يذكر المصدر صراحة، وإلا فإن الكتاب المتبادر للذهن هو تفسيره المشهور أضواء البيان.

4: بدرية صالح ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: قلتِ: ("الغرض من الإضافة" مسألة بيانية إعرابية)، ولا تأثير للإعراب هنا على التفسير، فهي مسألة تفسيرية بيانية يرجع فيها إلى كتب التفسير اللغوي وكتب البلاغة.
- ليس كل ما صنفتيه تحت المسائل التفسيرية اللغوية كذلك، بل بعضها تفسيري خالص كالمراد بالآيات، وبعضها تفسيري بياني كمعنى الاستفهام.
- معنى الاستفهام هو الإنكار والتوبيخ، فلا داعي لتكرار المسألة بقول: الحكمة من الإنكار والتوبيخ.
ج2: يوجد اختصار كبير في التخريج خاصّة القول الأخير، وأرجو الاستفادة من تقويمات الزميلات، يسّر الله أمرك وشفى ابنك.



يتبع إن شاء الله..

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 جمادى الأولى 1439هـ/11-02-2018م, 01:34 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
-علاقة الآية بما قبلها:
نظم الدرر للبقاعي , تفسير الرازي.
-(يا أهل الكتاب ...) فائدة إعادة النداء في بداية الآية:
مسألة بلاغية يرجع فيها للكتب المهتمة بالبلاغة القرآنية كتفسير ابن عاشور والكشاف .
-المخاطب في الآية (يا أهل الكتاب) :
مسألة تفسيرية يرجع فيها لكتب التفسير كتفسير عبدالرزاق وابن جرير والرازي والثعلبي والواحدي والبغوي وغيرها.
-أصل (لم) وبيان المراد بها ونوع الاستفهام:
يرجع فيها للكتب المهتمة بمعاني الحروف واللغة وبعض كتب التفسير كمعاني القرآن للزجاج وللنحاس وكذلك وجدتها في تفسير الرازي , وتفسير البسيط للواحدي ..
-المراد بالكفر بآيات الله :
تفسير عبدالرزاق وابن جرير , الرازي ,البغوي ,الثعالبي, الواحدي
-المراد بالشهادة في الآية وبيان متعلقها:
كتب التفسير كتفسير ابن جرير , الرازي , القرطبي, البغوي, مكي بن أبي طالب , الماوردي ,الواحدي, الثعالبي.
-ماتضمنته الآية من المعاني: كتب التفسير كتفسير ابن جرير , مكي بن أبي طالب ابن كثير وغيرها.

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: سبب تسمية الحواريّين بهذا الاسم:
القول الأول: الحواري اسم موضوع لخاصة الرجل وخالصته كما قال الرازي , فهم صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم،وهم الذين خلصوا, وأخلصوا في التصديق بهم, ونصرتهم, فسماهم الله جلّ وعزّ: {الحواريون},ذكره أبو عبيدة والزجاج ورواه ابن جرير عن قتادة والضحاك ورواه الرازي عن قتادة والضحاك وابن عيينة , والثعلبي عن الكلبي والحسن وقتادة والنظر بن شميل.
قال ابن جرير :
- حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن روح بن القاسم، أنّ قتادة ذكر رجلاً من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كان من الحواريّين، فقيل له: من الحواريّون؟ قال: الّذين تصلح لهم الخلافة.
- وقال ابن جرير : حدّثت عن المنجاب، قال:بن الحارث، قال: حدّثنا بشرٌ، عن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {إذ قال الحواريّون} قال: أصفياء الأنبياء
قال الرازي:
- حدّثنا أبي، ثنا ابن الطّبّاع، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن روح بن القاسم، عن قتادة قال: الحواريّون هم الّذين تصلح لهم الخلافة.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، ثنا سفيان يعني: ابن عيينة قال:
الحواريّ: النّاصر.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك قوله: الحواريّون أصفياء الأنبياء.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، قال معمرٌ قال قتادة:
الحواريّ: الوزير.
وروى الثعلبي عن الكلبي قال وأبو روق: الحواريون أصفياء عيسى وكانوا إثنا عشر رجلا.
وعن الحسن: الحواريون الأنصار والحواري الناصر.
وعن النضر بن شميل: الحواريون: خاصة الرجل. وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
الحواري: الوزير.
وعن روح بن القاسم قال: سألت قتادة عن الحواريين فقال: هم الذين تصلح لهم الخلافة.
قال الثعلبي : والحواري في كلام العرب الضامن خاصة الرجل الذي يستعين به فيما ينوبه. يدل عليه ماروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ‎: «لكلّ نبيّ حواري وحواريي الزبير بن العوّام» .وكذا قال الرازي .
الحَوارِيُّ أصْلُهُ مِنَ الحَوَرِ، وهو شِدَّةُ البَياضِ، ومِنهُ قِيلَ لِلدَّقِيقِ حُوّارى، ومِنهُ الأحْوَرُ، والحَوَرُ نَقاءُ بَياضِ العَيْنِ، وحَوَّرْتُ الثِّيابَ: بَيَّضْتُها،
القول الثاني: الحواري أصله من الحور. وهو شدة البياض ومن قيل للدقيق حواري والحور نقاء بياض العين , كما قال ذلك الرازي .
وعلى هذا اختلف في سبب إطلاق هذا الاسم عليهم فقيل: لبياض ثيابهم .ذكره أبو عبيدة واليزيدي.
قيل: سّموا بذلك؛ لأنّهم كانوا قصّارين يبيّضون الثّياب.رواه ابن جرير والهمذاني عن ابن أرطأة والرازي عن الضحاك والثعلبي عن السدي وابن عباس وأبو أرطأة .
قال ابن جرير :حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن أبي أرطأة، قال: الحواريّون: الغسّالون، الّذين يحوّرون الثّياب يغسلونها.
قال عبدالرحمن الهمذاني عن ابن أرطأة قال: نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أرطأة قال الحواريون الغسالون يحورون الثياب أي يغسلونها
- قال الرازي: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا الوليد بن القاسم، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: من أنصاري إلى اللّه قال الحواريّون نحن أنصار اللّه قال: مرّ عيسى بقومٍ غسّالين فدعاهم إلى الله فأجابوه، فلذلك سماهم الحواريون قال:
وبالنبطية: هواري، وبالعربية المحور.
وقال اليزيدي: أنه سموا لبياض ثيابهم الحواريين وكانوا صيادين، ويقال حرت الثوب، أي: غسلته وبيضته وأحورت القدر إذ ا أبيض لحمها قبل النضج والعين الحوراء النقية المحاجر.
فسموا الحواريين لتبييضهم الثياب، ثم صار هذا الاسم يستعمل فيمن أشبههم من المصدقين تشبيهاً بهم , كما قال الزجاج ,ورواه ابن جرير عن ابن جبير قال:
- حدّثني محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، قال: ممّا روى أبي، قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: إنّما سمّوا الحواريّين ببياض ثيابهم.
ورواه الرازي عن ابن عباس قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ميسرة النّهديّ عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّما سمّي الحواريّون قال:كانوا صيّادين لبياض ثيابهم. قال أبو محمّدٍ: وروي عن مسلمٍ البطين نحو ذلك.
قال الثعلبي :
فقال السدّي: كانوا ملّاحين يصطادون السمك.
وكذلك روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانوا صيّادين سمّوا حواريين لبياض ثيابهم.
وقال أبو أرطأة: كانوا قصّارين سمّوا بذلك لأنّهم كانوا يحوّرون الثياب أي يبيّضونها.
وقيل: لبياض قلوبهم وقِيلَ لِأنَّ قُلُوبَهم كانَتْ نَقِيَّةً طاهِرَةً مِن كُلِّ نِفاقٍ ورِيبَةٍ فَسُمُّوا بِذَلِكَ مَدْحًا لَهم، وإشارَةً إلى نَقاءِ قُلُوبِهِمْ، كالثَّوْبِ الأبْيَضِ، كما رواه الثعلبي عن الضحاك وذكره الرازي.
وقال عبد الله بن المبارك: سمّوا حواريين لأنّهم كانوا نورانيين عليهم أثر العبادة ونورها وحسنها. قال الله تعالى: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(٤٣)) .وذكره عنه الثعلبي ؟
والحواريات: من النساء اللاتى لا ينزلن البادية، وينزلن القرى . وإنّما سمّين بذلك لغلبة البياض عليهنّ.ذكره أبو عبيدة واليزيدي وابن جرير .

التعليق على الأقوال:
قال الزجاج: والذي عليه أهل اللغة أنهم الصفوة ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنّه قال: ((الزبير ابن عمتي, وحواريّي من أمتي)), ويقال: لنساء الأنصار حواريات، لأنهن تباعدن عن قشف الأعرابيات بنظافتهن.
قال ابن جرير:
وأشبه الأقوال الّتي ذكرنا في معنى الحواريّين قول من قال: سمّوا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنّهم كانوا غسّالين.
وذلك أنّ الحور عند العرب: شدّة البياض. ولذلك سميّ الحواريّ من الطّعام حواريًّا لشدّة بياضه، ومنه قيل للرّجل الشّديد البياض مقلة العينين أحور، وللمرأة حوراء.
وقد يجوز أن يكون حواريّو عيسى كانوا سمّوا بالّذي ذكرنا من تبييضهم الثّياب وأنّهم كانوا قصّارين، فعرفوا بصحبة عيسى واختياره إيّاهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم واستعمل، حتّى صار كلّ خاصّةٍ للرّجل من أصحابه وأنصاره حواريّه؛ ولذلك قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لكلّ نبيٍّ حواريّ، وحواريّ الزّبير يعني خاصّته وقد تسمّي العرب النّساء اللّواتي مساكنهنّ القرى والأمصار حواريّاتٌ، وإنّما سمّين بذلك لغلبة البياض عليهنّ، ومن ذلك قول أبي جلدة اليشكريّ:
فقل للحواريّات يبكين..غيرنا...ولا تبكنا إلاّ الكلاب النّوابح
ويعني بقوله: {قال الحواريّون} قال: هؤلاء الّذين صفتهم ما ذكرنا من تبييضهم الثّياب: آمنّا باللّه، صدّقنا باللّه، واشهد أنت يا عيسى بأنّنا مسلمون.
قال ابن كثير: وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْحَوَارِيَّ النَّاصِرُ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا نَدبَ النَّاسَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فانتدَبَ الزُّبَيْرُ [ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ](٦) فَقَالَ: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَاريًا وَحَوَارِيي الزُّبَيْرُ".
ويفهم مما سبق أن لفظ الحواريين إذا أطلق فهم منه خاصةالرجل وأنصاره , وإن كان أصل المعنى هو شدة البياض لكنه صفة تعلقت بمن ناصر عيسى عليه السلام وأطلقت بعد ذلك على كل من ناصر أحدا أو كان من خاصته .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 جمادى الآخرة 1439هـ/14-03-2018م, 02:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران



سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم:

الأقوال في سبب التسمية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أصناف بحسب اشتقاق اللفظ:
الأول: أن "الحواريين" مأخوذة من الحوَر وهو البياض،
ومنه الدقيق الحواريّ سمي بذلك لشدة بياضه وصفائه.
فقيل كانوا بيض الثياب، وقيل كانوا قصّارين وصبّاغين يبيّضون الثياب.
وقيل سمّوا بذلك لنقاء قلوبهم ونقائهم من المعايب والذنوب، وظهور أثر العبادة ونورها على وجوههم، وقيل للدقيق حواريّ لنقائه من البرّ وسائر الشوائب.
فهذه المعاني ترجع إلى البياض الذي هو دليل النقاء والخلوص من الشوائب، سواء كان هذا البياض حسّيا أو معنويا.
وهذا المعنى هو أشهر المعاني المأثورة في سبب التسمية.
الثاني: أن "الحواريّين" مأخوذة من الحور وهو الرجوع.
حار يحور حورا إذا رجع، ومنه قوله تعالى: {إنه ظن أن لن يحور}، وحديث: "نعوذ بالله من الحور بعد الكور".
فسمّوا حواريّين لرجوعهم إلى الله.
الثالث: أنها مشتقّة من التحوير بمعنى الدوران.
فقيل سمّوا بذلك لملازمتهم الأنبياء وقربهم منهم والتفافهم حولهم.

وذهب ابن عاشور إلى أن هذه اللفظة معرّبة، ولكن ضعّف بعض أهل العلم هذا القول.
وقد صار "الحواريّون" بعرف الاستعمال علما على أنصار الأنبياء وخاصّتهم، ولذلك فسّر الحواريّ بالناصر والوزير، ومنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبيّ حواريّا، وحواريّي الزبير".
ولكن ينبغي التفريق بين الأقوال في معنى اللفظ وبين أصله في اللغة.

5: ميسر ياسين ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: عبارة "
مسألة تفسيرية تتعلق بتحرير الأقوال" غير مفهومة، ولعلك قصدتِ المراجع المعتنية بالتحرير، فالمسألة نصنّفها على أنها تفسيرية.
ج2: لابد من ترتيب أسماء المفسّرين، فلا نقدّم الحسن على ابن عباس.
- يلاحظ في القول الأول تخريجك لقول الحسن فقط.
- القول الثالث هو نفسه القول الأول.
- داخلت بين الأقوال في سبب التسمية والأقوال في معنى الحواريّ، فقولك الناصر والوزير وخاصّة الأنبياء ليست أسبابا للتسمية.
وقد قدّمتِ لتطبيقك بمقدمة ممتازة كان يمكنك الاستفادة منها في توجيه الأقوال، ولكنك اختصرتِ جدا في التوجيه والترجيح.


6: أمل يوسف ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: معاني النداء والاستفهام مسائل بيانية وليست لغوية.
- معنى الشهادة مسألة تفسيرية لغوية، ومعنى الواو مسألة تفسيرية إعرابية ولها تعلّق بكتب معاني الحروف.
ج2: لا ينبغي التعرّض للأقوال في معنى الحواريين، لأن من قالوا إنهم سموا بذلك لبياض ثيابهم أو لأنهم كانوا قصّارين ونحو ذلك من الأسباب لا يخالفون من فسّروهم بالأنصار والوزراء والخاصّة، وإنما هذه مسألة وتلك مسألة أخرى.

7: شيماء طه ه
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: صنّفتِ كل المسائل على أنها مسائل تفسيرية وهذا خطأ، وكذلك رشّحت ثلاثة مراجع فقط لبحثها كلها، والمراجع المذكورة غير مناسبة لكل المسائل، فأوصيك بالاستفادة من تطبيقات الزملاء.
ج2: أيّا كانت شخصيات الحواريين ملوكا أو صيّادين أو قصّارين، فإن المطلوب بيان سبب تسميتهم بذلك.
فأرجو إعادة التطبيق والتفريق بين ما قيل في سبب تسميتهم بالحواريين وبين تعيين أوصافهم، إضافة إلى تخريج أقوال السلف.

8: منيرة محمد ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: داخلتِ بين الأقوال في معنى الحواريين وبين سبب تسميتهم، فينظر في التعليقات أعلاه.


9: هيا أبو داهوم ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: القول الأول "
لأنّ من استنصر من الحواريّين عليه كانوا أرادوا قتله." غير مفهوم، وما ذكرتيه من توجيه البغوي أن الحواريين هم خاصّة الرجل الذين يستعين بهم فليس هو التوجيه المباشر لسبب التسمية، لأن إطلاق الحواريين على الأنصار والخاصّة حاصل بعرف الاستعمال بعد تسمية أنصار عيسى بالحواريين، أما أصل اشتقاق اللفظة فكما قيل في الأقوال بعدها أنه مشتق من الحور وهو البياض والنقاء الحسيّ أو المعنوي.
- قلتِ في القول الثاني: "
وهذا القول مبني على التفسير ببعض المعنى " كيف؟ إنما مبناه على أن اللفظة مشتقة من الحور وهو البياض، فيكون نفس توجيه القول الثالث.
وتوجد أقوال أخرى مرجعها إلى اشتقاق اللفظ من الحور أي الرجوع أو من التحوير أي الدوران، وراجعي ما نقلته الأستاذة ميسر عن ابن فارس في مادة "حور".

10: تماضر ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لم تصنّفي المسائل في الشطر الثاني من الجواب.

ج2: داخلتِ بين الأقوال في معنى الحواريين وبين سبب تسميتهم، فينظر في التعليقات أعلاه.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 17 ذو القعدة 1441هـ/7-07-2020م, 12:03 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 52-74)


1: استخلص المسائل وصنّفها، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها من قوله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.
🔹المسائل :
- سبب نزول الآية … تفسيرية تتعلق بسبب النزول
- معنى النداء ب( يا ) … لغوية متعلقة بحروف المعاني
- الغرض من تكرار النداء بـ( يا أهل الكتاب ) في الآيات … تفسيرية بيانية
- المخاطب بـ( يا أهل الكتاب ) … تفسيرية
- أصل (لم ) … لغوية
- معنى تكفرون … لغوية تتعلق بالمفردات
- غرض الاستفهام في ( لم تكفرون ) …تفسيرية بيانية
- المراد بـ(آيات الله ) … تفسيرية
- المراد ب(تشهدون) … تفسيرية
- متعلق تشهدون … تفسيرية
- الغرض من استعمال صيغة المضارع ( تكفرون ، تشهدون ) في خطابهم … لغوية بيانية
-وموقع ( وأنتم تشهدون ) في الجملة … لغوية نحوية إعرابية

المراجع الأولية لبحث ثلاث مسائل منها :
1- سبب نزول الآية … تفسيرية تتعلق بسبب النزول
المراجع الأولية لبحثها :
- كتب التفسير المسندة : كتفسير عبد الرزاق و ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرها
- تفسير ابن كثير لما له من عناية في أسباب النزول
- الكتب المفردة في أسباب النزول مثل :
أسباب النزول للواحدي ؛ العجاب في بيان الأسباب لابن حجر ؛ لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ؛ الصحيح المسند في أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي
-وكتب جوامع الحديث وزوائدها كجامع الأصول لابن الأثير ومجمع الزوائد للهيثمي والمطالب العالية لابن حجر …

2- المخاطب بـ( يا أهل الكتاب ) … تفسيرية
▪المراجع الأولية لبحثها :
- التفاسير المسندة كتفسير عبد الرزاق وابن المنذر والطبري وابن أبي حاتم ووغيرها …
- التفاسير التي تعنى بجمع أقوال المفسرين : تفسير الهداية لمكي بن أبي طالب ؛ والكشف والبيان للثعلبي ؛ والنكت والعيون للماوردي و تفسير ابن كثير وابن الجوزي والقرطبي والدر المنثور للسيوطي
-وتفاسير تحرير المسائل التفسيرية كتفسير ابن عطية والتحرير والتنوير لابن عاشور وغيرها …

3- غرض الاستفهام في ( لم تكفرون ) …تفسيرية بيانية
المراجع الإولية لبحثها :
-والتفاسير التي تعنى بالبلاغة والبيان : تفسير أبي السعود ؛ الكشاف للزمخشري ؛ نظم الدرر للبقاعي ؛ روح المعاني للآلوسي ، والتحرير والتنوير لابن عاشور ؛ حاشية الطيبي على الكشاف …
- ما جمع من تفسير ابن القيم
- بعض كتب البلاغة : الإيضاح للقزويني ؛ وأساس البلاغة ؛ ودلائل الإعجاز وكلاهما للجرجاني

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
ب: المراد بالتوفّي في قوله تعالى: {إني متوفّيك ورافعك إليّ}.


لما كفر بنوإسرائيل بعيسى عليه السلام ، وحاكوا المؤامرات لقتله أعلمه الله أنهم لن يصلوا إليه ، وأنه سيخلصه من كيدهم ويرفعه إليه فقال تعالى ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا )

وقد اختلف في معنى التوفي هنا ، وقبل أن نأتي إلى المراد من التوفي في هذا الموضع ، نبدأ ببيان المعنى لغويا :
التوفي لغة :
🔹قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
- وفى : الواو والفاء والحرف المعتل : كلمة تدل على إكمال وإتمام
منه الوفاء : إتمام العهد وإكمال الشرط
- ووفى وأوفى : فهو وفي …
- ويقولون أوفيتك الشيء إذا قضيته إياك وافيا
- وتوفيت الشيء واستوفيته : إذا أخذته كله حتى لم تترك منه شيئا ، ومنه يقال للميت و توفاه الله …

🔹قال الراغب في المفردات :
وفى :
▪الوَافِي: الذي بلغ التّمام.
يقال: درهم وَافٍ، وكيل وَافٍ، وأَوْفَيْتُ الكيلَ والوزنَ. قال تعالى:وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ[الإسراء/ 35]

▪وَفَى بعهده يَفِي وَفَاءً، وأَوْفَى: إذا تمّم العهد ولم ينقض حفظه،
واشتقاق ضدّه، وهو الغدر يدلّ على ذلك وهو التّرك، والقرآن جاء بِأَوْفَى.
قال تعالى: ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) [البقرة/ 40] ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ ) [النحل/ 91] ،
( بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى ) [آل عمران/ 76] ، ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا
) [البقرة/ 177] ،

وقوله: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم/ 37] ، فَتَوْفِيَتُهُ أنه بذل المجهود في جميع ما طولب به ؛ من بذله ماله بالإنفاق في طاعته، وبذل ولده الذي هو أعزّ من نفسه للقربان،
وإلى ما نبّه عليه بقوله: وَفَّى أشار بقوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة/ 124] ،

▪وتَوْفِيَةُ الشيءِ: بذله وَافِياً، واسْتِيفَاؤُهُ: تناوله وَافِياً.
قال تعالى: وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ [آل عمران/ 25] ، وقال: وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ [آل عمران/ 185] ،

▪وقد عبّر عن الموت والنوم بالتَّوَفِّي،
قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها [الزمر/ 42] ، وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام/ 60] ،
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ [السجدة/ 11] ، اللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ [النحل/ 70] ، الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ [النحل/ 28] ، تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا [الأنعام/ 61] ، أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ [يونس/ 46] ، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ [آل عمران/ 193] ، وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ [الأعراف/ 126] ، تَوَفَّنِي مُسْلِماً [يوسف/ 101]
،

- ( يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ ) [آل عمران/ 55] ، وقد قيل: تَوَفِّيَ رفعةٍ واختصاص لا تَوَفِّيَ موتٍ.
قال ابن عباس: تَوَفِّي موتٍ، لأنّه أماته ثمّ أحياه …

المراد بالتوفي :
المتأمل في كلام ابن فارس وكلام الراغب السالف الذكر يرى أن اختلاف المفسرين في تحديد معنى قوله تعالى ( متوفيك ) لم يخرج عن أصل من الأصول اللغوية لكلمة ( توفي ) العائد للأصل ( وفى ) ،

▪وعليه فإن كلام المفسرين في معنى التوفي هنا نجده يدور على أحد أصلين :
1- الأول : أن الوفاة هنا هي الموت
2- الثاني : أن الوفاة هنا ليست موتا بمفارقة الروح الجسد وإنما هي غير ذلك

🔹وتحت كل أصل منهما أقوال نشرع في بيانها :
1⃣ الأول :أن الوفاة هنا هي الموت …
أ. قيل أن متوفيك أي مميتك ؛ وهو الموت الذي كتبه الله على البشر … وهذا قول ابن عباس وابن منبه
🔺تخريج قول ابن عباس :
- قال الإمام البخاري في صحيحه معلقا :(وقال ابن عبّاسٍ: {متوفّيك} : «مميتك»).
- ووصله ابن حجر في تغليق التعليق فقال : (قوله فيه وقال ابن عبّاس متوفيك مميتك : قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس بهذا).

- و أخرج الطبري وابن أبي حاتم كلاهما عن معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إنّي متوفّيك يقول: إنّي مميتك.

- قال ابن أبي حاتم : وروي عن مجاهد قال : هو فاعل ذلك به ( أي متوفيه ) وهذا صحيح فالموت لا بد واقع عليه عليه السلام … والخلاف في توقيت ذلك …

▪وقد روي عن ابن منبه أن هذا الموت كان مؤقتا بمدة فقال : أن الله توفّى عيسى عليه السلام ثلاث ساعات من النهار ثم أحياه ورفعهُ … قاله وهب بن منبه
🔺تخريج قول ابن منبه :
- أخرج الطبري وابن ابي حاتم كلاهما من طريق سلـمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه الـيـمانـي أنه قال: توفـى الله عيسى ابن مريـم ثلاث ساعات من النهار حتـى رفعه إلـيه. وفي لفظ ابن أبي حاتم ( حين رفعه إليه )

- وأخرج الطبري عن ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: والنصارى يزعمون أنه توفـاه سبع ساعات من النهار، ثم أحياه الله.

- وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق قال : وأنبأنا إسحاق حدثنا إدريس عن وهب بن منبه عن كعب أنه قال متوفيك : إي مذيقك الموت ثم أرفعك ؛ قال وهب : فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه …
( ورواية ابن عساكر هذه فيها قول لكعب يرويه عنه وهب ؛ وفيه قول ابن منبه نفسه … )

📌ومعلوم أن ابن منبه ممن يروي الإسرائيليات ؛ ونحن نستأنس بها لكن لا نجزم بصحتها ما لم يرد دليل يؤكدها …

توجيه القول والتعقيبات عليه :
▪فسر ابن عاشور قول ابن منبه بأن عيسى عليه السلام رفع خلال هذه الساعات فقال : وقد قال وهب بن منبه : توفاه الله ثلاث ساعات ورفعه فيها ثم أحياه عنده في السماء …
وهذا ( على ما في الرواية أصلا ) يخالف رواية ابن عساكر عن ابن منبه في أنه بعثه ورفعه حيا …

- والملاحظ أن قول ابن منبه أخذ معنى الوفاة الموت ؛ وجعلها مؤقتة بمدة فكأنه أراد الجمع بين قول من قال أنه عليه السلام مات قبل رفعه ورفعه كان وهو ميت ؛ وبين من قال أنه رفع حيا بروحه وجسده …

وعلى قوله هذا فقد جعل عيسى عليه السلام قد توفي الوفاة التي كتبها الله على البشر ؛ وأن نزوله آخر الزمان هو بحياة ثانية ليست حياته الأولى التي عاشها قبل رفعه عليه السلام ؛ والمعلوم أن الله كتب على الناس الموت مرة واحدة …وأن عيسى عليه السلام يتوفاه الله بعد نزوله آخر الزمان …

ولذلك قال القرطبي عن هذا القول : وهذا فيه بعد؛ فإنه صح في الأخبار عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نزولُه وقتلُه الدجّال … ( أي أن القرطبي استبعد أن يكون قد مات الميتة التي كتبت عليه ؛ لأنه قد صح خبر نزوله آخر الزمان ؛ وهو لا بد سيموت بعد نزوله لأن الخلائق كلها ستموت قبل يوم القيامة ؛ وإن كان كقول وهب فسيكون له موتتين وهذا لا يصح … )

▪وأما ابن عاشور فإنه أيد هذا القول فقال : قال ابن عباس وابن منبه أنها وفاة موت ؛ وهو ظاهر قول مالك في جامع العتبية ؛
قال مالك : مات عيسى هو ابن إحدى وثلاثين سنة ؛ قال ابن رشد في البيان والتحصيل : ( يحتمل أن قوله مات وهو ثلاث وثلاثين على الحقيقة لا المجاز )
- و قال معقبا على قول ابن عباس ومالك :
وسكت ابن عباس ومالك عن تعيين كيفية ذلك ولقد وفقا وسددا …

🔹وسيأتي مناقشة هذا في الدراسة للأقوال …

ب. ثاني الأقوال في أن التوفي هو الموت :
أن في الآية تقديما وتأخيرا… والوفاة هي الموت في آخر الزمان بعد نزوله عليه السلام لقتل الدجا
ل
قاله ابن عباس ؛ وقتادة ونسب للفراء

▪قال الطبري : وقال آخرون : معنى ذلك: إنـي رافعك إلـيّ، ومطهرك من الذين كفروا، ومتوفـيك بعد إنزالـي إياك إلـى الدنـيا. وقال : هذا من الـمقدّم الذي معناه التأخير، والـمؤخر الذي معناه التقديـم.

▪و قال القرطبي : وقال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} على التقديم والتأخير؛ لأن الواو لا توجب الرتبة. والمعنى: إني رافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء؛
كقوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى )

قال الشاعر : : أَلاَ يا نخلة من ذات عِرْق عليكِ ورحمةُ اللَّه السلامُ
أي عليك السلام ورحمة الله. ( انتهى كلامه )

♦فالوجه في هذا القول هو أنهم اعتبروا معنى الوفاة الموت ؛ ومن ثم أرادوا التوفيق بينه وبين ما ورد من أنه عليه السلام رفع إلى السماء حيا ؛ فقالوا بالتقديم والتأخير حيث أن الواو العاطفة بين الأفعال المذكورة لمطلق التشريك و لا يلزم منها الترتيب … وعليه قالوا أن متوفيك مقدم في الذكر ولكنه متأخر في الزمن عن الرفع والتطهير …

🔺تخريج الأقوال :
🔺أما قول ابن عباس :
فأخرجه ابن عساكر في تاريخه قال : وأنبأنا إسحاق أنبأنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " إني متوفيك ورافعك " يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان

🔺وأما قول قتادة :
- فأخرج ابن ابي حاتم قال : حدّثنا أبي، ثنا العبّاس بن الوليد بن صبحٍ الخلال، ثنا مروان يعني ابن محمّدٍ، ثنا سعيد بن بشيرٍ، ثنا قتادة في قوله: إنّي متوفّيك ورافعك إليّ قال: هذا من المقدّم والمؤخّر أي رافعك إليّ ومتوفيك .

🔺وأما الفراء فقد ذكره وجها من الوجوه في معنى الآية فقال :
يقال: إن هذا مقدّم ومؤخّر, والمعنى فيه: إني رافعك إليّ, ومطهّرك من الذين كفروا, ومتوفّيك بعد إنزالي إيّاك في الدنيا, فهذا وجه.

🔺وأما الضحاك فلم أجد له قولا مسندا … وما وجدته فهو روايته عن ابن عباس الآنفة الذكر ؛
ولكن وجدت ماذكره القرطبي في تفسيره من قول نسبه إليه دون إسناد فقال :
قال الضحاك: كانت القصّة لما أرادوا قتل عيسى ٱجتمع الحواريون في غرفة وهم ٱثنا عشر رجلاً فدخل عليهم المسيح من مِشكاة الغرفة، فأخبر إبليس جمع اليهود فركب منهم أربعة آلاف رجل فأخذوا باب الغرفة. فقال المسيح للحواريين: أيّكُم يخرج ويُقتل ويكون معي في الجنة؟ فقال رجل: أنا يا نبي الله؛ فألقى إليه مِدْرَعَة من صوف وعمامة من صوف وناوله عكازه وألقى عليه شَبَه عيسى، فخرج على اليهود فقتلوه وصلبوه. وأما المسيح فكساه الله الرّيش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار مع الملائكة. …

📌وليس في هذا ما يشير إلى تفسيره بالتقديم والتأخير ، وجل ما يؤخذ منه في هذا أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيا … هذا مع وضوح كونها من الإسرائيليات …

قال ابن عاشور معقبا على القول بالتقديم والتأخير :
وقد قيل في تأويله: إنّ عطف {ورافعك إلي} على التقديم والتأخير؛ إذ الواو لا تفيد ترتيب الزمان أي إنّي رافعك إليّ ثم متوفيك بعد ذلك، وليس في الكلام دلالة على أنه يموت في آخر الدهر سوى أنّ في حديث أبي هريرة في كتاب أبي داود: « ويمكث (أي عيسى) أربعين سنة ثم يُتوفى فيصلّي عليه المسلمون»

وسنأتي على نقاش ذلك في دراسة الأقوال …

2⃣ المعنى الثاني للوفاة : أن الوفاة هنا ليست موتا بمفارقة الروح الجسد وإنما هي غيره

وتحت هذا الاعتبار قولان :
أ . الأول : متوفيك أي قابضك برفعك إلى السماء … هو قول كعب الأحبار و الحسن ومحمد بن جعفر بن الزبير ومطر الوراق وابن جريج وابن زيد

▪وذكر ابن عساكر بعض الإسرائليات المنسوبة لابن عباس في هذا المعنى … سأؤخر ذكرها بعد ذكر تخريج باقي الأقوال لكونها من الإسرائليات …

🔹وجه هذا القول :
قال الطبري : معنى ذلك: إنـي قابضك من الأرض، فرافعك إلـيّ،
قالوا: ومعنى الوفـاة: القبض، لما يقال: توفـيت من فلان ما لـي علـيه، بـمعنى: قبضته واستوفـيته.
قالوا: فمعنى قوله: {إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ }: أي قابضك من الأرض حياً إلـى جواري، وآخذك إلـى ما عندي بغير موت، ورافعك من بـين الـمشركين وأهل الكفر بك.

▪قال الفراء : وقد يكون الكلام غير مقدّم ولا مؤخّر؛ فيكون معنى متوفّيك: قابضك؛ كما تقول: توفيت مالي من فلان: قبضته من فلان. فيكون التوفّي على أخذه, ورفعه إليه من غير موت).

▪و قال ابن قتيبة : ({متوفّيك}: قابضك من الأرض من غير موت )

▪ومر معنا قول ابن فارس : وتوفيت الشيء واستوفيته : إذا أخذته كله حتى لم تترك منه شيئا

تخريج الأقوال :
🔺 أما كعب الاحبار :
- فأخرج عنه الطبري قال : حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح أن كعب الأحبـار، قال: ما كان الله عزّ وجلّ لـيـميت عيسى ابن مريـم، إنـما بعثه الله داعياً ومبشراً يدعو إلـيه وحده، فلـما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذّبه، شكا ذلك إلـى الله عزّ وجلّ، فأوحى الله إلـيه: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } ولـيس من رفعته عندي ميتاً، وإنـي سأبعثك علـى الأعور الدجال، فتقتله، ثم تعيش بعد ذلك أربعاً وعشرين سنة، ثم أميتك ميتة الـحيّ.
قال كعب الأحبـار: وذلك يصدّق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «كيفَ تَهلِكُ أمةٌ أنَا فِـي أوَّلهَا، وَعِيسَى فِـي آخِرِهَا؟»

🔺و أما الحسن :
- فأخرج عبد الرزاق ؛ وأخرج الطبري وابن أبي حاتم وابن عساكر كلهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله {إِنّي مُتَوَفّيكَ } قال: متوفـيك من الأرض.

- وقال الطبري : حدثنا مـحمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الـحنفـي، عن عبـاد، عن الـحسن فـي قول الله عزّ وجلّ: {يٰعِيسَىٰ إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ }... الآية كلها، قال: رفعه الله إلـيه، فهو عنده فـي السماء.

- وذكر الطبري في تخريجه لقول الربيع : قال الـحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للـيهود: « إِنَّ عِيسَى لَـمْ يَـمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَـيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ القِـيامَةِ»

- وأخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن : أنه قال لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه اكثر من عيسى بن مريم إلى أن رفعه الله ومن بعده في أصحابه ؛ وكان من سبب رفعه أن ملكا جباراوكان ملك بني إسرائيل وهو الذي يقال له داود بن يودا هو الذي بعث في طلبه ليقتله وكأن الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورفع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده وكان في نبوته عشرين سنة فأحدث الله له الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة فأوحى الله إليه " إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا " يعني ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك …

🔺وأما محمد بن جعفر :
فأخرج عنه الطبري قال : حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن مـحمد بن جعفر بن الزبـير: يا عيسى إنـي متوفـيك: أي قابضك.

🔺وأما مطر الوراق :
قال الطبري : حدثنا علـيّ بن سهل، قال: ثنا ضمرة بن ربـيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق فـي قول الله: {إِنّي مُتَوَفّيكَ } قال: متوفـيك من الدنـيا، ولـيس بوفـاة موت.

🔺وأما ابن جريج :
قال الطبري : حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قال: فرفعه إياه إلـيه، توفـيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا.

🔺وأما ابن زيد :
فأخرج الطبري قال : حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } قال: متوفـيك: قابضك، قال: ومتوفـيك ورافعك واحد.
قال: ولـم يـمت بعد حتـى يقتلَ الدجال، وسيـموت، وقرأ قول الله عزّ وجلّ: {وَيُكَلّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً } قال: رفعه الله إلـيه قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلاً.

🔺وقد أخرج عبد الرزاق الصنعاني قال حدثنا معمر عن ثابت البناني قال : رفع عيسى ابن مريم وعليه مدرعة وخفازا (عبد الرزاق ) وحذافة يحذف بها الطير …

📌وقول كعب الأحبار ؛ وابن زيد صريح في أنه عليه السلام لم يمت بعد ؛ وان موته سيمون بعد قتله الدجال

🔺وأما ما أورده ابن عساكر عن ابن عباس :
فقد أخرج ابن عساكر بإسناده عن ابن عباس عددا من الآثار في رفع عيسى عليه السلام … آثرت عدم ذكر الأسانيد لطولها ؛ وقد أذكر ما يشير إلى رفعه من الرواية إن كانت طويلة لكونه موضع الشاهد فيها :
الأول : أخرج ابن عساكر في تاريخه وابن أبي شيبة في مصنفه كلاهما من طريق أبي معاوية قال ثنا الأعمش عن المنهال وهو ابن عمرو عن سعيد وهو ابن جبير عن ابن عباس ( في أثر طويل ) قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء ؛ فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ سَيَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ سَيُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلُ مَكَانِي وَيَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي،فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ عِيسَى: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: نَعَمْ أَنْتَ ذَاكَ، قَالَ: فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، قَالَ: وَرُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ رَوْزَنَةٍ كَانَتْ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ…إلى آخر الأثر …)

الثاني : وأخرج ابن عساكر بإسناده من طريق إسحاق بن بشر، أنبأنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : لما فرغ عيسى من وصيته واستخلف شمعون وقتلت اليهود يودا وقالوا هو عيسى ؛ يقول الله " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " " وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما " فأما اليهود والنصارى فيقولون قد قتلوه ، وأما الحواريون فعلموا أنه لم يقتل ؛ وأنكروا قول النصارى واليهود ؛ وخلص الله عيسى ، وأنزل الله سحابة من السماء لاستقلال عيسى ؛ فوضع عيسى السحابة فلزمته أمه وبكت … فقالت السحابة دعيه فإن الله يرفعه إلى السماء ثم يشرف أهل الأرض عند أوان الساعة ثم يهبط إلى الأرض فيكون فيها ما شاء الله ويبدل الله به أهل الأرض أمنا وعدلا فسكتت عنه مريم تنظر إليه وتشير بإصبعها إليه … )

فهذان الأثران يشيران إلى قول ابن عباس أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيا دون موت ولا نوم … وهي كما يظهر من تفاصيلها آثار من الإسرائيليات لكن يستأنس بها لكونها لا تخالف معنى شرعيا ؛ ولا يجزم إلا بما وافق ما عندنا فيه نص …

🔹تعليق المفسرين على هذا القول :
▪وقال ابن الجوزي أن في هذا القول : يكون نظم الكلام مستقيماً من غير تقديم ولا تأخير، ويكون معنى «متوفيك» قابضك من الأرض وافياً تاماً من غير أن ينال منك اليهود شيئاً،
- وقال أيضا : ومما يشهد لهذا الوجه قوله تعالى: { فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} أي: رفعتني إلى السماء من غير موت، لأنهم إنما بدلوا بعد رفعه، لا بعد موته.
وقال الثعلبي مثله

▪و قال الثعلبي : وعلى هذا القول للتوفّي تأويلان:
أ . أحدهما: إنّي رافعك إليّ وافياً لن ينالوا منك. من قولهم: توفّيت كذا واستوفيته أي أخذته تامّاً.
ب. و الآخر: إنّي مسلّمك، من قولهم: توفيت منه كذا أي سلّمته.

ب . القول الثاني في أن الوفاة غير الموت : أن التوفي هنا هو النوم للرفع إلى السماء قاله الربيع
هي وفـاة نوم، وكان معنى الكلام علـى مذهبهم: إنـي مُنِـيـمُك، ورافعك فـي نومك.

▪قال القرطبي : وهي وفاة نوم؛ قال الله تعالى: {وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِٱللَّيْلِ} أي يُنيمكم لأن النوم أخو الموت؛ كما قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أفي الجنة نوم؟ قال: «لا، النوم أخو الموت، والجنة لا موت فيها» أخرجه الدارقطنِيّ.

🔺تخريج قول الربيع :
أخرج الطبري عنه قال : حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ } قال: يعني وفـاة الـمنام: رفعه الله فـي منامه. قال الـحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للـيهود: «حديث :إِنَّ عِيسَى لَـمْ يَـمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَـيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ القِـيامَةِ»

توجيه القول والتعليقات عليه :
وقد أخذ هذا القول معنى الوفاة بالنوم من الاستعمال القرآني لكلمة الوفاة تعبيرا عن النوم

- وقد أخرج الطبري قال : حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) قال: فالنوم وفاة ( فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخْرَى ) التي لم يقبضها( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ).

قال ابن كثير : وقال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا: النّوم، كما قال تعالى: {وهو الّذي يتوفّاكم باللّيل ويعلم ما جرحتم بالنّهار } وقال تعالى: {اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها فيمسك الّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون]}
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول -إذا قام من النّوم-: "الحمد للّه الّذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النّشور"،

▪و قال الشنقيطي في أضواء البيان :
ويستأنس لهذا التفسير بالآيات التي جاء فيها إطلاق الوفاة على النوم كقوله ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) ؛ وقوله ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها )

📌وهذا الاستعمال كما يتضح لا يخرج عن معنى الأصل اللغوي للكلمة
قال ابن منظور : وأما توفي النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام …


و قد قال ابن عاشور معقبا على هذا القول معترضا عليه :
ويطلق التوفّي على النوم مجازاً بعلاقة المشابهة في نحو قوله تعالى: { وهو الذي يَتَوَفَّاكم بالليل} وقوله : { الله يتوفَّى الأنفسَ حينَ موتها والتي لم تَمُتْ في منامها فيُمْسِك التي قضى عليها الموتَ ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى}أي وأما التي لم تمت الموت المعروف فيميتها في منامها موتاً شبيهاً بالموت التام ؛ كقوله: {هو الذي يتوفاكم بالليل} - ثم قال - {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا} فالكل إماتة في التحقيق، وإنما فَصَل بينهما العرف والاستعمال، ولذلك فرّع بالبيان بقوله: ( فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى) فالكلام منتظم غاية الانتظام، وقد اشتبه نظمه على بعض الأفهام.

ثم قال : ( وأصرح من هذه الآية ( يعني آية الزمر السابقة ) آية المائدة: ( فلمَا توفيتَني كنت أنتَ الرقيب عليهم ) لأنه دل على أنه قد توفّى الوفاة المعروفة التي تحول بين المرء وبين علم ما يقع في الأرض، وحملُها على النوم بالنسبة لِعيسى لا معنى له؛ لأنهُ إذا أراد رفعَه لم يلزم أن ينام؛ ولأنّ النوم حينئذ وسيلة للرفع فلا ينبغي الاهتمام بذكره وترك ذكر المقصد . )

📌ونحن نعلم أنه وإن كان النوم موتة صغرى لكنه ليس موتا على الحقيقة كما قال ؛ فالنائم يتنفس ؛ وأعضاؤه الحيوية كلها تعمل ؛ وليس الميت كذلك … فليس النوم موتا على الحقيقة كما ذكر …
وأما آية المائدة فتحمل على القبض والرفع …
- قال الطبري : فلما توفيتني : فلما قبضتني إليك …

- وقال القرطبي : {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} قيل: هذا يدل على أن الله عز وجل توفاه قبل أن يرفعه؛ وليس بشيء؛ لأن الأخبار تظاهرت برفعه، وأنه في السماء حي، وأنه ينزل ويقتل الدَّجَّال ؛ وإنما المعنى فلما رفعتني إلى السماء.

📌 ملاحظة :
وذكر مكي بن أبي طالب قولا دون نسبة فقال : وقيل معنى متوفيك : قابل عملك ومتقبله
قال ابن عطية : وهذا ضعيف من جهة اللفظ.


دراسة الأقوال :
من خلال الأقوال السابقة نلاحظ أن أقوال المفسرين :
1⃣ دارت حول معان ثلاثة من معانى التوفي : كلها تدور حول الأصل الثلاثي لوفى وهو : كما قال ابن فارس : الواو والفاء والحرف المعتل أصل يدل على الوفاء والإكمال والتمام


وهذه المعاني الثلاثة هي :
1- المعنى الظاهر وهو الوفاة والموت بانتهاء الأجل واستيفاء أيام العمر وإكمالها
قال ابن منظور في لسان العرب : توفي الميت استيفاء مدته التي وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا …

2- النوم وهو استيفاء ساعات اليقظة وإتمامها ووصول الجسد لمرحلة النوم
قال ابن منظور : وأما توفي النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام …

3-التوفي هو القبض ؛ و استيفاء المطلوب وتسلمه وقبضه كاملا تاما وافيا من غير نقصان وهو هنا قبض عيسى عليه السلام برفعه إلى السماء سالما وافيا بروحه وجسده من غير نوم ولا موت

فكلها توافق المعنى اللغوي للفظ بخلاف ما قال ابن عاشور أن من اعتبر الوفاة هنا غير الموت فقد تأول اللفظ من غير حجة كما سيأتي …

📌ذكر القرطبي في تفسيره قال :
قال الحسن: الوفاة في كتاب الله عز وجل على ثلاثة أوجه:
1- وفاة الموت. وذلك قوله تعالى: { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا } [الزمر: 42] يعني وقت انقضاء أجلها.
2- ووفاة النوم؛ قال الله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِٱللَّيْلِ } [الأنعام: 60] يعني الذي ينيمكم.
3- ووفاة الرفع، قال الله تعالى: { يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ }[آل عمران: 55]


2⃣ والمتأمل في الأقوال وما ينتج منها يجد أن :
- القول بالتقديم والتأخير ؛ والقول بأن متوفيك أي قابضك يصلان لنفس النتيجة ؛ فكلاهما يعنيان أن الله رفع عيسى عليه السلام حيا من غير موت ولا نوم … وأن موته عليه السلام سيكون بعد نزوله آخر الزمان وقتله الدجال ؛ والخلاف بينهما هو في معنى ( التوفي ) في الآية ؛ فمن قال منهم أنه الموت قال بالتقديم والتأخير ؛ ومن قال بالقبض بلا موت فلا حاجة عنده للتقديم والتأخير …

-ووالقول القائل بأن التوفي هنا هو النوم كذلك يخرج بالنتيجة نفسها ؛ أنه عليه السلام رفعه الله إلى السماء حيا بروحه وجسده ؛ والاختلاف عنده أن ذلك كان يقظة أو في منامه عليه السلام …


الترجيحات :
▪وقد رجح الطبري والقرطبي وابن عطية وغيرهم أن المراد بالتوفي هنا هو قبضه عليه السلام من غير نوم ولا موت …
▪بينما رجح ابن كثير - حسب ما يظهر لي من قوله - وكذلك الشنقيطي أنه النوم …
▪ورجح ابن عاشور أنه الموت ؛ وسآتي على مناقشة مفصلة لاعتراضاته بإذن الله …

3⃣وأنقل هناأقوال الطبري وابن عطية كما هي لأهميتها وما أوردوا فيها من أدلة على ترجيحهم …

قال أبو جعفر ( أي الطبري ) : وأولـى هذه الأقوال بـالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك: إنـي قابضك من الأرض ورافعك إلـيّ، لتواتر الأخبـار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَـمَ فَـيَقْتُلُ الدَّجَّالَ» ثُمَّ يَـمْكُثُ فِـي الأرْض مُدَّةً ذَكَرَها اختلفت الرواية فـي مبلغها، ثم يـموت، فـيصلـي علـيه الـمسلـمون ويدفنونه.
قال أبو جعفر: ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عزّ وجلّ لـم يكن بـالذي يـميته ميتة أخرى، فـيجمع علـيه ميتتـين، لأن الله عزّ وجلّ إنـما أخبر عبـاده أنه يخـلقهم ثم يـميتهم، ثم يحيـيهم، كما قال جل ثناؤه؛ { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ مِّن شَيْءٍ }

فتأويـل الآية إذاً: قال الله لعيسى: يا عيسى إنـي قابضك من الأرض ورافعك إلـيّ، ومطهرك من الذين كفروا، فجحدوا نبوتك.
وهذا الـخبر وإن كان مخرجه مخرج خبر، فإن فـيه من الله عز وجل احتـجاجاً علـى الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي عيسى من وفد نـجران، بأن عيسى لـم يقتل ولـم يصلب كما زعموا، وأنهم والـيهود الذين أقروا بذلك وادعوا علـى عيسى كَذَبةٌ فـي دعواهم وزعمهم.

✅ و قال ابن عطية : وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل ويظهر هذه الملة ؛ ملة محمد ويحج البيت ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعاً وعشرين سنة، وقيل أربعين سنة، ثم يميته الله تعالى.

وأضاف فقال : فقول ابن عباس رضي الله عنه: هي وفاة موت لا بد أن يتمم، إما على قول وهب بن منبه، وإما على قول الفراء …

ويقصد إما أن يتمم قول ابن عباس بأن عيسى عليه السلام توفي مدة قصيرة ثم أحياه الله ورفعه حيا ؛ أو يقال أن في الكلام تقديما وتأخيرا وأن قوله مميتك صحيح في تفسير الكلمة ( متوفيك ) ولكن القصد أن هذا سيكون في آخر الزمان …

وهذا الذي قاله ابن عطية مهم إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قد ورد عن ابن عباس أكثر من قول في تفسير الآية كما مر في التخريج ؛
- أحدها متوفيك : مميتك … دون أي زيادة
- والآخر على قول الفراء بأن مميتك في آخر الزمان بعد نزوله
وما قد ورد عنه في رفع عيسى عليه السلام إلى السماء حيا ؛ وأن نزوله عليه السلام هو المقصود ب( وإنه لعلم للساعة ) …
فقد أخرج الطبري قال : حدثنا ابن بشار قال ثنا سفيان عن عاصم عن أبي رزين عن يحيى عن ابن عباس( وإنه لعلم للساعة ) قال خروج عيسى ابن مريم ) …وفي رواية أخرى ذكرها الطبري قال : نزول عيسى ابن مريم …
وأخرج كذلك عن ابن عباس قوله : ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية أم لم يفطنوا لها ؛ ( وإنه لعلم للساعة ) قال نزول عيسى ابن مريم …

وكلها تعضد قول ابن عطية في أن قول ابن عباس لا بد أن يتمم بما ذكر …

وقد علق القرطبي أيضا على ما ورد عن ابن عباس فقال في ترجيحه : والصحيح أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة ولا نوم ، كما قال الحسن وٱبن زيد، وهو ٱختيار الطبري، وهو الصحيح عن ٱبن عباس، وقاله الضحاك.

4⃣ بينما رجح ابن عاشور أن التوفي هنا هو الموت حقيقة دون أي تأويل ؛ واعترض على من أول الكلمة أو اعتبر معناها غير الموت وأنه قد جاء في العربية بما لا حجة فيه كما قال … وذكرنا تأييده لقول ابن عباس أنه مميتك ؛ وما ورد عن ابن منبه وقول مالك في أنه عليه السلام قد مات الميتة التي كتبها الله للبشر ؛ وأن رفعه كان بعد موته …

▪وقد ورد معنا عند تعليقه على القول بأن في الآية تقديما وتأخيرا اعتراضه على أن عيسى عليه السلام يتوفاه الله آخر الزمان بعد نزوله ؛ وقوله أنه لم يرد ذلك إلا في حديث أبي داود ؛ وسنأتي للرد على ذلك …

▪ومر معنا قوله في تعقيبه على معنى التوفي في( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) أن النوم في الحقيقة موت … وأنه لو كان وسيلة للرفع فما ينبغي أن يذكر … وذكرنا الاعتراض على قوله في مكانه …

▪وقد قال في احتجاجه على أن المعنى لا يستقيم إلا باعتبار أن عيسى عليه السلام قد توفاه الله ؛ ورفعه إليه بعد موته … فقال :
: ( وقوله: {إني متوفيك} ظاهر معناه: إنّي مميتك، هذا هو معنى هذا الفعل في مواقع استعماله؛ لأنّ أصل فعل توفَّى الشيءَ أنه قَبَضه تاماً واستوفاه.
فيقال: توفاه اللَّهِ أي قدّر موته، ويقال: توفاه ملك الموت أي أنفذ إرادة الله بموته،)

- وقال عن القول بأن المعنى في توفاه رفعه : ( فالقول بأنها بمعنى الرفع عن هذا العالم إيجاد معنى جديد للوفاة في اللغة بدون حجة …)

فمما مر نرى أنه قد اعتبر كل معنى غير الموت تأويل للآية بغير حجة …

▪ثم أضاف فقال : والذي دعاهم إلى تأويل معنى الوفاة ما ورد في الأحاديث الصحيحة: أنّ عيسى ينزل في آخر مدّة الدنيا، فأفهم أنّ له حياة خاصة أخصّ من حياة أرواح بقية الأنبياء، التي هي حياة أخصّ من حياة بقية الأرواح؛ فإنّ حياة الأرواح متفاوتة كما دلّ عليه حديث « أرواح الشهداء في حواصل طيور خضْرٍ» ؛ ورووا أنّ تأويل المعنى في هذه الآية أولى من تأويل الحديث في معنى حياته وفي نزوله،
- فمنهم من تأوّل معنى الوفاة فجعله حيا بحياته الأولى، ( يعني بهم من جعل الوفاة قبضا أو نوما أو تقديما وتأخيرا فيكون نزوله عليه السلام آخر الزمان مستكملا حياته قبل رفعه )
ومنهم من أبقى الوفاة على ظاهرها، وجعل حياته بحياة ثانية، ( يعني قول ابن منبه )

▪ثم قال : ويجوز أن تكون حياته كحياة سائر الأنبياء، وأن يكون نزوله - إن حمل على ظاهره - بعثاً له قبل إبان البعث على وجه الخصوصية، وقد جاء التعبير عن نزوله بلفظ «يبعث الله عيسى فيقتل الدجال» رواه مسلم عن عبد الله بن عمر، ولا يموت بعد ذلك بل يخلص من هنالك إلى الآخرة.

ويرد على ابن عاشور بعدة أمور :
1- أولا ما مر وأكدنا عليه من أقوال أهل اللغة بأن اعتبار التوفي له معنى آخر غير الموت كالقبض أو النوم هو اعتبار صحيح لا يأتي للغة بجديد لأنه يوافق الأصل اللغوي للكلمة ولا يخرج عنه ؛ وقد ورد في أقوال السلف ما يؤيد هذا وأن التوفي عندهم في الاستعمال القرآني يأخذ أحد المعني الثلاثة دون تجن على اللغة أو مخالفة لأصولها …

2- ثانيا : أن قوله بأنه لم يرد أن عيسى عليه السلام يموت بعد نزوله آخر الزمان إلا حديث أبي هريرة الذي أخرجه أبو داود ؛
- فقد صح في مسند الإمام أحمد أنه قال : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإِنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَاعْرِفُوهُ : رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا، إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ".
أخرجه أبو داود في سننه (4324) ، وأحمد في المسند (9270) ، وإسناده صحيح ،
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/224) :" وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ".
وصحح إسناده ابن حجر في "الفتح" (6/493).

وقد ورد في غيره ما يدل عليه ؛ وإن كان هذا هو أصرحها …

وقد اختلف العلماء في المدة التي يمكثها بعد نزوله ؛ فمنهم من قال يمكث أربعين لنص الحديث آنف الذكر ؛ ومنهم من قال بل يمكث سبع سنين لورود حديث آخر ( ويمكث الناس سبع سنين ) وقالوا هذه السبع متممة للثلاث والثلاثين التي عاشها قبل رفعه فيتم حياته في الأرض أربعين … وقالوا غير ذلك ؛ وليس هذا موضع بسطه ؛ لكنهم اتفقوا أن وفاته ستكون آخر الزمان بعد أن يقتل الدجال … بل قد مر معنا أن لابن عباس قولا آخر بأنه عليه السلام يتوفى بعد نزوله آخر الزمان ؛ فلماذا يؤخذ بقوله بالموت ويترك قوله الآخر الذي يؤكد على نزول عيسى عليه السلام ؛ وعلى آن وفاته ستكون آخر الزمان بعد نزوله …

3- ثالثا : وقوله أنه قد يكون نزوله ( بعثاً له قبل إبان البعث على وجه الخصوصية، وأنه ولا يموت بعد ذلك بل يخلص من هنالك إلى الآخرة.)
فهو مخالف لما هو معلوم أن الخلائق قبل البعث كلها تموت ؛ وليس أحد يخلص إلى البعث دون أن يموت قبله أو يصعق كما قال تعالى ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) ؛ وورد في تفسير إلا من شاء الله أنهم حملة العرش وجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت … وأنهم تقبض أرواحهم دون صعق ؛ وكذلك فإنه تعالى قال ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقال تعالى ( هو الأول والآخر ) … فلا يبقى حي قبل البعث إلا الله عز وجل …

4- وعبارته بأن نزول عيسى عليه السلام (إن حمل على ظاهره ) غريب ؛ وأغرب منه طلبه تأويل كل ما ورد في نزوله عليه السلام آخر الزمان حتى يكون متوفيك على معنى الموت ؛ فقال : ( والوجه أن يحمل قوله تعالى: {إني متوفيك} على حقيقته، وهو الظاهر، وأن تؤوّل الأخبار التي يفيد ظاهرها أنه حيّ على معنى حياة كرامة عند الله، كحياة الشهداء وأقوى، وأنه إذا حمل نزوله على ظاهره دون تأويل، أنّ ذلك يقوم مقام البعض، وأنّ قوله - في حديث أبي هريرة - ثم يتوفّى فيصلي عليه المسلمون مدرج من أبي هريرة لأنّه لم يروه غيره ممن رووا حديث نزول عيسى، وهم جَمْع من الصحابة، والروايات مختلفة وغير صريحة. ولم يتعرض القرآن في عدّ مزاياه إلى أنه ينزل في آخر الزمان … ) انتهى كلامه …

وقد أوردت حديث أبي هريرة الذي ذكره وتصحيح ابن كثير وابن حجر له …

▪ ثم هل إذا لم يذكر القرآن أن نزوله من مزاياه ننفيه ؟ كيف وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نزوله عليه السلام هو نزول على الحقيقة ؛ بل قد وصف رسول الله هيئته عند نزوله ؛ ووصف مكان نزوله بالدقة ؛ وزمانه ؛ وحال الناس قبل وبعد نزوله …

📌 فقد وردت أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم وغيرها في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان نزولا حقيقيا يكون في الناس ويصلي بصلاة المسلمين ويقاتل الدجل ويكسر الصليب … منها :
▪ما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب البيوع/ باب قتل الخنزير : قال حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ".
- ورواه مسلم في كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم
- كما رواه البخاري في باب نزول عيسى ابن مريم بزيادة : ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }

▪وصح عن الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب نزول عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ بسنده عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ؟ "

▪وروى في صحيحه في نفس الباب بسند آخرعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ".

▪وأخرج مسلم في الحديث الطويل في نزول الدجال بسنده عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، … ) إلى أن وصل إلى قوله عليه السلام : ( … فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ.… ) الحديث

فكيف يمكن أن يحمل نزوله عليه السلام على غير ظاهره وهذا رسول الله يصف مكان نزوله محددا مكانه وزمانه وهيئته عليه السلام … بل وبقاءه مع المؤمنين وقتله الدجال ولجوءه والمؤمنين إلى الله من يأجوج ومأجوج …

▪كل هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ؛ وأن نزوله حقيقة لا يحتمل التأويل … بل قد جعل رسول الله نزوله من علامات الساعة …
فقد أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الْفِتَنُ، وَأَشْرَاطُ السَّاعَةِ / بَابٌ : فِي الْآيَاتِ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ : " مَا تَذَاكَرُونَ ؟ " قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ : " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ ". فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ .)

هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله وغيرها - مما لم أذكره خوف مزيد إطالة - جعلت المفسرين يرجحون أن ( متوفيك ) في الآية لا تعني الموت ؛ لأن الله كتب الموت على البشر مرة واحدة … ولأن عيسى عليه السلام سيتوفاه الله بعد نزوله آخر الزمان …

قال ابن كثير : وقال اللّه تعالى: {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا. وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه} إلى قوله [تعالى] {وما قتلوه يقينًا. بل رفعه اللّه إليه وكان اللّه عزيزًا حكيمًا. وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا} والضّمير في قوله: {قبل موته} عائدٌ على عيسى، عليه السّلام، أي: وإن من أهل الكتاب إلّا يؤمن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة ، فحينئذٍ يؤمن به أهل الكتاب كلّهم؛ لأنّه يضع الجزية ولا يقبل إلّا الإسلام.

▪و قال ابن الجوزي : فتكون الفائدة في إعلامه بالتوفي تعريفه أن رفعَه إلى السماء لا يمنع من موته.


وأختم هنا بقول الشنقيطي في ( دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ) وهو ملخص مرتب لما استخلصته به من دراسة المسألة ولله الحمد …
🔹قَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) الْآيَةَ.
هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ يُتَوَهَّمُ مِنْ ظَاهِرِهَا وَفَاةُ عِيسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [4 \ 157] ، وَقَوْلِهِ: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ الْآيَةَ [4 \ 159] .
عَلَى مَا فَسَّرَهَا بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَأَبُو مَالِكٍ وَالْحُسْنُ وَقَتَادَةُ وابن زيد وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَدَلَّتْ عَلَى صِدْقِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَوَاتِرَةُ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَجَزَمَ ابْنُ كَثِيرٍ، بِأَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ أَنَّ قَوْلَهُ: «قَبْلَ مَوْتِهِ» أَيْ مَوْتِ عِيسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
1- الْأَوَّلُ: أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: «مُتَوَفِّيكَ» لَا يَدُلُّ عَلَى تَعْيِينِ الْوَقْتِ، وَلَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ قَدْ مَضَى وَهُوَ مُتَوَفِّيهِ قَطْعًا يَوْمًا مَا، وَلَكِنْ لَا دَلِيلَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَدْ مَضَى، وَأَمَّا عَطْفُهُ: «وَرَافِعُكَ» إِلَى قَوْلِهِ: «مُتَوَفِّيكَ» ، فَلَا دَلِيلَ فِيهِ ؛ لِإِطْبَاقِ جُمْهُورِ أَهْلِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ عَلَى أَنَّ الْوَاوَ لَا تَقْتَضِي التَّرْتِيبَ وَلَا الْجَمْعَ، وَإِنَّمَا تَقْتَضِي مُطْلَقَ التَّشْرِيكِ.

2- الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ مَعْنَى «مُتَوَفِّيكَ» أَيْ: مُنِيمُكَ «وَرَافِعُكَ إِلَيَّ» أَيْ: فِي تِلْكَ النَّوْمَةِ.
وَقَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ إِطْلَاقُ الْوَفَاةِ عَلَى النَّوْمِ فِي قَوْلِهِ ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) ، وَقَوْلِهِ: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) .
وَعَزَا ابْنُ كَثِيرٍ هَذَا الْقَوْلَ لِلْأَكْثَرِينَ، وَاسْتَدَلَّ بِالْآيَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا. . . . . الْحَدِيثَ.

3- الْوَجْهُ الثَّالِثُ: إِنَّ «مُتَوَفِّيكَ» اسْمُ فَاعِلٍ تَوَفَّاهُ إِذَا قَبَضَهُ وَحَازَهُ إِلَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَوَفَّى فَلَانٌ دَيْنَهُ، إِذَا قَبَضَهُ إِلَيْهِ، فَيَكُونُ مَعْنَى «مُتَوَفِّيكَ» عَلَى هَذَا قَابِضُكَ مِنْهُمْ إِلَيَّ حَيًّا. وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ جَرِيرٍ …

وَأَمَّا الْجَمْعُ بِأَنَّهُ تَوَفَّاهُ سَاعَاتٍ أَوْ أَيَّامًا، ثُمَّ أَحْيَاهُ، فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ، وَقَدْ نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَصْدِيقِهَا وَتَكْذِيبِهَا.

والله أعلم
تم بحمد الله

مراجع بحث المسألة :
دواوين الأحاديث والسنن :
- مصنف ابن أبي شيبة 235 هـ
- مسند الإمام أحمد 241هـ
- صحيح البخاري 256 هـ
- صحيح مسلم 261 هـ
- سنن أبي داود 275 هـ
- جامع الأصول ابن الأثير الجزري 606هـ
- تغليق التعليق لابن حجر 852 هـ

التفاسير التي جمعت أقوال السلف وهي :
- تفسير عبد الرزاق الصنعاني 211 هـ
- جامع البيان لابن جرير الطبري. 310هـ
- تفسير ابن أبي حاتم ( 327 هـ)
- الكشف والبيان للثعلبي ( 427 هـ )
- والهداية لمكي بن أبي طالب. (437)هـ
- والنكت والعيون للماوردي.(450)هـ
- والمحرر الوجيز لابن عطية.(542)هـ
- وزاد المسير لابن الجوزي. (579)هـ
- وأحكام القرآن للقرطبي.(671)هـ
- وتفسير ابن كثير. (774)هـ
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي … ( 911 هـ )
أضواء البيان للشنقيطي ( 1441 هـ )

معاني القرآن وتفاسير غريب القرآن :
- معاني القرآن للفراء 207 هـ
- غريب القرآن لابن قتيبة 276 هـ
- معاني القرآن للزجاج 311 هـ
- معاني القرآن للنحاس 338 هـ
- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني 502 هـ

التفاسير التي تعنى باللغة :
- تفسير الكشاف للزمخشري 538 هـ
- التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ

معاجم اللغة :
- مقاييس اللغة لابن فارس 395 هـ
- لسان العرب لابن منظور 711 هـ

مراجع أخرى :
- تاريخ دمشق لابن عساكر ( 571 هـ ) ، ما ورد في عيسى عليه السلام
- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ( 1441 هـ )

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 25 صفر 1442هـ/12-10-2020م, 07:29 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir