دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 شعبان 1438هـ/21-05-2017م, 05:20 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 شعبان 1438هـ/24-05-2017م, 10:12 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى(إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
(النبأ/40)

هذه الآية جاءت ردا على منكري البعث،وهي من أشد الآيات تخويفا وتحذيرا مما يقع في يوم القيامة فينبغي للمؤمن أن يتأملها ويتدبرها،وورد فيها عدة فوائد أذكر منها مايسر الله لي استنباطه أو نقله:
1_ تحققوقوع يوم القيامة ولذلك وصفه الله بأنه قريب فكل ماهو آت قريب.

2_وصف العذاب بأنه قريب مع أن المدة قد تطول يدل على قصر الدنيا بالنسبة للآخرة فمهما تأخر فيها العذاب فهو قريب.

3_ أن المراد بالعذاب في الآية هو مايكون يوم القيامة لأن الله قيده بظرف الزمان(يوم ينظر المرء ماقدمت يداه)وهذا لا يكون إلا يوم القيامة.

4_تدل الآية على إحصاء الملائكة أعمال بني آدم من خير وشر ،لأنه سوف يطلع عليها يوم القيامة حين يسلم صحيفته إما بيمينه وإما بشماله(ووجدوا ماعملوا حاضرا).

5_أنه قد يعبر عن الأعمال وإن لم تصدر عن الأيدي باجتراح الأيدي وتقديم الأيدي لما أن أكثر الأعمال تزاو بها كما ذكر ذلك الألوسي.

6_ تبين الآية عدل الله عزوجل وذلك اما ورد في الحديث الذي صححه الألباني ( يُحشرُ الخلائقُ كلُّهم يومَ القيامةِ والبهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيءٍ فيبلغُ من عدلِ اللهِ أن يأخذَ للجمَّاءِ من القرْناءِ ثم يقول كوني ترابًا فذلك حين يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)

7_شدة مايلاقيه الكافر من العذاب والأهوال يوم القيامة مما يجعله يتمنى أنه كان ترابا لم يخلق أو أن يعود ترابا مثل البهائم .

8_أن قول الكافر وتندمه يكون يوم القيامة حين لا ينفع الندم أما من تمنى ذلك في الدنيا خشية من الله عزوجل فهذا يثاب على خوفه كما تمنت مريم ذلك فقالت(ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)،كما ذكر ذلك ابن تيمية.

نسأل الله أن يوففنا للمبادرة بالأعمال الصالحة والتوبة النصوح قبل ألا ينفع الندم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 شعبان 1438هـ/25-05-2017م, 11:42 AM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية في قوله تعالى:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }

هي آيات من سورة من أشهر أسمائها: سورة الإخلاص، و سميت بذلك نسبة لمضمونها، فهي قد تضمنت أساس الدين ألا و هو توحيد الله تعالى.
و في سبب نزول السورة ما رواه الإمام أحمد و الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسب لنا ربك. فأنزل الله: {قل هو الله أحد...}. حسنه الحافظ ابن حجر و السيوطي في "الدر المنثور"، وكذا الألباني في "صحيح الترمذي".
و سوف نسعى من خلال هذه الرسالة بتوفيق الله و مدده استنباط بعض الفوائد المستفادة من هذه الآية، و هذا و الله ليس إلا غيض من فيض، فكلام الله صفة من صفاته و صفات الله تعالى لا حد لها، و بالتالي ما يستفاد من الآية لا نهاية له:

1 - افتتحت السورة ب: {قل} و كما مر فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم أن يجيب المشركين حول تساؤلهم عن وصف و نسبة الرب تعالى، كما يستفاد أيضا من استفتاح السورة ب:{قل} أنه بيان لأهمية الكلام و العناية بجملة مقول القول.

2 - {قل} فعل أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم، فما كان منه صلى الله عليه و سلم إلى المسارعة لامتثال الأمر و قول ما طلب منه قوله، فلم يُنقص منه حرفا، و لم يَزد فيه شيئا صلى الله عليه و سلم.

3 - {قل} الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم، و هو خطاب للأمة فهي تبع له، فعلى الأمة أن تُبلِّغ عن ربها و تُعرِّف الناس بربها، فما ظهر الفساد في البر و البحر إلا لجهل الناس عن ربهم.

4 - لو قلت لكم: { قُلْ هُوَ} و سكتّ....فضمير الغائب "هو" مبهم، و هذا الإبهام يجلب الإنتباه و يجعل المستمع يلقي سمعه و يتطلع إلى ما بعده بترقب و اهتمام، و هذا ما يسميه أهل اللغة بضمير الشأن أي أنه ثمة أمر عظيم جلل سيُخبر عنه.

5 - و بعد هذا الإبهام و التشويق جاء التفسير و البيان: { قُلْ هُوَ اللَّهُ...}، و هذا الأسلوب مفيد في الدعوة إلى الله، فعلى الداعية أن يُضمر بعض الأمور و يُبهمها حتى يجعل النفوس تترقب لمعرفة المزيد فلا تمل، ثم بعد شيء من التشويق يُفرِغ ما في جعبته بما فتح الله عليه.

6 - من الصوفية من عد الضمير "هو" اسما من أسماء الله الحسنى، و هذا من الباطل و من الضلال فإن هذا الاسم ليس عليه دليل لا من كتاب و لا من سنة و لا من كلام أحد من السلف، و قد قال شيخ الإسلام ابن تيميه في رسالة العبودية :"والذكر بالاسم المضمر المفرد أبعد عن السنة وأدخل في البدعه وأقرب إلى إضلال الشيطان؛ فإن من قال :يا هو يا هو ،أو هو هو ،ونحو ذلك ،لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره قلبه ،والقلب قد يهتدي وقد يضل...".

7- {اللَّهُ} هو اسم من أسماء الله تعالى، بل هم الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى، و يعني في لسان العرب المألوه أي: المعبود المستحق للألوهية لاتصافه بصفات الكمال. قال تعالى:{هو الله في السموات و في الأرض} أي هو المألوه المعبود في السموات و في الأرض، تألهه القلوب حبا و تعظيما. و هو اسم لم يُسمى به أحد من خلقه، قال تعالى:{هل تعلم له سميا} قال الكلبي : هل تعلم أحدا يسمى " الله " غيره ؟.

8 - قال أكثر أهل العلم أن اسم "الله" هو الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى، لأنه يدل على جميع الأسماء الحسنى و الصفات العلى و لأن هذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ اسم الله الأعظم ورد فيها، مثل الحديث الذي رواه الترمذي و غيره و صححه ابن حجر و الألباني: عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "، فَقَالَ : ( لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ).

9 - إذا عُلم ذلك، فعلى العبد أن يحرص أن لا يخلو دعاؤه من اسم الله: "الله" عسى أن يفتح الله عليه بذلك من خيري الدنيا و الآخرة.

10 - {اللَّهُ أَحَدٌ} مبتدأ وخبره والجملة خبر {هو}، فمن صفات هذا الإله المستحق للعبادة أنه:{أحد} أي واحد، و هو بمعنى التفرد، فهو متفرد في ذاته، و متفرد في أسمائه، و متفرد في صفاته، فهو الله الذي لا نظير له و لا مثل له، و لا شبيه له و لا ند له، لا صاحبة له و لا ولد له و لا مُوجِدَ له {لم يلد و لم يولد}، فهو رب واحد و إله واحد، كما قال عن نفسه سبحانه:{ليس كمثله شيء}.

11 - إذا عُرف أن الله أحد فعلى العبد أن يُخلص العبادة للأحد وحده لا شريك له، فيوحد ربه اعتقادا و قولا و عملا، فلا ينظر و لا يلتفت إلى غيره، فلا يحب إلا واحدا و هو الأحد، و لا يرجوا إلا واحدا و هو الأحد، و لا يخاف إلا واحدا و هو الأحد، ف {قل هو الله أحد}.

12 - الأحد كما ذكر العلماء هو اسم من أسماء الله الحسنى، فليحرص العبد أن يثني على الله تعالى في دعائه بهذا الإسم {و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.

13 - الله تعالى لم يقل: (قل هو الله الأحد)، بل جاء بصفة الأحد نكرة {أحد}، لأن الغاية من ذلك هو الإخبار عن الله تعالى بأنه واحد، فلو قيل: الله الأحد لأفاد أنه لا واحد سواه، و ليس هذا هو المقصود، بل المراد أنه واحد في ذاته و صفاته و أفعاله...

14 - قد أشار بعض العلماء إلى وجود فرق بين اسمي الله تعالى: "الواحد" و "الأحد"، منها: أن الواحد تطلق في النفي و الإثبات على الله و على غيره، مثلا تقول: كلمني واحد من الخلق، أما "الأحد" فتطلق في الإثبات إلا على الله تعالى، أما في النفي فتطلق على غيره مثل: ما جاءني أحد، و منها: أن الواحد تطلق في العد: واحد، اثنان...، و أحد لا تطلق في العد، و خلاصة كلامهم: أن الواحد لا شريك له، و الأحد لا مثيل له و لا شبيه له.

15 - و يستفاد مما سبق أن اسم "أحد" لا يجوز لأحد من الخلق التسمي به لأن كلمة أحد لا تطلق في الإثبات إلا على الله تعالى، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

تم بفضل الله و توفيقه بيان بعض ما يستفاد من قوله تعالى:{قل هو الله أحد} فما كان من صواب فمن الله وحده، و ما كان من خطأ فمن نفسي و من الشيطان، و الحمد لله رب العالمين.

المراجع :
- معاني القرآن للفراء ت (207ه)
- جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310ه)
- معاني القرآن وإعرابه للزجاج ت ( 311هـ)
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية ت (542هـ)
- معالم التنزيل للبغوي ت ( 510هـ)
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ)
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
- التحرير والتنوير لابن عاشور ت (1393هـ)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 رمضان 1438هـ/26-05-2017م, 02:39 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

فوائد من قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}

الحمد للّه وسلامٌ على عباده الّذين اصطفى وحسبنا اللّه وكفى.

هذه فوائد سلوكية من تدبر قول الله تعالى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}أسأل الله أن ينفع بها.
فمنها: مجيء هذه الآيات بعد آية {إنَّ سعيكم لشتى}فبينت أنواع السعي وأنواع الساعين، وكل ميسر لما خلق له كما قال صلى الله عليه وسلم.
ومنها: "من" تفيد كل من يفعل الإعطاء ويتقي ويصدِّق بالحسنى، وذُكِر في سبب نزولها روايات قيل:
1/عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان ، يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا } ; فأنزل الله تعالى في ذلك
: { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى }.
2/ عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : كان أبو بكر يعتق على الإسلام بمكة ، وكان يعتق نساء وعجائز ; فقال له أبوه : أي بني ، أراك تعتق أناسا ضعفاء ، فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يقومون معك ، ويدفعون عنك ، ويمنعونك ، فقال : أي أبت ; إنما أريد ما عند الله . قال : فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه : { فأما من أعطى واتقى } .
3/ وقيل نزلت في أبي الدرداء. وهذا على خلاف لأن السورة مكية.
4/ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ" ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ.
ومنها: لم يذكر الله عزّ وجل متعلق العطاء (حذف المتعلق يفيد العموم) ليعم كل عطاء سواء عطاء ماليًا أو معنويًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.
ومنها: وكذلك حُذِف متعلق التقوى، أي اتقى الله واتقى محارم الله في كل أموره. فالتقوى سبب للتيسير للحسنى، وكذلك العطاء وهذه بشرى عظيمة.
ومنها: أنّ الطاعة تجرُّ الطاعة، وكذلك المعصية تجرُّ المعصية، كلاهما يقول أختي أختي، فهكذا يكون التيسير لليسرى.أو التيسير للعسرى.

ومنها:
أنَّ بناء لفظ "الحُسنى" الصرفي على "فُعْلى" دالٌّ على بلوغ الغاية في الحسنِ حسن الحال وحسن الجزاء، كما يقال: المثلى والوُثقى والعظمى والكبرى للدلالة على بلوغ منتهى الغاية في ذلك. (الداخل)
ومنها: تعدد معاني الحسنى، فقِيلَ الْمُجَازَاةُ عَلَى الْأَعْمَالِ. وَقِيلَ: لِلْخَلَفِ عَلَى الْإِنْفَاقِ. وَقِيلَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَقِيلَ: الْجَنَّةُ. وَالَّذِي يَشْهَدُ لَهُ الْقُرْآنُ هُوَ الْأَخِيرُ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [10 \ 26] ، فَقَالُوا: الْحُسْنَى هِيَ الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَهَذَا الْمَعْنَى يَشْمَلُ كُلَّ الْمَعَانِي ; لِأَنَّهَا أَحْسَنُ خَلَفٍ لِكُلِّ مَا يُنْفِقُ الْعَبْدُ، وَخَيْرُ وَأَحْسَنُ مُجَازَاةٍ عَلَى أَيِّ عَمَلٍ مَهْمَا كَانَ، وَلَا يُتَوَصَّلُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
ومنها: أن الآية تؤكد وتحبب وتشدد على أهمية الإنفاق في سبيل الله، وأنه سبيل الفلاح والنجاة والتيسير والتوفيق والسعادة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان»، أي برهان على صدق صاحبها في حبه لله حبًّا يزيد على حبه للمال وحبًّا لاكتنازه رغم أن هذا طبع فيه وفطرة.
ومنها: أنّ السعي الذي جاء في الآية قبل هذه الآيات، إنما يقصد به العمل الذي يهتم به صاحبه كمال قال بن القيم في كتابه التبيان في أقسام القرآن الكريم: " لفظ السعي هو العمل لكن يراد به العمل الذي يهتم به صاحبه ويجتهد فيه بحسب الإمكان فان كان يفتقر إلى عدو بدنه عدا وإن كان يفتقر إلى جمع أعوانه جمع وإن كان يفتقر إلى تفرغ له وترك غيره فعل ذلك فلفظ السعي في القرآن جاء بهذا الاعتبار ليس هو مرادفا للفظ العمل كما ظنه طائفة بل هو عمل مخصوص يهتم به صاحبه ويجتهد فيه ولهذا قال في الجمعة ( ^ فاسعوا إلى ذكر الله ) وهذه أحسن من قراءة من قرأ ( ^ فامضوا إلى ذكر الله ) وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فلم ينه عن السعي إلى الصلاة فإن الله أمر بالسعي إليها بل نهاهم أن يأتوا إليها يسعون فنهاهم عن الإتيان المتصف بسعي صاحبه والإتيان فعل البدن وسعيه عدو البدن وهو منهي عنه وأما السعي المأمور به في الآية فهو الذهاب إليها على وجه الاهتمام بها والتفرغ لها عن الأعمال الشاغلة من بيع وغيره والإقبال بالقلب على السعي إليها وكذلك قوله في قصة فرعون لما قال له موسى ( هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى ) فهذا اهتمام واجتهاد في حشر رعيته ومناداته فيهم وكذلك قوله ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ) هو عمل بهمة واجتهاد ومنه سمى الساعي على الصدقة والساعي على الأرملة واليتيم ومنه قوله ( إن سعيكم لشتى ) وهو العمل الذي يقصده صاحبه ويعتني به ليترتب عليه ثواب أو عقاب بخلاف المباحات المعتادة فإنها لم تدخل في هذا السعي قال تعالى ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) ومنه قوله تعالى ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن ) وقوله ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا )
ومنها: أنًّ الجزاء من جنس العمل، فالتقوى وهي اجتناب ما نهى الله عنه من أعظم أسباب التيسير، وضده من أسباب التعسير فالمتقي ميسرة عليه أمور دنياه وآخرته وتارك التقوى وإن يسرت عليه بعض أمور دنياه تعسر عليه من أمور آخرته بحسب ما تركه من التقوى. وأما تيسير ما تيسر عليه من أمور الدنيا فلو اتقى الله لكان تيسيرها عليه أتم ولو قدر أنها لم تتيسر له فقد يسر الله له من الدنيا ما هو أنفع له مما ناله بغير التقى. فإن طيب العيش ونعيم القلب ولذة الروح وفرحها وابتهاجها من أعظم نعيم الدنيا وهو أجل من نعيم أرباب الدنيا بالشهوات واللذات وقال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} فأخبر أنه ييسر على المتقي مالا ييسر على غيره وقال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} وهذا أيضا ييسر عليه بتقواه وقال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} وهذا يتيسر عليه بإزالة ما يخشاه وإعطائه ما يحبه ويرضاه.
ومنها: أنّه لما كان الدين يدور على ثلاث قواعد فعل لمأمور وترك لمحظور وتصديق الخبر وإن شئت قلت الدين طلب وخبر والطلب نوعان طلب فعل وطلب ترك فقد تضمنت هذه الكلمات الثلاث مراتب الدين أجمعها فالإعطاء فعل المأمور والتقوى ترك المحظور والتصديق بالحسنى تصديق الخبر فانتظم ذلك الدين كله وأكمل الناس من كملت له هذه التقوى الثلاث ودخول النقص بحسب نقصانها أو بعضها فمن الناس من يكون قوة إعطائه وبذله أتم من قوة انكفافه وتركه فقوة الترك فيه أضعف من قوة الإعطاء ومن الناس من يكون قوة الترك والانكفاف فيه أتم من قوة الإعطاء والمنع ومن الناس من يكون فيه قوة التصديق أتم من قوة الإعطاء والمنع فقوته العلمية والشعورية أتم من قوته الإرادية وبالعكس فيدخل النقص بحسب ما نقص من قوة هذه القوى الثلاث ويفوته من التيسير لليسرى بحسب ما فاته منها ومن كملت له هذه القوى يسر لكل يسرى قال ابن عباس ( فسنيسره لليسرى) أي نهيئه لعمل الخير تيسر عليه أعمال الخير وقال مقاتل والكلبي والفراء نيسره للعود إلى العمل الصالح .
وحقيقة اليسرى أنها الخلة والحالة السهلة النافعة الواقعة له وهي ضد العسرى وذلك يتضمن تيسيره للخير وأسبابه فيجري الخير وييسر على قلبه ويديه ولسانه وجوارحه فتصير خصال الخير ميسرة عليه مذللة له منقادة لا تستعصي عليه ولا تستصعب لأنه مهيأ لها ميسر لفعلها يسلك سبلها ذللا وتقاد له علما وعملا فإذا خاللته قلت هو الذي قيل فيه .
( مبارك الطلعة ميمونها ** يصلح للدنيا وللدين ) .

ومنها: نلاحظ أنّ الإنسان عادةً يتقي ثم يعطي، وهنا جاء الترتيب بالعطاء ثم التقوى، ما دلالة ذلك؟
هناك أكثر من سبب لذلك فقد قال قسم من المفسرين ان التقديم في سبب النزول لأن هذه الآيات نزلت في شخص فعل هذه الأفعال بهذا التسلسل وقالت جماعة أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخرى قالت أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وترتيب العطاء ثم الاتقاء لأنه سبحانه بدأ بالأخص ثم ما هو أعم ثم ما هو أعم. كل معط في سبيل الله متقي ولكن ليس كل متق معطي فالمعطي إذن أخص من المتقي. وكل متق مصدق بالحسنى لكن ليس كل مصدق بالحسنى متق لذا فالمتقي أخص من المصدق بالحسنى وعلى هذا كان الترقي من الأخص إلى الأعم.
إن سعيكم لشتى والسعي هو العمل وأقرب شيء للسعي هو العطاء. أما الاتقاء ففيه جانب سعي وجانب ترك كترك المحرمات وعلى هذا نلاحظ أن الآيات رتبت بحيث قربها من السعي أي بتسلسل العطاء ثم الاتقاء ثم التصديق وهو الأقل والأبعد عن السعي.

المصادر:
جامع البيان للطبري
أسباب النزول للواحدي
التبيان في أقسام القرآن لابن القيم
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي
فوائد سلوكية من قوله تعالى للذين استجابوا لربهم ا
لحسنى (عبد العزيز الداخل)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 رمضان 1438هـ/27-05-2017م, 04:48 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

قال تعالى "فأما من طغى . وآثر الحياة الدنيا . فإن الجحيم هي المأوى .وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى "

استنباط الفوائد في الآية

1-الله عز وجل بين العاقبة والنتيجة لاختبار الدنيا وهو من باب إقامة الحجة على الخلق والجزاء واضح مؤكد في ترتبه على الفعل فعلى العبد أن يختار الطريق إليه تعالى

2- أن الطغيان ومجاوزة الحد والتجرؤ على المعاصي الكبار سبب لصلي الجحيم فينبغي على العبد ألا يقع في شرك الطغيان

3- إيثار الدنيا على الآخرة هي سبب الجحيم
ورُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ» ذكره القرطبي والأصح أنه أثر عن جندب
وذكر أيضا عن حذيفة : أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون.

4- أن الطغيان هو فساد الاعتقاد وبالتالي فهو المسبب لإيثار الحياة الدنيا على الآخرة الذي هو فساد العمل ففساد الاعتقاد يؤدي إلى فساد العمل ولما كان مسببا عنه ذكر قبله مراعاة للترتيب الطبيعي وهو استنبط من تفسير الرازي وابن عاشور
5- أن علاج الطغيان هو في خوف مقام الله وخوف الوقوف بين يديه لأن الإنسان يوم القيامة سوف يقرره الله عز وجل بذنوبه حين يخلو به ويقول عملت كذا، عملت كذا، عملت كذا كما جاء في الصحيح، فإذا أقر قال الله له: «قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم»
ذكر الواحدي عن مقاتل: هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر مقامه للحساب فيتركها.

6- أن نهي النفس عن الهوى هو علاج إيثار الدنيا على الآخرة وحض النفس علي طاعة ربها وإلزامها بها حتى تعتادها وتتنعم بها كما قال أحد السلف : كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين أخرى

7- المسكن والمستقر للطاغي بوضوح وتأكيد هو الجحيم حتى لو تنعم في الدنيا أو فرح فيها أياما فقد أخبر الله عن عاقبته الأبدية وبالعكس الطائع الذي يخاف الله ويخشاه مستقره الأبدي هو الجنة وإن كدرت عليه بعض أيامه في الدنيا

8- العلم بحدود الله سياج يحمي المسلم من الغفلات وكما علله الرازي الخوف يسبقه العلم واستدل له بقوله تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء "

9- أن الأخذ بحظوظ الدنيا التي لا يفيت الأخذ بها حظوظ الآخرة غير مذموم ذكره ابن عاشور

10- أن هذا المقام مقام النفس الأمارة بالسوء لأن الله عز وجل قال ونهى النفس عن الهوى لذلك فهو الطريق لنفس مطمئنة وذلك بخوف مقام الله وحسابه واستحضار ذلك دائما في كل عمل

المصادر
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
تفسير الرازي
تفسير الواحدي
تفسير الزمخشري
روح المعاني للآلوسي
التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير السعدي
تفسير الأشقر
تفسير ابن عثيمين لجزء عم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 رمضان 1438هـ/27-05-2017م, 07:24 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه ظاهرة و باطنة و أعظمها نعمة الإسلام و امتن علينا سبحانه فأنزل علينا القرآن و أصلي و أسلم على أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و سلم .
نتدبر من آيات الله التي وردت في سورة التحريم قول الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )) .
هذه الآية العظيمة من كتاب الله فيها فوائد سلوكية كثيرة نذكر بعضها :
منها : أن الله سبحانه و تعالى ابتدأ الآية (( يا أيها الذين آمنوا )) فالإيمان هو السبب الرئيسي للانتفاع بهدايات الآيات .
ومنها : أن حينما تبدأ الآية بالنداء للمؤمنين فلا بد أن نرعى لها سمعنا فهو إما خير نؤمر به أو شر ينهانا الله عنه و في هذا المعنى قول ابن مسعود رضي الله عنه (( إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك فإنه خير يأمرك به أو شر ينهاك عنه )) .
و منها : أن الله سبحانه و تعالى أمرنا ولا يأمرنا الله إلا بالخير أن نقي أنفسنا بتعلم الدين و فعل المأمورات و الانتهاء عن المنهيات فأرشدنا للبدء بوقاية النفس أولا لأن فاقد الشئ لا يعطيه فكيف لمن لا يؤدب نفسه يمنعها عن المعاصي و يرغبها في الطاعات أن يؤدب أهله و من هم في رعايته .
و منها : أمرنا الله بعد وقاية النفس أن نقي الأهل فقال (( قوا أنفسكم و أهليكم )) فتربية الأهل و من هم في رعايته يكون بتعليمه حدود الله و إعانتهم على ذلك و زجرهم عن المعاصي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ..... )) و تلك مسئوليه عظيمة سوف يسأل عنها كل راع و هي ليست مسئولية مادية فقط من إنفاق و لكن مسئولية عن الدين و عن الأخلاق .
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما (( قوا أنفسكم و اأمروا أهليكم بالذكر و الدعاء حتى يقيهم الله بكم )) .
و قال قتادة و مجاهد قوا أنفسكم بأفعالكم و قوا أهليكم بوسيطكم . ذكره القرطبي .
و منها : أن صلاح الإنسان و أهله سبب في صلاح المجتمع ككل .
و منها : ثم ذكر سبحانه نوقيه نارا و في تنكير النار دلالة على هولها و عظمتها و هي من أهم ما يكون زاجرا للإنسان عن فعل المعاصي .
و منها : ذكر الله وقود النار و هو الناس و الحجارة يفزع القلب و يكون رادعا للإنسان و كلما أحس بالتهاون فيتذكر هذا المآل فيكف و ينزجر .
التعبير في قوله تعالى (( عليها ملائكة )) فالتعبير بحرف الاستعلاء دلالة على تمكنهم من التصرف فيها . نظم الدرر
و منها : ذكر الملائكة و هي مخلوقات الله التي تعبده و لا تعصيه طرفة عين و يمتثلون لأمره و ما وصفوا به من شدة و غلظة تستوجب النفور من أعمال السوء و في المقابل الملائكة نتذكر الملائكة التي تحب المؤمنين و تستغفر لهم و تدعوا لهم و تجلب للإنسان ميلا لأعمال الخير .
و منها : وصف الملائكة بأنهم لا يعصون الله طرفة عين و مع ذلك ذكر (( و يفعلون ما يؤمرون )) فكان ذلك تكرار المعنى تأكيدا على طاعتهم لربهم و لما كان المطيع منا قد يخل ببعض الأمور فنفى الله ذلك عنه بقوله (( و يفعلون ما يؤمرون )) .
أن الآية على عمومها إذا تفكر فيها المؤمن أثمرت في قلبه عبادات عظيمة من الخوف و الرجاء و الخشية و الاستعانة و الاستعاذة و تلك الأعمال أحب إلى الله من الأعمال الظاهرة فالقلب هو محط نظر الرب سبحانه كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم )) .
و في معنى هذه الآية الحديث الذي رواه الإمام أحمد من حديث عبد الملك بن الربيع عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها )) . ذكره ابن كثير .
و كذلك من باب مساعدة الأهل بعضهم لبعض على الطاعة حديث النبي صلى الله عليه و سلم (( رحم الله امرء قام من الليل يصلي فأيقظ أهله فإن لم تقم رش على وجهها الماء ...... الحديث )) . ذكر في اللباب .
و ذكر القشيري قال فلما نزلت هذه الآية قال رجل يا رسول الله نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا فقال (( تنهونهم عما نهاكم الله و تأمرونهم بما أمركم الله )) .
المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع :
1- تفسير الإمام الطبري .
2- تفسير الإمام القرطبي .
3- تفسير الإمام ابن كثير .
4- تفسير اللباب .
5- تفسير نظم الدرر .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 رمضان 1438هـ/27-05-2017م, 11:18 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

رسالة تفسيرية في قولة تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ............(20) ) سورة المزمل

تكلمت هذه الآية عن قيام الليل وقراءة القرآن وفضلهما ، ومن تسقط عنه من أهل الأعذار ،وتضمنت فوائد عدة نذكر منها :

1/في هذه الآيه الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، ويدل قوله تعالى : (إن ربك يعلم ) على التلطف والثناء للرسول صلى الله عليه وسلم ،فيؤخذ من هذه الآيه توقير النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته والثناء عليه .
وأيضا من اللطائف في هذه الآيه أن الله يثني على أهل طاعته ويحبهم ،فحري بمن أراد محبة الله أن يتقرب له بالطاعات ويسابق بالخيرات .
2/ تيسير الله على المسلمين ،بتكليفهم بقيام الليل وقت سعتهم ورخاءهم وتخفيفها أو سقوطها عنهم وقت شغلهم
قال السعدي : لهذا كانَ الْمُصَلِّي بالليلِ مَأْموراً بالصلاةِ ما دامَ نَشِيطاً، فإذا فَتَرَ أو كَسِلَ أو نَعَسَ فلْيَسْتَرِحْ؛ ليَأْتِيَ الصلاةَ بطُمَأْنِينَةٍ ورَاحةٍ..
3/علم الله بكل شئ ، وأنه لايخفى على خافيه وأنه سيجازي المكلف بماعمل ،ومنها مقدار مايقومه المسلم من الصلاة في الليل وقراءته للقرآن .
4/أن هذه الآيه ناسخه لوجوب قيام الليل التي في أول السورة ،و قد علق ابن عاشور :(تعين أن هذه الآية نزلت للتخفيف عنهم جميعاً لقوله فيها : { فتاب عليكم } فهي ناسخة للأمر الذي في أول السورة )
5/أهل الأعذار في قيام الليل( المرضى والذين يضربون في الأرض للتكسب والتجارة والمجاهدين في سبيل الله )
6/يدل سقوط قيام الليل عن أهل الأعذار على أنها مستحبه لغيرهم وخاصة من يحمل في صدرة قرآنا فهو أولى بقيام الليل وهذا ظاهرٌ من مذهب الحسن البصريّ: أنّه كان يرى حقًّا واجبًا على حملة القرآن أن يقوموا ولو بشيءٍ منه في اللّيل، وفي السّنن: "أوتروا يا أهل القرآن." وفي الحديث الآخر: "من لم يوتر فليس منّا".
7/في قوله تعالى : {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} يدل على الوجوب بأداء الصلاة بشروطها وأركانها و واجباتها ،وعلى أداء الزكاة الواجبة والمستحبه
8/أن الله لايضيع عمل عامل ، وأنه يقبل الصدقات الخالصه وينميها عنده حتى إذاء أتى صاحبها يوم القيامه وجدها كالجبال قال تعالى : {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} ،فهو غني عنا وعن صدقاتنا ،و إن دل هذا الشئ دل على فضل الله ومنته .
9/يدل ختام الآيه على استحباب الإستغفار بعد الأعمال الصالحه لإصلاح مانقص منها أو قصر فيها ، فإن المخلوق وإن أجتهد وعمل فإنه مقصر بحق الله .
10/ ومن لطائف هذه الآيه ماذكره ابن عاشور :( قد كان بعض الصحابة يتأول من هذه الآية فضيلة التجارة والسفر للتجر حيث سوى الله بين المجاهدين والمكتسبين المال الحلال ، يعني أن الله ما ذكر هذين السببين لنسخ تحديد القيام إلاّ تنويهاً بهما لأن في غيرهما من الأعذار ما هو أشبه بالمرض )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
تفسير إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ
تفسير عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ
تفسير الطبري
التحريروالتنوير
الوسيط

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 رمضان 1438هـ/28-05-2017م, 02:58 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛


فهذه عدة فوائد مستنبطة من قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}


أولا: أن عدة الآيسة من المحيض ثلاثة أشهر.


ثانيا: أن عدة من لم تحض بعدُ ثلاثة أشهر.


ثالثا: عدة الحامل وضع الحمل؛ سواء كانت مطلقة أم متوفى عنها على أرجح القولين، لحديث سبيعة الأسلمية رضي الله عنها: " أنّها كانت تحت سعد بن خولة -وكان ممّن شهد بدرًا-فتوفّي عنها في حجّة الوداع وهي حاملٌ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلمّا تعلّت من نفاسها تجمّلت للخطّاب، فدخل عليها أبو السّنابل بن بعكك فقال لها: مالي أراك متجمّلةً؟ لعلّك ترجين النّكاح، إنّك واللّه ما أنت بناكحٍ حتّى تمر عليك أربعة أشهرٍ وعشرٌ. قالت سبيعة: فلمّا قال لي ذلك جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسألته عن ذلك، فأفتاني بأنّي قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتّزويج إن بدا لي.


" وعليه فتوى ابن مسعود رضي الله عنه. (تفسير ابن كثير).


رابعا: الآية دليل على ثبوت النسخ، فإن هذه الآية ناسخة لقوله تعالى في سورة البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} فنسخت عدة الحامل بآية الطلاق، وهذا مفهوم من قول ابن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: "من شاء لاعنته، ما نزلت: {وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} إلّا بعد آية المتوفّى عنها زوجها. قال: وإذا وضعت المتوفّى عنها زوجها فقد حلّت". (تفسير ابن كثير).


وعلى هذا فهو من نسخ القرآن بالقرآن، مما ينسخ حكمه ويبقى رسمه، إلا أن القول بتخصيص عموم آية البقرة بآية الطلاق أولى؛ فتكون عدة الحامل المتوفى عنها بوضع الحمل، وعدة الحائل المتوفى عنها أربعة أشهر وعشرا، فإن التخصيص مقدم على القول بالنسخ؛ لأن فيه إعمال للدليلين معا.


خامسا: شمول الشريعة لأصول الحكام التي يحتاجها الناس في كل زمان ومكان؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم لما نزلت عدة ذوات الحيض، تساءلوا عن عدة من لم تحض لصغرها، ومن انقطع عنها الحيض، وعن الحامل، فنزلت هذه الآية التي كملت بها أحكام العدة وتمت بحمد الله.


سادسا: يسر الشريعة وسماحتها حيث جعلت عدة الحامل بوضع حملها؛ فلا يجب عليها الانتظار أربعة أشهر وعشرا- إن توفي عنها زوجها-، بل تحل بعد وضعها مباشرة.


سابعا: فضيلة التقوى وعظم ما يترتب عليها من أجر ويسر.


ثامنا: من فضائل التقوى: أن من اتقى ربه واتبع رضاه واجتنب ما يكرهه ويأباه- ولو كانت نفسه تهواه- جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق ومخرجا، ويسر كل أمره، ورزقه من حيث لا يحتسب.


هذا ما يسره الله لي ولله الحمد، والله المستعان وعليه التكلان.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المراجع:


الجامع في علوم القرآن لعَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ).


تفسير عبد الرزاق لابْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ)


جامع البيان لمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)


تفسير مجاهد لعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352ه)


المحرر الوجيز لعَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه)


تفسير القرآن العظيم لابْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 ه)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 رمضان 1438هـ/28-05-2017م, 04:45 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, محمد بن عبدالله, سيد المرسلين وخاتم النيين, فإن خير الكلام كلام الله جل وعلا, وخير الهدى هدي نبيه محمد عليه الصلاة والسلام, أما بعد:
فهذه محاولة لاستخراج ما ظهر لي من فوائد وهدايات في قوله تعالى:" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"1 , عسى الله أن ينفعني بها ويجعل ما كتبته حجة لي لا علي.

- فمن هذه الفوائد: كمال ربوبيته سبحانه وتعالى على جميع خلقه, فهو الذي يجيب المضطر السائل, الذي يرفع يديه بالدعاء, سواء كان مؤمنا أو كافرا, لذا جاء قوله"المضطر" مقرونا ب"أل" الإستغراقية التي تعم كل من التجأ إلى ربه مضطرا إليه, مخلصا له, فهو سبحانه "رب العالمين"2, وهذا يدخل في الربوبية العامة لا الخاصة.
- ومنها: كمال أسمائه سبحانه, وكمال صفاته, وكمال أفعاله, فإجابته لدعاء المضطر, وكشفه السوء, وجعل خلقه يخلف بعضهم بعضا, فهذه أفعال يستلزم منها اتصافه سبحانه بما كمل من صفات الجلال والجمال, مثل: الحياة, والعلم, والسمع, والبصر, وتمام القدرة, والرحمة, الحكمة...
- ومنها: كمال ألوهيته على عبيده سبحانه وتعالى, واستحقاقه وحده العبادة, وبطلان ما عُبد من دونه من طواغيت, لأن توحيده في ربوبيته يستلزم توحيده في ألوهيته, وتوحيده في أسمائه وصفاته يستلزم توحيده في ألوهيته.
- ومنها: أن نقص الإنسان وضعفه وفقره ذاتي لا ينفك عنه, فكل ما يحوزه في هذه الدنيا من مال وجاه ومنصب, لا يغنيه عن ربه طرفة عين, علم ذلك ام لم يعلمه, كما قال تعالى:"يا ايها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"3.
- قبح الشرك وأهله, فهو أعظم الظلم, وأكبر الذنوب, كما قال تعالى عنه في سورة لقمان:"إن الشرك لظلم عظيم"4.
- ومنها: فضيلة الإخلاص, وحب الله تعالى له, فهو يجيب من لجأ إليه مضطرا مخلصا, فيجيبه سبحانه في حال كونه مخلصا له ولو أشرك به بعد كشف الكربة.
- ومنها: فضيلة الدعاء, وإنه من أحب العبادات إلى الله, لذلك قال عليه الصلاة والسلام:"الدعاء هو العبادة"5, فيحرص العبد على سؤال ربه في جميع أمره.
- ومنها: حب الله تعالى لتذلل عباده إليه, وبغضه للمتكبرين منهم, المستغنين عن ربهم, كما قال تعالى:"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"6.
- ومنها: رحمة الله الواسعة بعبيده, فهو أرحم بنا من رحمة الأم بصغيرها, ومعرفة هذا حري بأن يطرد أي يأس يتسلل إلى قلب المؤمن, ولو كان ما تمناه وأراده مازال غائبا عنه, فلله الحكمة البالغة.
- ومنها: تعرف العبد إلى ربه في الرخاء يسهل أموره في الشدة والكرب, ويعينه على سرعة الدعاء والتوجه لخالقه, كما قال عليه الصلاة والسلام:"من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب, فليكثر الدعاء في الرخاء"7.
- ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى التامة, ولو جهلنا موطنها, فهو سبحانه جعل الخلق يخلف بعضهم بعضا, فخلق الموت وقدره عليهم, ولولا هذا لضاقت عليهم الأرض, ولقتل بعضهم بعضا من أجل الرزق, ومن هذا يظهر تمام قدرته وتدبيره وملكوته على خلقه.
- ومنها: تنوع الخطاب القرآني, فكان تقرير الحقائق المعلومة في الآية على شكل استفهام, حتى تتشوف النفوس وتقبل على السماع والعلم, فتحصل الفائدة المرجوة للقلوب.
- ومنها: تنبيه المؤمن على تخليص قلبه من العلائق وشتى أنواع الشرك, فإن كان الرب المجيب هو الله وحده, فلماذا يشتت العبد قلبه ويفرقه في أودية تشقيه ولا تغنيه في الدنيا, وقد تودي به إلى جهنم في الآخرة.
- ومنها: إن اليسر يأتي بعد العسر, كما قال تعالى:"إن مع العسر يسرا" 8, فالبلاء لا يدوم, إما أن ترحل عنه أو يرحل عنك, ومن صبر واحتسب فاز بأجر المصيبة وأجر الصبر معا.
- ومنها: التدبر في أحوال من سبق من الأمم, والتفكر في ما آلوا إليه, لأخذ العيرة والعظة, ولتستيقظ القلوب فتعرف حقيقة الدنيا فيزهد فيها القلب, ويعرف الإنان حقيقة نفسه فيستقيم كما أمره ربه, فيكثر من الباقيات الصالحات.
- ومنها: عظم غفلة الإنسان التي هي من طبعه, فإن علم هذا, فعليه الحرص على فعل كل ما يزيلها, ومما جاء فيما يزيل الغفلة:
1- العلم عن الله سبحانه وتعالى, ومعرفة حقيقة الدنيا, ومعرفة حقيقة العبد نفسه.
2- دوام ذكر الله تعالى على كل حال, كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام, ومن أهم الذكر: قراءة القرآن.
3- حضور مجالس الذكر.
4- التوبة والرجوع إلى الله تعالى, والعناية بالإكثار من الأعمال الصالحة.
5- تذكر الموت, كما قال عليه الصلاة والسلام:"أكثوا من ذكر هادم اللذات"9, ويحصل هذا بأمور منها: زيارة القبور فإنها تذكر الاخرة.
6- الصحبة الصالحة, فلا يعدم العبد منها خيرا, كما قال تعالى:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"10.
--------------------------------------------------------------------------------------
1- 62\النمل
2- الفاتحة\2
3- فاطر\15
4- لقمان\13
5- رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم
6- الفجر\6-7
7- رواه الترمذي والحاكم.
8- العصر\6
9- أخرجه ابن حبان في صحيحه, وضعفه ابن الجوزي.
10- الكهف\28

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 رمضان 1438هـ/28-05-2017م, 10:27 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
"بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, محمد بن عبدالله, سيد المرسلين وخاتم النيين, فإن خير الكلام كلام الله جل وعلا, وخير الهدى هدي نبيه محمد عليه الصلاة والسلام, أما بعد:
فهذه محاولة لاستخراج ما ظهر لي من فوائد وهدايات في قوله تعالى:" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"1 , عسى الله أن ينفعني بها ويجعل ما كتبته حجة لي لا علي.

- فمن هذه الفوائد: كمال ربوبيته سبحانه وتعالى على جميع خلقه, فهو الذي يجيب المضطر السائل, الذي يرفع يديه بالدعاء, سواء كان مؤمنا أو كافرا, لذا جاء قوله"المضطر" مقرونا ب"أل" الإستغراقية التي تعم كل من التجأ إلى ربه مضطرا إليه, مخلصا له, فهو سبحانه "رب العالمين"2, وهذا يدخل في الربوبية العامة لا الخاصة.
- ومنها: كمال أسمائه سبحانه, وكمال صفاته, وكمال أفعاله, فإجابته لدعاء المضطر, وكشفه السوء, وجعل خلقه يخلف بعضهم بعضا, فهذه أفعال يستلزم منها اتصافه سبحانه بما كمل من صفات الجلال والجمال, مثل: الحياة, والعلم, والسمع, والبصر, وتمام القدرة, والرحمة, الحكمة...
- ومنها: كمال ألوهيته على عبيده سبحانه وتعالى, واستحقاقه وحده العبادة, وبطلان ما عُبد من دونه من طواغيت, لأن توحيده في ربوبيته يستلزم توحيده في ألوهيته, وتوحيده في أسمائه وصفاته يستلزم توحيده في ألوهيته.
- ومنها: أن نقص الإنسان وضعفه وفقره ذاتي لا ينفك عنه, فكل ما يحوزه في هذه الدنيا من مال وجاه ومنصب, لا يغنيه عن ربه طرفة عين, علم ذلك ام لم يعلمه, كما قال تعالى:"يا ايها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"3.
- قبح الشرك وأهله, فهو أعظم الظلم, وأكبر الذنوب, كما قال تعالى عنه في سورة لقمان:"إن الشرك لظلم عظيم"4.
- ومنها: فضيلة الإخلاص, وحب الله تعالى له, فهو يجيب من لجأ إليه مضطرا مخلصا, فيجيبه سبحانه في حال كونه مخلصا له ولو أشرك به بعد كشف الكربة.
- ومنها: فضيلة الدعاء, وإنه من أحب العبادات إلى الله, لذلك قال عليه الصلاة والسلام:"الدعاء هو العبادة"5, فيحرص العبد على سؤال ربه في جميع أمره.
- ومنها: حب الله تعالى لتذلل عباده إليه, وبغضه للمتكبرين منهم, المستغنين عن ربهم, كما قال تعالى:"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"6.
- ومنها: رحمة الله الواسعة بعبيده, فهو أرحم بنا من رحمة الأم بصغيرها, ومعرفة هذا حري بأن يطرد أي يأس يتسلل إلى قلب المؤمن, ولو كان ما تمناه وأراده مازال غائبا عنه, فلله الحكمة البالغة.
- ومنها: تعرف العبد إلى ربه في الرخاء يسهل أموره في الشدة والكرب, ويعينه على سرعة الدعاء والتوجه لخالقه, كما قال عليه الصلاة والسلام:"من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب, فليكثر الدعاء في الرخاء"7.
- ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى التامة, ولو جهلنا موطنها, فهو سبحانه جعل الخلق يخلف بعضهم بعضا, فخلق الموت وقدره عليهم, ولولا هذا لضاقت عليهم الأرض, ولقتل بعضهم بعضا من أجل الرزق, ومن هذا يظهر تمام قدرته وتدبيره وملكوته على خلقه.
- ومنها: تنوع الخطاب القرآني, فكان تقرير الحقائق المعلومة في الآية على شكل استفهام, حتى تتشوف النفوس وتقبل على السماع والعلم, فتحصل الفائدة المرجوة للقلوب.
- ومنها: تنبيه المؤمن على تخليص قلبه من العلائق وشتى أنواع الشرك, فإن كان الرب المجيب هو الله وحده, فلماذا يشتت العبد قلبه ويفرقه في أودية تشقيه ولا تغنيه في الدنيا, وقد تودي به إلى جهنم في الآخرة.
- ومنها: إن اليسر يأتي بعد العسر, كما قال تعالى:"إن مع العسر يسرا" 8, فالبلاء لا يدوم, إما أن ترحل عنه أو يرحل عنك, ومن صبر واحتسب فاز بأجر المصيبة وأجر الصبر معا.
- ومنها: التدبر في أحوال من سبق من الأمم, والتفكر في ما آلوا إليه, لأخذ العيرة والعظة, ولتستيقظ القلوب فتعرف حقيقة الدنيا فيزهد فيها القلب, ويعرف الإنان حقيقة نفسه فيستقيم كما أمره ربه, فيكثر من الباقيات الصالحات.
- ومنها: عظم غفلة الإنسان التي هي من طبعه, فإن علم هذا, فعليه الحرص على فعل كل ما يزيلها, ومما جاء فيما يزيل الغفلة:
1- العلم عن الله سبحانه وتعالى, ومعرفة حقيقة الدنيا, ومعرفة حقيقة العبد نفسه.
2- دوام ذكر الله تعالى على كل حال, كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام, ومن أهم الذكر: قراءة القرآن.
3- حضور مجالس الذكر.
4- التوبة والرجوع إلى الله تعالى, والعناية بالإكثار من الأعمال الصالحة.
5- تذكر الموت, كما قال عليه الصلاة والسلام:"أكثوا من ذكر هادم اللذات"9, ويحصل هذا بأمور منها: زيارة القبور فإنها تذكر الاخرة.
6- الصحبة الصالحة, فلا يعدم العبد منها خيرا, كما قال تعالى:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"10.
-------------------------------------------------------------------------------
1- 62\النمل
2- الفاتحة\2
3- فاطر\15
4- لقمان\13
5- رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم
6- الفجر\6-7
7- رواه الترمذي والحاكم.
8- العصر\6
9- أخرجه ابن حبان في صحيحه, وضعفه ابن الجوزي.
10- الكهف\28
المصلدر:
- تفسير القرآن العظيم, لأبي الفداء إسماعيل ابن كثير.


ملاحظة:
نهبهتني أحد الأخوات-جزاها الله خيرا- لضرورة إرفاق المصادر, حيث جهلت هذا لتغيبي عما سبق من الدروس, وعدم اتساع الوقت للاطلاع عليها للآن.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 رمضان 1438هـ/2-06-2017م, 05:02 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي رسالة تطبيقية تفسيرية على الأسلوب الاستنتاجي

رسالة تفسيرية في قولة تعالى : {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى وصحبه أجمعين...أما بعد ..
فهذه تأملات في قوله تعالى { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم } ، هذه الآية العظيمة التي ورد ذكرها في سورة التغابن فيها من الهدايات والفوائد الكثير الذي أسأل الله تعالى أن يوفقني لذكر بعضها وهو قليل من كثير وأن يفتح لنا بالحق وهو الفتاح العليم....نقول وبالله التوفيق :


من هذه الفوائد : أسلوب الاستثناء في بداية الآية " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله" يفيد التخصيص والحصر أي أنه ما من مصيبة تصيب العبد إلا بإذن من الله وأمره وهي من قضائه وبقدره.


ومنها: أن كل مايصيب العبد خيرا كان أم شرا هو بإذن الله ولكن جاء التنصيص على المصائب لأن النفس جُبلت على كراهيتها وتوقِّيها ومع ذلك تصيبه وليس في مقدوره دفعها بخلاف الخير، قد يدَّعي أنّه حصله باجتهاد منه كما قال قارون:{ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ }.


ومنها : أن قوله { إلا بإذن الله} فيها دلالة على ركن الإيمان بالقضاء والقدر وعلى بعض مراتبه ومنها العلم والكتابة والمشيئة ؛ فجميع ما أصاب العباد فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله تعالى، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته.


ومنها: تنكير كلمة " مصيبة" تدل على العموم والشمول لجميع المصائب التي قد تُصيب العبد في النفس والمال والولد والأحباب كما قال تعالى : :{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ }.


ومنها: لما كان العبد لا يستطيع دفع المقدور فيجب أن يقوم بالواجب عليه فيه وهو ما جاء في الشِق الثاني من الآية { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} وهذا من رحمة الله تعالى بعباده أن دلهم على الطريق الذي يوصلهم في كل ما يقدره عليهم من مقادير وأحوال خيرا كانت أم شرا فلله الحمد والمنة.


ومنها: أن قوله تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } يُراد بها مقامين عام وخاص فأما الخاص فهو مقام المصائب التي تُصيب العبد وأما العام فهو ما يتعلق بالعموم اللفظي للآية كما قال الشيخ السعدي رحمه الله .


ومنها : أن المراد بالمقام الخاص وهو مقام المصائب التي تصيب العبد في نفسه وماله وولده ؛ فالواجب على العبد فيها أن يُصدق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله ويُسلم لأمره ويرضى بقضائه ؛ فينال بذلك هداية الله لقلبه باليقين والصبر والرضا ؛ فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.


ومنها : أن متعلق هداية القلب لم يُذكر وذلك للعموم أي أن أنه يهد قلبه :
· لليقين كما ذكرنا رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من قبل الله تعالى، فيسلم، ويرضى.
· للاسترجاع وهو أن يقول: إنا لله، وإنا إليه راجعون قاله مقاتل.
· أنه إذا ابتُلي صبر، وإذا أُنعم عليه شكر، وإذا ظُلم غفر، قاله ابن السائب، وابن قتيبة.
· يهد قلبه، أي: يجعله مهتدياً، قاله الزجاج.
· يهد وليَّه بالصبر والرضى، قاله أبو بكر الورَّاق.
· يهد قلبه لاتباع السنة إِذا صح إيمانه، قاله أبو عثمان الحيري ،كل هذه الأقوال السته ذكرها ابن الجوزي في تفسيره ،
ولعل هذا المعنى الأخير هو المُراد بالعموم اللفظي للآية وهو ما أشار إليه الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره حيث قال : " فإن الله أخبر أن كل من آمن أي: الإيمان المأمور به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته، أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله وأفعاله، وفي علمه وعمله. وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان، كما قال تعالى في الأخبار: أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة، فقال:
{يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ }".


ومنها : أنه يُمكن الجمع بين المقامين المُرادَين من الآية أنه من حقق الإيمان الواجب بلوازمه استحق هداية الله تعالى له في كل أحواله وأعماله فتكون كلها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم متبعا فيها سنته عليه الصلاة والسلام ومن هذه الأحوال ما يقع له من المصائب فيقوم بالواجب عليه فيها من الرضا واليقين والصبر فيطمئن قلبه بهذا ولا يجزع وهذا من خصائص المؤمن، كما قال صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له حتى الشوكة يشاكها في قدمه " ، وهو ما أشار إليه الشيخ السعدي فيما أوردناه في الفائدة السابقة.


ومنها: أن من تمام هداية الله تعالى ورحمته لعبده عند ورود المصائب ما جعله لقلب العبد من الطمأنينة والسكون والهدوء الذي دلت عليه قراءة مالك بن دينار، وعمرو بن دينار، وعكرمة: (يهدأ) بهمزة ساكنة، ورفع "قلبه"، أي: يطمئن ويسكن ودل على ذلك قول الله تعالى في سورة القصص في أم موسى : {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين} .

ومنها : أن نسبة الهداية إلى القلب بيان لقضية الهداية العامة والخاصة كما أشار إلى ذلك الشيخ الشنقيطي في تفسيره ؛ فالهداية العامة ما جاءت في قوله تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } والمراد منها هداية الإرشاد والدلالة كما قال تعالى : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ }
، وأما الهداية الخاص كما جاء في الآية : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم عندما لم يستطيع هداية عمه أبو طالب للنطق بكلمة التوحيد قبل موته مع قربه منه ونصرته له ؛ والمراد منها هداية التوفيق وهي خاصة بالله تعالى دون غيره.


ومنها : أنه لما كان تسليم العبد ورضاه بما قدّره الله عليه وصبره على ما أصابه من المصائب والمزعجات و المقلقات كُلها أمور قلبية لا يعلمها إلا الله ختم سبحانه هذه الآية العظيمة بقوله تعالى : { وَاللَّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَليمٌ } أي لا يخفى عليه تسليم مَن انقاد وَسلَّم لأمره، ولا كراهة من كرهه.


ومنها : لما علِم العبد ما في هذه الآية العظيمة من الفضائل الجليلة والجزاءات العظيمة التي يُعطيها الله للعبد المؤمن - لِما معه من الإيمان - بمحض كرمه ومنته وفضله ؛ فحريُّ به أن يُفتش في إيمانه فيجبر تقصيره ويَسُد خلله ويُكمل نقصه ويقوم بما يقتضيه إيمانه من اللوازم والواجبات ولهذا جاء بعد هذه الآية قوله تعالى : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } [التغابن: 12].

- ولله الحمد والمنه فما كان من توفيق فمن الله وما كان من تقصير فمني ومن الشيطان
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.










رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11 رمضان 1438هـ/5-06-2017م, 01:01 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيان الضعيان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى(إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
(النبأ/40)

هذه الآية جاءت ردا على منكري البعث،وهي من أشد الآيات تخويفا وتحذيرا مما يقع في يوم القيامة فينبغي للمؤمن أن يتأملها ويتدبرها،وورد فيها عدة فوائد أذكر منها مايسر الله لي استنباطه أو نقله:
1_ تحققوقوع يوم القيامة ولذلك وصفه الله بأنه قريب فكل ماهو آت قريب.

2_وصف العذاب بأنه قريب مع أن المدة قد تطول يدل على قصر الدنيا بالنسبة للآخرة فمهما تأخر فيها العذاب فهو قريب.

3_ أن المراد بالعذاب في الآية هو مايكون يوم القيامة لأن الله قيده بظرف الزمان(يوم ينظر المرء ماقدمت يداه)وهذا لا يكون إلا يوم القيامة.

4_تدل الآية على إحصاء الملائكة أعمال بني آدم من خير وشر ،لأنه سوف يطلع عليها يوم القيامة حين يسلم صحيفته إما بيمينه وإما بشماله(ووجدوا ماعملوا حاضرا).

5_أنه قد يعبر عن الأعمال وإن لم تصدر عن الأيدي باجتراح الأيدي وتقديم الأيدي لما أن أكثر الأعمال تزاو بها كما ذكر ذلك الألوسي.

6_ تبين الآية عدل الله عزوجل وذلك اما ورد في الحديث الذي صححه الألباني ( يُحشرُ الخلائقُ كلُّهم يومَ القيامةِ والبهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيءٍ فيبلغُ من عدلِ اللهِ أن يأخذَ للجمَّاءِ من القرْناءِ ثم يقول كوني ترابًا فذلك حين يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)

7_شدة مايلاقيه الكافر من العذاب والأهوال يوم القيامة مما يجعله يتمنى أنه كان ترابا لم يخلق أو أن يعود ترابا مثل البهائم .

8_أن قول الكافر وتندمه يكون يوم القيامة حين لا ينفع الندم أما من تمنى ذلك في الدنيا خشية من الله عزوجل فهذا يثاب على خوفه كما تمنت مريم ذلك فقالت(ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)،كما ذكر ذلك ابن تيمية.

نسأل الله أن يوففنا للمبادرة بالأعمال الصالحة والتوبة النصوح قبل ألا ينفع الندم.
المراجع:
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير السعدي
تفسير الأشقر
القرآن تدبر وعمل
موقع الدرر السنية

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 رمضان 1438هـ/6-06-2017م, 04:27 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي تابع الرسالة التفسيرية على الأسلوب الاستنتاجي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نسيت أن أكتب مصادر الرسالة التطبيقية على الأسلوب الاستنتاجي...وهذه هي:-

المصادر:

تفسير الطبري
تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
تفسير فتح القدير للشوكاني
تفسير زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي
تفسير أضواء البيان للشنقيطي
تفسير السعدي

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 رمضان 1438هـ/7-06-2017م, 03:22 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي تطبيق 3 أساليب التفسير

تأملات في سورة المسد

(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5))


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
سورة المسد من السور المكية أخلصها الله جل وعلا لذكر مآل عدو من أعداء نبيه ودينه وهو الطاغية أبو لهب .
وقد ورد في سبب نزول هذه السورة ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال : "لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا ، فهتف : يا صباحاه ! فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا محمد . فاجتمعوا إليه . فقال : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني عبد مناف ، يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه . فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : تبا لك ، أما جمعتنا إلا لهذا ! ثم قام ، فنزلت هذه السورة : تبت يدا أبي لهب".

وفي السورة الكريمة فوائد منها:
1- إثبات كمال الله تعالى في صفاته؛ حيث أنزل هذه السورة على نبيه صلى الله عليه وسلم في زمان أحوج ما يكون فيه المؤمنون إلى ما يسلي قلوبهم، ويقوي يقينهم، ويثبتهم على الحق أمام ما يلاقونه من يد الطغيان من كيد وفتنة عن الدين، وهذا من كمال علمه وحكمته ورحمته سبحانه وتعالى.
2- كمال استجابة محمد صلى الله عليه وسلم لأمر ربه جل وعز، ومن ذلك استجابته للأمر الإلهي بإنذار قرابته.
3- إن المعيار المعتبر والذي يترتب عليه استحقاق الجزاء عند الله خيرا أوشرًا هو الإيمان، وما يتبعه من العمل الصالح؛ أو الكفر وما يتبعه، وذلك أنه لم يغن عن أبي لهب نسبه مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا مكانته في قومه، ولا وضاءته وحسنه، ولا ماله وولده . قال شيخ الإسلام :"وليس في القرآن ذم من كفر به صلى الله عليه وسلم باسمه إلا هذا وامرأته ففيه أن الأنساب لا عبرة بها بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم . كما قال تعالى : { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب } الآية" .
4- أن أخبار القرءان كلها حق وصدق، بما في ذلك الإخبار عن الغيب المستقبلي.
5- أن من سعى لمحاربة الدين الحق ووأده جوزي بنقيض قصده، وعاد سعيه إلى خزي وخسارة في الدنيا والآخرة قال تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) الصف8 وقال سبحانه: ( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)المائدة64
6- أن ولد الإنسان من كسبه، وقد ورد في الحديث : «إنَّ أطيَبَ ما أكل الرَّجُل من كسبِه، وإنَّ ولدَه من كسْبِه» رواه أحمد والتِّرْمذي. قال شيخ الإسلام في ضمن التعليق على الآية: "واستدل بها على جواز الأكل من مال الولد ".
7- أن ما ورد في الآية من عدم الانتفاع بالولد أو المال لا يتعارض مع ما ثبت في النصوص الشرعية من نفع الولد الصالح والمال الصالح في الآخرة ومنه حديث " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ " رواه الحاكم وابن حبان. وحديث "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل " رواه مسلم
وحديث " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم فإن مورد عدم الانتفاع هو الكافر أو المسلم الذي لم ينفق ماله لله، و لم ينشئ ولده على الصلاح.
8- أن المال الذي يُنفق في الصد عن سبيل الله لا يقتصر وباله في كونه لا ينفع صاحبه، بل إنه يكون حسرة وخزيًا لصاحبه يوم القيامة، وسببًا في تشديد العذاب عليه كما ورد في هذه السورة وكما في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) الأنفال (36)
9- التعبير عن المستقبل بصيغة الماضي في قوله :"ما أغنى " من أجل تأكيد وتحقق عدم الإغناء. نظيره قوله تعالى:(أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
10- في اللفظ السابق مع قوله :" سيصلى" جزم بالمآل وتيئيس ينقطع معه كل منفذ للنجاة.
11- أن الجزاء من جنس العمل. قال ابن عاشور:" فلما حصل لأبي لهب وعيد مقتبس من كنيته جُعل لامرأته وعيد مقتبَس لفظُه من فِعلها وهو حَمْل الحطب في الدنيا ، فأُنذرت بأنها تحمل الحطب في جهنم ليوقَد به على زوجها ، وذلك خزي لها ولزوجها إذ جعل شدة عذابه على يد أحب الناس إليه ، وجعلها سبباً لعذاب أعز الناس عليها "
12- أن هذه السورة تعدُّ من دلائل صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث أخبر عن أبي لهب وزوجه خبرًا جازمًا مفاده أنهما لن يدخلا في الإسلام، مع أن أبا لهب يمكنه أن يعلن دخوله في الإسلام من باب التشكيك في الدعوة، و لكن ذلك لم يحصل، وبقيا على الكفر حتى ماتا عليه .
13- إن الله تعالى يدافع عن دينه ويذب عن أوليائه وينتصر لهم بالانتقام من أعدائه.
14- أن كل من صد عن دين الله تعالى وتسبب في أذية المؤمنين فإن له نصيبًا من هذا الوعيد والخسارة؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.


مصادر الرسالة:
- تفسير الطبري ت (310 هـ)
- تفسير القرطبي ت (671هـ)
- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية / التفسير ت (728هـ)
- تفسير ابن كثير ت(774هـ)
- تفسير السعدي ت(1371 هـ)
- تفسير ابن عاشور ت( 1394)

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 03:07 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

بعض الفوائد المستنبطة من قوله تعالى " ألهاكم التكاثر"
- قال تعالى " ألهاكم التكاثر " وجاء بفعل ماض يدل على التحقيق لأن الإنسان متحقق فيه حب الزيادة من كل خير والسعى لها والفرح بها كما قال عليه الصلاة والسلام :" لو كان لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من يشاء". وهذا شىء جبلى فى الإنسان عموما لكنه يمكنه أن يوظفه لله تعالى ويقوّمه لصالحه وزيادة ثوابه عند ربه كلما زاد علما بالله وإيمانا به ؛ انتفى حب الدنيا من قلبه وزادت رغبته فيما عند الله من الثواب الدائم والأجر الثابت.
- قال تعالى " التكاثر " وهو التبارى فى الإكثار من شىء مرغوب فى كثرته ، ولم يحدد ما هو المتكاثر به ، مما يدل على إطلاق اللفظة وأن المراد هو عموم التكاثر فى كل شىء وفى أى شىء تلهيك الرغبة فى زيادته والحرص على ربوته لغير الله تعالى ، بل فقط من أجل المفاخرة أو إشباع شهوة النفس فى الزيادة والكثرة والتباهى والاعتزاز بذلك . فكل هذا من التكاثر المذموم ويشمل التكاثر فى الأموال والأولاد والجاه والعدد وكل أنواع المتاع من خدم وجنود ومأكل ومشرب وملبس وغيره.
- الأسلوب فى الآية خبرى لكنه يحمل معنى التوبيخ والإنكار على من تشغله دنياه لدرجة أنه ينغمس فى تحصيلها والسعى لها ، والحرص على تنميتها عن المقصود الأهم والأولى من وجوده وهو عبادة الله تعالى وحده وتوحيده ومعرفته لإقامة شرعه فى أرضه كما قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " .
- وعلى هذا فعليك أيها العبد أن تعلم أن وجودك فى هذه الدنيا لعبادة ربك والعمل من أجله وله تعالى وحده ، فلا تشتت همومك وتكثّرها على نفسك ، ولا تستجذبك الدنيا بزهوها وزينتها فإنها غدارة ولن ينالك منها إلا ما كتبه الله لك مهما سعيت واستمت فى تحصيل حلاوتها ، قال تعالى " من كان يريد ثواب الآخرة نؤته منها ومن كان يريد ثواب الدنيا نؤته منها وما له فى الآخرة من نصيب". فالله عز وجل لا يضيع أجر العاملين ؛ إن عملت لدنياك فحسب ستحصل نتيجة سعيك من الدنيا وليس لك من ثواب فى الآخرة إلا ما احتسبته لله وإلا فليس لك شىء.وإن كان جل عملك وسعيك وشغلك وهمك هو آخرتك فسيؤتيك الله ثواب سعيك ويزيدك رضا وراحة وتوفيقا ورزقك من الدنيا مضمون.
- ينبغى ألا يُفهم من ذلك أن يتكاسل العبد وينقطع للعبادة ويترك السعى لطلب رزقه متعللا بأنه يبغى الآخرة وليس له رغبة فى الدنيا . فمعلوم أن هذا التصرف ليس من دعاوى الدين الحنيف ، بل أن ديننا الحنيف يحثنا على السعى والتوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب لكفاية النفس والتعفف عن مسألة الناس، بل حتى يحثنا على الهجرة لطلب الرزق إن تعسر فى المكان الذى تقيم فيه كما قال تعالى " ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة" . وعليه فيُفهم من لفظة " التكاثر" هو التكاثر المذموم أى السعى والحرص على الزيادة للمفاخرة والمكاثرة والمكابرة لغير الله مع وجود ما يكفى ويزيد.
- من الفوائد أيضا أن تعلم أن سعيك وبذْلك من وقتك وجهدك لكفاية نفسك وأولادك وبيتك خير تؤجر عليه وخاصة إن احتسبته لله وأحسنت فى تحصيله متقيا الله فى تحصيله وإنفاقه. وسعيك للزيادة من أجل القدرة على بذل المعروف وفعل الخير لله تعالى له ثواب عظيم وخير كبير يثيبك الشكور الكريم عليه فنعم المال الصالح مع العبد الصالح .
- لا ينبغى أن يُفهم من ذلك أن المؤمن التقى يجب أن يكون فقيرا ومعه فقط الكفاف لأنه لا تهمه الدنيا ولا يلتفت لها ؛ فهذ فهم خاطىء فإليك أمثال من أفاضل الصحابة الكرام لا نستطيع أن نماثلهم فى التقوى والعبادة ومع ذلك اجتهدوا فى دنياهم لله تعالى ، فهذا أبو بكر الصديق كان معروفا بالتجارة وكان غنيا يبذل ماله فى عتق رقاب المسلمين وقال عنه النبى عليه الصلاة والسلام :" ما نفعنى مال قط ما نفعنى مال أبى بكر ". وهذا عثمان بن عفان رضى الله عنه اشترى بئر رومة من اليهودى وجعلها للمسلمين ، وجهز جيش العسرة فى غزوة تبوك ،وهذا عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه كان تاجرا حاذقا بالتجارة كسب مالا وفيرا ، وقد أخبر عنه ابنه طلحة فقال:
كان أهلُ المدينة عيالًا على عبدالرحمن بن عوف، ثُلُث يُقرِضهم ماله، وثُلُث يقضي دَينهم بماله، وثُلُث يصِلهم.
وغيرهم كثير وما أردت التعداد وإلا لن أنتهى لأن الأمثلة كثيرة بفضل الله ، لكنى أردت الإشارة إلى أعلام مباركين أفاضل بلغوا المعالى فى التقوى والعلم بالله ومع ذلك بذلوا فى تحصيل دنياهم لا للمفاخرة ولا للمكاثرة بل لله تعالى حتى يتمكنوا من البذل لله والعمل له عز وجل. فليكن هؤلاء وأمثالهم نبراسا لك أيها العبد المبارك فى سعيك فى هذه الحياة.
- يؤخذ من الآية أن العاقل الكيس الفطن من أحسن حساباته وعلم أن الباقى خير من الفانى ، فيجمع ويحافظ على حسابه الباقى من حفظ لله تعالى وسعى لطاعته ونفقة فى سبيله ، فتجده ينفق عمره لله فى حفظ لكتابه وسعى لفهمه ومساعدة خلق الله بالمال والنفس والسعى لقضاء حوائجهم وسعى لتربية أولاده تربية ترضى الله وغير ذلك من أنواع الجمع المبارك الذى يبقى لصاحبه بل ويربو عند ربه ، حتى إذا لقى الله تعالى فرح بما جمع وحصد ما كان يرجو من رضا مولاه ونعيم وخلود فى جنته.
- نفهم من الآية أنه من الخسارة والندامة أن تفنى عمرك فى سعى لدنياك ، فكل نهارك شقاء وهموم وجمع للمال وسعى هنا وهناك وخوف على المال وما ذهب منه وما جُمع ،وفى الليل تنام متعب من الكد والتعب وليس لله تعالى نصيب فى سعيك وتفكيرك ، فقط يسعدك ثناء الناس عليك بما لديك من جاه وعدد ، ويريحك تقديرهم لسلطانك ومقامك وتكتفى بهذا مقابل لمجهودك وتزيد حتى تزيد رفعتك ، فمثل هذا فعلا هو من ألهاه التكاثر فى الدنيا عن التفكير فيما بقى له فى آخرته ومحل خلوده الحقيقى . وقد نهانا الله تعالى عن ذلك فقال " يأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون". فمن الناس من يكون عنده المال والأولاد والصحة ولا يخطر بباله أن يشكر ربه على نعمه عليه وكأنها حق مؤصل له ، فلا يشكر ولا ينفق مما استخلفه الله عليه من نعم لله ، بل يجمعها لنفسه ويخاف عليها إن أنفقها ويسعى لزيادتها ، وهو فى الحقيقة يُذهب بركتها ولا ينتفع إلا بما كتبه الله له . والكل نهايته الموت فمهما جمع وأوعى لن يخلد فى الدنيا ولن يتمكن من حمل ما جمعه معه فى آخرته كما جاء فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :" يقول العبد مالى مالى، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فاقتنى وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس " تفرد به مسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام :" يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله " رواه مسلم والترمذى والنسائى من حديث سفيان بن عيينة.

- ينبغى أيضا أن نتفطن الدنيا حلوة تغر الواحد منا بزينتها وجمالها فكلما نال منها شىء مال للزيادة ، لكنها سرعان ما تذهب وتزول قال تعالى " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور". ثم قال تعالى بعدها " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" فوحد هدفك فى الدنيا واجعل مكاثرتك للآخرة وأن تنافس الناس فى الدنيا فألقها فى نحرهم ونافسهم أنت فى الباقى الذى لا يفنى ولا يزول. اسع واعمل واجمع لله تعالى فقط لزيادة رصيدك عند ربك ، فإن فعلت فقد أحسنت وحتما ستفرح غدا فرحا دائما لا ينقطع بما قدمت وجمعت . أسأل الله العلى العظيم أن يجعل الدنيا فى أيدينا ولا يجعلها فى قلوبنا ، أسأله عز وجل ألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علما وألا يجعل مصيبتنا فى ديننا إنه ولى ذلك والقادر عليه.
المراجع:
- تفسير جامع البيان فى تفسير القرآن للطبرى ت( 310هـ).
- معانى القرآن وإعرابه للزجاج ت (311هـ).
- تفسير معالم التنزيل للبغوى ت( 516هـ).
- تفسير المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز لابن عطية (ت 546هـ).
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ت ( 671هـ) .
- تفسير القرآن العظيم لابن كثيرت(774هـ) .
- أضواء البيان للشنقيطى.
- تفسير السعدى.
- موقع الألوكة الشرعية إشراف الشيخان خالد الجريسى وسعد الحميد.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 رمضان 1438هـ/9-06-2017م, 02:24 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم تطبيقات الأسلوب الاستنتاجي


أحسنتم بارك الله فيكم وسدّدكم.
ومما نذكّر به دوما العناية بتوثيق الأحاديث والآثار وبيان حكمها ما أمكن، وذلك في جميع الأساليب.
وأن تكون الرسالة بأسلوب الطالب ليست نقلا من الكتب أو المقالات على الشبكة، فهذا هو مقصود هذه التطبيقات.



1: بيان الضعيان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتتك بعض الفوائد مثل:
إثبات الرسالة وسبق بيان الهدى من الله، لأن الله تعالى قال: {إنا أنذرناكم} والإنذار إنما يكون بواسطة الرسل.
ومنها عظم هذا العذاب لأنه جاء في صيغة نكرة منوّنة {عذابًا}.
ومنها أن المؤمن لا يندم ولا يجزع يوم القيامة إنما يرجو رحمة ربه وإن حصل منه بعض التقصير، لأن الآية خصّت الكافر بالندم.

2: عباز محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: إشراقة جيلي محمد ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وفوائدك قيّمة وإن خرجت عن الآية في بعضها كنقلك عن ابن القيّم في معنى السعي، فإما أن تبيّني الرابط بينه وبين الآية، أو تكون زيادة في غير محلّها.
أما الملاحظة على الرسالة فهي أنها معتمدة على النقل بشكل كبير، وهذا مخالف لمقاصد هذه التطبيقات، ولو أنك لخّصتيها بأسلوبك لكان أيسر عليك وأفيد لك، ويمكنك إعادة كتابة الرسالة وتعديل الدرجة بإذن الله.

4: فاطمة أحمد صابر أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- الطغيان دليل على فساد الاعتقاد، وليس هو فساد الاعتقاد.

5: منال أنور محمود أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- اعتني بتوثيق الأحاديث والآثار وبيان حكمها ما أمكن.

6: مها الحربي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

7: رقية عبد البديع أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

8: فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

9: إيمان شريف أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

10: حليمة محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فائدة "الجزاء من جنس العمل" تحتاج إلى مزيد إيضاح لفعل امرأة أبي لهب وهو أنها كانت تضع الحطب والشوك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
- يلاحظ وجود تكرار لبعض الفوائد، ربما لاستخلاصها من أكثر من تفسير، فيرجى مراجعة الرسالة جيدا قبل اعتمادها.

11: مروة كامل أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك الإشارة إلى مسائل مهمّة تعتبر الأصل لما ذكرتِ من الفوائد وهي:
1. معنى اللهو ودلالة استعمال هذا الفعل.
2. المخاطب في الآية.
3. بيان المُلهى عنه.
ولذلك نذكّر بضرورة استخلاص مسائل الآية والوقوف معها مليّا لاستنباط الفوائد التي دلّت عليها.
- بين بعض الفوائد اشتراك وشيء من التكرار، لذا جاءت الرسالة مشوبة بالأسلوب الوعظي، لأن الأسلوب الاستنتاجي يكون أكثر تركيزا واختصارا.
- تصحيح الآية: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه....}، وقوله: {وجنة عرضها كعرض السماء والأرض}، وأرجو العناية بكتابة الآيات القرآنية ومراجعتها جيدا قبل إرسالها.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 شوال 1438هـ/6-07-2017م, 04:01 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية في قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)
في هذه السورة العظيمة سورة القصص ذكر الله تعالى قصة قارون، وما فيها من الدلائل البينة والعبر العظيمة، وما تهدي إليه من تدبرها طالباً الهدى. فهي موعظة لمن كان يريد الحياة الدني وزينتها وآثرها على الدار الآخرة أن ينتهي عن ضلاله فيبصر حقيقة الدنيا وسرعة زوالها وتحوّل أحوالها، ويرغب في الدار الآخرة ويسعى لها سعيها وهو مؤمن.
وبعد هذه القصة أتى هذا التعقيب البليغ من الله العليم الحكيم: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
وفي هذه الأسطر تأملات ووقفات يسيرة مع هذه الآية الجليلة، والتي يُعرف بها أهل الآخرة من أهل الدنيا، ويعرض عليها نفسه من أراد أن يعرف من أي الفريقين يكون؟
فمما تضمنته هذه الآية من الدلائل والهدايات ما يلي:
- اُبتدئت هذه الآية باسم الإشارة (تلك)، وهو اسم إشارة للبعيد، ففيه دلالة على تعظيم الدار الآخرة وتفخيم شأنها وبيان جليل قدرها، كما أن في هذا الاستفتاح تشويق للنفس وترغيبها في إدراك هذ الشرف العظيم.
- جاء التعبير عن الآخرة ونعيمها بـ(الدار الآخرة) وفي هذا مقابلة بديعة بين حال دار قارون التي تمناها مريدو الحياة الدنيا والتي خُسف بها، وبين دار النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول.
- من بديع التعبير بـ(الآخرة) أن فيه التذكير بأن العبرة بالمآلات والعواقب، فعلى المرء ألا يغتر بالدنيا ولا تلهيه زخارفها ولا يشتغل بالعاجل عن الآجل، ولتكن همته مجموعة على السعي للدار والآخرة التي لا دار بعدها.
- في قوله تعالى: (نجعلها) دلالة على أن تلك الدار محضرة لأجلهم ليس لهم غيرها، وأكرم به من وعد جليل!
- بلاغة النفي في قوله تعالى: (لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً) فإن مدحهم بعدم إرادة العلو في الأرض والفساد أعظم من المدح بعدم العمل بهما، فإنه إذا كانت تلك حالهم أنهم لا يريدون العلو والفساد لا جرم أنهم أبعد شيء عن ذلك، كما أن انتفاء الإرادة يلزم منه انتفاء العمل.
- في تعليق الجزاء على ترك إرادة العلو والفساد مزيد تحذير منهما ومبالغة في التنفير عنهما، وحث على شدة المباعدة عنهما.
- في قوله تعالى: (نجعلها للذين لا يريدون) الآية، حصر يُعلم منه أن من أراد العلو في الأرض والفساد ليس له في الدار الآخرة نصيب، ولا له من نعيمها حظ، وذلك بحسب ما قام في قلبه من تلك الإرادة.
- تعظيم شأن النية وبيان أثرها وخطرها، ووجهه من الآية أن النية هي الإرادة، وقد علق الجزاء على نفي الإرادة فدلَّ على ما ذُكر.
- حريٌّ بكل مؤمن أن يعتني بشأن إرادات القلوب وأن يحرص على حراسة قلبه من الخواطر الرديئة والعزائم المردية.
- إرادة العلو في الأرض له صور من أظهرها التكبر في الأرض بغير الحق والبغي والتجبر والتطاول على الخلق ومنازعة أهل الدنيا في عزها، حتى ذكر بعض السلف أنه يدخل فيها إرادة المرء أن يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل صاحبه، كما أخرجه الطبري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- جاءت كلمة (فساداً) نكرة في سياق النفي فتعم كل فساد، وهذا شامل لجميع المعاصي فإنها فساد في الأرض كما قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
- يلزم من هذا النفي في الآية (لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً) إثبات ضده وهو أن تكون إرادتهم مصروفة إلى الله والدار الآخرة وأن تكون حالهم التواضع لعباد الله والانقياد للحق والعمل الصالح.
- في تكرار (لا) في قوله تعالى: (ولا فساداً) إفادة بأن كلاً من العلو والفساد مستقل في الآية فهم لا يريدون العلو في الأرض ولا يريدون الفساد.
- في الآية إبطال مزاعم المرجئة وأصحاب الأماني الذين يزعمون النجاة لكل مؤمن وأنه لا يضر مع الإيمان شيء؛ فالدار الآخرة لا تكون إلا لأهلها الذين أرادوها وسعوا لها سعيها مع الإيمان.
- ختم الآية بوصف التقوى يدل على أن هذه أوصاف المتقين، ولهذا خصهم الله بكون العاقبة لهم.
- في الآية دلالة على فضل التقوى؛ فإن الله خص المتقين بحسن العاقبة.
- العبرة بدوام حالة الفلاح والنجاح واستقرار الخير واستمراره وهذا لا يكون إلا للمتقين، أما غيرهم فإنهم وإن حصل لهم بعض الظهور والراحة فإنه لا يطول وقته ويزول عن قريب، وفي هذا الختام بالتعقيب بكون العاقبة للمتقين أبلغ مناسبة لقصة قارون فما أسوأ ما آلت إليه حال قارون! وما أحسن ما تؤول إليه عاقبة المتقين!
وختاماً فإن هذه الآية تصحيح للموازين الخاطئة التي تستقر في نفوس الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها، فتسلب ألبابهم زخارفها، ويؤثرونها على الدار الآخرة.
فما أحوجنا إلى استحضار هذه المعاني وتدبر هذه الآيات في زمن طغت فيه المادية المقيتة، وعم فيه الاشتغال بتزيين المظاهر والاستعلاء بها على الأنام!
المراجع:
إرشاد العقل السليم، لأبي السعود.
التحرير والتنوير، لابن عاشور.
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير.
تفسير القرآن الكريم، لابن عثيمين.
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري.
الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي.
الدر المنثور، للسيوطي.
فتح البيان، للقنوجي.
فتح القدير، للشوكاني.
محاسن التأويل للقاسمي.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 13 شوال 1438هـ/7-07-2017م, 08:33 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في تفسير قوله تعالى: { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر}

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
هذه الآيات من سورة المدثر وهي من أوائل ما نزل على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة، بل ورد في بعض الروايات أنها أول ما نزل بعد سورة العلق ، وابتدأت هذه السورة الكريمة بتكليف النبي صلى الله عليه وسلم بالنهوض بأعباء الدعوة، والقيام بمهمة التبليغ ، وما يقتضيه الإنذار من أخلاق ، وإذا تدبرنا هذه الآيات جيداً لوجدنا من الفوائد الجمة التي تفيد العبد في حياته عموما ، وفي مجال الدعوة خصوصاً، فهذه الوصايا تعد من جوامع القرآن ، زكى الله عز وجل بها رسوله ، وجعله قدوة لأمته ، فمن فوائد الآيات :
1- في قوله تعالى { يا أيها المدثر} ، ملاطفة من الكريم إلى الحبيب ، إذ ناداه بحاله وعبر عنه بصفته ، ولم يقل له يا محمد ويا فلان ليستشعر اللين والملاطفة من ربه .(ذكره القرطبي).
2- القيام بأعباء الدعوة بجد ونشاط ، وهذا يستفاد من قوله تعالى{قم} ، وهذا يلزم كل داعية أن يشمر عن ساق العزم ويعمل بجد واجتهاد لتوصيل رسالته، وأن يبادر ويصمم على تنفيذ ما أمره سبحانه وتعالى به.
3- التحذير من عذاب الله وعقابه ، وتخويف من لم يؤمن ويستجب لأمر الله من أعظم مهمات الداعي إلى الله ، يستفاد من قوله تعالى { فانذر} .
4- التعبير بالفاء في قوله: {فأنذر} للإشعار بوجوب الإسراع بهذا الإنذار بدون تردد.
5- قال تعالى:{فأنذر} ، دون فبشر ، لأن الإنذار هو المناسب في ابتداء تبليغ الناس دعوة الحق حتى يرجعوا عما هم فيه من ضلال، خاصة إذا غلب عليهم الفساد. (الطنطاوي).
6- تعظيم الله عز وجل وتعظيم أسمائه وصفاته واجب على كل من يقوم بمهمة الدعوة؛ حتى يستطيع تحمل مشاق الدعوة، يستفاد من قوله تعالى:{وربك فكبر}.
7- في قوله تعالى:{وربك فكبر} ، تقديم المفعول إيذاناً بالاختصاص ، أي واختص ربك بالتكبير ، فلا يكون في قلبك أعظم ولا أكبر ولا أهم منه.( الزمخشري ، السمين الحلبي).
8- غرس تعظيم الله في نفوس المدعويين ، وتنزيهه عن النقص والعيوب أمر مقدم على سائر أنواع الدعوات، ويستفاد هذا من قوله تعالى:{ وربك فكبر} بعد {قم فأنذر } .
9- المواظبة على الطهارة الحسية في كل شئون المرء وأحواله ، وتطهير الثياب من كل دنس وقذر خصوصاً في الصلاة ، وقال العلماء : إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة ، يستفاد من قوله تعالى{ وثيابك فطهر} .
10- يحتمل المراد بثيابه ، أعماله كلها ، وبتطهيرها تخليصها والنصح بها ، وإيقاعها على أكمل الوجوه وتنقيتها عن المبطلات والمفسدات والمنقصات من شر ورياء ، وعجب ،وتكبر، وغفلة، وغير ذلك ، مما يؤمر العبد باجتنابه في عباداته. (السعدي).
11- طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، لذلك فإن العبد مأمور بتطهير ثيابه عن جميع النجاسات في جميع الأوقات خصوصاً في الصلوات،وألا تكون من مكسب غير طاهر، كما أنه مأمور بتطهير نفسه وقلبه من المعاصي والآثام والصفات المذمومة.
12- الحذر من الشرك وهجران كل ما يُوصل إليه ، ووجوب هجر الأوثان والمآثم التي هي سبب العذاب، والمداومة على ذلك ، يستفاد من قوله تعالى{ والرجز فاهجر}.
13- الداعي إلى الله تصادفه عقبتان ، الأولى هي الغرور والفخر فيشعر أنه مسد النعم على الناس ، والثانية الأعداء الذين يؤذونه ويتربصون به ، فيكر راجعاً ويقول لنفسه مالى ولقوم لا يسمعون لقولي ولا يعرفون قدر النعم ولا يشكرون المنعمين ، ولذلك قال تعالى: { ولا تمنن تستكثر} ، أي لا تمنن على أصحابك بما علمتهم وبلغتهم من الوحي مستكثراً ذلك عليهم.) المراغي).
14- وقد يكون المعنى أن العبد يجب عليه ألا يستكثر عمله ويرى نفسه ، ويعجب بها ، إنما عمله منة من الله عليه ، فسبحانه من يفتح للعبد الطريق إلى عبادته ويشرح لذلك صدره، فلولا الله ماأطاع طائع.
15- عدم الامتنان على الله بالأعمال الشاقة ، إنما يقدم العبد ذلك ابتغاء مرضات الله تعالى، وطمعاً في القبول.
.
المراجع :
- تفسير الزمخشري : الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل .
- مفاتيح الغيب للرازي.
-
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ).
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي.
- تفسير المراغي.
- تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
-التفسير الوسيط لطنطاوي.
------

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 شوال 1438هـ/12-07-2017م, 10:59 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم تطبيقات الأسلوب الاستنتاجي


لولوة الحمدان أ+
أحسنت وأجدت، بارك الله فيك ونفع بك.

مها محمد أ+
أحسنت وأجدت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 12:19 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي تطبيق الأسلوب الإستنتاجى

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
الفوائد المستفادة من آية رقم 6 من سورة التحريم :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
جاءت الآية بعد موعظة نساء النبى صلى الله عليه وسلم وهى مناسبة لتنبيه المؤمنين لعدم الغفلة عن موعظة أنفسهم وموعظة أهليهم وتضمنت الآية عدة فوائد منها :
1- أول الفوائد أن نحمد الله عزوجل أن جعلنا مؤمنين موحدين و أن نحمد الله عزوجل على نعمة الإسلام فكم ممن وجد نفسه بين أبوين نصرانيين أو يهوديين او مجوسيين فعاش ومات على دينهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ونحن وجدنا الإسلام على طبق من فضة فنحمد الله عزوجل على هذه النعمة وكفى بها نعمة .
2- نعلم أن الله عزوجل عندما يقول (يا أيها الذين آمنوا ) فهذا النداء موجه إلينا وينبغى أن نسمع النداء بآذان صاغية ونطيع ونعمل فالفرق بين المؤمن والكافر أن الكافر لا يسمع ولا يعى ولا يمتثل .
3- نعلم أن الإيمان ليس بمجرد القول وإنما هو تصديق جازم بالقلب بوجود الله عزوجل إلها واحدا لا إله غيره نفرده وحده بالعباده وأن نحب ما يرضى الله ونكره ما يسخط ونجتنب كل ألوان الشرك والمعاصى والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
4- لا يكون إيمان العبد كاملا إلا إذا قام بما أمر الله به فى نفسه أولا وفيما دخل تحت ولا يته من الزوجات والاولاد بل وقيل كذلك العبيد والإماء والخدم إن وجد أى كل من تحت تصرفه .
5- بدايةً أمر الله تعالى المؤمنين بوقاية النفس أولاً و قوا فعل لأمر من الوقاية وذلك بإلزامها بطاعة الله عزوجل وإمتثال أوامره واجتناب نواهيه والبعد عن كل ما يسخطه ويوجب النار والعذاب .

6- ثانيا أن يقوم بوقاية اهله كذلك من النار وذلك بتعليمهم وتأديبهم وإرشادهم إلى طاعة الله
وذكر القشيرى " أن عمر - رضى الله عنه - لما نزلت هذه الآية قال يا رسول الله : نقى أنفسنا فكيف بأهلينا؟
فقال : " تنهونهم عما نهاكم الله عنه ، وتأمرونهم بما أمركم الله به" .
وعن ابن عباس "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار.
وقال مجاهد "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" قال اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله
وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها وهكذا قال الضحاك ومقاتل حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
أن يكون التعامل مع الأهل بالرحمة وبالمعروف وعدم إكراههم ولا إجبارهم وأن ننصح لهم ونساعدهم على الطاعة ويجب أن نصبر عليهم فى القيام بأداء الصلاة والصيام وسائر العبادات
فقد قال تعالى (وتعاونوا على البر والمعروف )كما قال تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
وقال صلى الله عليه وسلم :(حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :( ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن. (
وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم) مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )خرجه جماعة من أهل الحديث .
قال تعالى :(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )
وقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر يقول) : قومي فأوتري يا عائشة.(
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رحم الله امرأ قام من الليل فصلى فأيقظ أهله فإن لم تقم رش وجهها بالماء.
رحم الله امرأة قامت من الليل تصلي وأيقظت زوجها فإذا لم يقم رشت على وجهه من الماء(
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم) : أيقظوا صواحب الحجر).
7- مراعاة ألا يصد الآباء استبقاء الود بينهم وبين أولادهم عن إسداء النصح لهم وتعليمهم الخير والدين وما لا يستغنى عنه من الأدب وإن كان فى ذلك بعض القسوة وذلك لمصلحتهم .
8- جاءت كلمة نار نكرة للتهويل وبيان أنها ناراً عظيمة لا يعلم مقدار حرها إلا الله سبحانه وتعالى ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره فقال: { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }أى أن حطب هذه النار هو أبدان بنو آدم وحجارة الكبريت وقيل الحجارة هى أصنامهم التى كانوا يعبدونها فى الدنيا من دون الله كما قال تعالى: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } .
9- ووصف تعالى زبانية جهنم بأنهم ملائكة غلاظ القلوب لا يرحمون إذا استرحموا يقرعون باصواتهم ويهيبون أصحاب النار بقوتهم بحيث لا يستطيعوا أن يفلتوا منهم أو أن يعصوا لهم أمرا ويقال فلان شديد على فلان أى قوى عليه بحيث يستطيع أن ينزل عليه ما يريد من الاذى وأنواع العذاب
وقيل أن شداد :أي شداد الأبدان .
وقيل : غلاظ الأقوال شداد الأفعال .
وقيل : أراد بالغلاظ ضخامة أجسامهم , وبالشدة القوة .
قال ابن عباس : ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة , وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف إنسان في قعر جهنم .
وذكر ابن وهب قال : وحدثنا عبد الرحمن بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خزنة جهنم) : ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب)
وهذا الوصف للترهيب من النار والعمل على الفرار منها قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم يتمنى الكافر أن تكون له رجعة إلى الدنيا ليعمل صالحا لكن بلا جدوى أو يعتذر فلا تقبل معذرته فقد قال تعالى :
(وَلَوْتَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
وقَوْلِهِ تَعَالَى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) وَقَوْلِهِ: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)
فيجب علينا العمل لهذا اليوم قبل فوات الأوان و نسأل الله عزوجل السلامة والنجاة من النار والفوز بالجنة وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .

10- وأخيراً ما فعل الملائكة بأهل النار ذلك إلا امتثالاً لأمر الله عزوجل فقد امتدحهم سبحانه بقوله (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) أى مهما أمرهم الله تعالى يبادرون لا يتثاقلون ولا يتوانون ولا يتأخرون طرفة عين فيالهم من ملائكة كرام ينبغى علينا الايمان بهم والإقتداء بهم فى طاعة الله ونسأل الله عزوجل أن تقبض أرواحنا ملا ئكة الرحمة وأن يرزقنا الفردوس الأعلى .


المراجع :
تفسير الطبرى
تفسير القرطبى
تفسير البغوى
تفسير بن كثير
تفسير السعدى
الوسيط لطنطاوى
التحرير والتنوير لابن عاشور
______________________________

تم بفضل الله

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14 ذو القعدة 1438هـ/6-08-2017م, 01:01 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم تطبيقات الأسلوب الاستنتاجي

هدى محمد صبري ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ويلاحظ على بعض ما ذكرتيه من الفوائد أنها وإن كانت فوائد صحيحة في نفسها إلا أن الآية لا تدلّ عليها، لذا يجب على الطالب عند استخلاص الفوائد أن يتأمّل وجه دلالة الآية على ما يقول، حتى يكون استنباطه سليما.
وغابت فوائد أخرى.
واحرصي على توثيق ما تذكرينه من الأحاديث والآثار من مصدر أصلي، وبيان درجة الأحاديث ما أمكن.
مع مواصلة التدرّب على كتابة الرسائل الاستنتاجية.
وفقك الله.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12 ذو الحجة 1438هـ/3-09-2017م, 02:58 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الأسلوب الاستنتاجي



تفسير قوله تعالى: (يا أيها اللذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)



تضمنت هذه الآية الكريمة مجموعة من التوجيهات الربانية للحفاظ على العلاقات الأسرية التي تساعد العبد المؤمن على أن تكون أسرته سببا في حياته حياة طيبة وأن تكون أيضا سببا في أن تكون آخرته طيبة على مراد الله وعلى منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملة هذه الآداب:


· يخاطب الله تعالى اللذين آمنوا وهم الفئة التي يجب أن يحرصوا على أن تكون حياتهم حياة طيبة ويسعون أن تكون آخرتهم طيبة. والبيت المؤمن هو ذلك البيت الذي يسعى كل من فيه إلى نيل الجنة في الآخرة والدنيا فجنة الدنيا بيت انتشرت فيه السعادة والرضا وطاعة الله تبارك وتعالى وجنة الآخرة هي جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

· (من) في الآية للتبعيض أي (بعض) وهذا تنبيه رباني إلى أنه ليس كل والأمر ليس عاما فقد يكون هناك من لا تنطبق عليه هذه الآية ولكن حيث أن المولى تبارك وتعالى أنزل في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فهذا يدل على أن الآية تنطبق على الغالبية العظمى من البيوت المسلمة المؤمنة والتي وجب عليها الانتباه لما تحتويه هذه الآية من التوجيهات الإلهية سعيا وراء دنيا طيبة وآخرة طيبة.

· قبل الحديث عن التوجيهات الإلهية للأسرة المسلمة لابد من معرفة سبب نزول هذه الآية فقد روى الترمذي أن رجلا سأل بن عباس رضى الله عنه عن هذه الآية فقال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فنزلت الآية.

· وقال بن عباس أيضا أنها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي, شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده فنزلت الآية. وحكا الطبري عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات: (يا أيها اللذين آمنوا إن من أزواجكم ......... الآية) نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه فرققوه فقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق فيقيم فنزلت الآية.

· ومن خلال الأحاديث التي ذكرناها سبب نزول الآية تبين لنا أنها نزلت في بيت مسلم مؤمن حتى أن عائل هذا البيت كان يريد الخروج للجهاد وهو ذروة سنام الإسلام وفي الجهاد يكون المجاهد معرضا للشهادة أو للجرح أو غير ذلك من الأمور التي تحدث للمجاهدين من قتل أو أسر أو جرح ولكنه رغبة في رضا مولاه وطلبا للجنة أراد الخروج ولكن منعه أهله زوجته وأولاده ولو نظرنا إلى هذه القصة القصيرة وتمعنا فيها لوجدنا أننا في هذه الأيام لو أراد أي مسلم الخروج للجهاد لواجه نفس ما واجه عوف بن مالك وأكثر من ذلك فكان في عصر النبوة كل البيوت شيدت على القتال وكل الرجال تربوا على حمل السيف والرمح والقتال ورغم ذلك كان منهم من يثبطه أهله عن الخروج ويرضخ لتوسلاتهم.

· من الأعداء من يكون عدوا بفعله وليس بذاته فالأزواج والأولاد كما جاء في الآية أعداء ولكنهم ليسوا أعداء بذاتهم ولكنهم أعداء بفعلهم فإن الزوج والولد إذا فعلوا فعل الأعداء كانوا أعداء وهذا ما قالت به الآية وليس هناك فعل أقبح من الحيلولة بين العبد وبين الطاعة.

· وكما أن الزوجة والولد يكونوا عدوا للزوج فقد يكون الرجل والولد عدوا للمرأة بهذا المعنى بعينه فيحولون بينها وبين الطاعة.

· قال تعالى في الآية: (فاحذروهم) وهذا من أهم طرق الحفاظ على البيت المسلم فلم يقل فاقتلوهم أو عاقبوهم ولكن طلب منا الحذر من الوقوع في الضرر وذلك قد يختلف من بيت لآخر في طريقة الحذر وكيف يتمكن العبد من مواجهة هذه الموانع وكيف يكون ذلك الحذر بطريقة كافية وفي نفس الوقت لا تكون سببا في هدم البيت المسلم.

· الله تعالى خلقنا بشرا ويعلم ضعفنا ويعلم تسلط الشيطان والنفس علينا ولذلك بعدما حذرنا من الأزواج والأولاد وهو يعلم أن هذا التحذير قد لا يلتزم به الكثير منا فيقع فيما حذرنا الله منه وحتى لا يكون ذلك سببا في تدمير البيت المسلم فعلمنا المولى عز وجل كيف نتعامل مع هذه الأمور بطريقة سليمة ولا تؤثر على قوام البيت المسلم فقال سبحانه وتعالى: (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا) ثلاث أشياء يقوم بها العبد المسلم في مواجهة ضعف أهله وتسلط الشيطان عليهم حين منعوه من القيام بعبادة ربه.

· وكما جاء في تفسير الطبري: يأمرنا الله بالعفو عنا سلف من الأزواج والأولاد من صدهم لنا عن الإسلام والهجرة. والصفح لهم عن عقوبتنا لهم على ما صدر منهم. والمغفرة لهم على غير ذلك من الذنوب. وهذا كله حفاظا على بناء البيت المسلم من الانهيار بسبب تسلط الشيطان والنفس على بعض أفراد هذا البيت المسلم. وقد قال مجاهد: ما عادوهم في الدنيا ولكنه حملتهم مودتهم على أن أخذوا لهم الحرام فأعطوه إياهم.

· يقول بن عاشور في تفسيره: وتقديم خبر (إن) على اسمها للاهتمام بهذا الخبر ولما فيه من تشويق إلى الاسم ليتمكن مضمون هذا الخبر في الذهن أتم تمكن لما فيه من الغرابة والأهمية.

· ويقول بن عاشور أيضا: وعطف على قوله: (فاحذروهم) جملة (وإن تعفوا وتصفحوا) إلى آخرها عطف الاحتراس لأنه إذا كان العطف مطلوبا محبوبا إلى الله تعالى وهو لا يكون إلا بعد حصول الذنب فإن عدم المؤاخذة على مجرد ظن العداوة أجدر بالطلب ففهم النهي عن معاملة الأزواج والأبناء معاملة الأعداء لأجل إيجاس العداوة بل المقصود من التحذير التوقي وأخذ الحيطة لابتداء المؤاخذة.

· وبحسب كلام فقهاء اللغة فالعفو هو: ترك المعاقبة على الذنب بعد الاستعداد له ولو مع توبيخ. والصفح هو: الإعراض عن المذنب أي ترك عقابه على ذنبه دون التوبيخ. والغفر هو: ستر الذنب وعدم إشاعته.

· قيل أن حذف متعلق الأفعال الثلاثة (تعفوا وتصفحوا وتغفروا) لظهور أن المراد من أولادكم وأزواجكم فيما يصدر منهم مما يؤذيكم وقيل يجوز أن يكون حذف المتعلق لإرادة عموم الترغيب في العفو. فالمرء يعفو ويصفح ويغفر عن المذنب إذا كان ذنبه متعلقا بحق ذلك المرء.

· ولأن الله سبحانه وتعالى (غفور رحيم) فهو يحب ذلك من عباده فهو يحب اللذين يغفرون ويرحمون وجملة (فإن الله غفور رحيم) دليل جواب الشرط المحذوف المؤذن بالترغيب في العفو والصفح والغفر ويكون التقدير: وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا يحب الله ذلك منكم لأن الله غفور رحيم.

· لما طلب الله منا (العفو والصفح والغفر) فجمع الله كل هذه الصفات في صفة واحدة له سبحانه وتعالى وهي الرحمة فمن اتصف بالرحمة فمن المؤكد أنه يعفو ويصفح ويغفر ويقول السعدي في ذلك: من عفا عفا الله عنه ومن صفح صفح الله عنه ومن غفر غفر الله له ومن عامل الله فيما يحب وعامل عباده كما يحبون وينفعهم نال محبة الله ومحبة عباده واستوثق له أمره.

المراجع:
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310هـ)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ( 1376 هـ)
تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور (1973 م)

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 14 ذو الحجة 1438هـ/5-09-2017م, 02:25 PM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين،
أما بعد فهذه بعض الفوائد من بعض آيات كريمات من سورة الفجر:
قال تعالى:
"{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ }{ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً }{و تحبون المال حبا جما}.

1/ذكرت الفاء للتعقيب على ما فعلته الأمم الفارطة من كفر و تكذيب للرسل والاستكانة للدنيا و ذلك لانغماسهم في نعم الله و عدم شكرها و استعمالها في المعصية.

2/فأما ...و أما: أحوال الناس في التعامل مع الابتلاء بالخير و الشر.

ذكر هذا بن عاشور في تفسيره

3/الإنسان قيل يقصد الجاهل من المؤمنين و قيل الكافر و قيل أشخاص بعينهم مثل أمية بن خلف.

4/"{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ": بعض الناس يظن أن الابتلاء يكون بالشر دون الخير بل هو بالخير أي بالغنى و المال يكون أشد على صاحبه ممن أبتلي بالفقر، لأنه لا يخطر على باله أنه ابتلاء و اختبار و امتحان من الله ، فينشغل عن الطاعة و عن أمور الآخرة و ينغمس في الملذات و الشهوات و ربما في المعاصي و المحرمات، فيكون مصيره كما حصل للأمم السابقة أو كما حصل لقارون لما أصابه الكبر لما عنده من مال فنسي أن الله تعالى هو من رزقه ففتن و قال:"إنما أوتيته على علم عندي" فلم يشكر بل كفر و جحد.

5/"فيقول ربي أكرمن": وردت هنا على وجه الكبر إنما يريدها الله على وجه الشكر.

6/أَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ": الابتلاء يكون بالخير و الشر على حد سواء، فالله يريد أن يختبر صبر الفقير على قدر الله و قضائه و ينظر كيف سيكون عمله هل سيلجأ للحرام من ريا و رشوة و سرقة و غير ذلك أم سيصبر و يلجأ لله و يتوكل عليه و يدعوه حتى يذهب ما به من ضر.

7/" فيقول ربي أهانن":الدنيا دار امتحان و اختبار من الله تعالى، فلا الغنى علامة محبة الله للعبد ولا الفقر علامة سخط من الله، فالله يعطي المال من يحب و من لا يحب ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب.

8/مطمع أنظار الكفار و المنافقين و مبلغ مناهم هي الدنيا الفانية الزائلة.

9/الآخرة هي دار الجزاء و هي دار الكرامة للمؤمن و دار الاهانة للكافر و المنافق و من شابههم و أما الدنيا فهي دار الابتلاء و هي لا تسوى عند الله جناح بعوضة.

10/"كلا بل لا يكرمون اليتيم..كلا إذا دكت..": كلا الأولى أي أقوالهم هذه أقوال سوء و شر إذ أنهم ينفون الحكمة لله عز و جل في تسير الرزق للعباد، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
و كلا الثانية أي أن أفعالهم أشد سوءا من أقوالهم. ويدل هذا السياق على نكارة شديدة من الله تعالى على أقوال أهل الباطل و فعالهم.

10/"بل لا تكرمون اليتيم" في هذا حث على إكرام اليتيم كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"أن و كافل اليتيم كهاتين في الجنة" يقصد السبابة و الوسطى.

12/"و لا يحضون على طعام المسكين":الله تعالى نهى على عدم السعي و التنبيه على حق المسكين فمن باب أولى الإطعام نفسه، أي في الآية الحث على إطعام المسكين و حث الغير و تشجيعهم على فعل ذلك.

13/"و يأكلون التراث أكلا لما. و يحبون المال جبا جما": في الآية تخويف من فعل هذه الأفعال و منها أكل المال بالباطل، و لذلك على المؤمن التحري في ماله حتى لا يشابه أهل الباطل في فعلهم.

14/يعتبر الكفار أو الجهال من المؤمنين أن الفقر مهانة لصاحبه لذلك هم يهينون اليتيم و لا يطعمون المسكين و لا يورثون المرأة و الصبي، لأنهم مهانون عندهم.
ذكره بن عاشور.

15/الاهانة الحق في الآخرة لمن لا يكرم اليتيم و لا يحض على طعام المسكين و من يأكل الميراث و يجمع المال بحق و بغير حق.
ذكرها الطبري في تفسيره.

16/يجب على المؤمن الاعتبار بهذه الآيات و هي أن الابتلاء يكون في الخير و الشر و أن الذنيا فانية لا محالة و أن الآخرة هي التي يجب السعي لها و يكون ذلك بالايمان و العمل الصالح من حرص على إكرام اليتيم و إطعام المسكين و كسب المال الحلال وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى.


المراجع:
المراجع:
جامع القرآن في تفسير البيان للطبري
الكشاف للزمخشري
مفاتيح الغيب للرازي
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
تفسير القرآن الكريم لابن كثير
أنوار التنزيل و أسرار التأويل للبيضاوي
فتح القدير للشوكاني
التحرير و التنوير لابن عاشور
صفوة التفاسير للصابوني

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 15 ذو الحجة 1438هـ/6-09-2017م, 11:36 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم تطبيقات الأسلوب الاستنتاجي


محمد عبد الرازق جمعة أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- اعتنِ بتوثيق ما تذكره من أحاديث وآثار وأسباب نزول.
- معنى العداوة ليس مقتصرا على التثبيط عن الجهاد فحسب، بل هو أعمّ من ذلك.

زينب الجريدي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- توجد أخطاء كثيرة في كتابة الآيات، فانتبهي لذلك، وفاتتك بعض الفوائد فأوصيك بمعاودة النظر في الآية والاستزادة منها.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir