دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 15 ذو القعدة 1438هـ/7-08-2017م, 07:27 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم تطبيقات أسلوب التقرير العلمي


محمد عبد الرازق
بارك الله فيك ونفع بك.
وأسلوبك جيّد جدا فيما كتبته من رسائل -بارك الله فيك- وهذه ميزة مهمّة بالنسبة لك كمفسّر ناشيء بإذن الله.
لكن الملاحظات على الرسالة ملاحظات علمية..
فأنت تسرد تفسير الآية من كتب التفسير، وتعتبرها أقوالا في الآية، ثم تعلّق على هذه الأقوال.
وليس هكذا يكون استخلاص أقوال المفسّرين في الآية، ولا عدّ الأقوال فيها، بل تتعدّد الأقوال إذا اختلفت فقط في مرادها، أما ما ذكرته فكله يرجع إلى معنى واحد وإن عبّر عن المعنى في بعضها بألفاظ مختلفة، فكلها ترجع إلى المعنى اللغوي للمحادّة، لذا لا نعتبرها أقوالا عديدة في المسألة.
ثم إن طرق التفسير المعتبرة - كما درسنا من قبل- أن نفسّر القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال السلف ولغة العرب ثم نجتهد في التفسير بشروطه، والأقوال التي سردتها ليست أقوالا للسلف (أي الصحابة والتابعين) عدا ما نقلته من تفسير الطبري، بل هي أقوال لمفسّرين منطلقة من المعنى اللغوي للمحادّة ولا خلاف بينها، فيكتفى فيها بإنشاء عبارة جامعة تنسب إلى جميع من ذكرها من المفسّرين، بخلاف أقوال السلف التي نستشهد بها على التفسير.
فالخلاصة.. أن المسألة التي ذكرتها مسألة لغوية لا خلاف فيها بين المفسّرين، ولا تحتاج إلى الصورة المعروضة في التحرير.
فأرجو اختيار تطبيق آخر وإعادة التحرير وفق الأصول المدروسة سابقا في التحرير العلمي، ولعلك تراجع دروس دورة المهارات الأساسية في التفسير، وتستفيد من تطبيقات الزملاء في طريقة التحرير، وفقك الله.

هدى محمد صبري ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ومصادرك جيّدة وأسلوبك حاضر في أول الرسالة، لكنها أخذت بعد ذلك شكل الملخّص، والواجب إحسان الربط بين المسائل والانتقال من مسألة لأخرى.
وإليك بعض الملاحظات المنهجية:
- الكلام عن سبب النزول لابد أن يكون موثّقا من مصدر أصلي أو بديل، وقد ذكرتيه دون توثيق.
وكذلك أقوال السلف يجب ذكر مصادرها، وقبلها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- في مسألة معنى "التقوى" لابد أولا من بيانها لغويا.
والقولان المذكوران في معنى التقوى ليس بينهما أي اختلاف، فلا يصحّ أن يصنّفا على أنهما قولان، وكذلك مسألة المراد بالتقوى، كلها معان متّفقة.
- كلامك على نسخ آية آل عمران بالآية موضوع الرسالة مختصر جدا، إذ يجب التحقيق في وقوع النسخ من عدمه، وبيان حجّة القائلين بالنسخ ومرادهم منه، وحجّة النافين.
- في مسألة الفرق بين الشحّ والبخل داخلتِ بين معان كثيرة لا تتعلّق بالتفريق اللغوي والذي هو المقصود بالبيان.
- لابد من بيان معنى الفلاح لغة، وهكذا في جميع الألفاظ لابد من بيان معناها لغويا في التحرير العلمي.
وأوصيك بمواصلة التدرّب على أسلوب التحرير العلمي وملاحظة التطبيقات الجيّدة.
وفقك الله.

زينب الجريدي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يوجد فرق بين مسألتي المعنى والمراد، فالكلام عن معنى "الخنّس" أي معنى الخنوس، غير الكلام عن الشيء المقصود بها في الآية، فيرجى الانتباه عند صياغة عنوان المسألة.
- عند نسبة القول إلى من ذكره من السلف يجب ذكر المصدر الذي أخذتِ منه هذا القول.
- وفاتك الكلام عن معنى الخنوس والكنوس في اللغة، ووجه وصف الكواكب والنجوم بهذا الوصف أي الخنوس والجري والكنوس.

فالملاحظة العامّة على الرسالة اختصار التحرير وضعف ظهور أسلوبك فيها، فهو أقرب إلى الملخّص.
وأوصيك بمواصلة التدرّب على أسلوب التحرير العلمي وملاحظة التطبيقات الجيّدة.
وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 11 ذو الحجة 1438هـ/2-09-2017م, 04:41 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
تابع تقويم تطبيقات أسلوب التقرير العلمي







محمد عبد الرازق
بارك الله فيك ونفع بك.
وأسلوبك جيّد جدا فيما كتبته من رسائل -بارك الله فيك- وهذه ميزة مهمّة بالنسبة لك كمفسّر ناشيء بإذن الله.
لكن الملاحظات على الرسالة ملاحظات علمية..
فأنت تسرد تفسير الآية من كتب التفسير، وتعتبرها أقوالا في الآية، ثم تعلّق على هذه الأقوال.
وليس هكذا يكون استخلاص أقوال المفسّرين في الآية، ولا عدّ الأقوال فيها، بل تتعدّد الأقوال إذا اختلفت فقط في مرادها، أما ما ذكرته فكله يرجع إلى معنى واحد وإن عبّر عن المعنى في بعضها بألفاظ مختلفة، فكلها ترجع إلى المعنى اللغوي للمحادّة، لذا لا نعتبرها أقوالا عديدة في المسألة.
ثم إن طرق التفسير المعتبرة - كما درسنا من قبل- أن نفسّر القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال السلف ولغة العرب ثم نجتهد في التفسير بشروطه، والأقوال التي سردتها ليست أقوالا للسلف (أي الصحابة والتابعين) عدا ما نقلته من تفسير الطبري، بل هي أقوال لمفسّرين منطلقة من المعنى اللغوي للمحادّة ولا خلاف بينها، فيكتفى فيها بإنشاء عبارة جامعة تنسب إلى جميع من ذكرها من المفسّرين، بخلاف أقوال السلف التي نستشهد بها على التفسير.
فالخلاصة.. أن المسألة التي ذكرتها مسألة لغوية لا خلاف فيها بين المفسّرين، ولا تحتاج إلى الصورة المعروضة في التحرير.
فأرجو اختيار تطبيق آخر وإعادة التحرير وفق الأصول المدروسة سابقا في التحرير العلمي، ولعلك تراجع دروس دورة المهارات الأساسية في التفسير، وتستفيد من تطبيقات الزملاء في طريقة التحرير، وفقك الله.


بسم الله الرحمن الرحيم


تطبيق على أسلوب التقرير العلمي


تفسير قوله تعالى: (إن اللذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)

· جاء في معجم المعاني الجامع:
الغيب اسم جمعه على غيوب (بكسر الغين وضمها)
والغيب خلاف الشهادة
والغيب كل ما غاب عن الإنسان سواء أكان محصلا في القلوب أم غير محصل

· جاء في لسان العرب:
الغيب: الشك وجمعه غياب وغيوب
والغيب: كل ما غاب عنك
ويقال: سمعت صوتا من وراء الغيب أى من موضع لا أراه
وقال شمر: كل مكان لا يدري ما فيه فهو غيب وكذلك الموضع الذي لا يدري ما وراءه

· جاء في الموسوعة الحرة:
الغيب: هو كل حقيقة لا يدرك طبيعتها العقل أو لا يتعامل معها الإنسان بالحواس حيث لا سبيل إلى وعاينتها أو الوقوف عليها ولكنه يدركها كحقيقة.


هذا تلخيص كلام علماء اللغة في معنى الغيب وأقوال المفسرين في تفسير هذه الآية يختلف عن كلام علماء اللغة حيث أن سياق الآية يختلف عن سياق المعنى اللغوي الذي ذكره علماء اللغة


المسائل التفسيرية في الآية:
1- مناسبة الآية لما قبلها
2- المراد بالخشية بالغيب
3- جزاء اللذين يخشون ربهم بالغيب

المسألة الأولى: مناسبة الآية لما قبلها:
في مناسبة الآية لما قبلها قولان:

· القول الأول: قال السعدي: لما ذكر الله حال الأشقياء في قوله تعالى: (وللذين كفروا بربهم ....... إلى قوله تعالى ....... ما كنا في أصحاب السعير) ذكر حال السعداء والأبرار فقال: (إن اللذين يخشون ربهم بالغيب ......)

· القول الثاني: قال بن عاشور: اعتراض يفيد استئنافا بيانيا جاء على سنن أساليب القرآن في تعقيب الرغبة بالرهبة فلما ذكر ما أعد للكافرين المعرضين عن خشية الله أعقبه بما أعد للذين يخشون ربهم بالغيب من المغفرة والثواب للعلم بأنهم يترقبون ما يميزهم عن أحوال المشركين.
ومن خلال هذين القولين نجد أنهما مختلفين فالسعدي ربط الآيات ربط حال بحال أما بن عاشور ربط الآيات ربط ذكر الرغبة بعد الرهبة.

المسألة الثانية: المراد بالخشية بالغيب:
· في المراد بالخشية بالغيب ثلاثة أقوال:

1- يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائبا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله. وهذا قول بن كثير والسعدي والطنطاوي
2- اللذين يخافون ربهم بالغيب وهم لم يروه أي يعبدونه كأنهم يرونه وهم لم يروه. ذكره الطبري والطنطاوي في قول آخر
3- اللذين يخشون عذاب الله وهم لم يروه ويؤمنون به خوفا من عذابه الذي لم يروه. ذكره القرطبي والأشقر

وهذه الأقوال الثلاثة مختلفة فيما بينها وكلها صحيحة ويكون المراد بالخشية بالغيب جمعا بين هذه الأقوال الثلاثة: هى اللذين يعبدون ربهم وهم لم يروه ويخافون عذابه وهم لم يشاهدوا هذا العذاب حتى ولو كانوا غائبين عن الناس ولا يراهم أحد إلا الله.

المسألة الثالثة: جزاء اللذين يخشون ربهم بالغيب:
· قال بن كثير: اللذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير أي: يكفر عنه ذنوبه ويجازيه بالثواب الجزيل واستدل بحديث: (سبعة يظلهم الله في ظله) وذكر منهم: (رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) وعن أنس رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره؟ قال: (كيف أنتم وربكم؟) قالوا: الله ربنا في السر والعلانية قال: (ليس ذلكم النفاق).
· قال السعدي: لهم مغفرة لذنوبهم وإذا غفر الله ذنوبهم وقاهم شرها ووقاهم عذاب الجحيم ولهم أجر كبير وهو ما أعده الله لهم في الجنة من النعيم المقيم والملك الكبير واللذات المتواصلات والمشتهيات والقصور والمنازل العاليات والحور الحسان والخدم والولدان وأعظم من ذلك وأكبر رضا الرحمن الذي يحله الله على أهل الجنان.
· قال الطنطاوي: لهم من خالقهم عز وجل مغفرة عظيمة وأجر بالغ الغاية في الكبر والضخامة.
· قال الطبري: لهم عفو من الله عن ذنوبهم وثواب من الله لهم على خشيتهم إياه بالغيب جزيل.
· قال القرطبي: لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة.
· قال الأشقر: لهم مغفرة عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة.
وهذه الأقوال متقاربة في النتيجة وهي: مغفرة الذنوب ودخول الجنة وبعضها مختلف في السبب حيث اختلفوا في تفسير مقدمة الآية وهي: تفسير الخشية بالغيب.


المراجع :
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310هـ)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ)
تفسير الطنطاوي ت (2010م)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ( 1376 هـ)
تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور (1973 م)
زبدة التفاسير للأشقر (1430 هـ)

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 10:23 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


تطبيق على أسلوب التقرير العلمي


تفسير قوله تعالى: (إن اللذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)

· جاء في معجم المعاني الجامع:
الغيب اسم جمعه على غيوب (بكسر الغين وضمها)
والغيب خلاف الشهادة
والغيب كل ما غاب عن الإنسان سواء أكان محصلا في القلوب أم غير محصل

· جاء في لسان العرب:
الغيب: الشك وجمعه غياب وغيوب
والغيب: كل ما غاب عنك
ويقال: سمعت صوتا من وراء الغيب أى من موضع لا أراه
وقال شمر: كل مكان لا يدري ما فيه فهو غيب وكذلك الموضع الذي لا يدري ما وراءه

· جاء في الموسوعة الحرة:
الغيب: هو كل حقيقة لا يدرك طبيعتها العقل أو لا يتعامل معها الإنسان بالحواس حيث لا سبيل إلى وعاينتها أو الوقوف عليها ولكنه يدركها كحقيقة.


هذا تلخيص كلام علماء اللغة في معنى الغيب وأقوال المفسرين في تفسير هذه الآية يختلف عن كلام علماء اللغة حيث أن سياق الآية يختلف عن سياق المعنى اللغوي الذي ذكره علماء اللغة


المسائل التفسيرية في الآية:
1- مناسبة الآية لما قبلها
2- المراد بالخشية بالغيب
3- جزاء اللذين يخشون ربهم بالغيب

المسألة الأولى: مناسبة الآية لما قبلها:
في مناسبة الآية لما قبلها قولان:

· القول الأول: قال السعدي: لما ذكر الله حال الأشقياء في قوله تعالى: (وللذين كفروا بربهم ....... إلى قوله تعالى ....... ما كنا في أصحاب السعير) ذكر حال السعداء والأبرار فقال: (إن اللذين يخشون ربهم بالغيب ......)

· القول الثاني: قال بن عاشور: اعتراض يفيد استئنافا بيانيا جاء على سنن أساليب القرآن في تعقيب الرغبة بالرهبة فلما ذكر ما أعد للكافرين المعرضين عن خشية الله أعقبه بما أعد للذين يخشون ربهم بالغيب من المغفرة والثواب للعلم بأنهم يترقبون ما يميزهم عن أحوال المشركين.
ومن خلال هذين القولين نجد أنهما مختلفين فالسعدي ربط الآيات ربط حال بحال أما بن عاشور ربط الآيات ربط ذكر الرغبة بعد الرهبة.

المسألة الثانية: المراد بالخشية بالغيب:
· في المراد بالخشية بالغيب ثلاثة أقوال:

1- يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائبا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله. وهذا قول بن كثير والسعدي والطنطاوي
2- اللذين يخافون ربهم بالغيب وهم لم يروه أي يعبدونه كأنهم يرونه وهم لم يروه. ذكره الطبري والطنطاوي في قول آخر
3- اللذين يخشون عذاب الله وهم لم يروه ويؤمنون به خوفا من عذابه الذي لم يروه. ذكره القرطبي والأشقر

وهذه الأقوال الثلاثة مختلفة فيما بينها وكلها صحيحة ويكون المراد بالخشية بالغيب جمعا بين هذه الأقوال الثلاثة: هى اللذين يعبدون ربهم وهم لم يروه ويخافون عذابه وهم لم يشاهدوا هذا العذاب حتى ولو كانوا غائبين عن الناس ولا يراهم أحد إلا الله.

المسألة الثالثة: جزاء اللذين يخشون ربهم بالغيب:
· قال بن كثير: اللذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير أي: يكفر عنه ذنوبه ويجازيه بالثواب الجزيل واستدل بحديث: (سبعة يظلهم الله في ظله) وذكر منهم: (رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) وعن أنس رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره؟ قال: (كيف أنتم وربكم؟) قالوا: الله ربنا في السر والعلانية قال: (ليس ذلكم النفاق).
· قال السعدي: لهم مغفرة لذنوبهم وإذا غفر الله ذنوبهم وقاهم شرها ووقاهم عذاب الجحيم ولهم أجر كبير وهو ما أعده الله لهم في الجنة من النعيم المقيم والملك الكبير واللذات المتواصلات والمشتهيات والقصور والمنازل العاليات والحور الحسان والخدم والولدان وأعظم من ذلك وأكبر رضا الرحمن الذي يحله الله على أهل الجنان.
· قال الطنطاوي: لهم من خالقهم عز وجل مغفرة عظيمة وأجر بالغ الغاية في الكبر والضخامة.
· قال الطبري: لهم عفو من الله عن ذنوبهم وثواب من الله لهم على خشيتهم إياه بالغيب جزيل.
· قال القرطبي: لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة.
· قال الأشقر: لهم مغفرة عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة.
وهذه الأقوال متقاربة في النتيجة وهي: مغفرة الذنوب ودخول الجنة وبعضها مختلف في السبب حيث اختلفوا في تفسير مقدمة الآية وهي: تفسير الخشية بالغيب.


المراجع :
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310هـ)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ت ( 671هـ)
تفسير الطنطاوي ت (2010م)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ( 1376 هـ)
تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور (1973 م)
زبدة التفاسير للأشقر (1430 هـ)



بارك الله فيك، وجزاك خيرًا على حرصك على الإعادة، وإن كانت بعض الملحوظات تكررت في تطبيقك الجديد.

ولمزيد توضيح، ينبغي بيان أنواع الخلاف في كلام المفسرين :

الأول : هو خلاف لفظي، أي أن الخلاف في مجرد الألفاظ وإنما مؤدى المعنى واحد، فهذا النوع في حقيقة الأمر لا يعد خلافًا.

مثلا :

الخلاف بين كلام السعدي وكلام ابن عاشور هو من هذا النوع، السعدي ذكر أنه عقب بذكر حال السعداء ( وهذا هو الترغيب في كلام ابن عاشور ) بعد حال الأشقياء ( وهو الترهيب في كلام ابن عاشور ).

ويمكن القول بأن الخلاف في معنى الخشية بالغيب يندرج تحت هذا النوع إلا أن كل مفسر أضاف معنى جديدًا، فالأول قال ( مقام ربه ) وذكر الخوف في السر كالعلانية وهذا يدخل ضمن معنى " يخافونه كأنهم يرونه " !



الثاني : خلاف في اللفظ والمعنى، لكن يمكن الجمع بين الأقوال، وهذا نسميه خلاف التنوع.

الثالث : خلاف في اللفظ والمعنى ولا يمكن الجمع بين الأقوال ولابد من الترجيح وهذا نسميه خلاف التضاد.




الملحوظة الثانية :

بهذا التطبيق خاصة ، وهو أن المعنى اللغوي لمعنى الغيب ليس بعيدًا كثيرًا عن المراد بها في الآية ، وأقوال علماء اللغة ليست مختلفة فيمكن صياغتها بعبارة واحدة والإشارة فقط لإضافة كل منهم إن لزم الأمر.


الملحوظة الثالثة :

وأشارت إليها الأستاذة أمل أيضًا.
وهي أنه غاب عن تطبيقك بيان أقوال أهل السلف " الصحابة والتابعين " في المسائل ، وهذه الأقوال إنما تجدها في كتب التفسير بالمأثور مثل تفسير ابن جرير الطبري.



ختامًا:

يمكن كتابة رسالة بالتقرير العلمي في تفسير أي آية من كتاب الله، لكن يُفضل في المرحلة الحالية أن تختاروا الآيات التي يشهر فيها مسائل الخلاف للتدرب على تحرير مسائل الخلاف وصياغتها بأسلوبكم، واختيار الأسلوب المناسب للآية المراد تفسيرها من المهارات المطلوبة، فمثل هذه الآية يصلح اختيارها مع الأسلوب الوعظي أكثر.



التقويم: د+

بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 1 ربيع الأول 1439هـ/19-11-2017م, 11:39 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا على الملاحظات القيمة، نفعنا الله بها وجزاكم عنا خير الجزاء،

الأسلوب العلمي
رسالة تفسيرية في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواكُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَمَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِفَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَاالَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) }
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد؛
فهذه رسالة تفسيرية في الآية التي ختمت بها سورة الصف، فبعد أن أمر الله المؤمنين بأن يصدق فعلُهم قولَهم، وأمرهم بأن يكونوا صفا مرصوصا في مواجهة أعدائهم، ثم ذكر إيذاء بني إسرائيل لموسى عليه السلام، وبشارة عيسى ابن مريم برسالة محمد عليهم الصلاة والسلام، ثم ذِكْر ظهور الإسلام على جميع الأديان رغم كيد الحاقدين، وتشويق المؤمنين إلى معرفة التجارة الرابحة وهي الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله، وختمت الآيات بدعوة عباد الله المؤمنين بأن ينصروا الله ورسوله، كما نصر الحواريون عيسى عليه السلام في سبيل الله.
وفي الآية عدة مسائل:
أولا: المسائل التفسيرية:

قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواكُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}

كيف تكون نصرة الله؟
تكون نصرة الله بالأقوال والأفعال، من تعلم العلم النافع العمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، كما تكون بجهاد الكفار والمنافقين بالسيف والقلم، وبذل المال والنفس نصرة لدين الله.

قوله تعالى: {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَمَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}

قصة عيسى عليه السلام مع حوارييه:
عن ابن عبّاسٍ رضي اللّهعنهما قال: لمّا أراد اللّه عزّ وجلّ أن يرفع عيسى إلى السّماء، خرج إلى أصحابه وهمفي بيتٍ اثنا عشر رجلًا من عينٍ في البيت، ورأسه يقطر ماءً، فقال: إنّ منكم من يكفربي اثنتي عشر مرّةً بعد أن آمن بي. قال: ثمّ قال: أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتلمكاني، ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شابٌّ من أحدثهم سنًّا فقال: أنا. قال: فقالله: اجلس. ثمّ أعاد عليهم، فقام الشّابّ فقال: أنا. فقال له: اجلس. ثمّ عادعليهم فقام الشّابّ، فقال: أنا. فقال: نعم، أنت ذاك. قال: فألقي عليه شبه عيسى، ورفععيسى عليه السّلام من روزنة في البيت إلى السّماء، قال: وجاء الطلب من اليهود،فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرّةً بعد أن آمن به،فتفرّقوا فيه ثلاث فرقٍ. فقالت فرقةٌ: كان اللّه فينا ما شاء، ثمّ صعد إلى السّماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقةٌ: كان فينا ابن اللّه ما شاء، ثمّ رفعه إليه وهؤلاءالنّسطوريّة، وقالت فرقةٌ كان فينا عبد اللّه ورسوله ما شاء اللّه ثمّ رفعه إليه،وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًاحتّى بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.(ابن كثير).

المراد ب: {من أنصاري إلىاللّه}
أي: من يتبعني منكم إلى الله نصرة لدينه وشرعه.

معنى الحواري، المراد به
"الحواريين" في اللغة: الذين أخلصوا ونقّوا من كل عيب، والمراد به: خلصانالأنبياء وصفوتهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن عمّتي وحواريّي من أمّتي.

لم سمي الحواريون بهذا الاسم؟
قيل: إن الحواريين سموابذلك لبياض ثيابهم، فأطلق عليهم لصفاء قلوبهم ونقاءها من الخبث، وقيل: كانوا قصّارين،وقيل: كانواغسّالين.

قوله تعالى: {فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَاالَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}

من هي الطائفة التي آمنت؟ والطائفة التي كفرت؟
الطائفة المؤمنة: هي من وحدت الله عز وجل، وقالت: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثمّ رفعه.
أما الطائفة الكافرة ثلاث فرق: اليعقوبية: وهم قالوا هو الله،والإسرائيلية: وهم قالوا ابن الله، والنسطورية: وهم قالوا هو إله، وأمه إله واللهثالثهما - تعالى الله عن أقوالهم علوا كبيرا-.

كيف ظهرت الطائفة المؤمنة؟
في المراد بالظهور قولان:
الأول: أن المراد الظهور الحسي، بالسيف والسنان؛ وذلك أن الله تعالى رد الكرة لمن آمن به، فغلبوا الكافرين.بعدفترة من رفع عيسى عليه السلام.
أو أن ظهورهم بظهور الإسلام، فلما تظاهرت الطوائف الكافرة على المؤمنة فقتلوها لم يزل الإسلام طامسا حتى جاء الإسلام.
الثاني: أن المراد الظهور المعنوي، بالحجة والبرهان؛ فقد كانالمؤمنون به قديما ظاهرين بالحجة، وإن كانوا مفرقين في البلاد، مغلوبين في ظاهرالأمر.


ثانيا: المسائل الاستطرادية:
فضائل الأنصار
قال قتادة في هذه الآية: قد كانت للّهأنصارٌ من هذه الأمّة تجاهد على كتابه وحقّه. وذكر لنا أنّه بايعه ليلة العقبةاثنان وسبعون رجلاً من الأنصار، ذكر لنا أنّ بعضهم قال: هل تدرون علام تبايعون هذاالرّجل؟ إنّكم تبايعون على محاربة العرب كلّها أو يسلموا. وذكر لنا أنّ رجلاً قال: يا نبيّ اللّه اشترط لربّك ولنفسك ما شئت، قال: أشترط لربّي أن تعبدوه، ولا تشركوابه شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا منعتم منه أنفسكم وأبناءكم. قالوا: فإذافعلنا ذلك، فما لنا يا نبيّ اللّه؟ قال: لكم النّصر في الدّنيا، والجنّة في الآخرة. ففعلوا، ففعل اللّه.(الطبري)
ويدخل في الآية كل من نصر دين الله في كل زمان ومكان.

من هم حواريوا هذه الأمة؟
هم سبعون رجلا من الأنصار، بايعوا رسول الله عند العقبة، وقيل: بأنهم سبعون رجلا من قريش وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة والعشرة المبشرون بالجنة.
والآية تشملهم جميعا، لأن المراد: كل من قام بنصرة الحق والقيام به؛ فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

_______________
المراجع:
تفسير عبد الرزاق لابْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ)
غريب القرآن وتفسيره لعَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِالمُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
تفسير غريب القرآن لعَبْدُ اللهِبْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276ه)
جامع البيان لمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍالطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
معاني القرآن ل إِبْرَاهِيمُ بْنُالسَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
تفسير مجاهد لعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352ه)
تفسير المشكل من غريب القرآن، و العمدة في غريب القرآن لمَكِّيُّ بْنُأَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437ه)
المحرر الوجيز لعَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَالأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه)
تفسير القرآن العظيم لابْنِ كَثِيرٍالقُرَشِيُّ (ت: 774 ه)
الدر المنثور لجَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 ه)
تيسير الكريم الرحمن للسعدي

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

كتابة الرسالة بأسلوبك لا يعني أبدًا عدم نسبة الأقوال لقائليها من المفسرين، ولا يعني بالضرورة أن نلغي النسبة ونقتصر على ذكر نفس ألفاظهم.
إنما تأملي تفسير ابن كثير مثلا، تجدين أنه كثيرًا ما يبدأ تفسيره للآية ببيان معناها بأسلوبه هو الذي لا يشاركه فيه غيره ثم يذكر الأدلة عليها من الكتاب والسنة ثم يعقب بذكر كلام الأئمة من السلف أو كلام المفسرين خاصة ابن جرير والقرطبي ويعرض أقوالهم وينقدها.
وهذا ما نريد أن نصل بكم إليه ، أن يكون لكم أسلوبكم الخاص في التفسير، ولكي تصلي لهذا ينبغي أن تسألي نفسك ما هي الرسالة التي أريد إيصالها من خلال هذا التفسير، ولأنه بأسلوب التقرير العلمي فالخطاب لطلاب العلم، فهناك مسائل معينة ينبغي مناقشتها وسرد أقوالها وبيان الراجح وتوضيح الصحيح من الضعيف.


مثاله :

الأثر الذي أوردتيه في قصة الحواريين مع عيسى ابن مريم عليه السلام ، صحيح أن ابن كثير ذكره ، لكن تفسير ابن كثير من التفاسير الناقلة، فهو نقله عن ابن جرير وذكر أن النسائي روى نحوه، فننص على ذلك والأولى الرجوع إلى المصدر الأصلي، خاصة إن كان محققًا وننظر في صحة الأثر من عدمه ونورد ذلك في رسالتنا وهذا هو عمل التقرير العلمي.


- الأقوال المتعددة نذكر من قالها من السلف بداية ( الصحابة والتابعين ) ثم من رواها عنهم من أئمة التفسير ومن ذكرها في كتبه من المفسرين، وهذا أيضًا من تمام عمل التقرير العلمي.





التقويم : ج.
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir