دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1437هـ/22-09-2016م, 04:22 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
الدرس (هنا)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 07:06 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)}

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة إليها، من حين ينادى لها والسعي إليها.
والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال، لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي إلى الصلاة.


فإن قيل ما مناسبة هذه الآيات لما قبلها ؟ فلذلك وجوه:
منها:أن الذين هادوا يفرون من الموت لمتاع الدنيا وطيباتها والذين آمنوا يبيعون ويشرون لمتاع الدنيا وطيباتها كذلك، فنبههم الله تعالى بقوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي إلى ما ينفعكم في لآخرة، وهو حضور الجمعة، لأن الدنيا ومتاعها فانية والآخرة وما فيها باقية، قال تعالى: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى} [الأعلى: 17]
ومنها: أن اللَّه تعالى قد أبطل الله قول اليهود في ثلاث، افتخروا بأنهم أولياء الله وأحباؤه، فكذبهم بقوله: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [الجمعة: 6] وبأنهم أهل الكتاب، والعرب لا كتاب لهم، فشبههم بالحمار يحمل أسفارا، وبالسبت وليس للمسلمين مثله فشرع الله تعالى لهم الجمعة.


وقوله: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} أي: اتركوا البيع، إذا نودي للصلاة، وامضوا إليها.
فإن {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} من اشتغالكم بالبيع، وتفويتكم الصلاة الفريضة، التي هي من آكد الفروض.


وقد يسأل سائل : لم خُص البيع من جميع الأفعال؟
فنقول: لأنه من أهم ما يشتغل به المرء في النهار من أسباب المعاش، وفيه إشارة إلى ترك التجارة، ولأن البيع والشراء في الأسواق غالبا، والغفلة على أهل السوق أغلب، فقوله: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} تنبيه للغافلين، فالبيع أولى بالذكر ولم يحرم لعينه، ولكن لما فيه من الذهول عن الواجب.

ويستفاد من الآية عدة فوائد:
منها: مشروعية النداء ليوم الجمعة، والأمر به.
ومنها: أن الجمعة فريضة على جميع المؤمنين، يجب عليهم السعي لها، والمبادرة والاهتمام بشأنها.
ومنها: أن الخطبتين يوم الجمعة، فريضتان يجب حضورهما، لأنه فسر الذكر هنا بالخطبتين، فأمر الله بالمضي إليه والسعي له.
ومنها: النهى عن البيع والشراء، بعد نداء الجمعة، وتحريم ذلك، وما ذاك إلا لأنه يفوت الواجب ويشغل عنه، فدل ذلك على أن كل أمر ولو كان مباحًا في الأصل، إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب، فإنه لا يجوز في تلك الحال.
ومنها: أنه ينبغي للعبد المقبل على عبادة الله، وقت دواعي النفس لحضور اللهو والشهوات، أن يذكرها بما عند الله من الخيرات، وما لمؤثر رضاه على هواه.



-------------
التفاسير المعتمدة:
التفسير الكبير للرازي
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تيسير الرحمن في تفسير القرآن للسعدي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 02:51 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في تفسير قوله تعالى:
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }

فإن في هاتين الآيتين الكريمتين بيان لسعة رحمة الله وواسع فضله، وربوبيته لخلقه وتدبيره لشؤونهم، وفيها من بيان فضيلة الخلق الحسن في الإسلام ومفاهيمه صور متعددة، وبيان عظم حق الوالدين ومنزلتهما، وهذا جهد مقل في استنباط ما تيسر، وهي على فئتين، فوائد عامة، وفوائد في باب البر، وأحسب أنه لو كانت بضاعتي في اللغة حسنة لتفتح لي أضعاف هذا، فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
أما الفوائد العامة:
فمنها: أن الله تعالى أمر بالوفاء، ويحب أهله.
ومنها: أن الله تعالى رحيم أمر بالرحمة ويحب من عباده الرحماء.
ومنها: أن الله تعالى كريم، ومما يتجلى فيه كرم الله تعالى بعباده بسطه لبيان حال العبد مع والديه، وكرمه بالوالدين وحسن جزائهما على ما بذلا في الدنيا قبل الآخرة.
ومنها: سعة رحمة الله تعالى ولطفه، وذلك برعايته لحقوق الآباء وحث الأبناء على حفظها، وبيانه لذلك بالنهي عن أصغر الأفعال والأقوال الذميمة في حقهما.
ومنها: بلاغة القرآن وسعة دلالات ألفاظه، وذلك من اختلاف اللغويين في معنى {من} و {كما} و {جناح الذل} وعلى كل معنى أوردوه تتفتح معانٍ وآفاق.
ومنها: منزلة عمل القلب في الإسلام، وأثره على الجوارح.
ومنها: أن من كريم الخُلُق أداء المعروف لأهله وحفظه لهم ومكافأتهم عليه {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، وفي الحديث: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) رواه أبو داوود وصححه الألباني.
ومنها: أن كل من له جهد في تربية العبد وتوجيهه، له نصيب من الأمر ببره وحسن صحبته، قال السعدي: (وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه تربية صالحة غير الأبوين فإن له على من رباه حق التربية)

ومنها: أن العبد إذا أراد اكتساب فضيلة يجاهد نفسه عليها ويتصنعها حتى تكون حقيقة كقوله صلى الله عليه وسلم "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم.." رواه الطبراني وحسنه الألباني، وقوله: "فإن لم تبكوا فتباكوا" رواه ابن ماجه وضعفه الألباني، وها هنا قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}.
ومنها: أن الداعية يبدأ بنفسه، فيمتثل الأمر ويكون قدوة حسنة للمدعوين داعية بلسان حاله قبل لسان قوله، وهذا من طبيعة أن الخطاب في الآية للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن والديه لم يكونا حيين وقت نزول هذه الآيات.

ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالأمر كما الأمة، وهذا ينفي نفيا قاطعا حجة الصوفية وأشباههم في ما يسمونه بالوصول وبلوغ درجة اليقين ورفع التكاليف، فلو أن أحدا يبلغها وترفع عنه التكاليف لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بها والله تعالى أعلم.
ومنها: أن قضاء الله على معان، والمراد به ها هنا الأمر والوصية والإلزام، ومن معانيه: الخلق، والحكم والفراغ والإرادة، وقد أوردها القرطبي رحمه الله بأدلتها في هذا الموضع من التفسير.

وأما المتعلقة بر الوالدين:
ف
منها:
أن العبد مأمور بحب والديه وإكرامهما والإحسان إليهما، ومجاهدة نفسه على محبتهما وتنمية ذلك.

ومنها: أن مما يعين على بر الوالدين والإحسان إليهما تذكر فضلهما وما بذلاه في تربية الابن وتغذيته.
ومنها: أن حق الوالدين في الكبر آكد وأعظم، فلا ينقضي البر بزواج ولا غيره.
ومنها:
أن الوالدين عموما وفي كبرهما خصوصا، أحوج ما يكونان للرحمة واللطف والرفق، وهذا مفاد من قول من اختار أن {من} في الآية للتعليل.
ومنها: أن مما يعين على بر الوالدين والإحسان إليهما تذكر فضلهما وما بذلاه في تربية الابن وتغذيته.
ومنها: أن العبد مأمور بالإحسان إلى والديه في حضورهما وفي غيبتهما، في حياتهما وبعد مماتهما، قال ابن عاشور: (.. وتنبيها على أن التخلق بمحبة الولد الخير لأبويه يدفعه إلى معاملته إياهما به فيما يعلمانه وفيما يخفى عنهما حتى فيما يصل إليهما بعد مماتهما)
ومنها: أن الإحسان يتأكد ويكون أولى كلما كان الطرف الأخر قدم لك وأكرمك، وذلك من قوله: {كما ربياني صغيرا}.
ومنها: أنه مهما بذل المرء في بر والديه يعلم أنه مقصر وأنه لن يوفيهما حقهما، فأمر بالدعاء لهما وطلب ما لا يملكه زيادة في الوفاء والإحسان، وقد أشارت الآية لهذا المعنى من نواحي ظهر لي منها ناحيتين: الأولى: من اختار في معنى كما ربياني (رحمة مثل تربيتهما لي). والثانية: بختم المناهي والأوامر بالدعاء لهما وسؤال الله لهما من الخير والرحمة ما ليس في يد العبد.
ومنها: أن الدعاء للوالدين يرجى إجابته، وذلك أنه امتثال للأمر، فيحسن بالعبد الإكثار منه لهما حيين كانا أو مييتين وبالأخص في حال ضعفهما ومرضهما يتذكر أن دعائه لهما محل إجابة إن شاء الله تعالى قال ابن عاشور رحمه الله: (وفي الآية إيماء إلى أن الدعاء لهما مستجاب لأن الله أذن فيه، والحديث المذكور مؤيد ذلك إذ جعل دعاء الولد عملا لأبويه).
ومنها: أن العبد يسبغ بره بالذلة والتواضع، لا المنة والكبر.
ومنها: أن من البر خفض جناح الذل رحمة ومحبا لا عجزا وضعفا، وهذا مستفاد من قول من اختار أن {من} في الآية لبيان الجنس، قال ابن تيمية رحمه الله: (فهو جناح ذل من الرحمة لا جناح ذل من العجز والضعف، إذ الأول محمود والثاني مذموم).
ومنها: أن على العبد سلوك مسلك الذلة والانخفاض والتواضع مع والديه قلبا وقولا وحالا، حتى في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ويكف عنه إذا كرهها، وهذا من الصورة البديعة التي ذكرها الله عز وجل كأن جانبي الإنسان جناحين فإذا خفض جانبا كأنه أسفل قدميهما مهما ارتفع بجانبه الآخر يبقى أسفلهما.
ومنها: أنه كلما كان الوالدين أكثر صلاحا وبذلا في تربية الابن، يكون حقهما عليه أعظم وأوجب {كما ربياني} قال السعدي: (وفهم من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق)
ومنها: تنبيه العبد على أن لا ينشغل عنهما وعن حاجاتهما ومؤانستهما {عندك}.
ومنها: أن من البر إسكان الوالدين في بيت المرء نفسه، وذلك أدعى لخدمتهما وبرهما وحسن صحبتهما وذلك من قوله: {عندك} كذا قال القفال: (أن الطائر إذا أراد ضم فراخه إليه للتربية خفض لها جناحه ، فلهذا صار خفض الجناح كناية عن حسن التدبير ، فكأنه قال للولد : أكفل والديك بأن تضمهما إلى نفسك كما فعلا ذلك بك في حال صغرك).
ومنها: أن كل فعل وقول حسن مع الوالدين مهما كان صغيرا بسيطا؛ عظيم عند الله ومن أرفع الطاعات وأجلها، وكذا العكس وهذا مستفاد من عدة مواضع: منها نهي الله تعالى عن أصغر كلمة سوء في حقهما، كما قيل: (لو في اللغة أصغر من كلمة أف لذكرها الله عز وجل) وأمره بعموم الإحسان وأمره بعموم القول الكريم وأمره بعموم التواضع والسكون معهما.
ومنها: عظم منزلة الوالدين، وهذا مؤكد في نصوص كثيرة، لكن نأخذها من هذه الآية من عدة جوانب:
أولها: جعل الإحسان إليهما ثاني أمر بعد التوحيد.
ثانيها: التفصيل في بيان كيفية الإحسان، رغم ورود كثير من الأوامر في كتاب الله مجملة، والتفصيل هنا ببيان أصغر المناهي اللفظية مع أصغر المناهي العملية، ثم الأمر بكيفية الإحسان القولي وكيفية الإحسان الفعلي، بل وكيفية الحالة القلبية والشعورية للبار في بره.
ثالثها: تخصيص التواضع معهما وخفض الجناح بالذلة، وقد ورد خفض الجناح منفردا والذلة منفردة ولم يقرنا إلا في حق الوالدين، فأمر النبي بخفض الجناح للمؤمنين، وأمر المؤمنين بالذلة لبعضهم، وأمر العبد هاهنا بخفض الجناح والذلة معا وهذا لعظم حقهما.
رابعها: الأمر ببذل كل ما في وسع العبد في البر، حتى فيما ليس في وسعه وذلك بسؤاله من الله لهما، قال ابن عاشور: (ثم أمر بالدعاء لهما برحمة الله إياهما وهي الرحمة التي لا يستطيع الولد إيصالها إلى أبويه إلا بالابتهال إلى الله تعالى).

اللهم أعنّا على بر والدينا وحسن صحبتهما، وارزقنا خفض جناح الذل لهما، واغفر لنا وارحمنا، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، والحمد لله حمدا كثيرا، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 05:57 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

قال تعالى في سورة الأحقاف :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}

الحمد لله الذي له المحامد كلها، على كرمه وعلمه، وعلى عفوه وحلمه، وعلى هدايته وتوفيقه، والصلاة والسلام على خير عباده، وصفوة أوليائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه أما بعد:
فهذه جملة فوائد مستنبطة من هذه الآيات الكريمات:

- قيل بأن هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ! أَسْلَمَ أَبَوَاهُ جَمِيعًا وَلَمْ يَجْتَمِعْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ أَسْلَمَ أَبَوَاهُ غَيْرُهُ، فَأَوْصَاهُ اللَّهُ بِهِمَا وَلَزِمَ ذَلِكَ مَنْ بَعْدَهُ، ذكره القرطبي
- بعد أن ذكر في سابق الآيات توحيده سبحانه وإخلاص العبادة له والاستقامة في العمل- أردف هذا الوصية بالوالدين، وقد جاء هذا في غير موضع من القرآن الكريم كقوله: «وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» وقوله:«أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، ذكره ابن كثير والمراغي.

(حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)
- لطف الله تعالى بعباده، حيث وصى الأولاد بالإحسان لوالديهم بكل وجوه الإحسان، مع ذكر السبب الموجب لبر الوالدة وهو ثقل الحمل وطول مدته ومدة الرضاع، ذكره السعدي.
- بر الوالدين من سمات هذه الأمة ومن أجلى مظاهرها، ذكره ابن عاشور.
- يستدل بهذه الآية مع التي في لقمان (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) وقوله تبارك وتعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، ذكره القرطبي، وابن كثير، والسعدي

(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ)
- بلغ أشده أي: نهاية قوته وشبابه وكمال عقله، ورجح الطبري في تفسيره أن بلوغ الأشد هو لعمر ثلاث وثلاثون، محصلة ما ذكره الطبري، والسعدي.
- إنما خص هذا العمر لأنه زمن ينشغل فيه الإنسان بسعيه لرزقه، وبزوجه وأولاده، وتكثر فيه تكاليفه، فيكون ذلك مظنة انشغاله عن بر والديه، ذكره ابن عاشور.

(وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً)
- الآية تدل على أن بلوغ الأربعين، يعقب بلوغ الأشد، ذكره الشوكاني.
- قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَة، ذكره الشوكاني.
- خص سن الأربعين لأنه العمر الذي، تمضي فيه جهالة الشباب، وتكتمل حجة الله على عبده، ويدرك فيه حق والديه، وقد مضى من عمله ما مضى، ذكره الطبري.

(قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي)
(أَوْزِعْنِي) أي: ألهمني ووفقني، دعاء يستعين به على ما سيذكر من أعمال في غاية الأهمية.

(أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ )
- يشمل نعم الدين ونعم الدنيا، ذكره السعدي.
- الشكر يكون ب: بصرف النعم في طاعة الله، ومقابلته منته بالاعتراف، والعجز عن الشكر، والاجتهاد في الثناء بها على الله، ذكره السعدي.

(وَعَلَى وَالِدَيَّ)
- النعم على الوالدين نعم على أولادهم وذريتهم، لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصا نعم الدين فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم، ذكره السعدي
- دعاء الولد لوالديه موعود بالإجابة، لقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ بَثَّهُ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ بِخَيْرٍ»، ذكره ابن عاشور.
- شكر الولد لربه، من جملة العمل الذي يؤديه الولد عن والديه، وينوب عنهما فيه، ذكره ابن عاشور.
- أن الولد أمر بألا ينشغل بالداعاء لنفسه عن والديه، وبأن يحسن لهما بظهر الغيب، ومن باب أولى أن يحسن لهما في الظاهر، ذكره ابن عاشور.

(وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ)
- العمل الصالح هو الذي يجتمع ففيه الإخلاص والمتابعة، ذكره السعدي

(وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)
- بعد أن دعا لنفسه بالصلاح دعا لذريته، ودل قوله { لي } على أن صلاح الأبناء يعود نفعه على والديهم، ذكره السعدي
- بعد أن دعا للوالدين أمر بألا يغفل عن مستقبله وأن يعتني بذريته، ليكون له من إحسان ذريته مثل ما كان منه لأبويه، وفي هذا إشارة إلى أن المرء يلقى من إحسان ذريته مثل ما لقي أبواه منه، ذكره ابن عاشور.
- صلاح الذرية يشمل إلهامهم الدعاء للوالد، ذكره ابن عاشور.
- قوله { في ذريتي} يفيد أن ذرية نزلت منزلة الظرف يستقر فيه الإصلاح ويحتوي عليه، وهو يعني تمكن الإصلاح من الذرية وتغلغله فيهم، ذكره ابن عاشور.
- قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: اشْتَكَى أَبُو مَعْشَرٍ ابْنَهُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، فَقَالَ: اسْتَعِنْ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْآيَةِ، ذكره القرطبي.

(إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ)
- فِيهِ إِرْشَادٌ لِمَنْ بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ أَنْ يُجَدِّدَ التَّوْبَةَ وَالْإِنَابَةَ إِلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَيَعْزِمُ عَلَيْهَا، ابن كثير.
- وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ بَلَغَ عُمْرُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَنْ يَسْتَكْثِرَ مِنْ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ،

{أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}

- جزاء عظيم مبارك لمن اتصف بالصفات المذكورة في الآية السابقة: قبول أحسن العمل، والتجاوز عن السيئات، ودخول الجنة ، وأي فضل أعظم.
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 06:55 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تأملات في آيات ثواب المتقين الواردة في سورة النبأ وذكر فوائد مستنبطة منها : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)) النبأ

1- لما ذكر الله مآل الكافرين ووصف عذابهم في الآخرة ، عرج على ذكر مآل المتقين ووصفه (إن للمتقين مفازا) ، فيكون بذلك قد جمع بين أسلوبي الترغيب والترهيب ، وهذا الأسلوب يستنبط منه الأسلوب الدعوي ، فلا بد من الجمع بين ترغيب الناس وترهيبهم كي يحدث التوازن والوسطية فلا ميل لأسلوب دون الآخر.
2- حدد الله وصف أهل الجنة بقوله (المتقين) والمقصود بالمتقين: أي: هم الذينَ اتقوا سخطَ ربهمْ، بالتمسكِ بطاعتهِ، والانكفافِ عمَّا يكرهه، كما ذكره السعدي ، وهذا الوصف دقيق ورغم أنها مفردة إلا أنها تختصر الكثير من أوصاف أهل الجنة ، فبالتمسك بالتقوى يصل المرء لهذا المآل ، والتقوى ليست بالأمر اليسير فهي عبارة شاملة متكاملة، وتخصيص أهل الجنة بهذا الوصف يدل على أهميته وأهمية التمسك به.
3- نعيم أهل الجنة عظيم ، ويدل على عظمته افتتاح وصف نعيمهم بقوله (إن للمتقين مفازا) وهذا يستنبط منه عدة أمور: أولا: التوكيد بإن يفيد توكيد هذا النعيم. وثانيا: تقديم مفردة المتقين فيها إكرام لهم وتقديم لذكرهم وتخصيص لهم . ثالثا: تنكير مفردة مفاز يدل على العظمة والفخامة . رابعا: ما يدل عليه مفردة مفاز وقد اختلف العلماء على معناها واختلافهم قد يكون اختلاف تنوع كما أن اختلافهم بتعريفها يدل على احتمالية استحقاق المؤمن لكل ما أوردوه في معناها وهو كالتالي: القول الأول: فوز ونجاة من النار . قاله مجاهد وقتادة . وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثاني: متنزها . قاله ابن عباس والضحاك وذكره ابن كثير ورجحه ، لأنه ذكر بعدها (حدائق) فدلت على أن المقصود هو متنزها.
4- ذكر الله لنعيم أهل الجنة بأن لهم (حدائق) وهي جمع كما أنها منكرة مما قد يشعرك بعظم هذه الحدائق وكثرتها وجمالها ، والحدائق: هيَ البساتينُ الجامعةُ لأصنافِ الأشجارِ والنخيل وغيرها . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي
5-تخصيص الأعناب بالذكر يدل ذلك على شرفه وكثرته كما ذكره السعدي ، وتخصيص العنب بالذكر يدل على أن في العنب من المواصفات ما لا يوجد في غيره من الفاكهة.
6- قوله تعالى:(وكواعب أترابا) فيه فوائد كثيرة مبنية على المراد بالآية وقد ورد في تفسيرها أقوال:
القول الأول: الحور . ذكره ابن كثير .
القول الثاني: زوجات على ما تطلبه النفوس . ذكره السعدي.
القول الثالث: نساء كواعب . ذكره الأشقر.
ولا تعارض فيما ذكره المفسرون جميعا
ومعنى كواعب: نواهد، يعنون أن ثديّهنّ نواهد لم يتدلّين ولم يتكسرن . حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
وذكر مفردة كواعب يستنبط منها صغر سنهن وأنهن في سن الشباب وهو السن المطلوب للزواج ، وذلك للترغيب فيهن ضمن نعيم الجنة.
ومعنى أترابا:متساويات في السن. حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
وسبب التساوي والله أعلم كي لا يكون هنالك تفاوت بينهن فجميعهن في سن واحدة وهي سن الشباب، وقد ورد أنه سن الثلاث والثلاثين ، مما يستنبط منه أنه أعدل سن الشباب . كما ذكر ذلك السعدي ، وهو أفضل أسنان المرء وأكثرها اعتدالا وتوازنا واكتمالا للشباب، ويستنبط من ذلك أيضا أن كل أهل الجنة شباب فلا مكان فيها للشيخوخة والهرم ، وهذا من كمال نعيمها.
7-قوله تعالى:(وكأسا دهاقا):
أولا معنى دهاقا: فيه أقوال:
القول الأول :قال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ:الملأى المترعة. وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ: المتتابعة .وهذاحاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثاني: صافية . قاله عكرمة وذكره ابن كثير
وبناء على الأوصاف التي ذكرت يبين لك مدى هذا النعيم ، فإذا كان هذا وصف الكأس فكيف ببقية نعيم الجنة؟ وإذا كان الله قد وصف الكأس بمثل هذه الأوصاف الدقيقة وهو كأس فما بالك بالنعم الكبرى كحال أهل الجنة وما هم فيه من نعيم!
8- أورد المفسرين في وصف ما ملئ به الكأس عدة أوصاف ، وهذه الأوصاف كلها دالة على النعيم ومدى تنوعه:
القول الأول: من رحيق لذة للشاربين، ذكره السعدي. وكون الكأس ملئ بهذا الرحيق فهذا نعيم عظيم يدل على الترف الذي يعيشه أهل الجنة حيث أن الرحيق من دلالات النعيم ، وكون الكأس يملأ به فهذه دلالة أكبر على مدى هذا النعيم وعدم الخوف من انقطاعه.
القول الثاني: ملئت خمرا، ذكره الأشقر. وبناء على القول الثاني فإنه يفيد أن أهل الجنة يكرمون بما حرموا منه في الدنيا وهو الخمر ، ويستنبط من ذلك أن ما يحرم منه المرء في الدنيا يلقاه في الآخرة لقاء طاعته ، بل ويلقاه أحسن من الدنيا فلا يصدع المرء من هذا الخمر ولا يصيبه السكر كما ورد في آيات أخر.
9- يستنبط من قوله تعالى:(لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا) عدة استنباطات ولكن قبل ذكرها نفسر معنى اللغو ، فاللغو كما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر: الكلامٌ الباطل العارٍ عن الفائدة .
ومعنى كذابا: الإثم ولا يكذب بعضهم بعضا .
فالوصف الذي وصفت به مجالس أهل الجنة خال مما يكثر وجوده في مجالس الدنيا وهو مما ينغص على أهل الدنيا مجالسهم ويفسدها ، وهذا من الرغد الذي يعيشه أهل الجنة، فكأنهم لما تجنبوا اللغو والكذب في الدنيا عوضهم الله بمجالس في الآخرة خالية من ذلك ، فمجالسهم صافية لا يشوبها اللغو والنقص، فالمجالس من أهم النعيم لذا تحدث الله عنها في هذه الآيات ووصفها بما لا يخلو منه عادة مجالس الدنيا وهو اللغو والكذب ونحوه.
10- في قوله تعالى: (جزاء من ربك عطاء حسابا) يتبين لنا أمر مهم جدا ، وفائدة دقيقة ولطيفة نستنتجها من هذه الآية ، في هذه الآية يؤكد سبحانه أن دخول أهل الجنة الجنة بفضل الله ورحمته (عطاء) ، كما ذكر ذلك ابن كثير والسعدي ، وتقديم مفردة (عطاء) على (حسابا) فيه دلالة واضحة على أن دخول المؤمن الجنة عطاء وفضل رباني بحت وليس لعمله ، لأنه مهما عمل فلن يصل لمرحلة كمال الشكر لله على نعمه ، بل إن عمله من فضل الله ! فكيف إذن سيشكره حق الشكر؟ لذا فاستشعار أن دخول الجنة يكون برحمة الله واجب يجب على المؤمن دوما تذكره واستحضاره كي لا يناله العجب ، فمهما عمل المرء من عمل فإنه لا يضمن دخول الجنة إلا برحمة الله ، ثم أورد تعالى مفردة (حسابا) كي لا يكون للناس مدخل من خلال هذه الآية إلى الكسل وعدم العمل مبررين ذلك بأن دخول الجنة برحمة الله فلم العمل؟! فكأن الله يقول نعم تدخلون الجنة برحمة الله لكن استحقاق الرحمة يكون بالإيمان والعمل الصالح الذي تحاسبون عليه ، كما أن الأعمال تحدد منزلة المؤمن ومدى النعيم الذي هو فيه ، فالذي يقوم بالفرائض فقط ليس كمن يقوم بها مع النوافل وهذا من عدل الله ، فدخول الجنة مبني على رحمة الله ، والتفاوت في منازلها مبني على عدله.

رزقنا الله دخول الجنة برحمته ، ورزقنا نعيمها بفضله ومنته ، والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ذو الحجة 1437هـ/26-09-2016م, 04:46 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) النور


كانوا يقولون : يا محمد ، يا أبا القاسم ، فنهاهم الله عز وجل فقالوا : يا رسول الله ، يا نبي الله
ومعنى الاية لا تتسمعوه إذا دعوتموه يا محمد او يا ابن عبد الله بل شرفوه يانبي الله او يارسول الله فلا يتساوى في نداءه كما هو في نداء بعضكم لبعض لعلو مكانته ونبوته كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا ) [ البقرة : 104 ] ، وقال ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) إلى قوله : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ) [ الحجرات : 2 - 5 ] فمن باب الأدب مناداته بصوت منخفض وباسم مرموق يليق بمكانته
وقيل في معنى الآية لا تعتقدوا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره كدعاء غيره فدعاءه
وقوله ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ..) لاذ بعضهم ببعض ، حتى يتغيبوا عنه ، فلا يراهم . ومعناه كانوا يتأذنون الخروج من الجمعة بالاشارة لان الكلام يبطل جمعته فيتسللون لواذا اي من الصف .

ومما يستخرج بتدبر الآية:

أنه إذا وُجدت الفتنة فلأن أمراً من أوامر الله مفقود، أو نهياً من نواهيه موجود (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة) [ عبد العزيز الطريفي]

وأن مخالفة أمر الله إعراضا…سبب للفتنة والعذاب{فليحذر الذين يخالفون(عن) أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

وان العمل الجماعي المنظم هدي رباني ، وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه

وتعظيم السنة النبوية هو سبيل النجاة من الكفر والعذاب الأليم.

قوله(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة!) مخالفة واحدة قد تودي بحياتك،فتكون مفتونا بعدها!

و من الناحية الأصولية : هذه الآية من أقوى الأدلة في كون الأمر المجرد من الصوارف أنه للوجوب .

ان المخالفة تتعدى: يخالفون أمرهلكن المعنى يخالفون معرضين عن أمره فضمنت المخالفة معنى الإعراض.

فليحذر الذين يخالفون عن أمره.. لم يقل يخالفون أمره أي يخرجون عن أمره وطاعته فالفعل مضمن معنى الخروج

تفسير ابن كثير ، موقع حصاد التدبر _جمع أقوال علماء معاصرون..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 ذو الحجة 1437هـ/1-10-2016م, 11:10 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

قال تعالى :( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .

بالنظر إلى تفسير هذه الآية يمكننا استخلاص عدة فوائد منها :
- معنى الولي في اللغة : فعيل من ولي الشيء إذا جاوره ولزمه، فإذا لازم أحد أحدا بنصره ووده واهتباله فهو وليه ، ذكره ابن عطية .
- أن ولاية الله تعالى للعبد قسمان :
1- ولاية عامة مطلقة : فهو المتولي لأمور خلقه جميعاً ، المدبر لهم .
2- ولاية خاصة : وهي ولايته للمؤمنين بالقرب ، والنصرة ، والهداية والتوفيق ، وهي المقصودة في الآية .
- إلهك الذي تعبد هو الذي يتولاك ، فمن كان يعبد الله فالله وليه ، ومن كان يعبد غير الله فوليه مايعبده .
- ولاية الله تعالى نور ونصرة ، أما ولاية الطاغوت فهي ظلمة واستدراج وهلاك عن طريق تزيين الجهالات والضلالات والحيد بهم عن طريق الحق إلى الكفر وعن السعادة إلى الشقاء .
- كل المؤمنين وليهم واحد وهو الله ،لأن معبودهم واحد ، أما غيرهم فأولياؤهم طواغيت متعددة .
-الإيمان والهداية بتوفيق الله تعالى لمن يشاء من عباده يوفقه للنظر في الأدلة ويشرح صدره للإيمان ، وهذه هي الولاية الخاصة .
- المؤمنون كلما عرضت لهم شبهة لاح لهم بسلطان الولاية الإلهية على قلوبهم شعاع من نور الحق يطرد ظلمتها فيخرجون منها ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) .
- وجوب التفرقة بين ولاية الله للمؤمنين وولايتهم له وولاية بعضهم لبعض ، فإن الجاهلين لا يميزون بين الولايتين ، فيجعلون لبعض المؤمنين من الولاية ما هو لله - تعالى - وحده ، وذلك شرك في التوحيد خفي عند الجاهل ، جلي عند العالم .
- معنى كون المؤمن وليا للمؤمن ، أي أنه عون له ونصير في الحق الذي يعلو به شأن الإيمان وأهله ، فمن تجاوز ذلك فاتخذ له وليا أو أولياء يعتقد أنهم يتولون شيئا من أموره فيما وراء هذا التعاون والتناصر بين الناس فقد أشرك ; إذ اعتدى على ولاية الله الخاصة به التي لا يشاركه فيها أحد لا بالتوسط عنده ولا الاستقلال دونه و هذا المعنى هو عين ولاية الكافرين للشيطان أو للطاغوت كما قال :( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) .
- النور هو الهدى والحق .
- كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت والحظ الأكبر من ذلك للشيطان ، كما قال تعالى :( ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ) .
- الطاغوت إذا رأى أن عابديه قد لاح لهم شعاع من نور الحق الذي ينبههم إلى فساد ما هم فيه بادر إلى إطفائه ، بل إلى صرفهم عنه بما يلقيه دونه من حجب الشبهات وزخارف القول .
- الطواغيت يخرجون أوليائهم من نور الهدى إلى ظلمات الكفر والجهل ، ومن نور الثواب إلى ظلمات العقاب والنار .
- الظلمات هي الضلالات التي تعرض على الإنسان كالكفر، والشبهات التي تعرض دون الدين ، فتصد عن النظر الصحيح فيه أو تحول دون فهمه والإذعان له ، وكالبدع والأهواء التي تحمل على تأويله وصرفه عن وجهه ، وكالشهوات والحظوظ التي تشغل عنه وتستحوذ على النفس حتى تقذفها في الكفر .
- لهذه الظلمة شعبتان :
إحداهما : ما يخرج صاحبها من الإيمان ظاهرا وباطنا لأنه يرى ذلك وسيلة إلى التمتع بشهواته الحسية أو المعنوية كالسلطة والجاه .
والثانية : ما يسترسل صاحبها في الفواحش والمنكرات أو الظلم والطغيان حتى لا يبقى لنور الدين مكان من قبله ، وهؤلاء هم المشار إليهم بمثل قوله - تعالى - : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) .
- مثل الكفر بالظلمات ؛ لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها ، وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحته وصحة أسبابه .
وأما ولايته سبحانه للمؤمنين فهو مبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه ، وهاديهم ، فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك ، بكشفه عنهم دواعي الكفر ، وظلم سواتره عن أبصار القلوب .
- أهل الكفر لهم أولياء من الطاغوت يتصرفون في اعتقادهم وهم يقبلون تصرفهم ثقة بهم وتعظيما لشأنهم ، وهذا ليس بعذر عند الله - تعالى - بعد ما بين الرشد من الغي .
- يخرجونهم من النور إلى الظلمات إما بالردة ، أو بإخراجهم من الفطرة ، أو بأن يحولوا بينهم وبين الإيمان، ويضلوهم فيكفرون، فيكون تضليلهم إياهم حتى يكفروا إخراجا منهم لهم من الإيمان، يعني صدهم إياهم عنه، وحرمانهم إياهم خيره، وإن لم يكونوا كانوا فيه قبل، كقول الرجل: " أخرجني والدي من ميراثه "، إذا ملك ذلك في حياته غيره، فحرمه منه حظَّه .
- وقيل في معنى الآية : هم الذين كانوا آمنوا بعيسى ابن مريم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به .
- يفهم من هذه الآية أن طرق الضلال متعددة لجمعه الظلمات ، وأن طريق الحق واحدة لإفراده النور .
- أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون لأن النار هي الدار التي تليق بأهل الظلمات الذين لم يبق لنور الحق والرشاد مكان في أنفسهم يصلها بدار النور والرضوان ، فما يكون عليه الإنسان في الآخرة هو عاقبة ما كانت عليه نفسه في الدنيا .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 01:25 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية في قول الله تعالى : )هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ( 24 ) إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون ( 25 ) فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ( 26 ) فقربه إليهم قال ألا تأكلون ( 27 ) فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ( 28 ) فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم )( 29)
انتقلت الآيات من الإنذار والموعظة والاستدلال إلى الاعتبار بأحوال الأمم الماضية المماثلة للمخاطبين المشركين في الكفر وتكذيب الرسل . وغير أسلوب الكلام من خطاب المنذرين مواجهة إلى أسلوب التعريض تفننا بذكر قصة إبراهيم لتكون توطئة للمقصود من ذكر ما حل بقوم لوط حين كذبوا رسولهم ، قاله ابن عاشور .
وقد ذكر الله في هذه الآيات جملة من الآداب والحكم والأحكام ، وغالبها متعلق بآداب الضيافة ، فعلى طالب هدى القرآن المريد للعمل به أن يتدبرها ويطيل النظر فيها وفيما قاله العلماء في تفسيرها ، خصوصا في هذا الزمن الذي ابتلي فيه المسلمون بالانكباب على الثقافة الغربية والتخلي عن الآداب الإسلامية الراقية والزهد فيها .
ومن هذه الفوائد :
1. للقصص القرآنية مقاصد عظيمة جمة ، منها أن يعتبر العباد بما حصل للأمم الماضية، ويتعرفوا على نبأ الأخيار منهم والفجار وعاقبة الفريقين .
2. البدء بأسلوب الاستفهام يجعل نفس السامع تتشوق للحديث ، ويلفت الأنظار ويجمع الأسماع ، فإذا أراد الإنسان أن يُحدّث بنافع أو أمر عجيب يقصد منه إفادة السامع فليبدأ بأسلوب مشوق وجذاب ليستطعم الحديث ، قال ابن عاشور عن الابتداء بـِ (هل أتاك) أنه يفتتح به الأخبار الفخمة المهمة .
3. فضيلة إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام، حيث أن الله ابتدأ بذكر قصته ، وهذا يدل على العناية بشأنها .
4. ذكر ابن عاشور فائدة لطيفة عن أصل كلمة ضيف واشتقاقها قال: والضيف : اسم يقال للواحد وللجمع لأن أصله مصدر ضاف إذا مال فأطلق على الذي يميل إلى بيت أحد لينزل عنده . ثم صار اسما فإذا لوحظ أصله أطلق على الواحد وغيره ولم يؤنثوه ولا يجمعونه وإذا لوحظ الاسم جمعوه للجماعة وأنثوه للأنثى فقالوا أضياف وضيوف وامرأة ضيفة وهو هنا اسم جمع ولذلك وصف بـ " المكرمين ".
5. وصف الملائكة بكلمة الأضياف فيه استعارة صورية، لأنهم جاؤوا في هيئة الضيف .ذكره ابن عاشور .
6. مصاحبة الأخيار والكرماء سبب لرفعة الإنسان في الدنيا والآخرة ، فإن الملائكة وإن كانوا كرامًا عند الله فقد ذُكر في سبب تسميتهم بالمكرمين سبب آخر وهو أن إبراهيم عليه السلام قام على ضيافتهم بنفسه ، ولا منافاة بين السببين في وصفهم بالمكرمين .
7. مشروعية الضيافة، وأنها من سنن إبراهيم الخليل، الذي أمر الله محمدا صلى الله عليه وأمته، أن يتبعوا ملته، وساقها الله في هذا الموضع، على وجه المدح له والثناء ، ومذهب الإمام أحمد رحمه الله وجوب ضيافة النزيل .
8. أن الضيف لو كان مكرما صاحبَ منزلة ، فعلى الإنسان أن يكرمه بنفسه ولا يكل ذلك لخادم أو ولد ، فإن السبب عند بعض المفسرين في وصف الملائكة بالمكرمين في الآية هو أن إبراهيم عليه السلام خدمهم بنفسه ، وقد ذكر القرطبي في تفسيره قصة وشاهد آخر على هذه الفائدة ، قال عبد الوهاب : قال لي علي بن عياض : عندي هريسة ما رأيك فيها ؟ قلت : ما أحسن رأيي فيها ; قال : امض بنا ; فدخلت الدار فنادى الغلام فإذا هو غائب ، فما راعني إلا به ومعه القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لو علمت يا أبا الحسن أن الأمر هكذا ; قال : هون عليك فإنك عندنا مكرم ، والمكرم إنما يخدم بالنفس ; انظر إلى قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين .
9. الاجتهاد في حسن رد السلام ، ورده بأفضل و أحسن وأكمل كما قال تعالى ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وكما فعل الخليل فقد كان سلامه أبلغ من سلام الملائكة ، لأنه جاء بجملة اسمية دالة على الثبوت والدوام ، وذكر ابن عطية سببا آخر لتفضيل تحيته على تحيتهم أن قولهم دعاء وقوله واجب قد تحصل لهم .
10. الإحسان في استقبال الضيف وعدم إظهار ما يحرجه أو يؤذيه ، فإبراهيم عليه السلام رغم أنه أنكرهم إلا أنه رد عليهم السلام بأفضل منه ، ونقل البغوي عن ابن عباس في قوله (قوم منكرون) أنه قالها في نفسه وهذا قول .
11. وقال السعدي أنه قالها ليعرّفوه على أنفسهم ، قال وفيه مشروعية تعرف من جاء إلى الإنسان، أو صار له فيه نوع اتصال، لأن في ذلك فوائد كثيرة.
12. ومع ذلك لم يستخدم أسلوب المباشرة والمواجهة فلم يقل أنتم منكرون ، أو أنكرتكم ، بل حذف المبتدأ فقال «قوم منكرون» وهذا من لطفه وحيائه عليه السلام ، كما قاله ابن القيم .
13. أن الضيف يكرم بأنواع الإكرام، بالقول، والفعل، وهذا ظاهر في فعل إبراهيم مع أضيافه ، في حسن رد السلام ، وفي مسارعته بضيافتهم بأجود الضيافة وغير ذلك .
14. تقريب الضيافة لمكان جلوس الضيف ، بخلاف ما يفعله غالب الناس اليوم من تخصيص أماكن للطعام يُدعى إليها الضيف ، فإن تقريب الطعام لهم فيه من المبالغة في الإكرام وهو أيسر عليهم وأحسن .
15. راغ في اللغة تطلق على الذهاب والمجيء بخفية ،ويقال : أراغ وارتاغ بمعنى طلب ، وماذا تريغ أي تريد وتطلب ، وأراغ إلى كذا أي مال إليه سرا وحاد ، فعلى هذا يكون راغ وأراغ لغتين بمعنى . قاله القرطبي
16. إكرام الضيف وتقديم خيار ماله وطعامه له كما فعل إبراهيم عليه السلام فقد وصف الله العجل الذي قرب بأنه حنيذ وسمين،
17. الإتيان بالضيافة بدون سؤال الزائر وإحراجه بذلك .
18. المبادرة في إكرام الضيف دون تأخر وتراخي ، فمن الناس من يطيل الحديث مع الضيف ، ثم إذا أراد الانصراف قبل أن يضيفه انزعج وتذمر وأصر عليه بالمكوث والانتظار ، وهذا ينافي آداب الضيافة بل ربما يؤدي إلى قطع الأرحام وتشاحن النفوس .
19. التلطف في العبارة مع الضيف ، وأن يعرض عليه القرى والضيافة عرضا لطيفا حسنا حتى يشعر الضيف أنه إن أكل وقَبِل الضيافة فهو المحسن المتفضل كما قال إبراهيم عليه السلام (ألا تأكلون) مستخدما أداة العرض ألا ، فعلى المقتدي به أن يستعمل من الألفاظ الطيبة الحسنة التي تناسب المقام ، دون استخدام أسلوب الإلزام والجزم الذي قد يشق على الضيف.
20. على المرء أن يجعل في بيته من القرى ما يستغني به عن الاحتياج لغيره إذا نزل به ضيف .
21. إيثار الضيف على النفس فيما يقدمه له ، فإن إبراهيم عليه السلام قد آثر ضيفه بالعجل السمين ، وقد عجب الله من صنيع الأنصاري وزوجته مع ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة .
22. أنه قدم العجل كاملا ولم يقرب بعضه قال الله (فقربه إليهم) وهذا غاية في الإكرام وسخاء النفس .
23. الأنبياء بشر لا علم لهم بالغيب إلا ما علمهم الله تعالى ، يعتريهم ما يعتري البشر من الخوف والحزن (فأوجس منهم خيفة) .
24. إذا رأى الإنسان أمامه من خاف منه ، فإن عليه أن يزيل عنه الخوف ويذكر له ما يسكن خوفه ، ويهدأ فزعه ، كما فعلت الملائكة مع إبراهيم عليه السلام .
25. التعبير بقوله (فأقبلت )مع أنها لم تُقبل من مكان إلى مكان ، وإنما المراد أخذت تولول وتصرخ ، تعبير بليغ يعطي القارئ تصور للمشهد وكأنه يرى تعجبها أمام عينيه .
26. خير الكلام ماقل ودل ، فعند سرد القصص على المرء أن يراعي ذكر مافيه فائدة ، ويتجاوز مالا فائدة منه ، وجه الدلالة الحذف في الآيات الذي تدل عليه الفاء الفصيحة
27. التفنن في الخطاب وتغيير الكلام من أسلوب لآخر .
28. مشروعية البشارة (فبشروه ).
29. فضيلة العلم ، فإن الله وصف الغلام المبشر به بأنه (غلام عليم).
30. أفعال الله وأقواله ملازمة للعلم والحكمة ، فهو العليم بكل أمر ، الحكيم في تقدير كل شيء سبحانه (قالوا كذلك قال ربك إنه هو العليم الحكيم).
المراجع :
- تفسير الطبري
- القرطبي
- ابن كثير
- البغوي
- وابن عطية
- ابن عاشور
- الشوكاني
- تفسير السعدي
- بدائع الفوائد لابن القيم

هذه الفوائد اجتهدت في كتابتها متوكلة على الله ، بعد قراءة التفاسير ، وأرجأت قراءة ما كتبه السعدي وابن القيم رحمهما الله فيها من فوائد ، ثم قارنت بينها وبين ما كتبته ، فوجدت أني بحمدالله كتبت أغلب الفوائد مع فارق الأسلوب بيننا ، فاستفدت من بعض عباراتهم وأضفت مالم يُفتح علي فيه ولم أتفطن له من لطائف وفوائد .
رحم الله علماءنا وعلمنا ما ينفعنا ورزقنا حسن العمل به .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 09:44 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى: {إِذَاجَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَفِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَوَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3(}
سورة النصر سورة مدنية عدد آياتها ثلاث آيات وهي آخر سورة نزلت من القرآن من أسمائها سورة النصر وسورة التوديع كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، جاءت بعد سورة الكافرون في ترتيب المصحف ومناسبة مجيئها أن سورة الكافرون فيها بيان الثبات على المبادئ وسورة النصر فيها إشارة على أن الثبات على المبادئ وسيلة للنصر والفتوحات الربانية.
مقصدها:
1. وعد الله بنصره الكامل وبشارته بفتح مكة
2. البشارة بدخول خلائق كثيرة في الإسلام بفتح وبدونه إن كان نزولها عند منصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من خيبر كما قال ابن عباس في أحد قوليه .
3. الإيماء إلى أنه حين يقع ذلك فقد دنا أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ابن عاشورعن ابن عباس، قال : لما نزلت ) إذا جاء نصر الله والفتح )قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعيت إلي نفسي ، كأني مقبوض في تلك السنة)
التفسير الإجمالي للسورة/
يقول الله عز وجل إذا جاءك يامحمد نصر الله على من عاداك، وفتح عليك مساكن الأعداء ودخول منازلهم وفتح قلوبهم لقبول الحق، وأبصرت الناس من العرب وغيرهم يدخلون في دين الله الذي بعثك به جماعات فوجا بعد فوج؛ فسبح ربك وعظمه بحمده وشكره، على ما أنجز لك من وعده. فإنك حينئذ لاحق به، وذائق ما ذاق من قبلك من رسله من الموت.
فاطلب منه المغفرة لذنبك تواضعا لله واستقصارًا بعملك فإن من شأنه التوبة على المستغفرين له، يتوب عليهم ويرحمهم بقبول توبتهم، فإنه سبحانه شديد القبول لتوبة عباده كثير قبوله إياها، ووعده سبحانه بأنه سيغفر له مغفرة تامة لا مؤاخذة عليه بعدها في شيء.
الفوائد:
{إِذَاجَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
1. النصر والفتح أمران متلازمان فالنصر يكون في معارك القتال ويكون بالحجة والسلطان، ويكون بكف العدو، وهو حق من اللهوالفتح يكون بفتح القصور والدور والمساكن والحصونفيكون الأول تمهيد للثاني.
2. المقصود بالفتح فتح مكة لأن فتح خيبر كان قبل فتح مكة وقد فتح المسلمون خيبرقبل نزول هذه الآية فتعين أن الفتح المذكور فيها فتح آخر وهو فتح مكة كما يشعر به التعريف بلام العهد، وهو المعهود في قوله تعالى:إنا فتحنا لك فتحا مبينا
3. تعظيم ذلك النصر لإضافته لله عز وجلّ {نصر الله}. فإضافة (نصر) إلى (الله) تشعر بتعظيم هذا النصر، وأنه نصر عزيز خارق للعادة اعتنى الله بإيجاده.
4. تحقق وتعين النصر لتقدم الفعل الماضي (جاء) في الآية.
5. إن نصر الله لعباده المؤمنين واقع لا محالة فلا يستبطأ النصر لتأخره، وليتيقين وقوعه فهو موعود الله لعباده المؤمنين.
6. لا هجرة من مكة بعد فتحها أما الهجرة من بلاد الشرك فلا تنقطع حتى تنقطع التوبة عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يوم الفتح: ((لا هجرة بع الفتح، ولكن جهادٌ ونيّةٌ، وإذا استنفرتم فانفروا)). أخرجه البخاريّ ومسلمٌ في صحيحيهما
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَفِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)}
7. الرؤيا نوعان علمية وبصرية وفي الآية تجوز أن تكون معنى الرؤيا هي كلا الرؤيتين فيكون المعنى وعلمت علم اليقين أن الناس يدخلون في دين الله أفواجا وذلك بالأخبار الواردة من آفاق بلاد العرب ومواطن قبائلهم وبمن يحضر من وفودهم. فيكون جملة (يدخلون) في محل المفعول الثاني لـ (رأيت).
ويجوز أن تكون رؤية بصرية بأن رأى أفواج وفود العرب يردون إلى المدينة يدخلون في الإسلام، وهذا قد حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك سنة تسع فتكون جملة يدخلون حال
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَوَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3(}
8. يستحبّ لأمير الجيش إذا فتح بلداً أن يصلّي فيه أوّل ما يدخله ثماني ركعاتٍ، وهكذا فعل سعد بن أبي وقّاصٍ يوم فتح المدائن وله شاهدٌ من صلاة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم فتح مكّة وقت الضّحىثماني ركعاتٍ فإن من معان فسبح فصلي.
9. فِيهِ الْجَمْعُ بَيْنَ تسبيحِ اللَّهِ الْمُؤْذِنِ بالتَّعَجُّبِ مِمَّا يَسَّرَهُ اللَّهُ لَهُ مِمَّا لَمْ يَكُنْ يَخْطِرُ بِبَالِهِ وَلا بَالِ أَحَدٍ مِن النَّاسِ، وَبَيْنَ الحمدِ لَهُ عَلَى جميلِ صُنْعِهِ لَهُ وَعَظِيمِ مِنَّتِهِ عَلَيْهِ بالنصرِ والفتحِ لأُمِّ القُرَى.
10. إذا شعر الإنسان بدنو أجله كان حقا عليه أن يجتهد لأمر الآخرة، فعن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت: {إذا جاء نصر اللّه والفتح}، حتى ختم السّورة، قال: نعيت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نفسه حين نزلت. قال: فأخذ بأشدّ ما كان قطّ اجتهاداً في أمر الآخرة، رواه الطبرانيوقال أبو هريرة : اجتهد النبي بعد نزولها، حتى تورمت قدماه، ونحل جسمه، وقل تبسمه، وكثر بكاؤه. وقال عكرمة:لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها. وقال مقاتل:لما نزلت قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه، ومنهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص، ففرحوا واستبشروا، وبكى العباس؛ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما يبكيك يا عم؟ " قال: نعيت إليك نفسك. قال: " إنه لكما تقول "؛ فعاش بعدها ستين يوما، ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا
11. تقريب أهل العلم والفضل لأن في تقريبهم مصالح جمّة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدرٍ، فكأنّ بعضهم وجد في نفسه رواه البخاري
12. التنبه للصغير الذي وجد فيه شيء النبوغ وتوسم الخير فيه ومعاهدته.
13. إذا أنكر الناس على المرء عملًا يرى أنه صواب؛ فخير دليل يثبت فعله هو الدليل العملي؛عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْخِلُنِي مَعَ أشياخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا رَأَيْتُ أَنَّهُ دَعَانِي فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نَصَرَنَا وَفَتَحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً، فَقَالَ لِي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لا. فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ فَقُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ، قَالَ:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}فَذَلِكَ عَلامَةُ أَجَلِكَ،{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}.فَقَالَ عُمَرُ: لا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَقُولُ رواه البخاري
14. الآخرة خير من الدنيا ولو لم تكن كذلك لكان أختارها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم كدار بقاء.
15. دلت السورة على قرب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما فتح مكة لأن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، فأمْرُ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالحمد والاستغفار إشارة إلى أن أجله قد انتهى فليستعد وليتهيأ لملاقاة ربه.
16. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتأوّل القرآن ومن تأوله قوله (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) في ركوعه وسجوده كان يتأوّل قوله تعالى {فسبح بحمد ربك واستغفره}
17. ينبغي للعبد إذا أنعم الله عليه بنعمه أن يكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكثر في آخر أمره من قول: ((سبحان اللّه وبحمده، أستغفر اللّه وأتوب إليه)). وقال: ((إنّ ربّي كان أخبرني أنّي سأرى علامةً في أمّتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبّح بحمده وأستغفره؛ إنّه كان توّاباً، فقد رأيتها: {إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّاباً})).رواه أحمد
18. أن يستغفر الله وهو متعلقا به سائلا راغبا متضرعا له مستظهرا تقصيره في أداء الحقوق، مستحضرا عظيم ما أنعم الله به عليه من النعم، فلا ينقطع إلى رؤية الأعمال.
19. من معاني الاستغفار التي جاءت في الآية
- أنها تعبد يجب إتيانه، لا للمغفرة،.
- وقيل: تنبيه لأمته، لكيلا يأمنوا ويتركوا الاستغفار.
- وقيل: واستغفره أي استغفر لأمتك.
20. في تقديم الأمر بالتسبيح والحمد على الأمر بالاستغفار تمهيد لإجابة استغفاره على عادة العرب، كتقديم الحمد على دعاء الحاجة حتى يكون أحرى لإجابة الدعاء.
21. تكريم الله وعنايته برسوله صلى الله عليه وسلم وتلطفه في العطاء والإبلاغ إلى الكمال، ففي قوله تعالى {فسبح بحمد ربك} كان من المقتضى أن يقول : فسبح بحمده ، لتقدم اسم الجلالة في قوله : إذا جاء نصر الله لكنه عدل من الضمير إلى الاسم الظاهر وهو ربك لما فيه من الإيماء إلى أن من حكمة ذلك النصر والفتح ودخول الناس في الإسلام نعمة أنعم الله بها عليه إذ حصل هذا الخير الجليل بواسطته.
22. إذا استغفر الإنسان ربه غفر الله له وهذا مؤخوذ من ذكر دليل العموم عقب أمره بالاستغفار {واستغفره إنه كان توابا}
23. قدّم التسبيح والحمد على الاستغفار لأسباب، أولها أن التسبيح راجع إلى وصف الله تعالى بالتنزه عن النقص، الثاني أنه متمحض لجانب الله تعالى، وأما الحمد فهو جامع بين جانب الله وحظ العبد فهو ثناء على الله لإنعامه وهو أداء العبد ما يجب عليه لشكر المنعم، فهو مستلزم إثبات صفات الكمال لله التي هي منشأ إنعامه على عبده ، وأما الاستغفار فهو حظ للعبد وحده لأنه يطلب من الله أن يعفو عما يؤاخذه عليه .
24. الأمر المتوقع عند النصر والفتح هو الحمد وهذا الأمر مفروغ منه ولا يحتاج إلى أمر بإيقاعه لأنه من شأن الناس فعله، فاحتيج إلى أمر خاص لا يكون معه مماثلةللأمور الأخرى، فجاء قرن التسبيح بالحمد بباء المصاحبة أي بمعنى مع وهذا يقتضي أن التسبيح لاحق للحمد، فأريد تسبيح يقارن الحمد،على ما أعطيه من النصر والفتح ودخول الأمة في الإسلام.
25. الإيماء بدنو أجل الرسول صلى الله عليه وسلم {فسبح بحمد ربك واستغفره} ووجه دلالته أن الأمر بالاستغفار عطف على الأمر بالتسبيح مع الحمد فهذا استغفار خاص أما الاستغفار الآخر فقد كان من عادته صلى الله عليه وسلم الإكثار منه طيلة حياته الماضية فالأمر بالتسبيح المقرون بالاستغفار على حصول النصر والفتح هو إيماء بالتهيؤ للقاء الله.
26. إذا شعر العبد بدنو أجله فلا بأس أن يخبر بذلك عن ابن عباس ، قال : لما نزلت)إذا جاء نصر الله والفتح )قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعيت إلي نفسي ، كأني مقبوض في تلك السنة)
27. سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه المغفرة هو من سؤال التجاوز عما يعرض له من اشتغاله ببعض الحظوظ الضرورية للحياة، وإلا فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
28. ختم الآية باسم الله التواب بدلا من الغفار فيه تلطف مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن الأمر بالاستغفار ليس مقتضيا إثبات ذنب بل المعنى من قبيل أن الله وفقه للتوبة وفيه إرشاد لمقام التأدب مع الله عزّ وجلّ فإنه لا يسأل عما يفعل بعباده لولا أنه تفضل ببيان مراده.
29. الأصل أن يجري الوصف على ما يناسب قوله {واستغفره} لكنه عدل بقوله{توابا} عن قوله {غفارا} لتشتد الملائمة بين فاصلة الآية التي تسبقها بفاصلة هذه الآية فمن جهة أصوات الحروف الباء والجيم تجمعهما صفة مشتركة وهي الشدة بينما الراء متوسطة فختمت الآية الأخرى بقوله {إنه كان توابا} بدلا من غفارا مناسبة لما قلناه وهذه فائدة بيانية.
المراجع/
1. تفسير الطبري
2. تفسير القرطبي
3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير
4. تفسير البغوي
5. تيسير الكريم الرحمن للسعدي
6. التحرير والتنوير لابن عاشور
7. أضواء البيان لإيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي
8. زبدة التفسير للأشقر
9. موقع الإسلام سؤال وجواب
10. فتاوى بن باز رحمه الله

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 محرم 1438هـ/10-10-2016م, 01:53 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[سورة الأحزاب: الآية 56]
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)


هذه الآية اشتملت على فوائد عظيمة وجليلة القدر منها:
- أن الله أمرنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- أن الملائكة أيضاً يفعلون هذا.
- الإشارة إلى مكانة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر الله المؤمنين والملائكة بالصلاة والسلام عليه.
- أنه بصلاة المؤمنين عليه يتحقق له الصلاة من الملأ العلوي والسفلي.
- بيان معنى الصلاة على النبي من الله وأنها الثناء عليه في الملأ الأعلى.
- بيان معنى الصلاة على النبي من الملائكة وأنها الدعاء له والاستغفار.
- بيان معنى الصلاة على النبي من المؤمنين وأنها الدعاء له.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم له فضل كبير على المؤمنين فهو من بلغهم وأرشدهم إلى الصراط المستقيم.
- الصلاة على النبي عبادة تنال الحسنات، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ جاء ذات يوم والبشر يرى فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ، أَنْ لا يصلي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمَتُ عَلَيْهِ عَشْرًا».
- أنه يرفع عشر درجات بكل صلاة كما جاء في الحديث.
- الملائكة تدعوا لمن يصلي علي النبي.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أدلة محبته وتعظيمه.
- أفضل الصلاة عليه هو ما ورد علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
- أن السلام علي النبي هو ما علمهم إياه النبي صلى الله عليه وسلم في أول التشهد وهو قول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
- أن كثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تجعل صاحبها أولى الناس بالنبي يوم القيامة كما جاء في الحديث.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال أنه سيجعل كل دعاءه للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «إذن يكفيك الله هم الدنيا وَهَمَّ الْآخِرَةِ»
- أنها سبب في مغفرة الذنوب.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم عد من لم يصل عليه إذا ذكر عنده بخيلاً حيث قال صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الْبُخْلِ أَنْ أُذْكَرَ عِنْدَهُ فلا يصلي علي».
- ترك الصلاة عليه عندما يذكر هو من أسباب وعلامات الخسارة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفُ رِجْلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ... الحديث
- أن الصلاة على النبي تكون في بعض المواضع واجبة كصلاة الجنازة في التكبيرة الثانية وكما في التشهد الأول وتكون مستحبة تارة أخري.
- أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ خَتَمَ الدُّعَاءِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ولابن القيم في فضلها كلام جميل في بدائع الفوائد حيث ذكر خمسين فائدة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


المصادر:
-1-تفسير البغوي.
-2-تفسير ابن كثير.
-3-تفسير السعدي.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 محرم 1438هـ/11-10-2016م, 08:18 PM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

رسالة في قوله تعالى:(( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ))

اشتملت الآية الكريمة على عدة فوائد في بيان أعظم عبادتين في الإسلام ، وهما مفتاحا الفرج وهما ( الصبر والصلاة ) واستخرجت عدة فوائد:
- منها: خص الصلاة والصبر بالذكر من بين سائر العبادات ،أمر بالاستعانة بالصبر على الوفاء بالعهد والمحافظة على الطاعة ، وأمر بالاستعانة على الصلاة لأن فيها تلاوة كتاب الله الداعية آياته إلى رفض الدنيا وهجر نعيمها والمذكرة للآخرة ، وما أعد الله فيها ولأن تأثير الصبر في إزالة ما لا ينبغي وتأثير الصلاة في حصول ما ينبغي.
- ومنها: أن أصل الصبر : منع النفس محابها ، وكفها عن هواها ، وقيل أن معنى الصبر هنا: الصوم ، والصوم بعض معاني الصبر ، وسمي رمضان شهر الصبر لكف صائميه عن الأكل والشرب.
- ومنها: وصف الله سبحانه الصلاة بأنها ثقيلة وشديدة إلا على الخاضعين لطاعته والخائفين منه المصدقين بوعده ووعيده.
- ومنها: أن أصل الخشوع: التواضع والتذلل والاستكانة.
ومعنى الخشوع في الآية: الخوف والخشية من الله.
- ومنها: ذكر الماوردي في تفسيره أن الخشوع نظيره الخضوع،وقيل:أن الخضوع في البدن، والخشوع في الصوت والبصر.
- في قوله:(( الذين يظنون )) فسر العلماء الظن هنا باليقين، وكما قال مجاهد:(( كل ظن في القرآن يقين ...)) وقوله:(( كل ظن في القرآن فهو علم ))
والظن من الأضداد يكون شكا ويقينا ، كالرجاء يكون أمنا وخوفا.
- ومنها: في قوله:(( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) رد الكناية إلى الصلاة لأنها أعم ، وقيل:لأن الصبر داخل فيها.
- ومنها: أن للصبر أقسام ثلاثة ،كما جاء في حديث علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( الصبر ثلاثة:فصبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية )).

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 محرم 1438هـ/24-10-2016م, 01:19 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

تقويم التطبيق الثالث


أحسنتم جميعاً، بارك الله فيكم ونفع بكم.


سها حطب: أ
- أحسنت بارك الله فيك، وقد فاتك عدد من المسائل والفوائد المهمة.

أم أسامة: أ+
- أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

ضحى الحقيل: أ
- أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك عدد من المسائل والفوائد، ولذلك أوصيك بالعناية باستخلاص المسائل أولا قبل الشروع في التفسير، وكذلك تجزئة الآية وقصر النظر على كلّ جزء يفوّت عليك المسائل التي تستخرج من سياق الآية وتناسب أجزائها.

نوره الأمير: أ
- أحسنت بارك الله فيك، ورسالتك قيّمة لكنك جمعت بين أسلوب التقرير العلمي والأسلوب الاستنتاجي.
- اشتغالك بأسلوب التقرير العلمي أدى إلى تفويت بعض المسائل والفوائد.
- تنبيه: لا يقال: عرج الله على كذا ، لأن التعريج في أصل معناه الميل والاحتباس على أمر أو حاجة.

منيره أبو عنقه: ب+
- أحسنت بارك الله فيك
- الفوائد التي ذكرتيها حسنة، لكنها بحاجة إلى تحسين صياغتها لتبدو متنسقة متناسبة.
- (لا تتسمعوه) = لا تسمّوه
- قولك: (وأن مخالفة أمر الله إعراضا): ما وجه التقييد بالإعراض هنا؟

سارة المشري: أ+
- أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

أماني مخاشن: أ+
- أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

هدى مخاشن: أ
- أحسنت بارك الله فيك، لكن تنبهي إلى أنك ذكرت بعض الفوائد التي إنما استخرجتيها من بعض الأحاديث لا من الآيات نفسها، وهذه الفوائد إما أن توجدي رابطاً بينها وبين الآيات لتكون هي أصل استخراج الفائدة، وإما أن يكون في تعبيرك ما يشعر بأنها فائدة مستخرجة من الأحاديث لا من الآيات.
- مثال ذلك: قولك: (يستحبّ لأمير الجيش إذا فتح بلداً أن يصلّي فيه أوّل ما يدخله ثماني ركعاتٍ) فهذه الفائدة إنما استخرجت من الأحاديث التي ذكرها المفسرون في تفسير هذه السورة، ولو أنّك جعلت المدخل لهذه الفائدة دلالة السورة على الأمر بشكر الله تعالى ثمّ مثّلت للشكر بهذا المثال لكان ربطاً حسناً.

علاء عبد الفتاح: أ
- أحسنت بارك الله فيك
- أوصيك بالعناية بالروابط بين الآيات وبين الفوائد المسائل التي ذكرتها، وأن تحسن المدخل للفوائد غير المباشرة.

رزان المحمدي: أ
- أحسنت بارك الله فيك، وقد فاتك ذكر بعض المسائل والفوائد المهمة؛ فلذلك أوصيك أولا بالعناية باستخراج المسائل قبل البدء بالتفسير
- اعتني بتوثيق الأحاديث والآثار التي تذكرينها وبيان أقوال العلماء في حكمها إن لم تكن من أحاديث الصحيحين.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 محرم 1438هـ/24-10-2016م, 01:34 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم عنا خيرا عظيما

لاستزيد فهما فيما تفضلتَ به شيخنا:
ألا يعد ربطا ماذكرته حين ربطتُ الفائدة بآية فسبح وأنه قد ورد من معان التسبيح/ الصلاة؟

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 محرم 1438هـ/26-10-2016م, 10:55 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )
في الآية مسائل كثيرة منها :
- من المخاطب : وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحُكْمُ عَامٌّ لَهُ وَلِغَيْرِهِ من المسلمين .
- كيفية شكر النعم
الأول : لما تكون النعمة من الله فقط , قال ابن جريرٍ: عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها , وذكر العلماء أن لكل نعمة أنعم الله بها على العبد طريقة للشكر ففي نعمة البصر مثلا أن يستخدمها في طاعة الله ولا ينظر بها إلى الحرام وفي نعمة العلم أن ينشره ويعلم الناس لوجه الله تعالى وفي نعمة الوالدين أن يبرهما ويحسن صحبتهما وعلى ذلك كل النعم , ومن رزقه الله مالا فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده فليوسع على عياله وعلى نفسه ولينفق منه في سبيل الله .
الثاني : لما يكون للبشر سبب في النعمة , في الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)).و قال أبو داود: عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)).
وفي الحديث الذي رواه أبو داود. ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). , ذكره ابن كثير .
وفي البخاري ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )

- معنى التحديث بالنعمة
الأول : على أن النعمة هنا عامة ( كل نعمة ) أَثْنِ على اللهِ بهَا واشكره عليها وأدِّ حق الله فيها.
الثاني : على أن النعمة هي القرآن , فَأَمَرَهُ الله أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ ويعلمه لعباد الله ويفسره لهم .

- طرق التحديث بالنعمة
أولاً : التحديث سراً لمن يثق به فقد قال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله .
ثانياً : التخصيص بذكرها عند الحاجة والمصلحة فقط .
ثالثاً : فإن لم يكن حاجة إلى التخصيص , فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ .

- سبب الأمر بالتحديث بالنعمة :
فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ .

- على العبد المؤمن أن يشهد جميع النعم التي يعيش فيها هي من الله ابتداءا وانتهاءا حتى لو كان هناك واسطة من البشر عن طريقهم وصلت النعمة إلى العبد المؤمن فعلى العبد أن يشكر ابتداءا ربه سبحانه ومن ثم يشكر الناس على بذلهم المعروف معه .

- مهما دقت النعمة أو خفيت أو صغرت في عين العبد فهي كبيرة وعظيمة وجليلة لو تفكر في معانيها فعليه أن يشكر الله عليها , ولذلك قال الله تعالى لنا ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) فنعمة واحدة لن نحصيها فكيف بكل النعم , وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .

- استحباب بذل النعم إلى عباد الله لأنه سيكون واسطة خير بين الله وبين عباده لأن العبد المؤمن إذا أتاه خير من أخيه المؤمن فسيشكر الله ابتداءا عليها , فخير عباد الله عند الله هو أنفعهم لعباده .

- التحدث بنعم الله هو عبادة لله سبحانه وتعالى مع استحضار النية الطيبة .

- عموم التحديث بالنعمة للأقوال والأفعال والنوايا

التفاسير التي اعتمدت عليها
القرطبي
ابن كثير
تفسير السعدي
تفسير الأشقر

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 5 صفر 1438هـ/5-11-2016م, 04:53 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

تأملات في قوله تعالى : ((فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ )) الذاريات

هذ الآية من أعظم الآيات جمعت معاني جليلة، فمنها :

- أنها تجمع بين الخوف والرجاء، ( ففروا ) هو الخوف و التحذير من عقاب الله تعالى ، إلى الرجاء في حصول رحمة الله تعالى بالإيمان به ، واتباع أمره والعمل بطاعته ،وينظر إلى هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك)).

- أطلق الله تعالى على الرجوع إليه فرارا ، وذلك في الاعتماد عليه واللجوء إليه محبة وفوز وسعادة وأمن ، وفي الرجوع لغيره خوف و كره .

- أن من ترك مايكره الله تعالى إلى الإسراع بفعل مايحبه من أقوال وأفعال ، وفرار من الجهل والكفر والمعصية والغفلة إلى العلم والإيمان والطاعة وذكر الله تعالى ، فقد استكمل دينه،
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِرُّوا مِنْهُ إِلَيْهِ وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ.
وَقَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: فِرُّوا مِمَّا سِوَى اللَّهِ إِلَى اللَّه.

- الفرار فيه السرعة ، فالإنسان لا يفر ببطئ ، والفرار من شيء مخيف إلى شيء مسعد، من مكان مقلق إلى مكان آمن، الفرار من ضيق إلى سَعَة، من خوف إلى طمأنينة، من قهر إلى سيطرة، الذهاب من هَم إلى سعادة، هذا هو الفرار، فروا إلى الله، فروا منه إليه، فروا من معصيته إلى طاعته، فروا من شركائه إليه ،الفرار إلى الله منزلة من منازل السالكين للطريق المستقيم .

- فيه اطمئنان للمؤمن ، وذلك لأنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه مصيبة أو هم ، فأما عالم الأشقياء فهم يهربون إلى المخدرات أو المسكرات ، وإلى الشهوات المحرمة ، فلا ينالون إلا الوبال والأوبئة ، فلا يعلمون أين الملجأ والخلاص إلا من هداه الله تعالى .

- تأكيد من الله تعالى أن السبيل للنجاة هو الرجوع إليه ، والإسراع في ذلك ، فهذه الدنيا ليست للراحة فهي دار الزاد ، فيكابد الإنسان فيها المصائب والبلاء ،من حروب وقتل ، من تشريد وفقر وجوع ، فهي الحل لمواجهة كل ذلك بالفرار إليه .

- ومن الأحاديث الواردة في معنى الفرار إلى الله عز وجل واللجوء إليه:**
****** قوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك).

- حينما تفر إلى الله تجد نفسك في يسر وراحة وطمأنينة ،تعلو به على كل زخارف الدنيا، فمن فر إلى الله ذاق ألوانا من أسرار العبادات فقلب المؤمن مليء بالسعادة والنور، فيمتلئ القلب بالنور حتى يصبح كالكوكب الدري يوقد من شجرةٍ مباركة.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir