دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ربيع الثاني 1440هـ/31-12-2018م, 09:00 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
الإسلوب البياني
تفسير قوله تعالى" {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الحديد(12)
جاءت هذه الآية لبيان فضل أهل الإيمان وفضل أعمالهم من الصدقات والأعمال الصالحة ، وأثر هذه الأعمال على المؤمنين في عرصات يوم القيامة و على الصراط ، وتضمنت الآية بعض اللمسات البيانية مما زادت في بيان فضل الله على المؤمنين في ذلك اليوم وزيادة الإستبشار الاستبشار في قلوب أهل الإيمان وزيادة همتم للسعي لرضوان ربهم.
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} :
و"يوم"ظرف متعلق بقوله تعالى: {كلا وعد الله الحسنى} أو {فيضاعفه له وله أجر كريم} فتكون الجملة متصلة باللتي قبلها ، فيكون المعنى: يؤجرون يوم ترى.
أو يكون "يوم" ظرف منصوب بفعل محذوف تقديره: اذكر ، تعظيما لذلك اليوم. فتكون الجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا لمناسبة ذكر ما تميز به المؤمنين في ذلك اليوم.
والمراد ب"يوم" : هو يوم القيامة والجزاء.
"ترى": والرؤية هنا رؤيا العين:أي يوم يرى الرائي . والخطاب في "يوم ترى" لكل من يصلح له الخطاب ، أو للرسول صلى الله عليه وسلم (ذكره الألوسي).
"المؤمينن / المؤمنين والمؤمنات": ووصفوا بهذا الوصف لبين أن الإيمان صفة راسخة لهم. ووجه عطف المؤمنات على المؤمنين هنا : "للتنبيه على أن حظوظ النساء في هذا الدين مسوية لحظوظ الرجال إلا فيما خصصن به من أحكام قليلة لها أدلتها الخاصة وذلك لإبطال ما عند اليهود من وضع النساء في حالة ملعونات ومحرومات من معظم الطاعات" ذكره ابن عاشور.
"يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم"
وقيل: في المراد بالنور في " نورهم بين أيديهم وبأيمانهم" :أي يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ،وهو نور حسي، وجمهور المفسرين على هذا القول ، واستُدل بقول عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ:﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾قَالَ: عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ يَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ، مِنْهُمْ مَن نُورُهُ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَمِنْهُمْ مَن نُورُهُ مِثْلُ النَّخْلَةِ، وَمِنْهُمْ مَن نُورُهُ مِثْلُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ، وَأَدْنَاهُمْ نُورًا مَن نُورُهُ فِي إِبْهَامِهِ يتَّقد مَرَّةً وَيُطْفَأُ مَرَّةً ورواه بن أبي حاتم وابن جَرِيرٍ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يُضِيءُ نُوره مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى عَدن أَبْيَنَ وَصَنْعَاءَ فَدُونَ ذَلِكَ، حَتَّى إِنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يُضِيءُ نُورُهُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ".

والنور هنا نور حقيقي حسي ، يجعله الله معهم على الصراط أو يكون معهم في المحشر ويستمر إذا مروا على الصراط إكراما لهم وتمييزا لهم عن غيرهم في ذلك اليوم، وسعي النور: امتداده وانتشاره ، وإنما عُبر هنا بلفظ السعي لأن النور إنما يسعى إذا سعى صاحبه وإلا انفصل عنه وتركه" معنى ما ذكره ابن عاشور.
وقوله في يسعى نورهم: هذا النور على حسب الإيمان؛ لأن الحكم إذا عُلق بوصف كان قويًّا بقوة ذلك الوصف وضعيفًا بضعفه. فنورهم على حسب إيمانهم.
وإضافة نور إلى ضمير هم في "نورهم" إضافة تخصيص النور بهم في ذلك اليوم بحيث يتميزون عن غيرهم من الناس.
وقيل: في المراد بالنور :أن النور هنا استعارة عن الهدى والرضوان الذي هم فيه ، قال الضحاك: قوله:﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ :بأيمانهم: كتبهم، يقول الله: فأما من أوتي كتابه بيمينه، وأما نورهم فهداهم.أ.ه
ويسعى هنا يكون بمعنى: يمضى، فيكون المعنى على هذا القول: يسعى ثواب إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم تتطاير.
ورجح هذا القول ابن جرير. وذكر:
"أنه لو عنى بذلك النور الضوء المعروف، لم يخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل، لأن ضياء المؤمنين الذي يؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم، وفي خصوص الله جلّ ثناؤه الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل، ما يدلّ على أنه معنّى به غير الضياء، وإن كانوا لا يخلون من الضياء" انتهى.
وقيل : أريد بالنور القرآن .
بين أيديهم : ومعنى (بين أيديهم) أمامهم، غير أنه لم يقل (أمامهم) لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، فعبر بهذا اللفظ لبيان قربهم منه.
والباء في "بأيمانهم" : قال الفراء : الباء بمعنى (عن) على القول الأول من معنى النور ، : أي عن جميع جهاتهم ، أو يجوز أن يكون الباء للملابسة ، ويكون النور الملابس لليمين نور كتاب الحسنات ، فيعنى به الكتاب الذي يكون في أيمانهم ، كما قال تعالى:{فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا}(الإنشقاق 7) ، ويؤيده ما جاء في السنة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نَضِيرٍ أنَّهُ سَمِعَ أبا ذَرٍّ وأبا الدَّرْداءِ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:««أنا أوَّلُ مَن يُؤْذَنُ لَهُ في السُّجُودِ يَوْمَ القِيامَةِ وأوَّلُ مَن يُؤْذَنُ لَهُ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَأرْفَعُ رَأْسِي فَأنْظُرُ بَيْنَ يَدَيَّ ومِن خَلْفِي وعَنْ يَمِينِي وعَنْ شِمالِي فَأعْرِفُ أُمَّتِي بَيْنَ الأُمَمِ فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ وكَيْفَ تَعْرِفُهم مِن بَيْنِ الأُمَمِ ما بَيْنَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إلى أُمَّتِكَ ؟ قالَ: غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِن أثَرِ الوُضُوءِ ولا يَكُونُ لِأحَدٍ غَيْرِهِمْ وأعْرِفُهم أنَّهم يُؤْتَوْنَ كُتُبَهم بِأيْمانِهِمْ وأعْرِفُهم بِسِيماهم في وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ وأعْرِفُهم بِنُورِهِمُ الَّذِي يَسْعى بَيْنَ أيْدِيهِمْ وعَنْ أيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ )
فإذا كان كتاب الحسنات فيه الهدى فيكون لفظ النور قد استعمل في معنييه الحقيقي والمجازي.
و تخصيص النور بجهه الأمام والأيمان فقيل: وخُصّا لِأنَّ السُّعَداءَ يُؤْتَوْنَ صَحائِفَ أعْمالِهِمْ مِن هاتَيْنِ الجِهَتَيْنِ كَما أنَّ الأشْقِياءَ يُؤْتَوْنَها مِن شَمائِلِهِمْ ووَراءَ ظُهُورِهِمْ، وفي البَحْرِ الظّاهِرُ أنَّ النُّورَ قِسْمانِ: نُورٌ بَيْنَ أيْدِيهِمْ يُضِيءُ الجِهَةَ الَّتِي يَؤُمُّونَها. ونُورٌ بِأيْمانِهِمْ يُضِيءُ ما حَوالَيْهِمْ مِنَ الجِهاتِ، وقالَ الجُمْهُورُ: إنَّ النُّورَ أصْلُهُ بِأيْمانِهِمْ والَّذِي بَيْنَ أيْدِيهِمْ هو الضَّوْءُ المُنْبَسِطُ مِن ذَلِكَ" ذكره الألوسي.
القراءة في "بأيمانهم" : وقَرَأ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السّاعِدِيُّ، وأبُو حَيْوَةَ " بِإيمانِهِمْ " بِكَسْرِ الهَمْزَةِ عَلى أنَّ المُرادَ بِالإيمانِ ضِدُّ الكُفْرِ، والجمهور : على أن أيمانهم جمع يمين.
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ:والبشرى: اسم مصدر بَشّرَ هو الإخبار بخبر يسر المخبر ، وأطلق المصدر على المفعول ،أي: الذي تبشرون به جنات ، وبشراكم مبتدأ ، وخبره "جنات" ، وجملة "بشراكم جنات" مقول قول مقدر: أي تقول لهم الملائكة.
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ: وهي في موضع الصفة لجنات، وجمع "جنات" لبيان تعددها وتنوعها واختلاف درجاتها. وقوله "تجري للدلالة على جريانها وليس ركودها ، والركود مضنة الأسن ، كما أن الجري له متعة للناظرين.وأشار في قوله "من تحتها" إلى علو قصورها وأشجارها ، وقد بين سبحانه هذ الأنهار أنها أربعة أنهار في قوله تعالى{أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}(محمد ١٥)،
خَالِدِينَ فِيهَا: وهي حال من "جنات"، أي : ما كثين فيها ، مكث لا زوال له ولا انقطاع له وهذا مما يزيدهم استبشارا.
ذَلِكَ:أي: ما تقدم من الوعود بالجنات والكرامات،وأتي باسم الإشارة هنا للتعظيم والتنبيه هُوَ: وجاء بالضمير المنفصل لتأكيد الخبر واختصاصهالْفَوْزُ الْعَظِيمُ: وعرف الفوز ب"ال" للدلالة على أنه الفوز الذي لا فوز مثله ، ولا أعظم منه.


من المسات البيانية التي جاءت في هذه الآية:
1. (يسعى نورهم) : ولم يقل (يمشي نورهم) للدلالة على الإسراع بهم إلى الجنة، وهذا إكرام فإن الإبطاء إلى السعادة ليس كالإسراع إليها.
2. أنه تعالى أسند السعي إلى النور ولم يسنده إليهم فلم يقل (يسعون) لأن السعي قد يجهدهم، فأسنده إلى النور.
3. أضاف النور إليهم، وهذا فيه أمران: الأول الدلالة على أن هذا النور إنما هو نور المؤمن، وهو يدل على قدر عمله. فهو حثا للمؤمن ليعظم نوره ويكثره. ومن ناحية أخرى لم يقل (يسعى النور) فيجعله عاما يستضيء به المنافقون، فجعل لكل مؤمن نوره الذي يستضيء به فلا يشاركه فيه غيره، وهذا إكرام للمؤمنين وحسرة على المنافقين.
4. قال (بين أيديهم) ومعنى (بين أيديهم) أمامهم، غير أنه لم يقل (أمامهم) لأن الأمام قد يكون بعيدا عن الشخص، وقد يكون النور أمامك و لا تتمكن من الاستضاءة به لبعده فقال (بين أيديهم).
5. وقال (وبأيمانهم) ولم يقل (عن أيمانهم) لأن معنى بأيمانهم أنه ملتصق بالأيمان وليس مبتعدا عنها، ولو قال (عن أيمانهم) لدل أنه متراخٍ عن أيمانهم أو منحرف عنها لأن (عن) تفيد المجاوزة، والباء تفيد الإلصاق.
6. قال (بشراكم)، ولم يقل (يقال لهم بشراكم) لأنه أراد أن يجعل المشهد حاضرا ليس غائبا، يُسمع فيه التبشير ولا يُنقل.
7. البشرى إلى ضمير المخاطبين لتنال البشرى كل واحد، ولم يقل (البشرى جنات) وهذا فيه إكرام آخر.
8. وقال (جنات) ولم يقل (جنة) للدلالة على أن لكل منهم جنة أو أكثر تتفاوت على حسب أعمالهم ودرجاتهم.
9. قال: " تجري من تحتها الأنهار" ولم يقل (فيها أنهار) وذلك للدلالة على أنها جارية وليست راكدة، والركود مظنة الأسون، هذا إضافة إلى التمتع بمشهد الجري.
10. وقال (الأنهار) ولم يقل (نهر) للدلالة على كثرة الأنهار.
11. قال (خالدين) وهي بشرى أخرى، وقال (فيها) للدلالة على أن الخلود في الجنات وليست الجنة مرحلة أو مكانا ينتقلون منه إلى ما هو أقل سعادة.
12. قال (ذلك هو الفوز العظيم) ولم يقل (ذلك فوز عظيم) وإنما عرف الفوز بأل للدلالة على القصر وعلى أنه لا فوز أعظم منه، ثم جاء بضمير الفصل للزيادة في التوكيد.





المراجع:
جامع البيان — ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ)
معالم التنزيل - البغوي 516)
مفاتيح الغيب — فخر الدين الرازي (٦٠٦ هـ)
الجامع لأحكام القرآن — القرطبي (٦٧١ هـ)
فتح القدير — الشوكاني (١٢٥٠ هـ)
روح المعاني — الآلوسي (١٢٧٠ هـ)
محاسن التأويل — القاسمي (١٣٣٢ هـ)
التحرير والتنوير — ابن عاشور (١٣٩٣ هـ)
تفسير القرآن الكريم — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ)
التفسير البياني – فاضل السامرائي
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ وسددك.

لا يشترط الوقوف على جميع مسائل الآية وذكر موقعها من الإعراب لئلا ينصرف الأسلوب إلى التقرير العلمي، ويكفي التركيز على الكلمات والجمل وإظهار الأوجه البيانية فيها.
الدرجة:أ
تم خصم نصف درجة للتأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir