دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #24  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 09:14 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية بأسلوب بياني
لقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).
جاءت هذه الآية في سياق طلب المشركين من الله أن ينزل عليهم آية تجبرهم على الإيمان ،وهي استثنائية لما قبلها ؛يبين الله فيها للمشركين مدى قدرته وعظمته ودقة صنعه وحكمته في تصريف شؤون خلقه وأنه قادر على إنزال آية كما اقترحوا ،وهو أمر يسير بحانب ما خلق لهم من آيات يشاهدونها ويلمسونها.فعليهم أن يعتبروا بالمخلوقات العظيمة التي خلقها وجعل كل منها أمة مستقلة بخصائصها وجعلها آية دالة على قدرته.كما يبين لهم قدرته على إعادة خلقهم بعد الموت وحشرهم إليه وحينها سوف لا ينفعهم تكذيبهم بالبعث .
وظهر من خلال هذه الآية الكثير من المسائل البيانية التي تعك [ تعكس ] إعجاز القرآن ووفرة معانيه وتعدد أساليبه .
قال تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}:
ف {مِنْ } زائدة للإستغراق [ للاستغراق ] .ومتعلقة بمحذوف تقديره (وما من فرد من أفراد الدواب).
والدابة هي كل ما يدب على الأرض ،وهي من دبّ يدبّ فهو داب: إذا تقاربت خطاه في المشى.وجاء حرف {في} ليشمل كل ما عليها وكل ما في جوفها والبحر جزء منها وما فيه يسمى دواب كما في حدي سرية أبي عبيدة إلى سِيف البحر قول جابر بن عبد الله: فألقى لنا البحر دابّة يقال لها العنبر.
وتنكير {دابّة} و{طائر} في سياق النفي يدل على العموم والاستغراق :أي جميع أفراد النوعين.
وذكر المفسرون عدة أقوال متماثلة لذكر لفظة {بِجَنَاحَيْهِ} مع أنه من البديهي للعقل أن الأجنحة مستخدمة للطيران ؛قيل: ذكر الجناحين للتأكيد بقصد الشمول والإحاطة ،كأنظر بعينيك .وقيل: إن اعتدال جسد الطائر بين الجناحين يعينه على الطيران، ومع عدم الاعتدال يميل، فأعلمنا سبحانه أن الطيران بالجناحين. وقيل لجعلهم يتفكروا وينتبهوا لهذه الخاصية العظيمة التي اعتادوا على رؤيتها في الطيور كأنها شيء عادي وبديهي .وقيل لدفع الإبهام؛ لأن العرب تستعمل الطيران لمعنى السرعة كقولهم: طر في حاجتي: أي أسرع. وهو معنى غير الطير، مع أن بعض المفسرون استعملوها مجازاً للتعبير عن السرعة أي أسرعت وإن لم تستطيع الطيران في الجو كالطيور الثقيلة إلا أن ابن عاشور رد هذا القول وذلك لأن وجود التوكيد الذي يفيد العموم أولى من المجاز .
ذكر ابن عاشور :(أن {أمم} جمع أمّة. وهي الجماعة من الناس المتماثلة في صفات ذاتية من نسب أو لغة أو عادة أو جنس أو نوع. قيل: سمّيت أمة لأنّ أفرادها تؤمّ أمَماً واحداً وهو ما يجمع مقوّماتها.)أ.ه
وزادأن أوجه البيان في إطلاق لفظ أمّة على الطيروالدواب مع أنها خاصة بالبشر هو مجاز لمماثلتها للبشر في اجتماع أفراد كل نوع منها في صفات متحدة
و{أَمْثَـٰلُكُمْ } :أي مثلكم في الخلق والرزق والتقدير والإحاطة وقيل أن المثلية في ذكر الله وقيل في كونهم محشورين وقيل في بعض الصفات كالشهوة وأن لها أسماء تعرف بها ؛فتكون المماثلة على وجود الشبه الفطري وليس العقلي إذ أنها غير مكلفة لا تعقل .

أما البيان في قوله تعالى :{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}:
فهو جملة معترضة ،و {مَّا فَرَّطْنَا} أي: ما تركنا وأغفلنا .
وقرأ علقمة {مَا فَرطنا} بالتخفيف. وذكر الألوسي قول أبو العباس: معنى فرطنا المخفف أخرنا كما قالوا فرط الله تعالى عنك المرض أي أزاله.
واختلف في معنى الكتاب على أقوال :
من المفسرين من قال أنه القرآن جمع أمور الدين تفصيلاً وإجمالاً .ومن ذلك ما ورد في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: «لعن الله تعالى الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى فقالت له امرأة في ذلك فقال: ما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله تعالى فقالت له: قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت { أية :
وَمَا ءَاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } تفسير : [الحشر: 7] قالت: بلى قال: فإنه عليه الصلاة والسلام قد نهى عنه» .
ومنهم من قال أنه اللوح المحفوظ، فإنه مشتمل على جميع الأحداث ،لم يهمل أمر من الأمور .
ومن مزيدة للإستغراق
وقوله:{ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ):
فصيغة الجمع فيها للتغليب :أي يحشرون إلى ربهم يوم القيامة فيحاسبهم ويجازيهم بعدله حتى أنه سبحانه وتعالى يبلغ من عدله أن يأخذ للشاة الجماء من القرناء كما جاء في حديث صحيح. واختلف في قوله سبحانه وتعالى: {إِلَىٰ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ} أنه مجا على سبيل التمثيل للموت وأخرج ابن جرير وابن أبـي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن حشر الحيوانات موتها، كما ذكر الألوسي
وقال ابن عاشور أن تعديته بإلى تنصيص على أنه لم يرد به الموت. وأجمع العلماء على قول :أنها تحشر كما يحشر بنو آدم، لقول الله تعالى: {أية : وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } ولإخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقضى بينها يوم القيامة: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء -التي بدون قرون- من الشاة القرناء. )رواه مسلم.
ووجه البيان في عود الضميران في قوله: {ثمّ إلى ربّهم يحشرون}إلى دابة وطير وهما يستخدمان للعاقل فيه أقوال وهي: استخدامها للتغليب أن جميع الأمم بما فيها الطير والدواب محشورة إلى ربها وذلك لمجيء بعدها {إلاّ أمم أمثالكم}. وقيل لأنهما عائدان على {أمم أمثالكم}،أي أن الأمم جميعها محشورة إلى ربها .
كما ذكر ابن عاشور وأضاف سبباً آخر ورجحه وهو: أن الضميران عائدان على المشركين كما في ضمائر الغائب لقوله تعالى:{وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربّه}، وبذلك تكون جملة {ثم إلى ربّهم يحشرون} استطرادية للإدماج لتعلم المشركين بحتمية حشرهم إلى ربهم حتى لو أنكروا ذلك.


أحسنتِ، بارك الله فيك ِونفع بكِ.
رسالتكِ رائعة إلا أنكِ اختصرتِ كثيرًا في بيان مسائل تفسير قوله تعالى :{ ما فرطنا في الكتاب من شيء } ، فهذه الكلمات وحدها يصح أن تُكتب فيها رسالة كاملة ومن المسائل التي لم تذكريها :
- بيان فائدة تنكير شيء في سياق النفي.
- بيان المراد بـ " شيء "
- بيان فائدة الاعتراض بهذه العبارة في الآية ووجهه.

التقويم :
ب+
التقويم يشمل الخصم للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا
.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir