دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1437هـ/26-02-2016م, 05:31 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن

اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.


المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
ب - نور
ج - رحمة
د- مبين
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.
ب - مجيد
ج - بصائر
د- بشرى
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهمّ المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيها.
س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عظيم
ب - قيم
ج - هدى
د- شفاء
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
س5: بيّن أنواع ثواب القرآن بإيجاز.
س6: ما المراد بصاحب القرآن؟
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عليّ
ب - عزيز
ج - مبارك
د- موعظة
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
س5: ما هي أوجه تفاضل ثواب التلاوة؟
س6: ما المراد بحفظ القرآن؟
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

تنبيه: درس فضائل الآيات والسور، ودرس التنبيه على المرويات الضعيفة في فضائل القرآن داخلان في المقرر، وسيدرجان لاحقاً بإذن الله تعالى.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 01:45 AM
علي الدربي علي الدربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 98
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.

1- فيها بيان بأوجه فضائل القرآن وعظمة شأنه؛ فيعظّمه ويعظّم هداه ويرعى حرمته ويعرف قدره .
2- تكسب المؤمن اليقين بصحّة منهجه، لأنّه مبنيّ على هدى القرآن، ففي بصائر القرآن وهداياته ونوره ما يضيئ الطريق للسالكين، ويكشف شبهات المضلّين، ويفنّد مزاعم المفسدين، ويجعل لصاحبه فرقاناً يميّز به الحق من الباطل، كما قال الله تعالى: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}.
3- ترغّب المؤمن في مصاحبة القرآن؛ إيمانا به واتّباعا لهداه واستكثارا من تلاوته وتفقّها فيه، ودعوة إليه، وتعليمه.
4- ترد كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به؛ فما إن تضعف النفس ؛ إلا وتتذكر فضائله فتشتد العزيمة، وتعلو الهمّة، لتدرك نصيبها من الفضل العظيم.
5- تحصّن المؤمن من العلوم والمعارف المخالفة لمنهج القرآن؛ فيتبيّن خسارة صفقة من استبدل به غيره، وحرمان من اشتغل بغيره.
6- سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن؛ فإنّ من أدرك تلك الفضائل ورسخت معرفتها في قلبه، عرف أنه لا بدّ أن يصدر في كل شأن من شؤونه عن هدى القرآن الذي من اعتصم به عُصم من الضلالة.
7- تفيد المؤمن علماً شريفاً من أشرف العلوم، وأعظمها بركة، فالتفقّه في فضائل القرآن على طريقة أهل العلم من أعظم أوجه إعداد العدّة للدعوة إلى الله تعالى، والترغيب في تلاوة كتابه واتّباع هداه.


س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟

سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:-
1- تهاون بعض القُصّاص والوعّاظ في الرواية في هذا الباب.
2-
رواية بعضهم بالمعنى بتصرّف مخلّ .
3-
تساهل البعض منهم في الرواية عن بعض المتّهمين وشديدي الضعف.
4-
رغبتهم في الأجر بنشر ما يحثّ على العناية به، حتى وإن كان من الموضوعات .
5-
طلب الشهرة من بعض القصّاص.

والمرويّات الضعيفة في فضائل القرآن على درجات:
الدرجة الأولى: مرويات ضعفها محتملاً للتقوية، لعدم وجود راوٍ متّهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة؛ فمرويات هذه الدرجة قد رأى بعض العلماء روايتها والتحديث بها، بل رأى بعضهم العمل بها.
والدرجة الثانية: مرويات التي في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل، وربّما كان في بعضها ما يتوقّف فيه؛ فهذا النوع قد تساهل فيه بعض المصنّفين، وهو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
والدرجة الثالثة: مرويات ضعيفة التي في معناها ما ينكر؛ إما لتضمّنها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً؛ لأنّ النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
والدرجة الرابعة: الأخبار الموضوعة التي تلوح عليها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم :دليل هذه الصفة العظيمة قوله تعالى :
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ *وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}.
ومعانيها :
الأول:
كرَم الحُسْن، ومن ذلك قول الله تعالى: {فأنبتنا فيها من كل زوج كريم}
الثاني :
كَرَم القَدْرِ وعلوّ المنزلة، كقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}.
الثالث :
كَرم العطاء، وهو أشهر معانيه.
الرابع :
المكَرَّم عن كلّ سوء، وهو فرع عن كرم القَدْر.
الخامس :
المكرِّم لغيره، وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدْر.

ب - نور :

ورد في مواضع من القرآن منها: قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)}
وقوله: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

ومعناه أنه نور يضيء الطريق للسالكين؛ ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها؛ فمن استضاء بنور القرآن أضاء له سبيله، وأبصر الحقائق، وعرف ما يأتي وما يذر.

ج - رحمة
ورد في آيات كثيرة؛ منها قول الله تعالى: { هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
وقوله: { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}

فهو رحمة من الله تعالى؛ لما يدلّ به عباده على النجاة من سخطه وعقابه وأليم عذابه.
ورحمة لهم لما يفتح لهم به من أبواب الخير الكثير، والفضل العظيم، والفوز المبين؛ برضوانه وثوابه وبركاته.

ورحمة لهم لما يحجزهم به عمّا فيه ضررهم مما تقبل عليه نفوسهم متبعة أهواءها لجهلها وضعفها.
ورحمة لهم لما يعصمهم به من الضلالة، ويخرجهم به من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة.
ورحمة لهم لما يبيّن لهم من الحقائق، ويعلّمهم من الحكمة، ويصرّف لهم فيه من الآيات المبصّرة، والأمثال المذكِّرة.
ورحمة لهم لما يعرّفهم به من أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

د- مبين

فقد ورد في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}

مبين في ألفاظه: فهي على أفصح لغات العرب وأحسنها، لا تعقيد فيها ولا تكلف ولا اختلال، حسن الجريان على اللسان بلا سآمة ولا تعسّر، له حلاوة عند سماعه، وحلاوة عند تلاوته، يقرؤه الكبير والصغير ويحفظه من يشاء منهم لتيسر ألفاظه وحسنها.
مبين في معانيه : فهو محكم غاية الإحكام؛ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يتعارض، ولا يتناقض، ولا يختلف؛ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}.
مبين في هداياته: فيه بيان الحقّ ونصرته، وكشف الباطل ودحضه؛ وإرشاد إلى صراط الله المستقيم؛ ولظهور بيانه للهدى أقام الله به الحجّة على الإنس والجن؛ وأمر نبيّه أن يذكّر به، وينذر به ، ويبشّر به؛ فأمره أن يقول: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}


س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
القرآن الكريم مهما تحدث الإنسان عنه؛ فلن يوفيه حقه، كيف لا؟ وهو كلام الله - وكفى والله بهذه المزية شرفا- الذي أنزله على حبيبه وخير خلقه ليكون هداية للناس أجمعين، وسعادة أبدية لمن تمسك به، ومن مظاهر عظمته، ما أوجزه في النقاط التالية:

* ومن عظمته؛ أن الله تحدى الخلق عن الإتيان بمثله، أو بسورة منه، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

* ومن عظمته؛ كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعاني الكمال والجمال والجلال.
* ومن عظمته؛ إقسام الله به في كثير من الآيات، والله لا يقسم إلا بعظيم. كقول الله تعالى :" حم * والكتاب المبين ".
* ومن عظمته؛ أنه أفضل الكتب، وأحبها إليه سبحانه، بل إنه مهيمن على الكتب كلها.كما قال تعالى:" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ... الآية" .
* ومن عظمته؛ أن الله تكفل بحفظه، قال تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
* ومن عظمته؛
أنه منزَّه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف في الألفاظ والمعاني.كما قال تعالى : " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...".
* ومن عظمته؛ أنه يهدي من تمسك به لأحسن الأحوال الدنيوية والأخروية، كما قال تعالى : " إن هذا القرآن يهدي للتي أقوم ...الآية".

س5: بيّن معنى تلاوة القرآن

تلاوة القرآن يُرادُ بها معنيان متلازمان:
المعنى الأول: قراءته.
والمعنى الثاني: اتّباعه.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {يتلونه حقّ تلاوته}: (والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله). رواه ابن جرير.
وقال عبد الله بن عباس: «يتبعونه حق اتباعه». رواه أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو داوود في الزهد.
وقال مجاهد: (يعملون به حقّ عمله). رواه سعيد بن منصور وابن جرير.

س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
أهل القرآن هم خاصّة أصحابه، وأعرفهم بحدوده وحروفه، وأبصرهم بهداه وبيّناته؛ وهُم لكثرة تلاوتهم له وسماع الله تعالى لتلاواتهم، وذكرهم لله عزّ وجلّ وذكر الله لهم، وتبصّرهم بكلام الله وتبصير الله لهم، واتّباعهم لهدى الله وهداية الله لهم، ورضاهم عن الله ورضوان الله عليه؛ سمّاهم أهله تشريفاً لهم؛ إذ كانوا معه بالاستجابة والتعبّد والتقرّب، وهو معهم بالإجابة والإثابة والقرب، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}
وهم في هذه الحياة الدنيا مع هذا القرآن بقلوبهم وجوارحهم وتطلّعاتهم وأمانيهم، يتلونه حقّ تلاوته، ويتبّعونه حقّ اتّباعه، قد انحازوا للقرآن انحياز المرء إلى أهله، وألفوه كما يألف المرء أهله، وأحبّوه كما يحبّ المرء أهله، فكانوا أهل القرآن بحق.
وشرّفهم الله بأن عوّضهم عمّا تركوه لأجله بأشرف العوَض وأحسنه، وأثابهم على صدقهم في تلاوته واتّباعه أجزل الثواب وأجمله؛ بأن سمّاهم أهله، وفي تلك التسمية الشريفة - مع إبهام عين الجزاء إبهامَ تعظيم وتفخيم - ما يملأ قلوبهم طمأنينة وثقة بعظيم فضله جلّ وعلا، فتذهب آمالهم كلَّ مذهب في كَرَمه جلّ وعلا، ثمّ يعلمون أنّ ما لديه أعظم من أن تبلغه أمنياتهم أو أن يخطر على قلوبهم.


س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
من الطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن ما يلي:
1- عرض وإبراز الكتب التي تحدثت عن فضائل القرآن، ودعوة الناس للإفادة منها.
2- إقامة المسابقات التنافسية على بعض كتب فضائل القرآن، ووضع الجوائز المجزية عليها.
3- استغلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك والواتس وغيرها؛ لنشر فضائل القرآن بشكل مختصر وجذاب.
4- طباعة الكتيبات والمطويات والنشرات، وإخراجها بطريقة حرفية عالية.
5- إقامة المحاضرات والندوات والملتقيات، واستضافة العلماء الكبار للحديث حول فضائل القرآن العظيم.
6- إخراج برامج تلفزيونية وفضائية ذات مهنية متطورة، تتضمن الحديث حول هذه الفضائل.
7- إحياء دور المسجد ورسالته العظيمة في بيان هذه الفضائل العظيمة، وحث الناس عليها.
8- اهتبال كافة الفرص المتاحة، لبيان وعرض فضائل القرآن.
هذه الوسائل وغيرها، كفيلة بإذن الله في إيصال المعاني الجليلة عن كتاب ربها لكافة أفراد المجتمعات الإسلامية، وتربية الأمة على هداياته، التي هي من صميم الدعوة إلى الله، ومن مهمات الداعية الصادق الذي يجعل القرآن العظيم في أول اهتماماته الدعوية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 10:36 AM
نورة الصالح نورة الصالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 80
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن
.
- تعظيم القرآن وتقديره حق قدره
- اليقين بصحة المنهج؛ ففهي نوره ما يكشف شبهات المبطلين ويؤيد المحقين
- الترغيب في مصاحبته بكثرة مجالسته وتعلُّمه وتعليمه.
- تفيده علمًا هو من أفضل العلوم، فإن في تعلمه مايجمع للمتعلم بين تفسير الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم وغيرها.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
تهاون بعض القصاص في الرواية في هذا الباب، من باب الترغيب فيه، والرواية بالمعنى بتصرف مخلّ، وغالب تلك الأحاديث مما يكون معناه مقبولاً فيروج لدى العامة لحرصهم على الأجر والخير.
وله 4 درجات:
الأولى: الضعف المحتمل للتقوية = رأى كثير من العلماء بروايتها والعمل بها
الثانية: ضعف السند ضعفًا شديدًا لكن المعنى لا ينكر = تساهل فيه بعض المصنفين وهو أكثر المرويات الضعيفة
الثالثة: المعنى منكر = النكارة كافية في رده
الرابعة: الموضوعة

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
"إنه لقرآن كريم"
ويشمل الكرم عدة معاني: كرم الحسن: فهو حسن
كرم القدر والمنزلة: فمنزلته عالية
وكرم العطاء: فهو يعطي قارئه الكثير في الدنيا والآخرة
والمُكرم من كل سوء: فقد حفظه الله
المكرِّم لغيره: فصاحبه ينال به الفضائل

ب - نور "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"
فهو ينير للسائرين دوربهم ويبصرهم الهدى، ولهذا الوصف معنيان: - بمعنى البيّن الواضح في نفسه -المبيّن لغيره

ج - رحمة
"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشقاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمتقين *
فهو رحمة من الله سبحانه وتعالى، ورحمة لعباده بأن يمنعهم عن المعاصي ويبين لهم طريق الحق.

د- مبين
"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"
فألفاظه ومعانيه واضحة، وهداياته على ما يحبه الله عزوجل

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
القرآن الكريم عظيم قدره؛ فهو كلام الله عزوجل وكفى بذلك تعظيمًا، وقد أقسم الله به في مواضع كثيرة من كتابه "والقرآن الحكيم" والقسم بالشيء دلالة على عظمته، كذلك حفظ الله سبحانه وتعالى له من التحريف والتبديل وغيره "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، ومن اعتصم به عُصم من الضلالة، كما قد خُص بأحكام ترعى حرمته مثل ألا يمسه إلا المطهرون والوضع الذي دوّن فيه آياته يكون له أحكام، وأيضًا من عظمته أنه يُحاج عن صاحبه يوم القيامة.


س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
يشمل معنيين: قراءته + اتباعه
قال تعالى: "يتلونه حق تلاوته" وقد فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بقوله: والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئًا على غير تأويله.

س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
هم خاصة أصحابه، وأعرفهم بحدوده وحروفه، وأبصرهم بهداه وبيّناته.
وورد بفضلهم نصوص كثيرة منها:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن، أهل الله وخاصته"
"إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه"
"لا حسد إلا في اثنين" وذكر منهم "ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الله وأطراف النهار"
"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة"
ويتم تقديمهم في مواضع كثيرة منها:
- الإمامة "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله"
- القبر إذا تزاحم "قدموا أكثر أخذًا للقرآن"


س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
- عمل مقاطع فيديو احترافية
- عمل تطبيقات للأجهزة الذكية بفكرة جديدة مناسبة تخدم الموضوع
- عمل معارض
وإذا استقرت الفضائل في النفوس قادت إلى الاهتداء به.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 08:39 PM
منيرة عبدالرزاق علي منيرة عبدالرزاق علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 100
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
-يتبين فضل القرآن بطرق كثيرة منها :
1-أن القرآن الكريم كلام الله تعالى ، وكلامه صفة من صفاته ، كما أن كلامه تعالى يتجلى فيه آثار أسماءه الحسنى وصفاته العلى كالعلم والقدرة والإحاطة والرحم . الى غير ذلك من الآثار ، فكلامه تعالى لا يمكن أن يكون فيه خلاف مقتضى أسمائه وصفاته . وكما قال بعض السلف : فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ؟
2-أن الله وصف القرآن بصفات جليلة القدر معانيها عظيمة وهذه الصفات تتضمن شروطا من قام بتحقيقها ظفر بالموعود الذي تضمنته هذه الصفات ، فالتفكر فيما وصف الله به كتابه من الصفات الجليلة وتأمل آثارها من أكثر أبواب الإنتفاع بالقرآن .
3-أن الله يحب القرآن وجعل له الشأن العظيم في الدنيا والآخرة .
4-أن الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبين فضله في الدنيا والآخرة .
5-أن الله أقسم به في مواضع كثيرة في كتابه مما يدل على شرفه ومكانته العظيمه .
6-أن الله جعل له أحكاماً ترعى حرمته ويتبين بها فضله .
7-ترغيب الله تعالى في تلاوته وترتب الأجور العظيمة والمضاعفة عليها يدل على فضله .
8- إعلاء الله تعالى لمكانة أهل القرآن في الدنيا والآخرة .
______________________________________
س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
-أسماء القرآن الكريم أربعة :
1-القرآن :
واختلف العلماء على اشتقاق لفظه على قولين :
إما أنه علم جامد غير مشتق .
أو أنه مشتق ، وأختلف في أصل اشتقاقه على 3 معان :
أ-مشتق من القراءة بمعنى التلاوة . كما في قوله تعالى ( فإذا قرءناه فاتبع قرآنه )
ب-مشتق من لجمع والضم .
ج-مشتق من الإظهار والبيان أي إظهار الحروف وتبيينها .
**وارجح الأقوال : أنه مشتق من القراءة . وسبب ترجيح هذا القول : أنه كتاب اتخذ للقراءة الكثيرة لايبلغها كتاب غيره ، وأن قرآن على وزن فعلان من صيغ المبالغة . وكذلك مادل عليه قوله تعالى ( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ).
-القراءات الواردة في هذا اللفظ : قرءان بالهمز وبه قرأ أكثر القراء ، وقران بالنفقل والتسهيل وهي قراءة ابن كثير المكي . وكلاهما لغتان صحيحتان .
2-الكتاب :
أي مكتوب ومجموع في صحف وهذا القول عند أثر العلماء ، وكتاب على وزن فعال بمعنى مفعول أي مكتوب . وسمي كتاباً لضم الحروف وجمعها كما سميت الكتبية بذلك لضم الجنود . وسمي القرءان بالكتاب للدلالة على جمعه ما يبين فيه الهدى للعباد .
ويطلق الكتاب على القرءان خاصة كم في قوله تعالى ( ذلك الكتاب لاريب فيه ) وتكون أل ها للعهد .
ويطلق على جميع الكتب المنزلة كقوله تعالى : (وتؤمنون بالكتاب كله ) وتكون أل هنا للجنس .
ويطلق على التوراة والإنجيل خاصة ، كقوله تعالى : ( ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا )
3-الفرقان :
قال ابن جرير معناه : الفرق بين شيئين والفصل بينهما .
وسمي فرقاناً لأنه يفرق بين الحق والباطل وسبيل المؤمنين وسبيل الكافرين .
4-الذكر :
وله معنيان :
أ‌- إما التذكير وهو من أعظم مقاصد إنزاله ، كما في قوله تعالى ( طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى(
ب‌- أو المذكور أي له الذكر الحسن والمكانة العلية ، كما في قوله تعالى : (والقرآن ذي الذكر).
________________________________
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – حكيم:
-هذه الصفة تتضمن 3 معان :
1-أنه محكم لا اختلاف فيه والدليل : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)
2-حاكم على الناس في جميع شئونهم شاؤوا أم أبوا ، والدليل : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)
3-ذو الحكمة البالغة المتضمنة من كل شيء أحسنه ، والدليل : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا( فسر أبو الدرداء الحكمة هنا : قراءة القرآن والفكرة فيه.
ب – مجيد :
-الدليل عليها قوله تعالى : ( ق . والقرآن المجيد ) وتتضمن معنيان :
1-الممجَد : ذو الصفات العالية المجيدة المنزه عما يدعيه الكفار أنه سحر أو كلام البشر .
2- الممجِد : لأصحابه وحامليه فلهم من الرفعة والمجد في الدنيا والآخرة .
ج – بصائر :
-معنى بصائر : معرفة حقيقة الأمر وعاقبته . الدليل قوله تعالى : ( هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
د- بشرى :
-الدليل قله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ووصفه بأنه بشرى لحجة النفس البشرية الى التبشير لما فيه فلاحها وسعادتها .
______________________________
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز.
-الله تعالى بارك القرآن وأودع فيه الخيرات الكثيرة . فهو كثير البركة . ومن بركته :
- أنه أصل الهدى والبصائر.
- ورفعة للمؤمن وحياة لقلبه : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا)
-أنه يجلو الحزن ويذهب الهم .
-أن قارئه يثاب على قراءة كل حرف منه بأجور عظيمة مضاعفة .
-ألفاظه ميسرة للذكر مع بديع نظمه وسبكه ما يؤثر في القلب .
-أنه المؤمن الذي يتلوه مبارك له في جوارحه وقلبه ، وكذلك المجلس والبيت الذي يقرأ فيه . والورق الذي يكتب فيه .
__________________________________
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
-أعلاها : الجمع بين مهارة تلاوته وحسن اتباعه وهي مرتبة أهل الإحسان . (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) ، ومن قصّر في مهارة التلاوة أو العمل به : حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه.
أما احسان القراءة مع مخالفة الهدي فإنّ قراءته حجة عليه ولاتنفعه عند ربه .
-___________________________
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
-تأتي قوادح صحبة القرآن على أربع درجات :
1-مايقدح في صحة الإيمان بالقرآن من ارتكاب نواقض الايمان كالتكذيب به أو الاستهزاء بآياته أو قراءته للمدح وللسمعة عند المخلوقين .
2-المراءات الصغرى بقراءته لأجل أن يصيب عرضا من الدنيا من استحسان أو مدح وثناء مع بقاء أصل الايمان .
3-هجر العمل ببعض ماجاء به وهجر بعض واجباته كارتكاب الكبائر مع عدم التوبة منها .
4-هجر تلاوته مع بقاء العمل به فتمر به الأيام دون أن يقلب نظره في صفحات كتاب الله
_________________________________
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
الدعوة الى تلاوة القرءان واتباع هديه من خلال : نشر فضائله وآثارها على النفس المؤمنة في وسائل التواصل المختلفة ، ونشر روابط دروس علمية في هذا الجال ، ترجمة فضائله الى لغات مختلفة لإفادة المسلمين بها من مختلف البلدان .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 09:30 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثالثة :
السؤال الأول :
💡أهم ما ألف في فضائل القرآن وطرق التأليف فيها :
اهتم علماء الأمة بالتأليف في فضائل القرآن لما في ذلك من أجر عظيم ونفع جزيل على الأمة في الدلالة على الخير وحث الأمة على التمسك بكتابها والعمل وبه ... وذلك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) رواه مسلم
وتنوعت طرقهم في التأليف بتطور العصر الذي هم فيه ... فكان لكل عصر مؤلفاته حسب طبيعة العصر، حيث بدأ الأمر بتفسير الآيات والأحاديث الدالة على فضل القرآن ... ثم أخذت المؤلفات شكلها المستقل في عهد التدوين ...
وفيما يلي أهم طرق التأليف مدرج تحت كل طريقة أهم المؤلفات فيها :
📌طرق التأليف :
1- رواية الأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن بالأسانيد وضمها إلى كتب الحديث ، ومن أمثلة ذلك :
- كتاب فضائل القرآن لسعيد بن منصور الخراساني في كتاب كبير من سننه
- كتاب فضائل القرآن من مصنف ابن أبي شيبة
- كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري
- كتاب فضائل القرآن من صحيح مسلم
- كتاب فضائل القرآن من جامع الترمذي

2- إفراد فضائل القرآن بالتأليف المستقل ورواية ما ورد فيه من الأحاديث والآثار بالأسانيد مثل :
- فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام ، وكتابه من أجل كتب الفضائل
- كتاب فضائل القرآن لابن الضريس
- كتاب فضائل القرآن للفريابي
- كتاب فضائل القرآن للنسائي
- كتاب فضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي

3- جمع ما رواه الأئمة وتصنيف على الأبواب وحذف الأسانيد اختصارا مثل :
- ( لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد في ثواب قارئ القرآن ) للغافقي وهو من أكبر الكتب المصنفة في فضائل القرآن ...

4- التصنيف المقتصر على بعض الأبواب المهمة وترجمتها بما يبين مقاصدها وفقهها مثل :
- كتاب فضائل القرآن لمحمد بن عبد الوهاب وهو تأليف مختصر في ذلك

5- التنبيه على بعض مباحث فضل القرآن كما فعل كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم من ذلك :
- فضائل القرآن لابن كثير وهوجزءمن مقدمة تفسيره
وكما فعل ابن تيمية في رسالته : قاعدة في بيان فضائل القرآن

6- إفراد بعض الآيات والسور بالتأليف مثل :
- ما أفرده محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص .
- موسوعة فضائل سور وآيات القرآن للطرهوني

7- شرح معاني الآيات والأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن مثل كثير من شراح الأحاديث

8- عقد فصول في بعض الكتب لبيان بعض فضائل القرآن مثل :
- بعض رسائل ابن تيمية
- ابن القيم في الفوائد ، طريق الهجرتين ، مدارج السالكين
- ابن رجب الحنبلي ، والسيوطي في بعض مؤلفاتهم

ومن المؤلفات الأخرى المستقلة في فضائل القرآن :
- كتاب فضائل القرآن للحافظ المستغفري
- فضائل القرآن لضياء الدين المقدسي
- الوجيزفي فضائل الكتاب العزيزللقرطبي
- مورد الظمآن إلى معرفة فضائل القرآن لابن رجب الحنبلي
- هبة الرحمن الرحيم من جنة النعيم في فضائل القرآن الكريم لمحمد هاشم السندي

السؤال الثاني :
💡الفرق بين أسماء القرآن وصفاته :
1- أن أسماء القرآن هي أسماء متضمنة لصفات لها آثارها ... فهي ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف وإنما هي أسماء ذات صفات ودلالات ... وهي أربعة أسماء فقط : القرآن ، الذكر ، الكتاب ، الفرقان
أما الصفات فهي كثيرة جامعة لمعان عظيمة منها أن كتاب الله علي حكيم ، مجيد ، نور وشفاء ، وهدى وبشرى وموعظة وبصائر ورحمة ... وغيرها الكثير وتطلق على القرآن وعلى غيره

2- أن الاسم يمكن أن يطلق مفردا معرفا كما قال تعالى :
- ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )
- ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
- ( وأنزل الفرقان )
- ( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب ) ( تلك آيات الكتاب الحكيم )

أما الصفات فهي لازمة لموصوفها سواء كان ظاهرا أو مقدرا ، فلا تدل مجردة على موصوفها بل يجب اقترانها به لتدل عليه :
فقال الله عن كتابه ( الكتاب الحكيم ) ، ونقول عن رجل يتصف بالحكمة : فلان حكيم ... فكلمة ( حكيم ) بذاتها لم تدلنا على القرآن ولا ينصرف الذهن فورا إلى القرآن عند سماعها إلا إذا اقترنت به موصوفا ... وكذلك باقي الصفات كالنور والعزيز والمجيد وغيرها ...
** ومن ذلك في وصف القرآن ظاهرا أو مقدرا :
- ( إنه لقرآن كريم ) ( والقرآن المجيد ) فالموصوف هنا وهو القرآن ظاهر. ولو أفردت ( كريم ) ( المجيد ) دون موصوفها وهو القرآن ينصرف الذهن إلى ما هو أقرب .
- ( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ) ف( بيان ، هدى ، موعظة ) أوصاف والموصوف هو اسم الإشارة ( هذا ) الذي يرجع إلى القرآن على أحد القولين .

3- الاسم علم على مسماه ينصرف الذهن فورا إلى المسمى عند النطق به ولا ينصرف إلى غيره إلا بقرينة تصرفه ... فالقرآن والفرقان والذكر والكتاب أعلام على القرآن بمجرد نطقها ينصرف الذهن إلى القرآن إلا إذا صرفها صارف عن ذلك كتسميته تعالى لليهود والنصارى ( أهل الكتاب ) ( الذين أوتوا الكتاب )
بينما الصفات غير المختصة تحتاج إلى تعريف لتتضح دلالتها على الموصوف كقوله تعالى ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) وكذلك ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) فسياق الآية هو الذي حدد أن النور هو القرآن ، ولو أخذ لفظ النور ونقل إلى سياق مختلف لاختلفت دلالته ، مثل قوله تعالى ( الله نور السماوات والأرض ) و ( وجعل الظلمات والنور ) و ( والقمر نورا وقدره منازل ) و ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور ) فلفظة نور في كل آية حملت معنى مختلفا عن الآية الأخرى ، فمرة هي صفة لله عز وجل ، ومرة هي علم على الضياء ، ومرة على نور البصيرة والإيمان ... وهكذا باقي الصفات ، تحتاج إلى ما يعرفها لتدل على موضوفها بعكس الاسم الذي يدل على مسماه مجردا .

** وقد توسع بعض العلماء في تعداد أسماء القرآن واعتبروا بعضا من صفاته أسماء فبلغ عدد الأسماء عند بعضهم نيفا وتسعين اسما ... وهذا ليس صحيحا ... فالاسم لابد أن يكون علما على مسماه وإن تضمن بيانا لصفاته وكانت له دلالة على ذلك ... كالفرقان الذي يصح أن يكون اسما وصفة للقرآن ... فأسماء القرآن كما سبق هي أربعة تتضمن صفات ومعان جليلة إضافة إلى كونها أعلاما على القرآن ، وباقي المسميات صفات وصف الله بها كتابه .

السؤال الثالث :
💡اذكر أدلة الصفات التالية مع بيان معانيها بإيجاز :
أ. عظيم
قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) ( عن النبأ العظيم ) على أحد القولين في تفسير ( النبأ العظيم )
ووصف القرآن بأنه عظيم يتضمن عظمة قدره وعظمة صفاته
و عظمة قدره تتضمن عظمته في الدنيا والآخرة
📌فأما عظمة قدره في الدنيا :
1- أنه كلام الله تعالى
2- أن الله أقسم به وإذا أقسم الله على شيء فهو عظيم ( ق، والقرآن المجيد ) ( ص ، والقرآن ذي الذكر )
3- كثرة أسمائه وصفاته الدالة على عظمة قدره
4- أنه مهيمن على ما قبله من الكتب ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) وناسخ لشرائعها
5- أن فرقان بين الهدى والضلال والحق والباطل
6- أنه هداية للتي هي أقوم ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
7- أنه مصدر للأحكام الشرعية التي يقوم بها العباد ويحتكمون إليها في خصوماتهم ومشكلاتهم
8- أن الله خصه بأحكام شرعية تخصه في تلاوته ولمسه ( لا يمسه إلا المطهرون )
9- أن تبليغه هو المقصد الأعظم لإرساله صلى الله عليه وسلم ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ )
10- أن الله حفظه من التحريف والتغيير والتبديل ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
وغيرها
📌ومن عظمة قدره في الآخرة :
1-أنه يظل صاحبه في الموقف
ورد في حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف ... إلى آخر الحديث
2- أنه شافع مشفع وماحل مصدق
- روى أبو أمامة الباهلي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم
- وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( القرآن شافع مشفَّع ومَاحِلٌ مصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار ))
. رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
3- أنه يحاج عن صاحبه ويشهد له
من حديث النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم
4- أنه يرفع درجات صاحبه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى،
5- أنه يثقل ميزان صاحبه

📌ومن عظمة صفاته :
1- أن كل وصف وصف الله به كتابه فهو عظيم بذلك الوصف ، فهو كريم وكرمه عظيم ، وهو مبارك وبركته عظيمة ، ومجده عظيم وعلوه عظيم ونوره عظيم ... إلى آخر ما وصف به من الصفات
2- أن كثرة الأسماء والصفات دليل على شرف المسمى وعظمته

ب. قيم :
( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه )
( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة . فيها كتب قيمة )


ومن معاني أنه قيم :
1- أنه مستقيم لا عوج فيه ولا تناقض يصدق بعضه بعضا ويعضد بعضه بعضا ... لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قال الأمين الشنقيطي : ( أي لا اعوجاج فيه البتة لا من جهة الألفاظ ولا من جهة المعاني ، أخباره كلها صدق وأحكامه عدل ، سالم من جميع العيوب في ألفاظه ومعانيه وأخباره وأحكامه )
2- قيم على ما قبله من الكتب مهيمن عليها وشاهد بصدقها ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )
3-القيم الذي به قوام أمور العباد وما يصلح لهم في معاشهم ومعادهم ففيه أحكام معاملاتهم وتنظيم حياتهم

ج. هدى :
من وصف الله لكتابه أنه هدى :
قال تعالى : ( ألم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه . هدى للمتّقين ) وهذه الآية هي فاتحة البقرة وتأتي بعد الفاتحة المتضمنة ل( اهدنا الصراط المستقيم ) فكأنه تعالى يخبر عباده أن من أراد الهداية فعليه بكتاب الله
وقال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
وقال: ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
وقال: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )
وقال: ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ )
وقال تعالى: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أقوم )


📌فهداية القرآن شاملة لكل نواحي الحياة ودقائقها ...
وهي على مرتبتين :

1- الهداية العامة للناس جميعا .. هداية الدلالة إلى الحق والصراط المستقيم ( هدى للناس ) ( وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ) ( قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه )
وهي هداية يعرفون بها ما يجب وما يحرم وما تقوم عليهم به الحجة

2- الهداية الخاصة للمؤمنين التي يوفقون بها لفهم مراد الله فيتقربون إليه ويسلكون سبل الوصول والقرب ... ويزيدهم الله هدى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )
- ومن اعتصم بكتاب الله هدي ووقي ، قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) قال ابن مسعود في تفسيرها : ( فاعتصموا بحبل الله فإن حبل الله هو كتاب الله ) رواه ابن جرير ، وقال قتادة : ( حبل الله المتين الذي أمر أن يعتصم به هو هذا القرآن ) رواه ابن جرير . على أحد الأقوال في تفسير السبب .
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يرويه أبو شريح الخزاعي : (فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا ) رواه ابن أبي شيبة
وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله )

د. شفاء
قال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )
وقال : ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور )
وقال : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )

فوصف كتابه بأنه شفاء لمن آمن به واعتصم واستمسك به ، ولذلك ربط شفاءه بالمؤمنين خاصة لأنهم هم الذين ينتفعون بالقرآن
📌فيكون لهم شفاء من أسقامهم النفسية والروحية والبدنية ...
🔹 أولا : فأما أسقامهم النفسية :
فمرجعها إلى أمرين :
1- ظلم النفس بتعديها حدود خالقها
2- جهلها بما ينفعها ويصلحها
ولذلك وصف الله الإنسان ( إنه كان ظلوما جهولا ) ( إن الإنسان لظلوم كفار ) ( ولكن أكثرهم يجهلون )
فهي من طبائع الإنسان لما ركب فيه من هوى فيتبعه بما لا يتوافق مع شرع خالقه فيظلم نفسه ... وجاهل بما ينفعه ويصلحه لقصور مدركاته وعدم علمه بالغيب وما يترتب على فعله من نتائج ...
فهذان الأمران يولدان الكثير من أمراض النفس كالعجب والكبر والحرص والحسد والغل والحقد والعشق والتعلق والبخل والشك وغيرها ... وهذه العلل تفسد الإنسان فيفتتن بالشهوات ويلتبس عليه الحق بالباطل ويزين له الشيطان عمله حتى ينزلق في المنكرات فيستحكم الهوى على قلبه ... فإذا تدارك نفسه فعالجها بعلاجها الذي فيه شفاؤها نجا. ... وإلا هلك ...

ولذلك كان القرآن شفاء للمؤمنين بقدر استمساكهم به واتباعهم هداه . فالموفق من جعله له دليلا واتخذ منهاجه له سبيلا ... فتصفو نفسه وتزكو روحه ويترفع عن الدنايا وعن آفات القلوب ...
ولذلك امتن الله على عباده بكتابه المتضمن شفاء لكل أسقام النفس وأمراضهم ويضع عن المؤمنين آصارهم وأغلال أهوائهم .

🔹 ثانيا : الأسقام الروحية والبدنية :
فالله جعل كتابه رقية شافية لأمراض البدن ومن ذلك قصة اللديغ الذي رقاه راق من المسلمين بالفاتحة فبرئ ، فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وما يدريك أنها رقية )
فهذا وأمثاله كثير من شفاء الأبدان من أدوائها
وكذلك شفاء الأرواح والأبدان من عين وسحر ومس وغيرها مما يعجز الطب عن علاجه فتكون آيات القرآن خير علاج له ويخرج صاحب الداء بعد الرقية كأنه نشط من عقال .

السؤال الرابع :
💡بركة القرآن الكريم :
قال تعالى : ( وهذا ذكر مبارك أنزلناه )
وقال : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )
وقال أيضا : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه )

- ومبارك ( أي مبروك من مفعول ) يدل أن الله هو من بارك كتابه وجعله مباركا ... والبركة هي الخير الكثير المتزايد الذي لا ينقص خيره ولا يذهب نفعه ...
- قال أبو إسحاق الزجاج: (المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير).
- وقال الخليل بن أحمد: (البركة: الزيادة والنماء).
- وقيل: إن لفظ "البركة" دالّ على اللزوم والسعة في أصل استعماله.
- وقيل من الدوام والثبوت .
ولأن الله هو من بارك كتابه فإن لكتاب الله بركة عظيمة في كل شيء ويلمس المسلم آثار بركته في حياته كلها ...
فالله الحكيم العليم القدير النور الواسع السميع البصير الكافي الودود هو الذي بارك كتابه فتضمنت بركته آثار صفات الله وأسمائه الحسنى ... وتضمن بركته لذلك ألفاظه ومعانيه ودلالاته وتطبيقاته ...

📌فمن بركته :
1- وهي أهمها أنه هداية لحياة الإنسان كلها ، سواء كانت هدايته عامة أو للمؤمنين خاصة تزيدهم هدى وترفع قدرهم وتعصمهم من الضلال ... ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )

2- ومن بركاته أنه بصائر للناس ، قال تعالى : ( هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) فمن استنارت بصيرته وفق للهداية ... فالبصيرة أصل الهداية ... والبصيرة تحصل بإدامة النظر والتفكر في كتاب الله ... وكلما زاد التدبر ازدادت البصيرة فيتذكر الإنسان ويعمل بما تذكر ... وبركة البصيرة لها أصل وأنواع . فأما أصلها فإخراج الناس من الظلمات إلى النور
وأما الأنواع فكثيرة يلحظها المسلم في أي أمر يستغلق عليه فتأتيه بصيرة من القرآن تدله على الحق وتبصره بالطريق ...
فكل بصيرة للمسلم إنما هي من بركة القرآن إذ يبين له الحق ويبعده عن الزيغ والضلال ...

3- ومن بركاته أنه حياة لصاحبه ، قال تعالى( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ) ، ، كما وصفه الله أنه روح ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) إذ أن الروح هي حياة الجسد ، فجعل الله كتابه روحا لما تحصل به من حياة القلب ... وكما الهداية والبصيرة فإن من ازداد بالقرآن تمسكا ولآياته تدبرا ولتلاوته ملازمة زاد نصيبه من حياة قلبه ورأى من بركاته ما لا يجده المقصر ...

4- ومن بركته أنه جلاء للهم والحزن ونور للصدر وشرح له ، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم ( أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وجلاء همي ) رواه الإمام أحمد
فهو يجلو الهموم ويذهب حزن النفس ويشفي الصدر ويملأ القلب طمأنينة والنفس زكاة ...

5- ومن بركاته أن شفاء لما في الصدور وشفاء لأمراض البدن ... ( وشفاء لما في الصدور )

6- ومن بركاته أنه ثواب للمؤمن إن تلاه وإن تدبره وإن عمل به وعلى الإيمان به وتعظيمه وحفظه والاهتداء بهدايته والتفقه فيه ، قال الله تعالى ( واتل ما أوحي إليك من الكتاب )
- وعن كعب القرظي قال سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ... إلى آخر الحديث ) رواه الترمذي
- وقال الإمام الشاطبي : وقارئه المرضي قر مثاله. كالاترج حاليه مريحا وموكلا

7- ومن بركته أنه يعصم صاحبه من كيد الشيطان ، فمن اعتصم به هدي ووقي وكفي ... ( واعتصموا بحبل الله جميعا )
- وقال صلى الله عليه وسلم ( لقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن تمسكتم به : كتاب الله )
- وقال الإمام الشاطبي :
( وبعد فحبل الله فينا كتابه فجاهد به حبل العدا متحبلا )


8- ومن بركته كثرة وجوه الخير فيه فهو علم لمن أراد العلم ، وحكمة لمن أرادها ورحمة وبيان لمن أراد ذلك ، فهو مورد كل ظمآن ... من قصده وجد فيه ضالته ... ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)

9- ومن بركته بركة ألفاظه وجمال أسلوبه ،... فهو ميسر للذكر ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) فألفاظه ميسرة وهو مع ذلك معجز في أسلوبه وروعة بيانه ... مما له تأثير عجيب في النفس ، فنجد الأعجمي يتأثر عند سماعه لتلاوته رغم عدم إدراكه لمعانيه ... ونجد الصغير يجيد حفظه رغم عدم إدراكه لمعانيه ...

10- ومن بركته كثرة معانيه وسعتها ففي الآية الواحدة قليلة الألفاظ نجد من المعاني ما تؤلف فيه المجلدات ... كما فعل ابن القيم في مدارج السالكين في معاني ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ... وصنف ابن رجب رسالة طويلة في تفسير ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، وكذلك صنف ابن الجزري رسالة طويلة سماها ( كفاية الألمعي في معنى قوله ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي ) ، والسيوطي رسالة في تفسير ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )

11- ومن بركاته أنه يعلي شأن صاحبه ويرفع قدره في الدنيا والآخرة . فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين ) وقال : ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) فيوضع القبول في الأرض لصاحب القرآن وينال مكانة ما ينالها إلا ببركة القرآن فينال توقير الناس واحترامه ويقدم في كثير من الأمور كإمامة الصلاة وغيرها ...وينال به الشرف العزة والمكانة ، وفي الآخرة ينال به الشفاعة ، ويحاجج عنه القرآن ، ويحلى به الحلل ... ويرفع صاحبه درجات بحسب ترتيله ...
- روى أبو أمامة الباهلي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم
- ومن حديث النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم

12- ومن بركاته بركته على الأمة كاملة، فمتى اعتصمت به وتمسكت به عصمت من الضلال وعزت وانتصرت ، ومتى تركته وتركت العمل به واختلفت فيه تشرذمت وتمزقت كل ممزق ونال منها عدوها ...

13- ومن بركته أنه كيفما كان مباركا ...
- فمجالس تدارسه مباركة ومجالس تلاوته مباركة وساعات تلاوته وتتنزل الملائكة لتلاوته وتغشى مجالس التالين المتذاكرين السكينة ، كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)
- وهو مبارك لصاحبه ينال البركة بتلاوته ... فيهديه ويثبته ويرشده ويبصره .
- وهو مبارك في البيت الذي يتلى فيه ، ولذلك قال عبد الله بن مسعودٍ: (إنّ أصفر البيوت اليت الّذي صَفِرَ من كتاب الله). رواه ابن أبي شيبة.
- ورواه عبد الرزاق بلفظ: (إن أصفر البيوت من الخير البيت الذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خَرِبٌ كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه).
- وقال ابن سيرين: (البيت الّذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشّياطين، ويتّسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشّياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله ويقلّ خيره). رواه ابن أبي شيبة.
- وهو مبارك على الورق الذي يكتب فيه وتصير لهذا الورق والمداد أحكام خاصة ومكانة جليلة ببركة ما كتب فيه وهو القرآن

🔹🔹ومن جميل ما قيل في فضل القرآن وبركته على صاحبه ما نظمه الإمام الشاطبي في متن حرز الأماني ووجه التهاني المعروف بالشاطبية فقال :
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ*** وَأَغْنى غَنَاءً وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ

وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ ***وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً

وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ ***مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً

هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً ***وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يجتُلَى


يُنَاشِدُه في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ ***وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ

فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكاً *** مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا

هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما***مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلا

فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ ***أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ

أُولُو الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى***حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ


السؤال الخامس :
💡بين أنواع ثواب القرآن :
ثواب القرآن يكون لصاحبه في الدنيا والآخرة
📌أما في الدنيا :
1- ما يغشى القلب من السكينة والطمأنينة التي تغشاه بالتلاوة ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ومعلوم أن أفضل الذكر كلام الله تعالى ... وذلك سواء كان تلاوة أو سماعا وإنصاتا ، وسواء كان بالعين واللسان أو استظهارا عن ظهر قلب ... فهو طمأنينة وثبات لصاحبه في الفتن ووقاية له من الشيطان ودفع للوساوس وطرد لها ،.. وهو الثواب المعجل له ...
- قال تعالى : ( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )

- وكذلك في حديث الكرب : عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما قال أحد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا " قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: " بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها " رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وغيرهم.

2- محبة الله لتالي القرآن مؤمنا به معظما له ... وهذه المحبة لها آثارها في حياة المسلم فمن أحبه الله يسر له أمره وفتح له مغاليق الأبواب ... ووضع له القبول في الأرض ... وكلما كانت التلاوة أحسن والامتثال بعدها أمثل زادت المحبة وزادت آثارها ... كما دلّ عليه الحديث عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة: يبغض الشيخ الزاني، والفقير المختال، والمكثر البخيل.
- ويحب ثلاثة: رجل كان في كتيبة؛ فكَرَّ يحميهم حتى قُتِل أو فتح الله عليه، ورجل كان في قوم فأدلجوا فنزلوا من آخر الليل، وكان النومُ أحبَّ إليهم مما يُعدل به، فناموا وقام يتلو آياتي ويتملَّقني، ورجل كان في قوم فأتاهم رجل يسألهم بقرابة بينهم وبينه فبخلوا عنه، وخلف بأعقابهم فأعطاه حيث لا يراه إلا الله ومن أعطاه). رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذي بإسناد صحيح.
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: « لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف ». رواه البيهقي في كتاب الاعتقاد.
وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جاراً لخباب بن الأرتّ؛ فخرجنا مرة من المسجد، فأخذ بيدي فقال: « يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تَقَرَّب إليه بشيء أحبَّ إليه من كلامه »رواه الحاكم والبيهقي واللالكائي، واحتجّ به الإمام أحمد.

3- أن القارئ يتبصر به ويعتبر فيهديه إلى معرفة الله حق المعرفة فيعبده حق العبادة ... ويهديه في كل أموره ويفتح له من البصائر الكثير ويفقهه في الدين ، ويعلمه التفكر والتأمل واستخدام عقله وإعماله كما ينبغي ، كما قال الله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ،
- وقال تعالى:(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )
- وقال تعالى: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} .

فينظر إلى الدنيا وأحداثها ويفهمها على مراد الله لا على مراد النفس ... فيحصل له الفقه ويحصل له الثبات ...
إذ ليس أفضل من علم يقيني قائم على بصائر القرآن وبيناته .

4- زيادة الإيمان بتلاوة القرآن وسماعه ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا )
فالإيمان يزيد بالطاعات وتلاوة القرآن واستماعه من خير الطاعات .إضافة إلى ما يزرعه في قلب المؤمن من تصديق ويقين وخشية وإنابة وتوكل ورغبة ورهبة وغيرها .

5- مضاعفة الحسنات بقراءته :
- وقد ورد في ذلك أحاديث منها :
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». رواه الترمذي وصححه والبيهقيّ في شعب الإيمان وغيرهما، وقد رُوي عن ابن مسعود مرفوعا .
- ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خَلِفَات عظام سمان؟» قلنا: نعم، قال: «فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته، خير له من ثلاث خلفات عظام سمان» رواه مسلم في صحيحه ، الخَلِفة: الناقة التي في بطنها ولدها.
وهذه الحسنات رفعة للدرجات مذهبة للسيئات دالة على مزيد من الحسنات والطاعات ...

🔹 تفاوت ثواب تالي القرآن :
- ومعلوم أن الثواب لتالي القرآن يتفاوت بتفاوت مرتبة تلاوته ، فالمحسن الماهر مع تدبر وعمل خير ممن يتدبر ويقصر في العمل ، أو ممن يعمل به لكنه لا يتقن تلاوته ولا يحسنها ، أو يعمل دون تلاوة ... وبحسب مراتبهم في تلاوة القرآن والعمل به يتفاوت ثوابهم فيه .
- كما أن لبعض الآيات والسور فضائل أكثر من غيرها .. وعلى هذا يختلف ثواب الآيات والسور باختلاف تفاضلها
- وكذلك من يحبر قراءته تحبيرا ويرتل يتغنى بتلاوته فتلاوته أجود وأعظم فضلا وأثرا ممن يتلوه مجرد تلاوة عابرة ..

📌ومن ثواب القرآن في الآخرة :
1- أنه يأتي شفيعا لأصحابه
- روى أبو أمامة الباهلي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم
- وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( القرآن شافع مشفَّع ومَاحِلٌ مصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )). رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.

2 - يرتقي في درجات الجنة حسبما كان يرتل في الدنيا
- وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ولفظه: (يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة: اقرأ وارقه في الجنة، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك في الدرجات عند آخر ما تقرأ).

3 - يحاجج عنه القرآن
في حديث النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم

4- يكسى والداه الحلل في الجنة ويوضع على رأسه تاج الوقار
، كما في حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)). رواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني والبغوي

السؤال السادس :
💡صاحب القرآن هو :

الصحبة في الأصل ترجع إلى معنيين رئيسين :
1- صحبة الملازمة والاختصاص ، كقوله تعالى ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن )
2- صحبة المناصرة والموالاة ، كقوله تعالى ( لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون )
- فأما صحبة الملازمة للقرآن فهي تقتضي أن يكون صاحبها مؤمنا به متعاهدا له آناء الليل وأطراف النهار من حفظه أو تلاوة من مصحفه ، يلازمه ملازمة الصاحب لصاحبه حتى يعرف به .
- وعلى هذا ليس صاحبا للقرآن من لا يؤمن به أنه كلام الله المنزل على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم ... فهؤلاء وإن درسوا القرآن لجمال أسلوبه واستنبطوا منه الأساليب البلاغية أو التشريعات المالية أو الأسرية إن لم يكونوا قد آمنوا به فلا فائدة لهم مما يقومون به من دراسته ، كما تفعل كثيرمن المدارس الأجنبية التي تعلم العربية فيدرس الطالب فيها بغض النظر عن ديانته القرآن كنموذج للمثال اللغوي الأعلى عند العرب . لا ككلام رب العالمين ...

- ولا يشترط الحفظ ليكون صاحبا للقرآن ، بل قد يكون حافظا هاجرا للقرآن ، وقد يكون الرجل غير حافظ له لكنه مصاحب له نظرا وتفكرا وتدبرا وتأملا واستنباطا وسلوكا ومنهاجا في حياته ، فيسري في دمه وعروقه ونبضه ... والفضل لمن حاز الشرفين ، شرف الحفظ وشرف الفهم والتدبر والعمل ...

- كما تشترط القراءة الصحيحة لمن يريد وصف الصحبة وهي قراءة التدبر والتأمل والفهم مخلصا فيها لوجه الله عازما على العمل بما تلا .

- وأما الثانية وهي الأفضل وهي صحبة الموالاة والمناصرة فتقتضي من صاحبها أن يكون ذابا عن كتاب الله مناصرا له دافعا عنه كل الشبهات حريصا على أن يظهر وجه الحق فيه ، وتقتضي نصرته بنصرة ما جاء به أحكام وتشريعات وعقائد ومبادئ فيذود عن حياض الإسلام والمسلمين ..
- والأفضل الجمع بين الصحبتين ...
ومن قصر عن الأولى فلا يقصرعن الثانية لأنها هي التي امتاز بها الصحابة رضوان الله عليهم ... فقد كانوا يحرصون على العمل بالقرآن وموالاته ونصرته بأرواحهم قبل حرصهم على حفظه ، وإنما جاء حفظهم تبعا لعملهم به ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كان الرجل منَّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
- وقال جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا» رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه.
- ومن ذلك نعلم أن فقه معاني القرآن والعمل به على طريقة الصحابة مع عدم استيعاب له حفظا خير من حفظه حروفه و تضييع حدوده ...
🔹وحاز الشرف من وفقه الله لحفظ حروفه وإقامة حدوده والعمل به ورعاية حقه ... فهذه أحسن الصحبة .

🔹وأخطأ بعض شراح الحديث في فهمهم لحديث : عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم.
إذ ظن أن الصحبة للقرآن هي مجرد الاستظهار عن ظهر قلب . وهو على فضله ليس هو المقصود إن لم يصاحبه العمل ... إذ أن المعنى بهذه الطريقة يسوي بين كل حفظة القرآن ... ومعلوم أنهم يتفاوتون تفاوتهم في فهمه وتدبره وفقه مقاصده وتطبيقه والعمل به والدعوة إليه .

السؤال السابع :
💡تجديد وسائل النشر في علم فضائل القرآن :
إن من أهم ما يدعو إليه الدعاة هو بيان فضل القرآن والدعوة إلى العودة إليه تلاوة وفهما وتدبرا وعلما وعملا ... وإن هذا الباب من أعظم أبواب الدعوة إذ يفتح الله به قلوبا غلفا وأعينا عميا وآذانا صما ...

ومع تطور التقنية في عصرنا وتسارع العلم فيه بات على الدعاة مواكبة هذه التغيرات وتطوير أساليبهم في الدعوة إلى بيان فضائل القرآن ... كما لا بد من الحرص على تجديد طريقة الخطاب ، فالمخاطبون اليوم معرضون لفضاء مفتوح من المعارف والدعوات منها الغث ومنها السمين ... لذلك فإن كثيرا من طرق الخطاب التي كانت ذات أثر في الزمن الماضي ما عادت ذات أثر اليوم ... فلا بد من انتباه لذلك ...
📌 ومن هذه الأساليب التي لابد للدعاة من الحرص على مواكبتها :
1- وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها ( كالفيسبوك والواتس اب وغيرها )

2 - مجال صنع الأفلام القصيرة خاصة بمؤثرات صوتية احترافية وحبكة قصصية بليغة ، فالفيلم الذي يحكي قصة أبلغ أثرا من موعظة أو عرض عادي ... والنماذج في ذلك بدأت تظهر في أجيال الشباب حيث بدأوا يستخدمون الفيلم كوسيلة للدعوة ولاقت أثرا بارزا .

3- دخول مجالات العلم المختلفة والحرص على المنافسة فيها إذ أن القرآن حث على العلم والتفكر والتأمل واستخدام العقل واستكشاف الآفاق ... وهذه من أكبر الدعوات التي تبين فضل القرآن في عصر سيده العلم والتطور التقني ...

4 - تقديم برامج متطورة بأسلوب شيق بعيد عن السرد على متاجر التطبيقات للأجهزة الذكية تبين فضائل القرآن وبركته ....
7- إحياء الكثير من السير التي تبين فضل القرآن عمليا فالقصة أبلغ أثرا ... وكثير من قصص تاريخنا لا نعرفها جميل إحياؤها

5 - البرامج التلفزيونية التي تبين طريقة اهتداء كثير ممن أسلم خاصة من الغرب ، ونشر ذلك في كتب ... إذ من الملاحظ أن أغلب هؤلاء أسلموا إما بدراسة مقررات لبلاغة اللغة من خلال نصوص قرآنية ... أو من خلال ما شعره من سكينة وطمأنينة عند سماعه القرآن يتلى ...

6 - ابتكار أساليب إبداعية لتحفيظ القرآن بربطه بالواقع وإسقاطه على حياة كل فرد حتى يشعر به يلامس قلبه فيحرص على الفهم مع الحفظ ...

7- الاهتمام بالنشء الجديد وما يقدم للأطفال ... سواء من تطبيقات أو قنوات أطفال ... إذ إن كثيرا من الأهل يتركون الأجهزة مع أطفالهم ، وأطفال اليوم هم شباب الغد ... فإن قدم لهم محتوى شيق يربيهم وينشئهم على القرآن والعناية به حفظا وفهما وتدبرا فبها ونعمت ، ... والأمر كذلك في قنوات التلفاز .

8 - الاستمرار على بعض الوسائل التي لا يزول تأثيرها مع تطويرها كالمقاطع الصوتية المعدة للتشغيل في السيارات ، والكتب بنوعيها الورقي والإلكتروني ... مع ترجمة كل ما يتم إنتاجه من كتب أو صوتيات أو مرئيات إلى اللغات المختلفة.
و المواقع المختلفة والمنتديات والقوائم البريدية فيها

- وقبل كل ذلك و أن يكون الداعية قدوة أينما حل وارتحل ... قدوة في مظهره إذ أول ما يلفتك لإنسان هو مظهره ... وقدوة في سلوكه وتعامله . مبادرا للخير سباقا في أي مضمار .

🔹و يجب أن يُتنبّه إلى العناية بأمور مع تعدد الوسائل منها :
1- التأكد من صحة ما ينشره والأناة وعدم العجلة بإعادة إرسال ما يرده في هذا الخصوص بحجة أنها فضيلة تنشر ...
2- مراعاة الحكمة وحسن الأسلوب ومراعاة المقال الذي يناسب مقتضى الحال ...
3- وينبغي أيضا مراعاة الأدب مع القرآن مهما اختلفت الوسيلة ... فيبقى للقرآن جلاله وقدره وعظمته ويبقى كلام الله ...
وليحرص كل داعية على الخدمة في بابه ومجاله ، فكل ميسر لما خلق له ...

فإن تغيرت وسائل الدعوة بما يناسب حاجة العصر زاد الإقبال على كتاب الله وفهمه ودخل الناس في دين الله أفواجا ورد كثير من شباب المسلمين إلى الله ردا جميلا ... إذ إن كثيرا منهم تربته طيبة لكنه افتقر في محطات تربيته إلى نماذج يقتدي بها أو أساليب تجذبه بقوة جذب أكبر مما يعد له ليجذبه في طرق الضلال والغواية ...

وقبل كل شيء الاستعانة بالله ... وسؤاله دائما أن يفتح للداعية أبوابا وطرقا يفتح بها القلوب وتقبل على بضاعته إقبال الظمآن على الماء العذب ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 10:20 PM
صلاح محمد محمد على الالفى صلاح محمد محمد على الالفى غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 76
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
اولا : أنه كلام الله جل وعلا ، وكلام الله صفة من صفاته.
ثانيا : أن الله تعالى وصف القرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة.
ثالثا : أن الله تعالى يحبّه، وتلك المحبّة لها آثارها ودلائلها المباركة.
رابعا : أنّ الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة.

س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز؟
1- القرآن:
مشتق من القراءة، وسمّي قرآنا لأنّه كتابٌ اتُّخذَ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره، ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية، كسُبحان وحُسبان وغُفران وشُكران، مع ما دلّ عليه قول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
والقُرآن والقُرَان بمعنى واحد، وإنما هما لغتان إحداهما بالهمز، والأخرى بالنقل والتسهيل.
قال ابن عاشور: (اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ "قرآن" مهموزاً حيثما وقع في التنزيل، ولم يخالفهم إلا ابن كثير قرأه بفتح الراء بعدها ألف على لغة تخفيف المهموز، وهي لغة حجازية، والأصل توافق القراءات في مدلول اللفظ المختلف في قراءته).
2- الفرقان:
فهو فرقان بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين. قال الله تعالى ( تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ).
وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة:
فهو في الدنيا فرقان بين الحق والباطل؛ وهو في الآخرة فرقان مبين يفرّق بين أتباعه ومخالفيه؛ فيشفع لمن آمن به واتّبع هداه ويحاجّ عنه ويظلّه في الموقف العظيم، ويمحل بمن كفر به وخالف هداه واشترى به ثمناً قليلاً.
3- الكتاب:
لأنّه مكتوب، أي مجموع في صحف، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وقال تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم . نزّل عليك الكتاب بالحق}وسمّي بذلك للدلالة على جمعه ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد؛ فجمع الأحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدى وما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم.
ومما يدلّ على هذا المعنى أنّ الله تعالى وصفه بالكتاب المبين، وحذف متعلّق البيان لإفادة العموم.

4- الذكر:
وللذكر هنا معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير: فهو يذكّر العبد بربّه جلّ وعلا، ويذكّره بسبيل سعادته وفوزه برضوان ربّه تعالى وعظيم فضله وثوابه، ويذكّره بما يجب عليه أن يتجنّبه ليتّقي سخطه وعقابه؛

والآخر: بمعنى المذكور: أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية.
قال الله تعالى: {وإنّه لذكر لك ولقومك}قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما: ذي الشَّرَف.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز؟
أ - حكيم.: قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
ويتضمن ثلاثة معانٍ:
أحدها:أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض
والثاني:أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا
والمعنى الثالث:أنه ذو الحكمة البالغة.

ب – مجيد:
ويتضمن معنيان:
أحدهما:أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلاموصف المجد في اللغة يستلزم عدداً من صفات الكمال والجلال والعظمة التي يكون بها الموصوف مجيداً. فكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده.
والمعنى الآخر:أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً كما في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين))

ج – بصائر:
قال تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)} وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته، ويتفرّع على هذه المعرفة تبيّن الصواب والخطأ فيما يقع في ذلك الأمر.

د- بشرى:
قوله تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} فهو بشرى للمسلمين، وبشرى للمؤمنين، وبشرى للمحسنين؛

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز؟
ورد ذكر البركةفي مواضع من القرآن:
- منها قول الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
- وقوله تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}
- وقوله تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
ومبارَك "اسم مفعول" يفيد أنَّ الذي باركه هو الله تعالى، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد؛ فلا ينقص خيره، ولا يذهب نفعه، ولا تضعف ثمرته؛ بل خيره في ازدياد وتجدّد على مرّ القرون والأعصار.
وأنواع بركات القرآن كثيرة متنوّعة؛ فألفاظه مباركة، ومعانيه مباركة، ودلائله مباركة، وحيثما كان فهو مبارك لمن آمن به واتّبع هداه.
فمن بركاته: هداياته العظيمة التي يهدي بها للتي هي أقوم في كلّ شيء.
ومن بركاته: شفاؤه لما في الصدور، ولأدواء النفوس والأبدان.
ومن بركاته: كثرة ثواب تلاوته وتنوّعه.
ومن بركاته: ما يفيد من العلم والحكمة واليقين، والبصيرة في الدين.
ومن بركاته: ما يحصل به من جلاء الحزن، وذهاب الغم، ونور الصدر، وطمأنينة القلب، وسكينة النفس.
ومن بركاته: ما يكون لتاليه من زيادة الإيمان، وصلاح البال، وذهاب كيد الشيطان.
ومن بركاته: عِزّة أصحابه باتباعه، وثباتهم على الحق بتمسّكهم به، وتبصّرهم به في مواضع الفتن، وما يحصل لهم به من الفرقان العظيم بين الحق والباطل، والخروج من الظلمات إلى النور.
ومن بركاته: أنه يرفع أصحابه، ويكرمهم، ويكون لهم بسببه قَدْرٌ عظيم ومنزلة عالية.
ومن بركاته: أنه مبارك حيثما حَلّ؛ فالبيت الذي يُتلى فيه يكثر خيره ويتّسع بأهله، والصدر الذي يحفظه يتّسع وينفسح، والمجلس الذي يُتلى فيه تتنزّل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفّه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده، حتى إن الوَرَق الذي يُكتب فيه لَيَكون له شأن عظيم بعد تضمّنه لآياته، وتكون له حرمته وأحكام الكثيرة في الشريعة.
وأما بركاته في الآخرة فبركات عظيمة جليلة، فهو مبارك على المؤمن في قبره، وفي الموقف العظيم، وفي الحساب، وفي الميزان، وفي الصراط، وعند ارتقائه في درجات الجنة.

س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
تلاوة القرآن على مراتب:
- 1فأعلاها مرتبة أهل الإحسان في تلاوة القرآن، وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه؛ فهؤلاء بأفضل المنازل، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }
فوعدهم الله التجارةَ الرابحة التي ضمن لهم أنها لن تبور.
2- التلاوة بخشوع مع عدم اتقان القراءة الصحيحة .
3-تلاوة الآيات بإتقان ولكن دون حضور القلب وعدم اتباع اوامره ونواهيه وقد حذر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك .
والمقصود أنّ ثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراء في معنيي التلاوة؛ وهما القراءة والاتباع؛ فمن بلغ فيهما مرتبة الإحسان فهو بأفضل المنازل.
ومن قصّر فيهما حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه.
وأما من كان يحسن القراءة ويخالف هدى الله تعالى فإنّ قراءته لا تنفعه عند الله، بل هي حجّة عليه.

س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
فى الجملة الذي لا يؤمن بالقرآن ليس من أصحابه، والذي يهجره هجر عمل أو هجر تلاوة ليس من اصحابه.
وتفصيلا :
1- يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن كالتكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته، وهي أن تكون قراءته من غير إيمان به وإنما ليقال: هو قارئ، أو ليصيب به عرضاً من الدنيا.
2- المراءاة الصغرى بقراءته، وهي المراءاة بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، أو لأجل أن يُثنى عليه بذلك، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه، واجتنابه نواقض الإسلام؛ وهذا شركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق، وهو من أشنع القوادح التي يجب على صاحب القرآن تجنّبها والاحتراز منها؛ فإنّ الوعيد عليها شديد.
3- هجر العمل به أحياناً؛ فأمّا الهجر التامّ فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى، لأنه إعراض مطلق مخرج عن الملّة، وأما هجر العمل ببعض واجباته بما لا يخرج صاحبه من الملّة؛ فهو مما يقع من بعض المسلمين؛ فيقع منهم ارتكاب لبعض الكبائر التي يستحقون عليها العذاب إن لم يتوبوا إلى الله؛ ويقع منهم مخالفة لهدى القرآن في بعض الأمور؛ فيستحقون العقاب على مخالفتهم؛ وقد حذّر الله تعالى عباده من المخالفة؛ فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
4- هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين؛ فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القرآن إلا ما تصحّ به صلاته، وهذا الهجر مما يتخلّف به صاحبه عن الرتب العليا ودرجات الكمال التي فيها شرفه ورفعته.
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
1-إنشاء المواقع الاليكترونية التى بها تبين فضائل القرآن ونشرها عبر وسائل التواصل المنتشرة .
2- تربية النشأ على بيان فضل القرآن فى حلق التحفيظ والمدارس.
3- عمل قوافل دعوية فى التجمعات وتوعية الناس وتوزيع مطويات تبيين فضل القرآن وحاجة الأمة الى الرجوع إلى القرآن والعمل به.
وكل ذلك دعوة إلى الله تعالى .

وصلى الله وسلم على محمد وآلاه وسلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 10:43 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهمّ المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) لذا فقد اعتنى العلماء بالتأليف فضائل القرآن لما فيها من الأجر العظيم ومن أهم المؤلفات في فضائل القرآن:
- فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي
- كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري
- كتاب فضائل القرآن من جامع الترمذي
- كتاب فضائل القرآن لأبي عبد الرحمن النسائي
- أبواب فضائل القرآن من صحيح مسلم
-كتاب فضائل القرآن من مصنّف ابن أبي شيبة
- كتاب فضائل القرآن للحافظ المستغفري
-كتاب فضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي
- فضائل القرآن لسعيد بن منصور الخراساني
- كتاب فضائل القرآن لابن الضريس
- كتاب لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن لأبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي
- فضائل القرآن لضياء الدين المقدسي
- الوجيز في فضائل الكتاب العزيز للقرطبي
- قاعدة في فضائل القرآن لابن تيمية
- فضائل القرآن لابن كثير
- مورد الظمآن إلى معرفة فضائل القرآن لابن رجب الحنبلي
-كتاب فضائل القرآن لمحمد بن عبد الوهاب
- موسوعة فضائل سور وآيات القرآن لمحمد بن رزق الطرهوني
طرق العلماء في التأليف في فضائل القرآن:
1- رواية الأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن بأسانيدها وضمها لكتب السنة كما فعل الإمام البخاري والإمام مسلم والترمذي وابن أبي شيبة.
2- رواية الأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن بأسانيدها في مصنفات خاصة بفضائل القرآن كما فعل أبو عبيد ابن سلام الهروي والنسائي وابن الضريس وأبو فضل الرازي والفريابي.
3- جمع ما رواه الأئمة وتصنيفة على أبواب وحذف الأسانيد اختصارا كما فعل الغافقي.
4- إفراد أبواب في بعض الكتب للتحدث عن فضائل القرآن كما فعل ابن تيمية في بعض رسائله وابن القيم في بعض كتبه مثل كتاب مدارج السالكين وطريق الهجرتين.
5- الاقتصار على بعض الأبواب المهمة في فضائل القرآن كما فعل الإمام ابن عبد الوهاب .
6- التنبيه على بعض المباحث المهمة كما فعل ابن تيمية في كتابه قاعدة في فضائل القرآن وكما فعل بعض المفسرين في مقدمات تفاسيرهم.
7- إفراد فضائل بعض الآيات والسور بالتأليف كما أفرد أبو محمد الخلال فضائل سورة الإخلاص بالتأليف.
8- شرح تفسير بعض الآيا ت والأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن.

س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
للقرآن أربعة أسماء وهي القرآن والذكر والكتاب والفرقان ,وهي أسماء متضمنة لصفات فليست مجرد أعلام ويصح اعتبارها صفات وللقرآن صفات عظيمة وكثيرة والفرق بين أسمائه وصفاته يمكن توضيحه في النقاط التالية:
- أن الاسم يمكن أن يطلق مفردا معرفا مثل قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وقوله تعالى (تبارك الذي نزّل الفرقان علىعبده).
- أما الصفات فهي لازمة للموصوف الظاهر أو المقدر الظاهر كقوله تعالى (والقرآن المبين) والمقدر كقوله تعالى (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين) ,فإذا أفردت الصفة فلن تدل على الموصوف.
- الصفة غير المختصة تحتاج إلى تعريف لتدل على الموصوف بخلاف الاسم الذي هو علم على المقصود كقوله تعالى:( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) فعرف النور ليدل على الموصوف وهو القرآن ولو ذكر بدون تعريف فلن يدل على الموصوف .

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عظيم
القرآن عظيم القدر وعظيم الصفات.
و يمكننا أن نتبين عظمة قدره في الدنيا والآخرة من عدة وجوه:
1-فأما عظمة قدره في الدنيا :
فهو كلام الله ,وأقسم الله به تشريفا له وتعظيما,أنه أفضل الكتب ومهيمن عليها ,وصفه الله بأوصاف عظيمة وكثيرة,خصه الله بأحكام ترعى حرمته,يرفع من شأن تاليه وحامله,تكفل الله بحفظه ,تحدى الله به المشركين أن يأتوا بسورة من مثله,جعله الله فرقان بين الحق والباطل ,من اعتصم به هدي.
2- وأما عظمته في الآخرة:
يشفع لصاحبه ويحاج عنه في قبره وعن جابر بن عبد الله قال صلى الله عليه وسلم:( القرآن شافع مشفَّع ومَاحِلٌ مصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار).
ويظل صاحبه عندما تدنو الشمس من الخلائق عن بريدة بن الحصيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)
ويرفع صاحبه درجات كثيره ويثقل ميزانه.
وأما عظمة صفاته فنتبينها من وجهين:
1- كثرة أسمائه وصفاته.
2- أن كل صفة وصف بها فهو عظيم في تلك الصفة فعلوة عظيم وكرمه عظيم وبركته عظيمة إلى غير ذلك.

ب – قيم
الأدلة :
قول الله تعالى:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)
وقوله تعالى: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ )
له ثلاث معاني:
1- مستقيم لا عوج فيه ولا تعارض ولا تناقض يصدق بعضه بعضا قال تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
2- قيم ومهيمن على ما قبله من الكتب .
3- الذي به قوام أمور العباد وقيام مصالحهم ويهديهم في جميع شؤونهم.

هدى - ج
من الأدلة:
قول الله تعالى في سورة البقرة:(ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه . هدى للمتّقين)
وقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
وقوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)
وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله)
ففي القرآن هداية عظيمة للعباد في جميع شؤونهم وهذه الهداية لها مرتبتين :
المرتبة الأولى:الهداية العامة فهو يهدي الخلق لطريق الحق ويرشدهم لما ينفعهم ويبصرهم بالباطل كما قال تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)
المرتبة الثانية: الهداية الخاصة للمؤمنين وهي انتفاعهم بما في القرآن من هدي وتوفيقهم لما ينفعهم.
كما قال تعالى: ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا)
شفاء- د
من الأدلة :
قول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
قول الله تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)
القرآن شفاء للمؤمنين خاصة فهو شفاء لنفوسهم من عللها التي ترجع إما لجهل بما ينفعها أو لظلم بتعديها لحدود الله فقد قال الله تعالى: (وحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) ومن هذه العلل الشح والكبر والعجب والحسد والغل وغيرها
وأيضا هو شفاء لأرواحهم وأبدانهم فهو رقية نافعة بإذن الله من العلل والأمراض البدنية والروحية كالمس والسحر والعين وغيرها
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
قال الله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)
وقال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
معنى البركة:
كونه مبارك فمعنى ذلك أن الله باركه أي أودع فيه البركة والبركة هي: خير كثير أصله ثابت وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أوخفية.
وبركة القرآن بركة عظيمة لا يحيط علما بها إلا الله .
أنواع بركة القرآن:
أولا: بركته في الحياة الدنيا:
- أعظم بركاته ما به من هدى وبصائر وبيان كل ما يحتاج إليه قال تعالى: (هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
والبصيرة تزداد بتدبر القرآن وتثمر التذكر وهي أصل الهداية.
وأصل بركة بصائر القرآن إخراج الناس من الظلمات إلى النور وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
وأنواعها كثيرة ومتنوعة فكل موقف يتبصر فيه العبد وينتفع من هدي القرآن فهو من بركة القرآن.
- حياة لقلب المؤمن ووصفه الله بأنه روح.قال تعالى: (كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) وقال تعالى: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا).
- يذهب الهم ويجلو الحزن وتطمئن به القلوب. قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
- شفاء حسي ومعنوي فآياته رقية نافعة .
- يثاب عليه أنواعا كثيرة من الثواب فيثاب على قراءته وعلى سماعه وعلى تدبره وحفظه حتى على النظر في المصحف.
- خيره متعدد فهو علم وحكمة ودليل وحجة وهداية وشفاء .
- ميسر للذكر ويدل اللفظ منه على معاني كثيره.
- بركة معانيه واتساعها .
- يرفع شأن صاحبه ويعلى قدره.
- بركته على الأمة إذا اتبعت هداه أعزها الله.
- مبارك حيثما كان فهو مبارك في قلب المؤمن يزداد به إيمانا وهو مبارك في المجلس الذي يتلى فيه تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وهو مبارك في البيت الذي يتلى فيه يتسع بأهله وتخرج منه الشياطين وهو مبارك على الورق الذي كتب فيه فيكون له حرمه .
ثانيا: بركته في الآخرة:
بركات عظيمة فهو يشفع لصاحبه ويؤنسه في قبره ويظله ويحاج عنه ولا يتركه حتى يقوده إلى الجنة. عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول : (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)

س5: بيّن أنواع ثواب القرآن بإيجاز
في الدنيا:
1- طمأنينة القلب وذهاب الهم وجلاء الحزن كما قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
2- محبة الله تعالى لمن يتلو كتابه وهذه المحبة لها بركتها وآثارها على حياة المؤمن.
3- يهديه إلى معرفة ربه وصفاته وأسمائه ويهديه في جميع شؤونه.
4- زيادة الإيمان قال تعالى: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا).
5- الأجر العظيم والحسنات المضاعفة.عن ابن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
في الآخرة:
له أجر عظيم فهو يشفع لصاحبه ويؤنسه في قبره ويظله ويحاج عنه .
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( القرآن شافع مشفَّع ومَاحِلٌ مصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار)

س6: ما المراد بصاحب القرآن؟.
المؤمن به المتبع لهداه الذي يتعاهد بالليل والنهار حفظاً أو نظراً من المصحف حتى تنطبق عليه صفة الصحبة.
فأكثر المؤمنين إيمانا به واتباعا وتلاوة أكثرهم صحبة للقرآن فهناك تفاوت كبير بين أصحاب القرآن.
ولا يشترط في صاحب القرآن أن يكون حافظا لجميع ألفاظه عن ظهر قلب والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) والمراد بالقراءة القراءة الصحيحة المعتبرة شرعا وهي ما توفر فيها شرطا الإخلاص والمتابعة على قدر الاستطاعة والأصل الذي يبنى عليه وصف الصحبة هو الإيمان بالقرآن.

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
يمكن الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة مثل قوائم البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي ويمكن النشر من خلال الرسائل والمطويات أو عن طريق الملصقات في المساجد أو في المدارس ودور التحفيظ ويمكن ترجمة الرسائل إلى لغات أخرى ونشرها على المواقع, وعلى كل طالب علم أن يحدد المجال الذي يستطيع أن يفيد فيه تبعا لمهاراته وقدراته وامكانياته, لأن فضائل القرآن من أفضل وسائل الدعوة إلى الله لما لها من تأثير وأيضا لما فيها من الأجور العظيمة فكم من كافر أسلم بسبب معرفته بفضائل القرآن وكم من عاصي اهتدى بعد سماعه لموعظة عن فضل كتاب الله وعظيم بركته.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 جمادى الأولى 1437هـ/27-02-2016م, 11:05 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية


س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
بيان فضائل القرآن من طرق عديدة منها:
1- يتبين فضل القرآن من جهة كونه كلام الله جل وعلا وكلامه صفة من صفاته ،وبناء على ذلك من تفكر في القرآن وجد آثار أسماء الله وصفاته من العلم والقدرة والعزة والحكمة وغيرها ،وقد قال جماعة من السلف: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) وبهذا يتبين عظمة القرآن وعظمة الفاظه ومعانيه ،لذلك قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظةٌ ثم أديرَ لسانُ العربِ في أن يوجدَ أحسنَ منها لم يوجد).
2- يتبين فضل القرآن من جهةوصف الله للقرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة ،ومن تأمل في تلك الأوصاف وتأمّل آثارها ودلائلها أنتفع بالقرآن انتفاعاً عظيماً.
3- يتبين فضل القرآن من جهة محبة الله للقرآن ،ولذا أودع فيه من البركات والخير العظيم وجعل له شأنٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة.
4- يتبين فضل القرآن من جهة اخبار الله عنه بأخبار تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة، وبين مقاصده وآثاره .
5- يتبين فضل القرآن من جهة إقسام الله به في مواضع كثيرة من كتابه، فقال تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}،وفي الإقسام به دلالة بينة على تشريفه وتكريمه ورفعة مقامه.
6- يتبين فضل القرآن من جهة الأحكام الشرعية التي ترعى حرمته ،فمن أصول الإيمان الإيمان به ويجب تلاوته في كل ركعة والمصحف له أحكام كثيرة ترعى حرمته.
7- يتبين فضل القرآن من جهة الترغيب في تلاوته وترتيب الأجور العظيمة والكثيرة على تلاوته .
8- يتبين فضل القرآن من جهةرفع شأن أهل القرآن؛فهم أهل الله وخاصته،و خير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه، وقدّمهم على غيرهم في الإمامة في الصلاة،و إجلالهم من إجلال الله

س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز؟
أسماء القرآن أربعة:
1- القرآن
2- الفرقان
3- الكتاب
4- الذكر
ذكر هذا ابن جرير الطبري و أبو إسحاق الزجاج و ابن عطية .
معاني أسماء القرآن:
القرآن :
هو أصل أسمائه وأشهرها، وسمّي قرآناً لأنّه الكتاب الذي اتّخذ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره.
وقد اختلف العلماء في اشتقاق لفظ "القرآن" على قولين:
القول الأول: أنه علم جامد غير مشتق، وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء.
القول الثاني: أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
1- أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة، قال الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}أي قراءة، وهذا القول قال به ابن جرير الطبري، وأسند معناه إلى ابن عباس، ورجّحه ابن عطية.
وعلى هذا القول يكون القرآن بمعنى المقروء، تسمية للمفعول بمصدره.
2- أنه مشتقّ من الجمْعِ، وهو مروي عن قتادة، وقال به أبو عبيدة والزجاج وجماعة من العلماء،قال أبو عبيدة: (وإنما سمّى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها).
3- أنه مشتق من الإظهار والبيان، وأن القراءة إنما سمّيت قراءة لما فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب، وقد قال بهذا القول قطرب ،قال قطرب: (إنما سُمي القرآن قرآناً، لأن القارئ يُظهره ويبيّنه، ويلقيه من فيه).
القول الراجح:
أنه مشتق من القراءة، وأنه سمّي قرآنا لأنّه كتابٌ اتُّخذَ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره، ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية، كسُبحان وحُسبان وغُفران وشُكران، مع ما دلّ عليه قول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.

الكتاب:
والكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"؛ واشتقاقه من الجمع والضم على قول كثير من العلماء.
وأمّا تسمية القرآن بالكتاب:
1- لأنه جمع فيه ما يُحتاج إليه من الهدى في جميع شؤون العباد؛ فجمع الأحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدى وما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم وهذا هو الأظهر .
2- فلأنّه مكتوب، أي مجموع في صحف، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}.

الفرقان:
القرآن فرقان لأنّه فرقان بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين.
والفُرْقَان مصدر مفخّم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفَرْق، وأوجه التفريق القرآني كثيرة متنوّعة.
وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة:
في الدنيا يفرق بين :
(الحق والباطل، الأمور التي قد تلتبس على المؤمن في دينه ودنياه ،يفرق بين الصراط المستقيم وصراط المغضوب عليهم والضالين )
في الآخرة :
فرقان مبين يفرّق بين أتباعه ومخالفيه،فيشفع لمن آمن به واتّبع هداه ويمحل بمن كفر به وخالف هداه .

الذكر :
قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
وللذكر معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير
سمّي بالذكر على هذا المعنى لكثرة تذكيره وحسنه؛ فهو يذكّر العبد بربّه جلّ وعلا، ويذكّره بسبيل سعادته وفوزه برضوان ربّه تعالى وعظيم فضله وثوابه ؛ ويذكّره بما ينفعه في دينه دنياه وآخرته من أنواع الذكرى الكثيرة والمتنوّعة والمحكمة.
الثاني : بمعنى المذكور.
الذكر بمعنى المذكور أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية ،قال الله تعالى: {وإنّه لذكر لك ولقومك}،ومن آثار هذا المعنى أن القرآن يرفع أصحابه ويجعل لهم ذكراً.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.
وأما وصفه بأنه حكيم؛ فيتضمن ثلاثة معانٍ:
1- أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
2- أنه حكيم بمعنى حاكم
*حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا.
* حاكم على ما قبله من الكتب ومهيمن عليها ، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} .
*حاكم فيما اختلف فيه أهل الكتاب قبلنا كما قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
3- أنه ذو الحكمة البالغة، كما قال تعالى: {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) وفيه جوامع الكلم المبينة ومحاسن الأخلاق والمواعظ والحقوق والواجبات والأمثال والقصص الحكيمة ما لا يوجد في كتاب غيره .
ب – مجيد:
قال تعالى(ق*والقرآن المجيد)
وصفه بأنه مجيد؛ فيتضمن معنيين:
1- أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، لأن وصف المجد في اللغة يستلزم عدداً من صفات الكمال والجلال.
2- أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً .
ج – بصائر:
قال تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)
البصائر جمع بصيرة، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته، وسمّي القرآن بصائر لأنّه يبصّر بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه:
( فيبصّر بالحقّ ويبيّنه ،ويبصّر المؤمن بكيد عدوّه المتربّص به، ويبصّر المؤمنين بأعدائهم من الكفار والمنافقين،. ويبصّر المؤمن بحقيقة هذه الدنيا ،ويبصّره بأدواء ،ويبصّر بأحكام الدين وشرائعه، ويبصّر السالك بما يتقرّب به إلى ربّه جلّ وعلا)
والبصيرة جامعة لهداية التوفيق، ولهداية الدلالة والإرشاد.
وقد اجتمع المعنيان في قول الله تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
د- بشرى
قال تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
القرآن فيه بشرى لمن آمن به ،بل من مقاصد إنزاله التبشير وهذه له أثر عميق في النفس البشرية ،والبشارات جاءت في القرآن مرتبة على العمل وهذا يثمر أنواع من العبودية كالمحبة ،والرجاء فيرجو تحقق تلك البشارات ،والخوف فيخاف من فوات البشارات وبهذا يحقق العبودية لله ويصلح قلبه .

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز؟
قال تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
ووصفه بأنّه مبارك يدلّنا على أنّ الذي باركه هو الله جلّ وعلا، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد،عنى البركة أنها خير كثير أصله ثابت، وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أو خفية.
من بركة القرآن :
1- ما تضمّنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه، قال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
2- أنّه حياة للمؤمن ورفعة له؛ وقد وصفه الله بأنّه روح لما يحصل به من حياة القلب
حتى يكون القرآنُ ربيعَ قلبه.
3- يجلو الحزن، ويذهب الهمّ، وينير البصيرة، ويُصلح السريرة، فيطمئنّ به القلب.
4- جعل الله فيه الشفاء الحسي والمعنوي.
5- أن قارئه يُثاب عليه أنواعاً من الثواب: فيثاب على( الإيمان به، وتلاوته، و الاستماع إليه، وتدبّره، و تعظيمه، و حفظه، والتفقه فيه ).
6- كثرة وجوه الخير فيه؛ فهو علم لطالب العلم، وحكمة لطالب الحكمة،وهو لكل صاحب حاجة مشروعة غنية وكفاية {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
7- بركة ألفاظه وأساليبه؛ فألفاظه ميسرة للذكرو يدلّ اللفظ الوجيز منه على معانٍ كثيرة مباركة.
8- بركة معانيه وكثرتها واتّساعها وعظيم دلالتها، حتى صنف العلماء الكبار في بيان معاني بعض آياته رسائل كثيرة مفردة.
9- لا تنقضي عجائبه ولا يحاط بمعرفته.
10- أن صاحبه الذي يقرأه وهو مؤمن به: أنه يرفع شأنه، ويعلي ذكره.
11- أن القرآن مبارك في المكان الذي يكون فيه فهو مبارك في (في قلب المؤمن ونفسه وحواسّه وجوارحه،مبارك في المجلس الذي يُقرأ فيه،مبارك في البيت الذي يتلى فيه، مبارك على الورق الذي يُكتب فيه)

س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
تلاوة القرآن على مراتب:
- أعلى المراتب :
أهل الإحسان في تلاوة القرآن، وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه؛ فهؤلاء بأفضل المنازل
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم.
الماهر: الحاذق الذي يقرأ بإتقان من غير تردد.،فلما جمعوا مهارة القراءة وبرّ العمل به نالوا إكرام الله تعالى لهم.
وفي المراد بالسفرة أربعة أقوال ( قيل :هم الملائكة ،وقيل :هم الكَتَبة ،وقيل :هم القرّاء،وقيل
هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم)
- دونهم في المرتبة :
من كان أقل في إتباع القرآن وكذلك أقل تلاوة أو أقل في مهارة تلاوته ،ويد ل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم.
- ملاحظة:
من كان يحسن القراءة ويخالف هدى الله تعالى فإنّ قراءته لا تنفعه عند الله، بل هي حجّة عليه.
- والمقصود أنّ ثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراء في معنيي التلاوة؛ وهما القراءة والاتباع؛ فمن بلغ فيهما مرتبة الإحسان فهو بأفضل المنازل.
ومن قصّر فيهما حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه.

س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
قوادح صحبة القرآن على أربع درجات:
الدرجة الأولى:
ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن، وذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان بالقرآن.
حكمه:
من الشرك الأكبر المخرج عن الملة.
أمثلة على نواقض الإيمان:
التكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته، وهي أن تكون قراءته من غير إيمان به وإنما ليقال: هو قارئ، أو ليصيب به عرضاً من الدنيا.

الدرجة الثانية:
المراءاة الصغرى بقراءته، وهي المراءاة بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، ، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه.
حكمه:
شركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق.

الدرجة الثالثة:
هجر العمل به أحياناً.
أمثلة عليه:
ارتكاب لبعض الكبائر ،مخالفة لهدى القرآن في بعض الأمور؛ فيستحقون العقاب على مخالفتهم؛ وقد حذّر الله تعالى عباده من المخالفة؛ فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

والدرجة الرابعة:
هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين.
حكمه:
يتخلّف به صاحبه عن الرتب العليا ودرجات الكمال التي فيها شرفه ورفعته.


س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟


*أن يتم كتابة بحث متكامل عن فضائل القرآن مع دعمه بالأدلة من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم ثم يقسم إلى مواضيع يتم رفعها في المنتديات الإسلامية ،فيتم رفع موضوع واحد يوميا أو موضوعين أسبوعياً حتى يكتمل رفع البحث كاملاً.


* تناول موضوع معين في فضائل القرآن مثل أسماء القرآن وأوصافه ثم جمع المعلومات التي تخص أسماء القرآن وأوصافه وتقسيمها ثم يتم أنشاء مجموعة على الواتس اب أوأرسال رسال على الفيس أو غيرها بحيث يتم طرح صفة يومياً وفي اليوم التالي يتم مناقشة أثر فهم الصفة على التعامل مع القرآن .


*عقد دورات تدريبية خاصة لمن تصدر لتعليم القرآن الكريم ،يتم فيها تعريفهم بفضائل القرآن وتقسيمهم إلى مجموعات تطرح عليها أوراق عمل،وتطرح عليهم بعض المشاكل المنتشرة في دور التحفيظ مع مطالبتهم بحلها عن طريق غرس فضائل القرآن في نفوس الطلاب ،ويتم تعريفهم بالكتب التي تتكلم عن فضائل القرآن وتوفيرها بين أيديهم وتطالب كل مجموعة بتعريف بقية المجموعات عن كتاب واحد من الكتب التي تتكلم عن فضائل القرآن.


*اختيار كتاب يغطى أغلب مواضيع فضائل القرآن ثم تحديد مدة معينة لقراءته بتقسيمه إلى أنصبة يومية ثم يتم رفع النصاب اليومي في مجموعة أنشئت لقراءة الكتاب حتى يتم ختم الكتاب.


* اختيار كتاب في فضائل القرآن وعمل مسابقة عليه في دور التحفيظ .


* كتابة مقال في فضائل القرآن ونشره في مواقع الانترنت .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 02:17 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
·طرق بيان فضل القرآن
أولا:نبين أنه كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله تعالى لها آثارها التي لا تتخلّف عنها.وعليه فكلام الله لا يمكن أن يكون فيه ما هو خلاف مقتضى أسمائه وصفاته. فهو كلام من له الحكم البالغة والقدرة التامة لايعجزه شيء؛ وهو محيط بكل شيء وهو العليم الخبير السميع العليم فلا يمكن أن يكن في كلامع باطل أو خلل أو نقص سبحانه وتعالى
. ثانيا :
تتبع أوصاف القران في القران: فالله تعالى وصف القرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة لا تتخلّف عنها. .
ثالثا:أن الله تعالى يحبّه. .
رابعا:أنّ الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة، وبيّن من مقاصده وآثاره ما يدلّ دلالة بيّنة على فضله.
خامسا:أنَّ الله تعالى أقسم به في مواضع كثيرة من كتابه، مما يدل على شرفه و رفعة مقامه .
سادسا: جعل الله له أحكاماً كثيرة ترعى حرمته، وتبيّن فضله، ومن ذلك أن جعل الإيمان به أصل من أصول الإيمان التي لا يصح إلا بها، وأوجب تلاوة آياته في كلّ ركعة من الصلوات، كما أنه جعل للمصحف الذي يُكتب فيه أحكاماً .
وسابعا:أن الله تعالى رغّب في تلاوته ورتّب عليها أجوراً عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة، وهذا مما يدل على عظيم فضله
.وثامنا:أنّ الله تعالى رفع شأن أهل القرآن؛ حتى جعلهم أهله وخاصّته، وما رفع قدرهم ونالوا الشرف العظيم والمنزلة العالية إلا بسبب عظيم فضل القران فكان تكريمهم وتشريفهم ورفعتهم بالقرآن من الدلائل البيّنة على فضل القرآن.


س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
للقران أربعة أسماء:القرآن والفرقان والكتاب والذكر.

1- القران:
اختلف العلماء في اشتقاق لفظ "القرآن" على قولين:
القول الأول: أنه علم جامد غير مشتق، وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء، وكان الشافعي ينطق اسم القرآن بغير همز "القُران"
والقول الثاني:أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
- أحدها:أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة، تقول: قرأت قراءة وقرآنا، قال الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}. وعليه يكون القرآن بمعنى المقروء، تسمية للمفعول بمصدره.
.- والقول الثاني:أنه مشتقّ من الجمْعِ، وهو مروي عن قتادة.. . قال أبو عبيدة: (وإنما سمّى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها).

- والقول الثالث:أنه مشتق من الإظهار والبيان، وأن القراءة إنما سمّيت قراءة لما فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب، وقد قال بهذا القول قطرب.
قال قطرب فيما ذكره عنه أبو منصور الأزهري في الزاهر: (إنما سُمي القرآن قرآناً، لأن القارئ يُظهره ويبيّنه، ويلقيه من فيه).
2- الكتاب
وأما تسميته بالكتاب؛فلأنّه مكتوب، أي مجموع في صحف، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}،
والكتاب- جنس الكتاب- سمى بذلك لسببين
-والكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"؛ واشتقاقه من الجمع والضم على قول كثير من العلماء.
-و قال بعضهم: إن الكتاب سمّي كتاباً لجمعه الأحرف وضمّها؛ كما سمّيت الكتيبة كتيبة لضمّها الجنود المقاتلين
وجه تسمية القران بالكتاب.
وأمّا تسمية القرآن بالكتاب؛ فالأظهر أنه سمّي بذلك للدلالة على جمعه ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد؛ فجمع الأحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدى وما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم.

3-الفرقان
وأما تسميته بالفرقان؛فلأنّه فرقان بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين.وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة.
فهو في الدنيا فرقان بين الحق والباطل؛ يعرّف بالحقّ وأدلته و بأهله صفاتهم وأحكامهم وجزاءهم ، ويعرّف بالباطل وبأهله صفاتهم وجزاءهم..
. وهو في الآخرة فرقان مبين يفرّق بين أتباعه ومخالفيه.
4- وأما تسميته بالذكر وذي الذكر؛فقد وردت في مواضع من القرآن منها قول الله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
وسمّاه بذي الذكر في قوله تعالى: {ص . والقرآن ذي الذكر}.
وللذكر هنا معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير.
والآخر: بمعنى المذكور.
فأما المعنى الأول: فالدلالة عليه ظاهرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ بل هو من أعظم مقاصد إنزاله كما قال الله تعالى: {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى} وقال: {كلا إنّه تذكرة}
فسمّي بالذكر على هذا المعنى لكثرة تذكيره . فهو يذكّر العبد بربّه جلّ وعلا، ويذكّره بما ينفعه في دينه دنياه وآخرته.
المعنى الثاني:الذكر بمعنى المذكور أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية.
قال الله تعالى: {وإنّه لذكر لك ولقومك}، وقال تعالى: {والقرآن ذي الذكر}.
قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما: ذي الشَّرَف.
ومن آثار هذا المعنى أن القرآن يرفع أصحابه ويجعل لهم ذكراً؛ فإنّ تشرّفهم به ورفعتهم به أثر من آثار شرفه هو ورفعته.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.

·وأما وصفه بأنه حكيم؛ فيتضمنثلاثة معانٍ:
أحدها:أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض كما قال تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}وقال:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
والثاني:
-أنه بمعنى حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا.
- و هو حاكم على ما قبله من الكتب ومهيمن عليها وناسخ لها وشاهد بصدق ما أنزل الله فيها كما قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}
-وهو حاكم فيما اختلف فيه أهل الكتاب قبلنا كما قال تعالى:{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}، وقال:{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.
والمعنى الثالث:أنه ذو الحكمة البالغة.
· ب – مجيد
وصف المجد في اللغة يستلزم يستلزم عدداً من صفات الكمال والجلال والعظمة التي يكون بها الموصوف مجيداً.
ووصف القران بالمجيد له معنيين:
ا
-
أحدهما:أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام
-والمعنى الآخر:أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً
ج – بصائر
أدله ذلك
قوله تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} { (203 الأعرف)}، وقال تعالى:{ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍيُوقِنُونَ}{ الجاثية}، وقال تعالى:{ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} { الأنعام(104)}
و أصل البصائر ما ينعقد في القلب من صحّة المعرفة.
وسمّي القرآن بصائر لأنّه يبصّر بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه
د- بشرى
أدلة ذلك قول الله تعالى:{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ( النحل89)}
وقوله تعالى {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) } [النحل: 102]
وقوله تعالى:{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) النمل}
وقوله تعالى:{ وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)} الأحقاف
ووصفه بأنّه بشرى مع التنبيه على أن التبشير من مقاصد إنزاله دليل على عظيم أثر بشاراته، وعظيم حاجة النفس البشرية للتبشير بما تنال به سعادتها وفلاحها.
وتنويع وصف المبشَّرين به دليل على تفاضل بشاراته؛ فهو بشرى للمسلمين، وبشرى للمؤمنين، وبشرى للمحسنين؛ وبين تلك المراتب من التفاضل العظيم في البشارات ما لا يعلمه إلا الله{ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}
فترتّب البشارات على العمل وعلى بصر الله تعالى به تنبيه على معيار التفاضل، وحضّ على اغتنام أيام المهلة في الازدياد من بشاراته العظيمة.
وكلما قوي أثر التبشير على القلب ازداد إقبالاً على ما بُشّر به؛ وحرصا على تحقيق ما ينال به تلك البشرى، واحترازاً مما يحول بينه وبينها؛ فيثمر له ذلك من أنواع العبودية في القلب ما يثمر:
1.
فتزداد محبّة الله في قلبه لشهود منّته بتلك البشارات.
2.
ويزداد الرجاء لعظيم الاشتياق لها وتيسّر سبلها مع الوعد الكريم من الرحمن الرحيم.
3.
ويزداد الخوف من فواتها بعد أن تبوّأت مكانتها في القلب، وعرف قدرها وفضلها.
فيجتمع لقلب المؤمن بتلك البشارات من المحبة والخوف والرجاء ما يكون به صلاح عبوديته لله تعالى، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله.
·

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
القران مبارك ودليل ذلك
فقال الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .. (92)}
-
وقال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
-
وقال تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}
-
وقال تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (
ومعنى كون الله بارك فيه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد.
قال أبو إسحاق الزجاج: (المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير).
وأنواع بركة القرآن كثيرة يتعذّر حصرها واستقصاؤها.
·
وأصل بركاته وأعظمها: ما تضمّنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه؛ كما قال الله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}.
وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
·
ومن بركات القرآن:أنّه حياة للمؤمن ورفعة له؛
· ومن بركاته: بركة ألفاظه وأساليبه؛ فألفاظه ميسرة للذكر، معجزة في النظم
· ومن بركاته: بركة معانيه وكثرتها واتّساعها وعظيم دلالتها
· ومن بركاته على صاحبه الذي يقرأه وهو مؤمن به: أنه يرفع شأنه، ويعلي ذكره.
فهو مبارك في قلب المؤمن ونفسه وحواسّه وجوارحه، يهديه ويثبّته، ويرشده ويبصّره، ويزداد بتلاوته إيمانا ويقينا، وطمأنينة وسكينة.
-
وهومبارك في المجلس الذي يُقرأ فيه؛ وتُتَدارس فيه آياته؛ فتنزل على أهله السكينة، وتحفّهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده.
وهو مبارك في البيت الذي يتلى فيه، يكثر خيره، ويتّسع بأهله، ويطرد الشياطين
وهو مبارك على الورق الذي يُكتب فيه؛ فالورق الذي يكتب فيه القرآن تكون له حرمة عظيمة، وأحكام كثيرة في الشريعة بسبب تضمّنه لهذا القرآن العظيم المبارك.
شروط نيل بركة القران
بركات القرآن ينالها من آمن به واتّبع هداه؛ كما قال الله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
مراتب تلاوة القرآن
تلاوة القرآن على مراتب:
- أعلاها مرتبة أهل الإحسان في تلاوة القرآن، وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه؛ فهؤلاء بأفضل المنازل، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم.
الماهر: الحاذق الذي يقرأ بإتقان من غير تردد.
فلما جمعوا مهارة القراءة وبرّ العمل به نالوا إكرام الله تعالى لهم.
قال ابن حجر: (والمراد بالمهارة بالقرآن جودة الحفظ وجودة التلاوة من غير تردد فيه، لكونه يسَّره الله تعالى عليه كما يسَّره على الملائكة؛ فكان مثلها في الحفظ والدرجة).
فثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراء في معنيي التلاوة؛ وهما القراءة والاتباع؛ فمن بلغ فيهما مرتبة الإحسان فهو بأفضل المنازل.
ومن قصّر فيهما حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه.
وأما من كان يحسن القراءة ويخالف هدى الله تعالى فإنّ قراءته لا تنفعه عند الله، بل هي حجّة عليه.
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
قوادح صحبة القرآن؛ على أربع درجات:
الدرجة الأولى: ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن، وذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان بالقرآن. من ذلك التكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، .
الدرجة الثانية: الرياء قراءة القران وتحسين التلاوة و الإكثار منها لأجل ثناء الناس ؛ أو لاج لان يصيب عرض من الدنيا.

الدرجة الثالثة:هجر العمل به أحياناً؛ فأمّا الهجر التامّ فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى، لأنه إعراض مطلق مخرج عن الملّة.
الدرجة الرابعة: هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين؛ فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القرآن إلا ما تصحّ به صلاته.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
-استغلال كل طرق التواصل الاجتماعي لنشر ة تعليم فضائل القران
-التركيز الكبير على الأطفال لتعليمهم فضائل القران حتى تنقش ذلك في قلوبهم ويتربوا على تعظيم القران
-إجراء مسابقات في حفظ الآيات والأحاديث الدالة على فضل القران
-تأليف رسائل ومطويات في فضائل القران ؛ -بحيث تكون صغيرة الحجم ذات عبارات دقيقة -توزع مجاني لكل الناس . حتى يتم نشر فضائل القران على كل كبقات المجتمع

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 02:27 AM
خالد يونس خالد يونس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 211
افتراضي

p { margin-bottom: 0.25cm; line-height: 120%; text-align: right; } س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
من ثمرات معرفة فضائل الكتاب العزيز :


- تؤدي مزيد تعظيم القرآن في القلوب وتوقيره ورعاية حرمته
- تكسب المؤمن مزيد اليقين بصحة منهجه
- تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والعمل به
- تدفع عن المؤمن الشبهات
- تقي المؤمن من الفتن
- ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن
- تزيد المؤمنهدى بتلاوته حق التلاوة وباتباعه حق الاتباع
-
تزيد المؤمن شكرا الله على هذا الفضل الكبير الذي أنزله

- تعين على الدعوة إلى كتاب الله وإلى دين الإسلام




س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟


من أسباب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن :
-تهاون بعض القُصّاص والوعّاظ في الرواية
-رواية بعضهم الآثار بالمعنى بتصرّف مخلّ
- عدم اشتراط بعض المصنفين للصحة في مصنفاتهم والتساهل في الرواية عن بعض المتّهمين وشديدي الضعف.
-اشتهار بعض القصاص وعنايتهم برواية الأحاديث باسنادها فأخذ منهم بعض المصنفين
-تقبل العامة لمعاني بعض المرويات وترويجهم لها طمعا في الأجر






درجات المرويات الضعيفة في فضائل القرآن :
1-المرويات الضعيفة التي تحتمل التقوية كالمراسيل الجياد أو التي لا يوجد في أسانيدها الكذابون وشديدوا الضعف ولايوجد في متنها ما ينكر. وقد أجاز بعض العلماء روايتها والتحديث بها ومنهم من جوزحتى العمل بها.
2- المرويات التي في اسنادها ضعف شديد وليس في معناها ما ينكر وهو أكثر المرويات الضعيفة وقد تساهل بعض المصنفين في هذا النوع.
3-المرويات الضعيفة التي في معناها نكارة. والنكارة علة كافية لرد المرويات
4-الأخبار الموضوعة التي تظهر عليها علامات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم

قال تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ *وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} فأقسم سبحانه قسما عظيما على أن القرآن كريم. وهذا الوصف يرجع إلى خمس معان :
1- الحسن كما قال تعالى {وقل لهما قولا كريما} فالقرآن بالغ الحسن في الألفاظ والمعاني والأحكام
2-علو القدر والمنزلة : فقد عظمه الله وأمر المسلمين بتعظيمه واتباعه والإيمان به.
3-المكرَّم عن كل سوء وذلك لرفعة قدره وعظيم حسنه
4-كثرة البركة والعطاء : لما يصيب تاليه من خير وأجر وهدى بسببه.
5-المكرِّم لأصحابه يجلب لهم الكرامات في الدنيا والآخرة ولعل هذا يذكرنا بقول الشاطبي :
وإن كتاب الله أوثق شافع وأعنى غناء واهبا متفضلا

ب - نور





قال تعالى { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}


وقال: { وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا (52)}

وقال: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)ْ}

فالقرآن يهدي الناس ويبصرهم بطريقهم فيؤمنهم ويزيل وحشتهم ويذهب الظلمة من قلوبهم. والقرآن نور بين تحدى الله البشر أن يأتوا بمثله أو بسور مثله فلم يستطيعوا وهو نور مبيِّن لمعالم الدين القويم ومعين على الاستقامة على الصراط المستقيم.


ج – رحمة
قال تعالى : { هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
وقال : { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
وقال: { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}

فالقرآن من أعظم الرحمات المنزلة من الله على عباده لما يتضمنه من سبل النجاة وأبواب الخير وعظيم الآيات. فالقرآن يهدي إلى التي هي أقوم ويعصم من الضلالة ويخرج من الظلمات إلى النور ويعرف الناس بصفات ربهم وأسمائه وحكمه ونعمه وعزته وجلاله فيزدادوا لربهم طاعة وحبا وإنابة. وهو يذكرهم بما يستقبلونه من أمور الآخرة وأهوال يوم القيامة فيزدادوا لربهم خشية وخوفا ويقبلوا على العمل النافع ويعرضوا عن الاغترار بالدنيا فيصيبهم بذلك من الرحمات ما تصلح به قلوبهم وأجسادهم وأقوالهم وأعمالهم.


د- مبين
قال تعالى { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}
وقال : {والكتاب المبين}.
فالقرآن بين في ذاته معلوم من قاله ومعلوم من نزل به ومعلوم من تنزل عليه وهو مبين أتم البيان وبيانه أحسن البيان في ألفاظه ومعانيه وهداياته.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز


القرآن كلام الله الذي تحدى به فصحاء العرب وهو المعجزة الباقية في هذه الأمة إلى يوم القيامة ومن دلائل عظمته كثرة أسمائه وصفاته كالذكر الحكيم والنور المبين والعلي والكريم وغير ذي عوج وغيرها كثير. ومن دلائل عظمته أن الله أقسم به مرات عديدة. ومن دلائل عظمته أن الله تولى حفظه بنفسه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه ولا يصل إلى تحريف ألفاظه أو معانيه أهل الأهواء وقد اختاره الله ليكون مهيمنا على الكتب التي سبقته وناسخا لها وقد أنزله الله على أشرف الرسل في أحب البقاع وأفضل الليالي نورا وهدى للناس؛ رحمة للمتقين وحجة على الناس أجمعين . وقد خصه الله بأحكام تبين عظمة شأنه فيندب التطهر لقراءته ويحرم مس المصحف على الحائض والنفساء وتحرم تلاوته في الركوع والسجود ولا يسافر به إلى أرض العدو ومن كفر به كان كافرا برب العالمين ومن استهزا به أو أهانه وقع في الكفر والعياذ بالله. فهذا غيض من فيض من تدبر عظمة قائله وسعة العلم الذي يحويه وتفصيله كل شيء وسهولة حفظه على الصغير وقوة حجته على المخالف لم يسعه إلا أن يشكر نعمة رب العالمين وأن يزداد لكلامه حبا وتعظيما.


س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
فيها معنيين
القراءة : بأن يقيم حروفه ويتلفظ به مع استحضار عظمته والخشوع لذكر الله
الاتباع : بتحليل حلاله وتحريم حرامه ورد متشابهه إلى محكمه وعدم تأوله على غير وجهه
والمعتبر في العلم ومنه القرآن هو العمل والخشية وإلا كان وبالا على صاحبه.
س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
هم الذين قال الله تعالى فيهم : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. فأهل القرآن هم الذين اختارهم الله وشرفهم بصحبة كتابه. وهم الذين يكثرون مصاحبة القرآن وكثرة تلاوتهم له. وأهل القرآن هم خاصته وأعرفهم بحدوده وأتبعم لهداه. فهم منشغلون بالقرآن تعلما وتعليما وعملا وتدبرا وتفقها. فهم يتلونه حق تلاوته وينتفعون بما جاء فيه. وصاحب القرآن يقوم به في الليل ويعمل به في النهار. ولا يشترط فيه أن يستوعبه حفظا بل يقدم الإيمان به وطول الصحبة له وعظيم التدبر على مجرد الحفظ الذي لا يترتب عليه عمل. بل لا بد من العمل به والاهتداء بهديه وإن لم يستوعب حفظه.



س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
من طرق نشر فضائل القرآن :

1- التأليف العلمي المناسب للفئة المستهدفة فيكون المحتوى مبسطا للعامة والأطفال ويكون شاملا وكاملا بالنسبة لطلبة العلم والعلماء
2- الاعتناء بتفسير الآيات المتعلقة بفضائل القرآن
3- الاعتناء بتخريج وشرح الأحاديث المتعلقة بهذه الفضائل
3- نقل أقوال العلماء في بيان فضل القرآن
4- استعمال الوسائل الحديثة في التعرف بهذه الفضائل
5-إعداد نسخ مترجمة موحهة إلى الناطقين بغير العربية


ويستفاد من هذه الطرق في الدعوة :
-دعوة عوام المسلمين وتذكيرهم:فهم مقتنعون بفضل القرآن فيكون مدخلا سهلا إلى قلوبهم فيذكرهم بفضل كاتب ربهم ويحثهم على العودة إليه وإلى أخذه بقوه ويمكن للداعية بعد ذلك أن يوجه النصائح الهادفة ويعظ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مع الاستناد إلى الدليل الشرعي المأخوذ من كتاب الله. كما يمكن له ترغيب أهل الهمم العالية في حفظه وإتقان تفسيره والتفقه في أحكامه والإعانة على خدمته.



- دعوة غير المسلمين :يكون الداعية على ثقة بمنهجه وأن كتابه محفوظ ليس محرفا فيحسن ترغيبهم ويقص عليهم من أخباره ومعجزاته وبركاته ما يقوي فضولهم ويزيد رغبتهم في التعرف عليه وعلى الإسلام وأهله.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 04:30 AM
الصورة الرمزية ترنيم هشام موسى
ترنيم هشام موسى ترنيم هشام موسى غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 61
افتراضي إجابات المجموعة الثانية من الأسئلة

المجموعة الثانية:
س1: كيفتُبيّن فضائل القرآن؟
يتبين فضل القرآن الكريم من عدة طرق, منها:
· أنه كلام الله عز وجل, وهو صفة من صفاته جل وعلا, التي توجب على من آمن بها وتدبرها أن يدرك أن لها آثارها التي لا تتخلف عنها, وأن كلام الله عز وجل لا يمكن أن يكون فيه ما يخالف أسماءه وصفاته, وقد قال جماعة من السلف: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه).
· أن وصف الله تعالى للقرآن الكريم بالصفات الجليلة والآثار المباركة تتضمن مع افادة الوصف وعوداً كريمة، وشروطاً من قام بتحقيقها ظفر بما وعد الله فيها.
· حب الله عز وجل للقرآن الكريم, وما أودع الله تعالى فيه من البركات والخير العظيم هو من أعظم الدلالات على فضله.
· إخبار الله تعالى عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة، والاقسام به في غير ما موضع, دلالة على تشريفه وتكريمه ورفعة مقامه.

س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
· القرآن: اختلف فيه على قولين:
1. أنه علم جامد غير مشتق مثل التوراة والإنجيل، وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء،
2. أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال الراجح منها أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة، تقول: قرأت قراءة وقرآنا، قال الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}. وهذا القول قال به ابن جرير الطبري، وأسند معناه إلى ابن عباس، ورجّحه ابن عطية.
وعلى هذا القول يكون القرآن بمعنى المقروء، تسمية للمفعول بمصدره.

· الكتاب: أنه مكتوب أي مجموع في الصحف, والكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"؛ واشتقاقه من الجمع والضم على قول كثير من العلماء.

· الفرقان: لأنه يفرق بين الحق والباطل, وهو مصدر مفخم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفرق.

· الذكر: له معنيان:
1. التذكير: وهو من أعظم مقاصد إنزال القرآن والدلالة عليه ظاهرة, فسمّي بالذكر على هذا المعنى لكثرة تذكيره وحسنه؛ فهو يذكّر العبد بربّه جلّ وعلا، ويذكّره بسبيل سعادته وفوزه برضوان ربّه تعالى.
2. والمذكور: أي الذي له الذكر الحسن, والمكانة العالية ومن آثار هذا المعنى أن القرآن يرفع أصحابه ويجعل لهم ذكراً.

س3: اذكر أدلّةالصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.
يتضمن ثلاث معان:
أحدها: أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}.
والثاني: أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا، أما المنقادون لحكمه الشرعي فيجدون فيه بيان الحق فيما اختلفوا فيه، وأما المعرضون ففيه بيان ما يصيبهم من الجزاء النافذ فيهم في الدنيا والآخرة{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}..
وهو -كذلك - حاكم على ما قبله من الكتب ومهيمن عليها وناسخ لها وشاهد بصدق ما أنزل الله فيها كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}
وهو حاكم فيما اختلف فيه أهل الكتاب قبلنا كما قال تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
والثالث: أنه ذو الحكمة البالغة، كما قال تعالى: {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}، وقال تعالى:{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}
ب - مجيد
يتضمن معنيين:
أحدهما: أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، المتنزه عما يقوله الجاهلون مما لا يليق به كدعوى بعض الكفار أنه سحر أو شعر أو من كلام البشر.
وذلك أن وصف المجد في اللغة يستلزم عدداً من صفات الكمال والجلال والعظمة التي يكون بها الموصوف مجيداً.
فكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده.
والمعنى الآخر: أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً.
ج - بصائر
ورد في قوله تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}، والبصائر جمع بصيرة، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته، ويتفرّع على هذه المعرفة تبيّن الصواب والخطأ فيما يقع في ذلك الأمر.
والبصيرة مفتاح الهداية، والنجاة من الغواية، وسبب الثبات على الحقّ، واجتناب الباطل، وأصلها ما ينعقد في القلب من صحّة المعرفة. قال الخليل بن أحمد: (البصيرةُ اسمٌ لِما اعتُقِدَ في القلب من الدِّين وحَقيق الأمر).
وسمّي القرآن بصائر لأنّه يبصّر بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه.
د- بشرى
قول الله تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
وقوله تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
وقوله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}
ووصفه بأنّه بشرى مع التنبيه على أن التبشير من مقاصد إنزاله دليل على عظيم أثر بشاراته، وعظيم حاجة النفس البشرية للتبشير بما تنال به سعادتها وفلاحها.
وتنويع وصف المبشَّرين به دليل على تفاضل بشاراته؛ فهو بشرى للمسلمين، وبشرى للمؤمنين، وبشرى للمحسنين؛ وبين تلك المراتب من التفاضل العظيم في البشارات ما لا يعلمه إلا الله { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}
فترتّب البشارات على العمل وعلى بصر الله تعالى به تنبيه على معيار التفاضل، وحضّ على اغتنام أيام المهلة في الازدياد من بشاراته العظيمة.

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
وصفه بأنّه مبارك يدلّنا على أنّ الذي باركه هو الله جلّ وعلا، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد.
قال أبو إسحاق الزجاج: (المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير).
وقال الخليل بن أحمد: (البركة: الزيادة والنماء).
وقيل: إن لفظ "البركة" دالّ على اللزوم والسعة في أصل استعماله.
وقيل: دالّ على الثبوت والدوام.
وخلاصة القول في معنى البركة أنها خير كثير أصله ثابت، وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أو خفية.
وهذه المعاني متحققة في بركة القرآن.
ومعرفتنا بأن الذي باركه هو الله تفيدنا فوائد جليلة تُبيّن لنا عظمة هذه البركة وكثرتها وتنوّعها؛
وأنواع بركة القرآن كثيرة يتعذّر حصرها واستقصاؤها.
· وأصل بركاته وأعظمها: ما تضمّنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه؛ كما قال الله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}.
· ومن بركات القرآن: أنّه حياة للمؤمن ورفعة له؛ وقد وصفه الله بأنّه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقية، التي هي حياة القلب.
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}
· ومن بركته على النفس المؤمنة به؛ أنه يجلو الحزن، ويذهب الهمّ، وينير البصيرة، ويُصلح السريرة، ويشفي ما في الصدر، فيطمئنّ به القلب، وتزكو به النفس، ويحصل به اليقين، ويزداد به الإيمان، ويندفع به كيد الشيطان.
· ومن بركاته ما جعل الله فيه من الشفاء الحسي والمعنوي فكم رفع به من بلاء؛ فآياته رقية ناجعة يُرقى بها، وشفاء للمؤمنين، وكلّ ذلك من بركات هذا القرآن العظيم.
· ومن بركاته: أن قارئه يُثاب عليه أنواعاً من الثواب: فيثاب على الإيمان به، ويثاب على تلاوته، ويثاب على الاستماع إليه، ويثاب على تدبّره، ويثاب على تعظيمه، ويثاب على حفظه، ويثاب على التفقّه فيه وطلب تفسيره، ويثاب على اتّباع هداه، حتى إنه ليثاب على النظر في المصحف.
· ومن بركاته أيضاً: كثرة وجوه الخير فيه؛ فهو علم لطالب العلم، وحكمة لطالب الحكمة، وهداية للحيران، وتثبيت للمبتلى، ورحمة للمؤمن، وشفاء للمريض، وبيان لمن يريد كشف الشبهات، ودليل لمن يدعو إلى الله، وحجّة لمن ينتصر لدين الله؛ وهو لكل صاحب حاجة مشروعة غنية وكفاية {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.

س5: ما هي مراتب تلاوةالقرآن؟
· مرتبة أهل الإحسان في تلاوة القرآن، وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه؛ فهؤلاء بأفضل المنازل، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم.
الماهر: الحاذق الذي يقرأ بإتقان من غير تردد.
· ومرتبة أهل المشقة الذين لا يجيدون حسن التلاوة, لسبب أو لآخر, فهؤلاء أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن لهم أجرين في التلاوة من أجل المشقة التي يجدونها فيه ويصبرون عليها.

س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
قوادح صحبة القرآن على أربع درجات:
الدرجة الأولى: ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن، وذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان بالقرآن؛ فمن فعل ذلك فقد خان الله عزّ وجلّ، وخان صُحبة كتابه، ووقع في الشرك الأكبر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.
ومن تلك النواقض: التكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته، وهي أن تكون قراءته من غير إيمان به وإنما ليقال: هو قارئ، أو ليصيب به عرضاً من الدنيا.
والدرجة الثانية: الرياء بقراءته، وهو المراءاة بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، أو لأجل أن يُثنى عليه بذلك، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه، واجتنابه نواقض الإسلام؛ وهذا شركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق، وهو من أشنع القوادح التي يجب على صاحب القرآن تجنّبها والاحتراز منها؛ فإنّ الوعيد عليها شديد.
والدرجة الثالثة: هجر العمل به أحياناً؛ فأمّا الهجر التامّ فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى، لأنه إعراض مطلق مخرج عن الملّة، وأما هجر العمل ببعض واجباته بما لا يخرج صاحبه من الملّة؛ فهو مما يقع من بعض المسلمين؛ فيقع منهم ارتكاب لبعض الكبائر التي يستحقون عليها العذاب إن لم يتوبوا إلى الله؛ ويقع منهم مخالفة لهدى القرآن في بعض الأمور؛ فيستحقون العقاب على مخالفتهم؛ وقد حذّر الله تعالى عباده من المخالفة؛ فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
والدرجة الرابعة: هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين؛ فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القرآن إلا ما تصحّ به صلاته، وهذا الهجر مما يتخلّف به صاحبه عن الرتب العليا ودرجات الكمال التي فيها شرفه ورفعته.

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبةلنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
الحرص على نشر الأمور الصحيحة الموثوقة, مع مراعاة الفئة التي تستفيد من المنشور حسب مستوى علمها وإدراكها, ومما يمكن الاستعانة به في الوقت الحالي: النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق الفوائد المختصرة أو المقالات القصيرة أو تصميم الصور والمقاطع والعروض التي يعرض فيها المحتوى المطلوب باسلوب سهل الفهم والاستيعاب.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 07:24 AM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهمّ المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيه?
من أهم الكتب المؤلفة في فضائل القرآن
1- فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي.
2- فضائل القرآن لسعيد بن منصور ، وهو كتاب كبير من سننه.
3- كتاب فضائل القرآن من مصنّف ابن أبي شيبة.
4-كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري.
5-أبواب فضائل القرآن من صحيح مسلم.
6- كتاب فضائل القرآن من جامع الترمذي.
7- كتاب فضائل القرآن لابن الضُّرَيس.
8-كتاب فضائل القرآن لأبي بكر الفريابي.
9-كتاب فضائل القرآن لأبي عبد الرحمن النسائي.
10. وكتاب فضائل القرآن للحافظ المستغفري.
11. وكتاب فضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي.
12-كتاب لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن لأبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي، وهو من أكبر الكتب المصنّفة في فضائل القرآن لكنّه لم ينقّحه فوقع فيه غثّ كثير.
13- كتاب فضائل القرآن لضياء الدين المقدسي.
14- كتاب الوجيز في فضائل الكتاب العزيز للقرطبي.
15- قاعدة في فضائل القرآن لابن تيمية.
16- فضائل القرآن لابن كثير، وهو جزء من مقدّمة تفسيره.
17- مورد الظمآن إلى معرفة فضائل القرآن لابن رجب الحنبلي.
18- كتاب وهبة الرحمن الرحيم من جنة النعيم في فضائل القرآن الكريم لمحمد هاشم السندي
19- كتاب فضائل القرآن لمحمّد بن عبد الوهاب.
20- موسوعة فضائل سور وآيات القرآن لمحمد بن رزق الطرهوني.
- طرق العلماء في التأليف في فضائل القرآن
كان التأليف فيه على أنواع:
النوع الأول: رواية الأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن بالأسانيد وضمّها إلى دواوين السنة؛ كما فعل البخاري ومسلم وابن أبي شيبة والترمذي.
النوع الثاني: إفراد فضائل القرآن بالتأليف المستقلّ؛ ورواية ما ورد فيه من الأحاديث والآثار بالأسانيد؛ كما فعل أبو عبيد القاسم بن سلام والنسائي وابن الضريس والفريابي وأبو الفضل الرازي.
النوع الثالث: جمع ما رواه الأئمة وتصنيفه على الأبواب، وحذف الأسانيد اختصاراً كما فعل الغافقي.
النوع الرابع: التصنيف المقتصر على بعض الأبواب المهمّة وترجمتها بما يبيّن مقاصدها وفقهها، كما فعل شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب في تأليفه المختصر في ذلك.
النوع الخامس: التنبيه على بعض مباحث فضائل القرآن كما فعل كثير من المفسّرين في مقدّمات تفاسيرهم، وكما أفرد ابن تيمية رسالة لبيان قاعدة في فضائل القرآن.
النوع السادس: إفراد فضائل بعض الآيات والسور بالتأليف كما أفرد أبو محمد الخلال جزءاً في فضائل سورة الإخلاص.
النوع السابع: شرح معاني الآيات والأحاديث والآثار الواردة في فضائل القرآن كما فعل كثير من شرّاح الأحاديث.
النوع الثامن: عقد فصول في بعض الكتب لبيان بعض فضائل القرآن، كما فعل ابن تيمية في عدد من رسائله، وابن القيّم في كتاب الفوائد وطريق الهجرتين ومدارج السالكين، وابن رجب، والسيوطي، وغيرهم من العلماء.

س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
الفرق بينهما
1-أن الاسم يصح أن يطلق مفرداً معرّفاً كما قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} ، أما الصفات فهي لازمة للموصوف الظاهر أو المقدّر؛ فلا تدلّ الصفة بمجرّدها على الموصوف إلا أن يكون مذكوراً ظاهراً كقوله تعالى: {إنه لقرآن كريم} أو معروفاً مقدّراًنحو قوله تعالى{هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} على القول بأن مرجع اسم الإشارة إلى القرآن وهو أحد القولين في هذه الآية
2- أن الصفة غير المختصة تحتاج إلى تعريف لتتضح دلالتها على الموصوف بخلاف الأسماء التي جعلت أعلاماً على المراد.،فقوله تعالى: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} وصف النور بما يدلّ على أنّ المراد به القرآن، ولو أفرد لفظ "النور" وعزل عن هذا السياق إلى سياق آخر لانصرف المعنى إلى ما هو أقرب إلى الذهن.
3- الأسماء المتضمّنة للصفات يصحّ اعتبارها أسماء ويصح اعتبارها أوصافاً؛ فتقول: إن الفرقان من أسماء القرآن، وتقول: إن من صفات القرآن أنه فرقان، فالاسم يتضمن على صفة والصفة لاتتضمن الاسم
الصف،فكل اسم للقرآن يتضمن على صفة من صفاته وليست كل صفة للقرآن اسماً له.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عظيم : فيتضمن عظمة قَدْرِهِ وَعَظَمَةَ صفاته.
فالقرآن عظيم القَدْرِ في الدنيا والآخرة،فأما عظمة قدره في الدنيا فتتبين من وجوه كثيرة:
منها: أنه كلام الله تعالى،وقد أقسم به في أكثر من موضع
ومنها: كثرة أسمائه وأوصافه الدالة على عظمة قدره.
ومنها: أنه حاكمٌ على ما قبله من الكتب، وناسخ لها، ومهيمن عليها، وأنه فرقان بين الهدى والضلالة، والحقّ والباطل،ومصدر الأحكام الشرعية التي بها قيام مصالح العباد
وأما عظمة قدره في الآخرة فمن دلائلها:
- أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم.
- وأنه شافع مشفّع وماحل مصدّق، ويحاجّ عن صاحبه ويشهد له،ويرفع درجته.
- وأنه يثقّل ميزان أصحابه بكثرة ما يجدون من ثواب تلاوته.
وأمّا عظمة صفاته فكل صفة وصف بها القرآن؛ فهو عظيم في تلك الصفة؛ فكرمه عظيم، وبركته عظيمة، ومجده عظيم، وعلوّه عظيم، ونوره عظيم، إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته التي اتّصف في كلّ صفة منها بالعظمة فيها، وأن كثرة أسمائه وصفاته العظيمة دليل آخر على عظمته.

ب - قيم : ورد في قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
وقوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
ووصفه بالقيّم له ثلاثة معان:
أحدها: أنه مستقيم لا عوج فيه، ولا خلل، ولا تناقض، ولا تعارض، بل يصدّق بعضه بعضاً، ويبيّن بعضه بعضاً، يأتلف ولا يختلف، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
الثاني: أنه قيّم على ما قبله من الكتب ومهيمن عليها، وشاهد بصدق ما أنزل الله فيها.
الثالث:
أنه القيّم الذي به قَوَام أمور العباد وقيام مصالحهم وشرائعهم وأحكام عباداتهم ومعاملاتهم، ويهديهم للتي هي أقوم في جميع شؤونهم.
ج - هدى :فقد ورد في مواضع كثيرة من القرآن؛ منها قوله تعالى في أوّل سورة البقرة؛ {ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه . هدى للمتّقين}،وقال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}،وقال: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}،وقال: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}،وقال: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ }.
فهداية القرآن هداية عظيمة في شمولها لجميع شؤون العباد، وفي كونها تهدي للتي هي أقوم في كلّ شأن.
وهداية القرآن على مرتبتين:
الأولى: الهداية عامّة لجميع الناس؛ تدلّهم على الحق، وعلى صراط الله المستقيم؛ فيعرفون به ما يجب عليهم وما يحرم، ويتبيّنون به ما تقوم به الحجّة عليهم، وما ينذرون به إذا خالفوا هدى القرآن، وما يبشّرون به إذا اتّبعوا هداه،كما قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)} وقال فيه: {هدى للناس}.
الثانية: الهداية الخاصّة للمؤمنين التي يوفّقون بها لفهم مراد الله تعالى، ولما يتقرّبون به إليه؛ فيزيدهم هدى إليه.كما قال تعالى{والذين اهتدوا زادهم هدى}.
فمن اهتدى بالقرآن هداه الله، ومن تمسّك به عُصم من الضلالة.

د- شفاء:فقد ورد في مواضع من القرآن؛ منها قول الله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) }
وقوله: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
فوصفه الله بأنّه شفاء؛ وجعل هذا الشفاء منحة خاصّة للمؤمنين؛ ففيه شفاء لنفوسهم من عللها وأدوائها.
وقد جعل الله مع هذا الشفاء العظيم الذي هو المقصود الأعظم من الشفاء شفاءً من نوع آخر؛ فهو رقية نافعة من العلل والأدواء التي تصيب الروح والجسد، فكم شُفي به من عليل عجز الأطبّاء عن علاجه؛ ليتبيّن الناس آية من آيات الله فيه؛ وأنّ الله إذا شاء أن يشفي عبده فلا يعجزه شيء، ولا يردّ فضله عنه أحد،وكم أُبطل به من سحرٍ قد أضرّ وأنكى،وكم تعافى به من معيون ومحسود وممسوس وموسوس،وكم اجتمع به شمل أسرة بعد تفرّق، وصلح به حال قوم بعد فساد أمرهم وتفرّقه، وكم سكنت به من نفوس، واطمأنّت به من قلوب، وانشرحت به من صدور، وصلحت به من أحوال.
وكلّ ذلك من الدلائل البيّنة على ما جعل الله فيه من الشفاء المبارك.

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
قد ورد آيات كثيرة في كتاب الله تصفه بالبركة فهو أعظم الكتب بركة وقدرا ،قال الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِ.. (92)}وقال { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}ي بَيْنَ يَدَيْهِ، وقال { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}، وقال { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
فالذي باركه هو الله جلّ وعلا، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد.
قال أبو إسحاق الزجاج: (المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير).
وقال الخليل بن أحمد: (البركة: الزيادة والنماء).
وقيل: إن لفظ "البركة" دالّ على اللزوم والسعة في أصل استعماله.
الخلاصة في معنى البركة أنها خير كثير أصله ثابت، وآثاره تنمو وتتسع بطرق ظاهرة أو خفية،وهي متحققة في بركة القرآن،ومعرفتنا بأن الذي باركه هو الله تفيدنا فوائد جليلة تُبيّن لنا عظمة هذه البركة وكثرتها وتنوّعها؛ فالله تعالى عليم قدير وواسع حكيم، وقد ظهرت آثار علمه وقدرته وسعته وحكمته في مباركة كلامه جلَّ وعلا؛ فكانت تلك البركة من آثار أسمائه تعالى وصفاته، فهي بركة عظيمة لا يحيط بها علماً إلا هو جلّ شأنه.
وأنواع بركة القرآن كثيرة يتعذّر حصرها واستقصاؤها.
· وأصل بركاته وأعظمها: ما تضمّنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه؛ كما قال الله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}.
وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
وقال تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
وبركة بصائر القرآن لها أصل وأنواع؛ فأصلها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
وأما أنواعها وتفصيلاتها فكثيرة متجددة، وكم من حَدَثٍ عارضٍ يحارُ فيه المؤمن ثمّ يجد البصيرة فيه في كتاب الله تعالى.
وكل بصيرة يتبصّر بها العبد بالقرآن فهي من آثار بركة القرآن؛ لأنها تعرّفه بحقيقة الأمر، وتدلّه على الهدى، وتحذّر من مخالفته، وتبيّن له زيف ما تُزيّن به الضلالة من زخرف القول وأباطيل الشُّبه؛ فللبصيرة الواحدة بركات متعددة، وهكذا في كلّ بصيرة يتبصّر بها العبد من القرآن.
· ومن بركات القرآن: أنّه حياة للمؤمن ورفعة له؛ وقد وصفه الله بأنّه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقية، التي هي حياة القلب، وأنه نوراً يستضاء به في ظلمات الدنيا.
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}
وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..}
وكلما ازداد نصيب العبد من الإيمان بالقرآن وتلاوته واتّباع هداه ازداد نصيبه من بركته والحياة به حتى يكون القرآنُ ربيعَ قلبه؛ لما يرى من حسنه وبركاته، وكثرة ما ينتفع به من ثمراته؛ فهو كالمقيم في الربيع يعجبه حسنه ويجد من رَوحه وطيبه، وينتفع بأنواع الثمرات التي يجتنيها منه، وكذلك حال صاحب القرآن، جنّته في صدره؛ يأنس به، ويتبصّر به، ويحيا به، ويجد من أنواع بركاته ما تقرّ به عينه، وتطيب به حياته.
· ومن بركته على النفس المؤمنة به؛ أنه يجلو الحزن، ويذهب الهمّ، وينير البصيرة، ويُصلح السريرة، ويشفي ما في الصدر، فيطمئنّ به القلب، وتزكو به النفس، ويحصل به اليقين، ويزداد به الإيمان، ويندفع به كيد الشيطان.
· ومن بركاته ما جعل الله فيه من الشفاء الحسي والمعنوي؛ فكم تعافت به النفس من علل مُضرّة، وأهواء مردية، وكم شُفي به من سقيم، وكم أُبطِلَ به من سحر وعين، وكم زال به من وسواس، وكم رفع به من بلاء؛ فآياته رقية ناجعة يُرقى بها، وشفاء للمؤمنين، وكلّ ذلك من بركات هذا القرآن العظيم.
· ومن بركاته: أن قارئه يُثاب عليه أنواعاً من الثواب: فيثاب على الإيمان به، ويثاب على تلاوته، ويثاب على الاستماع إليه، ويثاب على تدبّره، ويثاب على تعظيمه، ويثاب على حفظه، ويثاب على التفقّه فيه وطلب تفسيره، ويثاب على اتّباع هداه، حتى إنه ليثاب على النظر في المصحف.
· ومن بركاته أيضاً: كثرة وجوه الخير فيه؛ فهو علم لطالب العلم، وحكمة لطالب الحكمة، وهداية للحيران، وتثبيت للمبتلى، ورحمة للمؤمن، وشفاء للمريض، وبيان لمن يريد كشف الشبهات، ودليل لمن يدعو إلى الله، وحجّة لمن ينتصر لدين الله؛ وهو لكل صاحب حاجة مشروعة غنية وكفاية {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
· ومن بركاته: بركة ألفاظه وأساليبه؛ فألفاظه ميسرة للذكر، معجزة في النظم، حسنة بديعة، لها حلاوة في السمع، وبهجة في النفس، وتأثير في القلب، يدلّ اللفظ الوجيز منه على معانٍ كثيرة مباركة.
· ومن بركاته: بركة معانيه وكثرتها واتّساعها وعظيم دلالتها حتى أدهش البلغاء وأبهرهم؛ وصنف العلماء الكبار في بيان معاني بعض آياته رسائل كثيرة مفردة؛ فصنف الحافظ ابن رجب رسالة طويلة في تفسير قول الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} بيّن فيها من بديع المعاني ما يتعجب منه القارئ، ومصنفات العلماء المفردة في تفسير بعض الآيات كثيرة، وهي من دلائل كثرة معاني القرآن العظيم وبركتها واتّساعها.
· ومن بركاته: أنه لا تنقضي عجائبه ولا يحاط بمعرفته فلو درس المرء تفسيره من فاتحته إلى خاتمته لم يحط بمعانيه، فإذا درسه مرة أخرى ظهرت له معان لم تكن قد ظهرت له من قبل.
- روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين».
- وروى الإمام أحمد والنسائي في السنن الكبرى من حديث عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من خلقه» قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»
· ومن بركاته: عموم فضله على الأمة وعلى الفرد؛ فإذا اتّبعت الأمّة هداه أعزّها الله ونصرها، ورفع عنها الذلة، والطائفة التي تقيم ما أمر الله به فيه لا يضرها من خذلها ولا من خالفها.
· ومن بركاته العظيمة أنه حيثما كان فهو مبارك:
- فهو مبارك في قلب المؤمن ونفسه وحواسّه وجوارحه، يهديه ويثبّته، ويرشده ويبصّره، ويزداد بتلاوته إيمانا ويقينا، وطمأنينة وسكينة.
- وهو مبارك في المجلس الذي يُقرأ فيه؛ وتُتَدارس فيه آياته؛ فتنزل على أهله السكينة، وتحفّهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده.
كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
- وهو مبارك في البيت الذي يتلى فيه، يكثر خيره، ويتّسع بأهله، ويطرد الشياطين ، كما روى ثابت البناني عن أبي هريرة أنه كان يقول في البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتّسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشّياطين، والبيت إذا لم يُتْلَ فيه كتاب الله ضاق بأهله، وقلّ خيره , وحضرته الشّياطين. رواه ابن أبي شيبة.
وقال ابن سيرين: (البيت الّذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشّياطين، ويتّسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشّياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله ويقلّ خيره). رواه ابن أبي شيبة.
ولذلك عدّ بعض السلف البيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن صِفْراً من الخير، كما قال عبد الله بن مسعودٍ: (إنّ أصفر البيوت اليت الّذي صَفِرَ من كتاب الله). رواه ابن أبي شيبة.
ورواه عبد الرزاق بلفظ: (إن أصفر البيوت من الخير البيت الذي ليس فيه من كتاب الله تعالى شيء، وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء خَرِبٌ كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع سورة البقرة تقرأ فيه).
- وهو مبارك على الورق الذي يُكتب فيه؛ فالورق الذي يكتب فيه القرآن تكون له حرمة عظيمة، وأحكام كثيرة في الشريعة بسبب تضمّنه لهذا القرآن العظيم المبارك؛ فتشرع الطهارة لمسّه، ويجب تعظيمه، ويحرم الاستخفاف به بل يكفر من يدنّسه أو يطأ عليه امتهاناً له، وما كان ذلك الورق لينال تلك المكانة والحرمة في الشريعة إلا لتضمّنه كتاب الله تعالى؛ فما الظنّ بقلب حفظه ووعاه واتّبع هداه.
فهذه بعض بركات القرآن في الدنيا، وأما بركاته على صاحبه يوم القيامة فبركات جليلة القدر عظيمة الأثر: فهو أنيسه في قبره، وظلّه في الموقف العظيم، وقائده في عرصات القيامة، وحجيجه وشفيعه، ولا يزال به حتى يقوده إلى الجنة مكرماً.
- روى الإمام مسلم بإسناده عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
ومن أراد أن تحسن صحبة القرآن له في الآخرة فليحسن صحبته في الدنيا.
ومما ينبغي أن يُعلم أن بركات القرآن إنما ينالها من آمن به واتّبع هداه؛ كما قال الله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
.

س5: بيّن أنواع ثواب القرآن بإيجاز.
من أحسن تلاوة القرآن فإنّه يُثاب بأنواع من الثواب العظيم في الدنيا والآخرة فضلاً من الله تعالى، وإكراماً منه لصاحب القرآن:
أ: فمما يثاب به في الدنيا:
1: أن تلاوته للقرآن طمأنينة للقلب وسكينة للنفس ونور للصدر، وجلاء للحزن وذهاب للهَمّ؛ كما قال الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب} ، وقد فسّر الذكر هنا بالقرآن، وهو يدخل في معنى هذه الآية دخولاً أوّلياً؛
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما قال أحد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا ".
قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟
فقال: " بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها " رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وغيرهم.
2-محبة الله تعالى لمن يتلو كتابه مؤمنا به؛ معظّما لهداه؛ فرحاً بفضله ورحمته؛ وهذه المحبة العظيمة لها آثار مباركة على حياة المؤمن، وكلما كان أحسن تلاوة للقرآن كان نصيبه من هذه المحبة وآثارها أعظم.
وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جاراً لخباب بن الأرتّ؛ فخرجنا مرة من المسجد، فأخذ بيدي فقال: « يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تَقَرَّب إليه بشيء أحبَّ إليه من كلامه » رواه الحاكم والبيهقي واللالكائي، واحتجّ به الإمام أحمد.
وقد فقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَضْلَ هذا العمل الجليل فكانوا أحسن الأمّة عناية به.
- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: « لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف ». رواه البيهقي في كتاب الاعتقاد.
3-أن القارئ يتبصّر به ويعتبر فيهديه إلى معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، ويذكّره بآلائه ونعمائه، ويبصّره بالصراط المستقيم والهدي القويم في جميع شؤونه، ويفقّهه في أحكام دينه وسلوكه وتعامله، ويعلّمه الاعتبار والتفكّر، والتبصّر والتذكر، والحكمة والسداد؛ فيستفيد من القرآن علماً كثيراً مباركاً بما تضمّنه من الآيات البيّنات، والأمثال التي صرّفها الله عزّ وجل عن علم وحكمة وحسن تقدير، وما فيه من القصص الكثيرة المباركة بما حوته من الدروس والمواعظ والعبر، إلى غير ذلك من أنواع البصائر والبيّنات التي تحصل لمن أحسن تلاوة القرآن؛ كما قال الله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)} ،- وقال تعالى: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} .
وفي القرآن من أنواع البصائر والبيّنات ما يفتح للعبد أبواب الإيمان واليقين والحكمة؛ فإنّه يرى الأمور بعين البصيرة، ويَنظر إلى الأحداث كما يحبُّ اللهُ أن يُنظر إليها، ولا تغرّه الظواهر التي تغرّ الجاهلين وتخدعهم، بل ينفذ بصره إلى حقيقة ما أراده الله، ويفقه سنن الابتلاء وعواقبه؛ ويعرف هدى الله فيما يعرض له؛ فيتّبع رضوان الله، ويفوز بمحبّته ومعيّته الخاصة، حتى ينال ما وعده الله من الكفاية وحسن العاقبة، وذلك أنّ عالم الغيب يختلف عن عالَم الشهادة، وأكثر الناس إنما ينظرون إلى ظواهر عالم الشهادة ويتخرّصون في عالم الغيب؛ فيغترون بما يرون في الحياة الدنيا، ويضلون عما تحصل لهم به العاقبة الحسنة في أمورهم، وصاحب القرآن يتّبع هدى الله الذي هو عالِمُ الغيب والشهادة، ومن بيده ملكوت كلّ شيء، وإليه عاقبة الأمور؛ فهو الذي يقدّر الأقدار ، ويدبّر الأمر، ويتولّى الجزاء، فتصديق وعده جلّ وعلا واتّباع ما بيّن من الهدى في كتابه الكريم يفضي بصاحبه إلى العاقبة الحسنة.
وأن من أعظم ما يثاب به قارئ القرآن بقلب منيب ما يحصل له من العلم اليقيني الخاصّ المبارك القائم على بصائر القرآن وبيّناته، وهذا العلم الجليل أصلٌ لهدايات عظيمة، وبركات كثيرة.
ولو ذهبنا نشرح كل نوع من أنواع ثواب القرآن لطال بنا المقام، وتشعّب الحديث شُعَباً كثيرة؛ ورأينا في كل شعبة ما يدعونا للوقوف عليها، والتفكّر فيها، وتأمّل آثارها المباركة، وتعرّف خلاصة ما ذكره أهل العلم فيها من الفوائد والتنبيهات؛ ولطائف الاستدلالات؛ فيفضي بنا ذلك إلى التطويل والإكثار من حيث أردنا التلخيص والاختصار، وحسبنا فيما بقي أن نوجز العبارة بما يكفي للدلالة والتنبيه على ما نَقْصُر عن تَقَصِّيه.
4-زيادة الإيمان بتلاوته وبالاستماع إليه؛ كما قال الله تعالى: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا} ، وأوجه زيادة الإيمان بتلاوة القرآن وبالاستماع إليه متعددة؛ فإنّ الإيمان يزيد بالطاعات؛ وتلاوة القرآن عبادة قولية يثاب عليها العبد ويزداد بها إيمانه، وزيادة الإيمان بتلاوة القرآن تكون بقراءته وبما يترتّب عليها من أنواع العبادات القولية والقلبية والعملية، وأنّ زيادة الإيمان من عاجل ثواب قارئ القرآن.
5-ما جعل الله تعالى لقارئه من الحسنات الكثيرة المضاعفة، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة:
- منها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». رواه الترمذي وصححه والبيهقيّ في شعب الإيمان وغيرهما، وقد رُوي عن ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً من طرق يشدّ بعضها بعضاً، وصححه الألباني وجماعة من أهل العلم.

س6: ما المراد بصاحب القرآن؟
صاحب القرآن هو المؤمن به، المتبع لما تضمنه من الهدى ، الذي يتعاهد تلاوته بالليل والنهار حفظاً أو نظراً من المصحف، حتى يكون له به اختصاص وصف الصحبة.
وهذه الصفات يتفاضل المسلمون فيها تفاضلاً كبيراً، فأكثرهم إيماناً واتباعاً وتلاوة أكثرهم صحبة للقرآن وأعظمهم حظاً بالفضائل المترتبة على ذلك ،ولا يشترط في صاحب القرآن أن يكون حافظاً لجميع ألفاظه عن ظهر قلب، بل يَصْدُق هذا الوصف على من يقرأُه نظراً بالشروط المذكورة آنفاً، والتي دلت عليها النصوص، ودلت على أن من اتصف بأضدادها لم يكن من أهل القرآن.
فالذي لا يؤمن بالقرآن ليس من أصحابه، والذي يهجره هجر عمل أو هجر تلاوة ليس من أصحابه أيضاً.
ومما يدل على عدم اشتراط حفظ القرآن عن ظهر قلب قول النبي صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة) رواه مسلم.
فجعلهم بالقراءة المعتبرة شرعاً أصحاباً للقرآن، والقراءة قد تكون من المحفوظ، وقد تكون من المكتوب، فبقراءة القرآن قراءة صحيحة تحصل الصحبة، فمستقل ومستكثر.
والقراءة الصحيحة المعتبرة شرعاً هي ما توفر فيها شرطا الإخلاص والمتابعة على قدر الاستطاعة؛ فيدخل في ذلك من يقرأُه ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ؛ ويدخل فيه من يقرؤه ويخطئ في قراءته عن غير عمد، فإنّه ينال حظه من صحبة القرآن بصدقه وصلاح نيّتِه، وتعاهدِه تلاوةَ القرآن مع الإيمان به واتّباع ما يعرفه من هداه، وليس شيء أضرّ على المسلم من مخالفته لما يعرف من هدى القرآن.

لفظ الصحبة يطلق في اللغة على معان كثيرة ترجع إلى معنيين
:
أحدهما: صحبة الملازمة والاختصاص ,كما في قوله تعالى: {والصاحب بالجنب}، وقوله: {وما صاحبكم بمجنون}، وقوله: {يا صاحبي السجن..}، وقوله: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن}، ومن هذا المعنى: {أصحاب الجنّة}، و{أصحاب النار} لملازمتهم إياها واختصاصهم بها،والاختصاص قد يكون اختصاص مُلك كما في قوله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنّة}، وتقول: أنا صاحب هذه الدار، أي: مالكها،وقد يكون اختصاصاً من غير إرادة معنى الملك؛ كأصحاب السبت؛ لاختصاصهم بفتنة يوم السبت وما كان بسببه من العذاب، وكقوله: {ولا تكن كصاحب الحوت}، وقوله: {ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل}.
والآخر: صحبة الموالاة والمناصرة، ومن شواهدها قول الله تعالى: {لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يُصحبون} أي ليس لهم صاحب يناصرهم ويمنعهم منّا، ومن هذا المعنى قولهم: هذا من أصحابنا، وهذا من خصومنا.
والمقصود أن لفظ صحبة القرآن يطلق على المعنيين كليهما إطلاقاً صحيحاً؛ وقد يجتمعان؛ فصاحبك الذي يلازمك، وصاحبك الذي ينصرك ويؤيدك، والثاني خير من الأوّل، ومن جمعهما فهو بخير المنازل، ومن قصّر في صحبة الموالاة لم تجعله كثرة الملازمة أفضل حالاً ممن أحسن الموالاة؛ فإنّ الصحبة لها واجبها، ومن واجبها النصرة والموالاة والنصيحة للمصحوب.
وبهذا النوع من الصحبة امتاز الصحابة رضي الله عنهم على من سواهم،باتّباعهم للقرآن، وحسن تلاوته، ومعرفتهم بتأويله، وجهادهم به ونصرتهم له .
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كان الرجل منَّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير
- وقال جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا» رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه.
ومن عرف مقاصد القرآن أدرك أن مَن استوعب ألفاظ القرآن حفظاً عن ظهر قلب مع تفريطه في كثير من فقهه وآدابه ليس بأولى بوصف الصحبة ممن تعلّم القرآن على طريقة الصحابة رضي الله عنهم وإن لم يبلغ استيعابَ حفظه ،ولا شكّ أن من حفظ القرآن عن ظهر قلب مع حسن اتّباعه لهدى القرآن خير ممن لم يحفظه، لكن من الخطأ تقديم معيار حفظ ألفاظه على معيار اتّباع هداه في وصف الصحبة، وقد ذهب بعض المتأخرين إلى أنّ المراد بصاحب القرآن هو من يحفظه عن ظهر قلب، ومنهم من استدلّ بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم ،وفي هذا الاشتراط غفلة عن مقصد الحديث ولازمه؛ فإنّ قوله "فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها" صريح في تفاضلهم في حفظ القرآن، ولا يكاد يخلو ملازمُ تلاوةِ القرآن مع العمل به من حفظ شيء من آيات القرآن؛ فلو كان حِفْظ القرآن كاملاً من شرط صحبته لكانوا سواء في الدرجة.
ومقصد الحديث ظاهر في الحثّ على أخذ القرآن بقوّة والاجتهاد في التقرّب إلى الله به، لا مجرّد حفظ ألفاظه.
والقول في أصحاب القرآن نظير القول في أصحاب الصلاة، وأصحاب الصيام، وأصحاب الصدقة، وأصحاب الجهاد؛ فإنّ من الناس من تغلب عليه العناية بأنواع من الأعمال الصالحة حتى يكون له اختصاص بها لطول ملازمتها وإحسانها؛ فكذلك صاحب القرآن.

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟ [/color]
هناك عدة اقتراحات منها مايصلح لأن يكون محلياً ومنها ما يصلح أن يكون عالمياً
أما المحليّ:
1- عقد سلسلة من المحاضرات الدورية سواء كانت يومية او أسبوعية أو شهرية في أحد الجوامع الكبيرة والمعروفة في البلد عن طريق مكتب الدعوة , ويكون في كل لقاء فضيلة مثل بيان عظمة القران، بيان بركة القرآن , بيان فضل تلاوته وهكذا،
2- طرح متن مختص بهذا الموضوع وعقده في إحدى الدورات العلمية الصيفية مثلاً
3- التعاون مع جمعية تحفيظ القرآن لالقاء مثل هذه الدورة أو السلسلة، أو التدريب عليها ،سواء للمعلمين أو الطلاب
أمّا الدولية:
1- تسجيل هذه الدورة على سيديات أو اشرطة تسجيل وتوزيعها على المتسابقين على حفظ القرآن الكريم في المسابقات الدولية وهي كثيرة
2- طرح مثل هذه الدورة في القنوات الفضائية المحافظة والمشهورة.
3- توزيع هذه الدورة ونشرها بالتعاون مع وزرات الدعوة والارشاد في الدول الاسلامية في جميع الاقطار الاسلامية.
4- استغلال شهر رمضان وموسم الحج لنشر مثل هذه الدورة بالخطوات السابقة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 12:20 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟

• أنه كلام الله جل وعلا ، وكلام الله صفة من صفات الله التي من تفكّر فيها وآمن بها أدرك أن لها آثاراً تتجلّى في كلامه جلّ وعلا
وكلام الله تعالى كلام عن علم تامّ وقدرة لا يعجزها شيء، وإحاطة بكلّ شيء، وحكمة بالغة، ورحمة سابغة، وحقّ لا يعتريه باطل، وبيان لا اختلاف فيه، إلى غير ذلك من صفاته جلّ وعلا التي لها آثارها ومقتضياتها فلا يُمكن أن يأتي أحد بتعبير أحسن من تعبير القرآن؛ لأنه ما من لفظة يدركها علم المخلوق إلا والله تعالى أعلم بها منه من قبل أن يُخلق.
• أن الله تعالى وصف القرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة لا تتخلّف عنها وهذه الصفات التي وصف الله بها كتابه الكريم من أعظم دلائل فضله.
• أن الله تعالى يحبّه، وتلك المحبّة لها آثارها ودلائلها المباركة، وما أودع الله تعالى فيه من البركات والخير العظيم، وما جعل له من شأنٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة هو من دلائل محبّة الله تعالى له.
• أنّ الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة، وبيّن من مقاصده وآثاره ما يدلّ دلالة بيّنة على فضله.
• أنَّ الله تعالى أقسم به في مواضع كثيرة من كتابه، فقال تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}، وقال: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
• أنّ الله تعالى جعل له أحكاماً كثيرة في الشريعة ترعى حرمته، وتبيّن فضله، ومن ذلك أن جعل الإيمان به من أصول الإيمان التي لا يصح إلا بها، وأوجب تلاوة آياته في كلّ ركعة من الصلوات، حتى جعل للمصحف الذي يُكتب فيه أحكاماً كثيرة، وحرمة عظيمة في الشريعة.
• أن الله تعالى رغّب في تلاوته ورتّب عليها أجوراً عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة، وكثرة ثواب تلاوته وتنوّعها من أظهر دلائل فضله، حتى انصرفت همّة كثير من المصنّفين في فضائل القرآن إلى تتبع ما روي في ثواب تلاوته.
• أنّ الله تعالى رفع شأن أهل القرآن؛ حتى جعلهم أهله وخاصّته، وجعل خير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه، وقدّمهم على غيرهم في الإمامة في الصلاة، وفي التقدّم إليه عند تزاحمهم في الإدخال في القبر، وجعل إجلالهم من إجلاله، ومحبّتهم من آثار محبّته

س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
1- "القرآن"
على قولين:
القول الأول: أنه علم جامد غير مشتق
القول الثاني: أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
1- المقروء: أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة
2- يجمع السور فيضمها: أنه مشتقّ من الجمْعِ
3- الإظهار والبيان،: أن القراءة فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب

وأرجح الأقوال أنه مشتق من القراءة، وأنه سمّي قرآنا لأنّه كتابٌ اتُّخذَ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره، ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية،


2- الكتاب
لأنّه مكتوب، أي مجموع في صحف للدلالة على جمعه ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد؛ فجمع الأحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدى وما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم.
واللام في هذه المواضع للعهد الذهني الذي يجعل القرآن أولى به مما سواه عند الإطلاق.
ويطلق لفظ "الكتاب" أحيانا على كلّ ما أنزله الله من الكتب،.
تسمية جنس الكتب:
والكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"
1-مشتق من الجمع والضم على قول كثير من العلماء.
2-لجمعه الأحرف وضمّها؛ كما سمّيت الكتيبة كتيبة لضمّها الجنود المقاتلين.

3- الفرقان
لفصله بحججه وأدلته وحدود فرائضه وسائر معاني حكمه بين
1- الحقّ والباطل
1- سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين.
والفُرْقَان مصدر مفخّم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفَرْق، وأوجه التفريق القرآني كثيرة متنوّعة.

وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة
2- الذكر وذي الذكر

له معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير. لكثرة تذكيره وحسنه
والآخر: بمعنى المذكور. أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.

أحدها:أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض
الدليل كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
والثاني:أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا، أما المنقادون لحكمه الشرعي فيجدون فيه بيان الحق فيما اختلفوا فيه، وأما المعرضون ففيه بيان ما يصيبهم من الجزاء النافذ فيهم في الدنيا والآخرة.
الدليل وقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.
والمعنى الثالث:أنه ذو الحكمة البالغة
الدليل كما قال تعالى: {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}،
ب – مجيد
الدليل : (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)
1- المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، المتنزه عما يقوله الجاهلون مما لا يليق به كدعوى بعض الكفار أنه سحر أو شعر أو من كلام البشر.
2-الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً كما في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين))
ج – بصائر
الدليل : قوله تعالى(هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
1-هداية التوفيق
2-هداية الدلالة والإرشاد.
لأن البصيرة مفتاح الهداية، والنجاة من الغواية، وسبب الثبات على الحقّ، واجتناب الباطل، وأصلها ما ينعقد في القلب من صحّة المعرفة.
د- بشرى
الدليل : قول الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
أن التبشير من مقاصد إنزاله دليل على عظيم أثر بشاراته، وعظيم حاجة النفس البشرية للتبشير بما تنال به سعادتها وفلاحها.
وتنويع وصف المبشَّرين به دليل على تفاضل بشاراته؛ فهو بشرى للمسلمين، وبشرى للمؤمنين، وبشرى للمحسنين

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
بركات القرآن في الدنيا
• بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه
• حياة للمؤمن ورفعة له التي هي حياة القلب
• يجلو الحزن، ويذهب الهمّ، وينير البصيرة، ويُصلح السريرة، ويشفي ما في الصدر، فيطمئنّ به القلب، وتزكو به النفس، ويحصل به اليقين، ويزداد به الإيمان، ويندفع به كيد الشيطان.
• الشفاء الحسي والمعنوي
• يُثاب عليه أنواعاً من الثواب
• كثرة وجوه الخير فيه
• بركة ألفاظه وأساليبه
• بركة معانيه وكثرتها واتّساعها وعظيم دلالتها
• لا تنقضي عجائبه ولا يحاط بمعرفته

بركات القرآن في الآخرة
• أنيسه في قبره
• ظلّه في الموقف العظيم
• قائده في عرصات القيامة، وحجيجه وشفيعه، ولا يزال به حتى يقوده إلى الجنة مكرماً.
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
1- مرتبة الإحسان :أفضل المنازل
الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه
2- المهارة في قراءة القرآن
الحاذق الذي يقرأ بإتقان من غير تردد.
3- يحسن القراءة ويخالف هدى الله تعالى
فإنّ قراءته لا تنفعه عند الله، بل هي حجّة عليه.

س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
هي على أربع درجات:
الدرجة الأولى: ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن فوقع في الشرك الأكبر
ذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان كالتكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته
والدرجة الثانية: المراءاة الصغرى بقراءته فوقع فى الشركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق
ذلك بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، أو لأجل أن يُثنى عليه بذلك، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه، واجتنابه نواقض الإسلام.
والدرجة الثالثة: هجر العمل به أحياناً فيستحقون العقاب على مخالفتهم
ذلك بهجر العمل ببعض واجباته بما لا يخرج صاحبه من الملّة؛ فهو مما يقع من بعض المسلمين؛ فيقع منهم ارتكاب لبعض الكبائر التي يستحقون عليها العذاب إن لم يتوبوا إلى الله
والدرجة الرابعة: هجر تلاوته مع بقاء العمل به مما يتخلّف به صاحبه عن الرتب العليا ودرجات الكمال التي فيها شرفه ورفعته
ذلك باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين؛ فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القرآن إلا ما تصحّ به صلاته، وهذا الهجر.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
من الطرق المناسبة
1- تدريسه فى حلقات القرآن و فى مناهج التربية و التعليم
2- نشره في وسائل التواصل الاجتماعي وقوائم البريد الإلكترونية وفي المواقع والمنتديات، وطباعة الكتاب والرسائل والمطويات، وإنتاج المقاطع الصوتية والمرئية
3- ترجمة المقالات والكلمات إلى لغات متعددة، ونشرها بالوسائل المتاحة

الاستفاد منه فى الدعوة:
1- هداية الكافر للإسلام
2- تذكير الغافل بفضل القرآن فتذكّر قيقبل على تلاوته وتدبّره فينتفع به.
3- الاستفادة من تفسير الآيات المتعلّقة بفضائل القرآن، ومعرفة دلالاتها على أوجه فضائله، ومعرفة الأحاديث والآثار المروية في هذا العلم الجليل، وما ينتخبه من أقوال العلماء في بيان فضله؛ ما يستعدّ به للدعوة إلى الله على بصيرة
4- إقبال قلب مسلم على تلاوة القرآن وحفظه، وسبباً في ازدياد آخرين من تلاوته
5- عناية المسلم بهذا العلم وتعلّمه وتعليمه والدعوة به إلى الله

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 10:33 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن:
المجموعة الثانية:
س1: كيف تبين فضائل القرآن:
لقد بين الله تعالى فضل القرآن من طرق مختلفة :
أولا: هو كلام الله المعجز الذي تكلم به الله تعالى؛ و هي صفة من صفات الله تعالى الملازمة له تعالى. فهو الرحمن الرحيم و العزيز الحكيم و العليم الذي يعلم كل شئ. و القرآن هو كلام الله ليس بكلام البشر و قال تعالى: " و ما ينبغي لهم و ما يستطيعون" فهو ليس من البشر و لا الشياطين. و قد قال السلف في فضل القرآن:" فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه". و غذا نزعت كلمة منه و قامت المحاولات بإيتان كلمة من كلام العرب لم توجد من تعطي نفس الإعجاز و البيان و البلاغة.
ثانيا: وصف الله تعالى القرآن بصفات جليلة؛ " الكتاب المبين"و معاني عظيمة لمن قرأ حروفه و أقام حدوده، و بيان آثاره المباركة.
ثالثا: أن الله تعالى يحب كتابه و دلائل الحب بما أودعه من بركة و خير في القرآن.
رابعا: اخبار الله تعالى بكثير من أخباره و فضله و شرفه في الحياة الدنيا و الآخرة.وصفه الله تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه" أي أنه بعيد كل البعد عن الشك و السؤال في صدق أخباره.
خامسا: أقسم الله تعالى بكتابه و في مواضع كثيرة و لا يقسم الله تعالى إلا بكل عظيم" و القرآن المجيد" و " الكتاب المبين".
سادسا: أحاطه الله تعالى بالأحكام الشرعية التي تحفظ مكانته و و لا يحفظ إلا ما هو غالي و نفيس.فجعله أصل من أصول الإيمان.
سابعا: رغب الله تعالى في تلاوته آناء الليل و أطراف النهار و خص أهل القرآن بأفضل الصفات و جعلهم من أهله و خاصته.
س2. اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز:
من دلائل فضل القرآن تعدد أسمائه و صفاته، و من تأمل أسمائه و صفاته وجد لها من الدلالات و البراهين على بركته و فضله.
و من أسماؤه: القرآن و الفرقان و الذكر و الكتاب. و لقد أفرد المفسرون في كتبهم ما فيه دلالة على تسمية القرآن بهذه الأسماء الأربعة؛ فابن جرير الطبري أورد : "إن الله عز وجل سمى تنزيله الذي أنزله على نبيه صل الله عليه و سلم أسماء أربعة، ثم ذكر الأسماء المتقدمة.
فأما القرآن:
وهو أصل أسمائه وأشهرها، وسمّي قرآناً لأنّه الكتاب الذي يجب قرائته مرة تلو الأخرى.
وقد اختلف العلماء في اشتقاق لفظ "القرآن" على قولين:
القول الأول: أنه علم جامد غير مشتق، وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء، وكان الشافعي ينطق اسم القرآن بغير همز "القُران" .
والقول الثاني: أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
- أحدها: أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة، تقول: قرأت قراءة وقرآنا، قال الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}.
والقول الثاني: أنه مشتقّ من الجمْعِ، وهو مروي عن قتادة، وقال به أبو عبيدة والزجاج وجماعة من العلماء، واحتجوا بقول عمرو بن كلثوم:
ذراعي عيطل أدماء بكر .. هجان اللون لم تقرأ جنينا
- والقول الثالث: أنه مشتق من الإظهار والبيان، وأن القراءة إنما سمّيت قراءة لما فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب، وقد قال بهذا القول قطرب.
وأرجح الأقوال أنه مشتق من القراءة، وأنه سمّي قرآنا لأنّه كتابٌ اتُّخذَ للقراءة الكثيرة التي لا يبلغها كتاب غيره، ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية مع ما دلّ عليه قول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}

وأما تسميته بالكتاب؛ فلأنّه مكتوب، أي مجموع في صحف، قال الله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وقال تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم . نزّل عليك الكتاب بالحق}، وقال: {حم والكتاب المبين}. واللام في هذه المواضع للعهد الذهني، التي تجعل من القرآن أولى من غيره
ويطلق لفظ "الكتاب" أحيانا على كلّ ما أنزله الله من الكتب، كما قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70)}.
وأمّا تسمية القرآن بالكتاب؛فمن الواضح أنه سمّي بذلك للدلالة على جمعه ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد؛ فجمع الأحكام والحكمة والآداب و الشرائع .
وأما تسميته بالفرقان؛ فلأنّه فرقان بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين. والفُرْقَان مصدر مفخّم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفَرْق قال ابن جرير الطبري: (وأصل "الفرقان" عندنا: الفرق بين الشيئين والفصل بينهما. وقد يكون ذلك بقضاء، واستنقاذ، وإظهار حجة، ونصر وغير ذلك من المعاني المفرّقة بين المحق والمبطل؛ فقد تبين بذلك أن القرآن سمي "فرقانا"، لفصله -بحججه وأدلته وحدود فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصره المحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء)ا.هـ.
ومن التزم بالقرآن تلاوة و تطبيق كانت ثمرته فضل من الله أن يتم نعمته على عبده فألهمه الصواب و الثبات ليفرق بين الحق و الباطل في شؤون الدنيا و كان حجة له في الآخرة.
وأما تسميته بالذكر وذي الذكر؛ فقد وردت في مواضع من القرآن منها قول الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون} ، وقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
وللذكر هنا معنيان:
أحدهما: بمعنى التذكير.
والآخر: بمعنى المذكور.
فأما المعنى الأول: فالدلالة عليه ظاهرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ بل هو من أعظم مقاصد إنزاله كما قال الله تعالى: {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى} وقال: {كلا إنّه تذكرة} فسمّي بالذكر على هذا المعنى لكثرة تذكيه للمؤمن بفضل القرآن و ما عليه أن ينتهج الطريق المستقيم و يذكره بمغبة من عاند و ضل عن الحق. {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}
والمعنى الثاني: الذكر بمعنى المذكور أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية.
قال الله تعالى: {وإنّه لذكر لك ولقومك}، وقال تعالى: {والقرآن ذي الذكر}.
قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما: ذي الشَّرَف.و من آثار من اصطحب القرآن ، رفعة المكان ؛ فإن القرآن يرفع أقواما و يضع أقواماً.
س3.اذكر أدلة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها:
أ‌. حكيم:
وأما وصفه بأنه حكيم؛ فيتضمن ثلاثة معانٍ:
- أحدها:أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}وقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
- والثاني:أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس شاؤوا أم أبوا سنة الله نافذة فيهم، أما المنقادون لحكمه الشرعي فيجدون فيه بيان الحق فيما اختلفوا فيه، وأما المعرضون ففيه بيان ما يصيبهم من الجزاء ز العقاب في الدنيا قبل الآخرة. : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}
- والمعنى الثالث:أنه ذو الحكمة البالغة، كما قال تعالى: {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}، وقد جمع الله فيه من جوامع الكلم المبينة لأصول الدين وفروضه وآدابه ومحاسن الأخلاق والمواعظ.
ب‌. وأما وصفه بأنه مجيد؛ فيتضمن معنيين:
-أحدهما:أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، المتنزه عما يقوله الجاهلون مما لا يليق به، من سحر و افتراء." إنه لقرآن مجيد"
-- والمعنى الآخر:أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة. في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين))
ج‌. وأما وصفه بأنّه بصائر، فقد ورد في قوله تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} والبصائر جمع بصيرة، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته، ويتفرّع على هذه المعرفة تبيّن الصواب والخطأ فيما يقع في ذلك الأمر. "فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور". البصيرة محلها القلب و هي التي تقي المؤمن من الخطأ.فهي هداية التوفيق و الدلالة.
د‌. بشرى، ففي مواضع من كتاب الله تعالى؛ منها قول الله تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} نوعت البشرى في القرآن و إذا ما تيقن المؤمن من البشارات التي جاء بها القرآن؛ كان من أثرها الكثير:
 تزداد محبّة الله في قلبه لشهود منّته بتلك البشارات.
 ويزداد الرجاء لعظيم الاشتياق لها وتيسّر سبلها مع الوعد الكريم.
 ويزداد الخوف من فواتها بعد أن تيقن و بصر بها القلب.
س4. بيانُ بَرَكَةِ القُرْآن
إن من أوجه بيان فضل القرآن الحديث عن بركته، والتعريف بمعانيها ودلائلها وآثارها؛ فإن ذلك مما يعين على التفكّر في منّة الله تعالى علينا بهذا الكتاب العظيم المبارك الذي اختصّه بأعظم البركات:
- فقال الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .. (92)}
- وقال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ155)
الأقوال في معنى البركة:
 ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد.
قال أبو إسحاق الزجاج: (المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير).
وقال الخليل بن أحمد: (البركة: الزيادة والنماء).
وقيل: إن لفظ "البركة" دالّ على اللزوم والسعة في أصل استعماله.
 وأنواع بركة القرآن كثيرة يتعذّر حصرها واستقصاؤها.
• وأصل بركاته وأعظمها: ما تضمّنه من بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه؛ كما قال الله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}.
وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
ومن بركات القرآن: أنّه حياة للمؤمن ورفعة له؛ وقد وصفه الله بأنّه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقية، التي هي حياة القلب.
- وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..} وكلما ازداد نصيب العبد من الإيمان بالقرآن وتلاوته واتّباع هداه ازداد نصيبه من بركته والحياة به حتى يكون القرآنُ ربيعَ قلبه؛
- • ومن بركته على النفس المؤمنة به؛ أنه يجلو الحزن، ويذهب الهمّ.
- - وهو مبارك في المجلس الذي يُقرأ فيه؛ وتُتَدارس فيه آياته؛ فتنزل على أهله السكينة، وتحفّهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده.
س5. مراتب التلاوة:
وتلاوة القرآن على مراتب:
- فأعلاها مرتبة أهل الإحسان في تلاوة القرآن، وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن، وحسن اتّباع هداه؛ فهؤلاء بأفضل المنازل، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) }.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم
وفي المراد بالسفرة أربعة أقوال:
القول الأول: هم الملائكة، واحدهم سافر، والجمع سَفَرة، وهذا القول رُوي عن ابن عباس بإسناد ضعيف،
والقول الثاني: هم الكَتَبة؛ وهو قول ابن عبّاس، ورواية معمر عن قتادة، وقال به من علماء اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنّى.
والقول الثالث: هم القرّاء، وهو رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أخرجها ابن جرير الطبري.
والقول الرابع: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول وهب بن منبّه؛ رواه عنه عبد بن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور.
وجمع الخليل بن أحمد وابن قتيبة والزجاج بين القولين الأولين؛ فذهبوا إلى أن معنى "السفرة" أي الكَتَبة، وأنّ المراد بهم الملائكة، وهو جمع حسن.

س6. قوادح صحبة القرآن
وهي على أربع درجات:
الدرجة الأولى: ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن، وذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان بالقرآن؛ فمن فعل ذلك فقد خان الله عزّ وجلّ، وخان صُحبة كتابه، ووقع في الشرك الأكبر المخرج عن الملة، والعياذ بالله. ومن تلك النواقض: التكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته، وهي أن تكون قراءته من غير إيمان به وإنما ليقال: هو قارئ، أو ليصيب به عرضاً من الدنيا.
والدرجة الثانية: المراءاة الصغرى بقراءته، وهي المراءاة بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه، واجتنابه نواقض الإسلام؛ وهذا شركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق، و قد يحرم صاحبه من حلاوة الصوت فقد يكون العقاب من جنس العمل.
والدرجة الثالثة: هجر العمل به أحياناً؛ فأمّا الهجر التامّ فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى، لأنه إعراض مطلق مخرج عن الملّة، وأما هجر العمل ببعض واجباته بما لا يخرج صاحبه من الملّة؛ فهو مما يقع من بعض المسلمين؛ فيقع منهم ارتكاب لبعض الكبائر التي يستحقون عليها العذاب إن لم يتوبوا إلى الله؛ " و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم و أشد تثبيتا"
والدرجة الرابعة: هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين.

س7. طرق النشر لفضائل القرآن في هذا العصر
علم فضائل القرآن من العلوم التي تمس القلب، فالقرآن شفاء لما في الصدور؛ و على هذا يجب أن يكون العمل على عدة أصعدة ؛ الأول و الأهم هو اعداد فريق ممن يحمل هم نشر فضل القرآن للمسلمين قبل غير المسلمين. و هذا الفريق يعد كل في تخصصه باستخدام التقنيات الحديثة من وسائل التواصل، و لكن يظل من يقرأ القرآن و هو الانسان، يظل المعلم الرباني الذي بفضل الله ثم بقوة إيمانه و بصيرة المؤمن التي هي من نور الله يهذب الطالب و يحي القلب الميت .
• اعداد دورات في كيفية تعظيم القرآن الذي هو كلام الله في قلوبنا.
• اعداد دورات للتربية بالقرآن ، و فيها اعداد الملتحقين بها على تطبيق الآيات و لنبدء بسورة البقرة فقد ورد أن عمر رضي الله عنه حفظها في ثلاث سنوات لأنه كان يطبق..
• التركيز الدعوي في وسائل التواصل عن فضل القرآن و أسمائه في القرآن.
• عمل مسابقات في أماكن التنزه و التجمعات لربط الناس بالقرآن و بيان فضله.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 11:10 PM
الصورة الرمزية فوزية السالم
فوزية السالم فوزية السالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 246
افتراضي



المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.:
1. أنها تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن وعظمة شأنه.
2. أنها تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه، لأنه مبني على هدى القرآن.

3. أنها ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن بالإيمان به واتباع هداه والاستكثار من تلاوته والتفقه فيه والدعوة إليه وتعليمه.
4. أنها تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به.

5. أنها تحصن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن.
6. أنها سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن و من اعتصم به عصم من الضلالة.
7. أنها تفيده علما شريفا من أشرف العلوم وأعظمها بركة.



س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
تهاون بعض القصاص والوعاظ في الرواية و رواية بعضهم بالمعنى بتصرف مخل وتساهل في الرواية عن بعض المتهمين وشديدي الضعف وغالب تلك المرويات لها قبول عند العامة فيروج لمحبتهم للقرآن ورغبتهم في الأجر بنشر ما يحث على العناية به.
درجاتها:
1/ المرويات التي يكون الضعف فيها محتملا للتقوية، لعدم وجود راو متهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد.
2/ المرويات التي في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل وربما كان في بعضها ما يتوقف فيه.
3/ المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر إما لتضمها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة.
4/ الأخبار الموضوعة التي تلوح عليها أمارات الوضع.


س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم قوله: } وقل لهما قولا كريما.{

فهو كريم على الله ؛كريم على المؤمنين؛ كريم في لفظه و كريم في معانيه و مكرم عن كل سوء، مكرم لأصحابه كثير الخير والبرك.
ب - نور وقوله: { فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير}.

نور يضيء الطريق للسالكين ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها فمن استضاء بنور القرآن أضاء له سبيله.
ج – رحمة وقوله: } وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين }

فهو رحمة من الله تعالى لما يدل به عباده على النجاة من سخطه وعقابه وأليم عذابه، ورحمة لهم لما يفتح لهم به من أبواب الخير الكثير والفضل العظيم والفوز المبين برضوانه وبركاته.
د- مبين قوله تعالى: }والكتاب المبين{

أفصح لغات العرب وأحسنها لا تعقيد فيها ؛ حسن الجريان على اللسان، له حلاوة عند سماعه، وحلاوة عند تلاوته، يقرؤه الكبير والصغير ويحفظه من يشاء منهم لتيسر ألفاظه وحسنها.
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

أنه كلام الله تعالى؛كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها؛ إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته، أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلمأنه أفضل الكتب المنزلة، وأحبها إلى الله، قد اختار الله له أفضل رسله؛ أنّه محفوظ بحفظ الله، قول ليس بالهزل.

س5: بيّن معنى تلاوة القرآن

1/ قراءته.
2/ اتباعه.


س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لله عز وجل أهلين من الناس »
قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟
قال : « أهل القرآن ؛ أهل الله وخاصته"

وصفهم بأهل القرآن لكثرة مصاحبتهم له كما يصاحب المرء أهله وينتمي إليهم ويواليهم.
وأضافهم إلى الله إضافة تشريف؛ تقتضي تخصيصهم بمزية شريفة ينفردون بها عن سائر حزب الله ؛ فإنّ اسم الأهل أخص من الحزب.



س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
الطرق كثيرة ومنتشرة خصوصا في هذا الوقت مع وجود الإنترنت يسهل علينا نشر فضائل القرآن وبكل أريحية أيضا في طباعة الكتب والورقات كل ذلك يساهم في نشر الدعوة وتحقيق ما نصبو إليه.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 11:38 PM
ختام عويض المطيري ختام عويض المطيري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 145
افتراضي


المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهمّ المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيها؟

1- فضائل القرآن لعبيد بن قاسم الرهوي وهو من أفضل الكتب وأجلها .
2- فضائل القرآن سعيد منصور الخرساني .
3- كتاب فضائل القرآن من مصنف أبي شيبة .
4- كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري .
5- كتاب فضائل القرآن من صحيح مسلم .
6- كتاب فضائل القرآن من جامع الترمذي
7 - كتاب فضائل القرآن لأبن الضريس .
8- كتاب فضائل القرآن لأبي بكر الفرياني .
9- كتاب فضائل القرآن لأبي عبدالرحمن النسائي
10 - كتاب فضائل القرآن للحافظ المستغفري .
11- كتاب فضائل القرآن لأبي فضل الرازي .
12- كتاب فضائل القرآن محمد بن عبدالوهاب .
13- كتاب فضائل القرآن لابن كثير .
14- كتاب فضائل القرآن ضياء الدين المقدسي .
15 - الوجيز في فضائل الكتاب الزيز القرطبي .
16- لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ماورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن للغافقي .
17- مورد الظمآن لمعرفة فضائل القرآن لابن رجب .
18- وهبة الرحمن الرحيم من جنة النعيم لمحمد السندي .
19 - قاعدة فضائل القرآن لابن تيمية .
20- موسوعة فضائل سور وآيات القرآن لمحمد رزق .

س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
الاسم / 1- يكون مفردا معرفا كقوله تعالى ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ).
2- الاسم لا يحتاج إلى تعريف وإنما جعل علما على المراد قال تعالى ((فآمنو بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا )).
أما الصفة / 1- فهي لازمة للموصوف الظاهر والمقدر قال تعال (( إنه لقرآن كريم )) ((هذا بيان للناس وموعظة وهدى للمتقين )).
2- الصفة تحتاج إلى تعريف ليدل على مدلوله .

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز؟
أ - عظيم : يتضمن هذا المعنى عظمة في قدره وعظمة في صفاته وهو عظيم في الدنيا والآخرة فمن عظمته في الدنيا أنه كلام الله تعالى , أقسم الله به , أنه مهمين على من قبله من الكتب , كثرة أوصافه وأسمائه , يهدي للتي هي أقوم , فرقان بين الهدى والضلالة , ومصدر للأحكام الشرعية ,وأن الله خص له أحكاما تبين حرمته وعظم قدره . ومما يدل على عظمة قدره في الآخره , أنه يثقل ميزان أصحابه , حجة لهم ,ورافع لهم , شافع ومشفعا , يضل صاحبه في الموقف العظيم. ومن عظيم صفاته , كثرة أسمائه وصفاته دليل على عظمته , فكل صفة في وصف القرآن تدل على عظمه , فكرمه عظيم , وعلوه عظيم , ونوره عظيم , وهداه عظيم . ومن دلالة عظمه أنه محفوظ بحفظ الله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )) .

ب - قيم : قال تعالى (( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة )) ويأتي على ثلاث معان , أولها / أنه مستقيم لا عوج فيه ولا خلل , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , لا تناقض فيه ولا تعارض .
ثانيها / أنه مهيمن على ما قبله من الكتب .
ثالثها / هو القيم الذي به صلاح وقيام أمور العباد في شؤنهم جميعا .

ج - هدى / قال تعالى (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) , وهداية القرآعلى مرتبتين , الأولى : هداية عامه للناس جميعا تدلهم على الحق وتعرفهم بالحلال والحرام ومايستقين به حياتهم .
الثانية / هداية خاصة للعباد الله المؤمنون الذي يوفقون في فهم مراد الله تعالى . وعن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله))
قالوا: نعم. قال: ((فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا)) .

د- شفاء / قال تعالى (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )), فهو شفاء لما في صدور المؤمنين التي ترجع علتها إلى أمرين ظلمها وتعديها لحدود الله , جهلها لبركته وشفاءه , وهو ايضا شفاء للعل الظاهرة التي تصيب الروح والجسد .

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز؟
قال تعالى (( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ))
فقد وصف الله تعالى القرآن بأنه مبارك وهذا يدل على أن الذي باركه هو الله جل في علاه , والبركة في الزيادة ,والنماء , والدوام , وهذا كله بين وظاهر في القرآن فهو يهدي ويبصر للهدى , وايضا هو حياة المؤمن وروحه ,وكلما كان العبد له نصيب من القرآن كانت بركته عليه أوفر من غيره , فبقدر عطائك تأتي البركة معه , ومن بركاته شفاء لعلل الصدور الأمراض الظاهرة , فهو مبارك أين ما حل .

س5: بيّن أنواع ثواب القرآن بإيجاز؟
وردت أدلة كثيرة على فضل وثواب تلاوة القرآن , سواء في الدنيا أو الآخرة .
ومن ثوابه في الدنيا / 1- مايحصل للمؤمن من تلاوته من أثر السكينة والطمأنية التي تكون في صدره كما قال تعال (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
2- محبة الله لقارئ القرآن وتشريفه , فبقدر تلاوة القرآن يكون نصيب من محبة الله تعالى , فهذه المحبة لها آثار على حياة المؤمن .
3- تقرب العبد من ربه , فيتعرف على أسمائه وصفاته , وطريق الحق , فيسلكه , وطرق الشر فيبتعد عنه قال تعالى (( لقد انزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) .
4- مايحصل لقارئ القرآن من زيادة للإيمان , فيذعن لكلام الله تعالى , ويقوم به قلبه , وتنمو به روحه , فصيبح قلبه خاشعا لله تعلى , ممتلئ بالخشية والرجاء والمحبة (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )).
5- الحسنات الكثيرة التي تكتب لقارئ القرآن لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) .
وكل هذا في الدنيا , أما في الآخرة فيكون شافعا لصاحبه يحاج عنه , يظله في الموقف العظيم , ويقوده للجنة .

س6: ما المراد بصاحب القرآن؟
صاحب القرآن هو الملازم له المعاهد عليه , سواء كان ناظرا له أو حافظا , فبقدر الملازمة والإتباع يكون نصيبه من الصحبة , والبركة ,والمصاحبة تأتي على معنين المناصرة والملازمة وكلها مقصود بالصحبة .

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
في هذه العصور المتأخره ينقص أهلها المعرفة بالقرآن وبيان فضله ,حتى تعود إلى التمسك بكتاب ربها ونلخص عدة طرق لنشر فضائل القرآن
1- فرض مادة علمية في المدارس وجمعيات تحفيظ القرآن تبين فضل القرآن .
2- ترسيخ حب القرآن في الصفوف الأوليه عن طريق توعيتهم و إقامة أنشطة تبين فضل القرآن .
3- الإستفادة من وسائل التواصل الإجتماعي في بيان ذلك .
4- غرس قدوات في شبكات التواصل تعزز قضائل القرآن .
5- إقامة دورات توعوية , في المدارس ودور التحفيظ تبين فضل القرآن وبركته .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 12:03 AM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
Post

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
كلام العلماء في فضائل القرآن يمكن تصنيفه إلى أنواع بجمعها يحصل تكامل حسن للمادة العلمية , و من تلك الأنواع :
1_ بيان معاني أسماء الله و صفاته التي ذكرت في القرآن , و هذا النوع إذا أُحسن جمع مادته و تحرير الأقوال فيه فهو من أحسن المداخل لبيان فضائل القرآن
لأنه مبني على التدبر و التأمل لتلك الصفات .
2_ جمع الأحاديث و الآثار المروية في فضائل القرآن .
3_ بيان فضل قراءة القرآن و فضل اتباع هداه .
4_ بيان فضل أهل القرآن فما حصل لهم هذا الشرف إلا بسببه .
5_ بيان فضل تعلم القرآن و تعليمه .
6_ فضائل بعض الآيات و السور .
7_ تفاضل آيات القرآن و سوره .

س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
1_ تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن و عظم شأنه.
2_ تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه , فهو مبني على هدي القرآن.
3-ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن و اتباع هداه .
4_ تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته و الانتفاع به .
5_ تحصن المسلم من طلب منهل للعلم يخالف منهج القرآن .
6_ أنها سبب لنجاة المؤمن من الفتن و الشبهات .
7_أنها تفيده علماً من أشرف العلوم و أعظمها بركة .

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – عليّ :
قال تعالى : ( و إنه في أُم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) و هذا الوصف يشمل علو قدره و منزلته , و علو صفاته , و تنزهه عن الباطل و الاختلاف و التناقض و الضعف
و كل ما لا يليق بكلام الله جل في علاه .
بعزيز:
قال تعالى :( و إنه لكتاب عزيز ) كتاب الله عزيز يعلو و لا يُعلى عليه , و عزة قدره ظاهرة عند المؤمنين , حيث لا توجد أمة لا تعنتي بكتابها و تجله كما يجل المسلمون
القرآن , و للقرآن عزة غلبة و عزة امتناع
_ أما عزة غلبته : فالقرآن حججه دامغة داحضة لكل باطل , و حججه من أحسن الحجج و أبعدها من التكلف و أقربها للفطرة و العقل ,
قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّمِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ
يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(
_ و أما عزة الامتناع : فالله أعزه و حفظه حفظًا تامًا من وقت نزوله و حتى رفعه آخر الزمان , قال تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
فلا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه , فهو محفوظ من الشياطين و من كيد الكائدين , لا يتغير على مر السنين لأن الله تكفل بحفظه .
ج – مبارك :
قال تعالى :( هذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتبعوه و اتقوا لعلكم تُرحمون )
فالقرآن قد أودع الله فيه البركة , فلا ينقص خيره , و لا يذهب نفعه ,
و من بركاته في الدنيا :
_ هداياته العظيمة للبشرية .
_شفاؤه لما في الصدور , و دواء للأنفس و الأبدان .
_ كثرة ثواب تلاوته .
_ مايمنح الإنسان من الحكمة و العلم و البصيرة في الدين .
_ مايحصل به من جلاء الأحزان , و ذهاب الهموم , و السكينة و انشراح الصدر .
_ مايكون لقارئه من زيادة الإيمان , و صلاح البال , والسلامة من كيد الشيطان .
_ عزة أصحابه و ثباتهم على الحق .
_ رفعته لأصحابه ف الدنيا و الآخرة .
_ أنه مبارك حيثما كان , فهو بركة للبيت الذي يُتلى فيه و سبب لنزول السكينة و الرحمة و وقرب الملائكة .
أما بركاته في الآخرة : فهو بركة على المؤمن في قبره , و في هول القيامة , و في الحساب , و الميزان , و في الصراط , و في رفعته في الجنة .
د- موعظة :
قال تعالى : ( هذا بيانٌ للناس و هدى ً و موعظة ٌ للمتقين ), فمواعظالقرآن أحسن المواعظ و أنفعها و أعظمها أثرًا , فما حلت مواعظ
القرآن في قلب عبد إلا أصلحته و ظهر أثر ذلك الصلاح على لسانه و جوارحه .

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
القرآن كلام الله الذي لا أعظم من كلامه و لا أحسن من حديثه , و مما يدل علىعظمة هذا القرآن :
_كثرة أسمائه و أوصافه المتضمنة لمعان جليلة تدل على عظمة المتسمى و المتصف بها .
_ إقسام الله تعالى به في آيات و مواضع كثيرة , فالقسم به دليل على شرفه و عظمته .
_أن تبلغيه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسل .
_أنه أفضل الكتب المنزلة حيث أنزله الله على أفضل الرسل و خير البقاع و في خير الليالي و في أفضل الشهور مما يدل على عظمة قدره .
_أن الله تكفل بحفظه إلى قيام الساعة .
_أنه قول فصل ليس بالهزل , يحكم بين العباد فيما اختلفوا فيه .
_أن الله جعله فرقانًا بين الحق الباطل و بين الهدى و الضلال .
_أنه يهدي للتي هي أقوم و يهدي إلى سبل الرشاد .
_أن من اعتصم به عُصم من الضلالة و الفتن .
_ أن الله كرمه و بين جلالة شأنه , فأمر الله بالتطهر من الحدث عند تلاوته , و حرمت تلاوته في الأماكن النجسة , و حرمت أيضاً تلاوته في حال
السجود و الركوع , ومن حلف به انعقدت يمينه , ومن استهزأ بشيء منه فقد كفر و خرج من ملة الإسلام ويخلد في النار مالم يتُب , و حرم
على الحائض و الجنب مسه , و نهي عن السفر به إلى أرض العدو , ومن تعمد اهانة القرآن فهو كافر.
_ أن الله تحدى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله , فلم يستطيعوا و عجزوا عن فعل ذلك .
_أنه يُحاج عن صاحبه في قبره , و يشفع له , و يظل صاحبه في الموقف العظيم .

س5: ما هي أوجه تفاضل ثواب التلاوة؟
ثواب التلاوة يتفاضل من وجوه :
_ من ذلك : التلاوة بحضور قلب و تدبر و خشوع أعظم أجرًا من التلاوة التي يضعف فيها حضور القلب و فهم المعاني و التدبر ,
فالعبد يثاب على هذه العبادة القلبية و التي يظهر أثرها على جوارحه ,
قال تعالى : { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَالدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
و من أوجه التفاضل أن الإقبال على تلاوة القرآن في حال الفتن أعظم أجرًا و عصمةً له من الفتن .
و من أوجه التفاضل في ثواب التلاوة : أن سور القرآن و آياته تتفاضل أيضًا , فتلاوة السور و الآيات الفاضلة أعظم أجرًا من تلاوة غيرها من الآيات .
قال شيخ الإسلام :
و من أوجه التفاضل كذلك : أن التلاوة الحسنة التي يرتل فيها القاريء ما يتلو و يزين فيها صوته أعظم أجرًا من التلاوة التي لا تكون كذلك .
قال ابن القيم) حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛ فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنةأعظم من حسنات حروف من {تبت يدا أبي لهب}).
أما ثواب تلاوة القرآن في الآخرة: فإن القرآن يكون شفيعًا لصاحبه , و و يظله في الموقف , و يقوده إلى الجنة , و بسببه تكون له الرفعة و الكرامة عند الله ,
و مما يدل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ و ارتق ورتل
كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» رواهأحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى ، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ولفظه:
(يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة: اقرأوارقه في الجنة، ورتلكما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك في الدرجات عند آخر ما تقرأ).

س6: ما المراد بحفظ القرآن؟
_ عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثل صاحب القرآن، كمثل صاحب الإبل المعقلة،
إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» متفق عليه من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر، وفيرواية لمسلم من طريق
_ وقال عبد الله بن مسعود :)تعاهدوا هذه المصاحف - وربما قال: القرآن - فلهو أشدّ تفصيا من صدور الرجال منالنعم من عقله). رواه مسلم.
و تعاهد القرآن يشمل :
1_ تعاهد ألفاظه بالحفظ و الضبط .
2_تعاهد معانيه بالعلم و الفهم .
3_تعاهد هداه بالاتباع و الرعاية .
جمع هذه الأمور الثلاثة فقد أحسن تعاهد القرآن .

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلىالله تعالى؟
نشرها من قبل الأشخاص المؤثرين من المشائخ و الدعاة في المجتمع من خلال الإعلام و الشبكة العنكبوتية و برامج التواصل الاجتماعي و بذلك يتم
تداولها بين شريحة كبيرة من الناس بمختلف الفئات و الأعمار و يكون لها التأثير الجيد بإذن الله , و يمكن الاستفاده منها في الدعوة إلى الله تعالى من خلال
التذكير بتلك الفضائل من خلال الوسائل المذكورة سابقاً ..

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 12:46 AM
مها علي مها علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 77
افتراضي

*****************مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن********************

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
1-أنها تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن وعظمة شأنه،فيراعي حرمته ويعرف قدره وهذا اصل مهم في توقير القرآن.
2-ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن.
3-تحصن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن.
4-انها تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به.
5-انها تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه.
6-انها سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن.
7-انها تفيده علما شريفا من أشرف العلوم وأعظمها بركة.
******************************************************************
س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
1-تهاون بعض القصاص والوعاظ في الرواية .
2-رواية بعضهم بالمعنى بتصرف مخل.
3-تساهل بالرواية عن بعض المتهمين وشديدي الضعف.
4-غالب تلك الروايات يكون مقبولا عند الناس فيروج لها.
5-رغبتهم بنشر ما يحث على العناية به حتى وصل الامر ببعضهم الي إشاعة الموضوعات من غير تمييز.
*************
وهي على درجات:
1- الدرجة الاولى:المرويات التي يكون فيها الضعف محتملا للتقوية.
2- الدرجة الثانية:المرويات التي في اسنادها ضعف شديد.
3-الدرجة الثالثة:المرويات الضعيفة التي في معناها ماينكر.
4-الدرجة الرابعة:الأخبار الموضوعة التي تلوح عليها امارات الوضع.
*******************************************************************
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم :1-كرم الحسن،2-كرم العطاء وهو اشهر معانيه.
3-كرم القدر وعلو المنزلة.
4-المكرم عن كل سوء وهو فرع عن كرم القدر.
5-المكرم لغيره وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدر.
قال الله تعالى:{فلا أقسم بمواقع النجوم*وإنه لقسم لو تعلمون عظيم*إنه لقرآن كريم}.
***********************************************
ب - نور :هو نور يضيء طريق السالكين ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها فمن استضاء بنور القرآن
أضاء له سبيله وابصر الحقائق .
قال تعالى :{فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير}.
********************************************************************
ج - رحمة:هو رحمة من الله لعبادة لما يدل به عباده على النجاة من سخطه وعقابه واليم عذابه
ورحمة لهم به من ابواب الخير الكثير والفضل العظيم والفوز المبين برضوانه وثوابه وبركاته.
قال تعالى:{وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين}.
********************************************************
د- مبين:1-انه مبين بمعنى بين ظاهر واضح يعرف انه هو الحق لنوره الذي يميزه عن غيره.
2-انه مبين بمعنى انه مبين لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.
قال تعالى:{طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين*هدى وبشرى للمؤمنين}
وقال تعالى:{تلك آيات الكتاب المبين}.
*************************************************
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
أن للقرآن منزلة عظيمة فهو كلام الله تبارك وتعالى الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن وشرف الحديث
بشرف المتحدث به.وفيه كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها،
وفيه إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة فإن القسم دليل شرفه وعظمته وما أخبر الله به من الاخبار العظيمة ما يكفي المؤمن دليلا على بيان عظمته.
ومن عظمة قدره ان تبليغه هو المقصدالاعظم من إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام.ومن عظمة قدره انه محفوظ بحفظ الله.
وانه قول فصل ليس بالهزل يحكم بين العباد ويهدي الي الرشاد وينهى عن الفساد معانيه اسمى المعاني ومقاصده اشرف المقاصد
ومواعظه احسن المواعظ.وانه فرقانا بين الهدى والضلال والحق والباطل.ولقد خصه الله باحكام ترعى حرمته وتبين جلال شانه.
فهو في قلوب المؤمنين عظيم القدر ولقد تحدى الله به المشركين أن ياتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.
فكلام الله صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده .فهذا في الدنيا اما في الاخرة انه يحاج عن صاحبه في قبره ويشفع له.
وانه يظل صاحبه في الموقف العظيم حين تدنوا الشمس من الخلائق.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كتاباً قال فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم ،
من عبدِ الله عمرَ إلى عبدِ اللهِ بن قيسِ ومَن معه من حملة القرآن، سلام عليكم، أما بعد:
فإنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً وكائنٌ لكم شرفاً وذخراً، فاتبعوه ولا يتبعنَّكم، فإنه من اتبعه القرآنُ زجَّ في قفاه حتى يقذفه في النار،
ومن تَبع القرآنَ ورد به القرآنُ جنات الفردوس، فلْيكونن لكم شافعا إن استطعتم، ولا يكونن بكم ماحلا فإنه من شفع له القرآن دخل الجنة،
ومن مَحل به القرآن دخل النار، واعلموا أن هذا القرآن ينابيع الهدى، وزهرة العلم، وهو أحدث الكتب عهدا بالرحمن، به يفتح الله أعينا عمياً،
وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا).
وانه كرامة ورفعة لصاحبه إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها كما صح عن نبينا محمد
صل الله عليه وسلم.
**************************************************************************************************
س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
يراد بها معنيان متلازمان:
1-قراءته2-اتباعه.
**********************************
س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
المراد بأهل القرآن لكثرة مصاحبتهم له كما يصاحب المرء أهله وينتمي إليهم ويواليهم.
والاضافة في قوله((أهل الله))اضافة تشريف تقتضي تخصيصهم بمزية شريفة ينفردون بها ،وهي اضافة مخلوق إلي خالقه
لكنها تقتضي زيادة تشريف مع بيان وصف مخصوص تمتاز به تلك الاضافة.
*******************************************************************************
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
1-ربط الاكتشافات العلمية والاعجاز العلمي بالقرآن وترجمته الي عدة لغات.
2-نشرها عبر فيديوهات من خلال التواصل الاجتماعي وتكون قصيرة موجزة .
*******************************************************************************
*******************هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين*******************

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 12:48 AM
أمل الجهني أمل الجهني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 69
افتراضي

إجابة المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن؟
ج1: معرفة فضائل القرآن لها ثمرات جليلة، منها:
1. تبصير المؤمن بأوجه فضائل القرآن وعظم شأنه، فيعظمه ويوقره ويرعى حرمته ويعرف قدره ومكانته.
2. منهج المؤمن قائم على القرآن الكريم، ومعرفة فضائله تكسبه اليقين والطمأنينة بصحة منهجه الذي معه.
3. ترغب المؤمن في صحبة القرآن وتلاوته والتفقه فيه وتعلمه وتعليمه.
4. النفس البشرية معرضة لضعف العزيمة والهمة، فقد يوسوس لها الشيطان فيثبطها عن تلاوة القرآن والانتفاع به، لكن عندما يتذكر المؤمن فضائل القرآن فإن همته تعلو، وعزيمته تقوى.
5. تحصن المؤمن من أن يطلب مصدرا للعلم والمعرفة يخالف القرآن.
6. تحصن المؤمن من الفتن.
7. تفيد المؤمن في تحصيل العلم الذي هو من أشرف العلوم، وأعلاها قدرا، وأعظمها بركة، فالتفقّه في فضائل القرآن على طريقة أهل العلم من أعظم أوجه إعداد العدّة للدعوة إلى الله تعالى، فإنّه يجتمع للدارس من تفسير الآيات المتعلّقة بفضائل القرآن، ومعرفة دلالاتها على أوجه فضائله، ومعرفة الأحاديث والآثار المروية في هذا العلم الجليل، وما ينتخبه من أقوال العلماء في بيان فضله؛ ما يستعدّ به للدعوة إلى الله على بصيرة.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
سبب كثرة الأحاديث الضعيفة في فضائل القرآن:
· تهاون بعض القُصّاص والوعّاظ في الرواية في فضائل القرآن، ولأجل شهرتهم وعنايتهم برواية الأحاديث بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحّة من المصنّفين من غير تمييز ولا بيان لضعف حالهم.
· التساهل في الرواية عن بعض المتّهمين وشديدي الضعف.
· إشاعة الموضوعات في فضائل القرآن، بزعم محبتهم للقرآن، ورغبتهم في الأجر، ولأنهم أرادوا أن يرجع الناس إلى القرآن خصوصا لما حصل تقصير من الناس تجاهه.
درجات المرويات الضعيفة في فضائل القرآن :
الدرجة الأولى: مرويات يكون الضعف فيها محتملا للتقوية، لعدم وجود راو متهم أو شديد الضعف، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف لما صح من الأحاديث.
الحكم: مرويات هذه الدرجة قد رأى بعض العلماء روايتها والتحديث بها، بل رأى بعضهم العمل بها.
الدرجة الثانية: المرويات التي في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل، وربّما كان في بعضها ما يتوقّف فيه. فهذا النوع قد تساهل فيه بعض المصنّفين، وهو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر؛ إما لتضمنها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً؛ لأنّ النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
الدرجة الرابعة: الأخبار الموضوعة التي فيها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
قال جلَّ وعلا: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ *وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}
معناه:
1. كريم القدر والمنزلة عند الله وعند المؤمنين.
2. كريم العطاء؛ لكثرة ما يصيب تاليه من الخير والبركة بسببه، وكثرة ثواب تلاوته وحسن آثارها.
3. كريم الحسن في ألفاظه ومعانيه.
4. مكرم لأصحابه.
5. مكرم عن كل سوء.

ب - نور
وصف الله القرآن بأنّه نور في مواضع منها:
- قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)}
- وقوله: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
- وقوله: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}
- وقوله: { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)}
- وقوله: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)ْ}
معناه:
مبين بمعنى بَيّن، أي: ظاهر واضح يعرف أنه هو الحق لنوره الذي يميّزه عن غيره.
مُبين بمعنى مُبيِّن؛ لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.
فالقرآن نور يضيء الطريق للسالكين؛ ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها؛ فمن استضاء بنور القرآن أضاء له سبيله، وأبصر حقائق الأمور، وسنن الابتلاء، وعواقب السالكين، ولم يغرّه مكائد الأعداء، وظواهر الفتن الخدّاعة.

ج - رحمة
وصف الله القرآن بأنه رحمة في آيات كثيرة؛ منها :
قول الله تعالى: { هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
وقوله: { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
وقوله: { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
وقوله: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
معناه:
رحمة من الله تعالى؛ لدلالته على النجاة من سخطه وعقابه.
ورحمة للمؤمنين لما يلي:
- لما يفتح لهم به من أبواب الخير الكثير، والفضل العظيم، برضوانه وثوابه وبركاته.
- لأنه يمنعهم عما فيه ضررهم ، وعما تأمرهم به نفوسهم الأمارة بالسوء.
- لأنه يعصمهم من الضلالة، ويخرجهم به من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة.
- لأنه يبيّن لهم من الحقائق، ويعلّمهم من الحكمة، ويصرّف لهم فيه من الآيات المبصّرة، والأمثال المذكِّرة.
- لأنه يعرّفهم بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.

د- مبين
قال تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} في ثلاثة مواضع، وقال: {والكتاب المبين} في موضعين.
ومعناه: أن بيان القرآن أحسن البيان وأعظمه، فأما ألفاظه فهي على أفصح لغات العرب وأحسنها، لا تعقيد فيها ولا تكلف ، يقرؤه الكبير والصغير، ويحفظه من يشاء منهم لتيسر ألفاظه.
وأما بيان معانيه؛ فهو محكم غاية الإحكام؛ لايتناقض، ولا يتعارض، ولا يختلف؛ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}.
وأما بيان هداياته ودلالتها على ما يحبّه الله ويرضاه، وعلى بيان الحق، وعلى كشف الباطل؛ فأمر ظاهر غاية الظهور؛ ولذا أقام الله به الحجة على الإنس والجن.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
تظهر عظمة القرآن الكريم فيما دلّت عليه النصوص الصحيحة من معاني عظمته التي من تأمّلها وتفكّر في مظاهرها ولوازمها وآثارها في الدنيا والآخرة ازداد يقيناً بعظمة هذا القرآن العظيم وفضله، وأدرك به عظم منة الله على هذه الأمة إذ أنزله لهم.
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87].فنوه الله تعالى في هذه الآية بعظمة القرآن، ووصفه انه نعمة عظمى.
وقال أيضا: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ}
ومعاني عظمة القرآن تتبيّن بمعرفة عظمة قدره، وتبرز عظمة قدره في التالي:
- هو كلام الله تعالى المعجز.
- أن الله أثنى على كتابه العزيز فى آيات كثيرة مما يدل على عظمته كما وصفه "بالعظيم" فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}. ووصفه "بالإحكام" فى قوله تعالى: {آلَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
- إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته، وما أخبر الله به عنه من الأخبار العظيمة ما يكفي المؤمن دليلاً على بيان عظمته.
- أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك}.
- أنه أفضل الكتب المنزلة، وأحبّها إلى الله، قد اختار الله له أفضل رسله. وقد ذَكَرَ الله "هيمنته على الكتب السابقة" فى قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} .
- أنّه محفوظ بحفظ الله، منزَّه عن الباطل والاختلاف والتناقض والتحريف، قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}.
- أنه قول فصل ليس بالهزل، يحكم بين العباد، ويهدي إلى الرشاد، وينهى عن الفساد، معانيه أسمى المعاني، ومقاصده أشرف المقاصد، ومواعظه أحسن المواعظ {إنّ الله نعمّا يعظكم به}.
- أنَّ الله جعله فرقاناً بين الهدى والضلال، والحق والباطل؛ مَن قال به صدق، ومن حَكَم به عدل، ومن جاهد به نُصر، ومن حاجَّ به غَلب، ومن غَالبَه غُلِب، ومن اتبعه هدي إلى صراط مستقيم، ومن ابتغى الهدى في غيره ضل عن سواء السبيل.
- أنه شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة من الهداية في كل شأن من الشؤون، فشريعته أحكم الشرائع، وهداه أحسن الهدى.
- أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه، وهدي إلى سبل السلام من كل شر يخشى منه.
- أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه؛ فيستحب عند تلاوته الطهارة، وحرمت تلاوته في الأماكن النجسة ، وحرمت تلاوته في حال السجود والركوع، ومن حلف به انعقدت يمينه؛ ومن استهزأ به أو بشيء منه ولو بكلمة فقد كفر وخرج من الملة، فإن مات ولم يتب حرمت عليه الجنة أبداً، وكان من الخالدين في عذاب النار.
- أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة؛ فهو عزيز عليهم، عظيم القدر عندهم، يجلُّونه إجلالاً عظيماً ويؤمنون به، وينصتون عند تلاوته، ويتدبرون آياته، ويقفون عند مواعظه، بل إنهم من إجلالهم للقرآن يجلُّون قارئ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه.
- أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.

وأما عظمة قدر القرآن في الآخرة محاجاته عن صاحبه في قبره وشفاعته له.
-ومن عظمة قدره أيضا أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق؛ فعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: « تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: « تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا». رواه أحمد وغيره، وحسّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
- ومن عظمة قدره: أنه يشفع لصاحبه، ويحاجّ عنه أحوج ما يكون إلى من يحاجّ عنه؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )).
وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما )).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( القرآن شافع مشفَّع ومَاحِلٌ مصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )). رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
ومن عظمة قدره: أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسند والسنن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
فهذا في شأن عظمة القدر.

وأما عظمة صفاته؛ فالله تعالى وصف القرآن بصفات عظيمة جليلة ؛ إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف فوصفه الله بأنه عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذِكْرٌ وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.

س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
تلاوة القرآن يُرادُ بها معنيان متلازمان:
المعنى الأول: قراءته.
والمعنى الثاني: اتّباعه.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {يتلونه حقّ تلاوته}: (والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله). وقال عبد الله بن عباس: «يتبعونه حق اتباعه».
فتلاوة القرآن جامعة بين معنيَي قراءته واتّباعه.
قال الله تعالى: {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك}
وقال تعالى في مواضع أخرى: {اتّبع ما أوحي إليك من ربك}.
وقال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}
فورد الأمر بالقراءة، وورد الأمر بالاتباع، وورد الأمر بالتلاوة الجامعة بين المعنيين.
والتلاوة المعتبرة هي التلاوة التي تكون بإيمان واتّباع؛ أما القراءة من غير اتّباع فإنها لا تنفع صاحبها، بل هي حجّة عليه.

س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
أهل القرآن: هم حفظة القرآن وخاصّة أصحابه، أعرف الناس بحدوده وحروفه، وأبصرهم بهداه وبيّناته، يحفظون ألفاظه، ويعملون بأوامره ويجتنبون نواهيه.
و سمّاهم الله أهله تشريفاً لهم؛ لكثرة تلاوتهم له وسماع الله تعالى لتلاواتهم ، وتبصّرهم بكلام الله وتبصير الله لهم، واتّباعهم لهدى الله وهداية الله لهم.
فضلهم:
قال الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. فالله أحبّهم ورفعهم وشرّفهم، واصطفاهم على من سواهم لصحبة كتابه.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لله عز وجل أهلين من الناس »
قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : « أهل القرآن ؛ أهل الله وخاصته ». رواه أحمد والنسائي بإسناد صحيح.
فوصفهم بأهل القرآن لكثرة مصاحبتهم له. وأضافهم إلى الله إضافة تشريف.

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
يمكن لنا نشر فضائل القرآن بما يلي:
عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ومقاطع السناب شات والانستغرام.
عن طريق طباعة الكتاب والرسائل والمطويات، وإنتاج المقاطع الصوتية والمرئية.
عن طريق ترجمة هذه الفضائل بلغات عديدة ونشرها على الوسائل المختلفة.
مع التنبه إلى التوثّق من صحّة ما ينشر، ومراعاة الحكمة وحسن الأسلوب في التحرير والنشر. وكل انسان يعلم قدراته فمنهم من يجيد الالقاء ، ومنهم من يجيد التصميم ومنهم من يجيد الكتابة، ومنهم من يجيد عمل مقاطع الفيديو، فكل انسان يستطيع أن يدعو إلى الله بذكر فضائل القرآن بطريقته التي تلائمه.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 01:13 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

*بسم الله الرحمن الرحيم *
المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
1- تبصر المؤمن بفضائل القرآن و عظمة شأنه ؛ فيعظمه في قلبه و يعظم هداه و يرعى حرمته و يعرف قدره ، و هذا أصل مهم في توقير القرآن و تعظيمه.
2- يكتسب المؤمن من معرفة فضائل القرآن :اليقين بصحّة منهجه ، لأنه مبنيٌّ على بصائر و هدى القرآن الذي تعرّف من دلائله على ما يزيده طمأنينة بالحق الذي معه ، وجعل له نور ينوّر له طريقه ، و يكشف شبهات المضلّين ، و يفند مزاعم المفسدين ، و يجعل له فرقاناً يميز به بين الحقّ و الباطل ، و الهدى من الضلالة ، و أولياء الرحمن من أولياء الشيطان ؛ فيجد في القرآن من أنواع التبصير و التثبيت ما يطمئن به ، كما قال تعالى : { فاستمسك بالّذي أوحيَ إليك إنّك على صراطٍ مستقيم } .
3- ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن الكريم ؛ بالإيمان به و اتّباع هداه و الاستكثار من تلاوته و التفقّه فيه ، و الدعوة إليه ، و تعليمه .
4- تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوة القرآن و الانتفاع به ، فكلما ضعفت النفس ذكّرها بفضائل القرآن التي يشتد بها عزيمته ، و تعلو بها همته ، فيجتهد الاجتهاد الكبير ليدرك الفضل العظيم .
5- تحصن المؤمن من أن يطلب منهلاً للعلم و المعرفة يخالف منهج القرآن ، و لاسيّما بعد معرفة معاني صفات القرآن ، و إدراك حقيقتها و آثارها ، فيتبين لديه خسارة من استبدل بالقرآن غيره ، و حرمان من اشتغل بغيره .
6- أنها سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن ؛ لأن من أدرك فضائل القرآن و رسخت معرفتها في قلبه ، عرف أنه لابدّ أن لا يتصرّف في أي شيءٍ من أموره بعيداً عن هدي القرآن ، لأن من اعتصم به عصم من الضلالة .
7- تفيده علماً شريفاً من أشرف العلوم ، و أعظمها بركة ، فإن التفقّه في فضائل القرآن على طريقة أهل العلم من أعظم ما يعدّ العدّة للدعوة إلى الله ، و الترغيب في تلاوة كتاب الله و اتّباع هداه ، لأنه يجمع للدارس من معرفة تفسير الآيات المتعلّقة بفضائل القرآن و معرفة دلالاتها ، ومعرفة الأحاديث و الآثار المروية في هذا العلم الجليل ، و ما ينتقى من أقوال العلماء في بيان فضله ، ما يستعد به للدعوة إلى الله على بصيرة .
س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
- تهاون بعض القُصاص و الوعّاظ في الرواية في هذا الباب ،
- و رواية بعضهم بالمعنى بتصرّف مخلّ ،
- و التساهل في الرواية عن بعض المتّهمين و شديدي الضعف
و غالب تلك المرويات ما يكون معناه مقبول عند العامة ؛ فيروج لمحبتهم للقرآن ، و رغبتهم في الأجر بنشر ما يحثّ على العناية به ، حتى وصل الأمر إلى إشاعة الموضوعات في هذا الباب من غير تمييز .
و لأجل شهرة بعض القصّاص و عنايتهم برواية الأحاديث بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحة من المصنفين من غير تمييز و لا بيان لضعف حالهم .
و اختلفت مقامات العلماء المصنفين و أوجه عنايتهم في التأليف في فضائل القرآن ؛ فمنهم من يشترط الصحة كالبخاري و مسلم ، و منهم من يروي ما فيه ضعف محتمل كالنسائي و ابن أبي شيبة و الترمذي على تفاوت بينهم .
و منهم من انصرف لجمع ما روي في هذا الباب فوقع في مصنفاته مرويات واهية كما في فضائل القرآن لابن الضريس و الفريابي
* درجات المرويات الضعيفة في فضائل لقرآن :
- الدرجة الأولى : المرويات التي يكون الضعف فيها محتملاً للتقوية ، لعدم وجود راوٍ متهم أو شديد الضعف في إسنادها ، أو لكونها من المراسيل الجياد ، أو الانقطاع فيها مظنون ، و معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة
فمرويات هذه الدرجة : قد رأى بعض العلماء روايتها و التحدث بها ، بل رأى بعضهم العمل بها .
- الدرجة الثانية : المرويات التي في إسنادها ضعف شديد ، و ليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل ، و قد يكون في بعضها ما يتوقّف فيه
مرويات هذه الدرجة : تساهل فيه بعض المصنفين ، و هو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب .
- الدرجة الثالثة : مرويات ضعيفة في معناها ما ينكر ؛ إما لأنها تتضمن خطأ في نفسها ، أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة
سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً ؛ لأن النكارة علّة كافية في ردّ المرويات .
- الدرجة الرابعة : الأخبار الموضوعة التي يظهر عليها أمارات الوضع .
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم : قوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النُّجوم * و إنَّه لقسمٌ لو تعلمون عظيم * إنَّه لقرآنٌ كريم }
ب - نور : قوله تعالى : { قد جاءكم من الله نورٌ و كتابٌ مبين* يهدي به الله من اتّبع رضوانه سُبُل السّلام و يخرجهم من الظّلمات إلى النّور بإذنه و يهديهم إلى صراطٍ مستقيم }
ج - رحمة : قوله تعالى : { هذا بصائر من ربّكم و هدىً و رحمةٌ لقومٍ يؤمنون }
د- مبين : قوله تعالى : { تلك آياتُ الكتاب المبين } ذكرت في ثلاث مواضع ، و قوله : { و الكتاب المبين } في موضعين
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

إن من أبين الدلائل على عظمة القرآن ما دلت عليه النصوص الصحيحة الصريحة من معاني عظمة القرآن ، التي تجعل في قلب من تأملها و تفكّر في مظاهرها و لوازمها و آثارها في الدنيا و الآخرة يقيناً بعظمة هذا القرآن و فضله
* و معاني عظمة القرآن تتبين بمعرفة * عظمة قدره و * عظمة صفاته
* فمن عظمة قدره :
- أنه كلام الله تعالى ؛ الذي لا أعظم من كلامه و لا أصدق و لا أحسن ، و شرف الحديث بشرف المتحدث به
- كثرة أسمائه و أوصافه المتضمنة لمعانٍ جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها و المتصف بها
- إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة ؛ فإن القسم به دليل شرفه و عظمته ، و ما أخبر الله عنه من الأخبار العظيمة عنه
- أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه و سلم
- أنه أفضل الكتب المنزلة ، و أحبّها إلى الله تعالى ، و قد اختار الله له أفضل رسله ، و خير الأمم ، و أفضل البقاع ، و خير الليالي لنزوله
- أنه محفوظ بحفظ الله { لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه } فهو منزّه عن الباطل و الاختلاف و التناقض و الضعف في الألفاظ و المعاني
- أنه قولٌ فصلٌ ليس بالهزل ، يحكم بين العباد ، و يهدي إلى الرشاد ، و ينهى عن الفساد ، معانيه أسمى المعاني ، و مقاصده أشرف المقاصد ، و مواعظه أحسن المواعظ

س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المعذرة : رُسل قبل أن أنهي الحل فلذلك أكمل الحل في رسالة تليها

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 01:15 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
من أهم مباحث علم فضائل القرآن :
1- بيان معاني أسماء القرآن وصفاته الواردة في القرآن
وهذا النوع من أفضل المداخل لبيان فضائل القرآن وذلك إذا جمعت مادته بإتقان وحُرر القول فيه لأن هذا النوع مبنى على تدبر أوصاف القرآن وتأمل معانيها وآثارها ومقتضياتها
2- جمع الأحاديث والآثار المروية في فضائل القرآن.
3- بيان فضل تلاوة القرآن وفضل اتّباع هديه.
4- بيان فضل أهل القرآن فهو ن فروع فضائل القرآن
5- بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه.
6- فضائل بعض الآيات والسور.
7- تفاضل آيات القرآن وسوره.
س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
التفكر في معاني أسماء القرآن وصفاته، وتأمّل دلائلها العظيمة، وآثارها المباركة يثمر في قلب المؤمن ثمرات بالغة منها :
- أنه يفتح للمؤمن أبواباً من اليقين يدفعه لمزيد من الطاعة والإنقياد
- أنه يعرّفه بفضله القرآن وعُلُوِّ قَدْرِهِ وَعِظَمِ شأنه ومن ثم زيادة تقديره وحبه وتوقيره .
- أنه يزيده من الرغبة في تلاوته وتدبّره واتّباع هداه.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – عليّ
ورد وصف القرآن بأنه عليٌّ في قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}
وهذا الوصف يشمل :
1- علوَّ قدره ومنزلته
2- علو صفاته
3- تنزهه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف والنقص وسائر ما لا يليق بكلام الله تعالى
ب – عزيز
ورد وصفه بأنه عزيز في قول الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾
وهذا الوصف يشمل :
1- عِزَّةَ القَدْرِ: فهو عزيز القدر عند الله وعند الملائكة وعند المؤمنين ، فهو أحسن الكلام وأفضله وأعلاه وأكرمه وقد قال تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
2- عِزَّة الغَلَبة:
فحججه غالبة دامغة لكل باطل كما قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}
ومن عزة غلبته أنه غلب فصحاء العرب وعظماء البلاغة فلم يقدروا على أن يأتوا بمثله، ولا بمثل سورة واحدة منه وقدأقروا بعظمته وهم صاغرون كما قال الوليد بن المغيرة على كفره : (والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدِق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر) رواه البيهقي
3- عزَّة الامتناع:
فهو ممتنع عن أن تمسه الشياطين ، ممتنع عن كيد الكائدين ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلا يصيبه تبديل ولا تغيير ولا تحريف ، فقد تكفل الله عز وجل بحفظه وقد قال : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
ج – مبارك
وصف القرآن بأنّه مبارَك؛ قد ورد في مواضع من القرآنمنها :
-قول الله تعالى:{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
- وقوله تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}
- وقوله تعالى:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
ومبارَك "اسم مفعول" يفيد: أنَّ الذي باركه هو الله تعالى العليم القدير الحكيم الواسع الأكرم ؛ فأودع فيه البركة ، فاتّسعت بركته وعظمت، حتى كان مباركاً في كل شيء
ومعنى البركة : الخير الكثير المتزايد المتجدد
فبركات القرآن كثيرة متجددة متعددة في الدنيا والآخرة
د- موعظة
وصف القرآن بأنّه موعظة، قد ورد في آيات من القرآن الكريم، منها
قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقوله: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}
وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)}.
والموعظة هي : التذكير بما يليّن القلب
وثمرتها : ازدجار القلب عن المعاصى والذنوب فيسلم من المغبات، ويحذر فوات الخيروالثواب فيبادر إليه فيفوز وينعم.
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
كلام الله عز وجل صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده، وهذا القرآن العظيم هو من كلامه جل وعلا ، وتتجلى وتظهر عظمة القرآن الكريم بمعرفة أمرين :
عظمة قدْره في الدنيا والآخرة وعظمة صفاته.
فمن عظمة قَدْرِه في الدنيا :
1- أنه كلام الله تعالى ، وقد تجلت آثار أسماء الله عز وجل وصفاته في كلامه
2- كثرة أسمائه وأوصافه المشتملة لمعان عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها
3- إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فالقسم به دليل على شرفه وعظمته
4- أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى:{ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}،
وقال:{ قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}.
5- أنه أفضل الكتب المنزلة، وأحبّها إلى الله، قد اختار الله له أفضل رسله، وخير الأمم، وأفضل البقاع، وخير الليالي لنزوله
6- أنّه محفوظ بحفظ الله {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}، فهو منزَّه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف في الألفاظ والمعاني.
7- أنه قول فصل ليس بالهزل،أنزل ليحكم بين العباد، ويهدي إلى الرشاد
8- أنَّ الله جعله فرقاناً بين الهدى والضلال، والحق والباطل
9- أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه، فهو شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة
10- أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}
11- أن الله خصه بأحكام عديدة تراعى حرمته وتبين جلالة شأنه
12- أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة من الإجلال والتعظيم والمحبة لا يضاهيها كتاب آخر ؛
13- أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا، ولن يستطيعوا
ومن عظمة قدره في الآخرة :
1- أنّه يحاجّ عن صاحبه في قبره ويشفع له ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ))
2- أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق؛ فعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول:« تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: « تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا».
3- أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها كما ورد في السنة
أما عظمة صفاته:
الله تعالى وصف القرآن بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته وجلالة قدره ، إذ أن عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف فوصفه الله بأنه عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذِكْرٌ وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة ، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.
فاجتماع هذه الصفات الجليلة في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته، ثم اتصافه في كل صفة من تلك الصفات بالعظمة فيها دليل آخر على عظمة تملأ قلب من يتأملها؛ فيدرك أنه لا يحيط بمعرفة جوانب عظمة هذا القرآن العظيم ، لكنه يوقن أنه عظيم ؛ فهو عظيم في عزته، عظيمٌ في علوّه، عظيم في إحكامه وحكمه، عظيم في مجده، عظيم في بركته، عظيم في كرمه، عظيم في بيانه، عظيم في ما تضمنه من الهدى والرحمة والنور والبشرى، والذكر والذكرى، والشفاء الفرقان، والحق والتبيان، وكذلك سائر صفاته الجليلة العظيمة، كل صفة منها قد حاز هذا القرآن العظمةَ فيها.
وهذه العظمة لها لوازم يقتضيها الإيمانُ بها في قلب العبد المؤمن؛ فيثمر في قلبه تقدره وتعظيمه ، قال تعالى : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
س5: ما هي أوجه تفاضل ثواب التلاوة ؟
ثواب التلاوة يتفاضل من وجوه:
1- : التلاوة بالتدبر وحضور القلب والخشوع أعظم أجراً وثواباً من التلاوة التي تفتقر إلى هذه الأمور ؛ كما قال الله تعالى:{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
فمن تأسى بهؤلاء وبإحسانهم في استماع القرآن ، ينال فضلهم وما أعد الله لهم من الثواب الجزي
2- الإقبال على تلاوة القرآن في حال الفتن والصوارف أعظم أجراً من حال سلامته منها
3- سور القرآن تتفاضل؛ وآياته تتفاضل كذلك، فتلاوة السور والآيات الفاضلة أعظم أجراً من تلاوة غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛ فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من{تبت يدا أبي لهب}).
4- التلاوة الحسنة بالترتيل والتحبير وتزيين الصوت أعظم أجراً من التلاوة التي لا تكون كذلك.
وقد اختلف العلماء في المفاضلة بين إكثار التلاوة مع الإسراع وبين ترتيلها وتحبيرها، ولكل أصحاب قول أدلّتهم.
وخلص ابن القيّم رحمه الله من بحث هذه المسألة إلى قوله: (والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا
- فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا.
- والثاني:كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة)ا.هـ.
ويمكن للقرئ أن ينوع في قراءته ، فتارة يقرأ بتؤدة وتدبر ، وتارة يقرأ حدراً ، وذلك حسب مقاصده من القراءة
س6: ما المراد بحفظ القرآن؟
حفظ القرآن في النصوص يشمل معنيين متلازمين من ضيع أحدهما انتقض حفظه:
المعنى الأول: حفظ حدوده وأمانته ورعايتها.
المعنى الثاني: حفظ ألفاظه واستظهارها عن ظهر قلب.
والمعنى الأوّل أهم وأعظم من الثاني، بل هو شرط الانتفاع به.
وقد قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}
- قال ابن عاشور: (الاستحفاظ: الاستئمان، واستحفاظ الكتاب أمانة فهمه حق الفهم بما دلت عليه آياته. استعير الاستحفاظ الذي هو طلب الحفظ لمعنى الأمر بإجادة الفهم والتبليغ للأمة على ما هو عليه.. ويدخل في الاستحفاظ بالكتاب الأمر بحفظ ألفاظه من التغيير والكتمان)ا.هـ.
ومما يوضح أن هذا المعنى هو المراد قول الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}
فهم حُمّلوا أمانة حفظ التوراة حفظَ رعاية وصيانة وعمل بما فيها وحُكم بها بينهم؛ فلم يحفظوا أمانة الله فيها.
- وعند إطلاق لفظ الحفظ في النصوص فإنّ أولى ما يُحمل عليه حفظ الأمانة والصيانة وأداء الحق وعدم تضييعه ، قال الله تعالى: {واحفظوا أيمانكم}، {والحافظين فروجهم والحافظات}.
- ونخلص مما سبق : أن المراد الأعظم من حفظ القرآن هو حفظ أمانته وحدوده وأداء حقّه، وأنّ حفظ ألفاظه من تمام حفظه، لكن لا يعدّ في الشريعة حافظاً للقرآن من ضيّع حدوده ولو استظهر ألفاظه عن ظهر قلب.
- وكان من السلف من يعبر عن معنيي الحفظ بالوعى الذى منه التذكر والتبصر والاهتداء بالقرآن ، وقد شاع مؤخراً استعمال حفظ القرآن مقصوراً على المعنى الثاني، ولم يكن هذا الاستعمال شائعاً في القرون الأولى، وإنما كان الشائع التعبير عنه بـ"جمع القرآن" و"استظهاره"، ونحو ذلك مما يدلّ على استيعاب حفظ ألفاظه عن ظهر قلب.
ولشيوع هذا الاستعمال المتأخّر غلب على كثير من الأذهان، ونسب إليه بعضهم كثيراً من أحاديث فضائل القرآن، وهي في الحقيقة متعلّقة بنوعي الحفظ جميعاً.

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
1- عمل الدورات قصيرة المدى مكثفة المحتوى لبيان فضائل القرآن
2- البدء بنبذة عن فضائل القرآن في حلقات التحفيظ في الدور والمساجد
3- تدريب النشئ من حفاظ كتاب الله وحثهم على نشر هذه الفضائل عبر مواقع التواصل الإجتماعى لأنهم أكثر الفئات جلوساً لهذه المواقع وتأثراً وتأثيراً
4- عمل المسابقات في تناول فضائل القرآن الكريم ووضع جوائز وحوافز للنابغين من كل الأعمار بما يتناسب مع المستوى العلمى

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 02:22 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
ب - نور
ج - رحمة
د- مبين
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

* و من عظمة صفاته :
أنه حياة القلوب و غذاؤها ، و دواؤها من عللها و شفاؤها ، و أنسها من وحشتها و بهاؤها ، ميزانها الذي تزن به الأمور ، و تدرك به حقائقها و عواقبها ، ذلك أن الله تعالى وصف القرآن وصوفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته ؛ إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف ، فوصفه الله بأنه عزيز و كريم ، و عليٌّ و حكيم ، و مباركٌ و مجيد ، و هدى و بشرى ، و نور و بيان إلى سائر ما و صفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة ، تدل على عظمته دلالة ظاهرة
س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
لها معنيان متلازمان : 1- قراءته 2- اتّباعه
فتلاوة القرآن جامعة بين معنيي قراءته و اتّباعه
قال تعالى : { و اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك } , و قال تعالى : { اتّبع ما أوحي إليك من ربّك }
وقال تعالى : { فاقرءوا ما تيسّر من القرآن }
فورد الأمر بالقراءة ، و ورد الأمر بالاتباع ، و ورد الأمر بالتلاوة الجامعة بين المعنيين .
س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
أهل القرآن هم : الذين أكثروا مصاحبة القرآن كما يصاحب المرء أهله و ينتمي إليهم و يواليهم ، فهم خاصّة أصحابه ، و أعرفهم بحدوده و حروفه ، و أبصرهم بهداه و بيّناته ، و هم في الدنيا مع القرآن بقلوبهم و جوارحهم و تطلّعاتهم و أمانيهم ، يتلونه حقّ تلاوته ، و يتبعونه حقّ اتباعه ، و هم الذين اكتسبوا الفضل بسبب القرآن ، فبه أحبهم الله ، و به نفعهم ، و به رفعهم و شرّفهم ، و اصطفاهم على من سواهم لصحبة كتابه ؛ كما قال تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا }
*و من أشرف ما ورد في فضل أهل القرآن : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( إن لله عزّ و جلّ أهلين من الناس )) قالوا : و من هم يا رسول الله ؟ قال : (( أهل القرآن ؛ أهل الله و خاصته )) رواه أحمد و النسائي
أضافهم الله إليه إضافة تشريف ؛ تقتضي تخصيصهم بمزيّة شريفة ينفردون بها عن غيرهم من سائر حزب الله ؛ فإنّ اسم الأهل أخصّ من الحزب
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
-من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف برامجها
- و من خلال بيان هذه الفضائل و توضيحها في مراكز تعليم القرآن و تعلمه ، فهذا قطاع هام في المجتمع ، و هو دور القرآن و معاهده
و ذلك لأن فيه من الفئات العمرية المختلفة ، و الجنسيات المسلمة المختلفة
- عمل البطاقات المميزة التي يكتب فيها فضائل القرآن و نشرها في المجموعات ، لما لها من القبول بين الناس و سرعة تناقلها
- إقامة دورات سواء صيفية أو غيرها يبين خلالها فضل القرآن ، في المدارس و الجامعات و غيرها
* فلو سألنا : ماذا تعرفون عن فضائل القرآن اتضح لنا ما يجب بيانه و توضيحه
** يستفاد منها في الدعوة إلى الله : هو استشعار المسلمين عظمة القرآن و أهميته و أنه ليس مجرد حروف تنطق و تحفظ ، بل هو منهج يتبع
و صراط مستقيم يلتزم .
و دعوة الناس إلى تعريفهم بفضائل القرآن هي من أعظم الدعوة إلى الله ، في الدعوة إلى تدبره و العمل به ، و إتقان تلاوته و التعبد بها .
فبهذه الدعوة العظيمة يوفق الله بعض الكفار للدخول في الإسلام ، و يذكر الغافلين بالتقصير الذي هم فيه و الغفلة فيرجعون إلى القرآن و يقبلون عليه تدبراً و تلاوةً .
و الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 03:39 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن
من تلك الثمرات :
1- التبصر بأوجه فضائل القرآن المورثة لتعظيم القرآن ,وتعظيم هداه ,وتوقيره ,ومراعاة حرمته .
2- تيقّن المؤمن من صحة منهجه , والثبات عليه ؛ لما يفتح الله عليه من البصائر والهدايات , وكشف شبهات المضلين وبيان فساد مناهجهم , ويدل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ )

3- زيادة رغبة المؤمن في مصاحبة القرآن بالإيمان به , واتباع هداه , والاستكثار من تلاوته , والتفقّه فيه , والدعوة إليه وتعليمه .
4- دحض كيد الشيطان , ووسوسته, وتثبيطه ؛ ذلك أنه كلما فترت همته ,وازداد تثبيط الشيطان ذكر فضائله فازدادت همته, ودفع كيد الشيطان .
5- الزهد في ابتغاء غير القرآن منهجاً ؛ فإذا عرف المؤمن فضله, وصفاته ,وكماله ,وشموليته لجميع أمور الحياة استغنى به عن غيره فكفاه , وتحصن به عن غيره من المناهج المخالفة .
6- النجاة من الفتن ؛ فإن كل بلاء وفتنة للقرآن فيها منهج وهدي من سلكه, واعتصم به لن يضل أبدا .
7- نيل علمٍ شريفٍ ذي فضل وبركة , فإن التفقه في فضائل القرآن من أعظم ما يعين على الدعوة إلى الله تعالى, وإلى كتابه, والإقبال عليه, والتزود من تلاوته, والاهتداء به , والإيمان به , والترغيب في تعلم فضائل القرآن وتعليمها ؛ ذلك أنه يجتمع للداعي بها من الآيات الدالة على فضل القرآن , والأحاديث والآثار المقرونة بفهم معانيها , بالإضافة إلى القصص المنتقاة, واللطائف, والأخبار الصحيحة ما يقوي دعوته ويزيده بصيرة فيفتح الله عليه أبوابا من الحسنات من حيث لم يحتسب.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
يمكن الإشارة إلى تلك الأسباب في عدة نقاط:
1- تهاون بعض القُصّاص والوعّاظ في الرواية في هذا الباب : إما بالرواية بالمعنى بتصرّف مخلّ، أو التساهل في الرواية عن بعض المتّهمين وشديدي الضعف.
2- قبول العامة لتلك المرويات وترويجها ؛ وذلك ناشئ عن محبّتهم للقرآن، ورغبتهم في الأجر .
3- شهرة بعض القصّاص وروايتهم الأحاديث بالأسانيد , كانت سببا في أخذ البعض عنهم ممن لم يشترط الصحّة من المصنّفين من غير تمييز ولابيان لضعف حالهم.
4- اختلاف أوجه عناية العلماء المصنّفين في التأليف في فضائل القرآن؛ فمنهم من يشترط الصحّة فيما يرويه؛كالبخاري ومسلم في صحيحيهما؛ فهؤلاء قد اتّقوا المرويات الضعيفة, ومنهم من يروي ما فيه ضعف محتمل كالنسائي وابن أبي شيبة والترمذي مع التفاوت بينهم في ذلك , و منهم من اهتم بجمع ما روي في فضائل القرآن فوقع في مصنّفاته مرويات واهية كما فيفضائل القرآن لابن الضريس والفريابي، وكما في كتاب الغافقي .


أما درجاتها :
الدرجة الأولى: ما يكون الضعف فيها محتملاً للتقوية ويكون ذلك في حالات:
- عدم وجود راوٍ متّهم أو شديدالضعف في إسنادها.
- كونها من المراسيل الجياد.
- إذا كان الانقطاع فيها مظنونا ,وكان معناها غير منكر في نفسه ,ولا مخالف للأحاديث الصحيحة.
وهذه الدرجة :رأى بعض العلماء روايتها والتحديث بها، بل رأى بعضهم العمل بها
.
الدرجة الثانية: ما يكون في إسنادها ضعف شديد، وليس فيمعناها ما ينكر من حيث الأصل، وربّما كان في بعضها ما يتوقّف فيه؛ فهذا النوع قد تساهل فيه بعض المصنّفين، وهو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب
.
والدرجة الثالثة: ما ينكر معناه من المرويات الضعيفة ؛ إما لتضمّنها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً؛ لأنّ النكارة علّة كافية في ردّ المرويات
.
والدرجة الرابعة: الأخبار الموضوعة التي تظهر عليها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم: يدل على وصفه بالكرم قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ *وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)
هذه الصفة لها خمس معان في اللغة :
1- كرَم الحُسْن، ومن ذلك قول الله تعالى: (فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) , فالقرآن حسن في ألفاظه ومعانيه .
2- كَرَم القَدْرِ ، فتقول: فلان كريم عليّ، أي ذو قَدْر ومكانة عالية عندي,ويدل عليه قوله تعالى : (ذق إنك أنتالعزيز الكريم}. وإن كان هذا القول على سبيل التهكم إلا أنه يدل على المراد, وكما قال مجنون ليلى
:
سقى بلدا أمستسليمى تحلّه.. من المزن ما تُروى به وتسيم

وإن لم أكنمن ساكنيه فإنه.. يحلّ به شخص عليّكريم
فالقرآن كريمُ القَدْرِ عند الله تعالى، وعند المؤمنين.
3- كَرم العطاء، فالقرآن كريم بهذا المعنى لكثرة ما ينال المؤمن من خير و بركة وأثر عند تلاوته له وتدبره وفهمه والعمل به وما ينال على ذلك من ثواب.
4- المكَرَّم عن كلّ سوء، ويندرج تحت كرم القدر، ففي اللغة يأتي أحيانا وزن فعيل على معنى المفعول؛فيأتي الكريم بمعنى المكرَّم.
5- المكرِّم لغيره، ففي اللغة يأتي أحيانا بناء فعيل على معنى الفاعل؛ فيأتي الكريم بمعنى المكرِّم.
ب - نور: يدل عليه قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174(
فالقرآن نور بذاته بين واضح ظاهر , ونور لمن يستضيء به ويسلك الطريق الذي دعا إليه ونور يذهب ظلام الشرك والمعاصي وكثيرا من الفتن فكلما استزاد العبد من نوره زاده بصيرة ويقينا.
ج – رحمة: يدل عليه قوله تعالى : { هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
فهو رحمة للعباد من حيث أنه يهديهم لما هو خير لهم في دينهم ودنياهم, ويصرف عنهم كل شر , فمن ذلك الخير أنه يبين لهم سبيل رضا الله وسبيل نجاتهم ويعرفهم بربهم ذي الصفات العلى ويبين لهم من الحقائق ما تطمئن به نفوسهم , ومن صرفهم عن الشر أنه ينهاهم عما فيه سخط الله عليهم وما فيه ضلالتهم من الشرك والعصيان والفسوق.

د- مبين : ويدل عليه قوله تعالى : ( تلك آيات الكتاب المبين ) .
ومبين مشتق من البيان , وبيان القرآن يكون في أمور ثلاثة :
مبين في ألفاظه : فقد نزل بأحسن اللغات وأفصحها وأيسرها لا تعقيد فيها ولا تكلف ولا اعوجاج فيه.
ومبين في معانيه : فهو محكم منتهى الإحكام لا تناقض فيه ولا تعارض ولا اختلاف .
ومبين في هداياته : فهو دال على ما يحب الله ويرضى وعلى الطريق إليه , دال على الحق مبين له , دال على بطلان الباطل وداحض له .

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
عظمة القرآن تشمل عظمة قدره وعظمة صفاته
أما عظمة قدره فتنقسم إلى قسمين :
أحدهما : عظمة قدره في الدنيا وتتبين من وجوه :
- أنه كلام الله
- وإقسام الله به
- وتعدد أسمائه وصفاته
- وأنه حاكم على ما قبله من الكتب ناسخ لها .
- أنه يهدي للتي هي أقوم
- أنه أحب الكتب إلى الله
- أنه فرقان بين الحق والباطل
- اختصاصه بأحكام ترعى حرمته من التطهر عند مسه وحرمة الاستهزاء به أو إهانته .
- تحدي الله المشركين به وبأن يأتوا بمثله
والأوجه كثيرة يصعب حصرها .
والقسم الآخر :عظمة قدره في الآخرة وتتبين من أوجه:
- أنه يحاج عن صاحبه يوم القيامة .
- وأنه يظله يوم القيامة.
- وأنه يرفع درجة حافظه ويرقيه .
- وأنه شافع لصاحبه .
- وأنه يثقل ميزان العبد المكثر من تلاوته .
أما عظمة صفاته فيتبن من وجهين :
1- كثرة أسمائه وصفاته وتعددها .
2- وأن كل صفة من تلك الصفات فهو عظيم فيها فهو عظيم في كرمه عظيم في بيانه عظيم في رحمته عظيم في تذكيره عظيم في فرقانه عظيم في نوره عظيم في مجده عظيم في كل تلك الصفات

س5: بيّن معنى تلاوة القرآن
لها معنيان باجتماعهما تحصل التلاوة التي يحبها الله :
الأول: قراءته
والثاني : اتباعه
ويدل عليه ما ورد عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {يتلونه حقّ تلاوته}: (والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله). رواه ابن جرير.

وقال عبد الله بن عباس: «يتبعونه حق اتباعه».

س6: ماالمراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.
أهل القرآن :هم خاصة أصحابه, المؤمنون به ,المتبعون لهداه , المكثرون من تلاوته آناء الليل والنهار , أعرفهم بمعانيه , أبصرهم بهدايته .
وقيل أن صاحبه هو من يحفظه عن ظهر قلب، ومنهم من استدلّ بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وغيرهم.
والراجح : المعنى الأول لأن في هذا الاشتراط غفلة عن مقصد الحديث ولازمه؛ فإنّ قوله "فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها" صريح في تفاضلهم في حفظ القرآن، ولا يكاد يخلو ملازمُ تلاوةِ القرآن مع العمل به من حفظ شيء من آيات القرآن؛ فلو كان حِفْظ القرآن كاملاً من شرط صحبته لكانوا سواء في الدرجة
.
ويشهد لهذا التفسير قول الضحّاك بن قيس رضي الله عنه: (يا أيها الناس، علموا أولادكم وأهاليكم القرآن، فإنه من كُتبله من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان، فاكتنفاه، فقالا له: اقرأ وارتق في درج الجنة، حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن). رواه ابن أبي شيبة بإسنادصحيح.

فضلهم:
1- أن الله وصفهم بأنهم أهل القرآن وأنهم أهل الله بل وخاصته ويدل عليه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لله عز وجل أهلين من الناس » قالوا : ومن هم يا رسولالله ؟قال : « أهل القرآن ؛ أهل الله وخاصته ». رواهأحمد والنسائي بإسناد صحيح.
2- تقديم أهل القرآن ورفعتهم في مواطن كثيرة منها الإمامة وعند الدفن ويدل على ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين». رواه مسلم
وحديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سِلْما »رواه مسلم، وفي رواية عنده: « فأقدمهم سِنّا ».
3- اقترانهم بالملائكة ومصاحبتهم لهم ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران». رواه مسلم.
4- أن إجلال حامل القرآن من إجلال الله ويدل عليه حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط»رواه ابن المبارك وأبو داوودوالبيهقي مرفوعاً، ورواه البخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة

س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبةلنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي التي أقبل عليها الناس في هذا العصر والشبكات الاجتماعية وعن طريق البريد الإلكتروني والمواقع والمنتديات وإنشاء الصوتيات والفيديوهات وتأليف الكتب والترجمة وغير ذلك من السبل.
ولكلٍ من هذه الوسائل طريقته في العرض فيشتغل كل شخص بالمجال الذي يتقنه ويحسنه .
ويحصل بذلك الدعوة إلى الله بالحث على تلاوة كتابه وفقهه وتعظيمه والإقبال عليه والإيمان به .

ولو تيسر لنا في هذا المنتدى الفاضل أن نقيم مشروعا متكاملا يسير على آلية منظمة يشتغل كل بما يتقن ويحسن ثم ينشر بشتى الوسائل المتنوعة لحصل خيرا عظيما وكان بمثابة التدريب على الدعوة إلى الله وإنشاء الدعاة , والله الموفق

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 04:33 AM
تامر السعدني تامر السعدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 208
افتراضي

المجموعة الأولى:


س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.

1- إذا عرف العبد المؤمن فضائل القرآن كان ذلك باعثا له على تعظيمه وتعظيم ما فيه من الهدي.
2- معرفة فضائل القرآن تورث المؤمن سكينة وطمانينة ويقين بصحة منهجه.
3- ترغب المؤمن في تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه والانتفاع به.
4- معرفة فضائل القرآن تحمي العبد المؤمن من تثبيط الشيطان وتشد عضده وترفع همته.
5- تعلم العبد المؤمن علما من أشرف العلوم وأعظمها.
6- تحمي المرمن من الاندراج في طلب علم مخالف لمنهج القرآن.
7- تحصن المؤمن وتحميه من الوقوع في الفتن.


س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟

تهاون القصاص والرواة حتى أن بعضهم كان يروي بالمعنى بتصرف فيخل بالمعنى المراد، وكذا التساهل في الرواية عن الضعفاء في ذلك الباب.
والمرويات الضعيفة على أربع درجات:
1- أن يكون الضعف محتملا للتقوية والمعنى غير منكر ولا يوجد فيه ما يخالف صحيح الأحاديث.
2- أن يكون الضعف شديد في الإسناد ولكن ليس هناك منكر في المعنى من حيث الأصل.
3- المرويات الضعيفة وفي معناها ما ينكر.
4- الأخبار الموضوعة التي تظهر عليها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.

أ - كريم
دليل وصف القرآن بالكريم:
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ *وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)
والقرآن كريم على الله ، كريم على المؤمنين، كريم في لفظه ومعانيه، وهو مُكَرَّم عن كل سوء، مكرِّمٌ لأصحابه، ووصفه بالكرم يعود إلى خمسة معاني وهي: كرَم الحُسْن، وكَرَم القَدْرِ والمنزلة، وكَرم العطاء، والمكَرَّم عن كلّ سوء، وأخيرا المكرِّم لغيره.

ب - نور
من أدلة وصف القرآن بأنه نور قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) وقوله (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) وقوله (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
والمراد بأن القرآن نور أنه يضيء السبيل لمن استنار به، ويذهب عنه ظلمة الشرك والمعصية، فيبصر الحقائق. ويعود وصف القرآن بأنه نور إلى معنيين: أولا أنه بَيّن أي ظاهر واضح يستدل عليه من نوره، والمعنى الآخر: أنه مُبيِّن أي فيه من بيان الحق والهدى للناس ينير لهم الطريق ويكشف الظلمة.
ونور القرآن أثره ظاهر في انشراح الصدركما قال تعالى (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

ج – رحمة
من أدلة وصف القرآن بأنه رحمة قوله تعالى (هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، وقوله (وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، وقوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).
ومن معاني الرحمة أنه يدلّ العباد على سبل النجاة، ويفتح لهم أبواب الخير، كما يبعدهم عمّا فيه ضررهم، ويعصمهم من الضلالة، ويخرجهم من الظلمات إلى النور. ورحمته أيضا في بيان الحقائق، وتعليم الحكمة، والتعريف بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فيطمئنّ القلب ويسعد.

د- مبين
من أدلة وصف القرآن بأنه مبين قوله تعالى (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)، وقوله أيضا (والكتاب المبين). والقرآن مبين في ألفاظه ومعانيه وهداياته.
فأما ألفاظه فهي ألفاظ سهلة لا تعقيد فيها ولا تكلف، وتحدّى الله به فصحاء العرب على أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله فلم يستطيعوا، وأما معانيه فهي معاني محكمة غاية الإحكام لا تعارض فيها ولا تناقض، وأما بيان هداياته فالمراد دلالتها على بيان الحقّ وكذا على كشف الباطل.


س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
بيان عظمة القرآن
معاني عظمة القرآن تتبيّن بمعرفة عظمة قدْره وعظمة صفاته.
فمن عظمة قَدْرِه: أنه كلام الله تعالى؛ الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن، ومن عظمة قدره: كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة، ومن عظمة قدره: إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته. ومن عظمة قدره: أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن عظمة قدره: أنه أفضل الكتب المنزلة، وأحبّها إلى الله. ومن عظمة قدره: أنّه محفوظ بحفظ الله. ومن عظمة قدره: أنه قول فصل ليس بالهزل، يحكم بين العباد، ويهدي إلى الرشاد، وينهى عن الفساد. ومن عظمة قَدْرِه: أنَّ الله جعله فرقاناً بين الهدى والضلال، والحق والباطل. ومن عظمة قدره: أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه. ومن عظمة قدره: أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة. ومن عظمة قدره: أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه. ومن عظمة قدره: أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة. ومن عظمة قدره: أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.
وأما عظمته في الآخرة ففي أنّه يحاجّ عن صاحبه في قبره ويشفع له، ويحاجّ عنه، إلى جانب أنه أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء فيقال له اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا.
وأما عظمة صفاته ففي وصف الله تعالى له بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته؛ فوصفه الله بأنه عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذِكْرٌ وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان وغير ذلك من الصفات الجليلة. واجتماع هذه الصفات دليل ظاهر على عظمته.
وهذه العظمة لها لوازم في قلب العبد المؤمن. يعرف للقرآن قدره ويعظّمه في قلبه وفي حديثه وفي تلاوته وفي الاستماع إليه وفي كل احواله.


س5: بيّن معنى تلاوة القرآن

تلاوة القرآن يُرادُ بها معنيان قراءته واتّباعه.
في تفسير قول الله تعالى (يتلونه حقّ تلاوته) يقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه (والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله).
وقال تعالى (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة).
فورد الأمر بالقراءة، وورد الأمر بالاتباع، وورد الأمر بالتلاوة الجامعة بين المعنيين وأما القراءة من غير اتّباع فإنها لا تنفع صاحبها، بل هي حجّة عليه.


س6: ما المراد بأهل القرآن؟ وبيّن فضلهم بإيجاز.

أهل القرآن هم المؤمنون المتبعون لهدى القرآن الذين يتعاهدونه بالتلاوة والحفظ. والتفاضل في ذلك كبير، فأكثرهم إيماناً واتباعاً وتلاوة أكثرهم صحبة للقرآن. أما الذي لا يؤمن بالقرآن ليس من أصحابه، والذي يهجره هجر عمل أو هجر تلاوة فليس من أصحابه أيضاً.
ومن فضل أهل القرآن تشريف الله لهم ورفعته لدرجتهم حتى جعلهم أهله وخاصّته، وجعل خير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). ومن فضلهم حكم الله بتقديمهم في الإمامة في الصلاة، وفي التقدّم إليه عند تزاحمهم في الإدخال في القبر، وغير ذلك. ومن فضلهم أن جعل الله لهم حرمة وإجلالا ومحبة فجعل الله إجلالهم من إجلاله، ومحبّتهم من آثار محبّته، إلى غير ذلك مما شرّفهم به ورفعهم به.


س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

من الطرق المقترحة لنشر فضائل القرآن:
عمل حملات دعائية بصفة دورية في وسائل التواصل الاجتماعي، وباستخدام قوائم البريد الإلكترونية، والمنتديات. ويكون النشر في هذه الحملات من خلال مقاطع صوتية ومرئية مميزة، ومن خلال تصميمات جذابة.
يمكن أيضا عمل مسابقات فنية ومسابقات علمية تهدف إلى رفع المستوى المعرفي للمشاركين في تلك المسابقات.
يمكن أيضا ترجمة المقالات والكلمات إلى لغات متعددة ونشرها.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 05:28 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة فضائل القرآن

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
ج1/تتبيّن فضائل القرءان من أوجه كثيرة منها:
- أنه كلام الله جل وعلا ، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله تعالى لها آثارها التي لا تتخلّف عنها؛ فهو العليم الذي وسع علمه كلّ شيء؛ والقدير الذي لا يعجزه شيء وإلى ذلك من الأسماء الحسنى والصفات العلى ،فكلام الله تعالى كلام عن علم تامّ وقدرة لا يعجزها شيء، وإحاطة بكلّ شيء، وحكمة بالغة، ورحمة سابغة، وحقّ لا يعتريه باطل، وبيان لا اختلاف فيه، إلى غير ذلك من صفاته جلّ وعلا التي لها آثارها ومقتضياتها، كما قال الله تعالى : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
- أن الله تعالى وصف القرآن العظيم بصفات جليلة ذات معانٍ عظيمة وآثار مباركة لا تتخلّف عنها؛ تتضمّن مع إفادة الوصف وبيان الفضل وعوداً كريمة، وشروطاً من قام بتحقيقها ظفر بموعوده بها،وكان وصفه بهذه الصفات من أعظم دلائل فضله.
- أن الله تعالى يحبّه، ، وما جعل له من شأنٍ عظيمٍ في الدنيا والآخرة هو من دلائل محبّة الله تعالى له.
- أنّ الله تعالى أخبر عنه بأخبار كثيرة تبيّن فضله وشرفه في الدنيا والآخرة، وبيّن من مقاصده وآثاره ما يدلّ دلالة بيّنة على فضله.
- أنَّ الله تعالى أقسم به في مواضع كثيرة من كتابه، كما قال تعالى : {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} وقال :{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد } وفي الإقسام به دلالة بينة على تشريفه وتكريمه ورفعة مقامه.
- أنّ الله جعل الإيمان به من أصول الإيمان التي لا يصح إلا بها، وأوجب تلاوة آياته في كلّ ركعة من الصلوات، حتى جعل للمصحف الذي يُكتب فيه أحكاماً كثيرة، وحرمة عظيمة في الشريعة.
- أن الله تعالى رغّب في تلاوته ورتّب عليها أجوراً عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة، وكثرة ثواب تلاوته وتنوّعها من دلائل فضله.
- أنّ الله تعالى رفع شأن أهل القرآن؛ حتى جعلهم أهله وخاصّته، وجعل خير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه، وقدّمهم على غيرهم في الإمامة في الصلاة.... إلى غير ذلك، فكان تكريمهم وتشريفهم ورفعتهم بالقرآن من الدلائل البيّنة على فضل القرآن.

س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
ج 2/ أسماء القرآن أربعة:
القرآن والفرقان والكتاب والذكر.
أولا : معنى ( القرءان) :
اختلف العلماء في اشتقاق لفظ "القرآن" على قولين:
القول الأول: أنه علم جامد غير مشتق، وهو قول الشافعي وجماعة من العلماء، وكان الشافعي ينطق اسم القرآن بغير همز "القُران" وهي قراءة ابن كثير المكّي.

والقول الثاني:أنه مشتق، واختلف في أصل اشتقاقه على ثلاثة أقوال:
- القول الاول: أنه مشتق من القراءة التي هي بمعنى التلاوة، وعلى هذا القول يكون القرآن بمعنى المقروء، تسميةً للمفعول بمصدره.؛ تقول: قرأت قراءة وقرآنا، والدليل: قول الله تعالى: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}.
وقول حسان بن ثابت في رثاء عثمان بن عفان:
ضحّوا بأشمط عنوان السجود به .. يقطّع الليل تسبيحا وقرآنا
أي قراءة، وهذا القول قال به ابن جرير الطبري، وأسند معناه إلى ابن عباس، ورجّحه ابن عطية.

-
القول الثاني:أنه مشتقّ من الجمْعِ، وهو مروي عن قتادة، وقال به أبو عبيدة والزجاج وجماعة من العلماء، واحتجوا بقول عمرو بن كلثوم:
ذراعي عيطل أدماء بكر .. هجان اللون لم تقرأ جنينا
قالوا: أي: لم تضمّ في رحمها ولداً.
قال أبو عبيدة:( (وإنما سمّى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها)).

- القول الثالث:أنه مشتق من الإظهار والبيان، وأن القراءة إنما سمّيت قراءة لما فيها من إظهار الحروف، وبيان ما في الكتاب، وقد قال بهذا القول قطرب، وقال قطرب فيما ذكره عنه أبو منصور الأزهري في الزاهر : (إنما سُمي القرآن قرآناً، لأن القارئ يُظهره ويبيّنه، ويلقيه من فيه) ، وعليه فسّر قول عمرو بن كلثوم : (لم تقرأ جنينا )بالولادة؛ أي لم تُلْقِ من رحمها ولداً، وأرجع المعنى إلى أصل الإظهار والبيان.

** وأرجح الأقوال : أنه مشتق من القراءة، وأنه سمّي قرآنا لأنّ كتابٌ اتُّخذ للقراءة الكثيرة؛ التي لا يبلغها كتاب غيره، ويدلّ على ذلك بناء الاسم على صيغة "فُعْلان" التي تدلّ على بلوغ الغاية،
والدليلّ قول الله تعالى : {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) }
وقال تعالى :{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}..
- والقُرآن والقُرَان بمعنى واحد، وإنما هما لغتان إحداهما بالهمز، والأخرى بالنقل والتسهيل.

2- معنى ( الكتاب):
الكتاب "فِعال" بمعنى "مفعول" أي "مكتوب"؛ واشتقاقه من الجمع والضم على قول كثير من العلماء.
- الدليل قوله تعالى في عدة مواضع: {ذلك الكتاب لا ريب فيه } ، وقال تعالى : {الله لا إله إلا هو الحي القيوم . نزّل عليك الكتاب بالحق }، وقال : {حم والكتاب المبين}.....واللام في هذه المواضع للعهد الذهني الذي يجعل القرآن أولى مما سواه عند الإطلاق .
قال بعضهم: إن الكتاب سمّي كتاباً لجمعه الأحرف وضمّها؛ كما سمّيت الكتيبة كتيبة لضمّها الجنود المقاتلين
- سبب تسميته بالكتاب : لأنه مكتوب أي مجموع في صحف ؛ وللدلالة على جمعه ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى في جميع شؤون العباد ، وما تقوم به مصالح دينهم ودنياهم.
3- معنى " الفرقان" :
مصدر مفخّم للدلالة على بلوغ الغاية في التفريق وبيان الفَرْق، وأوجه التفريق القرآني كثيرة متنوّعة.
قال ابن جرير الطبري : ( وأصل "الفرقان" عندنا: الفرق بين الشيئين والفصل بينهما ).
سبب تسميته بالفرقان: لأنّه فرقان بين الحقّ والباطل؛ وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين.
وفرقان القرآن عامّ في الدنيا والآخرة:
- فهو في الدنيا : فرقان بين الحق والباطل؛ يعرّف بالحقّ ويبيّن أدلته، ويعرّف بالباطل ويبيّن سبله ويبيّن بطلانه، ويعرّف بصفات أهل كل فريق وعلاماتهم وجزاءهم في الدنيا والآخرة.
- وهو فرقان للمؤمن المتّقي يكشف له ما يلتبس عليه في أمور دينه ودنياه،
- وهو في الآخرة: فرقان مبين يفرّق بين أتباعه ومخالفيه؛ فيشفع لمن آمن به واتّبع هداه ويحاجّ عنه ويظلّه في الموقف العظيم، ويمحل بمن كفر به وخالف هداه واشترى به ثمناً قليلاً.
4- معنى " الذكر " ، " ذي الذكر":
ورود الاسم في مواضع من القرءان مثل :
- قول الله تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
- وقوله : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
- ونسبه إليه نسبة تشريف وتعظيم فقال : {بل هم في شكّ من ذكري}.
- وسمّاه بذي الذكر في قوله تعالى : {ص . والقرآن ذي الذكر}.
معاني "الذكر" : له معنيان:
الأول : بمعنى التذكير ، وسُمي القرءان على هذا المعنى لكثرة تذكيره وحسنه ؛ فهو يذكر العبد بربه وكيف يفوز برضوانه وثوابه العظيم وبما يجب عليه ليتجنب سخطه وعقابه ، ويذكّره بما ينفعه في دينه دنياه وآخرته.
كما قال الله تعالى : {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم} ؛ فهو ذِكْرٌ حكيمٌ مَن اتّبعه هداه إلى الصراط المستقيم؛ كما قال الله تعالى : {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) }
وقال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) } فهذا جزاء من أعرض عنه.
الثاني: الذكر بمعنى المذكور أي الذي له الذكر الحسن، والشرف الرفيع، والمكانة العالية.
كما قال الله تعالى :{وإنّه لذكر لك ولقومك} ،
وقال تعالى :{والقرآن ذي الذكر}.
قال ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما: ذي الشَّرَف.
ومن آثار هذا المعنى أن القرآن يرفع أصحابه ويجعل لهم ذكراً؛ فإنّ شرفهم ورفعتهم من آثار شرفه هو ورفعته.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أحكيم: له ثلاث معان:
1- أنه مُحكم لا اختلاف فيه ولا تناقض
الدليل: قوله تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
وقال : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
2- أنه حكيم بمعنى حاكم على الناس في جميع شؤونهم شاؤوا أم أبوا،
- وحاكم على ما قبله من الكتب ومهيمن عليها وناسخ لها وشاهد بصدق ما أنزل الله فيها
والدليل: كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}.
- وهو حاكم فيما اختلف فيه أهل الكتاب قبلنا ،
والدليل:كما قال تعالى : {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}، وقال : {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.
3- أنه ذو الحكمة البالغة، فقد جمع الله فيه من جوامع الكلم المبينة لأصول الدين وفروضه وآدابه ومحاسن الأخلاق والمواعظ والحقوق والواجبات والأمثال والقصص الحكيمة ما لا يوجد في كتاب غيره.
والدليل: كما قال تعالى : {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}، وفي تفسير قول الله تعالى : {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}

وقال ابن عباس :(يعني المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وقال قتادة : (الحكمة: الفقه في القرآن ).رواه ابن جرير.

ب – مجيد:
- ورد في قوله تعالى : {بل هو قرءان مجيد}
- له معنيان:
الأول :أنه المُمَجَّد أي الذي له صفات المجد والعظمة والجلال التي لا يدانيها أي كلام ، فكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده.، المتنزه عما يقوله الجاهلون مما لا يليق به كدعوى بعض الكفار أنه سحر أو شعر أو من كلام البشر.

-
والمعنى الآخر:أنه الممجِّد لمن آمن به وعمل بهديه؛ فيكون لأصحاب القرآن من المجد والعظمة والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة ما لا ينالونه بغيره أبداً
والدليل: كما في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين))
- قال الشافعي رحمه الله : ( من قرأ القرءان عظمت قيمته).

ج – بصائر:
والبصائر جمع بصيرة، وهي معرفة حقيقة الأمر وعاقبته، ويتفرّع على هذه المعرفة تبيّن الصواب والخطأ فيما يقع في ذلك الأمر.
- واختلف العلماء في معنى البصيرة؛ فمنهم من فسّرها بالاعتبار وهداية التوفيق، ومنهم من فسّرها بهداية الدلالة والإرشاد.
**والصواب أنّ البصيرة جامعة للمعنين فأصلها من هداية الدلالة والإرشاد فمن آمن بها وتبصّر بها ازداد هداية وتوفيقا لمزيد من التبصّر النافع حتى يورثه اليقين والإمامة في الدين.
_ ورد وصف القرآن بالبصائر في قوله تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}، وقال تعالى: { هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وقال تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
- سبب وصفه بالبصائر:
وسمّي القرآن بصائر لأنّه :
- يبصّر بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه؛ فيبصّر بالحقّ ويبيّنه، ويبصّر بقبح الباطل وشؤمه، وعاقبة أهله كل فريق وطرق نجاتهم .
- ويبصّر المؤمن بكيد عدوّه المتربّص به، من الكفار والمنافقين، وطرقهم في المكر والكيد والتضليل، ويبيّن لهم سبيل السلامة من شرّهم، وما يتحقّق لهم به النصر والتمكين إن تمسّكوا به.
- ويبصّر المؤمن بحقيقة هذه الدنيا ومقاصد إيجادنا فيها،.
- ويبصّر بأحكام الدين وشرائعه، وما تصلح به شؤون العباد في دينهم ودنياهم.
- ويبصّر السالك بما يتقرّب به إلى ربّه جلّ وعلا، وكيف ينال محبّته ورضوانه، وكيف يبلغ - في كلّ شأن من شؤونه - مرتبة الإحسان التي هي أعلى المراتب، وجزاؤها أحسن الجزاء.

د- بشرى:
- ورد وصفه بالبشرى في مواضع كثيرة منها:
قول الله تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
وقوله تعالى: { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}.
وقوله تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}.
وقوله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}
- وهنا تنبيه على أمرين مهمين:
- وصفه بأنّه بشرى مع التنبيه على أن التبشير من مقاصد إنزاله؛ دليل على عظيم أثر بشاراته، وعظيم حاجة النفس البشرية للتبشير بما تنال به سعادتها وفلاحها.
-وتنويع وصف المبشّرين به دليل على تفاضل بشاراته؛ فهو بشرى للمسلمين، وبشرى للمؤمنين، وبشرى للمحسنين؛ وبين تلك المراتب في التفاضل العظيم في البشارات ما لا يعلمه إلا الله { هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}
* وكلما قويّ أثر التبشير على القلب ازداد إقبالا على ما بُشر به وخوفا من فواته ورجاء فيه ، فيجتمع لقلب المؤمن بتلك البشارات من المحبة والخوف والرجاء ما يكون به صلاح عبوديته لله تعالى، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله.

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
ج 4/ أولًا : الآيات التي ورد فيها وصف القرءان بالبركة:
- قال الله تعالى :{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .. (92) }
-
وقال تعالى : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
- وقال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}
-
وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَاودع فيه البركة لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
ثانيًا: دلالة وصفه بالبركة أن الله تعالى هو الذي باركه أي اوع فيه البركة فمعنى " مبارك" ما يأتي من قِبله الخير الكثير، ومعنى " البركة" : أنها خير كثير أصله ثابت ، وآثاره تتسع تنمو بطرق ظاهرة أو خفية .
ثالثًا: أنواع بركات القرآن : كثيرة ومتنوعه في الدنيا وفي الآخرة:
· ومن بركاته في الدنيا:
1- بيان الهدى والتبصير بالحقائق في كل ما يُحتاج إليه، فكل بصيرة يُتبصر بها العبد بالقرآن فهي من آثار بركة القرآن، كما قال تعالى : {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
وقال تعالى:{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
2- أن القرءان حياة للمؤمن ورفعة له ، فوصفه الله بالروح لما يحصُل به من الحياة الحقيقية التي هي حياة القلب ، كما قال الله تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}.
3- ومن بركاته على النفس المؤمنة أنه يُذهب الهم والحزن ويُنير البصيرة ويُصلح السريرة ويحصُل به اليقين ويزداد الإيمان....فيطمئن القلب وتزكو النفس.
4- ما جعل الله فيه من الشفاء الحسَّي والمعنوي: فآياته رُقية ناجعة وشفاء للمؤمنين فكم شُفي به من سقيم وكم تعافت به من نفس وكم أُبطل به من سحر وعين ووسواس.
5- أن قارئه يُثاب عليه أنواعا من الثواب منها أنه:
· يُثاب على الإيمان به
· يُثاب على تلاوته والنظر إلى المصحف
· والاستماع إليه وحفظه.
· تدبره والتفقه فيه.
· تعظيمه.
· واتباع هداه.
6- كثرة وجوه الخير فيه ؛ فهو علم لطالب العلم وحكمة لكالب الحكمة وهداية للحيران وتثبيت للمبتلى وشفاء للمريض ودليل لمن يدعو إلى الله تعالى فهو لكل صاحب حاجة مشروعةكِفاية.
7- بركة الفاظه وأساليبه ؛ فألفاظه ميسرة للذكر،
معجزة في النظم،
لها حلاوة في السمع،
وبهجة في النفس،
وتأثير في القلب، يدلّ اللفظ الوجيز منه على معانٍ كثيرة مباركة.
8- بركة معانيه واتساعها حتى أدهشت العلماء وأبهرتهم ؛ فصنف العلماء الكبار في بيان معاني بعض آياته رسائل كثيرة مفردة؛ فصنف الحافظ ابن رجب رسالة طويلة في تفسير قول الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} بيّن فيها من بديع المعاني ما يتعجب منه القارئ، وصنف الحافظ السيوطي رسالة في تفسير قول الله تعالى :{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} ...الآية، واستخرج منها نحو مائة وعشرين وجها بلاغياً، وسمى رسالته "فتح الرب الجليل للعبد الذليل".، وإلى غير ذلك من المصنفات التي تدل على كثرة معاني القرءان وبركتها واتساعها.
9- من بركاته أنه لا تنقضي عجائبه ولا يُحاط بمعرفة معانيه.
10- من بركاته أن من يقرؤه وهو مؤمن يرفع شأنه ويُعلي ذكره ويوجب له الإجلال والتقديم والتكريم ، كما - روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين).

11- من بركاته عموم فضله على الأمة والفرد فمن اتبع هداه أعزه الله ونصره والأمة التي تُقيم أوامره لايضرها من خذلها.
12- من بركاته أنه مبارك حيثما كان ؛ في قلب المؤمن وفي المجلس الذي يُقرأ فيه وفي البيت الذي يُتلى فيه وعلى الوق الذي يُكتب فيه .
** ومن بركاته على صاحبه يوم القيامة :
- أنه أنيسه في قبره.
- ظلٌّه في الموقف العظيم.
- قائده في عرصات القيامة.
- حجيجه وشفيعه حتى يقوده إلى الجنة مكرما.

س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
ج5/ مراتب تلاوة القرآن:
ثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراء في معنيي التلاوة؛ وهما القراءة والاتباع؛
- فمن بلغ فيهما مرتبة الإحسان فهو بأفضل المنازل.كما قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) } ، وكما في حديث عائشة رضي الله عنها : ((وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران)). رواه مسلم.
- ومن قصّر فيهما حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه.
- وأما من كان يحسن القراءة ويخالف هدى الله تعالى فإنّ قراءته لا تنفعه عند الله، بل هي حجّة عليه.

س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
ج6/ قوادح صحبة القرءان على أربع درجات:
· الدرجة الأولى:ما يقدح في صحّة الإيمان بالقرآن، وذلك بارتكاب ناقض من نواقض الإيمان بالقرآن؛ ومن تلك النواقض: التكذيب بالقرآن، والاستهزاء ببعض آياته، والاستخفاف بالمصحف وإهانته، والمراءاة الكبرى بقراءته، وهي أن تكون قراءته من غير إيمان به وإنما ليقال: هو قارئ، أو ليصيب به عرضاً من الدنيا .
· أثر ذلك على صاحبه: قد خان الله عزّ وجلّ، وخان صُحبة كتابه، ووقع في الشرك الأكبر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.
· الدرجة الثانية: المراءاة الصغرى بقراءته، وهي المراءاة بتحسين التلاوة وإكثارها أحياناً، لما يرى من نظر بعض الناس إليه، أو لأجل أن يُثنى عليه بذلك، أو ليصيب عرضاً من الدنيا، مع بقاء أصل الإيمان بالله في قلبه، واجتنابه نواقض الإسلام؛ وهذا شركٌ أصغر؛ وهو من أعمال النفاق.
· والدرجة الثالثة:هجر العمل به أحياناً؛وله نوعان:
· أمّا الهجر التامّ فيلحق صاحبه بالدرجة الأولى، لأنه إعراض مطلق مخرج عن الملّة.
· وأما هجر العمل ببعض واجباته بما لا يخرج صاحبه من الملّة؛ فهو مما يقع من بعض المسلمين؛ فيقع منهم ارتكاب لبعض الكبائر التي يستحقون عليها العذاب إن لم يتوبوا إلى الله؛ ويقع منهم مخالفة لهدى القرآن في بعض الأمور؛ فيستحقون العقاب على مخالفتهم؛ وقد حذّر الله تعالى عباده من المخالفة؛ فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
· والدرجة الرابعة:هجر تلاوته مع بقاء العمل به؛ باجتناب الكبائر، وأداء الفرائض؛ وهذا قد يقع من بعض المسلمين؛ فتمضي عليه أيام لا يقرأ من القرآن إلا ما تصحّ به صلاته، وهذا الهجر مما يتخلّف به صاحبه عن الرتب العليا.
وما يدل على هذه المراتب:
في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).


س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
ج7/ الاقتراحات لنشر فضائل القرءان:
1- طباعة الكتيبات والمطويات الصغيرة التي يسهُل تداولها التي تتضمن بعض من الفضائل المهمه للقرءان.
2- نشر الرسائل القصيرة على صفحات برامج التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر والواتس أب.
3- تدريس هذه الفضائل كمقدمات هامة وأساسية في حلقات تحفيظ وتعليم القرءان بوحه عام.
4- الاهتمام بتدريسها بشكل منهجي منطم في حصص التربية الدينية في المدارس.
5- ترجمة بعض الرسائل والمطويات إلى لغات مختلفة ونشرها عن طريق شبكة الانترنت وبرامج التواصل الاجتماعي أيضا لتصل لجميع أقطار العالم من البلاد غير الناطقة بالعربية.
** الاستفادة منها في الدعوة إلى الله تعالى:
· بهذه الطرق ممكن دعوة غير المتحدثين بالعربية خارج الأقطار العربية وترغيبهم في تعلُم وحفظ كتاب الله تعالى.
· قد تؤدي معرفة هذه الفضائل إلى إسلام غير المسلمين من جميع الملل والكفار بعد معرفتهم لفضائل القرآن وعظيم منزلته.
· قد يتبصر المسلمون الغافلون عن كتاب الله تعالى تلاوةً وحفظًا وفهمًا بهذه الوسائل عن ما بين أيديهم من النعمه العظيمة التي لا يملك قدرها أحد من غير المسلمين وهي هذا القرآن العظيم وما فيه من الفضائل المباركة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir