دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > البلاغة > الجوهر المكنون

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1429هـ/25-11-2008م, 05:00 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الباب الثامن: الإيجاز والإطناب والمساواة

(الْبَابُ الثَّامِنُ: الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ وَالْمُسَاوَاةُ)

تَأْدِيَةُ الْمَعْنَى بِلَفْظِ قَدْرِهِ = هِيَ الْمُسَاوَاةُ كَسِرْ بِذِكْرِهِ
وَبِأَقَلَّ مِنْهُ إِيجَازٌ عُلِمْ = وَهُوَ إِلَى قَصْرٍ وَحَذْفٍ يَنْقَسِمْ
كَعَنْ مَجَالِسِ الْفُسُوقِ بُعْدَا = وَلا تُصَاحِبْ فَاسِقاً فَتَرْدَى
وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ بِالإِطْنَابِ = كَالْزَمْ رَعَاكَ اللَّهُ قَرْعَ الْبَابِ
يَجِيءُ بِالإِيضَاحِ بَعْدَ اللَّبْسِ = لِشَوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ فِي النَّفْسِ
وَجَاءَ بِالإِيغَالِ وَالتَّذْيِيِلِ = تَكْرِيرٍ اعْتِرَاضٍ اوْ تَكْمِيلِ
يُدْعَى بِالاحْتِرَاسِ وَالتَّتْمِيمِ = وَقَفْوِ ذِي التَّخْصِيصِ ذَا التَّعْمِيمِ
وَوَصْمَةِ الإِخْلالِ وَالتَّطْوِيلِ = وَالْحَشْوُ مَرْدُودٌ بِلا تَفْصِيلِ


  #2  
قديم 2 محرم 1430هـ/29-12-2008م, 01:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حلية اللب المصون للشيخ: أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري


قال:
(الْبَابُ الثَّامِنُ: الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ وَالْمُسَاوَاةُ)

تَأْدِيَةُ الْمَعْنَى بِلَفْظِ قَدْرِهِ = هِيَ الْمُسَاوَاةُ كَسِرْ بِذِكْرِهِ
وَبِأَقَلَّ مِنْهُ إِيجَازٌ عُلِمْ = وَهُوَ إِلَى قَصْرٍ وَحَذْفٍ يَنْقَسِمْ
كَعَنْ مَجَالِسِ الْفُسُوقِ بُعْدَا = وَلا تُصَاحِبْ فَاسِقاً فَتَرْدَى
أقول: (المساواة كون اللفظ بقدر المعنى) المراد أي مثله نحو ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله و(سر بذكره) تعالى أي إلى الحضرة العلية لأنه أعظم وسيلة إليها و(الإيجاز )كون اللفظ (أقل) من المعنى من غير إخلال نحو عفو الله نرجو إذ المراد (قصر) الرجاء على عفو الله تعالى دون غيره وهذا المعنى يؤدي بعبارة أكثر من المثال فإن حصل إخلال رد كما يأتي وهو قسمان إيجاز قصر وإيجاز حذف فالأول نحو قوله تعالى{ولكم في القصاص حياة }لأن الناس إذا (علموا) أن من قتل قتل كان ذلك أدعى إلى عدم قتل بعضهم بعضا فيكون ذلك حياة لهم وليس في ذلك (حذف) والثاني نحو واسأل القرية أي أهل القرية والمحذوف إما جزء جملة كالمثال أو جملة نحو أن اضرب بعصاك البحر فانفلق أي فضرب فانفلق ومنه مثال المتن إذ التقدير أبعد بعدا وبقية البيت مكملة وفي البيت النهي عن مجالسة الفساق ومصاحبتهم لأن من تخلق بحالة لا يخلو حاضره منها والخلطة كما تورث الخير تورث الشر وفي العزلة عن (الفساق) تخلص من شرورهم.
قال:

وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ بِالإِطْنَابِ = كَالْزَمْ رَعَاكَ اللَّهُ قَرْعَ الْبَابِ
يَجِيءُ بِالإِيضَاحِ بَعْدَ اللَّبْسِ = لِشَوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ فِي النَّفْسِ
وَجَاءَ بِالإِيغَالِ وَالتَّذْيِيِلِ = تَكْرِيرٍ اعْتِرَاضٍ اوْ تَكْمِيلِ
يُدْعَى بِالاحْتِرَاسِ وَالتَّتْمِيمِ = وَقَفْوِ ذِي التَّخْصِيصِ ذَا التَّعْمِيمِ
أقول: (الإطناب) تأدية المعنى بلفظ أزيد منه لفائدة فهو عكس (الإيجاز) نحو: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم بفضلك مع أحبابنا في جنة النعيم والفائدة في ذلك إظهار شأن الجنة بوقوع الرؤية فيها ومن ذلك مثال المتن وفائدة و(رعاك) الله أن لزوم قرع الباب لا يفيد مع عدم رعاية الله وعنايته وقولنا لفائدة مخرج التطويل وهو زيادة لفظ غير متعين لا لفائدة كقوله: وأبقى قولها كذبا ومبينا فإن الكذب والمبين واحد والزائد أحدهما غير معن والحشو وهو زيادة متعينة لا لفائدة كقوله:

وأعلم علم اليوم والأمس قبله

فقبله حشو ويكون (الإطناب) بأمور: منها (الإيضاح بعد اللبس) أي البيان بعد الإبهام لأن ذلك أوقع في النفس لرؤية المعنى في صورتين أولاهما مبهمة والأخرى موضحة (فتتشوق النفس) إليه مبهما ويتمكن منها موضحا فقوله (لشوق.. الخ) علة (للإيضاح بعد اللبس) ومنها (الإيغال) وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم الكلام بدونها نحو{اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} ومعلوم أن الرسول مهتد لكن فيه زيادة حث للإتباع وترغيب في الرسل ومنها (التذييل) وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها لتأكيد سببه وبين (الإيغال) عموم من جهة نحو{وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}وهو قسمان الأول ما جرى مجرى المثل وهو أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو المثال المتقدم. الثاني ما لم يخرج مخرج المثل وهي أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد نحو ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي وهل يجازى ذلك الجزاء المخصوص. ومنها (التكرير) نحو كلا{ سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}(كرر) لتأكيد الإنذار والردع وأتي بثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول ومنها (الاعتراض) وهو أن يؤتى بجملة فأكثر بين شيئين متلازمين نحو الله تعالى فعال لما يريد. واعلم (رعاك) الله أنه لا يضيع من قصده والنكتة في الأول التنزيه وفي الثاني الدعاء ومنها (التكميل) ويسمى (الاحتراس) وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه نحو أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ومنها (التتميم) وهوأن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضله لنكتة كالمبالغة في نحو ويطعمون الطعام على حبه مسكينا يجعل الضمير عائدا على الطعام أي على حب الطعام والأحتياج إليه ومنها عطف الخاص على العام لنكتة نحو حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والنكتة الاهتمام بالمعطوف.
قال:
وَوَصْمَةِ الإِخْلالِ وَالتَّطْوِيلِ = وَالْحَشْوُ مَرْدُودٌ بِلا تَفْصِيلِ
أقول: (الوصمة) العيب و(الإخلال) إفساد المعنى المؤدي بعبارة أقل منه و(التطويل) الزيادة الغير المتعينة لا لفائدة و(المحشو) الزيادة المتعينة لا لفائدة والثلاثة (مردودة) عند علماء البلاغة والله أعلم


  #3  
قديم 8 محرم 1430هـ/4-01-2009م, 08:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي حاشية المنياوي على حلية اللب المصون للشيخ: مخلوف بن محمد البدوي المنياوي


قال:
(الْبَابُ الثَّامِنُ: الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ وَالْمُسَاوَاةُ)

تَأْدِيَةُ الْمَعْنَى بِلَفْظِ قَدْرِهِ = هِيَ الْمُسَاوَاةُ كَسِرْ بِذِكْرِهِ
وَبِأَقَلَّ مِنْهُ إِيجَازٌ عُلِمْ = وَهُوَ إِلَى قَصْرٍ وَحَذْفٍ يَنْقَسِمْ
كَعَنْ مَجَالِسِ الْفُسُوقِ بُعْدَا = وَلا تُصَاحِبْ فَاسِقاً فَتَرْدَى
أقول: (المساواة كون اللفظ بقدر المعنى) المراد أي مثله نحو ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله و(سر بذكره) تعالى أي إلى الحضرة العلية لأنه أعظم وسيلة إليها و(الإيجاز )كون اللفظ (أقل) من المعنى من غير إخلال نحو عفو الله نرجو إذ المراد (قصر) الرجاء على عفو الله تعالى دون غيره وهذا المعنى يؤدي بعبارة أكثر من المثال فإن حصل إخلال رد كما يأتي وهو قسمان إيجاز قصر وإيجاز حذف فالأول نحو قوله تعالى{ولكم في القصاص حياة }لأن الناس إذا (علموا) أن من قتل قتل كان ذلك أدعى إلى عدم قتل بعضهم بعضا فيكون ذلك حياة لهم وليس في ذلك (حذف) والثاني نحو واسأل القرية أي أهل القرية والمحذوف إما جزء جملة كالمثال أو جملة نحو أن اضرب بعصاك البحر فانفلق أي فضرب فانفلق ومنه مثال المتن إذ التقدير أبعد بعدا وبقية البيت مكملة وفي البيت النهي عن مجالسة الفساق ومصاحبتهم لأن من تخلق بحالة لا يخلو حاضره منها والخلطة كما تورث الخير تورث الشر وفي العزلة عن (الفساق) تخلص من شرورهم.
قال:

وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ بِالإِطْنَابِ = كَالْزَمْ رَعَاكَ اللَّهُ قَرْعَ الْبَابِ
يَجِيءُ بِالإِيضَاحِ بَعْدَ اللَّبْسِ = لِشَوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ فِي النَّفْسِ
وَجَاءَ بِالإِيغَالِ وَالتَّذْيِيِلِ = تَكْرِيرٍ اعْتِرَاضٍ اوْ تَكْمِيلِ
يُدْعَى بِالاحْتِرَاسِ وَالتَّتْمِيمِ = وَقَفْوِ ذِي التَّخْصِيصِ ذَا التَّعْمِيمِ
أقول: (الإطناب) تأدية المعنى بلفظ أزيد منه لفائدة فهو عكس (الإيجاز) نحو: اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم بفضلك مع أحبابنا في جنة النعيم والفائدة في ذلك إظهار شأن الجنة بوقوع الرؤية فيها ومن ذلك مثال المتن وفائدة و(رعاك) الله أن لزوم قرع الباب لا يفيد مع عدم رعاية الله وعنايته وقولنا لفائدة مخرج التطويل وهو زيادة لفظ غير متعين لا لفائدة كقوله: وأبقى قولها كذبا ومبينا فإن الكذب والمبين واحد والزائد أحدهما غير معن والحشو وهو زيادة متعينة لا لفائدة كقوله:

وأعلم علم اليوم والأمس قبله

فقبله حشو ويكون (الإطناب) بأمور: منها (الإيضاح بعد اللبس) أي البيان بعد الإبهام لأن ذلك أوقع في النفس لرؤية المعنى في صورتين أولاهما مبهمة والأخرى موضحة (فتتشوق النفس) إليه مبهما ويتمكن منها موضحا فقوله (لشوق.. الخ) علة (للإيضاح بعد اللبس) ومنها (الإيغال) وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة يتم الكلام بدونها نحو{اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون} ومعلوم أن الرسول مهتد لكن فيه زيادة حث للإتباع وترغيب في الرسل ومنها (التذييل) وهو تعقيب جملة بجملة تحتوي على معناها لتأكيد سببه وبين (الإيغال) عموم من جهة نحو{وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}وهو قسمان الأول ما جرى مجرى المثل وهو أن تكون الثانية مستقلة بنيل المراد وغير متوقفة على ما قبلها نحو المثال المتقدم. الثاني ما لم يخرج مخرج المثل وهي أن تتوقف الثانية على الأولى في إفادة المراد نحو ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي وهل يجازى ذلك الجزاء المخصوص. ومنها (التكرير) نحو كلا{ سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} (كرر) لتأكيد الإنذار والردع وأتي بثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول ومنها (الاعتراض) وهو أن يؤتى بجملة فأكثر بين شيئين متلازمين نحو الله تعالى فعال لما يريد. واعلم (رعاك) الله أنه لا يضيع من قصده والنكتة في الأول التنزيه وفي الثاني الدعاء ومنها (التكميل) ويسمى (الاحتراس) وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه نحو أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ومنها (التتميم) وهوأن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضله لنكتة كالمبالغة في نحو ويطعمون الطعام على حبه مسكينا يجعل الضمير عائدا على الطعام أي على حب الطعام والأحتياج إليه ومنها عطف الخاص على العام لنكتة نحو حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والنكتة الاهتمام بالمعطوف.
قال:
وَوَصْمَةِ الإِخْلالِ وَالتَّطْوِيلِ = وَالْحَشْوُ مَرْدُودٌ بِلا تَفْصِيلِ
أقول: (الوصمة) العيب و(الإخلال) إفساد المعنى المؤدي بعبارة أقل منه و(التطويل) الزيادة الغير المتعينة لا لفائدة و(المحشو) الزيادة المتعينة لا لفائدة والثلاثة (مردودة) عند علماء البلاغة والله أعلم



الباب الثامن الإيجاز والإطناب والمساواة
الثلاثة مقولة بالتشكيك، وقدم في الترجمة الإيجاز تنبيها على أنه يناسبه التقديم في الكلام، وأردفه الإطناب لكونه مقابلا له، ثم لما كان للمساواة ما يقتضي تقديمها، وهو كونها الأصل المقيس عليه قدمها في المترجم له تنبيها عليه تأمل.
قوله: (تأدية المعنى) أي الدلالة على المعنى المراد ع ق.
قوله: (قدره) بدل من لفظ.
قوله: (هي المساواة) أي تلك التأدية هي المسماة في الاصطلاح بالمساواة، وقد يسمى نفس اللفظ لمجعول دالا مساواة، وهو الذي مثل له المصنف ا هـ ع ق.
قوله:( كسر بذكره) هكذا نسخة المصنف في شرحه والشارح وسيأتي ما فيها ونسخة ع ق كسد: أي كقولنا سد بذكر الله تعالى، لأن سيادة العبد ليست إلا في ملازمة ذكر سيده وهي واضحة.
قوله: (وبأقل منه) أي وتأدية المعنى بلفظ أقل منه.
وقوله: (إيجاز علم) أي التأدية باللفظ الأقل هي المسماة والمعلومة في الاصطلاح بالإيجاز، وربما سميت اختصارا، وقد سمى نفس اللفظ المؤدى به المعنى إيجازا وهو أكثر استعمالا ا هـ منه.
قوله: (وهو إلى حذف.. إلخ) أي أن الإيجاز ينقسم إلى إيجاز حذف وإيجاز قصر، وإنما سمى الأول بما ذكر لوقوع الحذف في كلامه، وسمي الثاني بما ذكر لعدم وقوعه في كلامه غاية الأمر القصر.
وقوله: (وقصر) بفتح القاف وسكون الصاد، وهذا هو المشهور وحقق بعضهم أنه بكسر القاف وفتح الصاد ذكره الدسوقي.
قوله:( كعن مجالس.. إلخ) جعل الشارح التمثيل بالشطر الأول فقط، والثاني مجرد تكملة وجعل الشراح الشطر الأول مثالا لما حذف منه فعل، والثاني مالا لما حذف منه اسم وسيأتي ما في صنيع كل.
قوله: (فالمساواة كون اللفظ.. إلخ) هو إطلاق ثالث أفاده السعد لكن ذكره غير مناسب في حل المصنف.
قوله: (بقدر المعنى المراد) بأن يؤدي بما وضع لأجزائه مطابقة ا هـ ع ق صبان: أي أو بما يساوي ما ذكر ليشمل ما إذا تجوز في التركيب.
قوله: (أي مثله) لا حاجة إليه.
قوله: (نحو ولا يحيق.. إلخ) إن قيل التمثيل بالآية غير صحيح، لأن فيها حذف المستثنى منه، فيكون إيجازا قلنا اعتبار هذا الحذف رعاية لأمر لفظي لا يتوقف إفادة المعنى عليه في الاستعمال، وإنما جر إليه مراعاة القواعد النحوية الموضوع لأصل تراكيب الكلام، وحاصل الفرق بين الأمر اللفظي وغيره، أن ما جرى عرف الاستعمال بالاستغناء عنه بلا قرينة خارجة عن ذلك الكلام المأتي به بكون تقديره مراعاة للقواعد المتعلقة باللفظ، فلا يكون حذفه إيجازا والمستثنى منه مستغني عنه في التركيب غير محتاج إليه، فلا يكون حذفه إيجازًا للافتقار إليه في المعنى ا هـ صبان عن اليعقوبي.
قوله: (وسر بذكره.. إلخ) فيه أنه من الإيجاز، لأن في المثال حذف المفعول الذي لا يعلم إلا بالقرينة لاحتمال اللفظ في ذاته لمعنى سر بذكره لقضاء حاجتك ونحو ذلك، فالمناسب نسخة ع ق المتقدمة.
قوله: (أقل من المعنى) أي أقل مما وضع لأجزاء المعنى مطابقة أو مما يساوي ما وضعز
قوله: (من غير إخلال) احترز به عن الإخلال ما أفاده الشارح بقوله فإن حصل إخلال.. إلخن قال ع ق وهو أن يكون في الكلام قلة أوجبت اضطرابا عند تفهم المراد وقلقا في إدراكه كقوله:
والعيش خير في ظلا=ل النوك ممن عاش كدا
فإن مراده أن العيش الناعم تحت ظل النوك، وهو الحمق خير من عيش من عاش بالكد: أي التعب تحت ظلال العقل، وقد حذف الناعم الذي هو نعت العيش المذكور أولا، وحذف في ظلال العقل الذي هو متعلق بقوله عاش، فأوجب ذلك اختلالا في فهم المراد للحذف مع خفاء في القرينة، وهي ما تقرر من أن الناس كثيرا ما يقولون: عيش الإنسان عيشًا ناعما مع حمقه أفضل من عيشه كدا مع عقله، فلولا التأمل وتذكر تلك القرينة لفهم خلاف المراد، والخلل في البيت أمر ذوقي، فإنه يدرك ولو بعد إدراك المعنى بالقرائن ودعوى خلاف هذا ترد بالنوق.
قوله: (نحو عفو الله.. إلخ) وذلك أنه قد تقدم أن دلالة التقديم على القصر بالمفهوم لا بالوضع، وحينئذ لم يؤد المعنى بما وضع لأجرائه مطابقة فاللفظ أقل من المعنى تأمل.
قوله:( كما يأتي) أي في قول المصنف ووصمة.. إلخ.
قوله: (لأن الناس.. إلخ) لعله لأن معناه أن الناس.. إلخ، كما في عبارة السعد أي وهذا معنى طويل جمعه لفظ قليل فقوله لأن.. إلخ، علة لكون التركيب من إيجاز القصر فافهم.
[تنبيه]:
الفرق بين إيجاز الحذف والمساواة ظاهر، والفرق بين إيجاز القصر وبين المساواة أن إيجاز القصر تأدية المعنى المراد بلفظ ناقص عما وضع له بحيث يدمج المعنى المذكور في اللفظ، والمساواة تأديته بلفظ موضوع له أو مساو للموضوع له.
قوله: (إذا علموا.. إلخ) أورد عليه أن الحياة في علم القصاص أي العلم به، ففيه حذف وأجيب بأن معنى النظم أن القصاص منشأ الحياة غايته أن منشئيته مبنية بأن العلم به يوجب الحياة قاله الصبان عن الأطول، وحينئذ فقول الشارح إذا علموا.. إلخ، لم يرد به بيان معنى اللفظ حققه، وإنما عدة منه لقوة ارتباطه به فتأمل.
قوله: (أدعى) أي أحوج.
قوله: (فيكون ذلك) أي عد القتلز
قوله: (في ذلك) أي في التركيب الممثل به.
قوله: (إما جزء جملة) دخل فيه ما كان عمدة كأن يقال زيد قائم أم عمرو، فيقال زيد بحذف الخبر وما كان فضله كما في مثال الشارح.
قوله: (أو جملة) وهي إما واحدة كما في مثاله، وإما أكثر كقوله تعالى حكاية{ فأرسلون يوسف أيها الصديق} فإن الأصل فأرسلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، ففعلوا وذهب إليه فلما وصله قال يوسف وحذفت تلك الجمل لظهور المراد ا هـ ع ق.
قوله: (ومنه) أي مما حذف منه جملة.
قوله: (إذ التقدير أبعد.. إلخ) إنما كان التقدير ما ذكر، لأن الجار والمجرور سابق على المصدر وهو لا يعمل في سابقه، فتعين كونه مؤكدا لفعل محذوف عامل في الظرف لا بدلا عن فعله أفاده ع قز
قوله: (وبقية البيت تكملة) جعله ع ق مثالا لإيجاز القصر وهو ظاهر، فإنه لا حذف فيه أصلا مع كونه أقل من المعنى، ولو أدى المعنى بالمساواة لقيل مثلا اترك مصاحبة الفساق، فإن مصاحبتهم توجب الهلاك لصاحبها ذكره ع ق، وحينئذ فدعوى الشارح ساقطة ودعوى بعض الشراح أنه مثال لما حذف منه مفرد، والأصل لا تصاحب رجلا فاسقا لا وجه لها أيضًا، إذ عدم ذكر رجلا لا يعد حذفا من التركيب في الاستعمال بل ولا في عرف النحاة، فإنه يستغني في الاستعمال عن ذكر رجل بذكر الفاسق، ولفظ الفاسق عند النحاة مفعول تصاحب وليس المفعول محذوفا، تأمل وعليك بالإنصاف وعبارة المصنف وقولنا كعن مجالس البيت مثال لإيجاز الحذف، وهي تحتمل ما للشارح وما لبعض الشراح بل هي أقرب إلى الثاني.
قوله: (تخلق بحالة) أي تمسك بها بحيث صارت من خلقه وطبعه.
قوله: (وعكسه) أي عكس الإيجاز: أي خلافه يعني غير المساواة لتقدمها.
وقوله:( كالزم.. إلخ) أب التزم قرع باب الله تعالى بطاعته، ومجاهدة نفسك لمرضاته سبه حال السالك في طلب الوصول إلى معرفة ربه بحا واقف بباب حسي يطلب أن يفتح له ليدخل منه إلى المرغوب ووجه الشبه رغبة كل منهما في التوصل إلى مطلوب يحتاج في التوصل إليه إلى استعانة بسبب عادي؛ فنقل لفظ حال المشبه به إلى المشبه، فعلى هذا يكون الكلام تمثيلا ويحتمل أن يكون استعارة بالكناية بأن يعتبر أنه أضمر التشبيه في النفس استعارة بالكناية، وأضاف إلى المشبه ما هو من لوازم المسببة به من قرع الباب استعارة تخييلية ا هـ ع ق.
وقوله: (أضمر التشبيه) أي تشبيه لزوم طاعة الله الموصلة إلى رضاه بإدامة الوقوف على باب حسي.
قوله: (يجيء) أي يحصل ويتحقق وهذا شروع منه في تقسيم الأطناب إلى ما يحصل بالإيضاح بعد اللبس وما يحصل بالإيغال.
وقوله: (لسوق) أي لفائدة حصول المعنى موضحا بعد شوق، فيكون حصول المعنى كامل اللذة، لأن ذكر الشيء مبهما يقتضي التشويق إليه ما هو وإذا أوضح بعد ذلك الإبهام كملت لذة النفس في إدراكه لما جبل الله عليه النفوس من أن الحاصل بعد الشوق ألذ وأحلى وتلك اللذة يقتضيها المقام لذاتها، أو لعارض كالتوصل بها إلى التقرب إلى المخاطب ا هـ منه.
وقوله: (فيكون.. إلخ) أشار به إلى بيان فائدة حصول المعنى بعد الشوق فقوله لشوق: أي لحصول كمال اللذة في حصول المعنى موضحا بحصوله بعد شوق فنكتة الإيضاح لتي أشار غليها بقوله لشوق هي حصول اللذة المذكورة.
قوله: (أو تمكن في النفس) أي حاصل بعد شوق أوجبه الإبهام وهذا معطوف على مدخول اللام المحذوف الذي تقدم بيانه، وهذان المتعاطفان متلازمان غالبا، وإنما ذكرهما معا نظرا إلى أنه قد يقصد أحدهما لاقتضاء المقام له من غير نظر إلى لآخر، فقد يكون الغرض من التشويق كمال اللذة لسبب مما تقدم، وقد يكون التمكن في النفس لسبب كما إذا كان حفظه نافعا، لأن فيه ترهيبا أو تهويلا أو تطيرا أو تفاؤلا أو نحو ذلك والمثال الذي يصح فيه اعتبار النكتتين قوله تعالى حكاية {رب اشرح لي صدري} فإن قوله رب اشرح لي أي لأجلي يفيد طلب شرح شيء ماله.
وقوله: (صدري) يبين ذلك المبهم فهذا الكلام إطناب لما فيه من البيان بعد الإبهام للتشويق ليحصل كمال اللذة أو التمكن أفاده ع ق.
قوله: (بالإيغال) هو في اللغة من أوغل في البلد داخلها كثيرا أفاده ع ق.
قوله: (والتتميم) عطف على الإيضاح أشار إليه الشارح وع ق.
قوله: (وقف) أي تبعية وإضافته لذى من إضافة المصدر لفاعله وذا مفعوله أفاده المصنف في شرحه.
قوله: (لفائدة) تقييده الإطناب فقط بالفائدة يقتضي أن الإيجاز والمساواة لا يتقيدان بها وفيه نظر لأنهما حينئذ لا يكونان من البلاغة، فالمناسب تقييدهما بها أيضًا ويراد بها في المساواة ما بعم كون المأتي به هو الأصل ولا مقتضى للعدول عنه وذلك حيث لا يوجد في المقام مناسبة سواها أفاده اليعقوبي.
قوله: (فو عكس.. إلخ) تفريع على قوله بلفظ أزيد.
قوله: (والفائدة.. إلخ) أفاد الشارح أن الزيادة هي لفظ في نسه النعيم، والظاهر أن مبدأ الزيادة الكريم والفائدة تعظيم شأن الذات وشأن الفضل حيث يصدر به ما هو أعظم النعم، وإظهار الاعتناء بشأن الأحباب حيث أشركهم معه في دعائه بأعظم النعم وما ذكره الشارح تأمل.
قوله: (وفائدة رعاك الله.. إلخ) أفاد بهذا أن الزائد على أصل المراد هو الجملة الدعائية وقوله أن لزوم.. إلخ.
قوله: (وألفى.. إلخ) صدره.
* وقددت الأديم لراهشيه* وقدت أي قطعت والضمير فيه يعود إلى الزباء، وهي امرأة ورثت الملك عن أبيها، والأديم الجلد، واللام في لراهشيه للانتهاء إلى أن وصل القطع للراهشين، وهما عرقان في باطن الذراع يندفق منهما الدم عند القطع، وألفى أي وجد وضميره يعود إلى المقطوع راهشاه، وهو جذيمة أفاده اليعقوبي قال الصبان لا يقال الفائدة في المثال التأكيد، لأنه إنما يكون فائدة إذا اقتضى المقام إياه وليس مقام هذا الكلام مقتضيا لذلك، لأن المراد منه الإخبار بمضمون القصة ولا يقال يتعين المين للزيادة، فلا يكون من التطويل لأن الأول جاء في محله والثاني معطوف، لأن المراد بعدم التعين كما تقدم أن أيهما استعمل في موضع الآخر في ذلك التركيب كفى من جهة المعنى ولا عبرة بالتقديم والتأخير، وإلا لم يوجد تطويل أصلا، وإنما العبرة بأصل المعنى في التركيب وهو يصح كل منهما ا هـ.
قوله: (فقبيله حشو) لتعينه لكونه زائدًا.
قوله: (لأن ذلك) أي البيان بعد الإبهام تعليل لمحذوف: أي وإنما ارتكب الإيضاح المذكور لأن.. إلخ.
وقوله: (لرؤية.. إلخ) علة للأوقعية.
وقوله: (فتتشوق.. إلخ) أي فيسبب كون المعني بهذه الصفة تتشوق.. إلخ، ثم إنه يظهر من صنيعه أن قول المصنف لشوق إلى آخر البيت نكتة واحدة وأن أوفى.
قوله: (أو تمكن) بمعنى الواو وربما يشعر به.
قوله: (فقوله لشوق.. إلخ) والمعنى لشوق، وتمكن حاصلين من الرؤية المذكورة الأول من الصورة الأولى، والثاني من الثاني ينشأ عنهما كون الإيضاح المذكور أوقع في النفس، ويظهر هذا أيضًا من صنيع المصنف في شرحه والأحسن ما مر عن ع ق وبه يشعر صنيع الأصل تأمل.
قوله: (فقوله لشوق علة.. إلخ) تفريع على قوله لأن.. إلخ تأمل.
قوله: (ومعلوم.. إلخ) أي فالكلام يتم بدون وهم مهتدون.
قوله: (مهتد) قد يقال وغير سائل الأجر لا محالة، فينبغي أن يجعل المثال مجموع اتبعوا من لا يسألكم.. إلخ، وقد قال بهذا في الأطول أفاده الصبان.
قوله: (زيادة حث) أما أصل الحث والترغيب فحاصل بقوله اتبعوا.. إلخ الدال على اهتدائهم سم ا هـ صبان.
قوله: (للاتباع) أي عليه.
قوله: (التذييل) هو في الأصل جعل الشيء ذيلا للشيء يعقوبي.
قوله: (تحتوي) صفة لجملة الثانية وضمير معناها يعود إلى الأولى.
قوله: (فبينه وبين الإيغال.. إلخ) فيجتمعان فيما هو بجملة للتأكيد في ختم الكلام، وينفرد الإيغال فيما هو بالمفرد، وفيما هو لغير التوكيد سواء كان بجملة، أو بمفرد وينفرد التذييل فيما هو في غير ختم الكلام صبان.
قوله: (وهو قسمان) الضمير للتذييل بمعنى الكلام المذيل به لا بالمعنى المصدري المقتدم ا هـ صبان.
قوله: (وهو) أي الجريسان مجرى المثل أي موجب الجريان.
قوله: (أن تكون الثانية.. إلخ) إنما أوجب هذا الأمر الجريان مجرى المثل، لأنه وصف للمثل لأنه كلام تام نقل عن أصل الاستعمال لكل ما يشبه حال الاستعمال الأول كما يأتي في الاستعارة التمثيلية مما اتصف بهذا الوصف وهو الاستقلال، فقد جرى مجراه في وجود هذا الوصف فيه.
قوله: (نحو المثال المتقدم) وهو وقل جاء الحق.. إلخ، فلاشك أن الثانية مشتملة على معنى الأولى مؤكدة لها، وليس فيها ما يربطها بالأولى، فهي مستقلة فقد جرت مجرى المثل في الاستقلال ع ق بزيادة.
قوله: (وهو) أي انتفاء الخروج مخرج المثل بأي موجبه.
قوله: (وهل يجازي ذلك.. إلخ) أشار إلى الوجه الذي ينبني عليه كون هذا المثال هذا من الضرب، ومراده بالجزاء المخصوص إرسال سيل العرم وتبديل الجنتين، وذلك لأنه إن تؤول على هذا الوجه ارتبط معنى وهل يجازي إلا الكفور، حيث أريد الجزاء المعين بما قبله، فلا يجرب مجرى المثل في الاستقلال، وأما على الوجه الآخر وهو أن يراد وهل يعاقب إلا الكفور بناء على أن المجازاة هي المكافأة إن خيرا فخير، وإن شرا فشر فهو من الضرب الأول أفاده اليعقوبي والسعد.
[تنبيه]:
قال اليعقوبي لابد في التذييل من وقوع اختلاف بين نسبتي الجملتين، فيخرج التكرير كما في {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}وبيان الاختلاف في المثال السابق أن قوله تعالى{جزيناهم بما كفروا} مضمونه أن آل سبأ جزاهم الله تعالى بكفرهم ومضمون قوله تعالى{ وهل يجازي إلا الكفور} أن ذلك العقاب المخصوص لا يقع إلا للكفور وفرق بين قولنا جزيته بسبب كذا وبين قولنا ولا يجزي بذلك الجزاء إلا من كان بذلك السبب، ولتغايرهما يصح أن يجعل الثاني علة للأول ولكن اختلاف مفهومهما لا ينافي تأكيد أحدهما بالآخر للزوم معنى ا ه.
قوله: (التكرير) أي لنكتة كما أشار إليه بعد ليخرج التطويل.
قوله: (لتأكيد الإنذار) أي بقوله سوف تعلمون.
وقوله: (والردع) أي بكلا وذلك أن كلا ردع عن الانهماك في الدنيا، وسوف تعلمون إنذار وتخويف أي سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدامكم من هول المحشر قاله السعد.
قوله: (للدلالة على أن الثاني.. إلخ) بيانه أنه نزل بد المرتبة منزلة بعد الزمان بجامع التفاوت بين كل من البعدين وما يشاركه في أمر خاص واستعمل لفظ، ثم في مجرد التدرج في درج الارتقاء أفاده السعد مع زيادة يعقوبية.
قوله: (أبلغ) أي أزيد من المبالغة المراد بها الزيادة كما هو واضح.
قوله: (وهو أن يؤتي.. إلخ) أي لنكتة كما سيفيده ولابد من كونها غير دفع الإيهام ليخرج بغض صور التكميل الآتي، وهو ما يكون بجملة أو أكثر في الأثناء لدفع الإبهام، وأما البعض الآخر وهو ما يكون آخرا فهو خارج من كون هذا في الأثناء ا هـ من الأصل واليعقوبي.
قوله: (شيئين متلازمين) يشمل المسند إليه والمسند كما المثال الأول، والفعل والمفعول كما في الثاني وكذا مع بقية الفضلات، ويشمل أيضًا الجملتين المتصلتين معنى أفاده الأصل والسعد.
قوله: (ويسمى بالاحتراس) أي زيادة على تسميته بالاحتراس فو من باب حرس الشيء حفظه وهذا فيه المعنى ووقايته من توهم خلاف المقصود، لأن ما أتى به فيه محترزًا به عن خلاف المقصود ا هـ يعقوبي.
قوله: (وهو أن يؤتي.. إلخ) فإن قلت التذييل أيضًا دفع الوهم لأنه للتأكيد فما الفرق. قلت التذييل بالجملة في الآخر ولدفع الوهم في النسبة والتكميل لا يختص بشيء منها قاله الصبان عن السيرامي.
قوله: (في كلام) أي معه فاندفع ما يقال إن أريد بقي الجزئية يشكل بما لا يكون جزء الكلام بل جملة مستقلة، وإن أريد بها الظرفية أشكل بما هو جزؤه أفاده الصبان.
قوله: (بما يدفعه) لا فرق بين كون الدافع مفردًا، أو جملة ولا بين كونه في الأثناء، أو في الآخر أفاده السعد والصبان وقد ذكر الشارح مثال الثاني وانظر مثال الأول في الفصل.
قوله: (نحو أذلة.. إلخ) لما كان قوله أذلة على المؤمنين يوهم أن يكون ذلك لضعفهم دفعه بقوله أعزة على الكافرين تنبيها على أن ذلك تواضع منهم للمؤمنين، وإنما عدى بعلى لتضمنه معنى العطف قاله السعد.
قوله: (بفضله) مثل مفعول أو حال أو نحو ذلك مما ليس بجملة مستقلة ولا ركن إسناد قاله السعد.
قوله:( كالمبالغة) أي في المدح المسوق له الكلام يعقوبي.
قوله: (بجعل.. إلخ) حال من ويطعمون وأفاد به أن زيادة الفضلة التي هي المجرور هنا، إنما تكون للمبالغة إذا جعل ضمير حبه للطعام، فيكون المعنى على حب الطعام الناشئ عن الاحتياج إليه فهذا أبلغ في المدح من مجرد إطعام الطعام ولو كان مدحا أيضًا وذلك لأن الإطعام مع الحاجة إليه يدل على النهاية في التنزه عن البخل المذموم شرعا، وأما إن أجريت الآية على وجه آخر وهو أن يكون الضمير عائدًا على الله تعالى ويكون على للتعليل، ويكون التقدير ويطعمون الطعام لأجل حب الله، فلا يكون المجرور مما يفيد نكتة المبالغة بل الأصل المراد، إذ لا مدح بإطعام الطعام إلا أن يكون لله ا هـ يعقوبي.
وقوله: (الناشئ.. إلخ) يدل على أن عطف الشارح الاحتياج على حب الطعام من عطف السبب على المسبب تأمل.
قوله: (الوسطى) أي الفضلى من قولهم هو أوسط القوم أي أفضلهم وهي صلاة العصر عند الأكثر وقيل الصبح ا هـ يعقوبي.
قوله: (لاهتمام بالمعطوف) وللتنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنس العام، وإنما جعل كالمغاير للعام التنزيل التغاير في الأوصاف منزلة التغاير في الذات.
قوله: (ووصمة الإخلال) الإضافة للبيان وإليها يشير الشارح بقوله والثلاثة.. إلخ.
قوله: (مردود) ذكر باعتبار معنى الوصمة وهو العيب.
قوله: (إفساد المعنى) أي تصييره فاسدًا أي قريبا منه بسبب الاضطراب عند تفهمه.
قوله: (مردودة عند.. إلخ) لعدم الفائدة في الأخيرين ولأنهم لا يقبلون التراكيب إلا إذا حصل بها أداء المقصود وتم المراد والله تعالى ولي التوفيق والسداد.


  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1430هـ/7-12-2009م, 11:30 PM
جميلة عبد العزيز جميلة عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي الشرح الصوتي للجوهر المكنون للشيخ: عصام البشير المراكشي

(الْبَابُ الثَّامِنُ: الإِيجَازُ وَالإِطْنَابُ وَالْمُسَاوَاةُ)

تَأْدِيَةُ الْمَعْنَى بِلَفْظِ قَدْرِهِ = هِيَ الْمُسَاوَاةُ كَسِرْ بِذِكْرِهِ
وَبِأَقَلَّ مِنْهُ إِيجَازٌ عُلِمْ = وَهُوَ إِلَى قَصْرٍ وَحَذْفٍ يَنْقَسِمْ
كَعَنْ مَجَالِسِ الْفُسُوقِ بُعْدَا = وَلا تُصَاحِبْ فَاسِقاً فَتَرْدَى
وَعَكْسُهُ يُعْرَفُ بِالإِطْنَابِ = كَالْزَمْ رَعَاكَ اللَّهُ قَرْعَ الْبَابِ
يَجِيءُ بِالإِيضَاحِ بَعْدَ اللَّبْسِ = لِشَوْقٍ اوْ تَمَكُّنٍ فِي النَّفْسِ
وَجَاءَ بِالإِيغَالِ وَالتَّذْيِيِلِ = تَكْرِيرٍ اعْتِرَاضٍ اوْ تَكْمِيلِ
يُدْعَى بِالاحْتِرَاسِ وَالتَّتْمِيمِ = وَقَفْوِ ذِي التَّخْصِيصِ ذَا التَّعْمِيمِ
وَوَصْمَةِ الإِخْلالِ وَالتَّطْوِيلِ = وَالْحَشْوُ مَرْدُودٌ بِلا تَفْصِيلِ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, الباب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir