دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 2 جمادى الآخرة 1443هـ/5-01-2022م, 10:02 PM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)" وفقا* للأسلوب الحجاجي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
لو تأملنا هذه الآيات الكريمات لوجدنا أن الله تبارك وتعالى دحض حجج المشركين في الآيات في ادعائهم التسوية بينهم وبين المؤمنين في الجزاء في الآخرة
وقد ذكر المفسرون أنه لما نزل قوله تعالى "إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم " قال مشركو مكة: إن ما يذكرون أن لهم في الآخرة حقا، فإن لنا في الآخرة أكبر منه كما أن لنا في الدنيا أفضل منهم، وهذا للكبر الذي في نفوسهم كما أخبر تعالى في سورة مريم عن أحد الكفار " أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولدا " ويظهر في ادعاءات هؤلاء المشركين مدى رؤيتهم لأنفسهم وكبرهم وعجبهم ومدى فرحهم وبطرهم بمتاع الدنيا الفاني وجمعهم بين الأمن وعدم العمل للآخرة، فوبخهم الله تعالى بقوله " أفنجعل المسلمين كالمجرمين" أي كيف نسوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء، فحكمته تعالى تقتضي ألا يجعل المسلمين* القانتين لربهم، المنقادين لأوامره، المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أوضعوا في معاصيه، والكفر بآياته، ومعاندة رسله، ومحاربة أوليائه ولذلك قال تعالى منكرا عليهم "ما لكم كيف تحكمون"
ثم رد الله عليهم هذا الادعاء ودحضه بكل ما يمكن أن يحتمل من جواب، فالأمر لا يخرج عن أحد هذه الأمور الثلاثة التي ذكرها الله في الآيات،* وهي:
١- فإما أن يكون معهم كتاب أنزله الله عليهم من السماء يتلونه ويدرسون فيه أنهم من أهل الجنة فإن لهم ما يطلبوا ويتخيروا
وهذا واضح البطلان لأنهم لم يأتهم كتاب يخبرهم بأنهم مساوون للمؤمنين في الجزاء ودخول الجنة فتعين كذبهم.
٢- وإما أن يكون لهم عند الله عهود ومواثيق مؤكدة أنه سيحصل لهم ما يريدون ويشتهون
وهذا واضح البطلان أيضاً فليس لهم عهد عند الله ولذلك قال تعالى بعدها "سلهم أيهم بذلك زعيم" أي سلهم يا محمد موبخا لهم: أيهم بذلك كفيل بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين فيها؟ وبالطبع ليس هناك كفيل لهم بذلك فتعين أن قولهم هذا محض كذب وادعاء
٣- وإما أن يكون لهم شركاء لله كما يزعمون قادرين على أن يجعلوهم في الآخرة مثل المسلمين في الجزاء
ويحتمل أن المراد بذلك أن يأتوا بالشركاء وهي الأصنام والأنداد في الدنيا ليظهر مدى عجزهم وضعفهم عن إجابتهم كما سيبدو لهم في الآخرة وهذا أيضاً واضح البطلان لأن شركائهم الذين يزعمون لا يملكون شيئاً ولا إجابة كما قال تعالى موبخا هذه الآلهة التي يزعمونها من دون الله " إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير" فليس لهذه الآلهة أي نفع لهم في الدنيا ولا في الآخرة، بل يكفرون بهم في الآخرة ويتبرءون منه، فتعين بطلان هذا الافتراض أيضا وأن قولهم بمساوتهم للمسلمين في الآخرة محض افتراء.
وبدحض هذه الافتراضات الثلاثة يتضح أن قول المشركين مجرد ادعاء لا دليل لهم عليه ولا سبيل لقيام الحجة به، فأبطل الله دعواهم وأدمغ قولهم ورد افتراءهم، فسبحان من هذا كلامه، والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir