المجموعة السادسة:
س1: ما هي أهم المؤلفات في أصول التفسير؟
• أهم المؤلفات في أصول التفسير:
كثرت المؤلفات التي تناولت هذا العلم تبعاً أو استقلالاً ومن تلك المؤلفات:
- البرهان في علوم القرآن للزركشي, ضم عدداً من مسائل هذا العلم وأبوبه.
- مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- مواقع العلوم في مواقع النجوم للبلقيني.
- التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي.
- التحبير في علم التفسير للسيوطي.
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
- النقاية للسيوطي, أفرد لأصول التفسير قسماً منه في المتن والشرح المسمى(إتمام الدراية ) .
- التكميل في أصول التأويل للفراهي.
- القواعد الحسان في تفسير القرآن لابن سعدي.
- مقدمة التفسير للشيخ عبدالرحمن بن قاسم.
- مقدمة تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
س2: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
بيان القرآن هو أهم وظائف النبي صلى الله عليه وسلم, فقد قال الله تعالى :" ونزلنا إليك الذكر لتُبين للناس ما نُزل إليهم" وهذا البيان من تمام بلاغه للرسالة الذي أمره الله به في قوله :" يا أيه الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته...) , فبين النبي صلى الله عليه وسلم ما نُزل إليه أتم بيان, وبلغ رسالة ربه أتم البلاغ.
فكان بيانه- صلى الله عليه وسلم- للقرآن على أنواع :
1- تلاوة القرآن تلاوة بينة بلسان عربي مبين, وهذا نوع من البيان, لأن القرآن نزل على قوم يعرفون اللغة التي نزل بها أتم المعرفة فيفهمون ما يُلقى إليهم بمقتضى اللغة, وهذا البيان كان يظهر في أقوام فيسلمون بمجرد سماع القرآن, وعلى أقوام فيُبهرون ببيانه وبلاغته, وعلى أقوام فيظهر فهمهم له ولكنهم يكابرون .
2- بيانه - صلى الله عليه وسلم- بأحواله في دعوته وما فيها من أحداث وما جرى له مع خصومه وكيف كان حال النبي -صلى الله عليه وسلم- معهمفمعرفة حقيقة دعوته وأحواله فيها يفيد في فقه كثير من معاني القرآن التي كانت حاضرة في تلك الدعوة.
3- بيانه-صلى الله عليه وسلم- للقرآن بالعمل بع فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- بين كثيراً من معاني القرآن بعمله كبيانه الأمر بإقامة الصلاة في قوله تعالى :" وأقيموا الصلاة" بالصلاة للصحابة ثم أمرهم بقوله :" صلوا كما رأيتموني أصلي" .
4- ما بينه النبي- صلى الله عليه وسلم - من معاني القرآن ابتداء , كبيانه لقوله تعالى :" فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ..." قال : لا إله إلا الله " رواه الترمذي
5- ما يكون بيانه جواباً عن أسئلة المشركين أو المنافقين وهذا كثير.
6- بيان ما يُشكل معناه على بعض المسلمين , كبيانه لمعنى الظلم في قوله تعالى :" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " حيث بين أنه " الشرك" كما في قوله تعالى :" إن الشرك لظلم عظيم".
7- البيان بتعليم الصحابة وإرشادهم , كما في حديث أبي سعيد بن المعلى قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال:" ما منعك أن تأتيني؟" فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)ثم قال: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد" فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: "الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
8- التفسير الذي تلقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالوحي من الله تعالى, وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي وذلك كبيان بعض الغيبيات , كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})).
س3: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
1- أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الأنصاري (ت:19هـ)
-كان أبى ابن كعب أقرأ الصحابة ومن أعلمهم بالقضاء
- شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها
- وقد رويت أحايث عدة في مناقبه منها :
- ما رواه مسلم. عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال:«والله ليهنك العلم أبا المنذر».
- ما رواه البخاري عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك{لم يكن الذين كفروا}»، قال: وسماني لك؟ قال:«نعم»، قال: فبكى. رواه مسلم.
- حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء »
ما رواه ابن أبي شيبة عن أبي بن كعب قال: « تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه ».
- روى عنه في التفسير:
من الصحابة:سهل بن سعد، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي.
ومن التابعين:أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي،وزر بن حبيش، ويحيى بن يعمر.
وأرسل عنه:الحسن البصري، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة.
- وفاته :
اختلف في سنة وفاته على أقوال فقيل: سنة 19، وهو قول أبي أحمد الحاكم وهو أقرب الأقوال
وقال ابن معين: سنة 19 أو 20
وقيل: بل مات في خلافة عثمان سنة 30هـ
من الفوائد المستفادة من سيرته :
1- أنه رضوان الله عليه كان يرد العلم إلى الله ورسوله أولاً ولا يتصدر لإجابة السؤال ولا يتعجل في الاجتهاد في حضرة النبى صلى الله عليه وسلم رغم أنه من أعلم الصحابة بكتاب الله ومن ذلك نستفيد عدم العجلة في الجواب عن أي مسألة ولكن نبحث في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عن كل مسألة تعرض على طالب العلم .
2- الاهتمام باللغة العربية كاهتمامنا بحفظ كتاب الله فالإلمام بالعربية يعين على فهم القرآن كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم
3- الفرح والسرور بفضل الله عز وجل والخشوع والخوف من التقصير في شكر الله على نعمة الدين
4- الانشغال والنهل من العلم والعمل اللذان يجلبان ذكر الله للعبد في الملأ الأعلى وعدم الالتفات لذكر الناس مهما عظم قدرهم
5- ومن موقف النبى صلى الله عليه وسلم : يستفاد التواضع في أخذ العلم من أهله وإن كان دونه
2- أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ)
زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم :
بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين،.
منزلتها :
أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
- قال علي بن الأقمر: كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذبها
وكانت أفقه النساء ، وكانت ذكية فطنة؛ لا تدع شيئاً لا تعرفه إلا سألت عنه، فتعلّمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً غزيراً، وروت عنه فأكثرت وأطابت
علمها بأحاديث النبى :
- قال أبو موسي الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.
علمها بالفرائض :
- وروى ابن سعدعن بن عبد الرحمن قال: «ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة»
- و روى ابن سعد عن مسروق قال:(رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض)..
براعتها في الخطابة:
- دخل عليها معاوية وهو خليفة المسلمين زائراً فوعظته وذكّرته؛ فلمّا خرج قال:(والله ما سمعت خطيبا، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبلغ من عائشة).
علمها بالشعر :
وقال عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالشعر منها. وقال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر.
علمها بالتفسير:
قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل}قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذّبوا؟
قالت عائشة: «كُذّبوا»
قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟
قالت: «أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك»
فقلت لها: وظنوا أنهم قد كُذِبوا، قالت:«معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها» قلت: فما هذه الآية؟ قالت:«هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم، وصدقوهم فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك»
ومما روت عن النبى صلى الله عليه وسلم :
- ما رواه الإمام أحمد ومسلم. عن مسروق قال: قالت عائشة: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار}قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: "على الصراط "
-وما رواه البخاري.عن ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من حوسب عذب»قالت عائشة: فقلت أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}قالت: فقال:" إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك».
روى عنها:
من الصحابة:أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين:عروة بن الزبير، القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وابن أبي مليكة، وأبو العالية الرياحي، والأسود بن يزيد، وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وعبيد بن عبد الله بن عتبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن أبي رباح.
وأرسل عنها: عبد الله بن بريدة، وميمون بن أبي شبيب، وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن يعمر، والحسن البصري، وعكرمة، وابن سيرين.
وفاتها :
توفت رضى الله عنها وأرضاها سنة 57 ه
من الفوائد من دراسة سيرتها رضى الله عنها وأرضاها :
1- محبة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها والذب عن عرضها والتقرب إلى الله في المنافحة عنها فهى حبيبة حبيب الله جل وعلا
2- الحرص على العلم وملازمة أهل العلم لما في ذلك من النهل مما لديهم والاقتداء بسمتهم وحسن خلقهم
3- سؤال المعلم لكل ما أشكل على طالب العلم والحرص على ذلك دون الاخلال بحقوق المعلم
4- أن يضرب طالب العلم في كل علم بسهم
س4: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
-أكثر من روى من الاسرائيليات من التابعين كانوا ثقات ولكن الأخبار التي كانوا ينقلونها كان يدخلها الخطأ من نواح :
1- أنهم قد ينقلوا ما هو محرف 2- أن يخطئوا في فهم النص أو ترجمته فينقلوا بالمعنى بلا تعمد منهم لذلك
3- أن يكون الخطأ في الإسناد عنهم
4 – أن يكتب الخبر الاسرائيلى بدون بيان لمصدره كما في بعض التفاسير المروية عن ابن عباس وسعيد بن المسيب ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة
5 – بعض من تروى عنهم الاسرائيليات روى عنهم بعض الكذابين والوضاع ومنهم من يغير الاسناد ويجعله عن بعض الصحابة أو بغير إسناد
وهؤلاء كالسدّي الصغير ، وعبد المنعم بن إدريس اليماني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، ، وأمثالهم ، وقد تجنب كبار المفسرين الكبار الرواية من طريقهم من أمثال ابن جرير وعبد الرزاق وابن أبى حاتم ولكن روى عنهم الثعلبى والمواردى وغيرههما