دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 6 ربيع الثاني 1444هـ/31-10-2022م, 08:39 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

رسالة قاعدة في المحبة لابن تيمية رحمة الله عليه

مسائل الرسالة :
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض
1-المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها
2- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
2- الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
1- حاجة الناس للدين
2- الأصول الموجبة للسعادة في كل ملة
3- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
1- التوحيد
2- الصبر
3- العلم النافع
4- اتباع الصراط المستقيم

المقاصد الفرعية للرسالة:
1- بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات ؛ الحب و الإرادة و أصل عدمها ؛البغض و الكراهة، و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
2- بيان حد الدين و أنواعه، و ما هو الدين الحق، و موقف بني آدم منه .
3- بيان حقيقة التنعم ، و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء، و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4- بيان أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
المقصد العام للرسالة:
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.
-------------------------------------------------------------------------
مقاصد الرسالة الفرعية و مسائلها:
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
1- المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها.
- وجود الفعل لا يكون إلا عن محبة و إرادة؛ بهما يدفع المانع و توجد لذة العمل، و قد يكونان بواسطة او بغير واسطة لما يلازمها، كمن يشرب الدواء و هو كريه لنفسه محبة للشفاء،و كمن ترك ما تهواه نفسه محبة لله و رجاء ما عنده من الثواب ،كما قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}.
- المحبة والإرادة أصلا للبغض والكراهة وعلة لها ولازما مستلزما لها من غير علة، فالعبد يترك ما يكره بسبب حبه لغيره، و رغبة فيه و فيما عنده.
- الفرق بين الحب و البغض؛ أن البغض سببه منافاة المحبوب، فلولا وجوده لم يكن البغض، أما الحب؛ فقد يكون لذات الشئ نفسه دون وجود ما ينافيه، أو لمنافاته البغض.
أنواع المحبة:
1- المحبة المحمودة: التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجلها هي ما في عبادته وحده لا شريك له إذ العبادة متضمنة لغاية الحب بغاية الذل.
2- المحبة المذمومة: هي المحبة المطلقة التي تقع فيها الشركة كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}.
المحبة الفاسدة توجب ظلم المتحابين لأنفسهما ولغيرهما ، كمحبة أهل الشهوات لجنس الفواحش ومحبة أهل الظلم والقائلين على الله ما لا يعلمون.
-أمثلة لمن ضل في باب المحبة:
3- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها.
محبة الله لعباده و محبتهم له: محبة العبد لله تعني محبة ما يحبه الله من الأعمال الباطنة والظاهرة وهي الواجبات والمستحبات ، و العبادة اسم جامع لكل ذلك، و يدخل في ذلك :
- محبة كلام الله وأسمائه وصفاته كما في الحديث الصحيح في الذي كان يصلي بأصحابه فيقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إما أن يقرأها وحدها أو يقرأ بها مع سورة أخري فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم فقال: "سلوه لم يفعل ذلك فقال لأني أحبها فقال أن حبك إياها أدخلك الجنة".
- وكذلك محبة ملائكة الله وأنبيائه وعباده الصالحين كما كان عبد الله بن عمر يدعو بالمواقف في حجه فيقول: اللهم اجعلني أحبك وأحب ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين اللهم حببني إليك وإلي ملائكتك وأنبيائك وعبادك الصالحين.
- محبة الله توجب اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.
- محبة كل ما أمر الله أن يحب ويعظم، يحب و يعظم لله و ليس لذاته، فالله المحبوب الوحيد الذي يحب لذاته.
- من تمام الإيمان تمام المحبة و بيان ذلك في الحديث "من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
- محبة الله توجب المجاهدة في سبيله: من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين أحدهما استفراغ الوسع والطاقة والثاني أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته والقدرة والإرادة بهما يتم الأمر.
- محبة الله توجب الولاء للإيمان و أهله، و البراء من الشرك و أهله.
تبرأ إبراهيم من المشركين وممن أشركوا بالله قال {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.
و قال تعالى : قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}، فمولاة غير المؤمنين مناف لمحبة الله تعالى.
- من لازم محبة الله للعبد :
النصرة و التأييد ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : "من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه".
- أمثلة لمن انحرفوا في باب محبة الله:
1- ضل فريق من أهل النظر والكلام والمنتسبين إلى العلم جحدوها وكذبوا بحقيقتها، فشابهوا المستكبرين كاليهود المغضوب عليهم.
2- فريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين،فشابهوا المشركين كالنصارى الضالين.
قال تعالى {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ).
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
- اتباع الهوى و الشهوات سببها قوة حبها في القلب و غلبتها، فتتحول لإرادة و فعل، و هو الغي الذي يضعف الإخلاص معه، فيتصيده الشيطان و يصده عن السبيل، و يزيده غيًا بتزيينه ما مال القلب إليه.
- خطر اتباع الشهوات: اتباع الأهواء بتسلطها على القلب يجعل العبد يتنازل و يسقط في فعل ما يبغضه الله و يكرهه؛ من فاحشة و معاصي، و قد يقتل و يسرق من أجل محبوبه الذي ملك عليه جوارحه و أذهب عقله تعلقه به، و قد يرتكب بغيه ناقض من نواقض الإيمان، فيتعرض لسخط الله و غضبه.
- وفي الأثر ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوي متبع قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}
عاقبتها: قال تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا)[مريم:59].
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
- صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتها
قال صلى الله عليه و سلم(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
- الاستدلال على صفات الأعمال وأحوالها: الاستدلال بالنص، و الاستدلال بالمصالح و الاستحسان
- و أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص، كما قال مجاهد: "أفضل العبادة الرأي الحسن وهو اتباع السنة"، ولهذا قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}.
- الأعمال التي يعملها جميع بني آدم إما أن يتخذونها دينا أو لا يتخذونها دينا، والذين يتخذونها دينا إما أن يكون الدين بها دين حق أو دين باطل
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
- حركة السموات و الارض و ما يبينهم: جميع تلك المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله رب الأرض والسموات، (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ (15) ، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)و ليس حركات تخضع لقانون الطبيعة.
و هو الفرق بين أهل العلم و المتكلمين و أصحاب الفلسفة في النظر إلى الحوادث، فقد أضافوا الآثار العظيمة إلى مجرد قوة في جسم الأسباب التي ضلوا فيها ضلالا مبينا حيث جعلوها هي العلة التامة فاعلا ولم يعرفوا الغاية.

6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
- أنواع الإرادات:
1- إرادة فاسدة : من إرادة الفواحش والظلم والشرك والقول بلا علم و أهلها ظالمين قلوبهم قلقة خائفة.
من علم من نفسه ذلك عليه أحد أمرين إما إصلاح إرادته وإما منع قدرته فإنه إذا اجتمعت القدرة مع إرادته الفاسدة حصل الشر.
2- الإرادة الصالحة: إرادة الأعمال الصالحة، هذا ممن تؤيد قدرته حتى يتمكن من فعل الصالحات، و أهلها صالحين قلوبهم مطمئنة.
الحق المراد و واجب كل صاحب نوع : تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان ولا حول ولا قوة إلا بالله
- العلاقة بين المحبة و البغض و الإرادة:
الحب التام منا مستلزم للإرادة التامة الموجبة للفعل مع القدرة والبغض التام منا مستلزم للكراهة التامة المانعة للقدرة ، و ضعف المحبة أو وجود ما يعارض الحق مما يمنع الفعل حتى مع القدرة.
كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا}
- أقسام الناس في المحبة و الإرادة:
1- قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم إما أن يصرفوا جهدهم ويستعملوه فيما لا يحب الله و سرضاه من الذنوب و المعاصي، أو يستعملون جهدهم فيما هو مباح لا ثواب يرجى من فعلهم .
2- قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة ؛ هم من حملوا راية الحق المجاهدين الأطهار.
3- قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة ومحبتهم كاملة فهو مع القسم الذي قبله.
4- قوم قدرتهم قاصرة وإرادتهم للحق قاصرة وفيهم من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين و قد يكون تأثيرهم على قلوب محبيهم كبير بما شاركوهم به من الشر.
2-الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
الدين هو: الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا بخلاف الطاعة مرة واحدة.
أنواع الدين:
1- الدين الحق: هو طاعة الله وعبادته؛ الطاعة المعتادة التي صارت خلقا، عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله، هو الإسلام الذي رضيه الله لعباده و لا يرضى لهم غيره.
قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً} وهو دين المؤمنين من الأولين والآخرين وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد غيره.
- الدين الحق الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الحب والخضوع.
2- الدين الفاسد الباطل: كمن عبد من لا تصلح عبادته أو عبد بما لا يصلح أن يعبد به، قد يكون العبد فيه خاضعًا خضوعا ظاهرا فقط.
3- حاجة الناس للدين
- يفقتر الناس جميعًا للتأله.
- و لا بد لكل آدمي من اجتماع، لا بد أن يشتركوا في محبة شيء عام وبغض شيء عام وهذا هو دينهم المشترك العام.
- ولا بد في كل اجتماع من طاعة ودين وكل دين وطاعة لا يكون لله فهو باطل فكل دين سوي الإسلام فهو باطل.
- مقصود الدين للناس المصالح الدنيوية و الأخروية ليس كما يدعي الفلاسفة و الضالين ، ممن لا يؤمنون بالآخرة.
4- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
قال تعالى( ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
- توحيد الله بالعبادة هي غاية الخلق.
- توحيد العبادة تعني إفراد الله عز و جل بالطاعة و الذل و الخضوع، و العبادة أصلها المحبة و الخضوع لله، و هي المنهج و السبيل اسم جامع لما يحب الله و يرضى من الأعمال الظاهرة و الباطنة.
- لا إله إلا الله ؛ أي لا معبود بحق سواه، و هي شهادة التوحيد، يفصل بها بين الكفر و الإيمان، و الإتيان بحقها هو حق الله عز و جل.
- عبادة الله وحده لا شريك له هي أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها وعبادة إله آخر من دونه هو أصل الشقاء ورأسه الذي لا يبقي في العذاب إلا أهله
-وأنواع الإشراك بالمخلوقات عبادة لها واستعانة بها وغلوا فيها وقولا على الله في أسمائه وصفاته وأحكامه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم؛
- ما كان على الشريعة و ما كان على غير الشريعة، و الأول باطل و الثاني يحبه الله و يرضاه.
- الحكم العام في جميع هذه التحالفات أنه يجب الوفاء فيها بما كان طاعة لله ولا يجوز الوفاء فيها بما كان معصية لله، فعقود الشرع مرجعها إلى أمر الله ورسوله.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
معنى مهم التنعم هو المقصود الأول من كل قصد .
- التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية
1- التنعم بالأمور الدنيوية هو التنعم بالامورالحسية مثل: الأكل والشرب والنكاح واللباس وما يتبع ذلك و التنعم بالأمور النفسية و يقصد بها الرياسة والسلطان، المؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنس التنعم بهذه النعم الدنيوية، لكنهم مختلفون متفاوتون في قدرها و وصفها.
- وأصل ذلك أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها، وكل ما يتنعمون به إذا استعملوه على الوجه الذي يحبه الله و يرضاه بالعدل الذي شرعه أوصلهم به إلى ما هو أعظم نعمة منه.
2- التنعم بالأمور الدينية:
- التنعم بالدين يقوم على أمرين تصديق الخبر وطاعة الأمر
- التنعيمات تكون نعمة بمقدار ما يقوم العبد بحقها، فإن قام بشكرها و وضعها فيما يحبه الله و يرضاه كان نعمة في حق العبد، و إن لم يشكر النعمة و استخدمها فيما لا يحب الله ويرضى كانت نقمة عليه و ابتلاء.
- اللذة هي الغاية من الحركات الإرادية.
أجناس اللذات :
1- جنس بالجسد تارة كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد.
2- وجنس يكون مما يتخيله ويتوهمه بنفسه ونفس غيره كالمدح له والتعظيم له والطاعة له .
3- الجنس الثالث أن يكون ما يعلمه بقلبه وروحه وبعقله كذلك كالتذاذه بذكر الله ومعرفته ومعرفة الحق وتألمه بالجهل إما البسيط وهو عدم الكلام والذكر وإما المركب وهو اعتقاد الباطل كما يتألم الجسد بعدم غذائه تارة وبالتغذي بالمضار أخري.
- الانحراف في التعامل مع اللذات:
1- الزهاد البدعيين و المتصوفيين المغالين تركوا ما ينفعهم من لذات الدنيا لم يلتفتوا لنفعها لهم في الآخرة، فاتبعوا الظن ، قال تعالى {إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}، سبب ذلك الجهل بالمقاصد والوسائل، فضلوا و أضلوا.
2- النصارى شاركوهم بعض ذلك حين كذبوا بكثير مما وعدوا به في الآخرة من اللذات وضلوا بما ابتدعوه من العبادات فكانوا ضالين كما قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
3- اليهود أعلم بالمقصود وطريقه، لكنهم غواة قساة مغضوب عليهم؛ لانهم اعتقدوا أن اللذات الحسية والوهمية ليست لذات في الحقيقة وإنما هي دفع آلامم.
و السبب الثاني قولهم أن اللذات العقلية التي أقروا بها لم تحصل لهم ولم يعرفوا الطريق إليها بل ظنوا أن ذلك إنما هو إدراك الوجود المطلق بأنواعه وأحكامه وطلبوا اللذة العقلية في الدنيا بما هو من هذا النمط من الأمور العقلية وتكلموا في الإلهيات بكلام حقه قليل وباطله كثير.
- كل عمل أصله المحبة والإرادة والمقصود منه التنعم بالمراد المحبوب فكل حي إنما يعمل لما فيه تنعمه ولذته.
الابتلاءات
- الابتلاء سنة الله في عباده ليخلص قلبه له، والله تعالى قد جعل أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم بلاء، كما قيل للنبي أي الناس أشد بلاء قال " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة
- يحتاج العبد إلى ارجاع الأمر إلى أن الله يفعل ما يشاء، و أن أمر المؤمن كله خير .
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)
الخيرية هنا مطلقة في الدنيا و الآخرة.
- الرضا بما أمر الله و رسوله من تكاليف واجب، و الرضا بما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر بما خارج عن إرادة البشر مستحب،و الصبر على ما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر واجب، فالتسخط اعتراض على حكم الله و قضائه.
قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
-ظهور اهل الباطل في الدنيا فتنة لأهل الحق، هذه الفتنة تصيب الناس بسبب جهلهم بما جاء به الكتاب، و الجهل بحقيقة الدين وبحقيقة النعيم، فلا بد أن يكون المرء عارفا بالعمل الذي يعمله وبالنعيم الذي يطلبه، فلا ينظر للدنيا أنها مطلوبه، بل قلبه متعلق بما ينتظره في الآخرة، وعود الله لعباده المتقين بالنصرة في كتابه العزيز مؤكدة ، يتقبلها العبد باليقين و الصبر.
قال تعالى: في كتابه {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
- الابتلاء و تأخر النصر من أسبابهما الذنوب ، قال تعالى: في يوم أحد {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
- لذا بالاستغفار تتم الطاعة، و بالصبر يتم اليقين بالوعد.
- ينظر المؤمن لنلنعم بقلب حاضر واعي، فمن النعم الظاهرة ما يكون سببًا للعذاب مع لذته العاجلة، و قد يكون ما ظاهره العذاب سببًا للنعيم مع الألم الذي قد يصدر منه، مفهوم لا بد للمؤمن استحضاره و يرى تربية الله له فيه.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
يستبان ذلك من الآية {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والآية: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}،(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 63).
1- الإيمان بالله و آداء حقه بالتوحيد و الإتيان بكل ما يلزم به : من عبادة الله وحده و طاعته و طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم و الإيمان بالكتب و الرسل و اليوم الآخر، فالتوحيد الذي يبنى عليه الإيمان و عبادة الله وحده سبب للسعادة و السكينة و الطمأنينة و الأمن في الدنيا و الآخرة،.
قال تعالى(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
2- الصبر: العلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة و الإرادة الجازمة لا تكون إلا مع الصبر.
3- العلم النافع الذي يورث اليقين الذي هو العلم الثابت المستقر: يحتاج المؤمن لمعرفة الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة و معرفة الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، هذه المعرفة يتبعها عمل أصله المحبة.
4- اتباع الصراط المستقيم
فأهل الدين الحق هم الذين لهم النعيم الكامل كما أخبر الله بذلك في كتابه في غير موضع كقوله {اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} .
وقوله عن المتقين المهتدين {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،( (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 38)
5- تقوى الله :
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}
الأصول ا الموجبة للسعادة في كل ملة: هي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح هي الموجبة للسعادة في كل ملة كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ما جاءت به الرسل من الشرع هو الأصل الرابع.

المقصد العام للرسالة:[/color]
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir