دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 5 جمادى الأولى 1442هـ/19-12-2020م, 09:28 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

التطبيق الأول: رسالة تفسيرية(أسلوب التقرير العلمي)

*تفسيرقولهتعالى: { سلامٌهيحتىمطلعالفجر }.(سورة القدر،5).
هذه هي الآية الخامسة والأخيرة من سورة القدر ، وهي سورة مكية ، موضوعهاالرئيسي هو الكلام عن ليلة القدر ، وهي الليلة الّتى تشرّفت بنزول القرآن الكريم كلّه فيهاإلى السماء الدنيا جملةً واحدة ، ثم تتابع نزوله مفصّلاً بحسب الوقائع والأحداث في ثلاثوعشرون سنة على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يتنزل به عليه الرسولالملكي الأمين جِبْرِيل عليه السلام وهو: (الروح) الذي جاء ذكره في هذه السورة: { تنزلالملائكةوالروحفيها } على أكثر الأقوال، حتى أن الطبري لم يورد غيره .
ليلةالقدر: كذا سُميت لعظم قدرها وفضلها عند الله تعالى، ولأن أقدار العباد وأرزاقهموآجالهم تقّدر فيها من العام إلى قابله .
وقد ورد في فضلها أحاديث عديدة تنوه على شرفها ومكانتها وعظم أجر وثواب إحيائهاحتى طلوع فجرها ، منها : عن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-أنَّه قال:(مَنيَقُمْليلةَالقَدْرِإيمانًاواحتسابًا،غُفِرَلهماتَقدَّمَمنذَنبِه). رواه البخاريُّ ومسلم.
وتأتي ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في أصح الأقوال فقد ورد عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- قالتْ: كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يُجاوِر في العَشْر الأواخِر منرمضانَ، ويقول: (تَحرُّواليلةَالقَدْرفيالعَشْرالأواخِرمنرمضانَ).رواه البخاريُّ ومسلم.

قولهتعالى:{سلامٌهِيّ} .
السلاملغةً: السلام مصدر ، أو اسم مصدر معناه السلامة ، قال عز من قائل :
{ قلناياناركونيبرداًوسلاماًعلىإبراهيم } ، ويطلق السلام على التحية والمدِحَة ،وفُسر بالخير، وكلا المعنيين حاصلين في هذه الآية ، وتنكير سلام يُرادُ به التعظيم ، وجاءتقديم المسند *سلام *على المسند إليه لإفادة ال ،أي الإختصاص والحصر ، أي: ماهيإلا سلام .
المعنى الاصطلاحي:: فيه قولان:
-القول الأول : هي ليلة سلامة ، لا شر فيها ولا آفة ولا أَذًى ، هي خير كلها فقد أورد جلالالدين بن عبد الرحمن السيوطي عن ابن عباس -رضي الله عنه- : "تلك الليلة تصفد مردة الشياطين ، وتُغلّ عفاريت الجنّ ، وتفتح أبواب السماء كلها ، ويقبل الله فيها التوبة لكلتائب؛ فلذلك : {سلامٌهي }".
ويُروى عن أبي بن كعب أنه قال : لا يستطيع الشيطان أن يُصيب فيها أحداً بخبلٍ أوضربٍ من ضروب الفساد ،ولا ينفذ فيها سحر ساحر .
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : ليلة القدر في العشر البواقي ، بركة كلها خير .
وقال مجاهد : -سالمة -لا يستطيع الشيطان أن يحدث فيها سوءاً أو أَذًى ، وعنه أيضاً : منكل أمرٍ سلام .
وقال قتادة وابن زيد : هي خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر ، ويؤيد هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد.
وقال الطبري : سلام ليلة القدر من الشر كله إلى وقت طلوع فجر ليلتها.
وقال الضحاك : لا يقدر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامة.
وقال ابن عطية : قال بعضهم : جعل { من كل أمر } متعلقٌ بقوله تعالى { سلامهي }؛ أيمن كل أمرٍ مخوف ينبغي أن يُسلم منه .
وقال السيوطي : لا يحل لكوكب أن يُرجم به فيها حتى يصبح .

القولالثانيفيمعنىقولهتعالى{ سلامٌهي} ؛ بمعنى التحية.
أورد البغوي عن عطاء قوله : يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته، وقال الشعبي : هي بمعنى التحية ، تسلّم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر ، وعنهأيضاً: تسلِّم الملائكة على المؤمنين؛ وفي قوله هذا أطلق وعمّ أهل الإيمان أينما كانوا، فلميرد ما يخصصّ التسليم للمصلين في المساجد ، بل جاء في الحديث الصحيح: ( منقامليلةالقدرإيماناًواحتساباً )، ولعلهم هم أهل الفضل في تلك الليلة العظيمة .
وقد جاء في الآية الرابعة من هذه السورة الكريمة ما يدل على دنوّ الملائكة وتنزلهم فيقوله تعالى : { تنزلالملائكةوالروحفيها } ، كما دلت عليه الأحاديث والآثار منها ما جاءفي الحديث الآخر عن أبي هُريرة -رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال في ليلة القدر:(إنهاليلةسابعةأوتاسعةوعشرين،إنالملائكةتلكالليلةفيالأرضأكثرمنعددالحصى ).رواه الإمام أحمد .
وقال ابن رجب الحنبلي في ليلة القدر: تنتشر الملائكة في الأرض فيبطل سلطانالشياطين.

و بعد استعراض هذه الأقوال لأهل العلم و المفسرين ، يكون حمل المعنى المراد(بسلام) على القولين جميعاً هو الأولى والأصح ؛ وذلك لأن السلامة تشمل كل خير: سلامة من الشر والأذى ، فينتظم السلام والمغفرة وإجلال الثواب واستجابة الدعاء بخيريالدنيا والآخرة ، والسلام بمعنى التحية والقول الحسن والثناء من الملائكة على أهل ليلةالقدر كدأبهم مع أهل الجنة ، قال تعالى: { والملائكةيدخلون .....الآية.
وقبل أن أغادر هذا المعنى المقصود في رسالتى هذه، أشير إلى أن العلامة ابن عاشورفي تفسيره أورد معنىً ثالثاً لم يتعرض له غيره من المفسرين -فيما طالعت من تفاسير عندتتبعي لمعنى سلام - ؛ يقول رحمه الله :قد يكون المعنى خبرُ يُراد به الأمر، فيكون المصدربدلا من الفعل، والمعنى حينها هو : اجعلوها سلاماً بينكم فلا تنازعوا ولا تخاصموا ،ومضى يؤيد هذا المعنى بالإشارة إلى ماورد في الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامتقال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمينفقال: (خرجتلأخبركمبليلةالقدرفتلاحىفلانوفلانفرفعت،وعسىأنيكونخيرالكمفالتمسوهافيالتاسعةوالسابعةوالخامسة) رواه البخاري.

ختمت الآية الكريمة بقوله تعالى: { حتىمطلعالفجر} ؛أي جميع أجزاء تلك الليلةالعظيمة معمورة بنزول الملائكة والسلامة من كل شر والغنيمة من كل خير ، حتى يطلعفجرها.
وقد اختلف القُراء في قراءة مطلع؛ فقرأ عامة قُرّاء الأمصار: { مطلٓعالفجر } بفتح الّلام ، فيكون المعنى :سلام هي حتى طلوع الفجر، وقرأ يحيى بن وثاب، والكسائي، والأعمش:
{ مطلِعالفجر } بكسر الّلام ، فيراد عندها معنى الموضع الذي تطلع منه ، والمراد هنابالسياق هو الطلوع ، كذا قال الفراء ، وصوّب ابن جرير الطبري وغيره هذه القراءةلمناسبتها للسياق- كما ذكر الفراء- .







▫ المراجع


تفسير ابن عطية
تفسير الطبري
تفسير البغوي
تفسير السعدي
تفسير ابن عاشور
تفسير الأشقر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir