دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 26 رجب 1443هـ/27-02-2022م, 03:59 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1- تخريج قول سعيد بن جبير : الصاحب بالجنب( الرفيق في السفر)
رواه سفيان الثوري في تفسيره (161) ، و عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211) في تفسيره، و الطبري في تفسيره( 311) و ابن أبي حاتم (327) في تفسيره من طريق أبي بكير عن سعيد بن جبير.
في رواية سفيان الثوري مورق أو مرزوق .
و روى ابن جرير من طريق أبي بكير عن سعيد بن جبير قوله ( الرفيق الصالح) .
و قال مثل ذلك بألفاظ قريبة كلًا من: ابن عباس و مجاهد و قتادة و السدي،
و في رواية مجاهد زيادة: {والصّاحب بالجنب} الرّفيق في السّفر، منزله منزلك، وطعامه طعامك، ومسيره مسيرك.
و في رواية أخرى لمجاهد (رفيقك في السّفر الّذي يأتيك ويده مع يدك).

الأقوال الواردة في المعنى المراد بالصاحب بالجنب:
1- الرفيق في السفر: و قاله بألفاظ متقاربة كلًا من: ابن عباس وسعيد بن جبير و مجاهد و قتادة و السدي، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره.
2- امرأة الرّجل الّتي تكون معه إلى جنبه: قاله كلا من علي بن أبي طالب، عبدالله بن مسعود، و عبد الرحمن ابن أبي ليلى وإبراهيم، و قال ابن عباس مثله بتكنية الزوجة: يعني الّذي معك في منزلك، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره.
3- هو الّذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك: قال ذلك كلًأ من ابن عباس و ابن زيد، روى ذلك عنهم ابن جرير.
الدراسة:
1- المسائل التفسيرية المتعلقة بالمسألة:
أ‌. المعنى اللغوي للصاحب كما في المعجم الوسيط:
1- صاحب : مرافق.
2- صاحب : ملازم.
3- صاحب : معاشر.
4- صاحب : «صاحب الشيء» : مالكه. صاحب أباه في رحلة الحَجّ لازمه ورافقه

ب‌. المعنى اللغوي لجنب:
1- غريب: ذكره المبرد( 285) في الكامل، و أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) في كتابه الأمالي
قال القالي: وجنب فلانٌ في بني فلان إذا نزل فيهم غريبًا، ومنه قيل: جانبٌ للغريب، وجمعه جناب، فسلّمت والتسليم ليس يضرّها ولكـنـه حـتـمٌ عـلــى كـــلّ جـانــب، أي على كل غريب، ورجل جنب: غريب وجمعه أجنابٌ،
2- من الجنابة التي تصيب الرجل و المرأة: ذكره المبرد
3- من التنحية: قال القالي: جنبت فلانًا الخير أي نحيّته عنه وجنّبته أيضًا بالتثقيل، قال أبو نصر والتخفيف أجود، قال الله عز وجل: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام
4- حول الرّجل وناحيته وفناء داره، وجلس فلان بجانب فلان وجانبه، ويقال: مرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه وجنبتيه إذا مرّوا يسيرون إلى جانبه؛ ذكره كلأً من الأخفش (215) في معاني القرآن، القالي في الأمالي.
المعنى المراد بالصاحب بالجنب:
• الأقوال الواردة في المعنى المراد بالصاحب بالجنب:
1- الرفيق في السفر: و قاله بألفاظ متقاربة بذلك كلًا من: ابن عباس وسعيد بن جبير و مجاهد و قتادة و السدي، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره
2- امرأة الرّجل الّتي تكون معه إلى جنبه: قاله علي بن أبي طالب، عبدالله بن مسعود، و عبد الرحمن ابن أبي ليلى وإبراهيم، و قال ابن عباس مثله بتكنية الزوجة: يعني الّذي معك في منزلك، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره.
و قد روى سعيد ابن جبير مثله كما ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره
3- هو الّذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك: ذكر من قال ذلك كلًأ من ابن عباس و ابن زيد، روى ذلك عنهم ابن جرير.
و بالنظر للأقوال في المراد بالصاحب بالجنب و المعنى اللغوي لكلمة الصاحب و لكلمة الجنب يتيبن أن هذه الأقوال هي من اختلاف التنوع و الصواب و الله أعلم القول بالعموم؛ فيقع تحت الصاحب بالجنب كل ما ذكر يجمعها المعنى اللغوي للصاحب و للجنب، و هو اختيار ابن جرير الذي بينه فقال : والصّواب من القول في تأويل ذلك عندي: أنّ معنى: {والصّاحب بالجنب} الصّاحب إلى الجنب، كما يقال: فلانٌ بجنب فلانٍ وإلى جنبه، وهو من قولهم: جنب فلانٌ فلانًا فهو يجنبه جنبًا، إذا كان لجنبه، ومن ذلك: جنب الخيل، إذا قاد بعضها إلى جنب بعضٍ. وقد يدخل في هذا الرّفيق في السّفر، والمرأة، والمنقطع إلى الرّجل الّذي يلازمه رجاء نفعه، لأنّ كلّهم بجنب الّذي هو معه وقريبٌ منه، وقد أوصى اللّه تعالى بجميعهم لوجوب حقّ الصّاحب على المصحوب.
و استشهد ابن جرير بأحاديث تدل على ذلك منها ما رواه للرسول صلى الله عليه و سلم قال: إنّ خير الأصحاب عند اللّه تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره.
وإن كان الصّاحب بالجنب محتملا معناه ما ذكرناه من أن يكون داخلا فيه كلّ من جنب رجلاً يصحبه في سفرٍ أو نكاحٍ أو انقطاعٍ إليه واتّصالٍ به، ولم يكن اللّه جلّ ثناؤه خصّ بعضهم ممّا احتمله ظاهر التّنزيل؛ فالصّواب أن يقال: جميعهم معنيّون بذلك، وبكلّهم قد أوصى اللّه بالإحسان إليه). [جامع البيان: 7/11-17]

2- قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
تخريج القول


- هذا القول لسعيد ابن المسيب هو جزء من الأثر الذي رواه ابن جرير في تفسيره ، فقال :حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: المصلين المؤمنين، بلال وابن أم عبد = قال ابن جريج، وأخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال: صليت الصبح مع سعيد بن المسيب، فلما سلّم الإمام ابتدر الناس القاصَّ، فقال سعيد: ما أسرعَ بهم إلى هذا المجلس!قال مجاهد: فقلت يتأولون ما قال الله تعالى ذكره. قال: وما قال؟ قلت:"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: وفي هذا ذَا؟ إنما ذاك في الصلاة التي انصرفنا عنها الآن، إنما ذاك في الصلاة.
الدراسة:
المسائل التفسيرية في المسألة:
1- القراءات:
قال ابن عطية في تفسيره: قَرَأ أبُو عَبْدِ الرَحْمَنِ ؛ ومالِكُ بْنُ دِينارٍ ؛ والحَسَنُ ؛ ونَصْرُ بْنُ عاصِمٍ ؛ وابْنُ عامِرٍ: "بِالغُدْوَةِ والعَشِيِّ"؛ ورُوِيَ عن أبِي عَبْدِ الرَحْمَنِ: "بِالغُدُوِّ"؛ بِغَيْرِ تاءٍ؛ وقَرَأ ابْنُ أبِي عَبْلَةَ: "بِالغُدُواتِ والعَشِيّاتِ"؛ بِألِفٍ فِيهِما؛ عَلى الجَمْعِ؛ و"غُدْوَةٌ": مَعْرِفَةٌ؛
أ‌. لِأنَّها جُعِلَتْ عَلَمًا لِوَقْتٍ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ بِعَيْنِهِ؛ وجازَ إدْخالُ الألِفِ واللامِ عَلَيْها؛ كَما حَكى أبُو زَيْدٍ: "لَقِيتُهُ فَيْنَةَ"؛ غَيْرَ مَصْرُوفٍ؛ و"اَلْفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَةِ"؛ فَألْحَقُوا لامَ المَعْرِفَةِ ما اسْتُعْمِلَ مَعْرِفَةً؛ وحَمْلًا عَلى ما حَكاهُ الخَلِيلُ أنَّهُ يُقالُ: "لَقِيتُهُ اليَوْمَ غَدْوَةً"؛ مُنَوَّنًا.
ب‌. ولِأنَّ فِيها مَعَ تَعْيِينِ اليَوْمِ إمْكانُ تَقْدِيرِ مَعْنى الشَياعِ؛ ذَكَرَهُ أبُو عَلِيٍّ الفارِسِيُّ.
و ذكر مثل ذلك أبو منصور الأزهري (370) في كتابه معاني القراءات و عللها، قال: وإذا لم يردوا بغدوة غداة يومٍ بعينه وأرادوا غدوةً من الغدوات جاز دخول الألف واللام، وعلى هذا المعنى توجّه قراءة ابن عامر). [1/359]
كما قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ) في كتابه إعراب القراءات السبعة وأبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ) في كتابه الحجة للقراء السبعة : ان قراءة ابن عامر وحده {بالغدوة والعشي} بالواو، و وجه ذلك أن غداة نكرة و تتعرف بالألف و اللام ، وغدوة معرفة ولا يستعمل بالألف واللام (فهي علم)، و يكون مراد الله تعالى – والله أعلم – ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي أي: غداة كل يوم. نزل ذلك في فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/158، الحجة للقراءات السبع : 3/319،251)
2- سبب النزول: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية 52.
قال الوادعي في كتابه الصحيح المسند من أسباب النزول:
روى مسلم عن سعد: فيَّ نزلت {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} قال: نزلت في سنة أنا وابن مسعود منهم وكان المشركون قالوا: تدني هؤلاء.
و روى مسلم عن سعد أيضًأ؛ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ.

3- معنى الدعاء لغة سؤال الشئ و طلبه.
4- المعنى المراد ب( يدعون):
1- الدعاء بمعنى العبادة، رواه ابن جرير عن الضحاك، و استشهد بالآية: ( لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [سورة غافر: ٤٣] ، يعني: تعبدون).
2- الصلاة (و هي عبادة من العبادات)، قال ذلك سعيد بن المسيب و لم يفصل ما هي الصلاة المقصودة، و أختلفت الأقوال في ما هي الصلاة المقصودة :
أ‌. الصلوات المكتوبة ، قال ذلك ابن عباس، وإبراهيم، عبد الله بن عمرو روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره، ذكر ذلك عنهم ابن عطية في تفسيره.
، و قد عبر عنها ابن عاشور بعموم أوقات الصلوات الخمس، أي لا تطرد المصلين، أي المؤمنين.
ب‌. قال ابن عطية : قالَ الحَسَنُ بْنُ أبِي الحَسَنِ اَلْمُرادُ بِهِ صَلاةُ مَكَّةَ؛ الَّتِي كانَتْ مَرَّتَيْنِ في اليَوْمِ؛ بُكْرَةً؛ وعَشِيًّا
ت‌. صلاة الصبح و العصر، روى ذلك ابن جرير عن مجاهد و قتادة.
3- اَلدُّعاءُ؛ وذِكْرُ اللهِ تَعالى ؛ واللَفْظَةُ عَلى وجْهِها، و هو مجموع قول كلًا من الضحاك، وإبراهيم و منصور، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره، و ذكره ابن عطية
4- و قال ابن عاشور: مَعْنى ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ يُعْلِنُونَ إيمانَهم بِهِ دُونَ الأصْنامِ إعْلانًا بِالقَوْلِ، وهو يَسْتَلْزِمُ اعْتِقادَ القائِلِ بِما يَقُولُهُ، إذْ لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ نِفاقٌ وإنَّما ظَهَرَ المُنافِقُونَ بِالمَدِينَةِ.
5- وقالَ بَعْضُ القُصّاصِ: إنَّهُ الِاجْتِماعُ إلَيْهِمْ غُدْوَةً وعَشِيًّا؛ فَأنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ المُسَيِّبِ ؛ وعَبْدُ الرَحْمَنِ بْنُ أبِي عَمْرَةَ؛ وغَيْرُهُما؛ وقالُوا: إنَّما الآيَةُ في الصَلَواتِ في الجَماعَةِ، كما قال ابن عطية
و روى بن جرير قولًأ لإبراهيم يرد فيه هذا القول: ولو كان ما يقول القُصَّاص،هلك من لم يجلس إليهم.
6- تعلمهم القرآن وقراءته: رواه ابن جرير عن أبي جعفر، و يعود ذلك إلى ذكر الله.
5- فائدة التعبير بالفعل المضارع يدعون: الاستمرار و التجدد.
6- نوع الباء: ظرف زمان
7- المعنى اللغوي ل( غداة): الغَدَاةُ : ما بين الفجر وطلوع الشمس، كما في المعاني الجامع
8- المعنى اللغوي ل(عشي) :الوقت من المغرب إلى العشاء المعاني الجامع ،
و قال الفراء: تكون العشية فِي معنى: آخرِ، والغداة فِي معنى: أول.
9- معنى (ال) التعريف: قال ابن عاشور ال الجنس، فِيهِما تَعْرِيفُ الجِنْسِ.
10- المعنى الذي أضافه ال الجنس : والمَعْنى أنَّهم يَدْعُونَ اللَّهَ اليَوْمَ كُلَّهُ. فالغَداةُ والعَشِيُّ قُصِدَ بِهِما اسْتِيعابُ الزَّمانِ والأيّامِ كَما يُقْصَدُ بِالمَشْرِقِ والمَغْرِبِ اسْتِيعابُ الأمْكِنَةِ.
دراسة الأقوال:
المعنى المراد لل(يدعون ) يشمل كل الأقوال السابقة و الله أعلم و هو وصف للجماعة التي كانت تجتمع عند رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فالدعاء بمعنى العبادة، و التي تشمل كل ما ذكر من أقوال، و يدخل فيها دخولًا أوليا الصلاة و ذلك لتخصيص القول بالغداة و العشي، و للأحاديث التي تعضد بعضها بعضًأ، و الصلاة فيها التوحيد و ذكر لله، و تمجيده و الثناء عليه، و فيها قراءة القرآن و فيها الدعاء.
و مما يقوي ذلك :
التعبير بالفعل المضارع الذي يفيد التجدد و الاستمرار.
المعنى الاصطلاحي للدعاء.
تخصيص الدعاء ( بالغداة و العشي) ، و و هو زمن الصلاة ، و هو الصلوات مابين الوقتين، كما قال ابن عاشور:
التي عِبارَةٌ عَنِ اسْتِمْرارِ الفِعْلِ؛ وأنَّ الزَمَنَ مَعْمُورٌ بِهِ؛ كَما تَقُولُ: "اَلْحَمْدُ لِلَّهِ بُكْرَةً وأصِيلًا"؛ فَإنَّما تُرِيدُ: "اَلْحَمْدُ لِلَّهِ تَعالى في كُلِّ وقْتٍ".
و يعود ذلك إلى معنى ال التعريف ( ال الجنس) ، والمَعْنى أنَّهم يَدْعُونَ اللَّهَ اليَوْمَ كُلَّهُ. فالغَداةُ والعَشِيُّ قُصِدَ بِهِما اسْتِيعابُ الزَّمانِ والأيّامِ كَما يُقْصَدُ بِالمَشْرِقِ والمَغْرِبِ اسْتِيعابُ الأمْكِنَةِ، قال ذلك ابن عاشور.
و هو ما اختاره ابن جرير حيث قال: قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى نبيه محمدًا ﷺ أن يطرُد قومًا كانوا يدعون ربّهم بالغداة والعشي، و"الدعاء لله"، يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولا وكلامًا = وقد يكون بالعمل له بالجوارح الأعمالَ التي كان عليهم فرضُها، وغيرُها من النوافل التي ترضي عن العامل له عابدَه بما هو عامل له، وقد يجوز أن يكون القوم كانوا جامعين هذه المعاني كلها، فوصفهم الله بذلك بأنهم يدعونه بالغداة والعشي، لأن الله قد سمى"العبادة"،"دعاء"، فقال تعالى ذكره: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ، [سورة غافر: ٦٠)وقد يجوز أن يكون ذلك على خاصّ من الدعاء.
و هو اختيار ابن كثير مع تخصيص السؤال بالقصد.

3- قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج:
رواه الفراء (ت: 207هـ)، و ابن جرير( 311)، من طريق عاصم ابن أبي النجود، عن زر بن حبيش(وقوله: {وما هو على الغيب بظنينٍ...} ... حدثني قيس بن الربيع عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أنتم تقرءون: (بضنين) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين) بمتّهم.
وأخْرَجَه عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن زِرٍّ كما قال السيوطي في الدر المنثور.
و قاله كلا من ابن عباس و الضحاك، روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره
الدراسة:
المسائل التفسيرية:
1- القراءات:
أ‌. َما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ): بِالظَّاءِ، قَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ، وأبُو عَمْرٍو، والكِسائِيُّ، وابْنُ مَسْعُودٍ، وابْنُ عَبّاسٍ، وزَيْدُ بْنُ ثابِتٍ، وابْنُ عُمَرَ، وابْنُ الزُبَيْرِ، وعائِشَةُ، وعُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، وابْنُ جُبَيْرٍ، وعُرْوَةُ بْنُ الزُبَيْرِ، ومُسْلِمٌ وابْنُ جُنْدُبٍ، ومُجاهِدٌ، وغَيْرُهُمْ: "بِظَنِينٍ" بِالظاءِ ،ذكر ذلك ابن عطية
ب‌. بالضاد: وبِالضادِ هي في خُطُوطِ المَصاحِفِ كُلِّها فِيما قالَهُ الطَبَرِيُّ، وهي قِراءَةُ نافِعٍ، وعاصِمٍ، وابْنِ عامِرٍ، وحَمْزَةَ، وعُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وابْنِ عَبّاسٍ، والحَسَنِ، وأبِي رَجاءٍ، والأعْرَجِ، وأبِي جَعْفَرٍ، وشَيْبَةَ، وجَماعَةٍ وافِرَةٍ؛ قاله ابن عطية
2- توجيه القراءات:
أ‌. ظنين: أَيْ بِمُتَّهَمٍ، وَالظِّنَّةُ التُّهْمَةُ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَمَا وكتاب الله لا عن سناءه ... هُجِرْتُ وَلَكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ وَاخْتَارَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُبَخِّلُوهُ وَلَكِنْ كَذَّبُوهُ، وَلِأَنَّ الْأَكْثَرَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: مَا هُوَ بِكَذَا، وَلَا يَقُولُونَ: مَا هُوَ عَلَى كَذَا، إِنَّمَا يَقُولُونَ: مَا أَنْتَ عَلَى هَذَا بِمُتَّهَمٍ، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره.
ذكر ابن عطية أن هَذا في المَعْنى نَظِيرُ وصْفِهِ بِأمِينٍ، و أن أبُو عُبَيْدٍ رجح قِراءَةَ الظاءِ مُشالَةً لِأنَّ قُرَيْشًا لَمْ تُبَخِّلْ مُحَمَّدًا ﷺ فِيما يَأْتِي بِهِ وإنَّما كَذَّبَتْهُ فَقِيلَ ما هو بِمُتَّهَمٍ.
. و من معاني ظنين ضعيفِ القوةِ عن التبليغ مِنْ قولِهم: «بئرٌ ظَنُوْنٌ» ، أي: قليلةُ الماءِ، ذكره و عقب عليه أبومنصور الأزهري: أنه محتمل له، كما ذكر ذلك عنه السمين الحلبي في الدر المصون .
ت‌. قرءاة ِالضادِ بِمَعْنى: بَخِيلٍ، أيْ: يَشِحُّ بِهِ، ولا يَبْلُغُ ما قِيلَ لَهُ ويَبْخَلُ، ذكره الزجاج و ابن عطية.
و قال الزجاج: ومَن قَرَأ ﴿بِضَنِينٍ﴾، فَمَعْناهُ: ”ما هو عَلى الغَيْبِ بِبَخِيلٍ“، أيْ: هو ﷺ يُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ ويُعَلِّمُ كِتابَ اللَّهِ.
أَيْ بِبَخِيلٍ مِنْ ضَنِنْتُ بِالشَّيْءِ أَضَنُّ ضَنًّا [فَهُوَ] ضَنِينٌ.
و هذا القول هو ما رجحه ابن جرير بناء على أن القراءة بالضاد أولى القراءتين وأولى، فقال عنها: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك ﴿بِضَنِينٍ﴾ بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها
قال القرطبي: رَوَى ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَا يَضَنُّ عَلَيْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ، بَلْ يُعَلِّمُ الْخَلْقَ كَلَامَ اللَّهِ وَأَحْكَامَهُ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَجُودُ بِمَكْنُونِ الْحَدِيثِ وَإِنَّنِي ... بِسِرِّكَ عَمَّنْ سَالَنِي لَضَنِينُ.
دراسة الأقوال:
القراءات الصحيحة النقل فيها زيادة معنى و إن لم تكن مشهورة، فيجمع بين المعنين و الله أعلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبخل بما علمه الله على قومه، و ليس بمتهم، و البخل هنا يضمن معنى الحرص و دل على ذلك تعدية الفعل بعلى، و متعلق الاتهام هنا أن يبدل و يزيد و ينقص فيما أوحى الله إليه.
و هذا مفهوم قول ابن كثير: كِلَاهُمَا مُتَوَاتِرٌ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ كَمَا تَقَدَّمَ، و هو اختيار السعدي.
و القول الذي قاله أبو عبيد لرد معنى ضنين بخيل؛ أن هذا يستدعي ان المشركين اتهموه بالبخل، و هذا لم يحدث ، رد عليه أبو شامة المقدسي في كتابه حرز الأماني فقال: قال أبو شامة المقدسي: واخْتَارَ أَبُو عُبَيْدٍ القِراءَةَ بالظَّاءِ، وقالَ: إنَّهم لم يُبَخِّلُوهُ فيَحْتَاجُ إلى أنَّهُ يَنْفِي عنه ذلك البُخْلَ، إنَّما كان المُشْرِكُونَ يُكَذِّبونَ به، فأَخْبَرَهم اللهُ تعالى أنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ على الغَيْبِ، وجَوابُ هذا أَنْ يُقَالَ: وَصَفَهُ اللهُ تعالى بذلك لحِرْصِهِ على التَّبْليِغِ وقِيامِهِ لِمَا أُمِرَ به، ولا يَتَوَقَّفُ نَفْيُ البُخْلِ عنه على رَمْيِهِمْ إيَّاهُ به
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/250]

**************************************************************
4- قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج
رواه بألفاظ متقاربة كلًا من : ابن جرير في تفسيره، و ابن المنذر النيسابوري في تفسيره،،ابن أبي حاتم في تفسيره ، من طريق داود عن أبي العالية.
و روى مثله ابن جرير بإسناد آخر منقطع، قال : حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية قوله:"إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرًا"، قال: هم اليهود والنصارى، يصيبون الذنوبَ فيقولون:"نتوب"، وهم مشركون. قال الله عز وجل: لن تُقبل التوبة في الضّلالة.
الأقوال الأخرى:
1- "المقصود ب(إنّ الذين كفروا" ببعض أنبيائه الذين بعثوا قبل محمد ﷺ ("بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرًا" بكفرهم بمحمد، رواه ابن جرير عن قتادة، و ذكره عنه ابن عطية، و قال مثله الحَسَنُ وغَيْرُهُما كما ذكر ابن عطية.
رد ابن عطية هذا القول و قال: أن القول أن المقصود اليهود قول فيه اضطراب، فمن كفروا بعيسى عليه السلام بعد إيمانهم بموسى عليه السلام ليسوا من كفروا بمحمد صلى الله عليه و سلم، هذا القول يخلط الأسلاف بالمخاطبين.
2- إن الذين كفروا من أهل الكتاب بمحمد، بعد إيمانهم بأنبيائهم ="ثم ازدادوا كفرًا"، يعني: ذنوبًا ، قالَه أبُو العالِيَةِ رَفِيعٌ، روى ذلك عنه ابن جرير في تفسيره و ذكره عنه ابن عطية في تفسيره.
و هو ما اختاره ابن جرير، و قال عنه أنه أصح الأقوال، و ذلك لمناسبة سياق الآيات له.
3- إن الذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم ="ثم ازدادوا كفرًا"، يعني: بزيادتهم الكفر: تمامُهم عليه، رواه ابن جرير عن عكرمة.
و قال بان عطية : يَدْخُلُ في الآيَةِ المُرْتَدُّونَ اللاحِقُونَ بِقُرَيْشٍ وغَيْرُهم وقالَ مُجاهِدٌ: مَعْنى قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ ازْدادُوا كُفْرًا﴾ أيْ تَمُّوا عَلى كُفْرِهِمْ وبَلَغُوا المَوْتَ بِهِ. فَيَدْخُلُ في هَذا القَوْلِ اليَهُودُ والمُرْتَدُّونَ. وقالَ السُدِّيُّ نَحْوَهُ

الدراسة:
المسائل التفسيرية:
1- سبب النزول :
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم :
1- قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني: نزلت في اليهود كفروا بعيسى والإنجيل، ثم ازدادوا كفرا ببعثة محمد والقرآن.
2- وقال أبو العالية: نزلت في اليهود والنصارى، كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته، ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم على كفرهم). [، أسباب النزول للواحدي: 110)
3- قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} هكذا رواه وإسناده جيد، [1 /380]
و هو اختيار ابن كثير
2- من هم الذين كفروا:
أ‌. أهل الكتاب ( النصارى و اليهود) في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، قاله أبو العالية، روى ذلك عنه ابن جرير وذكره عنه ابن كثير وابن عطية.
ب‌. اليهود، قاله الحسن و قتادة ذكر ذلك عنهم ابن عطية.
ت‌. كفرالاقوام بأنبيائهم، رواه ابن جرير عن عكرمة و ذكره ابن عطية.
ث‌. المرتدين عن الإسلام، قاله ابن عباس؛ روى ذلك عنه الحافظ أبو بكر البزار كما ذكر ابن كثير، و ذكرابن عطية أن هذا القول يقع تحت القول الثاني.
3- متعلق الكفر:
أ‌. كفر اليهود بأنبيائهم، قاله الحسن و قتادة ذكر ذلك عنهم ابن عطية.
ب‌. كفر اليهود و النصارى بمحمد صلى الله عليه و سلم، قاله أبو العالية، روى ذلك عنه اين جرير.
ت‌. كفرالاقوام بأنبيائهم، رواه ابن جرير عن عكرمة و ذكره ابن عطية.
قال ابن عطية يدخل فيه المرتدين عن الإسلام.
4- متعلق الإيمان( بعد إيمانهم):
أ‌. بعد إيمان الأقوام بأنبيائهم، قاله الحسن و قتادة ذكر ذلك عنهم ابن عطية.
ب‌. بعد إيمان اليهود بمحمد صلى الله عليه و سلم قبل بعثته، قاله أبو العالية، روى ذلك عنه اين جرير.
ت‌. إيمان كل قوم بنبيهم، رواه ابن جرير عن عكرمة و ذكره ابن عطية.
5- ما المراد بزيادة الكفر:
أ‌. الكفر على الحقيقة: الكفر بالأنبياء
1- الكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم و بعثته: قاله أبو العالية روى ذلك عنه ان جرير، و قاله الحسن و قتادة ذكر ذلك عنهم ابن عطية، .
2- الإقامة على كفرهم، رواه ابن جرير عن عكرمة
ب‌. بارتكابهم الذنوب، رواه ابن جرير عن أبو العالية.
دراسة الأقوال:
الآية عامة في كل من كان هذا وصفه، كفر بعد إيمانه، و يدخل فيها دخولًأ أوليًا؛ اليهود من كانوا يستفتحون على الذين كفروا من المشركين قبل بعثة محمد، فلما بعثه الله كفروا به كبرًا و حسدًا من عند أنفسهم.
و يؤيد ذلك:
1- سياق الآيات في اليهود المعاصرين للرسول صلى الله عليه و سلم.
2- الآثار التي وردت في سبب النزول
3- الذين لفظ عموم
4- حذف متعلق الكفر و الإيمان
و ازدياد الكفر يشمل الكفرعلى الحقيقة و الإقامة عليه، بإتيان أفعال كفر، التي هي مزيد ذنوب و معاصي، و التي لن يقبل الله توبتهم عنها لإنهم لم يتوبوا عن الكفر ابتداء .

قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
﴿لِلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِینَ لَمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡا۟ بِهِۦۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ سُوۤءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ [الرعد ١٨]
وَٱلَّذِینَ یَصِلُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَیَخَافُونَ سُوۤءَ ٱلۡحِسَابِ (21) الرعد
عن فرقد السبخي قال: قال إبراهيم النخعي: يا فرقد أتدري ما"سوء الحساب"؟ قلت: لا! قال: هو أن يحاسب الرّجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء
رواه ابن جرير في تفسيره و رواه أبو الشيخ كما في الدر المنثور للسيوطي من طريق فرقد السبخي عن إبراهيم النخعي.
رواه بلفظه أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة عن عَلِيٌّ، أنا إِسْمَاعِيلُ، نا عَبَّاسٌ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
رواه سعيد بن منصور في سننه بألفاظ قريبة عن فرقد بن حوشب.
و روي قريب منه عن الحسن و ابن زيد.
و روى سعيد بن منصور في سننه قول بلفظ آخر عن إبراهيم ، منقطع لأن به رجل مجهول هو من روى عن إبراهيم قال: (أن يأخذ عبده بالحقّ)
المسائل التفسيرية بالمسألة:
1- معنى ال التعريف في الحساب: في الآية: ﴿لِلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِینَ لَمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡا۟ بِهِۦۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ سُوۤءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ﴾ [الرعد ١٨]
العهد الذهني و هو الحساب الذي يكون يوم القيامة.
و في الآية (وَٱلَّذِینَ یَصِلُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَیَخَافُونَ سُوۤءَ ٱلۡحِسَابِ (21) الرعد، للعهد الحضوري، لسابق ذكره.
2- متى يكون سوء الحساب: في الآخرة، ذكره ابن كثير
3- المعنى المراد ب( سوء الحساب) ؛
1- المناقشة ( المقايسة بالأعمال) ، رَواهُ أبُو الجَوْزاءِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، يشهد له قول عائشة مرفوعا ( من نوقش الحساب يهلك)، ذكر ذلك النحاس.
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ أوَليسَ يقولُ اللَّهُ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] قَالَتْ: فَقَالَ: إنَّما ذَلِكِ العَرْضُ، ولَكِنْ: مَن نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ
2- أنْ يُحاسَبَ بِذَنْبِهِ كُلِّهِ، فَلا يُغْفَرُ لَهُ مِنهُ شَيْءٌ، رواه ابن جرير عن إبراهيم النخعي، و عن حوشب.
3- ألا تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز لهم عن سيئة، وأن كفرهم أحبط أعمالهم كما قال: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}.ذكره الزجاج.

دراسة الأقوال:
الآية الأولى فيها ذكر لجزاء المعرضين مقابل جزاء من استجابوا لله عز و جل، و هو سوء الحساب الذي يخشاه الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، من استجابوا لله، و سوء الحساب في الآيتين واحد، و يجمع جميع الأقوال؛ فهي لازمة لبعضها البعض، فسوء الحساب هو مناقشة الله للعبد، يقرره بذنوبه، و يوبخه، و يشهد عليه جوارحه، و يأخذه بجميع ذنوبه لا يتجاوز عن أي منها، و هذه لا تكون إلا لمن أعرض و نأى بجانبه عن طريق الله، و هو من عدل الله عز و جل.
و ما عملوا من أعمال حسنة، ظاهرها الصلاح ؛ ليست لله، فهي هباء منثور، لا يقبل منهم.
قال ﷺ: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طُعمة في الدنيا حسناته يُجزى بها في الدنيا، فإذا أفضى للآخرة ما له شيء كما قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23].
و هذا اختيار بن جرير و ابن كثير الذي قال؛ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، أَيْ: يُنَاقَشُونَ عَلَى النَّقِيرِ وَالْقِطْمِيرِ، وَالْجَلِيلِ وَالْحَقِيرِ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir