دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 2 رجب 1441هـ/25-02-2020م, 05:01 AM
ندى توفيق ندى توفيق غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 237
افتراضي

{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ یُدۡعَىٰۤ إِلَى ٱلۡإِسۡلَـٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٧) یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (٨) هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ (٩){ [ الصف]
تتجلى في الآيات الكريمة، أساليب الحجاج المختلفة مع المكذبين، من خلال :
التشنيع على افتراء الكذب على الله تعالى، من خلال معاندة أنبيائه و رسله، و تكذيب رسالاتهم ، وأن لا أحد أظلم من هذا المكذب، و ذلك من خلال الاستفهام الاستنكاري، و صيغة التفضيل "أفعل" الدالة على المبالغة، في قوله تعالى : {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ} ، و يزداد التشنيع بشاعة بوصف حال المكذب، و أنه إنما افترى الكذب و الظلم حال دعوة الرسول له إلى الإسلام و الهدى و الخير و الصلاح، قال تعالى : { وَهُوَ یُدۡعَىٰۤ إِلَى ٱلۡإِسۡلَـٰمِۚ }، إذ كان الأولى به الشكر و التسليم و الاتباع
فهو ضال ّمستمر الضلال؛ دل عليه نفي فعل الاهتداء المضارع، المفيد للتجدد، و هومحروم من الهداية، ليس له نصيب منها، دل عليه مفهوم الموافقة، في قوله تعالى : { وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٧)} ؛ ذلك أنه لم يعتبر بمصير الأمم المكذبة لأنبيائها و رسلها، كقوم موسى و قوم عيسى، الذين تم ذكرهم في مقدمة المحاجة؛ تمهيداً لإقامة الحجة عليهم و على من بعدهم، لاسيما وأن عيسى عليه السلام قد بشر بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من بعده،
قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)} [ الصف]
وبالمقابل فإن مفهوم المخالفة في قوله تعالى : { وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٧)}، يقضي بهداية الله تعالى للمصدقين المتبعين لرسله، المؤمنين برسالته، دون غيرهم
ثم تظهر براعة التعليل، في قوله تعالى :{ یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ }، واضحة جلية في بيان علة التكذيب و الظلم، و تأكيدها بلام التعليل، و هي إطفاء نور الله تعالى المتمثل في رسالته، فكما أن النور يبدد الظلمات، و ينير طريق السالكين، فكذلك الإيمان يبدد ظلمات الكفر و الضلال و يهدي إلى الطريق المستقيم.
كما تضمنت الآية الإشارة إلى ضعف حجتهم، و فساد إرادتهم ، بإضافة النور لله تعالى، فكيف لنور عظيم، صادر من رب العالمين، الذي له صفات الجلال و الكمال أجمعين، أن تطفئه أفواه المكذبين الضالين
ثم يأتي بعد ذلك الإضراب الإبطالي ، ليدحض باطلهم و يفسد مرادهم بقوة ، في قوله تعالى : { وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ} ، حيث أن الجملة الإسمية تدل على الثبوت، و أن نور الله تعالى المتمثل في دينه و شرعه، هو المهيمن الغالب مهما استمر ضلالهم و تكذيبهم،{ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (٨)} و تقدير معنى الشرط فيها : " و إن لم يكره الكافرون بل وإن كره الكافرون"
و هي نتيجة الآية المشابهة في سورة التوبة، في قوله تعالى : {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32]، فإن إتمام النور جاء في صيغة فعلية تدل على مرحلة الحدوث التي تسبق الثبات ، قال تعالى : { وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ}
كما تحدثت السنة المطهرة عن إتمام الله تعالى لنوره و ظهور دينه، في الحديث الذي رواه البخارى في صحيحه : عن خباب بن الأرت: "شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ على رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتّى يَسِيرَ الرّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلّا اللَّهَ، والذِّئْبَ على غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ ".
و في الآية : { هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ (٩){ ، تم نقض دعوى التكذيب، و ردها على أهل الكتاب و المشركين، حيث أفاد ضمير الفصل" هو " و الاسم الموصول" الذي" القصر المؤكد؛ أي أن الله تعالى هو المرسل للنبي صلى الله عليه وسلم، و لا مرسل غيره ، و لم يُذكر المرسل إليهم لعموم رسالته إلى البشرية جمعاء، فهي رسالة تتضمن الهداية للإسلام الحنيف، " لِیُظۡهِرَهُۥ" اللام للتعليل، و الظهور هو النصر و الغلبة و الانتشار، على جميع الأديان، حيث أن التعريف في لفظ " الدين" يفيد الاستغراق، كما أن لفظ " كله" يفيد التوكيد،{ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ}، فذلوا له صاغرين منكسرين
و قد تم النور و لله الحمد و المنة، و صدق وعد الله تعالى، فأعز جنده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده



المصادر و المراجع :
اضواء البيان للشنقيطي
التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
نظم الدرر للبقاعي

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir