دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 19 رمضان 1441هـ/11-05-2020م, 07:24 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

المماراة في القرآن

معنى المراء في القرآن وبيان أنواعه:
المراد بالمراء: (يطلق على وجهين)
الوجه الأول: الاختلاف في القراءة بين الأحرف أو تفضيل بينها أو التكذيب ببعضها.
نزول القرآن على سبعة أحرف وهي سبع لغات.
أوجه الاختلاف: قول ابن مسعود (فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال)
إجماع المسلمين على مصحف عثمان: كفاهم شر المراء الذي نهى عنه النبي، وهو المراد بالوجه الأول.

الوجه الثاني: بين أصحاب الأهواء وأهل المذاهب، والبدع، وهم الّذين يخوضون في آيات اللّه، ويتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله، وهذا الوجه باقي إلى الآن.

حكم المراء في القرآن:
أن المراء فيه كفر، كما في حديث عمرو بن العاص وحديث أبي جهيم الأنصاري وحديث أبي هريرة.
بيان معنى اختلاف الفقهاء، وأنه لا يدخل في المراء في القرآن.
من أسباب المراء في القرآن: الخلاف المذهبي، كما ذكر النووي.

نهي النبي عن المراء في القرآن:
كما في الحديث: لا تماروا في القرآن، وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: (دعوا المراء في القرآن)
وفي حديث جماعة من الصحابة: (أبهذا أمرتم، أوليس عن هذا نهيتم)
قصة عبد الله بن مسعود مع اثنين من الصحابة واختلافهم في سورة الأحقاف
قصة عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم، وتعقيب النبي: (هكذا أنزل إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)
قصة أبيّ بن كعب مع النبي عند إنكاره لقراءة أحد الصحابة.

وصايا السلف في النهي عن المراء:
وصية عمر بتعلم العلم للسكينة والحلم والتواضع.
وصية ميمون بن مهران: فإنك إذا ماريت الجاهل خشن بصدرك، ولم يطعك، وإذا ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت
إن أغر الضلالة الرجل يقرأ القرآن لا يفقه فيه، فيعلمه الصبي والمرأة والعبد، فيجادلون به أهل العلم
وصية الآجري في الشريعة: (ليقرأ كل إنسان كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتقوا الله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه).
قال عمر: "اقرؤوا القرآن ما اتفقتم عليه، فإذا اختلفتم فقوموا"

عواقب المراء وسوء نتائجه: (كما في حديث جماعة من الصحابة وغيره)
- أنه من أسباب لعن الأمم من قبلنا، كما في حديث عبد اللّه بن عمرو، وأثر ابن عباس.
- وقلة خيره
- ونفعه قليل
- ويهيج العداوة بين الإخوان
- وأن المراء لا تؤمن فتنته
- وأن المراء يورث الشك ويحبط العمل
- وأن المماري قد تمت حسراته
- وكفى بالمرء إثما لا يزال مماريا.
- وأن المماري لا يشفع له النبي يوم القيامة.
- وأول ما نهى الله تعالى عنه نبيه بعد عبادة الأوثان، وشرب الخمر.
- وأنه يحبط العمل.
- وأنه يمحق الدين، كما في أثر علي رضي الله عنه
- وإنه ساعة جهل العالم، كما في أثر مسلم بن يسار.
- وبه يبتغي الشيطان زلته، كما في أثر مسلم بن يسار.
- وإنك إذا ماريت الجاهل خشن بصدرك، ولم يطعك، وإذا ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت.
- وإذا كثر مراء القارئ، فقد أحكم الخسارة، كما في أثر يزيد بن أبي حبيب.
- وأنه من أسباب افتراق أهل الكتاب.

فضل من ترك المراء:
من صفات الفرقة الناجية: من لم يمار في دين الله تعالى، ولا يمارون في دين اللّه عزّ وجل.

امتثال أهل العلم من التابعين لهذا الأمر:
قال الآجري في الشريعة: (لما سمع هذا أهل العلم من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين لم يماروا في الدين، ولم يجادلوا، وحذروا المسلمين المراء والجدال)


التحذير من القول في القرآن بغير علم

تحذير النبي من القول في القرآن بغير علم، وسوء عاقبته:
في حديث ابن عباس: (فليتبوّأ مقعده من النار)
الحديث : (ألجم يوم القيامة بلجامٍ من نار)
الحديث : (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)
أنه من أسباب اختلاف الأمة: كما في حديث عوف بن مالك: (تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ...)
وهو سبب ضلال بني إسرائيل: كما في حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا: (لم يزل أمر بني إسرائيل مستقيما ... فقاسوا ما لم يكن بما كان فضلّوا وأضلّوا)

التحذير من الاختلاف في القرآن
نهي النبي عن الاختلاف في القرآن:
الأحاديث في أمر النبي بقراءة القرآن ما اتفقت عليه القلوب، والقيام عند الاختلاف فيه.
قصة طلب النبي كتاب ليكتبه في مرضه (قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع)
غضب النبي لاختلاف الصحابة في القرآن (فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية)
فإنّه يوقع الشّكّ في قلوبكم {ما ضربوه لك إلّا جدلًا بل هم قومٌ خصمون}

كيفية تعامل المسلم مع القرآن:
إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه.
انظروا الذي أمرتم به فأعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه
أمر النبي لأصحابه بالقراءة كما تعلموا، وحديث: (كلاكما محسن)
وفي حديث أبي أمامة مرفوعا: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه لم تضل أمة إلا أوتوا الجدل)
الآثار في نهي ابن عباس عن القول بالرأي في القرآن.
الالتزام في التفسير بما جاء عن النبي والصحابة والتابعين والسلف الصالح

من آداب تعلم وتعليم القرآن:
كراهة ابن عباس للمسارعة في القرآن لئلا يكون سببا للخلاف وموافقة عمر له
ينبغي لمن لقّنه الأستاذ ألا يجاوز ما لقّنه، إذا كان ممّن قد أحبّ أن يتلقّن عليه. وإذا جلس بين يدي غيره لم يتلقّن منه إلا ما لقّنه الأستاذ؛ أعني بحرفٍ غير الحرف الّذي تلقّنه من الأستاذ، فإنّه أعود عليه وأصحّ لقراءته.
كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: "أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله"
النهي عن التكذيب بآيات الله: كما في قول عبد الله بن مسعود: (أتكذب بكتاب الله)، (فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله)

فضل ابن مسعود وحرصه على طلب العلم:
والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة.

الحذر من الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن
تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته من قومٍ يجادلون بمتشابه القرآن:
فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه، أو به، فهم الذين عنى الله تعالى، فاحذروهم

كراهية العلماء للسؤال عن عضل المسائل والأغلوطات:

قصة صبيغ مع عمر بن الخطاب:
نهيه لأهل البصرة عن مجالسته
عقوبة الإمام لمن يجادل في متشابه القرآن
أن هذه العقوبة لا تنطبق على من يسأل عن التفسير ومعاني كلمات كتاب الله
وصية عمر في التعامل مع المجادلين في متشابه القرآن ومحاجتهم بالسنن

قصة علي بن أبي طالب مع ابن الكواء ونهيه له عن السؤال فيما لا ينفع

تفسير قوله تعالى {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات}:
المراد بالمحكمات والمتشابهات
المراد بالفتنة في قوله تعالى: {فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة} أنها الضّلالة
تفسير أبي أمامة وقتادة للذين يتّبعون ما تشابه من القرآن بالخوارج وأهل البدع
المراد بالحروريّة والسّبائيّة
كفر الجهميّة الّذين أزاغ اللّه قلوبهم بما تأوّلوه من متشابه القرآن

من أسباب هلاك الأمة في القرآن:
تعلمه وتأويله على غير ما أنزل الله

ما ينبغي على المسلم فعله تجاه الآيات المتشابهة:
ردها إلى أولي العلم
علمه أن القرآن تبيان لكل شيء، لكن علمنا يقصر عنه.
مجادلة أهل الأهواء بالسنن

ذم الجدال بالقرآن

نهي النّبيّ عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والمكالمة معهم والاستماع إلى أقوالهم المحدثة وآرائهم الخبيثة:
في الحديث: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}
وفي حديث معاذ بن جبلٍ: "إيّاكم وثلاثةً: زلّة عالمٍ، وجدال المنافق بالقرآن، ودنيا تقطّع أعناقكم، فأمّا زلّة العالم فلا تقلّدوه دينكم، وإن زلّ فلا تقطعوا عنه أناتكم، وأمّا جدال المنافق بالقرآن فإنّ للقرآن منارًا كمنار الطّريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردّوه إلى عالمه، وأمّا دنيا تقطّع أعناقكم فمن جعل اللّه في قلبه الغنى فهو الغنيّ".
وفي الحديث: «لا تجادلوا في الدّين أحدًا، ولا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فواللّه إنّ المؤمن ليجادل به ليغلب، وإنّ المنافق ليجادل به فيغلبه»

أقوال السلف في عواقب الجدال بالقرآن:
قول ابن عون: قال محمّدٌ "إنّ أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم}"
وقول عمر: "يهدم الإسلام زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وحكم الأئمة المضلين"
وقول عمر بن الخطّاب: " إنّ أخوف ما أخاف عليكم ثلاثةٌ: جدال المنافق بالقرآن لا يخطئ واوًا ولا ألفًا يجادل النّاس أنّه أجدل منهم ليضلّهم عن الهدى، وزلّة عالمٍ، وأئمّة المضلّين، ثلاثٌ بهنّ يهدم الزّمن
وقول عليّ بن أبي طالب: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.
وقول أبي العالية: " آيتان في كتاب اللّه ما أشدّهما على الّذين يجادلون في القرآن: {ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا}، {وإنّ الّذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد}.
وقول الحارث العكليّ: «إذا جلس الرّجلان يختصمان في الدّين فليعلما أنّهما في أمر بدعةٍ حتّى يفترقا».
وعن مجاهد: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا} قال: يكذّبون بآياتنا".
وقال معاذ: "إنّما أخشى عليك ثلاثةً من بعدي: زلّة عالمٍ، وجدال منافقٍ في القرآن، والقرآن حقٌّ، وعلى القرآن منارٌ كمنار الطّريق، فما عرفتم منه فخذوه، ومن لم يكن غنيًّا من الدّنيا فلا دين له ". قال عبد المؤمن فسألت أبي: «ما يعني بهذا؟» فقال: " سألناه، فقال: " من لم يكن له من الدّنيا عملٌ صالحٌ فلا دين له"

المراء في القرآن والخصومة فيه والتّعاطي لتأويله بالآراء والأهواء لإقامة دولة البدع، وابتغاء الفتنة بغير علمٍ كفرٌ وضلال:
قال الزّبير: إنّ «القرآن قد قرأه كلّ قومٍ فتأوّلوه على أهوائهم، وأخطئوا مواضعه، فإن رجعوا إليك، فخاصمهم بسنن أبي بكرٍ وعمر رحمهما اللّه، فإنّهم لا يجحدون أنّهما أعلم بالقرآن منهم، فلمّا رجعوا، فخاصمتهم بسنن أبي بكرٍ وعمر فواللّه ما قاموا معي، ولا قعدوا»
وعن قتادة في قوله {ومن النّاس من يجادل في اللّه بغير علمٍ} قال: «صاحب بدعةٍ يدعو إلى بدعته»

النّهي عن مجالسة أهل البدع ومن يماري بالقرآن

وصية الله لنبيه بالحذر من أهل الأهواء وألا يقعد معهم إلّا أن ينسى، فإذا ذكر فليقم:
في قوله تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره وإمّا ينسينّك الشّيطان فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين}
وقال تعالى: {وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنّكم إذًا مثلهم إنّ اللّه جامع المنافقين والكافرين في جهنّم جميعًا}
وقال قتادة: في قوله تعالى {فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}: نهاه اللّه أن يجلس مع الّذين يخوضون في آيات اللّه، يكذّبون بها، وإن نسي، فلا يقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين.
وقال مجاهد في قوله تعالى: {يخوضون في آياتنا}: «يكذّبون بآياتنا»، وقال أيضا: يستهزئون، نهى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقعد معهم إلّا أن ينسى، فإذا ذكر فليقم، وذلك قوله: {فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين}

وصايا السلف بعدم مجالسة أهل البدع:
قال ابن عون: كان محمّدٌ يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} يعني أهل الأهواء
وقال محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه»
وقال أحمد بن حنبل حين سئل عن القرآن: "كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم"
وقال الفضيل بن عياض: "لا تجادلوا أهل الخصومات فإنّهم يخوضون في آيات اللّه"

هدي السلف في ترك المراء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن لا يماري ولا أشفع للمماري يوم القيامة فدعوا المراء لقلة خيره))
وقال عليّ عبد العزيز بن الماجشون: "احذروا الجدل، فإنّه يقرّبكم إلى كلّ موبقةٍ، ولا يسلّمكم إلى ثقةٍ، ليس له أجلٌ ينتهي إليه، وهو يدخل في كلّ شيءٍ، فاتّخذوا الكفّ عنه طريقًا"
وقال الحسن البصري: الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته أن ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.
وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال: ما {الناشطات نشطا}؟ فقال: لو كنت محلوقا لضربت عنقك
وقال مهدي بن ميمون: سمعت محمدا يعني ابن سيرين: وماراه رجل في شيء. فقال محمد: إني أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكني لا أماريك
وقال عون بن عبد اللّه: «لا تفاتح أصحاب الأهواء في شيءٍ، فإنّهم يضربون القرآن بعضه ببعضٍ»
وقال مالك: كان سليمان بن يسارٍ «إذا سمع في مجلسٍ مراءً قام وتركهم»

التفريق بين من سأل مسترشدا، ومن جاء مناظرا مجادلا مخاصما، والأخير هو من جاء فيه النهي عن المراء.

بيان تواتر القرآن
الإجماع على تواتر القرآن:
نقل الزركشي إجماع الأمة على تواتر القرآن في أصله وأجزائه.
من الحفظ المذكور في قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، تواتره، وهذا من العلم اليقيني.
أن البلاغ العام المذكور في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} هو بالتواتر
أن ما نقل آحادا من القرآن ولم يتواتر: نقطع بأنه ليس من القرآن.

اختلاف الأصوليين في ثبوت تواتر ترتيب السور:
ذكر الزركشي في ذلك قولين:
الأول: تواتر القرآن في محله ووضعه وترتيبه، وهو إجماع المحققين من أهل السنة.
الثاني: أن التواتر ليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه بل يكثر فيها نقل الآحاد، وهو قول كثير من الأصوليين، واستدلوا عليه بصنيع الشافعي في إثبات البسملة من كل سورة.

ترجيح الزركشي للقول الأول، ورد القول الثاني لسببين:
الأول: لأنه لو لم يشترط التواتر في الجميع لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر مثل: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} و{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.
الثاني: لأن إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز ثبوت كثير مما ليس بقرآن بنقل الآحاد.

نسب القاضي أبو بكر في الانتصار لقوم من الفقهاء والمتكلمين إثبات القرآن حكما لا علما بخبر الواحد، ثم ذكر الزركشي رد أهل الحق وامتناعهم من ذلك القول.

عدم جواز القراءة بالشاذ:
نقل الزركشي زعم بعض المتكلمين بجواز القراءة بما يحتمله الإعراب ولو لم يثبت رواية، ثم عقبه بأنه خطأ وأنكره أهل الحق.

شبهات الطاعنين في القرآن لا تقدح في ثبوت تواتره
حفظ الله لكتابه من الزيادة أو النقص ورد طعن الطاعنين واختلاف الضالين في القرآن: مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
إجماع الأمة على أن المراد بحفظه تعالى: حفظه على المكلفين للعمل به، وحراسته من وجوه الغلط والتخليط.
أن المعتبر في العلم بصحة النقل والقطع على فنونه: مجيئه عن قوم ثبت بهم التواتر وقامت بهم الحجة، وليس عدم وجود المخالف.
أن هذا التواتر وثبوته يسقط اعتراض الملحدين ونقض مطاعن الرافضة، ويوجب القطع على صحة نقل مصحف الجماعة وسلامته وحفظه وصيانته من التغيير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir