دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #15  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 03:49 PM
الصورة الرمزية أنس بن محمد بوابرين
أنس بن محمد بوابرين أنس بن محمد بوابرين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: مراكش المغرب
المشاركات: 619
افتراضي

السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
- الإخلاص والصدق : يدل عليه أحوال منها : أن الإمام أحمد لما قال له عمه توارى أبى ذلك لتمام صدقه فيما يعتقد ، وإخلاصه لله فيما يدين به ربه .
ومنها :اعتراضه على كتاب المأمون (الحمد الذي ليس كمثله شيء وهو خالق كلّ شيء..).
ومنها :عدم مصانعته للأمراء في قولهم بخلق القرآن .
- اليقين : يدل عليه إيمانه العميق أن العاقبة له وللحق الذي يعتقده ، وأن الباطل مهما علت شوكته ، والأمير مهما اشتدت سطوته ، فإن اللله غالب على أمره لا محالة ، وقد تعاقب على تعذيبه رضي الله عنه ثلاثة من الأمراء ، وكان دائم اليقين بنصر الله له وفرجه، ولذا لم يغير ولم يبدل .
- الصبر والثبات : وهو ظاهر لا يخفى ، فإنه رحمه الله برغم شدة الإذاية بقي صامدا ثابتا صابرا محتسبا ، لم يجزع ، ولم يتسخط ، ولم يبدل معتقده ولم يغير .
- الحجة غالبة : فإن الله تعالى قهر بالإمام أحمد رعيلا من المبتدعة ، وأوهى به شبههم ، وقمع به ضلالتهم .

المجموعة الأولى :

س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟
لم يزل العلماء قبل حدوث فتنة خلق القرآن يقولون: القرآن كلام الله،حتى إذا حدثت فتنة القول بخلق القرآن، ووقع الناس فيما وقعوا فيه من القول بخلق القرآن؛ لم يجدوا بدّا من التصريح أنه غير مخلوق، وذلك أنّه كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة.
وقد سئل أحمد : هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!).
أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامَّةَ بذلك، وفتنوا بعضَ الولاةِ والقضاةِ بذلك: وَجَبَ التصريحُ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، بياناً للحقّ، ودفعاً للَّبس.
س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن.


أولا:الرافضة:اختلفوا على فرق كثيرة، وأخبثهم الاثنا عشرية القائلون بتحريف القرآن، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليٌّ، وأن للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطنا لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ مقدّميهم. ولاشك ن من قال بها فقد كفر بالقرآن العظيم الذي أنزله الله هدى للناس وتكفل بحفظه.
ثانيا :الجهمية الأوائل أتباع جهم بن صفوان؛ فإنهم أنكرواسائر الأسماء والصفات وقالوا بخلق القرآن ، وقد أجمع السلف على تكفيرهم.
ثالثا: المعتزلة: قالوا بأنّ القرآن مخلوق وزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء .
رابعا : الكرَّاميّة أتباع محمّد بن كرّام السجستاني (ت:255هـ)، اشتهر بالتعبد؛قيل: إنه مات وأتباعه نحو عشرين ألفاً. ولم يعن بمجالسة أهل العلم ولا الأخذ عنهم، واشتغل بالكلام في التعبد فاتبعه خلق كثير في زمانه .وقد زعم أن الإيمان هو مجرَّدُ الإقرارِ باللسان ، وهو من أخبث أقوال المرجئة، وقد اختلفت الكرامية على فرق، وقدخالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة.
خامسا: الزيدية أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ت:120هـ)، وقد زعم الشهرستاني في الملل والنحل أن زيد بن علي تتلمذ على واصل بن عطاء، وأن أوائل الزيدية معتزلة، وهذا القول أنكره ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكارا شديدا، وأكثر النقل عن جماعة من أئمة الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن.
وأما الكلابية والماتريدية والأشاعرة فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.
وأوّل من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: بعد 240هـ)، وكان في عصر الإمام أحمد؛ وتبعه عليه الآخرون.
ولا شك أن هذا القول باطل مخالف لما دلّت عليه النصوص الصحيحة الصريحة المتقدّم ذكرها، ولما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله، ولذلك أنكره أئمة أهل السنة إنكاراً شديداً.
وأما أبو الحسن الأشعري بعد ابن كلاب فسلك طريقته في الرد على المعتزلة، لكنه استدرك عليه؛ فقال: الحكاية تقتضي مماثلة المحكي، وليست الحروف مثل المعنى، بل هي عبارة عن المعنى ودالة عليه.
فلذلك ذهب إلى أن القرآن عبارة عن كلام الله، يريدون بذلك أن القرآن ليس كلام الله حقيقة، ولكنه عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وهذا ضلال مبين في مسألة صفة الكلام لله عز وجل.
ومن الأشاعرة من يطلق القول بأن القرآن كلام الله لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة.
فالفرق بين قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن؛ هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله، والأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأن الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف.
ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه.
والفرق بين المعتزلة والأشاعرة:
أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة.وكلا القولين باطلان.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
ففي الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
وفي رواية: (فما رأيتُ خَلقاً يقول بهذه المقالة -يعني بخلق القرآن - ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رُمي بالزَّندقة).
ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا.
ثمّ إنّه طُعن في عنقه وأصابه (وَرَشْكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته في يوم الشكّ من رمضان سنة 219هـ؛ قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.

وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛ فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك.
وأما أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه، وخليفته في مجلسه بعد موته.
فاستدعاه والي مصر؛ فامتحنه فأبى أن يجيب، ووكان ابن أبي دؤاد قد أمر أن يُحمل إلى بغداد في أربعين رطلاً من حديد يقيّد بها ويغرّمها من ماله إن لم يجب.
فيكون وزن القيد نحو 15 كيلوجرام من الحديد.
قال الربيع بن سليمان: (كان البويطي أبدا يحرك شفتيه بذكر الله، وما أبصرت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من البويطي، ولقد رأيته على بغل في عنقه غل، وفي رجليه قيد، وبينه وبين الغل سلسلة فيها لبنة، وزنها أربعون رطلا، وهو يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم).
وترك في السجن إلى أن مات في قيوده سنة 231هـ.
وأما نعيم بن حماد المروزي: وهو أوّل من صنّف المسند، وهو الذي حثّ الإمام أحمد على كتابة المسند،وهوممن حبس في تلك المحنة مع البويطي
قال الذهبي: (حُمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البويطي مقيدين، فمات نعيمٌ بسرَّ من رأى)
وروى الخطيب البغدادي عن نفطويه أنَّه جُرَّ بأقياده فألقي في حفرة، ولم يكفَّن ولم يصلَّ عليه، بأمرٍ من صاحب ابن أبي دؤاد.
الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم، وقد أكثر الترمذي من الرواية عنه.
أحمد بن نصر الخزاعي
وفي آخر شعبان من تلك السنة أُحضر أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق؛ وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه، قال له: ما تقول في القرآن؟
قال: كلام الله.
قال: أفمخلوق هو؟
قال: كلام الله.
قال: فترى ربك في القيامة؟
قال: كذا جاءت الرواية.
قال الواثق: ويحك! يُرى كما يُرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان، ويحصره ناظر! أنا كفرت بمن هذه صفته.
ثمّ قال لمن حضره من قضاة المعتزلة: ما تقولون فيه؟
فقال عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.
وقال أبو عبد الله الأرمني: اسقني دمه يا أمير المؤمنين.
وقال ابن أبي دؤاد: هو كافر يستتاب، لعلّ به عاهةً أو نقصَ عقل.
فقال الواثق: إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي.
ثم نهض إليه بالصمصامة -وكانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي أهدي لموسى الهادي ثم صار إليه؛ فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط على النطع صريعا رحمه الله وتقبّله في الشهداء.
قال جعفر بن محمد الصائغ: رأيت أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله.
وذكر السرّاج عن إبراهيم بن الحسن أنه قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوةٌ حتى لقيتُ الله، فضحك إلي.
ثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وربطوا في أذنه ورقة كتبوا فيها: (هذا رأس أحمدَ بنِ نصر بن مالك، دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه، فأبى إلا المعاندة، فعجله الله إلى ناره).
وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.
وذُكر عند الإمام أحمد فقال: (رحمه الله ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه).
وقال أيضا: (ما دخل على الخليفة أحد يصدقه سواه).
وكان جدّه مالك بن الهيثم أحد نقباء الدولة العباسية، وأخوه أميراً من أمراء الجيوش مات سنة 208هـ، ولم يشفع له ذلك عندهم.
وممن أوذي في هذه المحنة من المحدّثين: فضل بن نوح الأنماطي؛ ضُرب،وفرقوا بينه وبين امرأته.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir