دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1437هـ/27-03-2016م, 06:46 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي تقارير يوم الأحد / كتاب خلاصة تفسير القرآن.

تقارير يوم الأحد
مقدمة في ذكر أوصاف القرآن العامّة الجامعة.
علوم التوحيد والعقائد والأصول.


الموضوعات على الترتيب:
1: علاء عبد الفتاح.
- مقدمة في ذكر أوصاف القرآن العامة
.
- بيان ما تشتمل عليه الفاتحة
.

2: ماهر القسي.
-
بيان ما تشتمل عليه آية: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم } الآية.
- آية الكرسي وبيان الشفاعة ولمن هي.

3: نورة الأمير.
- الطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا الله.

- آيات كونية تدل على وحدانية الله.

4: فاطمة بنت سالم.
- منة الله على الناس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
- دحض شبهات الكفار حول النبي صلى الله عليه وسلم.

5: سارة المشري.

- وجوب الإيمان بالآخرة ووصف ما فيها.
- وجوب الإيمان بالملائكة والرد على منكريهم.
-
ذكر الفوائد والثمرات المترتبة على التحقق بهذه العقائد الجليلة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الآخرة 1437هـ/27-03-2016م, 10:03 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

الطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو
أورد تعالى في كتابه آيات شهدت بأنه لا إله إلا هو سبحانه ، منها ما صرح بذلك ومنها ما دل عليه وأشار إليه عبر دلالات تفضي لوجوب العلم باستحقاقيته الوحدانية سبحانه نذكر منها:

1- {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]
*معاني الكلمات:
القسط: أي العدل الكامل.
*لوازم الشهادة باستحقاق الله الانفراد بالعبادة:
إن من لوازم الشهادة على استحقاق الله انفراده بالعبودية ، الشهادة بذلك على جميع أحكام الشرع وأحكام الجزاء.
*لوازم الإيمان بقيام الله بالقسط:
من لوازم وصف الله بقيامه بالقسط أن هذا شامل للعبادات الشرعية والمعاملات وتوابعها فكلها عدل من الله لا ظلم فيها .
*فوائد منتقاة على ضفاف هذه الآية:
- هذه الشهادة من أعظم الشهادات على الإطلاق لأنها صدرت من أعظم شاهد الله العظيم ثم من أعظم مخلوقاته الملائكة الطاهرين ومن أعلم الناس أولوا العلم العاقلين .
- استدلال الله على أحقيته بالانفراد بالعبادة بشهادة أولي العلم فيه دلالة على عظمة منزلتهم لديه ، وذلك لكونهم وسائط بين الله وعباده ، فقد أمر الله الناس بسؤالهم والرجوع إليهم إذا اختلفوا ، وهم المكلفون بتبليغ دين الله وشرائعه ، وكذلك شهادة أولي العلم بوحدانية الله هي أعظم شهادة قد يصلون إليها ، ومن وصل للعلم بذلك فهو عالم ما دام شهد بذلك وعمل بمقتضاه .

2-{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19]
*من لوازم العلم بوحدانية الله:
إقرار القلب ومعرفته بمعنى ما طلب منه علمه، وذلك لا يتم إلا بالعمل بمقتضاه .
* حكم العلم بوحدانية الله:
فرض عين على كل إنسان .
*الطرق المفضية للعلم بوحدانية الله:
ولأن العلم بالشيء يتوقف على معرفة الطريق المفضي إلى معرفته وسلوكها ، فإن الطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو يكون بعدة أمور نذكر منها:

1- تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته ، وهو أعظم الطرق وأقواها ، فإن معرفته توجب بذل الجهد في التعبد له واليقين أنه لا يستحق الألوهية سواه.
2- العلم بانفراده بالخلق والرزق والتدبير ، فبالتالي يوصل هذا إلى العلم بانفراده في ألوهيته.
3- العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية ، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته والإنابة إليه.
4- ثواب الله لأوليائه بالنصر والنعم المعجلة ، وعقوبته لأعدائه ، من براهين استحقاقه الانفراد بالألوهية.
5- معرفة الأنداد التي عبدت مع الله ، وأنها ناقصة فقيرة لا تنفع ولا تضر ، يبطل إلهيتها ويؤكد تفرد الله بألوهيته.
6- اتفاق الكتب الإلهية على توحيد الله تؤكد استحقاقه للألوهية.
7- اتفاق الرسل والعلماء الربانيين على تفرد الله بالعبادة يؤكد استحقاقه لذلك.
8- ما أوجده الله من آيات أفقية ونفسية والتي تدل أعظم دلالة على توحيده بلسان الحال والمقال.
9- ما أوجده الله في شرعه من آيات محكمة وحقوق عادلة وإحسان متنوع يدل على أنه لا يستحق العبادة أحد سواه .
10- الطريق الأعظم الجامع لكل ما ورد والدال على ألوهية الله وحده هو (القرآن العظيم) فتدبره والتأمل في آياته يفضي إلى العلم بتوحيد الله.
فهذه كلها طرق دالة على العلم بأنه لا إله إلا الله ، وكلما ازداد العبد سلوكا لهذه الطرق ورغبة فيها ، ازداد يقينه ورسخ إيمانه .
*آيات اشتملت على أسماء الله وصفاته المؤكدة لوحدانيته:
وكما ذكرنا أن تدبر أسماء الله وصفاته يفضي إلى الإيمان بوحدانيته ، فإن هذه الآيات قد اشتملت على الكثير من أسماء الله الحسنى والتي عليها مدار التوحيد والاعتقاد ، ونلخص تفسيرها في نقاط:
3- {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ - هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ - هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
-(هو الله الذي لا إله إلا هو) أخبر أنه المألوه الذي لا يستحق العبادة سواه ، وذلك لكماله وإحسانه وتدبيره وحكمه التي لا توجد بغيره ، فلذا استحق انفراده بالعبادة ، ثم سرد من أسمائه وصفاته ما يؤكد استحقاقيته لذلك ونذكرها على حدة.
-(عالم الغيب والشهادة) فهو العالم بما حضر وما غاب ، وما مضى وما يستقبل وما هو حاضر ، وما في العالم العلوي والسفلي ، وما ظهر وما بطن ، فلا يخفى عليه شيء.
-(هو الرحمن الرحيم) وسعت رحمته الخليقة بأسرها وملأت الوجود كله .
-(الملك) الذي له الملك التام المطلق ، فقد امتلك صفات الملك ونعوت العظمة والكبرياء ، وله التصرف المطلق في جميع الممالك.
-(القدوس السلام) المقدس المعظم الذي سلم من جميع العيوب والنقائص.
-(المؤمن) المصدق لرسله وأنبيائه بما جاءوا به من الآيات البينات والبراهين .
-(العزيز) الذي له العزة كلها بجميع أنواعها: 1-عزة القوة ، فهو القوي المتين . 2- عزة القهر والغلبة لكل مخلوق ، فكلهم نواصيهم بيده . 3- عزة الامتناع ، فلا يعارض ولا يمانع وليس له نديد ولا ضديد.
-(الجبار) الذي قهر جميع المخلوقات ودانت له الموجودات ، وجبر بلطفه القلوب المنكسرات.
-(المتكبر) عن النقائص والعيوب وعن مشابهة خلقه ومماثلتهم .
-(هو الله الخالق البارى المصور )الخالق لجميع المخلوقات ، البارئ بحكمته لجميع البريات ، المصور بحسن خلقه لجميع الموجودات.
-(له الأسماء الحسنى) وقد ورد في الحديث الصحيح: «إن لله تسعة وتسعين اسما؛ مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة» - يعني: أحصى ألفاظها وحفظها وعقلها وتعبد لله بها -، فهو تعالى الذي له كل اسم حسن، وكل صفة جلال وكمال، فيستحق من عباده كل إجلال وتعظيم وحب وخضوع، كما أن في إحصاء أسمائه دليلا للعلم بوحدانيته.
-(يسبح له ما في السماوات والأرض) من المكلفين والحيوانات والأشجار والجمادات.
-(وهو العزيز الحكيم) وحكمته على نوعين : 1- حكمة في خلقه 2- حكمة في شرعه.

4-بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4]
فهذه السورة أصل عظيم من أصول الإيمان وقد تضمنت توحيد الأسماء والصفات الذي من لوازمه توحيد الألوهية:
-(قل هو الله أحد) أي: قل قولا جازما معتقدا فيه عارفا بمعناه عاملا بمقتضاه: الله أحد ، أي: الذي انحصرت فيه الأحدية والتفرد بصفات الكمال .
-(الله الصمد) أي: السيد الذي انتهى سؤدده، الذي صمدت له المخلوقات وقصدته في حاجاتها.
-(لم يلد ولم يولد) وهذا من كماله لأنه الغني المالك واتخاذ الولد ينفي ملكه وغناه .
-(ولم يكن له كفوا أحد) أي: ليس له مكافئ ولا مثيل في أسمائه وصفاته وأفعاله.

5-{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}
ففي هذه الآية إثبات وحدانية البارئ وإلهيته، وتقريرها بنفيها عن غيره من المخلوقين، والاستدلال على ذلك بتفرده بالرحمة، التي من آثارها جميع البر والإحسان في الدنيا والآخرة
-(وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو) يخبر تعالى أنه المتفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فليس له شريك ولا سمي ولا كفو ولا نظير، فإذا تقرر ذلك فإنه هو المستحق للعبادة.
-(الرحمن الرحيم) المتصف بالرحمة العظيمة التي وسعت كل شيئ ، وعمت كل ميت وحي.

آيات كونية تدل على وحدانية الله
ذكرنا أن من الطرق الموصلة لمعرفة أن لا إله إلا الله هو التأمل في آياته الكونية ، وقد ذكر الله بعض آياته الكونية في كتابه نذكرها ملخصين تفسيرها:
1- {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]
-(إن في خلق السماوات والأرض) يخبر تعالى أن في هذه المخلوقات العظيمة دلالة على وحدانيته وعظيم سلطانه ، ففي خلق السماوات وارتفاعها واتساعها وإحكامها ، وفي خلق الأرض وجعلها مهادا للخلق يمكنهم القرار عليها والانتفاع بها ، ما يدل على انفراد الله بالخلق والتدبير .
-(واختلاف الليل والنهار) أي: تعاقبهما واختلافهما في الحر والبرد ، والطول والقصر ، وما ينشأ عنهما من انتظام مصالح الآدميين ، ما يدل على سعة علم الله وشكول حكمته ، مما يضطر العباد إلى معرفة ربهم والإخلاص له.
-(والفلك التي تجري في البحر) وهي السفن والمراكب التي ألهم الله عباده صنعها ، وأقدرهم عليها بتيسير أسبابها ، فمن سخرها لهم هو الله الواحد سبحانه.
-(وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) وهو المطر النازل من السحاب ، والذي عن طريقه يظهر الله الأقوات التي لا يمكن للعباد المعيشة بدونها ، إن في ذلك لبرهانا على استحقاقية الله العبادة وحده.
-(وبث فيها من كل دابة) فنشر الله في أقطاب الأرض الدواب المتنوعة وسخرها للآدميين .
-(وتصريف الرياح) التي تارة ما تكون باردة وتارة ما تكون حارة، تارة جنوبا وتارة شمالا ، تارة تلقح وتارة تمزق ، فالذي صرفها وتب عليها المنافع للعباد ما هو إلا العزيز الحكيم المستحق للعبادة وحدة سبحانه.
-(والسحاب المسخر بني السماء والأرض) ففي تسخير الله لهذا السحاب ، وجعله بهذه الخفة واللطافة ، يحمل الماء الكثير فيسوقه إلى حيث يشاء الله ، فيسقي العباد ينفع البلاد.
-(لآيات لقوم يعقلون) فالعاقل من تأمل في ذلك كله ، ثم ازداد يقينا بأنه لا يستطيع هذا إلا الله ، ولا يشابه ذلك أحد ولا يناده ، فسبحان من تفرد بهذا كله ، ولا إله إلا هو.

*ثمرة التفكر في مخلوقات الله:
في تدبر العاقل لهذه المخلوقات ، وتغلغل فكره في بدائع الكائنات ، ما يوصله إلى أن خالقها واحد لا شريك له ولا نظير ، وهذه أعظم ثمرات التفكر وأهمها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1437هـ/28-03-2016م, 10:21 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر عناصر الدرس الأول: مقدمة في ذكر أوصاف القرآن العامة الجامعة

* البداءة بالبسملة
حيث بدأ بالبسملة، ثم الحمدلة، ثم الدعاء والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم فهذه من آداب التأليف.
* السبب من تأليف الشيخ لهذا الكتاب
هو إشارة بعض العارفين الناصحين علي الشيخ أن يصنف كتاباً مختصراً في التفسير ليكون أسهل في القراءة حيث أن الطول يمنع من الاستمرار في القراءة، والتفسير من أهم العلوم التي يجب أن يُقرأ فيها.
* فائدة من الوقوف علي تفسير بعض القرآن
أن هذا يفتح الباب ويعين أعظم العون علي معرفة تفسير باقيه، حيث أن الله جعله مثاني يثني الله فيه العلوم النافعة وهذا من تيسير الله تعالي له حيث قال:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]
= أنه يكون تدرب علي التفسير، ووسيلة إلي معرفة باقية.
* بيان طريقة الشيخ رحمه الله في الكتاب
- كما سبق أن الشيخ لزم الاقتصار علي تفسير الآيات المذكورة في الكتاب فقط.
- الاقتصار علي خلاصة ذلك التفسير.
- ذكر كل موضوع علي حده لما في ذلك من التقريب والسهولة وجمع المعاني التي في فن واحد في مكان واحد قدر الإمكان وإلا فإن آيات القرآن تمتزج فيها المعاني والعلوم مزجاً عجيباً وهذا من كماله وعظمته فتمتزج فيه الأصول بالفروع ونجد الترغيب في آيات الترهيب والعكس إلي غير ذلك.
* من شروط الانتفاع بالقرآن
القرآن هديً لمن تحقق فيه شرطين؛
الأول: لمن تفكر وتدبر آيته وأقبل عليها وعقِلَها.
الثاني: لمن حسن قصده فمن كان قصده مقاومة القرآن أو معارضته فهذا لن ينتفع منه بشئ.
* ذكر بعض أوصاف القرآن وبيانها
=وصفه بالهدي، والرشد
فالقرآن يهدي الناس ويرشدهم لكل ما تحتاجونه في أمور دينهم ودنياهم بما فيه فلاحهم الدنيوي والأخروي.
= وصفه بالفرقان وأنه مبين وتبيان لكل شئ
القرآن فرق بين الحق والباطل ، وبين الحق والضلال؛ وبين أصحاب كل فريق بذكر أوصافهم وأفعالهم وجزاؤهم في الدنيا والآخرة.
=وصفه بأنه رحمة
ومعناها: الخير الديني والدنيوي والأخروي المترتب علي الاهتداء بالقرآن، فعلي قدر الاهتداء بالقرآن يكون تحصيل هذا الخير الذي هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة.
=وصفه بأنه نور
لأنه يُخرج من ظلمات الكفر والمعاصي إلي نور التوحيد والطاعة.
= وصفه بأنه شفاء لما في الصدور من أمراض
وأمراض القلوب نوعان:
فالأول: أمراض الشهوات؛ فهو شفاء منها لأن فيه العلم الذي هو علاجها؛ فيبنها القرآن ويبن علاجها.
والثاني: أمراض الشهوات؛ ففيه أيضاً ذكر هذه الأمراض وبيانها، ويعالجها بذكر آثارها الضارة تارة وبالترغيب تارة، وبالترهيب تارة، وبالمقابلة بين الأمور تارة أخري، فيكون هذا عوناً للعبد علي التخلص منها.
= وصفه بأنه كله محكم في مواضع، وبأنه كله متشابه في مواضع أخري
-فالوصف بأنه محكم: فإن القرآن كله محكم في بلاغته، وبيانه، وأنه "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" ، وأن كل مافيه بالغ غاية الإتقان وتنزيل الأمور منازلها، وأنه متفق غير مختلف.
-وأما الوصف بأنه متشابه: فالمعني أنه كله متشابه في الحسن
وحسنه لأنه كله يبين أحسن المعاني والعقائد والأخلاق والآداب
= وأما وصفه بأنه منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأُخر متشابهات
فالمتشابهات هي التي يقع الإشكال في دلالتها، من الأسباب اللفظية والعبارات المركبة،
والمأمور به عندها: أن نردها إلي المحكمات فيحصل بذلك الاهتداء لمراد الله والصواب فيها ويصير القرآن كله بذلك محكم ويزول الإشكال.
= ووصفه بأنه كله صلاح، ويهدي إلى الإصلاح، وإلى أقوم الأمور وأرشدها وأنفعها في كل شيء من دون استثناء
القرآن كله توجد فيه هذه الأوصاف؛ ففيه صلاح الأعمال الظاهرة، والاعتقادات الباطنة، وعليهما مدار الدين فالقرآن يهدي إلي الأقوم والأرشد والأصلح منهما.
***********************************************************************************************************************************************************
بيان ما اشتملت عليه سورة الفاتحة:

معاني المفردات؛ وهذا اجمالٌ لها:
= قوله"بسم"
أي ابتدأ بكل اسم لله ، لأن لفظ اسم مفرد مضاف فيعم كل أسماء الله علي ما يناسبه من المطالب.
= قوله"الله":
علم علي ربنا عز وجل ومعناه المألوه المستحق لإفراده بالعبادة بكل أنواعها.
= قوله: الرحمن الرحيم
اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، وهي رحمة كاملة للمتقين لأن لهم الفوز في الآخرة ويُحرم منها من عداهم لأنهم محروم في الآخرة من النعيم.
= قوله: الحمد لله
الحمدُ؛ هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، والحمد الكامل هو الذي يكون مقترناً بالحب والخضوع.
=قوله: رب العالمين
الرب؛ هو المربي جميع العالمين بكل أنواع التربية ، فهو المالك والخالق والرازق والمدبر لشؤن الخلق أجمعين: والتربية نوعان:
- تربية عامة لجميع الخلق أبراراً كانوا أو فجاراً.
-تربية خاصة وهي لأولياءه فيكمل لهم إيمانهم ويعينهم علي الطاعات وييسرها لهم، يصرف عنهم المكاره ويحفظهم منها.
=قوله: مالك يوم الدين
المالك لأنه المستحق للتصرف فيما يملك مثل الأمر والنهي والثواب والعاقاب وغير ذلك من الآثار الدالة علي ملكه
= وأُضيف الملك إلي يوم الدين
لأن فيه يزول كل ملك عن مالكه ولا يبقي إلا المالك الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالي فيظهر كمال ملكه ويتحقق.
=قوله : إياك نعبد وإياك نستعين
أي نخصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك علي فعلها وهذا أسلوب قصر يفيد أنهما خاصيين بالله سبحانه وتعالي.
- تعريف العبادة
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال، الظاهرة والباطنة
- تعريف الاستعانة
هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في حصول ذلك.
= قوله: اهدنا
أي دلنا وأرشدنا ووفقنا للعلم النافع، والعمل الصالح.
= الصراط المستقيم
هو دين الإسلام
= قوله: صراط الذين أنعمت عليهم
هم المتبعين له من الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون
=قوله: غير المغضوب عليهم
هم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به؛ كاليهود ونحوهم .
=قوله ولا الضالين
هم الذين ضلوا عن الحق لجهلهم فلم يهتدوا؛ كالنصاري ونحوهم.
=====================================================================================================
* من القواعد في باب الأسماء والصفات
اتفق السلف علي الإيمان بما ثبت في الكتاب أو السنة من الأسماء والصفات، والإيمان بما دلت عليه، والإيمان بأحكام
تلك الصفات؛
فمثلاً: الاسم الإلهي: العليم
يؤمن به أهل السنة والجماعة لأنه ثابت بالنص.
ويؤمنون بأنه سبحانه له ذو علم فله صفة العلم.
ويؤمنون بمتعلق هذه الصفة وهو أن علم الله متعلق بكل شئ فلا يخفي عليه شئ سبحانه وتعالي.
=================================================
* فوائد من قوله: إياك نعبد وإياك نستعين
يُعلم منها شدة افتقار العبد لعبادة ربه وشدة الحاجة للاستعانة بالله علي فعلها، ويظهر منها كمال غني الله فكل شئ يحتاج إليه .
ودلت الآية علي بطلان قول الجبرية الذين يقولون إن العبد مجبور علي فعله، والقدرية الذين يقولون العبد يخلق بقدرته كل شئ ولا دخل لله في ذلك. فلو إذا الآية فيها سؤال الله الاستعانه فلو كان مجبوراً لما احتاج إلي ذلك ولو كان يقدر علي الفعل استقلالاً لما احتاج إلي ذلك.
=وتضمنت أصل الخير ومادته، وهو الإخلاص
=================================================
*الهداية في قوله : اهدنا الصراط المستقيم تشمل:
-الهداية إليه وهي التوفيق للزومه، وترك ما سواه,
-والهداية فيه وقت سلوكه علماً وعملاً ، وهذا من أجمع الأدعية وأنفعها.
=================================================
*من العلوم الموجودة في السورة
=أن السورة تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة
-توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
-وتوحيد الألوهية من قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالعبادة لا تكون إلا للإله والاستعانه من أفراد العبادة.
-وتوحيد الأسماء والصفات بأن يثبت لله صفات الكمال كلها؛ كما في اثبات صفة الحمد له سبحانه "الحمد لله"
=وتضمنت إثبات الرسالة؛ في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه الطريق الذي عليه النبي صلي الله عليه وسلم.
=وتضمنت إثبات الجزاء، وأنه بالعدل، وذلك مأخوذ من قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
ولأجل ما فيها من المعاني الجليلة فقد أوجبها الله علينا في الفروض والنوافل في كل يوم نكررها مرات ومرات مما يبن شدة حاجتنا إلي ما فيها من المعاني.

نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 جمادى الآخرة 1437هـ/1-04-2016م, 02:25 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

وجوب الإيمان بالآخرة ووصف ما فيها
أولا : الإيمان بالآخرة :
- معنى الإيمان باليوم الآخر :
هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت ، من فتنة القبر ونعيمه وعذابه ، وأحوال يوم القيامة ومايكون بعده جملة وتفصيلا .
- حكم الإيمان باليوم الآخر :
الإيمان به واجب ومن أهم أصول الإيمان .
- ثبوت فتنة القبر ونعيمه وعذابه .
- النفخ في الصور :
الحكمة منه : من أجل بعث العباد وحشرهم .
صفة الصُّور : هو قرن عظيم لا يعلم عِظمه إلاّ الذي خلقه .
أنواع النفخ في الصور : نفخة الصعق والفزع ونفخة البعث .
دليله : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) ، والمقصود بقوله تعالى ( ثم نفخ فيه أخرى )
هي نفخة البعث .
الحكمة من البعث بعد الموت :مجازاة العباد بأعمالهم حسنها وسيئها .

وصف بعض ما يكون في الآخرة :
- شدة أهوال يوم القيامة ، والأدلة على ذلك :
تكور الشمس والقمر وتنثر النجوم فتذهب أنوارها وتشرق الأرض بنور ربها وينزل الله لفصل القضاء بين العباد ومحاسبتهم على أعمالهم .
- قال الله تعالى : ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .
- وقال الله تعالى ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
- وقال تعالى : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا ( ) الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ) .
- حال المؤمنين يوم القيامة :
حالهم النفسية : مطمئنين ، طامعين في فضل ربهم ورحمته ، مستبشرين بثوابه ومغفرته ، مبيضة وجوههم .
حسابهم :يحاسبهم الله حسابا يسيرا ، فيقرهم بذنوبهم ثم يغفرها لهم ويسترها عليهم ، ويضاعف لهم الحسنات وتثقل موازينهم ويمن عليهم بفضله وإحسانه .
أخذهم الكتب : يُعطون كتبهم بأيمانهم إكراماً لهم واحتراما .
عند الحوض : يردون حوض نبيهم فيشربون منه شربة لا يظمأون بعدها أبدا .
على الصراط : يمرون على الصراط على قدر أعمالهم ، كلمح البصر ، وكالبرق الخاطف ، وكأجاويد الخيل والإبل ، وكسعي الرجال وكمشيهم ودون ذلك .
عند القنطرة : إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقص بعضهم من بعض مظالم وتبعات كانت بينهم في الدنيا حتى ينقوا ويطهروا .
دخول أهل الجنة الجنة : حتى إذا جاؤوها تفتح لهم أبوابها بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتتلقاهم خزنتها يسلمون عليهم و يهنئونهم بالنجاة من العذاب ويقولون لهم :( سلامّ عليكم طبتم ) : أي طابت قلوبكم بالعقائد الصحيحة والأخلاق الجميلة ، وطابت ألسنتكم بذكر الله والثناء عليه ، وجوارحكم بخدمته والقيام بطاعته ( فادخلوها خالدين ) .
حال المؤمنين بعد دخولهم الجنة : يحمدون الله تعالى على كل أحوالهم : * على منته عليهم بالإيمان والأعمال الصالحة .
* وعلى إنجازه ماوعدهم على رسله .
* وممّا يشاهدونه من كثرة الخيرات ، وسوابغ النعم وتواصل الهبات .
حسان الوجوه ، خيّروا الأخلاق ، جمع الله لهم حسن الظاهر والباطن .

صفة الجنة :
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وفيها كل ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من نعيم الأرواح ونعيم الابدان ، قال الله تعالى : ( على سرر موضونة ( ) متكئين عليها متقابلين ( ) يطوف عليهم ولدان مخلدون ( ) بأكواب وأباريق وكأس من معين ( ) لا يصدعون عنها ولا ينزفون ( ) وفاكهة مما يتخيرون ( ) ولحم طير مما يشتهون ( ) وحور عين ( ) كأمثال اللؤلؤ المكنون ) .
وتمام النعيم أن يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ، وأعلى نعيم وأعظمه هو لذة النظر إلى وجه الله الكريم وسماع خطابه والفرح بقربه .

حال المجرمين يوم القيامة :
حالهم النفسية : فزعين خائفين متحسرين ، يدعون بالويل والثبور ، ووجوهم مسودة .
حسابهم : يحاسبهم الله حسابا شديدا على ما فعلوه من جرائم ومعاص ، ويقرعهم ويخزيهم بين الخلائق .
أخذهم الكتاب : يعطون كتبهم من وراء ظهورهم بشمائلهم .
سَوقهم إلى جهنم : يساقون إليها جياعا عِطاشا منزعجين مرعوبين ، زمرا كل طائفة مع نظيرها من أهل الشر .
العذاب النفسي : ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ) تفتح في وجوههم فتفاجئهم بشدة حرها ويحل بهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الخزنة بالتوبيخ والتثريب ( ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ) ( فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ) .
العذاب الجسدي : يعذبون بالسعير المحرق لظواهرهم وبواطنهم وكلما نضجت جلودهم بُدّلوا جلودا غيرها ، وتارة بالزمهرير الذي يكسر عظامهم ويهري جلودهم من شدة برده ، ويقاسون الجوع الشديد والعطش البالغ ، وإذا استغاثوا أُغيثوا بعذاب آخر : بطعام ذي غصة من شجرة خبيثة تخرج في أصل الجحيم وثمرها في غاية الحرارة والنتن والمرارة ، أو بماء كالمهل يشوي الوجوه
فإذا وصل بطونهم قطع أمعاءهم ، ولا يزالون في عذاب متنوع شديد لا يُفتّر عنهم ساعة ولا يرجون رحمة ولا فرجا .
نداءات أهل النار : * نداؤهم لمالك خازن النار : ( ونادوا يامالم ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) .
* نداؤهم لأهل الجنة مستغيثين بهم : ( أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) فيقولون لهم ( إن الله حرمهما على الكافرين )
* نداؤهم لربهم : ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) فيجيبهم الله ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) .
وكل هذا إمعان في عذابهم ، وزيادة في شقائهم ، نعوذ بالله من النار ومن حال أهلها وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 جمادى الآخرة 1437هـ/1-04-2016م, 02:57 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

وجوب الإيمان بالملائكة والرد على منكريهم
أولاً : الإيمان بالملائكة :
- إثبات وجودهم :
كثر ذكرهم في القرآن وأخبر الله تعالى عنهم ورسوله ، مما لايدع مجالا للشك في وجودهم .
- حكم الإيمان بالملائكة :
يجب الإيمان بهم جملة وتفصيلا ، ولا يتم إيمان العبد حتى يؤمن بالملائكة .
- وصفهم :
قال الله تعالى : ( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ( ) يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) ومن صفاتهم أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وفي هذا دليل على شدة محبتهم لله وإنابتهم له .
- أعمالهم :
* هم الوسائط بين الله وبين عباده في تبليغ الوحي للأنبياء .
* وهم الوسائط في التدبيرات القدرية : قال تعالى : ( والمدبرات أمرا ) فكل طائفة منهم قائمة بعمل موكلة به بإذن الله ، فمنهم الموكلون بالغيث والنبات ، ومنهم الموكلون بحفظ العباد مما يضرهم وحفظ أعمالهم وكتابتها ، والموكلون بقبض الأرواح ، وبتصوير الأجنة في الأرحام وكتابة ما يجري عليها ، ومنهم الموكلون على الجنة والنار ، إلى غير ذلك .
* ومنهم حملة العرش ومن حوله من الملائكة المقربين .
أفضل الملائكة :
أفضلهم جبريل عليه السلام وأقواهم وأرفعهم عند الله تعالى ، وهو مبلغ الوحي للأنبياء قال تعالى : ( ذي قوة عند ذي العرش مكين ( ) مطاع ثم أمين ) .

ثانيا : إنكار الملائكة:
حكمه : منكرهم زنديق منكر لوجود الله تعالى ، أو فيلسوف متستر بالإسلام منكر خبر الله ورسوله عنهم محرف للدين .
وتحريف تفسيرهم ضلال مبين وعدم إيمان بهم كمن يزعم أنهم قوى الخير وأن الشياطين قوى الشر .
- الرد على من زعم أن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقيا وإنما ذلك تسخير الله للآدميين جميع مافي الأرض من القوى والمعادن وغيرها .
* هذا إنكار لما هو معلوم بالضرورة بخبر الله الصؤيح في كتابه وخبر رسوله ، وفي هذا تكذيب لله ولرسوله .
* وفي هذا القول تسوية كفار الآدميين وفجرتهم وأولهم وآخرهم بآدم عليه السلام ، لأن مضمونه أن الملائكة سجدت لجميع الآدميين .
* وفي الحديث الوارد في الموقف يوم القيامة وفيه : ( يقول الناس ياآدم أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته ) وهذا صريح لا يقبل الرد ولا التحريف .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الآخرة 1437هـ/2-04-2016م, 10:50 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

فصل في ذكر الفوائد والثمرات المترتبة على التحقق بهذه العقائد الجليلة
إن خيري الدنيا والآخرة نتائج وثمرات للإيمان الصحيح ، ومعرفة الفوائد والثمرات تعين على التزود من الإيمان ، ومن الثمرات التي ذكرها الشيخ - رحمه الله تعالى - :
-
رضا الله تعالى الذي هو أعظم مطلوب ، وإذا رضي الله عن العبد قبل منه اليسير من العمل ن وغفر له الكثير من الزلل .
- نيل ثواب الآخرة ودخول الجنة والنجاة من النار .
- أن الإيمان يمنع الوقوع في الفواحش والإقدام على المعاصي ، ويدفع العبد إلى المبادرة إلى التوبة ، قال تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) .
- هداية الله للعبد تحصل له بحسب إيمانه ، قال تعالى : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) .
- أن الإيمان يدفع إلى طلب الزيادة من الأعمال الظاهرة والباطنة فلا يزال في قوة من إيمانه ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) .
- وعد الله تعالى بنصره للمؤمنين ودفعه عنهم شرور الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ( وكذلك ننجي المؤمنين ) .
- كلما زاد إيمان العبد بربه ، زاد يقينه وطمأنينته بالله ، وتوكله عليه ، وثقته بوعده ، وازداد رجاءً لرحمته وخوفاً من عقابه ، وإجلالاً له وهذا هو صلاح القلوب ولا سبيل له إلاّ بالإيمان .
- أنّ الإيمان يحمل العبد على القيام بحقوق الله وحقوق عباده والنصح لهم .
- أن قوة الإيمان تعين العبد على القيام بأعباء الطاعات وترك المعاصي .
- أن المؤمنين أعظم الناس صبراً على المصائب وثباتاً في الشدائد ويقيناً بالله تعالى .
- أن الإيمان يُوجب للعبد قوة التوكل على الله وهذا بدوره يدفع العبد إلى السعي والجد إلى كل سبب نافع من الأسباب الدينية والدنيوية رغبة فيما عند الله ، حتى إنه لينوي بالمباحات نية صادقة يؤجر عليها .
- أن قوة الإيمان تقوّي قلب العبد وتزيد شجاعته وتنتزع من قلبه خوف الخلق ورجاؤهم وهيبتهم ، فيقدم على المخاوف واثقاً بربه ، راهباً من نزوله من عينه لخوف المخلوقين .
- قوة الإيمان تدعو إلى قوة تعلّق القلب بالله وتحرره من رقّ القلب للمخلوقين ومن التعلق بهم ، وفي هذا كمال التوحيد .
- أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع الناس كما في الحديث : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا ) ، وجماع حسن الخلق تحمّل الأذى وبذل المعروف القولي والبدني والمالي .
- أنّ الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية ، والإيمان الناقص يمنع من الخلود في النار وإن دخلها ، وإن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فسيخرج منها .
- أنّ الإيمان يوجب للعبد الأمانة ، والعفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم ، كما جاء في الحديث : ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ) وبهذا ينال شرف الدنيا من ثقة الناس به ورجوعهم له في أمورهم .
- أن قوي الإيمان يجد في قلبه من الحلاوة واللذة والذوق ما يزري بلذات الدنيا كلها ، ممّا يحثه على الالتذاذ بالطاعات والصبر على الملمات .
- أنّ الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين وهو الجهاد البدني ، والمالي والقولي ، فجهاد الكفار بالسنان ، وجهاد المنافقين والمبتدعة بالحكمة والحجة والبرهان ، وبحسب قوة الإيمان يقوى جهاد العبد وبضعفه يضعف جهاده .
نسأل الله تعالى حلاوة الإيمان وبرد اليقين ورغد العيش ولذة العبادة .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 رجب 1437هـ/9-04-2016م, 10:20 PM
فاطمة بنت سالم فاطمة بنت سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 224
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد


- منة الله على الناس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
- دحض شبهات الكفار حول النبي صلى الله عليه وسلم.

*منة الله على الناس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
أبرز العناصر:
*صفات الرسول الذي بعثه الله تعالى لهذه الأمة
*الحكمة من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة
*الأمران اللذان تعتمدان العلوم عليهما
*أوجه الامتنان التي حصلت للمؤمنين بسبب بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- دحض شبهات الكفار حول النبي صلى الله عليه وسلم.

١ـ *الشبهة : زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعونة أناس آخرون، افترى هذا القرآن على الله كذباً وزوراً.
وهذه الشبهه لها مراحل وتطورات سيأتي بيانها.
الرد عليهم :
أن هذه الدعوى باطلة وقبيحة وكذب وفيها من الظلم العظيم والجراءة الشيء الكبير وذلك من عدة أوجه:
-أنهم قد عرفوا صدقه وأمانته من قبل فكيف يخونهم ويكذب عليهم الآن ؟
-أنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم ولارحل في طلبه فكيف يكون افتراه بمعونة آخرين وهم قد عرفوا ذلك!
-أنه نشأ في أمة أمية جاهلة وقد أتاهم بهذا الكتاب العظيم، فمن أين سيأتي به وهذا واقعهم إلا من الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى ذلك أنه تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا ومن يفعل منهم يكن مضحكة للصبيان ونحوهم.

٢- ثم تطورت شبهتهم ودعواهم فادّعوا بأن هذا القرآن جاء به من كتب الأولين المسطورة التي تُملى عليه في الليل والنهار
ويجاب عليهم: من أين سيأتي بكتب الأولين هذه فليس عندهم في بطن مكة أحد يمليها ولو فرض وجوده فلمَ اختص محمد وحده بالأخذ منه دون غيره؟

٣ـ فلما ظهر كذبهم وبهتانهم، حاولوا تنميق هذه الدعوى فزعموا أن رسول الله كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه
فأجيب عليهم بما يظهر به كذبهم: أنه لايمكن الجمع بين النقيضين، فكيف يتعلم من هذا الأعجمي الأبكم الذي لم يعرف عنه علم يرجع إليه، والقرآن الذي جاء به قد بلغ الغاية من البلاغة والكمال وقد حوى علم الأولين والآخرين.؟

٤ـ فلما ظهر كذبهم مرة أخرى، زعموا أن رسول الله كان يتعلم من نفسه وكان يخلو بالطبيعة (السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم فيعطيها لبه ويناجيها بقلبه فيتخيل تخاييل يأتي بها إلى الناس ويزعم أنها من وحي الله على يد جبريل، وزعموا أن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى وهذه دعوى الملاحدة العصريين وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين وأنه ماثم إلا عمل الطبيعة.
فأجيب عليهم: بأن هذا القول أعظم مكابرة ومباهتة وهو أشد جرأة ووقاحة من زور الأولين، فماقالوه إنما هو من عقولهم الفاسدة وخيالاتهم الباطلة، فقد أبطل الله تعالى مزاعمهم بقوله :"قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض"
وجميع مادعا إليه رسول الله وما دعا إليه القرآن هي حقائق ثابتة نافعة قال تعالى "ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون".

٥ـ ثم أصبحوا يتناقضون في مقالاتهم وإفكهم فمنهم من ادعى بأنه مجنون ومنهم من قال بأنه ساحر وكاهن ومنهم من قال بأنه مسحور ومنهم من قال بأنه لوكان صادقاً لجاءت الملائكة تؤيده ولوكان صادقاً لأغناه بالمشي في الأسواق وجعل له المال الكثير، وهذه الدعاوى متهافتة وباطلة وكذبها ظاهر.

تنبيه:
هذه الدعاوى الباطلة من الأولين يظهر نظيرها وشبيهها في الوقت الحاضر ومن المتأخرين بل أقبح ممن سبقهم.

من أوجه الردود الشرعية على ماسبق من الدعاوى :
أن الله تعالى أقسم بالقلم الذي يسطر به أنواع الكلام، على براءة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه من الجنون والسحر والافتراء والكذب ، بل قد أخبر تعالى أنه امتن عليه بالعقل الكامل والرأي السديد والكلام الفصل، وهذا من سعادته بالدنيا ، وسعادته في الآخرة أن الله تعالى جعل له الأجر العظيم الغير منقطع.
وقد امتن الله تعالى على رسوله بالأخلاق العظيمة الجليلة التي فسرته عائشة رضي الله عنها بعبارتها البليغة (كان خلقه القرآن) ومن تلك الصفات العظيمة:
-الشفقة والرحمة
-حسن المعشر والقرب من الناس
-قضاء الحاجات
ـمشاورة أصحابه
-العفو عن المسيء
-بشاشة الوجه والتلطف في العبارة
وكل هذه الصفات وغيرها الظاهرة للأعداء كافيه في إبطال دعواهم بالجنون والسحر والافتراء !

تم بحمدلله.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 شعبان 1437هـ/23-05-2016م, 02:01 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي تلخيص الواجب من كتاب تيسير اللطيف المنان

الواجب الأول :
تبين هذه الآية لصفات الإيمان بالله وصافته ورسله جميعهم وكتبه السابقة كلها , أن الإيمان يجب بالقلب واللسان والجوارح , ووجوب إعلان الإيمان بالله , وإفادة أن العبد المؤمن يجب عليه أن ينضم في عقد المؤمنين وجماعتهم , وغير ذلك من الفوائد المبينة في دراسة هذه الآية .

بيان ما تشتمل عليه آية: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84]


- خصوصية هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم :
هذه الآية الكريمة لها شأن كبير؛ كان - عليه الصلاة والسلام - يقرؤها كثيرا في الركعة الأولى من سنة الصبح .

- شمول هذه الآية لجميع ما يجب الإيمان به :
1- فإن الإيمان الشرعي هو تصديق القلب التام وإقراره بهذه الأصول .
2- تضافر أعمال الجوارح وأعمال القلوب؛ وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها؛ فهي إيمان، وهي من آثار الإيمان.

- اختلاف معنيي الإسلام والإيمان إذا اجتمعا واتفاق المعنى إذا ذكر أحدهما دون الآخر .
إذا اجتمع ذكر الإيمان والإسلام في موضع واحد يكون الإيمان من أعمال القلب والإسلام من أعمال الجوارح , وإذا ذكر أحدهما دون الآخر صح إطلاق أحد المعنيين على الآخر .

- وجوب تواطئ القلب والأعضاء للسان في الإيمان :
فقوله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ} أي: يجب اجتماع الإيمان بالقلب وإظهار ذلك باللسان وخضوع الجوارح لذلك يدل على صدق العبد في إيمانه , وبدون ذلك يكون العبد منافقاً أو منقاد للإيمان بشكل كامل , وبين ذلك أيضاً وأكد عليه بقوله : {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} أي : خاضعون ومنقادون له قولاً وعملاً ومخلصون له بذلك فإن تقديم المعمول على العامل يدل على الحصر.

- وجوب إعلان الإيمان :
وفي قوله: (قُلْ) إشارة إلى الإعلان بالعقيدة والصدع بها والدعوة لها .

- فائدة ذكر الإيمان بضمير الجمع :
إضافة ضمير الجمع في الأفعال في هذه الآيات ؛ إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعا، والحث على الائتلاف، والنهي عن الافتراق، وأن المؤمنين كالجسد الواحد .

- جواز قول العبد عن نفسه مؤمن بالله :
1- القول المقيد بالإيمان جائز : وفيه دلالة على جواز إضافة الإنسان إلى نفسه الإيمان على وجه التقييد، بأن يقول: أنا مؤمن بالله؛ كما يقول: آمنت بالله، بل هذا الأخير من أوجب الواجبات،
2- القول المطلق بالإيمان فيه خلاف والراجح عدم جوازه : كأن يقول أنا مؤمن ونحوه، لأن الإيمان المطلق يشمل القيام بالواجبات وترك المحرمات، فهو كقوله: أنا متق أو ولي أو من أهل الجنة،

- توضيح بعض صفات الله في الآية :
فقوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ} بأنه واجب الوجود، واحد أحد فرد صمد، متصف بكل صفة كمال، منزه عن كل نقص، مستحق لإفراده بالعبودية كلها، وهو يتضمن الإخلاص التام.

- وجوب الإيمان بالكتاب وشموله للسنة النبوية ولأحكامهما :
فقوله : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} الإيمان بألفاظ الكتاب والسنة ومعانيهما، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113] , فيدخل في هذا الإيمان بما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله: من الإيمان بالمغيبات , وأيضاُ الأحكام الشرعية وغير ذلك .

- وجوب الإيمان بالكتب السماوية وبالأنبياء بشكل عام :
{وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} : فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، والإيمان بالأنبياء عموما .

- سبب تخصيص الأنبياء المذكورين بالإيمان بهم وبكتبهم :
يجب الإيمان بالأنبياء عموماً وبما ذكر خصوصاً , وذلك لشرفهم ولكونهم أتوا بالشرائع الكبار .

- بعض صفات دين الإسلام وأنه يجبُّ ما قبله من الشرائع:
يجب بالإيمان بكل كتاب أنزله الله، وكل رسول أرسله الله مجملا ومفصلا؛ فكل من ادعى أنه على دين حق كاليهود والنصارى فإنه يطلب منهم الإيمان بالرسول محمد وبما جاء به وإلا كان كافراً بدينه لأن دينه يأمره بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم عندما يبعث , ولهذا أخبر عنهم أنهم الكافرون حقا، وأنه لا سبيل يسلك إلى الله إلا سبيل الإيمان بجميع الرسل، وبجميع الكتب المنزلة على الرسل.

- مهمة الأنبياء :
وفي قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ} : فمهمة الأنبياء هي تبليغ شرع الله , وهذه الآية برهان على أن الأنبياء وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه، وأنه ليس لهم من الأمر شيء .

- كمال نعم الله على خلقه :
وفي الإخبار بأنه من ربهم بيان أن من كمال ربوبيته لعباده التربية التامة أنه أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وأنه لا يليق بربوبيته وحكمته أن يتركهم سدى، بدون شريعة تحكمهم وترشدهم لا فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة .

- الأنبياء عِقد واحد بخلاف الكاذبين :
ويفهم من الآية الكريمة الفرق بين الأنبياء الصادقين، وبين من يدعي النبوة من الكاذبين؛ فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم لبعض، ويكون كل ما جاءوا به متفقا لا يتناقض، لأنه من عند الله، محكم منتظم، وأما الكذبة فإنهم لا بد أن يتناقضوا في أخبارهم وأوامرهم ونواهيهم، ويعلم كذبهم بمخالفته لما يدعو إليه الأنبياء الصادقون.

- ترتب الثواب يكون على اجتماع الصفات المذكورة كلها في الآية :
يحصل العبد على خيري الدنيا والآخرة بشرط اجتماع صفات الإيمان في قلبه المذكورة كلها في الآية وتواطؤ قلبه وجوارحه على الإيمان , كما قام بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من قبله بذلك

الواجب الثاني : آية الكرسي وبيان الشفاعة ولمن هي ( يأذن الله لمن يرضى بأن يشفع لمن آمن به بعد أن يأذن لهم ) .
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]


- بيان الشفاعة :

1- من تمام ملكه أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه؛ فكل الوجهاء والشفعاء عبيد له، مماليك لا يقدمون على الشفاعة لأحد حتى يأذن لهم: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .

2- ولا يشفع أحد عنده إلا لمن ارتضاه الله تبارك وتعالى , ولا يرتضي إلا من آمن به وبما أنزله .

- لمن تكون الشفاعة :

1- تكون الشفاعة لمن اتصف بتوحيد الله واتباع رسله، فمن لم يتصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب .

2- وأسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: «لا إله إلا الله خالصا من قلبه» .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تقارير, يوم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir