دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 07:01 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي تقارير يوم الأحد حول كتاب "تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن"

تقارير يوم الأحد حول كتاب "تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن"


يقوم طلاب هذا اليوم بوضع مشاركتهم هنا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 10:46 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

مقدمة في ذكر أوصاف القرآن العامة الجامعة

رابط الموضوع:
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...9#.VVhGhEYTG8M


تلخيص المسائل الواردة فيه:

سبب تأليف الكتاب:

كان السعدي -رحمه الله- قد كتب كتابا في تفسير القرآن مبسوطا مطولا، يمنع القراء من الاستمرار بقراءته، ويفتر العزم عن نشره، فأشار عليه بعض العارفين الناصحين أن يكتب كتابا غير مطول، يحتوي على خلاصة ذلك التفسير، ويقتصر فيه على الكلام على بعض الآيات التي نختارها وننتقيها من جميع مواضيع علوم القرآن ومقاصده، فاستعان الله على العمل على هذا الرأي الميمون، لأمور كثيرة:
منها :أنه بذلك يكون متيسرا على المشتغلين، معينا للقارئين.
ومنها: أن القرآن العظيم ليس كغيره من الكتب في الترتيب والتبويب.

فوائد معرفة تفسير بعض الآيات:

الوقوف على تفسير بعض القرآن يعين أعظم عون على معرفة باقيه، والله جعله مثاني تثنى فيه العلوم النافعة، والمعاني الجليلة الكاملة، وهذا من تيسيره تعالى لكتابه، قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]

أوجه عظمة القرآن:
-منها: أنه بلغ في البلاغة نهايتها، وفي الحسن غايته.
-ومنها: أن فيه من الأسلوب البديع، والتأثير العجيب ما هو أكبر الأدلة على أنه كلام الله، وتنزيل من حكيم حميد، فتجده في آية واحدة يجمع بين الوسائل والمقاصد، وبين الدليل والمدلول، وبين الترغيب والترهيب، وبين العلوم الأصولية والفروعية، وبين العلوم الدينية والدنيوية والأخروية، وبين الأغراض المتعددة والمقاصد النافعة، ويعيد المعاني النافعة على العباد، ليتم علمهم، وتكمل هدايتهم، ويستقيم سيرهم على الصراط المستقيم، علما وعملا، فيدخل في آيات الأصول كثير من الفروع، وفي آيات الفروع كثير من الأصول، ويدخل فيها من الترغيب والترهيب والقصص شيء كثير؛ وهذا المزج العجيب من كمال القرآن وعظم تأثيره.
-ومنها: أنه كتاب تعليم يزيل الجهالات المتنوعة.
-ومنها: أنه كتاب تربية يقوم الأخلاق والأعمال، فهو يعلم ويقوم ويهذب ويؤدب بأعلى ما يكون من الطرق، التي لا يمكن للحكماء والعقلاء أن يقترحوا مثلها، ولا ما يقاربها.

أوصاف القرآن العامة الجامعة:
المقصود بها: أوصاف جليلة عظيمة تنطبق على جميعه، وهذه الأوصاف المطلقة العامة التي لا يشذ عنها شيء في آيات كثيرة.
دلالتها: تدل أكبر دلالة على أنه الأصل والأساس لجميع العلوم النافعة، والفنون المرشدة لخير الدنيا والآخرة.
أمثلة:
هدى ورشد:
- أي هو في نفسه هدى، ويهدي الخلق لجميع ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم، ويرشدهم إلى كل طريق نافع.
- شروط الاهتداء بالقرآن:
الأول: أن يكون المحل قابلا.
بمعنى: أن يكون قصد الإنسان طلب الحق والانتفاع به
الثاني: أن يكون المحل عاملا.
بمعنى: أنه لكي يهتدي الإنسان بالقرآن فلا بد من عقل وتفكير وتدبر لآياته؛ ولهذا قيدت هداية القرآن بأنه هدى للمؤمنين، وللمتقين، ولقوم يعقلون، ولقوم يتفكرون.
وعلى هذا:
- فمن ليس قصده الحق ولا غرض له في الرشاد، بل قصده فاسد، وقد وطن نفسه على مقاومته ومعارضته، ليس له من هدايته نصيب؛ لأنه فقد الشرط الأول.
- والمعرض الذي لا يتفكر ولا يتدبر آياته لا ينتفع به؛ لأنه فقد الشرط الثاني.
( كلام الشيخ يشعر أن الشرطان متلازمان وإذ غاب أحدهما لا تحدث الهداية، لكن في سورة "ق" قال الله تعالى:"إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" والتعبير هنا بـ"أو" يوحي أنه لو حدث أحد الأمرين - وليس بالضرورة كلاهما- فإن الذكرى بالقرآن تحدث) أرجو التعقيب على هذا ؟
فرقان:
فهو يفرق للخلق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وبين أهل السعادة والشقاوة بذكر أوصاف الفريقين.
رحمة:
وهي الخير الديني والدنيوي والأخروي المترتب على الاهتداء بالقرآن، فكل من كان أعظم اهتداء به فله من الرحمة والخير والسعادة والفلاح بحسب ذلك.
نور:
لبيانه وتوضيحه العلوم النافعة، والمعاني الكاملة، وأن به يخرج العبد من جميع الظلمات: ظلمات الجهل والكفر والمعاصي والشقاء، إلى نور العلم واليقين والإيمان والطاعة والرشاد المتنوع.
شفاء لما في الصدور:
وذلك يشمل جميع أمراض القلوب؛ فهو يوضح أمراض القلوب ويشخصها، ويرشد العباد إلى كل وسيلة يحصل بها زوالها وشفاؤها، فيذكر لهم أمراض الجهل والشكوك والحيرة وأسباب ذلك، ويرشدهم إلى قلعها بالعلوم النافعة واليقين الصادق، وسلوك الطرق الصحيحة المزيلة لهذه العلل، ويذكر لهم أمراض الشهوات والغي، ويبين لهم أسبابها وعلاماتها وآثارها الضارة، ويذكر لهم ما به تعالج من المواعظ والتذكر والترغيب والترهيب، والمقابلة بين الأمور، وترجيح ما ترجحت مصلحته العاجلة والآجلة.
كله محكم، وكله متشابه في الحسن، وبعضه متشابه من وجه، محكم من وجه آخر:
معنى كونه كله محكم: أي لبلاغته وبيانه التام واشتماله على غاية الحكمة في تنزيل الأمور منازلها، ووضعها مواضعها، وأنه متفق غير مختلف، ليس فيه اختلاف ولا تناقض بوجه من الوجوه.
والآيات المحكمات: هي آيات واضحة بينة المعاني، وهن أم الكتاب.
ومعنى كونه كله متشابه: أي في حسنه؛ لما فيه من البيان التام لجميع الحقائق، ولأنه بين أحسن المعاني النافعة في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، فهي في غاية الحسن لفظا ومعنى، وآثارها أحسن الآثار، وكل هذه المعاني المثناة في القرآن يشهد بعضها لبعض في الحسن والكمال، ويصدق بعضها بعضا.
والآيات المتشابهات: هي التي يقع الإشكال في دلالتها لسبب من الأسباب اللفظية والعبارات المركبة.
وهذه الآيات المتشابهات لفهم معناها على الوجه الصحيح: أمر الله بردها إلى المحكمات التي هي نص في المراد؛ فإذا ردت المتشابهات إلى المحكمات صارت كلها محكمات، وزال الشك والإشكال، وحصل البيان للهدى من الضلال.
كله صلاح:
أي كله صلاح في نفسه، ويهدي إلى الإصلاح، وإلى أقوم الأمور وأرشدها وأنفعها في كل شيء من دون استثناء، وهذا الوصف المحيط لا يخرج عنه شيء، فهو إصلاح للعقائد والقلوب، وللأخلاق والأعمال، ويهدي إلى كل صلاح ديني ودنيوي بحيث تقوم به الأمور، وتعتدل به الأحوال، ويحصل به الكمال المتنوع من كل وجه بالإرشاد إلى كل وسيلة نافعة تؤدي إلى المقاصد والغايات المطلوبة، فلا سبيل إلى الهداية والصلاح والإصلاح لجميع الأمور إلا بسلوك الطرق التي أرشد إليها القرآن، وحث العباد عليها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 12:53 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي


بيان ما تشتمل عليه الفاتحة

رابط الموضوع
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=202413&postcount=2

تلخيص مسائل الموضوع:


قوله تعالى{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

مسائل تفسيرية
معنى"بسم الله"
أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى مستعينا به.

معنى اسم "الله"

( الله ) هو المألوه المستحق لإفراده بالمحبة والخوف والرجاء وأنواع العبادة كلها.

معنى" الرحمن الرحيم"

اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة.

أنواع الرحمة

رحمة عامة: وسعت كل شيء، وعمت كل مخلوق.
رحمة خاصة: وهي الرحمة الكاملة للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله؛ فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة المتصلة بالسعادة الأبدية، ومن عداهم محروم من هذه الرحمة الكاملة، لأنه الذي دفع هذه الرحمة وأباها بتكذيبه للخبر، وتوليه عن الأمر، فلا يلومن إلا نفسه.

مسائل عقدية

دلالة الآية على استحقاق الله للعبادة
الله وحد هو المستحق لأنواع العبادة كلها، لما اتصف به من صفات الكمال، وهي التي تدعو الخلق إلى عبادته والتأله له.

عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها ما دل عليه الكتاب والسنة من الإيمان بأسماء الله كلها، وصفاته جميعها، وبأحكام تلك الصفات؛ فيؤمنون - مثلا - بأنه رحمن رحيم: ذو الرحمة العظيمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم، فالنعم كلها من آثار رحمته، وهكذا يقال في سائر الأسماء الحسنى؛ فيقال عليم: ذو علم عظيم، يعلم به كل شيء، قدير: ذو قدرة يقدر على كل شيء، فإن الله قد أثبت لنفسه الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وأحكام تلك الصفات، فمن أثبت شيئا منها ونفى الآخر كان مع مخالفته للنقل والعقل متناقضا مبطلا.

مسائل لغوية:

فائدة إفراد وإضافة لفظ "اسم"
لفظ " اسم " مفرد مضاف، فيعم جميع أسماء الله الحسنى؛ فيكون العبد مستعينا بربه، وبكل اسم من أسمائه على ما يناسبه من المطالب.

قوله تعالى
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

مسائل تفسيرية:
معنى "الحمد"
الثناء

معنى"الحمد لله"

الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، المشتملة على الحكمة التامة.

شرط تمام مقام الحمد

لا بد من اقتران محبة الحامد لربه وخضوعه له، فالثناء المجرد من محبة وخضوع ليس حمدا كاملا.

معنى" الرب"

الرب هو المربي

معنى"رب العالمين"

هو المربي جميع العالمين بكل أنواع التربية.

أنواع تربية الله لعباده

تربية عامة: أي هو الذي خلقهم ورزقهم وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة، وهذه التربية العامة لجميع الخلق، برهم وفاجرهم، بل المكلفون منهم وغيرهم.
تربية خاصة: لأنبيائه وأوليائه، فإنه مع ذلك يربي إيمانهم فيكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق التي تحول بينهم وبين صلاحهم وسعادتهم الأبدية، وتيسيرهم لليسرى وحفظهم من جميع المكاره.

مسائل عقدية:

دلالة الآية على انفراد الرب بالخلق والتدبير، وفقر العالمين له
دلت الآية ذلك على انفراد الرب بالخلق والتدبير والهداية وكمال الغنى، ودلت كذلك على تمام فقر العالمين إليه بكل وجه واعتبار، فيسأله من في السماوات والأرض - بلسان المقال والحال - جميع حاجاتهم، ويفزعون إليه في مهماتهم.

قوله تعالى{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

مسائل تفسيرية:
معنى"مالك يوم الدين"
المالك هو من اتصف بالصفات العظيمة الكاملة التي يتحقق بها الملك، التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف في العالم العلوي والسفلي التصرف التام المطلق بالأحكام القدرية والأحكام الشرعية، وأحكام الجزاء.

مسائل لغوية:

فائدة إضافة "مالك" لـ "يوم الدين"
أضاف ملكه ليوم الدين مع أنه المالك المطلق في الدنيا والآخرة؛ فإنه يوم القيامة الذي يدين الله فيه العباد بأعمالهم خيرها وشرها، ويرتب عليها جزاءها، وتشاهد الخليقة - من آثار ملكه وعظمته وسعته، وخضوع الخلائق كلها لعظمته وكبريائه، واستواء الخلق في ذلك اليوم على اختلاف طبقاتهم في نفوذ أحكامه عليهم - ما يعرفون به كمال ملكه، وعظمة سلطانه.

قوله تعالى
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

مسائل تفسيرية:
معنى قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أي: نخصك يا ربنا وحدك بالعبادة والاستعانة، فلا نعبد غيرك، ولا نستعين بسواك، وهذا يتضمن الأمر الإخلاص والتوكل الذين هما أصل كل خير ومادته.

معنى العبادة

العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال، الظاهرة والباطنة، فهي القيام بعقائد الإيمان وأخلاقه وأعماله محبة لله وخضوعا له.

معنى الاستعانة

الاستعانة هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في حصول ذلك.

بمن تكون الاستعانة

تكون بالله وحده .
( هل يمكن أن يقال تكون كذلك بما أمر الله بالاستعانة به كالصبر والصلاة ؟ )

متعلق الاستعانة

أجل ما يستعان به على عبادة الله؛ وأجل ذلك الاستعانة على قراءة كلام الله، وتفهم معانيه، والاهتداء بهديه. ويستعين العباد بربهم أيضا على قضاء حوائجهم.

دلالة الآية على شدة افتقار العبد لله

في الآية دلالة على وجوب التزام العبد بعبودية ربه، وطلبه من ربه أن يعينه على القيام بذلك، وفقر العباد لله يتضمن أمرين:
فهم مفتقرون إليه في أن يملأ قلوبهم من محبته ومعرفته.
ومفتقرون إليه في أن يقوم بمصالحهم يوفقهم لخدمته.
وبذلك علم شدة افتقار العبد لعبادة الله والاستعانة به.

أهمية العبادة والاستعانة

يتوصل العبد بهما إلى السعادة الأبدية والنجاة من جميع الشرور.

قوله تعالى{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

معنى{اهْدِنَا }
أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا.

المقصود بـ{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

أي الطريق المعتدل الموصل إلى الله وإلى جنته وكرامته.

معنى{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

أي وفقنا للعلم بالحق والعمل به.

شمول قوله تعالى"اهدنا الصراط" لنوعي من الهداية

الأول/ الهداية إلى الصراط، وهي التوفيق للزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان الباطلة.
الثاني/ الهداية في الصراط وقت سلوكه علما وعملا.

دلالة الآية على أهمية طلب الهداية

حيث فرض الله قراءة الفاتحة في الصلاة وفيها طلب الهداية من الله سبحانه وذلك في قوله تعالى" اهدنا الصراط المستقم" وهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد.

المقصود بـ { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}

الذين عرفوا الحق وعملوا به وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون.

المقصود بـ }غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}

هم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.

المقصود بـ {وَلَا الضَّالِّينَ}

الذين ضلوا عن الحق كالنصارى ونحوهم.

مسائل عقدية تضمنتها السورة


إثبات أنواع التوحيد الثلاثة

تضمنت السورة أنواع التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وتوحيد الألوهية من قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فهو المألوه بعبادته والاستعانة به
وتوحيد الأسماء والصفات بأن يثبت لله صفات الكمال كلها التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم
. وقد دل على ذلك إثبات الحمد لله؛ فإن الأسماء الحسنى والصفات العليا وأحكامها كلها محامد ومدائح لله تعالى.


إثبات الرسالة

تضمنت السورة إثبات الرسالة في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}لأنه الطريق الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك فرع عن الإيمان بنبوته ورسالته.

إثبات الجزاء

تضمنت السورة إثبات الجزاء، وأنه بالعدل، وذلك مأخوذ من قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

إثبات منهج أهل السنة والجماعة في القدر

تضمنت السورة إثبات مذهب أهل السنة والجماعة في القدر، وأن جميع الأشياء بقضاء الله وقدره، وأن العبد فاعل حقيقة، ليس مجبورا على أفعاله، وهذا يفهم من قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فلولا أن مشيئة العبد مضطر فيها إلى إعانة ربه وتوفيقه لم يسأل الاستعانة.

أصل الخير ومادته

تضمنت السورة أصل الخير ومادته وهو الإخلاص الكامل لله والتوكل عليه في قول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين.

ما قيل في الحكمة من فرض تلاوة الفاتحة في الصلاة

لأنها تضمنت أمور مهمة منها بيان أنواع التوحيد الثلاثة، ومنها إثبات الرسالة، ومنها إثبات الجزاء، منها: إثبات منهج أهل السنة والجماعة في القدر، ومنها: افتقار العباد لله، ودلت على صل الخير ومادته.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 01:52 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
للشيخ عبدالرحمن السعدي
رحمه الله.
تقرير في مسائل متضمنة في الباب الثاني/"علوم التوحيد والعقائد والأصول":

*نبذة عن المؤلف :
هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي من قبيلة تميم،من مواليد بلدة عنيزة في القصيم، بتاريخ 12 محرم عام 1307ه،وتوفي عام 1376.
عاش يتيما ،وعرف بنهمته للعلم ،وذكاءه الشديد،حفظ القرآن وأتقنه ،وتلقى العلم على شيوخ بلدته ،فبرع في الحديث والفقه وعلوم العربية والتفسير وعلم الأصول والتوحيد،فلما بلغ سن ثلاثا وعشرين كان يعلم ويتعلم.

-من أخلاقه:
التواضع للصغير والكبير والغني والفقير ، الشفقة على الفقراء والمساكين والغرباء يقدم المساعدة لهم بحسب قدرته، ويتسعطف المحسنين لهم ، وكان على قدر من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله .

-من شيوخه:
محمد بن عبد الكريم الشبل ، الشيخ صالح بن عثمان القاضي ، الشيخ عبد الله بن عايض ، والشيخ صعب التويجري ، و الشيخ على السناني والشيخ على الناصر أبو وادي ،وغيرهم.
انتفع كثيرا بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهم الله.

-من تلاميذه
الشيخ علي بن محمد بن زامل آل سليم.
الشيخ عبدالله بن عبد العزيز.
الشيخ سليمان بن صالح بن حمد البسام.

-من مصنفاته:
تفسير القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان".
القواعد الحسان لتفسير القرآن.
الدرة المختصرة في محاسن الإسلام.
مختصر في أصول الفقه.

*سبب تأليف الكتاب:
بعدما ألف كتاب مطولًا في التفسير منع الكثير من الاستفادة منه لطوله ،أشار عليه بعض الناصحين له بتأليف كتاب مختصر يحوي مسائل ذلك الكتاب ،مقتصرا فيه على الكلام على بعض الآيات التي يختارها وينتقيها من جميع مواضيع علوم القرآن ومقاصده،وقد تضمن هذا الكتاب عدة أبواب وهي:
1-مقدمة في ذكر أوصاف القرآن العامة الجامعة.
2-علوم التوحيد والعقائد والأصول.
3-فصل: في ذكر بعض الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق.
4-أحكام القرآن [ العبادات].
5-أحكام القرآن [المعاملات].
6- قصص الأنبياء.
7-قصة خاتم النبيين وإمام المرسلين.
8- كمال القرآن وأسلوبه وتأثيره.
9-فوائد منثورة منوعة غير مرتبة.
10- الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
11-الدعوة إلى الله وأقسام الناس عندها.
12-ذكر حدود ألفاظ كثر مرورها في القرآن.




باب:علوم التوحيد والعقائد والأصول:
من مسائل هذا الباب:
-آيات كونية تدل على وحدانية الله.
-منة الله على الناس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
-دحض شبهات الكفار على الرسول.


*آيات كونية تدل على وحدانية الله.
-كما أسلفنا سابقا ،أن الشيخ -رحمه الله تعالى-اقتصر في هذا الكتاب على انتقاء بعض الآيات القرآنية والكلام حولها فيما يخدم علوم القرآن ومقاصده ،فكانت الآية التي انتقائها للحديث عن آيات الكونية الدالة على وحدانية الله هي قوله تعالى :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]
*هذه الآية تضمنت مسائل:
-احتوائها الأصول الثلاثة متلازمة: التوحيد والرسالة والمعاد.
- تتضمن الأدلة العقلية الدالة على وحدانية الله.
-بيان آية السماوات.
-بيان آية الأرض.
-بيان آية اختلاف الليل والنهار.
-بيان آية الفلك.
-بيان آية المطر.
-بيان آية خلق الدواب.
-بيان افتقار هذه الملوقات وأنها المخلوقات عن التدبير والاستعصاء.


خلاصة هذه المسائل:
-احتوائها الأصول الثلاثة متلازمة: التوحيد والرسالة والمعاد.
أي تتضمن الإيمان بالجزاء ،والبعث، وبالرسل ،والكتب، ومقرونة بأدلة الله، واليقين الراسخ.
- تتضمن الأدلة العقلية الدالة على وحدانية الله.
فقد خلق الله تعالى العقل، ووجَّهه حتى يعمل فيما خلق له من التدبر والتفكر في آيات الله ،فمن لم يصرفها كما أمر الله بها فلا ينتفع.
-بيان آية السماوات:
عظم خلق السماوات في ارتفاعها واتساعها وإحكامها وإتقانها، وما جعل الله فيها من الشمس والقمر والنجوم وجريانها بانتظام عجيب، لمصالح العباد.
-بيان آية الأرض.
مهدها الله تعالى لتناسب عيش الناس عليها والانتفاع منها.
-بيان آية اختلاف الليل والنهار:
في تعاقبهما ؛ وفي اختلافهما في درجة الحرارة،والمدة ، وما ينشأ عن حركاتهما من الفصول التي بها انتظام مصالح لكائنات جميعا.
-بيان آية الفلك:
وهي السفن والمراكب ونحوها ، وتعليم الله لعباده لصناعتها وأقدرهم عليها بتيسير أسبابها، ثم سخر لها هذا البحر العظيم والرياح التي تحملها بما فيها من الركاب والأموال والبضائع على اختلاف أثقالها؛ التي هي من منافع الناس، وبها تنتظم معايشهم.
-بيان آية المطر:
أنزل الله المطر من السحاب ،فأخرجت ما يحتاجه من أنواع النبات وغيره،وإخراج النبات من الأرض دلالة على البعث.
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت: 39]
-بيان آية خلق الدواب.
سخر الله تعالى الدواب المتنوعة لخدمة الإنسان ونشرها في أقطار الأرض متكفلا في أرزاقها.
-بيان آية الرياح:
من آيات الله العظيمة التي تدل على وحدانية الله وتفرده بالكمال المطلق ،مع اختلاف درجة حرارتها ،واتجاهها،تُرسل بالرحمة تارة ،وبالعذاب تارة أخرى،يرسلها الله القادر حيث يشاء ،فهو العزيز الحكيم، الرحيم اللطيف بعباده، المستحق للمحبة والثناء والشكر والحمد.
-بيان آية تسخير السحاب :
سيره بين السماء والأرض يتحرك بخفة ينقل الماء بأمر من الله ،فيسقي العباد ويحي البلاد.
-بيان عظمة خلق الله:
هذه الآيات وغيرها كلها من تدبير وتسخير تحير في حسنه العقول، ويعجز عن إدراكها الفحول ، وذلك يدل على قدرة مصرفها وسعة علمه وشمول حكمته، وعموم رحمته ولطفه الشامل، وعظمته وكبريائه وسلطانه العظيم، يضطر العباد إلى معرفة ربهم، وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، فمنأقبح القبيح وأظلم الظلم أن يتمتع العباد برزقه ويعيشوا ببره، وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه
-بيان افتقار هذه المخلوقات وأنها المخلوقات عن التدبير والاستعصاء.
التفكر ببدائع هذه الكائنات، علم أنها خلقت للحق وبالحق، وأنها صحائف آيات، وكتب براهين ودلالات على جميع ما أخبر به عن نفسه ووحدانيته، وما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر، وأنها مدبرات مسخرات، ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومصرفها، فتعرف أن العالم العلوي والسفلي كلهم إليه مفتقرون، وإليه صامدون، وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات، فلا إله إلا هو، ولا رب سواه.
- الرد على من قال أن هذه المخلوقات وجدت صدفة.
هذه الأمور لم تحصل صدفة واتفاقا ، ولم يستقل بعملها وخلق أسبابها الإنسان الضعيف العاجز وليس له قدرة على شيء.
بل الله خالقه أعطاه القدرة وعلمه ما لم يكن يعلم، هو من سخر ذلك وحده، فهو العظيم العليم الحكيم القدير؛ الذي لا يعجزه شيء، ولا يمتنع عليه شيء، بل الأشياء كلها قد دانت لربوبيته، واستكانت لعظمته، وخضعت لجبروته؛ وغاية العبد الضعيف أن جعله الله جزءا من أجزاء الأسباب التي بها وجدت هذه الأمور العظام.



*منة الله على الناس ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
وفيه مسائل:
-أعظم ما امتن الله به على عباده المؤمنين.
-بيان ما جاء به من الآيات.
-بيان الغاية مما جاء به.
-بيان مصادر العلم عن الله.
-بيان تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته .
-ثمرات هذا العلم.


خلاصة هذه المسائل:
-أعظم ما امتن الله به على عباده المؤمنين.
وقوله تعالى:"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ"
امتن الله تعالى على عباده المؤمنين بنعمة إرسال أعظم الأنبياء وأكملهم لهم ،قد جمع محاسن الأنبياء ، نبيًا من أنفسهم ،من أشرف قبائلهم ،وأطهر نفوسهم ،معروفا عندهم بخصال الصدق والأمانة،الناصح لهم ،الحريص على هدايتهم،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
-بيان ما جاء به من الآيات.
وقوله تعالى :" يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ"
يعلمهم ألفاظ القرآن ،ويشرح لهم معانيها.
-بيان الغاية مما جاء به.
وقوله تعالى:"وَيُزَكِّيهِمْ"
والتزكية تكون بأمرين:
1-يطهرهم من الخصال الذميمة ،الشرك والمعاصي والرذائل .
2- ينميهم، فيحثهم على الأخلاق الجميلة.
-بيان مصادر العلم عن الله.
وقوله تعالى:"وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ":
أي يعلمهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
-بيان تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته .
وذلك من خلال:
1-أوقفهم على حكم الأحكام وأسرارها، من خلال أقواله وأفعاله وتقريراته وهديه، وأخلاقه الظاهرة والباطنة.
2- جمع لهم بين تعليم الأحكام الأصولية والفروعية. ورق التوصُّل إليها عقلا ونقلا وتفكيرا وتدبرا، واستخراجها ،وبيان فوائدها وثمراتها.
3-شرح لهم الصراط المستقيم، اعتقاداته وأخلاقه وأعماله، وثمراته في الدنيا والآخرة، وما على المنحرف عنه من العقاب والضرر العاجل والآجل.
-ثمرات هذا العلم في الدنيا
ترك الضلالات ،ودفع الشرور ،خرجوا من ظلمات الجهل والوهن إلى النور .



*دحض شبهات الكفار على الرسول.
وقوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا - وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 4 - 6]
وفيها مسائل:
-ما قيل في حق النبي من الشبهات،ورد الله تعالى عليها:
-تحدي إعجاز القرآن.
-تعظيم الله لنبيه وإقسامه عليه.
-صفات أكمل الأنبياء خَلقا وخُلقا.


خلاصة المسائل:
-ما قيل في حق النبي من الشبهات،ورد الله تعالى عليها:
الشبهة الأولى:
زعموا افتراء النبي للقرآن،بمساعدة آخرين له.
الرد عليها:
رد الله عليهم بانهم أعلم الناس بصدقه وأمانته وخلقه ،وأنه لم يجتمع بأهل علم ولا رحل لطلبه،فهذا من الظلم والجور والضلال بحقه صلى الله عليه وسلم.
الشبهة الثانية:
أنَّ ما جاء به من الكتب المسطورة التي كتبت من قبل، أنه كان صلى الله عليه وسلم يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه.
الرد عليها :
لو أنها فعلا من أساطير الأولين ؛لم يختص بها محمد وحده،وهل عندهم في مكة من يمليها عليهم! أو كتب موجودة أصلا!،وكيف يجمع بين فصاحته وبين أعجمي اللسان الذي لا يعرف عنه.
الشبهة الثالثة:
أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة،فيعطيها لبه، ويناجيها بقلبه، فيخيل إليه.
الرد عليها:
هذا قول أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
قد بين الله كذبهم وىراءهم الفاسدة الساقطة فيما قالوه، فقال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان: 6]
فالرب القادر العظيم، أحاط علمه بجميع الأسرار ،أحوال العباد ، فأنزله لهدايتهم، وجعله منارا وعلما يهتدي به المهتدون في كل وقت وحين.
فقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
الشبهة الرابعة :
قولهم إنه مجنون و ساحر وكاهن و مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة.
الرد عليهم :
رد الله عليهم أن أقوالهم دالة على كذبهم ومكابرتهم قبل أن يعرف بطلانها من الأدلة الأخرى.
قال تعالى :{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} .
-تحدي إعجاز القرآن:
تحدى الله الكافرين والمشركين على هذا بلاغة وفصاحة هذا القرآن،على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ بالرغم من أنهم أهل لغة وفصاحة،وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله فهم صادقون.
-تعظيم الله لنبيه وإقسامه عليه وبيان مكارم أخلاقه.
أقسم الله تعالى بالقلم الذي يكتب به العلوم ويسطر بها المنظوم،وبآياته العظيمة، على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، وأن خلقه فاق الأولين والآخرين، جمع مكارم الأخلاق وأحسنها ،صلى الله عليه وسلم.


والحمدلله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 03:47 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

بيان ما تشتمل عليه آية: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم ...... } الآية


رابط الموضوع:
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=202414&postcount=3

عناصر الموضوع:
شأن هذه الآية:
مفهوم الإيمان:
شرط الإيمان:
مفهوم الإيمان عند إطلاقه وعند اقترانه بالإسلام أو العمل الصالح
فائدة الأمر بـ "قل "
فائدة التعبير بصيغة الجمع "آمنا"
دلالة الآية على ضوابط إضافة الإنسان نفسه إلي الإيمان
معنى قوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ}
المراد بـ {وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}
معنى }وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ{:
سبب تخصيص بعض الأنبياء بالذكر
إثبات أن دين الإسلام هو دين الحق
إثبات صفة الربوبية
إثبات النبوة والرسالة
الفرق بين الأنبياء الصادقين وبين من يدعي النبوة
معنى قوله{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
فائدة تقديم المعمول على العامل في قوله{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
فائدة مجئ قوله تعالى{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} بعد قوله تعالى: {آمَنَّا بِاللَّهِ}
أثر إيمان العبد بهذه الآية

تلخيص مسائل الموضوع


شأن هذه الآية:
كان - عليه الصلاة والسلام - يقرؤها كثيرا في الركعة الأولى من سنة الصبح، وقد اشتملت على جميع ما يجب الإيمان به.

مفهوم الإيمان:

إن الإيمان الشرعي هو تصديق القلب التام وإقراره بهذه الأصول، المتضمن لأعمال الجوارح ولأعمال القلوب؛ وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة
كلها؛ فهي إيمان، وهي من آثار الإيمان، فإذا أطلق الإيمان دخل فيه ما ذكر.

شرط الإيمان:
تواطؤ القلب واللسان، وهذا هو القول التام الذي يترتب عليه الثواب والجزاء.
وعلى هذا:
فالنطق باللسان بدون اعتقاد القلب ليس بإيمان، بل هو نفاق.
وكذلك القول الخالي من عمل القلب عديم التأثير قليل الفائدة.

مفهوم الإيمان عند إطلاقه وعند اقترانه بالإسلام أو العمل الصالح
إذا أطلق يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها.
وإذا اقترن بالإسلام: يفسر الإيمان بما في القلب من العقائد الصحيحة والإرادات الصالحة، ويفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة.
وإذا اقترن بالعمل الصالح: فيكون الإيمان لما في الباطن، والعمل الصالح هو الظاهر.

فائدة الأمر بـ "قل "
إشارة إلى الإعلان بالعقيدة والصدع بها والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه.

فائدة التعبير بصيغة الجمع "آمنا"
إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعا، والحث على الائتلاف، والنهي عن الافتراق، وأن المؤمنين كالجسد الواحد، عليهم السعي لمصالحهم كلها جميعا، والتناصح التام.

دلالة الآية على ضوابط إضافة الإنسان نفسه إلي الإيمان
يجوز ذلك على وجه التقييد بأن يقول: أنا مؤمن بالله؛ كما يقول: آمنت بالله، بل هذا الأخير من أوجب الواجبات، كما أمر الله به أمرا حتما.
ولا يجوز على وجه الإطلاق كقول العبد: أنا مؤمن، ونحوه؛ لما فيه من تزكية النفس؛ لأن الإيمان المطلق يشمل القيام بالواجبات وترك المحرمات، فهو كقوله: أنا متق أو ولي أو من أهل الجنة.
وهذا التفريق هو مذهب محققي أهل السنة والجماعة.

معنى قوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ}
أي: بأنه واجب الوجود، واحد أحد فرد صمد، متصف بكل صفة كمال، منزه عن كل نقص، مستحق لإفراده بالعبودية كلها، وهو يتضمن الإخلاص التام.

المراد بـ {وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}
يدخل فيه: الإيمان بألفاظ الكتاب والسنة ومعانيهما، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، وقال تعالى}وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}
ويدخل فيه: ما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله: من أسماء الله وصفاته وأفعاله، وصفات رسله، واليوم الآخر والغيوب كلها، والإيمان بما تضمنه الكتاب والسنة أيضا: من الأحكام الشرعية: الأمر والنهي وأحكام الجزاء، وغير ذلك.

معنى }وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ{:
فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، والإيمان بالأنبياء عموما، وخصوصا ما نص عليهم منهم في الآية الكريمة وغيرها، لشرفهم ولكونهم أتوا بالشرائع الكبار.

سبب تخصيص بعض الأنبياء بالذكر
لشرفهم ولكونهم أتوا بالشرائع الكبار

إثبات أن دين الإسلام هو دين الحق
من براهين الإسلام ومحاسنه، وأنه دين الله الحق: الأمر بالإيمان بكل كتاب أنزله الله، وكل رسول أرسله الله مجملا ومفصلا؛ فكل من ادعى أنه على دين حق كاليهود والنصارى ونحوهم فإنهم يتناقضون، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، فيبطل كفرهم وتكذيبهم تصديقهم، ولهذا أخبر عنهم أنهم الكافرون حقا، وأنه لا سبيل يسلك إلى الله إلا سبيل الإيمان بجميع الرسل، وبجميع الكتب المنزلة على الرسل.

إثبات صفة الربوبية
ذلك من قوله تعالى{مِنْ رَبِّهِمْ}، وفي الإخبار بأنه من ربهم بيان أن من كمال ربوبيته لعباده التربية التامة أنه أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، ليعلموهم ويزكوهم ويخرجوهم من الظلمات إلى النور، وأنه لا يليق بربوبيته وحكمته أن يتركهم سدى، لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون.

إثبات النبوة والرسالة
في قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ} برهان على أن الأنبياء وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه، وأنه ليس لهم من الأمر شيء؛


الفرق بين الأنبياء الصادقين وبين من يدعي النبوة
- الأنبياء يصدق بعضهم بعضا، ويشهد بعضهم لبعض، ويكون كل ما جاءوا به متفقا لا يتناقض، لأنه من عند الله، محكم منتظم.
- أما الكذبة فإنهم لا بد أن يتناقضوا في أخبارهم وأوامرهم ونواهيهم، ويعلم كذبهم بمخالفته لما يدعو إليه الأنبياء الصادقون.

معنى قوله{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
أي: خاضعون لعظمته، منقادون لعبادته بباطننا وظاهرنا، مخلصون له بذلك.

فائدة تقديم المعمول على العامل في قوله{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
أفاد الحصر

فائدة مجئ قوله تعالى{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} بعد قوله تعالى: {آمَنَّا بِاللَّهِ}
- لما بين تعالى جميع ما يجب الإيمان به، عموما وخصوصا، وكان القول لا يغني عن العمل، فقال: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}أي: خاضعون لعظمته، منقادون لعبادته بباطننا وظاهرنا، مخلصون له بذلك؛ فإن تقديم المعمول على العامل يدل على الحصر.


أثر إيمان العبد بهذه الآية
تكمل العبد وترقيه في عقائده وأخلاقه وآدابه، وتجعله عدلا معتبرا في معاملاته، وتوجب له خير الدنيا والآخرة، ويحيا بها الحياة الطيبة في الدارين، وتجلب له السعادتين، وتدفع عنه شرور الدنيا والآخرة. ومن حصل ذلك فهو يدخل في المؤمنين الذين قاموا بهذه الأصول علما وتصديقا وإقرارا، وعملا ودعوة وهداية وإرشادا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 10:19 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

في ذكر بعض الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق

أ- شرح آيات سورة النساء والإسراء
ما تضمنته الآيات من أمرين رئيسيين
- معنى عبادة الله وحده
- أنواع الشرك
- كيفية الإحسان للوالدين
- الحكمة من إطلاق الإحسان للوالدين
- معنى عقوق الوالدين
- الأسباب الموجبة لبر الوالدين
- كيفية الإحسان لذوي القربى
- معنى اليتامى
- كيفية الإحسان لليتامى
- معنى المساكين
- كيفية البر بالمساكين
- أنواع الجيران
- كيفية الإحسان للجيران
- معنى الصاحب بالجنب
- كيفية البر به
- معنى ابن السبيل
- سبب البر به
- معنى ملك اليمين
- كيفية البر بهم
- معنى {مختالا فخورا}
- علاقة الآية بما قبلها
- معنى {ملوما محسورا}
- ما تحذر منه الآية
- الحكمة من أمر الله بانتظار الرحمة والرزق منه :
- معنى إملاق
- سبب النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر
- أخلاق المؤمنين عند كثرة أولادهم
- معنى فاحشة
- معنى قربان الزنا
- سبب وصف الزنا بأنه فاحشة
- سبب الأمر بإيفاء المكيال
- أهمية التثبت في كل الأمور
- معنى الكبر :
- سبب النهي عن الكبر
- الحكمة من هذه الأوامر الحسنة والإرشادات في هذه الآيات :
ب- شرح الآيات من سورة الفرقان
- أنواع العبودية
- سبب إضافة العبودية لاسمه (الرحمن)
- سبب ذكر الله لأوصاف عباده
صفات عباد الرحمن :
1- الوقار والسكينة، والتواضع له ولعباده
2- الحلم وسعة الخلق، والعفو عن الجاهلين
3- قيام الليل والإخلاص فيه
4- الخوف من النار، والتضرع لربهم أن ينجيهم منها
5- يخرجون الواجبات والمستحبات في النفقات على وجه الاقتصاد
6- السلامة من كبائر الذنوب وفواحشها، وبالتوبة مما يصدر منهم منها
7- لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية، ولا يفعلونها
8- يقابلون آيات الله بالقبول لها، والتفهم لمعانيها، والعمل بها، والاجتهاد في تنفيذ أحكامها
9- وأنهم يدعون ربهم بأكمل دعاء ينتفعون به، وينتفع به من يتعلق بهم، وينتفع به المسلمون من صلاح أزواجهم وذريتهم
10- يدعون الله في حصول أعلى الدرجات الممكنة لهم، وهي درجة الإمامة والصديقية
- الجزاء من جنس العمل

في ذكر بعض الآيات الحاثة على القيام بحقوق الله وحقوق الخلق

أ- شرح آيات سورة النساء والإسراء
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]
والآيات التي في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] إلى قوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39]
ما تضمنته الآيات من أمرين رئيسيين
1- الأمر بالقيام بحق الله المقدم على كل حق.
2- الأمر بالقيام بحقوق ذوي الحقوق من الخلق: الأهم فالأهم.

قوله تعالى : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}
- معنى عبادة الله وحده
هي الدخول تحت رق عبوديته التي هي غاية شرف العبد، والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه محبة له وذلا له، وإخلاصا لله وإنابة له في جميع الحالات وفي جميع العبادات الظاهرة والباطنة .
- أنواع الشرك
أ- الشرك الأكبر : هو صرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله .
ب- الشرك الأصغر: مثل وسائل الشرك كالحلف بغير الله والرياء، ونحو ذلك مما يتذرع به إلى الشرك .

قوله تعالى : {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
- كيفية الإحسان للوالدين :
الإحسان إليهم بالقول الكريم، والخطاب اللطيف، وبالفعل: بالقيام بطاعتهما، واجتناب معصيتهما، والحذر من عقوقهما، والإنفاق عليهما، وإكرام من له تعلق بهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من جهتهما.
- الحكمة من إطلاق الإحسان للوالدين :
إطلاق الإحسان يدخل فيه كل ما عده الناس إحسانا، وذلك يختلف باختلاف الأوقات والأحوال والأشخاص.
- معنى عقوق الوالدين :
تتضمن الآية النهي عن عقوق الوالدين ، والإساءة والعقوق الذي هو إيصال الأذى القولي والفعلي إليهما، وترك القيام ببعض حقوقهما الواجبة، والأمر الثاني: ترك الإحسان وترك الإساءة، فإن ذلك داخل في العقوق، فلا يسع الولد أن يقول إذا قمت بواجب والدي وتركت معصيتهما فقد قمت بحقهما، فيقال: بل عليك أن تبذل لهما من الإحسان الذي تقدر عليه ما يجعلك في مرتبة الأبرار البارين بوالديهم.
وقوله: {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]
- الأسباب الموجبة لبر الوالدين :
بيان لبعض الأسباب الموجبة للبر، وأن الوالدين اشتركا في تربية بدنك وروحك بالتغذية والكسوة والحضانة والقيام بكل المؤن، وبالتعليم والإرشاد والإلزام بطاعة الله والآداب والأخلاق الجميلة، وفي هذا دليل على أن كل من له عليك حق تربية - بقيام بمؤنة نفقة وكسوة وغيرها - أن له حقا عليك بالإحسان والبر والدعاء؛ وأعلى من ذلك من له حق عليك بتربية عقلك وروحك تربية علمية تهذيبية أن له الحق الأكبر عليك؛ وهذا من جملة فضائل أهل العلم المعلمين العاملين، ومن حقوقهم على الناس، فإنهم ربما فاقوا في هذه التربية تربية الوالدين بأضعاف مضاعفة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

قوله تعالى : {وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين}
- كيفية الإحسان لذوي القربى
الإحسان إلى الأقارب القريبة منهم والبعيدة بالقول والفعل ، وإيصال الهدايا لهم والصدقات والبر والإحسان المتنوع ما يشرح صدورهم ، ويتيسر به أمورهم ، وبذلك تكونوا حائزين للأجر من الله .
- معنى اليتامى
هم الذين فقدت آباؤهم وهم صغار.
- كيفية الإحسان لليتامى
مر الله سبحانه الناس برحمتهم والحنو عليهم والإحسان إليهم، وكفالتهم وجبر خواطرهم وتأديبهم، وأن يربوهم أحسن تربية كما يربون أولادهم، سواء كان اليتيم ذكرا أو أنثى، قريبا أو غير قريب.
- معنى المساكين
هم الذين أسكنتهم الحاجة والفقر فلم يحصلوا على كفايتهم ولا كفاية من يعولون .
- كيفية البر بالمساكين
أمر تعالى بسد خلتهم، ودفع فاقتهم، والحض على ذلك، وقيام العبد بما أمكنه من ذلك من غير ضرر عليه.
قوله تعالى : {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}
- أنواع الجيران :
أ- الجار ذو القربي : الجار القريب الذي له حق الجوار وحق القرابة.
ب - الجاز الجنب : الجار الذي ليس بقريب.
- كيفية الإحسان للجيران
على العبد القيام بحق جاره مطلقا، مسلما كان أو كافرا، قريبا أو بعيدا، بكف أذاه عنه، وتحمل أذاه، وبذل ما يهون عليه ويستطيعه من الإحسان، وتمكينه من الانتفاع بجداره، أو طريق ماء على وجه لا يضر الجار، وتقديم الإحسان إليه على الإحسان على من ليس بجار، وكلما كان الجار أقرب بابا كان آكد لحقه، فينبغي للجار أن يتعاهد جاره: بالصدقة والهدية والدعوة واللطافة بالأقوال والأفعال؛ تقربا إلى الله وإحسانا إلى أخيه صاحب الحق.
- معنى الصاحب بالجنب
قيل: هو الرفيق في السفر، وقيل: هو الزوجة، وقيل: هو الرفيق مطلقا في الحضر والسفر، وهذا أشمل، فإنه يشمل القولين الأولين.
- كيفية البر به
على الصاحب لصاحبه حق زائد على مجرد إسلامه من مساعدته على أمور دينه ودنياه، والنصح له والوفاء معه في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه؛ وكلما زادت الصحبة تأكد الحق وزاد.
- معنى ابن السبيل
وهو الغريب في غير بلده، سواء كان محتاجا أو غير محتاج.
- سبب البر به
حث الله على الإحسان إلى الغرباء، لكونهم في مظنة الوحشة والحاجة، وتعذر ما يتمكنون عليه في أوطانهم، فيتصدق على محتاجهم، ويجبر خاطر غير المحتاج بالإكرام والهدية والدعوة والمعاونة على سفره.
- معنى ملك اليمين
كل ما مُلك من الرقيق والبهائم .
- كيفية البر بهم
القيام بكفايتهم، وأن لا يحملوا ما لا يطيقون، وأن يعاونوا على مهماتهم، وأن يقام بتقويمهم وتأديبهم النافع .

قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}
- معنى مختالا : متكبرا .
- معنى فخورا : معجبا بنفسه .
- علاقة الآية بما قبلها
أن قام بهذه المأمورات فهو الخاضع لربه المتواضع لعباد الله المنقاد لأمر الله وشرعه، الذي يستحق الثواب الجزيل والثناء الجميل؛ ومن لم يقم بذلك فإنه عبد معرض عن ربه، عات على الله، متكبر على عباد الله، معجب بنفسه، فخور بأقواله على وجه الكبر والعجب واحتقار الخلق، وهو في الحقيقة السافل المحتقر.
قوله تعالى : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}
- معنى {ملوما}
تلام على ما فعلت من الإسراف .
- معنى {محسورا}
فارغ اليد، فلا بقي ما في يدك من المال، ولا خلفه مدح وثناء.
- ما تحذر منه الآية
1- البخل : لأن منع الأموال وإمساكها عن وضعها فيما جعلت له مذموم .
2- التبذير : لأن بذل المال في الأمور الضارة، أو الزيادة غير اللائقة في الأمور العادية وغيرها مذموم، لأنه إتلاف للمال بغير مصلحة، وانحراف في حسن التصرف والتدبير، وضعف التدبير وعدم انتظامه مذموم في كل شيء، كما أن حسن التدبير محمود ونافع لفاعله وغيره.

قوله تعالى : {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا}
- معنى الآية :
أي إنه إذا تعذرت النفقة الحاضرة فإما تعرضن عن إعطائهم حاضرا، ولكنك ترجو فيما بعد ذلك تيسير الأمر من الله، فقل لهم قولا لطيفا برفق ووعد بالجميل عند الوجود، واعتذار بعدم الإمكان في الوقت الحاضر، لينقلبوا عنك مطمئنة قلوبهم، عاذرين راجين .
- الحكمة من أمر الله بانتظار الرحمة والرزق منه :
1- لأن انتظار ذلك عبادة، وسبب لحصوله، فإن الله عند ظن عبده به، وكذلك وعدهم أن يعطوهم إذا وجدوا عبادة حاضرة لمن وعدوا، لأن الهم بفعل الخير والحسنة خير، ولهذا ينبغي للعبد أن يفعل ما يقدر عليه من الخير، وينوي فعل ما لم يقدر عليه إذا قدر، ليثاب على ذلك، ولعل الله ييسره له.
2- الحث على تعليق القلب والرجاء والطمع بالله، وصرف التعلق بالمخلوقين، فالموفق: في حال الوجود والغنى قلبه متعلق بحمد الله وشكره والثناء عليه، لا ينسى ولا يبطر النعمة، وفي حال الفقد والفقر صابر راض راج من الله فضله وخيره ورحمته، وهذا من أجل عبادات القلوب المقربة إلى علام الغيوب.

قوله تعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}
- معنى إملاق
أي بسبب الفقر
- سبب النهي عن قتل الأولاد خشية الفقر
لأن فيه عدة جنايات: قتل النفس الذي هو من أعظم الفساد، وأشنع من ذلك قتل الأولاد الذين هم فلذ الأكباد، وسوء الظن برب العالمين، وجهلهم وضلالهم البليغ، إذ ظنوا أن وجودهم يضيق عليهم الأرزاق، فتكفل لهم بقيامه برزق الجميع.
- أخلاق المؤمنين عند كثرة أولادهم
كلما كثرت أولاد المؤمنين وعوائلهم قوي ظنهم بالله، ورجوا زيادة فضله وقاموا بمؤنتهم مطمئنة نفوسهم، حامدين ربهم أن جعل رزقهم على أيديهم، ومثنين على ربهم إذ أقدرهم على ذلك، وراجين ثواب ذلك عنده، ومشاهدين لمنة الله عليهم بذلك .

قوله تعالى : {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}
- معنى فاحشة
أي: جريمة عظيمة تستفحش شرعا وعقلا .
- معنى قربان الزنا
يشمل النهي عنه وعن جميع دواعيه ومقدماته، كالنظر المحرم، والخلوة بالأجنبية، وخطاب من يخشى الفتنة بخطابه ونحو ذلك .
- سبب وصف الزنا بأنه فاحشة
لأن فيها انتهاك حرمة الشرع والتهاون به، وفيه إفساد المرأة، وإفساد الأنساب، واختلاط المياه، وفيه إضرار بأهلها وبزوجها وبكل من يتصل بها، وفيه من المفاسد شيء كثير.

- قوله تعالى : {وأَوفُوا الكَيْلَ إذَا كِلتُم وَزِنُوا بِالقِسْطَاس المُستَقِيم ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
- معنى الآية
أمر تعالى بإيفاء المكاييل والموازين والمعاملات كلها بالقسط من غير بخس ولا نقص ولا غش ولا كتمان، وفي ضمن ذلك الأمر بالصدق والنصح في جميع المعاملات، فإنه بذلك يصلح الدين والدنيا.
- سبب الأمر بإيفاء المكيال
لأن ذلك خير في الحاضر، وأحسن عاقبة في الآجل، يسلم به العبد من التبعات، وتحل البركة في هذه المعاملة.

قوله تعالى : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
- معنى الآية
أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله .
- أهمية التثبت في كل الأمور
التثبت في الأمور كلها دليل على حسن الرأي وقوة العقل، وبه تتوضح الأمور، ويعرف بعد ذلك هل الإقدام خير أم الإحجام؟ لأن المتثبت لا بد أن يعمل فكره ويشاور في الأمور التي عليه أن يتثبت فيها؛ والفكر والمشاورة اكبر الأسباب لإصابة الصواب والسلامة من التبعة، ومن الندم الصادر من العجلة، ومن عدم استدراك الفارط .

قوله تعالى : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
- معنى الآية
أي: لا بد أن تسأل عن حركة هذه الجوارح، وهل هي حركات نافعة بأن وضعت فيما يقرب إلى الله، أم ضارة بأن وجهت إلى معصية الله؟ فليتعاهد العبد بحفظها عن الأمور الضارة ليعد لهذا السؤال جوابا، فمن استعملها بطاعة الله فقد زكاها ونماها، وأثمرت له النعيم المقيم، ومن استعملها في ضد ذلك فقد دساها وأسقطها وأوصلته إلى العذاب الأليم.

قوله تعالى : {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}
- معنى الكبر :
هو بطر الحق، وغمط الناس، أي: احتقارهم وازدراؤهم.
- سبب النهي عن الكبر
التكبر من أرذل الأخلاق، والمتكبر المعجب بنفسه لن يبلغ ما يظنه وتطمح له نفسه من الخيالات الفاسدة أنه في مقام رفيع على الخلق، بل هو ممقوت عند الله وعند خلقه، مبغوض محتقر قد نزل بخلقه هذا إلى أسفل سافلين، ففاته مطلوبه من كبره وعجبه، وحصل على نقيضه، ومن مضار الكبر أنه صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر» ، والنار مثوى المتكبرين .
- الحكمة من هذه الأوامر الحسنة والإرشادات في هذه الآيات :
إن هذه الأوامر الحسنة من الحكمة العالية التي أوحاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ وهي من أعظم محاسن الدين، فالدين هو دين الحكمة التي هي معرفة الصواب والعمل بالصواب، ومعرفة الحق والعمل بالحق في كل شيء.

ب- شرح الآيات من سورة الفرقان :
الآيات من سورة الفرقان : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} إلى قوله تعالى {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بما صبروا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} [الفرقان: 63-75]

قوله تعالى : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ }
- أنواع العبودية
أ- عبودية لربوبية الله وملكه، فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون .
ب- عبودية لألوهيته ورحمته، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه، وهي المراد هنا .
- سبب إضافة العبودية لاسمه (الرحمن)
تنبيها على أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال برحمته بهم ولطفه وإحسانه.
- سبب ذكر الله لأوصاف عباده
لأنه بالاتصاف بها يكون العبد متحققا بعبوديته الخاصة النافعة المثمرة للسعادة الأبدية .
صفات عباد الرحمن :
1- الوقار والسكينة، والتواضع له ولعباده :
قال تعالى : {الذين يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} : أي: ساكنين متواضعين لله وللخلق .
2- الحلم وسعة الخلق، والعفو عن الجاهلين :
قال تعالى : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} : خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم، ولا يقابلون الجاهل بجهله، وهذا ثناء عليهم بالرزانة والحلم العظيم والعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان.
3- قيام الليل والإخلاص فيه :
{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} : يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له .
4- الخوف من النار، والتضرع لربهم أن ينجيهم منها :
قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} : ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه، ومغفرة ما وقع منا مما هو مقتض للعذاب لأن عذابها ملازما لأهلها ملازمة الغريم لغريمه .
{إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} : هذا منهم على وجه التضرع لربهم، وبيان شدة حاجتهم إليه، وأنه ليس في طاقتهم احتمال هذا العذاب، وليتذكروا منة الله عليهم، فإن صرف الشدة يعظم وقعه بحسب شدتها وفظاعتها.
5- يخرجون الواجبات والمستحبات في النفقات على وجه الاقتصاد:
قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} : أي يبذلون في الواجبات من الزكوات والكفارات والنفقات الواجبة، وفيما ينبغي من الأمور النافعة على المحتاجين، وفي المشاريع الخيرية، وفي الأمور الضرورية والكمالية الدينية والدنيوية من غير ضرر ولا إضرار، وهذا من اقتصادهم وعقلهم وحسن تدبيرهم.
6- السلامة من كبائر الذنوب وفواحشها، وبالتوبة مما يصدر منهم منها :
قال تعالى : {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} : لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة، بل يعبدونه وحده مخلصين له الدين حنفاء، مقبلين عليه معرضين عما سواه .
{وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } : وهي نفس المسلم والكافر المعاهد، {إِلَّا بِالْحَقِّ} كقتل النفس بالنفس، والزاني المحصن، والتارك لدينه المفارق للجماعة .
{وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} فقد نص الله على ثلاثة هذه الأشياء لأنها أكبر الكبائر، وفسادها كبير، فالشرك فيه فساد الأديان بالكلية، والقتل فيه فساد الأبدان، والزنا فيه فساد الأعراض .
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} بأن يوفقهم للخير، فتبدل أقوالهم وأفعالهم التي كانت مستعدة لفعل السيئات تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيمانا، ومعصيتهم طاعة، وتتبدل نفس السيئات التي عملوها، ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وندما وإنابة وطاعة.
7- لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية، ولا يفعلونها:
قال تعالى : {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} أي: لا يحضرون الزور، أي: القول المحرم والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على كل قول وفعل محرم، كالخوض في آيات الله بالباطل، والجدل الباطل، والغيبة والنميمة، والسب والقذف، والاستهزاء وشرب الخمر، والغناء المحرم، وفرش الحرير والصور، ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فإنهم من باب أولى لا يفعلونه ولا يقولونه؛ وشهادة الزور داخلة في قول الزور.
{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} : هو الكلام الذي لا فائدة فيه، دينية ولا دنيوية، ككلام السفهاء ونحوهم فنزهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيه، ورأوه سفها منافيا لمكارم الأخلاق.
وفي قوله: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ} إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره، ولا سماعه، ولكن يحصل ذلك بغير قصد، فيكرمون أنفسهم عنه.
8- يقابلون آيات الله بالقبول لها، والتفهم لمعانيها، والعمل بها، والاجتهاد في تنفيذ أحكامها:
قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} أي: لم يقابلوها بالإعراض عنها، والصمم عن سماعها، وصرف القلب عنها كما يفعله من لم يؤمن بها ويصدق.
9- وأنهم يدعون ربهم بأكمل دعاء ينتفعون به، وينتفع به من يتعلق بهم، وينتفع به المسلمون من صلاح أزواجهم وذريتهم :
قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} أي: قرنائنا من أصحاب وأخلاء وأقران وزوجات، {وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} أي: تقر بهم أعيننا، وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من علو هممهم ومراتبهم أن مقصودهم بهذا الدعاء لذرياتهم أن يطلبوا منه صلاحهم؛ فإن صلاح الذرية عائد إليهم وإلى والديهم؛ لأن النفع يعود على الجميع، بل صلاحهم يعود إلى نفع المسلمين عموما؛ لأن بصلاح المذكورين صلاحا لكل من له تعلق بهم، ثم يتسلسل الصلاح والخير.
10- يدعون الله في حصول أعلى الدرجات الممكنة لهم، وهي درجة الإمامة والصديقية:
قال تعالى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} أي: أوصلنا يا ربنا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصديقين والكمل من عباد الله الصالحين، وهي درجة الإمامة في الدين، وأن يكونوا قدوة للمتقين في أقوالهم وأفعالهم، يقتدي بأقوالهم وأفعالهم، ويطمأن إليها لثقة المتقين بعلمهم ودينهم، ويهتدي المهتدون بهم، ومن المعلوم أن الدعاء بحصول شيء دعاء به، وبما لا يتم إلا به، وهذه الدرجة درجة الإمامة في الدين التي لا تتم إلا بالصبر واليقين.
- الجزاء من جنس العمل :
لما كانت هممهم وأعمالهم عالية كان الجزاء من جنس العمل، فجازاهم من جنس عملهم فقال: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ} أي: المنازل العالية الرفيعة الجامعة لكل نعيم روحي وبدني بسبب صبرهم على القيام بهذه الأعمال الجليلة، {وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} من ربهم، ومن الملائكة الكرام، ومن بعضهم على بعض، ويسلمون من جميع المنغضات والمكدرات.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 10:46 PM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

وجوب اﻹيمان باليوم اﻵخر ووصف مافيها
قوله تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) إلى آخر السورة
المسائل العقدية
تعريف اﻹيمان باليوم اﻵخر وكيفية اﻹيمان به
هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله بعد الموت من فتنة القبر ونعيمه وعذابه، وأحوال يوم القيامة وما يكون فيه، ومن صفات الجنة والنار، وصفات أهلهما، وهو من أهم أصول إيمان.
فالإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بذلك كله جملة وتفصيلا.
المسائل التفسيرية
معنى الصور
قرن عظيم لا يعلم عظمه إلا الذي خلقه، كما ورد في حديث الصور المشهور، أو نفخ في الصور على وجه لا يعلم كنهه إلا الله .
المراد بالنفخة اﻷولى في اﻵية (ونفخ في الصور )
نفخة الصعق والفزع.
المراد بالنفخة الثانية في اﻵية (ثم نفخ فيه أخرى)
نفخة البعث .
المراد ب (قيام ينظرون )
من أجداثهم كاملي الخلقة، ينظرون ما يستقبلهم من هذه الحياة الأخروية التي يجازى فيها العباد بأعمالهم، حسنها وسيئها.
حال المؤمنين عند القيام من القبور
يقوم المؤمن الطائع مطمئن طامع في فضل ربه ورحمته، مستبشر بثوابه وعفوه ومغفرته.
حال المجرمين عند القيام من القبور
المجرم يقوم فزع خائف متحسر، يدعو بالويل والثبور، يقول يا ويلنا، من بعثنا من مرقدنا؟
وصف مايحصل يوم القيامة
1/تكثر القلاقل والأهوال، ويشيب الولدان من هول ذلك اليوم وفظاعته: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا - الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}
وتكور الشمس والقمر، وتنثر النجوم، فتذهب هذه الأنوار المشاهدة، وتشرق الأرض بنور ربها، وينزل الله لفصل القضاء بين عباده، ومحاسبتهم على أعمالهم.
كيفية حساب المؤمن
يحاسبهم الله حسابا يسيرا يقرهم بذنوبهم، ثم يغفرها ويسترها عن الخلائق، ويضاعف لهم الحسنات، ويعطيهم من فضله وإحسانه ما لا تبلغه أعمالهم، ويعطون كتبهم بأيمانهم إكراما واحتراما، كما تبيض وجوههم، وتثقل موازينهم؛ ويغتبطون بذلك، ويستبشرون به، فيقولون لإخوانهم ومعارفهم ومحبيهم: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَه إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ )
كيفية حساب الكافر
يحاسبهم الله على ما أسلفوه من الجرائم، ويقرعهم ويخزيهم بين الخلائق، ويعطون كتبهم من وراء ظهورهم بشمائلهم، وتسود منهم الوجوه، وتخف موازينهم.
وصف مايحصل بعد الحساب
المؤمنون /
-يساقون إلى الجنة زمرا، كل طائفة منهم مع نظرائهم في الخير بحسب طبقاتهم وسبقهم.( وسيق الذين اتقوا إلى الجنة زمرا )
- يردون في عرصات القيامة حوض نبيهم، فيشربون منه شربة هنيئة لا يظمأون بعدها.
-يمرون على الصراط على قدر أعمالهم كلمح البصر، وكالبرق الخاطف، وكأجاويد الخيل والإبل، وكسعي الرجال، وكمشيهم، ودون ذلك.
-يقفون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص بعضهم من بعض مظالم وتبعات كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة
-إذا جاؤوإلى باب الجنة وفتحت أبوابها بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فتلقاهم خزنة الجنة، يسلمون عليهم، ويهنونهم بالنجاة من العذاب ،
وحصول الخير والثواب والخلود الأبدي بسبب طيبهم.(حتى إذا جآوها وفتحت أبوابها )
معنى قوله {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ}
طابت قلوبكم بالعقائد الصحيحة الصادقة، والأخلاق الجميلة، وألسنتكم بذكر الله والثناء عليه، وجوارحكم بخدمته والقيام بطاعته.
- بعد دخول الجنة ومشاهدة ما فيها من النعيم المقيم، مما لا عين رأت،ولاأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر حمدو الله على منته عليهم بالسوابق واﻹيمان الصالحة،وبإنجازماوعدهم به على ألسنة رسله ،وعلى أن الله أورثهم الجنة يتبوءون من خيراتها حيث يشاءون،ولهم نعيم أعلى من ذلك التمتع بالنظر إلى وجهه الكريم وسماع خطابه . ( وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء )
أما الكافر الفاجر
-يساقون إلى جهنم جياعا عطاشا منزعجين مرعوبين زمرا، كل طائفة تحشر مع نظيرها من أهل الشر. (وسيق الذين كفروا إلىجهنم زمرا )
- إذا جاؤوا إلى أبواب جهنم فتحت في وجوههم، ففاجأهم حرها المفظع، وحل بهم الفزع الأكبر الذي لا يشبهه فزع، وتلقتهم خزنة الجحيم، يوبخونهم على ما قدموه، وقالوا لهم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى}
فكان جوابهم قد جاءتنا الرسل، وبلغتنا النذر، فما كان منا إليهم إلا الاستهزاء بهم والتكذيب، فلو كان لنا أسماع واعية، وعقول نافعة ما وصلنا إلى هذه الدار، بل خالفنا المنقول والمعقول: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ}
- فينوع عليهم العذاب أنواعا.
وصف ﻷنواع العذاب
- تارة يعذبون بالسعير المحرق لظواهرهم وبواطنهم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها.
-تارة بالزمهرير الذي قد بلغ برده أن يهري اللحوم ويكسر العظام.
-تارة بالجوع المفرط والعطش المفظع، وإذا استغاثوا لذلك أغيثوا بعذاب آخر،فيغاثون بطعام ذي غصة؛ بشجرة الزقوم التي تخرج في أصل الجحيم، وثمرها في غاية المرارة والنتن والحرارة، إذا وصلت بطونهم غلت فيها كغلي الحميم الذي يوقد عليه في النار.
{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} إذا قرب إليها فلا يدعهم العطش مع ذلك أن يتناولوها، فإذا وصلت إلى بطونهم قطعت أمعاءهم، ولا يزالون في عذاب متنوع شديد، لا يفتر عنهم العذاب ساعة، ولا يرجون رحمة ولا فرجا، يتمنون الممات ليستريحوا.
النداءات التي ينادي بها الكافر في نارجهنم ..
- ينادون مالكا (رئيس خزنة النار) : {يا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} فيقول لهم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} فلا تلوموا إلا أنفسكم لما أسلفتموه من الجرائم: {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}
-ينادون أهل الجنة مستغيثين بهم: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} فيقول لهم أهل الجنة: {إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ}
-ينادون ربهم فيقولون: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ - رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} فيجيبهم الله: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 04:22 PM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

تعقيبا على سؤال الإخت إسراء بالمشاركة الثانيه
هي محاولة للجمع بين الآيات أتى في تفسير الآية بسورة ق
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي: قلب عظيم حي، ذكي، زكي، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله، تذكر بها، وانتفع، فارتفع وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله، واستمعها، استماعًا يسترشد به، وقلبه { شَهِيدٌ } أي: حاضر، فهذا له أيضا ذكرى وموعظة، وشفاء وهدى.وأما المعرض، الذي لم يلق سمعه إلى الآيات، فهذا لا تفيده شيئًا، لأنه لا قبول عنده، ولا تقتضي حكمة الله هداية من هذا وصفه ونعته.*

*تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
من يقرأ التفسير يتبين أنه لابد من الشرطان لاحظي تفسير القسم الثني من الآية "أو ألقى السمع وهو شهيد "
ألقى سمعه للآيات وقلبه حاضر
فهذا دليل على وجود الشرطين وتلازمهما
لا أجزم بهذا القول لكن هي محاولة وتدارس والله أعلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تقارير, يوم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir