من كتاب التحذير من البدع
للشيخ ابن وضَّاح
شرح الشيخ
عبد الرحمن بن صالح الحجي
انتقيتُ لكم هذه الوصية الجامعة الرائعة مع تعليق الشيخ الحجي عليها
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ حَمَّادِ بْنِ دُلَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَتَبَ عَامِلٌ لَهُ يَسْأَلُهُ عَنِ الأََهْوَاءِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَماُ جَرَتْ بِهِ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ، فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ عِصْمَةٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ لَمْ يُحْدِثُوا بِدْعَةً إلا وَقَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا أو َعِبْرَةٌ فِيهَا، فَإِنَّ السُّنَّةَ إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ عَلِمَ مَا فِي خلافها مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالْحُمْقِ وَالتَعَمُّقِ، فَارْضَ لِنَفْسِكَ مَا رَضِيَ بِهِ الْقَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنَّهُمُ السَّابِقُونَ وَإِنَّهُمْ عَنْ عِلْمٍ وَقَفُوا، وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفُّوا، وَلَهُمْ كَانُوا عَلَى كَشْفِ الأََمُورِ أَقْوَى، وَبِفَضْلٍ فِيهِ لَوْ كَانَ أَحْرَى، فَلَئِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ قُلْتَ: إِنَّما حَدَثَ حَدَثٌ بَعْدَهُمْ فإنه مَا أَحْدَثَهُ إلا مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي، وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي، فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرْ، وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرْ، لَقَدْ قَصَّرَ دُونَهُمْ أَقْوَامٌ فَجَفَوْا، وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ فَغَلَوْا، وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ .
تعليق الشيخ - عبد الرحمن بن صالح الحجي
هذا كتاب عمر بن عبد العزيز يحبه السلف كثيرا ويوصون به ونقلوه، نقله أبو داود في السنن في آخر كتاب السنن ونقلوه في كتب الآثار كتب السنن، عمر بن عبد العزيز إمام هدى عمر بن عبد العزيز إمام هدى. انظر الكلام الحسن كتب رجل من عماله يسأل عن القدر في سنن أبي داود يسأل عن القدر فكتب هذا الكلام الجميل انظروا كيف، نعم - فكتب إليه:
ثم ذكر الوصية
ثم قال
نعم، انظروا كيف النور الذي يقوله لأنه اتبع السنة رضي الله عنه ورحمه. هذا الكتاب كتاب نفيس عظيم القدر ثم هو طويل، بعد هذا قال: وكتبت تسأل عن القدر على الخبير بإذن الله وقعت، يرد إليه شبهة القدر،
وهذا فيه فوائد عظيمة :
* من ترك ما أحدث الناس مما جرت به السنة وكفوا مؤنته،
* ومن الفوائد أن لزوم السنة عصمة بإذن الله تعصمك من الزلل، كل فقرة من الفقرات فائدة.
* ومن الفوائد أن الناس لم يحدثوا بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها،
ولذلك كما قال: السنة سنها من علم ما في خلافها من الخطأ والحمق والتعمق، يعني لا تظنون إن هذا أمر اكتشفناه نحن، كل شيء تركوه إنه كما قال: عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا،
* فالفائدة العظيمة الاقتداء بالسلف في العمل وفي الكف حتى الشيء اللي كفوا عنه كف عنه،
كفوا عن القصص كف عنها، لا تظن أنك اكتشفت شيئا جديدا يصلح الناس، ( اعلم أنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ) تركوها لماذا؟
قال: لأنهم علموا ما في خلافها من الحمق والتعمق والزلل والخطأ، كفوا عن المسارعة في القرآن وإنما يأخذون القريب، كف لا تظن أنك ستأتي بأحسن منهم، إما أنك أهدى منهم أو أنك تركت سبيلهم كما تقدم.
وإن قلت: إنه حدث حدثٌ تغير الواقع حدث أشياء جديدة لا بد من إحداث
فسيقول لك عمر بن عبد العزيز: ما أحدثها إلا من اتبع غير سبيلهم، يردون الناس إلى الصراط ما فيه إلا صراط واحد كما سيأتينا، وهؤلاء السلف ما دونهم مقصر وما فوقهم محسر، قصر دونهم أقوام فجفوا وغلا أقوام يعني اتضح فوقهم فغلوا وإنهم بين ذلك لعلى صراط مستقيم.
ما أحسن كلامهم، هذا الكلام يحفظ وينتقى ويعلم للصغار والكبار حتى لا يموت فيه حسن الكلام، لو إنسان يستخرج منه الفوائد انتهى اليوم والإنسان يستخرج فوائد من هذا الكلام وكل كلامهم سواء. نعم.
4 محرم 1430هـ/31-12-2008م, 09:13 PM
وصية عمر بن عبد العزيز بلزوم السنة
العرض الشجري