دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ربيع الثاني 1439هـ/10-01-2018م, 01:05 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد

اختر إحدى المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.

المجموعة الثانية:
س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.
س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
س3: بيّن حكم الساحر.
س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟
س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟
س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة.

المجموعة الثالثة:
س1: كيف تردّ على من زعم استبعاد وقوع الشرك في هذه الأمة.
س2: ما المراد بالأئمة المضلّين؟ وكيف يُتّقى شرّهم؟
س3: ما المراد بالعيافة والطَّرْق والعضه؟
س4: ما المراد بالنشرة؟ وما أنواعها؟ وما حكم كلّ نوع؟
س5: ما حكم حلّ السحر بسحر مثله؟
س6: اشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ)) ، وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر ترشد فيها من يتحرّى الدّعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1439هـ/12-01-2018م, 02:53 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.
لا يجوز شد الرحال لزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام, ولا لقبر غيره من الصالحين, لقوله عليه الصلاة والسلام:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى".
وفي الحديث نهي صريح عن شد الرحال لغير هذه المساجد الثلاثة, وقد قال عليه الصلاة والسلام, أيضا:" لا تتخذوا قبري عيدا ", فقد نهى عليه الصلاة والسلام, عن زبارة قبره على وجه مخصوص, واجتماع معهود كالعيد الذي يكون على وجه مخصوص في زمان مخصوص, فإذا كان هذا النهي عن اتخاذ قبره عليه الصلاة والسلام, عيدا, وهو سيد ولد بني آدم, فقبور غيره مهما بلغ صلاحهم من باب أولى.
وقوله عليه الصلاة والسلام:"وصلوا علي فإن صلا تكم تبلغني حيث كنتم", فسواء كنا عند قبره عليه الصلاة والسلام, أو لم نكن; فإن صلاتنا عليه تبلغه عليه الصلاة والسلام, وكما قال الحسن بن الحسن:"ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء".
فشد الرحال إلى القبور هو من اتخاذها عيدا, وهو من أعظم وسائل الشرك, فقد أدى تعظيم القبور وشد الرحال إليها والتبرك بها, إلى الوقوع في الشرك الأكبر , وصرف عبادات لا يجوز صرفها إلا لله سبحانه وتعالى, من سؤال أصحابها قضاء الحوائج وتفريج الكربات, والنذر لهم, والذبح.
والقول بتحريم شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين هو قول الأئمة الأربعة, وقول جمهور السلف حيث لم يعرف لهم مخالف, ومن قال بالإباحة من المتأخرين إنما صادم قوله النصوص, وجانب الصواب, وخالف قول جمهور العلماء.

س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
الجبت: الجبت اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل وعلا، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام, في الاعتقاد, فيطلق الجبت على الشيطان, وفقد يكون الجبت صنم, أو كاهن, أو أحد الطغاة, وقد يكون الجبت سحرا كما فسره بهذا كثير من السلف.
الطاغوت: الطغيان هو مجاوزة الحد, والطاغوت كما عرفه ابن القيم: كل ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع.
فمن الطواغيت: الشيطان, الكهان.
ويكون الإيمان بهما بالتصديق بها, والإقرار بها وعدم الإنكار, فمن أقر ولم ينكر فقد آمن بها, قال تعالى:"ويؤمنون بالجبت والطاغوت".
فيتجاوز العبد حده المأذون به شرعا بهم, كأن يغلو في الصالحين, فيتوجه إليهم بالعبادة, أو يعتقد فيهم بعض خصائص الإلهية، أو يتجاوز حده في المتبوعين, مثل العلماء والقادة في الدين, فيتبعهم فيما يحرمونه مما أحله الله, وفيما يحلونه مما حرمه الله, فالعلماء لهم الاتباع طالما هم متبعون لله وللرسول عليه الصلاة والسلام, ملتزمون حدوده, فإن طغوا: فلا سمع لهم ولا طاعة.
كذلك طاعة الأمراء والحكام في معصية الله, وترك أوامره, فهذا من الأيمان بهم, والتحاكم إلى غير شرع الله والقبول به, مع الاعتقاد بأنه أفضل من شرع الله, أو يساويه, والذهاب إلى الكهنة وتصديقهم بادعائهم علم الغيب, وتعظيم القبور وأصحابها, مع ما يصاحب ذلك من صرف عبادات لها.
وجميعها طاعة للشيطان فيما يأمر العبد به, وعبادة له, كما قال تعالى:"ألم أعهد اليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين*وأن اعبدوني هدا صراط مستقيم".

س3: بيّن حكم الساحر.
تعلم السحر كفر بالله سبحانه وتعالى, ولو تعلمه ولم يعمل به, قال تعالى:"وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر", فرتب الكفر على مجرد التعلم, لأنه لا يمكن أن يتعلمه إلا بتعلم الشرك بالله ، وإذا تعلم الشرك فهو مشرك.
وقد اختلف العلماء في حكم الساحر, فمنهم من قال بكفره ومنهم من قال غير ذلك, لكن اختلافهم يرجع إلى أن السحر قسمان:
الأول: شرك أكبر مخرج من الملة, وهو الذي يكون بواسطة الشياطين, فيصرف لهم من العبادات ما يريدون, حتى يستعين بهم على المسحور.
الثاني: فسق ومحرم, وهو ما كا بالأودية والعاقير والتدخينات, فلا يكفر صاحبه إلا إن استحله.
فالأول صاحبه كافر بالله, والثاني عاصيا معتديا.
واختلف العلماء في قتله, فذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى قتله, لقوله عليه الصلاة والسلام:"حد الساحر ضربة بالسيف", فقالوا: يقتل ولا يستتاب, ولم ير الشافعي قتله إلا إذا عمل بسحره ما يستوجب كفره.
وقتله هو الأصح للحديث ولأن هذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم, فقد كتب عمر رضي الله عنه:(...ثم اقتلوا كل ساحر وكاهن), وقد قتلت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها, جارية لها سحرتها.
ثم اختلفوا: هل يستتاب؟
وظاهر قول عمر رضي الله عنه, وفعل الصحابة أنه يقتل فورا من غير استتابة, وهو المشهور عن أحمد, وبه قال مالك, لأن توبة الساحر غير ظاهرة, وعلمه لا يزول مع توبته.
وذهب الشافعي إلى أنه يستتاب, وهو واية عن أحمد, وعلل الشافعي بأن ذنب الساحر لا يزيد عن الشرك, والمشرك يستتاب وتقبل توبته.
والصحيح القول الأول, لأنه ظاهر فعل الصحابة رضوان الله عليهم.
وهل حده ردة أو لأنه قتل (إن كان تسبب في ذلك), أو تعزيرا؟اختلف العلماء في ذلك, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"حد الساحر ضربه بالسيف" فلم يفصل عليه الصلاة والسلام, بين ساحر وساحر, ولا يوجد أدلة من النصوص الشرعية على التفصيل, فأنواع السحر المختلفة التي يستخدمها السحرة مما يكون من سحر التأثير، وفي التفريق، وفي الإمراض والتأثير على العقول وعلى القلوب، الذي يكون باستخدام الشياطين أو بأمور خفية، فهذا لا يفرق فيه بين ساحر وساحر, فالجميع ردة لتعين وقوع الساحر في الشرك, والرسول عليه الصلاة والسلام, لم يفرق, والصحابة قالوا بقتله دون تفريق.

س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
"من اقتبس": أي: من تعلم.
"شعبة": أي: طائفة وقطعة من النجوم.
"فقد اقتبس شعبة من السحر":أي: المراد السحر المحرم المعلوم تحريمه من الدين بالضرورة.
"زاد ما زاد": أي: كلما ازداد علما في النجوم ازداد علما وتمكنا في السحر, وكلما ازداد تمكنا من السحر ازداد إثما وكفرا.
ومناسبته لكتاب التوحيد أن تعلم السحر يقتضي الوقوع في الشرك, فلا يعطي الشيطان العبد مراده إلا إذا صرف له من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله سبحانه وتعالى, مثل الدعاء والتوسل وحتى السجود والصلاة.
لذلك كان السحر مقرونا بالشرك, وهذا من جهتين:
- استخدام الشياطين والتعلق بهم, والتقرب إليهم بما فيه شرك بالله سبحانه وتعالى.
- فيه ادعاء علم الغيب, والغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى, فهذا شرك بالله في ربوبيته وما لا يكون إلا له من أفعاله سبحانه.

س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟
الطيرة هي التشاؤم بالشيء المرئي أو المسموع, سواء كان بحركة طير أو غيره, فيرجع ويمتنع عما كان أراده, أو يقبل.
والطيرة شرك اصغر بالله سبحانه وتعالى, قال عليه الصلاة والسلام:"الطيرة شرك", لأن فيها تعلق القلب بغير الله, فقلبه اتجه وتعلق بالمرئي أو المسموع واعتقد بأن له تأثيرا, وهذا من جعل ما ليس بسبب كوني أو شرعي سببا, وهذا شرك بالله لأن الله لم يجعله سببا لذلك, وقد قال تعالى:"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله", كما إن فيه سوء ظن بالله, وتوقع البلاء, أما إن اعتقد ما تطير منه سببا مستقلا بنفسه; فهذا شرك أكبر.
وليس منها الفأل الحسن, فقد استثناه الرسول عليه الصلاة والسلام, بقوله:" ويعجبني الفأل", فلما سئل عنه قال:"الكلمة الطيبة", كأن ينوي الإنسان فعل شيء ثم يسمع كلمة طيبة أو دعاء من والديه, فينشرح صدره ويزيد من حسن ظنه بالله, لكن إن تعامل مع الفأل معاملته مع الطيرة بأن يترتب عليه الاحجام أو الإقدام, فعندها يأخذ حكم الطيرة.
وعلى هذا فالإنسان يكون له حالتان:
- أن يرتب فعله بحسب ما تطير منه, فيمضي أو يحجم, وهذا هو الشرك الصغر, قال عليه الصلاة والسلام:"إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك".
- أن يقع في قلبه التطير, لكنه يجاهد نفسه ويتوكل على الله, كما جاء حديث ابن مسعود: "وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل", وقد جاء في كفارة الطيرة قوله عليه الصلاة والسلام:"فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك".

س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟
الاستسقاء بالأنواء: هو نسبة السقيا والمطر إلى الأنواء، وهي سقوط النجوم، وقد كانوا يعتقدون في الجاهلية أن النجوم سبب في نزول المطر.
وهو نوعان:
الأول: أن يعتقد بأن السبب في نزول المطر استقلالا, فهذا شرك أكبر, أو يطلب منها السقيا, فهذا أيضا شرك أكبر.
الثاني: أن يعتقد بأنها سبب لنزول المطر, لكن ليس سببا مستقلا, بل الله قد جعلها سببا, وهذا شرك اصغر, وهو من شرك الأسباب, لأن الله لم يجعلها سببا لهذا, ولأن الفضل ينسب إليها دون الله سبحانه وتعالى, وهو المتفضل بها حقيقة بلا استحقاق منا لها, لذلك جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام:"هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأمَّا من قال : مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".
أما من جعلها وقتا وزمن لتغير المناخ ونزول المطر; فهذا ليس بشرك, وقد كره العلماء القول "في نوء كذا" ولو قصد بكليهما الظرفية, لأن غيره قد يغتر به, ولأن الحديث جاء مصرحا بالنهي عن هذا القول.

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر", فبين سبحانه وتعالى, بأن السحر مقترن بالكفر, والكهان والعرافيين ليسوا بأفضل حال من السحرة, بل هم من جنسهم وإن اختلفت التسميات, والجميع يشترك في سعيه الحثيث لامتلاك قدرات يقدر بها ان يؤثر على غيره, لهذا يدعي الكاهن والعراف معرفة الغيب ليقصدهم الناس في قضاء حوائجهم, وما فعلوه إلا لمنافع دنيوية; من مال أو جاه ومكانة في قلوب الناس, ومع هذا فقد كذبوا وإن ظهر صدقهم مرة أو مرتين, فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام, في قوله تعالى:"قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب", وقال عليه الصلاة والسلام, يصف حصول مسترق السمع على شيء من خبر السماء:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", لذلك جاء الوعيد الشديد فيمن قصد كاهنا أو عرافا, فقصده فيه موافقة من القاصد واعتراف للكاهن والعراف في أنهم يعلمون الغيب, وفيه تكذيب للنصوص الكتاب والسنة في أن لا يعلم الغيب إلا الله, لك عده الرسول عليه الصلاة والسلام, كافرا فقال:"من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" رواه أحمد.
فهؤلاء خطرهم على الأمة كبير فيما يشيعونه من بغضاء ومشاحنات بين الناس بسبب الشبه التي يلقونها في قلوب من يأتيهم, بأن فلان يريد بك سوء, أو فلان هو الذي سرقك وما اشبه ذلك, وبما يلقونه في القلوب من القلق وضعف الإيمان وضعف اليقين بالله, وانصراف القلوب إليهم, وانصرافها عن اللجوء لله والتضرع إليه والتوكل عليه سبحانه, وكذلك بأكلهم اموال الناس بالباطل, وبما ينشرونه من فساد, والله المستعان.
فكيف يجوز للمسلم أن يشتت قلبه ويعلقه بغير الله سبحانه وتعالى!؟ نسأل الله العافية.
لذلك أحذركم عباد الله من مغبة هذا الفعل, وأحذركم غضب الله أن ينزل عليكم, وأحذرك تعلق القلوب بغير الله سبحانه وتعالى, فمن تعلق شيئا وكل إليه, فكيف سيكون حالنا إن وكلنا الله للكهنة والعرافيين؟! فلا فلاح ولا فوز لا في الدنيا ولا في الآخرة, وهذا الطريق ليس في آخره إلا الكفر والعياذ بالله, نسأل الله السلامة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1439هـ/12-01-2018م, 07:31 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: كيف تردّ على من زعم استبعاد وقوع الشرك في هذه الأمة.


لقد زعم الخرافون استبعاد وقوع الشرك في هذه الأمة , بأنها أمة معصومة من أن تقع بالشرك الأكبر , وأن تعبد الشياطين , مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب؛ ولكن في التحريش بينهم".
فاحتجاجهم باطل , ويرد عليهم : أن الشيطان أيس بنفسه لما رأى عز الإسلام، ورأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب، ولكنه لم يؤيسه الله تعالى من أن يعبد في جزيرة العرب.
فكان بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ارتدت طائفة من العرب , وتنوع الشرك بالأمة , فكان ذلك من عبادة الشيطان وطاعته , فظهرت عبادة القبور , والغلو بالصالحين, والنذر والذبح لغير الله , فقد قال تعالى : {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
وقال تعالى :{َألم تر إِلى الذين أُوتوا نصِيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطَّاغوت ويقُولون للذين كفَروا هؤلاء أَهدىٰ من الّذين آمنوا سبيلا}.


س2: ما المراد بالأئمة المضلّين؟
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ".
الأئمة المضلون هم الذين يملكون زمام الناس , ويفتنونهم بالبدع و الشركيات , والذين يتحدثون من غير علم , من علماء الدين الضالين ودعاة الشر , و الأمراء الفاسدين الذين يأخذون الناس بالقهر والسلطان ويقودونهم باسم الشرع .
وكيف يُتّقى شرّهم؟
بالتسمك بكتاب الله تعالى , والنهج على طريق المصطفى صلى الله عليه سلم , وأن نتعاهده , والحرص على بذل الجهد بأخذ العلم من العلماء الربانيين , لما له الأثر الطيب في معرفة الحق من الباطل والضلال , وكذلك الحرص على عدم مجالسة أئمة الضلال ولا مخالطتهم .


س3: ما المراد بالعيافة والطَّرْق والعضه؟
العيافة.
لغة:
قال الخليل: (عاف الشيء يعافه عيافة، إذا كرهه من طعام، أو شراب. والعيافة زجر الطير، وهو أن ترى طيراً أو غراباً فتتطير، تقول ينبغي أن يكون كذا، فإن لم تر شيئاً قلت بالحدس فهو عيافة، ورجل عائف يتكهن).
اصطلاحا :
زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهي من عادة العرب كثيرا.
------
الطرق: الخط يخط في الأرض. أي الضرب به على الرمل على سبيل السحر والكهنة , و يفعله النساء غالبا.
------
العضه: ( البهت ), النميمة القالة بين الناس تفريقا وقطعا, وهي من السحر..
------

س4: ما المراد بالنشرة؟
لغة : فعلة من النشر، وهو التفريق.
اصطلاحا: حل السحر عن المسحور, لأن هذا الذي يحل السحر عن المسحور يرفعه ويزيله ويفَرقه..
وما أنواعها؟
- النوع الأول : مذموم ,وهو حل السحر بسحر مثله , ويكون بالاستعانة بالشياطين , والتقرب إليهم بما يأمرون به من منكر, فقد قال عليه الصلاة والسلام: "هي من عمل الشيطان". فرفع السحر لا يكون إلا بعمل شيطان جني.
- النوع الثاني : مأذون به , وهو حل السحر بالقرآن، أو بالأدعية المعروفة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الرقى الشرعية والتي هي من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي ،و اعتقاد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل, أو بالأدوية عند الأطباء , و قد قال ابن بطال: "إنه يأخذ سبع ورقات من سدر أَخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء ويقْرأُ فيه آيةَ الكرسي والقَواقل، ثمَ يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به فإنه يذْهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أَهله)..
وما حكم كلّ نوع؟
النوع الأول : حرام , لأنه شرك.
النوع الثاني : جائز.

س5: ما حكم حلّ السحر بسحر مثله؟
- إذا كانت الحاجة من الشياطين لا تتحقق إلا بالشرك , فحكمها يكون حراما لأنه شرك.
- و إذا كانت الحاجة من الشياطين لا تتحقق إلا بالمعاصي دون الشرك, فحكمها يكون حكم تلك المعاصي.

س6: اشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ)) .
العدوى: هي انتقال المرض من المريض إلى الصحيح , ويشمل الحسية والمعنوية.
طيرة :هي التشاؤم بمرئي، أو مسموع ، أو معلوم.
هامة: طائر من طير الليل, وقيل هي البومة.
صفر :الشهر المعروف الذي يلي هر محرم , وقيل : إنه داء في البطن يصيب الإبِل وينتقل من بعير إلى آخر..
شرح الحديث :
لقد أبطل النبي- صلى الله عليه وسلم - ونفى ما كان يعتقده أهل الجاهلية من أمور تضاد التوحيد وحذر منها , وهذا النفي إنما هو نفي للتأثير , فالمؤثر هو الله تعالى .كما هو الحال في :
1- العدوى , من انتقال الأمراض بطبعها وبذاتها , فبين عليه الصلاة والسلام أنه و من جراء اختلاط الأصحاء بالمرضى , قد ينتقل المرض , و انتقال المرض بينهم لا يكون إلا بإذن الله تعالى وحده وبتقديره , فالأمر كله بيد الله وحده, ولكن نحن مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
2- التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم, فلا يقضون أمورهم , وهذا ضعف التوكل على الله , لكنه عليه الصلاة والسلام أبطل قولهم و قال :" الطيرة شرك الطيرة شرك", وبين لهم حقيقة التوكل فقال :"إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" , فبذلك يجمع العبد قلبه على الله وحده بصدق الاعتماد عليه تعالى في جلب المنافع ودفع المضار، مع الثقة بالله وفعل الأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا.
3- الهامة , فقد زعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فهو شؤم و إنه سيموت من هذا البيت، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
4- صفر , فكان أهل الجاهلية يتشاءمون من شهر صفر , فأوضح صلى الله عليه وسلم أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم.,و هو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر . وقال بعض أهل العلم: إنها دابة تكون في البطن تسمى: صفر, وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك, وأنه سوء ظن بالله .
وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
ورد بالحديث أصناف مختلفة من الشرك - شرك أصغر مناف لكمال التوحيد الواجب .

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر ترشد فيها من يتحرّى الدّعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
اعلم رحمك الله أن الدعاء هو العبادة , فقد قال تعالى : {وقَال ربكم ادعوني أَستجب لكم إِن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنمَ داخِرين } . وحيث أن العبادات توقيفية , فلا يشرع لنا تحري الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلام , لانعدام الدليل على تخصيص الدعاء أو استجابته عند قبره عليه الصلاة والسلام , فلم يردنا عن الصحابة رضوان الله عليهم وهم أفضل الخلق , وأشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم , وأشد حرصا من غيرهم على الخير , وأكثر اقتداء بالنبي , أن فعلوا ذلك . بل قد نهى عليه وسلم عن اتِّخاذ القبور مساجد ، ولعن من فعل ذلك . فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه :" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ". قالت : ولولا ذلك لأبرزوا قبره . و نهى آل البيت عن الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم مع قربهم منه عليه الصلاة والسلام, فعن علي بن حسين وهو أفضل التابعين من أهل بيته , أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو ، فدعاه ، فقال : ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ", فهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل قبر على وجه الأرض , فقد نهى النبي عن اتخاذه عيدا ,
فالدعاء عند القبور هو شأن أهل الإشراك بالله ، كالرافضة والصوفية ومن على شاكلتهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 12:55 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.*
قال النبي صلى الله عليه وسلم :( لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى )، ومنه يتبين أن شد الرحال لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح : لا تجوز .
والصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا ذلك، وإنما كان عند زيارتهم لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه ، يذهبون إلى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والسلام عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تجعلوا قبري عيداً صلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) .

س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
*
المراد بالجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان " قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "
وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه : الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطن في حي كل حي واحد .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هن ؟ قال : الشرك بالله والسحر …..) .
الجبت : اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد ، وعرفه بعض الصحابة والسلف أنه السحر ، الصنم ، الكاهن .
الطاغوت : مشتق من الطغيان وهو كل ما جاوز الحد ، من معبود أو متبوع أو مطاع .
ويكون الإيمان بهما : عبادتهما من دون الله ، والتحاكم لهما من دون الله ، كذلك تصيقهما في ادعاءهم للغيب ، وتحليل ما حرم الله ، وتحريم ما أحل الله ، وتعظيمهما والخضوع لهما من دون الله .


س3: بيّن حكم الساحر.
للحكم على الساحر لابد من معرفة نوع السحر :
النوع الأول: وهو الذي يكون بواسطة الشياطين، من حيث الاستعانة بهم والتقرب إليهم بالعبادة لهم ، وذلك طلباً لخدمتهم له ومساعدته في سحر الناس، فهذا النوع : حكمه: أنه مشرك بالله . قال تعالى :{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر … } .
أما النوع الثاني: يكون بواسطة العقاقير والأدوية ونحوها ، فحكمه: أنه عدوان وفسق .
وقد اختلف العلماء في الساحر هل يكفر أو لا يكفر، فمنهم من قال بكفره ، ومنهم من لم يقل بكفره .
وقد ذكر الشيخ أن التقسيم إلى النوعين السابقين قد بين لنا الحكم .
ويترتب على ذلك : إذا حكم عليه بالكفر لاستعانته بالشياطين : يقتل ، ويكون قتله قتل ردة إلا أن يتوب ، على القول بقبول توبته ، وهو الصحيح .
وإن كان سحره دون الكفر ، قتل قتل الصائل، أي: قتل لدفع أذاه وفساده في الأرض، وهذا يرجع إلى اجتهاد الإمام .

س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
*
المراد من الحديث : هو تعلم علم النجوم، فمن تعلم جزء من علم النجوم ، فكأنه تعلم جزء من السحر، الذي هو محرم لم له من التأثير على الإنسان ، فعلم النجم حقيقة يتأثر به الإنسان ، وقد يصل إلى درجة الكهانة .
ومناسبة ذلك لكتاب التوحيد : أن التنجيم نوع من أنواع السحر، الذي قد يؤدي إلى الشرك، أو قد يصل إلى منافاة كمال التوحيد الواجب .

س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟*
المراد بالتطير : هو التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطيرالسرانح والبوانح أو النطيح أو القعيد أو غيره، فيؤثر على قرار الإنسان واعتقاده ، من حيث الإقدام على فعل الفعل، أو تركه .
حكمه : شرك أصغر، منافي لكمال التوحيد ، قال صلى الله عليه وسلم :( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ).

س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟*
أي طلب السقيا ومجيء المطر من الأنواء ، وهذا الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث عن جابر السوائي قال :( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( أخاف على أمتي ثلاثاً : استسقاء بالنجوم ، وحيف السلطان ، وتكذيباً بالقدر ) .
والاستسقاء بالأنواء نوعان :
النوع الأول : أن يعتقد أن المطر هو النجم ، فهذا كفر ظاهراً، فإن من اعتقد أن النجم ينزل المطر فهو كافر .
النوع الثاني: أن يعتقد أن النجم سبب في إنزال المطر، مع اعتقاده أن الله تعالى هو الفاعل، والمنزل للمطر، وقد اختلف العلماء في حكم هذا النوع، فمنه من حرمه كالإمام أحمد ، ومنهم من أجازه ،
كالإمام الشافعي، والصحيح أنه محرم ، لأنه من الشرك الخفي ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا النوع وذكر إنه من أمر الجاهلية ونفاه وأبطله، وفي هذا حماية لجناب التوحيد وسد لذرائع الشرك، وفي الحديث عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم والنياحة ) .


س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة.

التوحيد هو أعظم عمل وأشرف مهمة، وهو السبب الذي خلق الله تعالى من أجله الجن والإنس قال تعالى :{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وهو إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ،وهذا هو الأصل.
ويقول الله تعالى :{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ،
والله تعالى خلقنا ولم يتركنا هملا ، بعث إلينا الرسل، فأرشدونا إلى كل خير، وحذرونا من كل شر، وبينوا لنا أهمية المحافظة على هذا التوحيد .
فإذا وقع الإنسان في شيء ينافي هذا الأصل فعند ذلك نقول أنه ينافي أصل التوحيد، وهذا ما يسمى الشرك الأكبر، مثل إتيان العرافين والكهنة، واللجؤ إليهم، وتعظيمهم، وإقرار كلامهم، وقد يصل إلى تحليل الحرام وتحريم الحلال، قال صلى الله عليه وسلم :( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ). وفي الصحيح عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة آربعين ليلة ). وذلك لأنهم يدعون علم الغيب بواسطة شياطينهم ، ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى .
فعلينا الابتعاد عنهم، والتحذير منهم، لأنهم خطر عظيم على العقيدة، وفي المقابل لابد من اللجؤ إلى الله تعالى دون سواه في قضاء حاجاتنا، فنصدق التوكل عليه ؛ والتمسك بالكتاب والسنة ، والإلتفاف إلى أهل العلم المعتبرين ، لسؤالهم عن كل ما نجهل ويشكل علينا ، حتى نحمي هذا التوحيد ، فنحصل به على سعادة الدنيا والأخرة .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 02:30 AM
بتول عبدالقادر بتول عبدالقادر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 240
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد.

بسم الله والحمد لله والصلاة لسلام على
رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه.

بعون الله أجيب على:

المجموعة الثانية:
س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.
-
لا يجوز شد الرحال بقصد أو بنية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب:
1- ما ورد في حديث أبي هريرة، قوله صلى الله عليه وسلم :({ ولا تجعلوا قبري عيداً } ، والعيد قد يكون عيداً زمانياً، وقد يكون عيداً مكانياً؛ وهو المقصود في الحديث، فشد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم، والاعتياد على ذلك يكون فيه مخالفة للأمر، فاتخاذ القبور عيداً أو مساجد يصلى فيها ، من وسائل الشرك لما فيه من الغلو الذي قد يوصل إلى تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم كتعظيم الله.
2-
قوله صلى الله عليه وسلم :{ لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى ؛{ وفيه نهي صريح عن شد الرحال- بقصد الصلاة - إلى عموم المساجد إلا ما اُستثني في الحديث فيُفهم من الحديث عدم جواز ذلك إلا للمساجد الثلاثة لِمَا ذُكر في حقها من الفضائل والأجور، أما غيرها فليس لها مزية تدعو إلى شد الرحال إليها، والمسالة مختلف فيها بين أهل العلم والصحيح قول الجمهور وهو عدم الجواز ، فإن كان النهي جاء في حق قبر الرسول فقبور غيره من باب أولى لخطورته على توحيد العبد.


س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
-المقصود بالجبت : وردت في معانيه عدة أقوال:
- قيل: أنها بمعنى الشيطان، وقيل:السحر ، وقيل: الشرك، وقيل: الكاهن، والصنم.
والصحيح أنه في العموم يشمل كل المعاني الواردة فيها.
- أما الطاغوت فأجمع وأشمل تعريف له هو: أنه مشتق من الطغيان، أي؛ ما تَجاوَزَ بهِ العبدُ حَدَّهُ منْ معبودٍ، أوْ متبوعٍ، أوْ مُطاعٍ .في غير طاعة الله

فالمعبود كالأصنام، والمتبوع كعلماء الضلال، والمطاع كالأمراء؛ فطاعتهم في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ماحرم الله تعد من العبادة لهم.
فالإيمان بهم يكون بموافقتهم ولو كانوا يبغضونهم ويعرفون بطلانهم، والتصديق بهم وإقرارهم على ماهم عليه وعدم إنكارهم.


س3: بيّن حكم الساحر.
جاء في حديث جندب رضي الله عنه : {حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبُهُ بِالسَّيْفِ}، وجاء في صحيح البخاري، حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ}؛ فمن هذه النصوص يتبين أن حد الساحر هو القتل في العموم، ولكن فُصِّل القول فيها إلى ثلاثة أقوال:
1- أنه يقتل مطلقاً ردة؛ لأن السحر لا يكون إلا بشرك.
2- أنه يقتل ردة إن كان سحره بشرك، أما إن كان سحره بغير شرك؛ بمعنى أنه تسبب في قتل غيره بأدوية أو تعويذات ونحوه؛ فإنه يُقتَلُ حداً.
3- أن يُترَك أمره إلى الإمام فإن رأي أن في قتله مصلحة شرعية فعل، وإلا عاقبه بما هو دون القتل، وهذا ما قال به شيخ الإسلام رحمه الله.


س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.

- الشرح:
1- من اقتبس: أي من تعلم.
2- الشعبة : أي الطائفة او القطعة.
3- من النجوم: المقصود به علم النجوم أو التنجيم، وليس ذات النجوم.
والمعنى الإجمالي للحديث: أن من تعلم شيء من علم النجوم - التنجيم - فقد تعلم شيئاً من السحر ، وأن بنهما تناسب طردي فكلما زاد في تعلم التنجيم، فقد زاد في تعلم السحر، وعلم النجوم ينقسم إلى قسمين:
1- قسم محرم لما فيه من إدعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله؛ وذلك بالاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، ويسمى علم التاثير.
2- وهو جائز وقد يصل إلى الوجوب إذا دعت إليه الحاجة،وهو مايسمى بعلم التسيير الذي يستدل به على الجهات والأوقات، كتحديد جهة القبلة وتحديد أوقات الصلاة ونحوه.
- ومناسبة الحديث للباب: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيه أن التنجيم نوع من أنواع السحر


س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟
- التطير هو التشاؤم والتفاؤل بالمرئي أو المسموع أو المعلوم أو غير ذلك، وأصله ما كان يفعله العرب من التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح أوالنطيح والقعيد،

- وحكمه : تعتبر من قبيل الشرك الأصغر إن كان لها تاثير في تغيير مسارك أو نيتك تفاؤلاً أو تشاؤماً من شيءٍ مسموع أو مرئي أو معلوم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: { إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك }.


س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟

- الاستسقاء : تعني طلب السقيا ومجيء المطر.
- النوء : بمعنى النجمة وجمعه أنواء، ومعنى الاستسقاء بالأنواء ؛ أي أنهم في الجاهلية كانو ينسبون نزول المطر إلى النجوم.


س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة :

- يكمن خطر الكهنة والعرافين فيما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً }، وقوله:
{ مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ }صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

فمن هذين الحديثين يتضح لنا مدى عظم خطر الكهان والعرافين وإتيانهم ، لما فيهما من الوعيد الشديد على إتيانهم وتصديقهم وما يؤدي إليه من حبوط العمل، والكفر بالقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولأن إتيانهم يعد من المحرمات ومن أكبر الكبائر، فالكهانة صنعة مضادة للتوحيد، ولأنها منتشرة في عصرنا وعبر وسائل وطرق غير مباشرة يجهلها كثير من الناس، كصفحات الأبراج في بعض المجلات والجرائد، بل اكثر من ذلك فقد خصصت لها معاهد لتعليمها للناس ؛ لذلك لابد لطلبة العلم والمشايخ من إنكارها وتبيين خطورتها وأثرها على توحيد العبد وتوكله واعتماده في جميع اموره على الواحد الأحد.


هذا والله تعالى أعلى وأعلم والحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ملحوظة:
اخترت المجموعة الثانية قبل أن يسبقني إليها أحد، ولكن حدث عندي مشكلة في الجهاز وانقطاع النت فكان تأخير الإدخال.
أشكر لكم حسن تفهمكم وتعاونكم.











.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ربيع الثاني 1439هـ/15-01-2018م, 03:25 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد

أحسنتم بارك الله فيكم، وأود التنبيه على وجوب استيفاء جميع المجموعات، وأن المجلس لن يصحح بعد ذلك إلا إذا استوفيتم جميع المجموعات.

تقويم المجموعة الثانية:
1. فداء حسين (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س5: تشاؤم أو تفاؤل، وانتبهي للأخطاء الإملائية]
2. سلوى عبد الله (ب+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: انتبهي للأخطاء الإملائية التي تجعل الكلام يضاد بعضه بعضا، س5: ونذكر إذا ما وقع في القلب وتمت مجاهدته ولم يؤثر على الفعل، س6: كلام الشافعي لا يدل على جواز ذلك؛ بل نفي لكونه كفر شرك، والصحيح أنه شرك أصغر، وانتبهي لعامة الأخطاء الإملائية، تم خصم نصف درجة لتكرار المجموعة]
3. بتول عبد القادر (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: والتعريف العام للجبت هو: " اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل وعلا، وأمر رسوله في الاعتقاد"، س5: ونذكر إذا ما وقع في القلب وتمت مجاهدته ولم يؤثر على الفعل، س6: ويكون ذلك إما باعتقاد أنها سبب في نزول المطر، أو باعتقاد أنها نفسها المؤثرة ومنزلة المطر، ولمزيد فائدة اطلعي على إجابة الأخت فداء]

تقويم المجموعة الثالثة:
1. ناديا عبده (أ+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: ونستدل بحديث: (لتتبعن سنن من كان قبلكم...)، س2: تصحيح: التسمك = التمسك، ونذكر الأدلة، س4: نقول محرم]

وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الأولى 1439هـ/17-01-2018م, 04:24 PM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يرضى عنكم ما معنى " يخصم نصف درجة لتكرار المجموعة ؟

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 جمادى الأولى 1439هـ/20-01-2018م, 02:24 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى عبدالله عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يرضى عنكم ما معنى " يخصم نصف درجة لتكرار المجموعة ؟

وعليكم السلام ورحمة الله
من تعليمات المجلس أنك تجيبين عن مجموعة لم يتم الإجابة عليها، إلا في حالة أنه تم الإجابة على جميع المجموعات،
والأخت فداء أجابت على المجموعة الثانية، فكان لزاما عليكِ اختيار مجموعة أخرى، ولكنكِ كررت الإجابة على نفس المجموعة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 شعبان 1439هـ/12-05-2018م, 06:23 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
ج1: أولا: الكلام عن حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد من أهم المهمات وأوجب الواجبان ، فأصل إختبار البشر وابتلائهم في هذا الباب فمن نجح فيه أفلح وكل ما كان توحيد العبد أكمل كل ما كان إلى رضى ربه أقرب وعن سخطه أبعد ، وكل ما قصر في هذا الباب ابتعد وأبعد ،ومن أشرك بالله جل وعلا خسر دينه وآخرته ولا يقبل منه مثقال ذرة وإن تعبد الدهر كله لا يقبل منه شيء بل هو خالد مخلد في نار جهنم ، قال جل ذكره : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغقر ما دون ذلك لمن يشاء).
وبالتوحيد أرسل الرسل وأنزلة الكتب وأكرم الله أقواما وأهلك آخرين ، وأعد لأعله التوحيد ، وسعر لتاركيه السعير.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ورسالته عامة لجميع الخلق وهي باقية إلى يوم الدين ، ونحن نشهد بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وبين التوحيد وحذر من الشرك ، وبين أسباب الموصلة إلى كمال الإخلاص وحذر من الأسباب الموصلة إلى الشرك ، وشدد على ضرورة المتابعة ونبه على خطورة البدعة ، حتى تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، وبذل في ذلك نفسه وماله وداره وأوذي حتى في أهله ، ولم يفنه شيء عن إقامة التوحيد ومحاربة الشرك حتى نصره الله وفتح عليه ونشر التوحيد وهدم الشرك ، فقد حمى صلى الله عليه وسلم التوحيد مما يجانبه من الشرك وحتى من أسباب الشرك .
ثانيا: قال جل ذكر : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، فوصف الله تعالى نبيه الذي هو من العرب ويتكلم بلسانهم ويعرفون صدقه وأمانته وحبه للخير وحرصه على إيصاله للغير وشفقته ورحمته بأنه عزيز عليه عنتكم أي يشق عليه ويصعب الأمر الذي يشق على أمته ويعنتهم ، ووصفه الله تعالى بالرأفة والرحمة على أمته ، وأهم ما يسعد أمته ويبعدهم عن الشقاوة التوحيد وتعلق العباد بالخالق جل وعلا وحده دون ما سواه فالحب والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء كله لله هكذا علم أمته صلى الله عليه وسلم ، وأن حب غير الله وبغضه إنما هو تابع لمحبة الله وبغض الله ، والأصل هو التعلق بالله وحده ، ولذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم حت من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وقطع حت الأسباب الموصلة إلى الغلو فيه كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) فحرم صلى الله عليه وسلم جعل قبره عيدا وقصده في كل حين من أجل السلام عليه ، لأن ذلك يفضي ويوصل إلى تعظيمه تعظيما محرما موصلا إلى الشرك ، فكيف بمن يعبد الله عند القبور ، وكيف بمن عبد القبور ، والنصوص قطع أسباب الشرك كثيرة ، ولذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع شدة حبهم له لا يقصدون قبره للسلام ولا لغيره إلا ما ورد عن ابن عمر أنه كان إذا وصل من سفر سلم عليه وعلى صاحبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ابن عمر ولا غيره لا يعتادون زيارة قبر النبي صلى الله عليه.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
ج2: قال تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
وقال تعالى : (ألم تر إلى الذين أوتوا نيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
وقال صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
وقال صلى الله عليه وسلم : (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : (فمن ؟) أخرجاه.
فبين الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم حالهم من الشرك بالله تعالى ورضاهم به وتقديمهم له على التوحيد ، وأن الله غضب على اليهود لأنهم إتبعوا الباطل على علم ووصف النصارى بالضلال ومجانبتهم للطريق المستقيم كذلك وتعرضهم لغضب الله بسبب الجهل ، وليس هناك طريق أخطر من طريق الشرك والرضى به ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع سنتهم وستحذو حذوهم وهو الصادق المصدوق فقد وقع ما قال وحصل مابه تنبأ ، فقد لحق فآم من أمته بالمشركين ورضوا بهم وناصروهم وأشركوا بالله جل وعلى ولحقوا باليهود والنصارى في تعظيم قبور المشركين ، فما أشبه مشركي زماننا بالنصارى إذ غالوا في الصالحين وعبدوهم ويرون أنفسهم مسلمين موحدين جهلا منهم ، وما أشبه علماء السوء باليهود الذين لا ينهون عن الشرك بل ويثنون على المشركين بل ويزوروا قبور الشرك ، ويحاربون دعاة التوحيد ويحذرون منهم ويحرضون عليهم ويتهمونهم فتفريق المسلمين وبأنهم تكفيرين وغير ذلك باعوا علمهم ودينهم من أجل عرض من الدنيا زائل ، نسأل الله أن يغفر لنا ويحفظنا من الشرك وأسبابه.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
ج3 : الشيطان يئس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ييأس يئس عندما رأى توحيد الصحابة ونشرهم له وهدمهم للشرك فضعفت نفسه وضاق ذرعه واندحر كيده بالعلم والعمل الذي كان عليه جيل الصحابة ، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يعبد الشيطان في جزيرة العرب بل أخبر عن حال الشيطان ووصفه في ذلك الحين ، وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في هذه الأمة فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فلا تعالرض بين النصين .

س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
ج4: السحر لغة : ماخفي ولطف سببه.
وشرعا: هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يؤثر في القلوب والأبدان يضر ويؤثر ويقتل حقيقة .
أنواع السحر :
1- أولا البيان لحديث (إن من البيان لسحرا) ، وهو يدخل في حقيقة السحر اللغوية من حيث الخفاء والتأثير ، فهو يؤثر في القلوب ، ويستطيع أن يقلب الحق باطلا ويشوهه ويقلب الباطل حقا ويزينه وهكذا وهو مذموم إلا أن يكون في نصرة الحق والدعوة ونحوه من طرق الخير ، ولا يأخذ حكم السحر الشرعي لأنه لا يدخل فيه استعانة بالشياطين ولا تقرب لهم .
2- العيافة: وهي مأخوذة من العياف أي الترك عاف الشيء يعافه تركه ولم تبغه نفسه ، وهو زجر الطير ثم يبني على حركته فعله إن رأى أنه طار إلى جهة يتفائل بها مضى في فعله وإن اتجه إلى جهة يتشائم بها رجع عن فعله ، وهذا يشبه السحر من حيث تعلق قلبه بمخلوق وضعف توكله على الخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
3- الطيرة : وهي بنفس معنى العيافة وأعم منها من حيث أن العيافة مختصة بالطير بينما الطيرة تعم الطير وغيره مما يتشائم أو يتفائل به الناس .
4- الطرق أو الخط أو الرمل هي بمعنى واحد وهي وضع خطوط وطرق في الأرض ثم يمسحها ويتكهن ويقرأ مابقي بها ويتنبأ بالغيب ويتكهن بأنه سيصير كذا وسيصيبك كذا وهو من الكهانة وهي من أنواع السحر لما فيه من ادعاء علم الغيب الذي استأثر الله بعلم والتعلق بالمخلوقين وضعف التعلق بالخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
والدليل على ماسبق قوله صلى الله عليه وسلم : (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت) أي السحر.
5- التنجيم الذي هو علم التأثير واعتقاد تأثير النجوم في العالم السفلي سواء بنفسها أو جعلها سببا يدخل في أنواع السحر لتعلق العبد بغير الله جل وعلا ولضعف التوكل على الله ولجعل ماليس سببا شرعا سببا ولحديث : (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).
6- عقد العقد والنفث فيها بتعاويذ يستعين فيها بالجن لحديث : (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك).
7- العضة : هي النميمة وهي مثل السحر من حيث التفريق بين الناس لحديث : (ألا هل أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ).

س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
ج5: ذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهما ؛ أن الكهانة متعلقة بادعاء علم الغيب بما سيكون مستقبلا .
وأما العرافة فهي ادعاء علم الغيب بما كان سابقا لزمنها ولم يطلع عليه أحد .
والصحيح ما ذهب إليه إبن تيمية : أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يدعون علم الغيب بهذه الطرق.
- حكم من أتى عرافا وسأله:
* إن كان من باب التأكد أنه عراف أو كاهن أو ساحر من باب إنكار المنكر فلا بأس به.
* وإن كان من باب الإطلاع ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما لحديث مسلم : (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) يعني أنها مجزأة ولكن لا ثواب لها ذهب بثوابها إثم سؤال العراف.
* وإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لحديث : (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
فذهب بعض أهل العلم إلى أنه كافر كفر أكبر.
وذهب بعضهم إلى التوقف القول بما ورد في نص الحديث أنه كافر ونتوقف ولا نقول أكبر ولا أصغر نكتفي بالنص .
وذهب البعض إلى أنه يكفر كفر أصغر وهذا هو الصحيح كما قال الشيخ صالح -حفظه الله- لما يلي :
أولا : للرواية التي استدل بها صاحب الكتاب : (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) وهذا يدل على أنه لا زال مسلما مكلفا بأمور الشرع ولذلك فهو يصلي وليس له ثواب الصلاة أربعين يوما وبعدها يثاب وأما إن كفر كفر أكبر فلا تقبل له طاعة .
ثانيا : لأن فيه شبهة قد يقول هذا السائل للكاهن المصدق له أنا صدقته لأجلالنصوص التي تدل على أن مسترق السمع قد يوصل للكاهن بعض أخبار السماء فهذه سبهة يندفع بها تكفيره كفرا أكبر.
وهذا القول هو الذي يجمع بين النصوص.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
ج6: علم التنجيم ينقسم بمجمله إلى قسمين :
1- التنجيم المحرم ينقسم إلى قسمين :
أ- قسم من الناس جعلها آلهة تؤثر بنفسها في الخلق فعبدوها ، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة ، مثل ما فعل قوم إبراهيم وغيرهم من عبدة الكواكب.
ب_ وقسم من الناس إستدل بحركة النجوم على ما سيحدث في الأرض مستقبلا وهذا العلم يسمى علم التأثير ، وصاحب هذا العلم يسمى منجم ، وهذا حكمه حكم الكاهن فهو كفر بالله تعالى كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى .
2- التنجيم الجائز وهو ما يسمى بعلم التسيير : وهو الإستدلال بحركة الكواكب على القبلة وأوقات العبادات وأوقات مصالح الناس من زراعة وغيرها ، وهذا حث عليه الشرع ورخص فيه وحكمه بحسب الحاجة إليه قد يكون واجبا كمعرفة أوقات العبادات وقد يكون مندوبا إذا فيه معونة للناس على معرفة أوقات الزرع ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه منه أو مباحا كمن يريد تعلمه من غير حاجه مثلا إذا كان غير مزارع واطلع على أوقات الزراعة عن طريق حركة الكواكب .
* مسألة : خطر التنجيم المحرم على عقائد المسلمين من وجوه :
الوجه الأول : أن نفوس البشر مجبولة على حب الإطلاع على الغيبيات وعلم الغيب مم اختص الله جل وعلا به ، ولذلك المنجمون يستغلون ذلك ويظهرون للناس أنهم يعلمون الغيب عن طريق علم النجوم وفي الحقيقة هم يستعينون بالشياطين على خداع الناس .
الوجه الثاني : أن النجوم ليست سببا شرعا لمعرفة علم التأثير أو علم الغيب لأن الله خلقها لثلاثة أشياء كما نص على ذلك ، خلقها رجوما للشياطين وزينة للسماء وعلامات يهتدى بها على الجهات والأوقات وغيرها مما يتعلق بعلم التسيير ، ففي جعل ماليس سببا سببا تعظيم وتعلق به وجعله لله شريكا في كونه.
الوجه الثالث : أن في التنجيم تعلق بالمنجم والنجوم وضعف تعلق بالله وضعف التوكل عليه وقد يصل به الأمر إلى صرف أنواع من العبادة للنجوم والمنجم .
الوجه الرابع : أن في علم التنجيم وأباجاد خداع للناس وتلبيس عليهم بأنه علم حقيقي وهو عبارة عن حسابات دقيقة لا تكهن فيها وبهذا خدع كثير من الناس وبذلوا أوقاتهم في علم التنجيم وقراءة الكتب المختصة في ذلك التي تخدع الناس ، مثال تجد أن صاحب برج الميزان يتبع الرقم سبعة وتجد في صفاته في كتبهم خمسين صفة تنصبق بعضها عليه وبعضها لا تنطبق فيصدق هذا المبتدء الصات التي تنطبق ويترك التيلا تنطبق وهذا حال عوام الناس إلى أن يصل في مرحلة إلى تحضير الجن وسؤالهم والتقرب إليهم .
الوجه الخامس : أن تصديق المنجم والذهاب إليه ترويج لشركه وتشجيع لباطله وصرف للناس عن الخالق جل جلاله وتعلق بمالا يضر ولا ينفع وهو تزين من الشيطان ليهلك الناس .

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.
ج7 : قال جل ذكره : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
وقال زيد بن خالد رضي الله عنه : (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
ففي الآية والحديث بين الله جل وعلا لنا خطر كفر النعمه وهو داخل في الشرك ، فعامة الشرك كفر بنعمة الله تعالى ، لأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا وأكرمنا وأنعم علينا وحفظنا فهو الرب الذي ربانا بنعمة فلا يجوز صرف شكرها بذكر أ وعبادة إلا لله جل وعلا ، ولا يدخل في ذلك شكر من أسدى إليك معروفا لاعتقادك أنه سبب فقط وأن الله وحده هو المنعم وشكره من باب مكافأته ، وأما نسبة النعم إلى غير الله جل وعلا فهي كفر بالله خصوصا إذا لم يكن هذا المشكور سببا في إيجادها ، والله عز وجل لا يرضى بالشرك ولا يغفره لأنه تعالى هو المنعم المتفضل الذي بيده ملك كل شيء ولذلك الصحابة وهم خير القرون لم يسلموا من ذلك فغيرهم من باب أولى ، فقد إلتفت إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحى الله إليه وبين لهم بعد نزول المطر بالليل أنه أصبح منهم مؤمن بالله وكافر به وهم خير القرون فمن نسب المطر إلى النوء كافر بالله مؤمن بالكوكب ومن نسبه إلى الله كان مؤمنا بالله والله هو الرزاق جلل جلاله ولذلك قال تعالى لمن ينسب فضله إلى غيره (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أي شكر الرزق والمطر والنعمة التي يعطيكم الله جل وعلا أنكم تنسبون نعمته إلى غيره من خلقه وهذا المخلوق مخلوق مثلكم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا يستطيع على فعل شيء من ربوبية الله ولو خلق ذبابة ولو استنقاذ شيء من أخذته الذبابة فكيف بما هو أعظم من ذلك ، ولا أحد أغير من الله فكيف لمخلوق ضعيف مثلنا أن يتجرأ على محارم الله فيهتكها والله جل وعلا هو من خلقه ورزقه وكفر النعمة من أكبر المعاصي بل قد يخرج من الملة ؛ فمن اعتقد أن غير الله له تأثير في الرزق وغيره من أمور الربوبية مما تفرد به الله جل وعلا فهو كافر كفر أكبر ، وأما من اعتقد أن ماليس سببا شرعا سببا في إيجاد الرزق والرازق هو الله فهذا كفر أصغر وأما من نسب الفضل لله جل وعلا فهو مؤمن بالله جل وعلا .

تمت بحمد الله وفضله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 06:13 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
ج1: أولا: الكلام عن حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد من أهم المهمات وأوجب الواجبان ، فأصل إختبار البشر وابتلائهم في هذا الباب فمن نجح فيه أفلح وكل ما كان توحيد العبد أكمل كل ما كان إلى رضى ربه أقرب وعن سخطه أبعد ، وكل ما قصر في هذا الباب ابتعد وأبعد ،ومن أشرك بالله جل وعلا خسر دينه وآخرته ولا يقبل منه مثقال ذرة وإن تعبد الدهر كله لا يقبل منه شيء بل هو خالد مخلد في نار جهنم ، قال جل ذكره : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغقر ما دون ذلك لمن يشاء).
وبالتوحيد أرسل الرسل وأنزلة الكتب وأكرم الله أقواما وأهلك آخرين ، وأعد لأعله التوحيد ، وسعر لتاركيه السعير.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ورسالته عامة لجميع الخلق وهي باقية إلى يوم الدين ، ونحن نشهد بأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وبين التوحيد وحذر من الشرك ، وبين أسباب الموصلة إلى كمال الإخلاص وحذر من الأسباب الموصلة إلى الشرك ، وشدد على ضرورة المتابعة ونبه على خطورة البدعة ، حتى تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك ، وبذل في ذلك نفسه وماله وداره وأوذي حتى في أهله ، ولم يفنه شيء عن إقامة التوحيد ومحاربة الشرك حتى نصره الله وفتح عليه ونشر التوحيد وهدم الشرك ، فقد حمى صلى الله عليه وسلم التوحيد مما يجانبه من الشرك وحتى من أسباب الشرك .
ثانيا: قال جل ذكر : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ، فوصف الله تعالى نبيه الذي هو من العرب ويتكلم بلسانهم ويعرفون صدقه وأمانته وحبه للخير وحرصه على إيصاله للغير وشفقته ورحمته بأنه عزيز عليه عنتكم أي يشق عليه ويصعب الأمر الذي يشق على أمته ويعنتهم ، ووصفه الله تعالى بالرأفة والرحمة على أمته ، وأهم ما يسعد أمته ويبعدهم عن الشقاوة التوحيد وتعلق العباد بالخالق جل وعلا وحده دون ما سواه فالحب والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء كله لله هكذا علم أمته صلى الله عليه وسلم ، وأن حب غير الله وبغضه إنما هو تابع لمحبة الله وبغض الله ، والأصل هو التعلق بالله وحده ، ولذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم حت من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وقطع حت الأسباب الموصلة إلى الغلو فيه كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (لا تجعلوا بيتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) فحرم صلى الله عليه وسلم جعل قبره عيدا وقصده في كل حين من أجل السلام عليه ، لأن ذلك يفضي ويوصل إلى تعظيمه تعظيما محرما موصلا إلى الشرك ، فكيف بمن يعبد الله عند القبور ، وكيف بمن عبد القبور ، والنصوص قطع أسباب الشرك كثيرة ، ولذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع شدة حبهم له لا يقصدون قبره للسلام ولا لغيره إلا ما ورد عن ابن عمر أنه كان إذا وصل من سفر سلم عليه وعلى صاحبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ابن عمر ولا غيره لا يعتادون زيارة قبر النبي صلى الله عليه.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
ج2: قال تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
وقال تعالى : (ألم تر إلى الذين أوتوا نيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
وقال صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
وقال صلى الله عليه وسلم : (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال : (فمن ؟) أخرجاه.
فبين الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم حالهم من الشرك بالله تعالى ورضاهم به وتقديمهم له على التوحيد ، وأن الله غضب على اليهود لأنهم إتبعوا الباطل على علم ووصف النصارى بالضلال ومجانبتهم للطريق المستقيم كذلك وتعرضهم لغضب الله بسبب الجهل ، وليس هناك طريق أخطر من طريق الشرك والرضى به ، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع سنتهم وستحذو حذوهم وهو الصادق المصدوق فقد وقع ما قال وحصل مابه تنبأ ، فقد لحق فآم من أمته بالمشركين ورضوا بهم وناصروهم وأشركوا بالله جل وعلى ولحقوا باليهود والنصارى في تعظيم قبور المشركين ، فما أشبه مشركي زماننا بالنصارى إذ غالوا في الصالحين وعبدوهم ويرون أنفسهم مسلمين موحدين جهلا منهم ، وما أشبه علماء السوء باليهود الذين لا ينهون عن الشرك بل ويثنون على المشركين بل ويزوروا قبور الشرك ، ويحاربون دعاة التوحيد ويحذرون منهم ويحرضون عليهم ويتهمونهم فتفريق المسلمين وبأنهم تكفيرين وغير ذلك باعوا علمهم ودينهم من أجل عرض من الدنيا زائل ، نسأل الله أن يغفر لنا ويحفظنا من الشرك وأسبابه.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟
ج3 : الشيطان يئس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ييأس يئس عندما رأى توحيد الصحابة ونشرهم له وهدمهم للشرك فضعفت نفسه وضاق ذرعه واندحر كيده بالعلم والعمل الذي كان عليه جيل الصحابة ، ولم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يعبد الشيطان في جزيرة العرب بل أخبر عن حال الشيطان ووصفه في ذلك الحين ، وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في هذه الأمة فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فلا تعالرض بين النصين .
[يأس الشيطان ليس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل يأس من الذين يؤدون الصلاة بحقها في كل زمان]
س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.
ج4: السحر لغة : ماخفي ولطف سببه.
وشرعا: هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يؤثر في القلوب والأبدان يضر ويؤثر ويقتل حقيقة .
أنواع السحر :
1- أولا البيان لحديث (إن من البيان لسحرا) ، وهو يدخل في حقيقة السحر اللغوية من حيث الخفاء والتأثير ، فهو يؤثر في القلوب ، ويستطيع أن يقلب الحق باطلا ويشوهه ويقلب الباطل حقا ويزينه وهكذا وهو مذموم إلا أن يكون في نصرة الحق والدعوة ونحوه من طرق الخير ، ولا يأخذ حكم السحر الشرعي لأنه لا يدخل فيه استعانة بالشياطين ولا تقرب لهم .
2- العيافة: وهي مأخوذة من العياف أي الترك عاف الشيء يعافه تركه ولم تبغه نفسه ، وهو زجر الطير ثم يبني على حركته فعله إن رأى أنه طار إلى جهة يتفائل بها مضى في فعله وإن اتجه إلى جهة يتشائم بها رجع عن فعله ، وهذا يشبه السحر من حيث تعلق قلبه بمخلوق وضعف توكله على الخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
3- الطيرة : وهي بنفس معنى العيافة وأعم منها من حيث أن العيافة مختصة بالطير بينما الطيرة تعم الطير وغيره مما يتشائم أو يتفائل به الناس .
4- الطرق أو الخط أو الرمل هي بمعنى واحد وهي وضع خطوط وطرق في الأرض ثم يمسحها ويتكهن ويقرأ مابقي بها ويتنبأ بالغيب ويتكهن بأنه سيصير كذا وسيصيبك كذا وهو من الكهانة وهي من أنواع السحر لما فيه من ادعاء علم الغيب الذي استأثر الله بعلم والتعلق بالمخلوقين وضعف التعلق بالخالق وجعل ماليس سببا شرعا سببا.
والدليل على ماسبق قوله صلى الله عليه وسلم : (إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت) أي السحر.
5- التنجيم الذي هو علم التأثير واعتقاد تأثير النجوم في العالم السفلي سواء بنفسها أو جعلها سببا يدخل في أنواع السحر لتعلق العبد بغير الله جل وعلا ولضعف التوكل على الله ولجعل ماليس سببا شرعا سببا ولحديث : (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد).
6- عقد العقد والنفث فيها بتعاويذ يستعين فيها بالجن لحديث : (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك).
7- العضة : هي النميمة وهي مثل السحر من حيث التفريق بين الناس لحديث : (ألا هل أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ).
[ونقسم ما ذكرت إلى شركي وغير شركي]
س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
ج5: ذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهما ؛ أن الكهانة متعلقة بادعاء علم الغيب بما سيكون مستقبلا .
وأما العرافة فهي ادعاء علم الغيب بما كان سابقا لزمنها ولم يطلع عليه أحد .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
والصحيح ما ذهب إليه إبن تيمية : أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يدعون علم الغيب بهذه الطرق.
[الفرق بين العراف والكاهن فيه أقوال فنذكرها؛ فهناك من يرى أن العراف والكاهن بمعنى واحد وهو الذي يخبر عن الغيبيات في المستقبل، ومنهم من يرى العراف أعم كما قال شيخ الإسلام: (العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال، ونحوهم ممّن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق)، وقيل: العراف من يخبر عن الضمير، والكاهن من يدعي معرفة أمور مستقبلية]

- حكم من أتى عرافا وسأله:
* إن كان من باب التأكد أنه عراف أو كاهن أو ساحر من باب إنكار المنكر فلا بأس به.
* وإن كان من باب الإطلاع ولم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما لحديث مسلم : (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) يعني أنها مجزأة ولكن لا ثواب لها ذهب بثوابها إثم سؤال العراف.
* وإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لحديث : (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
فذهب بعض أهل العلم إلى أنه كافر كفر أكبر.
وذهب بعضهم إلى التوقف القول بما ورد في نص الحديث أنه كافر ونتوقف ولا نقول أكبر ولا أصغر نكتفي بالنص .
وذهب البعض إلى أنه يكفر كفر أصغر وهذا هو الصحيح كما قال الشيخ صالح -حفظه الله- لما يلي :
أولا : للرواية التي استدل بها صاحب الكتاب : (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما) وهذا يدل على أنه لا زال مسلما مكلفا بأمور الشرع ولذلك فهو يصلي وليس له ثواب الصلاة أربعين يوما وبعدها يثاب وأما إن كفر كفر أكبر فلا تقبل له طاعة .
ثانيا : لأن فيه شبهة قد يقول هذا السائل للكاهن المصدق له أنا صدقته لأجلالنصوص التي تدل على أن مسترق السمع قد يوصل للكاهن بعض أخبار السماء فهذه سبهة يندفع بها تكفيره كفرا أكبر.
وهذا القول هو الذي يجمع بين النصوص.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
ج6: علم التنجيم ينقسم بمجمله إلى قسمين :
1- التنجيم المحرم ينقسم إلى قسمين :
أ- قسم من الناس جعلها آلهة تؤثر بنفسها في الخلق فعبدوها ، وهذا كفر أكبر مخرج من الملة ، مثل ما فعل قوم إبراهيم وغيرهم من عبدة الكواكب.
ب_ وقسم من الناس إستدل بحركة النجوم على ما سيحدث في الأرض مستقبلا وهذا العلم يسمى علم التأثير ، وصاحب هذا العلم يسمى منجم ، وهذا حكمه حكم الكاهن فهو كفر بالله تعالى كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى .
2- التنجيم الجائز وهو ما يسمى بعلم التسيير : وهو الإستدلال بحركة الكواكب على القبلة وأوقات العبادات وأوقات مصالح الناس من زراعة وغيرها ، وهذا حث عليه الشرع ورخص فيه وحكمه بحسب الحاجة إليه قد يكون واجبا كمعرفة أوقات العبادات وقد يكون مندوبا إذا فيه معونة للناس على معرفة أوقات الزرع ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه منه أو مباحا كمن يريد تعلمه من غير حاجه مثلا إذا كان غير مزارع واطلع على أوقات الزراعة عن طريق حركة الكواكب .
* مسألة : خطر التنجيم المحرم على عقائد المسلمين من وجوه :
الوجه الأول : أن نفوس البشر مجبولة على حب الإطلاع على الغيبيات وعلم الغيب مم اختص الله جل وعلا به ، ولذلك المنجمون يستغلون ذلك ويظهرون للناس أنهم يعلمون الغيب عن طريق علم النجوم وفي الحقيقة هم يستعينون بالشياطين على خداع الناس .
الوجه الثاني : أن النجوم ليست سببا شرعا لمعرفة علم التأثير أو علم الغيب لأن الله خلقها لثلاثة أشياء كما نص على ذلك ، خلقها رجوما للشياطين وزينة للسماء وعلامات يهتدى بها على الجهات والأوقات وغيرها مما يتعلق بعلم التسيير ، ففي جعل ماليس سببا سببا تعظيم وتعلق به وجعله لله شريكا في كونه.
الوجه الثالث : أن في التنجيم تعلق بالمنجم والنجوم وضعف تعلق بالله وضعف التوكل عليه وقد يصل به الأمر إلى صرف أنواع من العبادة للنجوم والمنجم .
الوجه الرابع : أن في علم التنجيم وأباجاد خداع للناس وتلبيس عليهم بأنه علم حقيقي وهو عبارة عن حسابات دقيقة لا تكهن فيها وبهذا خدع كثير من الناس وبذلوا أوقاتهم في علم التنجيم وقراءة الكتب المختصة في ذلك التي تخدع الناس ، مثال تجد أن صاحب برج الميزان يتبع الرقم سبعة وتجد في صفاته في كتبهم خمسين صفة تنصبق بعضها عليه وبعضها لا تنطبق فيصدق هذا المبتدء الصات التي تنطبق ويترك التيلا تنطبق وهذا حال عوام الناس إلى أن يصل في مرحلة إلى تحضير الجن وسؤالهم والتقرب إليهم .
الوجه الخامس : أن تصديق المنجم والذهاب إليه ترويج لشركه وتشجيع لباطله وصرف للناس عن الخالق جل جلاله وتعلق بمالا يضر ولا ينفع وهو تزين من الشيطان ليهلك الناس .

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.
ج7 : قال جل ذكره : (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
وقال زيد بن خالد رضي الله عنه : (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).
ففي الآية والحديث بين الله جل وعلا لنا خطر كفر النعمه وهو داخل في الشرك ، فعامة الشرك كفر بنعمة الله تعالى ، لأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا وأكرمنا وأنعم علينا وحفظنا فهو الرب الذي ربانا بنعمة فلا يجوز صرف شكرها بذكر أ وعبادة إلا لله جل وعلا ، ولا يدخل في ذلك شكر من أسدى إليك معروفا لاعتقادك أنه سبب فقط وأن الله وحده هو المنعم وشكره من باب مكافأته ، وأما نسبة النعم إلى غير الله جل وعلا فهي كفر بالله خصوصا إذا لم يكن هذا المشكور سببا في إيجادها ، والله عز وجل لا يرضى بالشرك ولا يغفره لأنه تعالى هو المنعم المتفضل الذي بيده ملك كل شيء ولذلك الصحابة وهم خير القرون لم يسلموا من ذلك فغيرهم من باب أولى ، فقد إلتفت إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أوحى الله إليه وبين لهم بعد نزول المطر بالليل أنه أصبح منهم مؤمن بالله وكافر به وهم خير القرون فمن نسب المطر إلى النوء كافر بالله مؤمن بالكوكب ومن نسبه إلى الله كان مؤمنا بالله والله هو الرزاق جلل جلاله ولذلك قال تعالى لمن ينسب فضله إلى غيره (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أي شكر الرزق والمطر والنعمة التي يعطيكم الله جل وعلا أنكم تنسبون نعمته إلى غيره من خلقه وهذا المخلوق مخلوق مثلكم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا يستطيع على فعل شيء من ربوبية الله ولو خلق ذبابة ولو استنقاذ شيء من أخذته الذبابة فكيف بما هو أعظم من ذلك ، ولا أحد أغير من الله فكيف لمخلوق ضعيف مثلنا أن يتجرأ على محارم الله فيهتكها والله جل وعلا هو من خلقه ورزقه وكفر النعمة من أكبر المعاصي بل قد يخرج من الملة ؛ فمن اعتقد أن غير الله له تأثير في الرزق وغيره من أمور الربوبية مما تفرد به الله جل وعلا فهو كافر كفر أكبر ، وأما من اعتقد أن ماليس سببا شرعا سببا في إيجاد الرزق والرازق هو الله فهذا كفر أصغر وأما من نسب الفضل لله جل وعلا فهو مؤمن بالله جل وعلا .

تمت بحمد الله وفضله.



التقدير: (أ+).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 شوال 1439هـ/16-06-2018م, 11:35 PM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

المجموعة الثانية

س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.
عن علي بن الحسين: (أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ وَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَ كُنْتُمْ)). وقد دل هذا الحديث على منع شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك من اتخاذها أعيادا، وهذا من أعظم وسائل الإشراك. وهذا قول جمهور العلماء كما نص على ذلك مالك، وبهذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رأي ابن بطة، وابن عقيل وأبي محمد الجويني، والقاضي عياض. وهو الصواب؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى)).
ومن العلماء من أباح ذلك كالغزالي وأبي محمد المقدسي.

س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
قال عمر: (الْجِبْتُ السِّحْرُ، والطَّاغوتُ الشَّيطانُ) وهو قول ابن عباس وأبي العالية ومجاهد والحسن وغيرهم.
وعن ابن عباس وعكرمة وأبي مالك: (الْجِبْتُ الشيطانُ)
وعن ابن عباس أيضا: (الْجِبْتُ الشرْكُ)
وعنه: (الْجِبْتُ الأصنامُ)
وعنه: (الْجِبْتُ: حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ).
وعن الشعبي: (الْجِبْتُ الكاهنُ).
وعن مجاهد: (الْجِبْتُ كَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ).
قال الجوهري: (الْجِبْتُ: كَلِمَةٌ تَقَعُ على الصنَمِ والكاهنِ والساحِرِ ونحوِ ذلكَ).
وبالجمع بين هذه الأقوال يكون الجبت اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل وعلا، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- في الاعتقاد، فقد يكون الجبت سحرا، وقد يكون كاهنا، وقد يكون الشيء المرذول الذي يضر صاحبه.
وأما الطاغوت فهو اسم مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد في أمر الدين، بجعل للطاغوت ما لم يأذن به الله له.
وقد عرف ابن القيم الطاغوت بأنه: (كل ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع).
فإذا تجاوز به العبد حده الذي أُذن به شرعا له؛ كمن توجه إليه بالعبادة؛ أو تأليهه، باعتقاد فيه ما لا يملكه إلا الله. وأيضا من أمثلته العلماء والقادة في أمر الدين، إذا تجاوز الناس بهم حدهم، فصاروا يتبعونهم في كل ما قالوا، وإن أحلو لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال، أو جعلوا لهم السنة بدعة والبدعة سنة، وهم يعلمون أصل الدين، ولكنهم خالفوا لأجل ما قال فلان، فإن هذا قد تجوز به حده. فإن حد المتبوع في الدين أن يكون آمرا بما أمر به الشرع، ناهيا عما نهى عنه الشرع؛ فإذا أحل الحرام أو حرم الحلال فإنه يعتبر طاغوتا، ومن اتبعه فإنه يكون قد تجاوز به حده، وقد أقر بأنه طاغوت واتخذه كذلك.
أو يكون مع مطاع يطاع كذلك، من الأمراء والملوك والحكام والرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون، ويأمرون بتحريم الحلال فيطاعون في ذلك، مع علم المطيع بما أمر الله جل وعلا به؛ فهؤلاء اتخذوهم طواغيت لأنهم جاوزوا بهم حدهم.

س3: بيّن حكم الساحر.
ذهب طائفة من السلف إلى أن الساحر يكفر، وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، قال أصحابه: (إلاَّ أنْ يَكونَ سِحْرُهُ بأَدْوِيَةٍ وتَدخينٍ وسَقْيِ شَيءٍ لا يَضُرُّ فلا يَكْفُرُ). وقد سماه الله كفرا في قوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا}، وفي قوله: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}؛ وهي الآية التي قال فيها ابن عباس: (وذلكَ أنهما عَلِمَا الخيرَ والشرَّ والكُفْرَ والإِيمانَ؛ فعَرَفَا أنَّ السِّحْرَ من الكُفْرِ).
وأما الشافعي فله التفصيل الآتي: (إذا تَعَلَّمَ السِّحْرَ قلنا لهُ: صِفْ لنا سِحْرَكَ؛ فإن وَصَفَ ما يُوجِبُ الكُفْرَ؛ مثلَ ما اعْتَقَدَهُ أهلُ بابلَ من التَّقَرُّبِ إلَى الكَواكبِ السبعةِ، وأنَّها تَفعلُ ما يُلْتَمَسُ منها فهوَ كافِرٌ، وإنْ كان لا يُوجِبُ الكُفْرَ فإن اعْتَقَدَ إباحتَهُ كَفَرَ).

س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
((مَنِ اقْتَبَسَ)): أي من تعلم، كما قال أبو السعادات: (قَبَسْتُ العِلْمَ واقْتَبَسْتُهُ إذا عَلِمْتَهُ).
((شُعْبَةً)) أي جزء أو طائفة من علم النجوم، ومنذ ذلك الحديث: ((الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)) أي جزء منه.
((فَقَد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ)) ومن المعلوم أن السحر تعلمه محرم. و قد قال شيخ الإسلام: (فقدْ صَرَّحَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّ عِلْمَ النُّجومِ من السِّحْرِ).
((زَادَ مَا زَادَ)) أي كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شعب السحر المحرم، فاعتقاده باطل وضال أيضا.
ووجه مناسبته لكتاب التوحيد هو أن كثيرا من أقسام السحر لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتوسل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر؛ فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله؛ قليله وكثيره. وأيضا يتضمن السحر دعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، وذلك من شعب الشرك والكفر.

س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟
التطير هو مصدر تطير يتطير تطيرا، وأصله التطير بالسوائح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. والمراد به هو ما يحصل حين يعزم الواحد على فعل أمر نافع من أمور الدين أو الدنيا، ثم يرى أو يسمع ما يكره فيتأثر قلبه ويعتقد أن مكروها ينتظره، بحيث يبقى مهموما مغتما، أو قد يصل به الأمر إلى ترك ما قد عزم عليه. وحكمه شرك أصغر. فقد روى الإمام أحمد من حديث ابن عمرو: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)).

س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟
المراد بها نسبة السقيا ونزول المطر إلى الأنواء، وهي جمع (نوء) وهي منازل القمر، كما قال أبو السعادات: (وهي ثمانٌ وعِشرون مَنْزِلةً، يَنْزِلُ القَمَرُ كلَّ ليلةٍ مَنْزِلَةً منها).
ومنه قولُه تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}، أي يسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلتها ذلك الوقت من المشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة. وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، ويقولون: ((مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا)) وإنما سمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها ناء الطالع بالمشرق، أي: نهض وطلع).

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة.
اغتر كثير من الناس بالكهنة والعرافين، فأتوهم يسألونهم عما لا يعلمه إلا الله، ظنا منهم بأن هؤلاء من أولياء الله الذين كشف لهم شيء من الغيب، وهم في حقيقة الحال أولياء للشياطن التي تسترق لهم السمع من السماء وتخبرهم به، مقابل ما يؤدونه لهم من عبادات لا تخلو بأي حال من الأحوال من الشرك بالله وانتقاص كتابه ودينه. قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.
وقد جاءت الشريعة بالوعيد المترتب على مجيئ المسلم للكهنة والعرافين وسؤالهما، سواء صدقهم أو شك في خبرهم؛ فقد جاء بالحديث: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً))، وفي الحديث الآخر: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِما يَقولُ فَقَدْ كَفَرَ بِما أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
والمجتمع الذي يأتي أمثال هؤلاء، هو مجتمع قد غرق في الضلالات والكذب والجهالات، ولا يؤمن جانب هؤلاء من الإخبار بما يوقع الفتنة والبغضاء والكراهة بين أفراد المجتمع، حتى يصير ضعيفا خاويا مفككا، إضافة إلى ما استحق من عقوبات في الدنيا والآخرة على ما اقترفه من شرك بالله.
وإن من أعمل بصيرته، توصل بها إلى حقيقة كون الكهانة والعرافة مدارهما على الشرك بالله والكفر به، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أنها تتضمن ادعاء الغيب، والله تعالى هو المنفرد بهذا العلم، فمن ادعى مشاركته في شيء من ذلك بكهانة أو عرافة أو غيرها، أو صدق من ادعى ذلك فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه، وقد كذب اللهَ ورسوله.
الوجه الثاني: أن كثيرا من الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك، والتقرب إلى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية، فهو شرك من جهة التقرب إلى غيره بأنواع العبادات والطاعات.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 شوال 1439هـ/20-06-2018م, 12:36 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية

س1: ما حكم شدّ الرحال لزيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أو قبر رجل صالح.
عن علي بن الحسين: (أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَجِيءُ إِلَى فُرْجَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو، فَنَهَاهُ وَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَ كُنْتُمْ)). وقد دل هذا الحديث على منع شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك من اتخاذها أعيادا، وهذا من أعظم وسائل الإشراك. وهذا قول جمهور العلماء كما نص على ذلك مالك، وبهذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رأي ابن بطة، وابن عقيل وأبي محمد الجويني، والقاضي عياض. وهو الصواب؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى)).
ومن العلماء من أباح ذلك كالغزالي وأبي محمد المقدسي.

س2: ما المراد بالجبت والطاغوت؟ وكيف يكون الإيمان بهما؟
قال عمر: (الْجِبْتُ السِّحْرُ، والطَّاغوتُ الشَّيطانُ) وهو قول ابن عباس وأبي العالية ومجاهد والحسن وغيرهم.
وعن ابن عباس وعكرمة وأبي مالك: (الْجِبْتُ الشيطانُ)
وعن ابن عباس أيضا: (الْجِبْتُ الشرْكُ)
وعنه: (الْجِبْتُ الأصنامُ)
وعنه: (الْجِبْتُ: حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ).
وعن الشعبي: (الْجِبْتُ الكاهنُ).
وعن مجاهد: (الْجِبْتُ كَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ).
قال الجوهري: (الْجِبْتُ: كَلِمَةٌ تَقَعُ على الصنَمِ والكاهنِ والساحِرِ ونحوِ ذلكَ).
وبالجمع بين هذه الأقوال يكون الجبت اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل وعلا، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- في الاعتقاد، فقد يكون الجبت سحرا، وقد يكون كاهنا، وقد يكون الشيء المرذول الذي يضر صاحبه.
وأما الطاغوت فهو اسم مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد في أمر الدين، بجعل للطاغوت ما لم يأذن به الله له.
وقد عرف ابن القيم الطاغوت بأنه: (كل ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع).
فإذا تجاوز به العبد حده الذي أُذن به شرعا له؛ كمن توجه إليه بالعبادة؛ أو تأليهه، باعتقاد فيه ما لا يملكه إلا الله. وأيضا من أمثلته العلماء والقادة في أمر الدين، إذا تجاوز الناس بهم حدهم، فصاروا يتبعونهم في كل ما قالوا، وإن أحلو لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال، أو جعلوا لهم السنة بدعة والبدعة سنة، وهم يعلمون أصل الدين، ولكنهم خالفوا لأجل ما قال فلان، فإن هذا قد تجوز به حده. فإن حد المتبوع في الدين أن يكون آمرا بما أمر به الشرع، ناهيا عما نهى عنه الشرع؛ فإذا أحل الحرام أو حرم الحلال فإنه يعتبر طاغوتا، ومن اتبعه فإنه يكون قد تجاوز به حده، وقد أقر بأنه طاغوت واتخذه كذلك.
أو يكون مع مطاع يطاع كذلك، من الأمراء والملوك والحكام والرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون، ويأمرون بتحريم الحلال فيطاعون في ذلك، مع علم المطيع بما أمر الله جل وعلا به؛ فهؤلاء اتخذوهم طواغيت لأنهم جاوزوا بهم حدهم.

س3: بيّن حكم الساحر.
ذهب طائفة من السلف إلى أن الساحر يكفر، وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، قال أصحابه: (إلاَّ أنْ يَكونَ سِحْرُهُ بأَدْوِيَةٍ وتَدخينٍ وسَقْيِ شَيءٍ لا يَضُرُّ فلا يَكْفُرُ). وقد سماه الله كفرا في قوله: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا}، وفي قوله: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}؛ وهي الآية التي قال فيها ابن عباس: (وذلكَ أنهما عَلِمَا الخيرَ والشرَّ والكُفْرَ والإِيمانَ؛ فعَرَفَا أنَّ السِّحْرَ من الكُفْرِ).
وأما الشافعي فله التفصيل الآتي: (إذا تَعَلَّمَ السِّحْرَ قلنا لهُ: صِفْ لنا سِحْرَكَ؛ فإن وَصَفَ ما يُوجِبُ الكُفْرَ؛ مثلَ ما اعْتَقَدَهُ أهلُ بابلَ من التَّقَرُّبِ إلَى الكَواكبِ السبعةِ، وأنَّها تَفعلُ ما يُلْتَمَسُ منها فهوَ كافِرٌ، وإنْ كان لا يُوجِبُ الكُفْرَ فإن اعْتَقَدَ إباحتَهُ كَفَرَ).

س4: اشرح حديث: (((مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ)) وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد.
((مَنِ اقْتَبَسَ)): أي من تعلم، كما قال أبو السعادات: (قَبَسْتُ العِلْمَ واقْتَبَسْتُهُ إذا عَلِمْتَهُ).
((شُعْبَةً)) أي جزء أو طائفة من علم النجوم، ومنذ ذلك الحديث: ((الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)) أي جزء منه.
((فَقَد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ)) ومن المعلوم أن السحر تعلمه محرم. و قد قال شيخ الإسلام: (فقدْ صَرَّحَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنَّ عِلْمَ النُّجومِ من السِّحْرِ).
((زَادَ مَا زَادَ)) أي كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شعب السحر المحرم، فاعتقاده باطل وضال أيضا.
ووجه مناسبته لكتاب التوحيد هو أن كثيرا من أقسام السحر لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتوسل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر؛ فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله؛ قليله وكثيره. وأيضا يتضمن السحر دعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، وذلك من شعب الشرك والكفر.

س5: ما المراد بالتطيّر؟ وما حكمه؟
التطير هو مصدر تطير يتطير تطيرا، وأصله التطير[التشاؤم أو التفااؤل] بالسوائح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. والمراد به هو ما يحصل حين يعزم الواحد على فعل أمر نافع من أمور الدين أو الدنيا، ثم يرى أو يسمع ما يكره فيتأثر قلبه ويعتقد أن مكروها ينتظره، بحيث يبقى مهموما مغتما، أو قد يصل به الأمر إلى ترك ما قد عزم عليه. وحكمه شرك أصغر. فقد روى الإمام أحمد من حديث ابن عمرو: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)).
[ولمزيد فائدة انظر إجابة الأخت فداء لهذا السؤال]
س6: ما معنى الاستسقاء بالأنواء؟
المراد بها نسبة السقيا ونزول المطر إلى الأنواء، وهي جمع (نوء) وهي منازل القمر، كما قال أبو السعادات: (وهي ثمانٌ وعِشرون مَنْزِلةً، يَنْزِلُ القَمَرُ كلَّ ليلةٍ مَنْزِلَةً منها).
ومنه قولُه تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}، أي يسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلتها ذلك الوقت من المشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة. وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، ويقولون: ((مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا)) وإنما سمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها ناء الطالع بالمشرق، أي: نهض وطلع).

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذّر فيها من إتيان الكهنة والعرّافين وتبيّن خطرهم على الأمة.
اغتر كثير من الناس بالكهنة والعرافين، فأتوهم يسألونهم عما لا يعلمه إلا الله، ظنا منهم بأن هؤلاء من أولياء الله الذين كشف لهم شيء من الغيب، وهم في حقيقة الحال أولياء للشياطن التي تسترق لهم السمع من السماء وتخبرهم به، مقابل ما يؤدونه لهم من عبادات لا تخلو بأي حال من الأحوال من الشرك بالله وانتقاص كتابه ودينه. قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.
وقد جاءت الشريعة بالوعيد المترتب على مجيئ المسلم للكهنة والعرافين وسؤالهما، سواء صدقهم أو شك في خبرهم؛ فقد جاء بالحديث: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً))، وفي الحديث الآخر: ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِما يَقولُ فَقَدْ كَفَرَ بِما أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
والمجتمع الذي يأتي أمثال هؤلاء، هو مجتمع قد غرق في الضلالات والكذب والجهالات، ولا يؤمن جانب هؤلاء من الإخبار بما يوقع الفتنة والبغضاء والكراهة بين أفراد المجتمع، حتى يصير ضعيفا خاويا مفككا، إضافة إلى ما استحق من عقوبات في الدنيا والآخرة على ما اقترفه من شرك بالله.
وإن من أعمل بصيرته، توصل بها إلى حقيقة كون الكهانة والعرافة مدارهما على الشرك بالله والكفر به، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أنها تتضمن ادعاء الغيب، والله تعالى هو المنفرد بهذا العلم، فمن ادعى مشاركته في شيء من ذلك بكهانة أو عرافة أو غيرها، أو صدق من ادعى ذلك فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه، وقد كذب اللهَ ورسوله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
الوجه الثاني: أن كثيرا من الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك، والتقرب إلى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية، فهو شرك من جهة التقرب إلى غيره بأنواع العبادات والطاعات.



التقدير: (أ+).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir