دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1440هـ/2-03-2019م, 11:32 PM
عادل البشراوي عادل البشراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 75
افتراضي

المجموعة الثانية*:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن : هو أن يقول أن القرآن كلام الله ويتوقف لا يقول مخلوق أو غير مخلوق .
سبب وقوف بعض أهل الحديث : أنهم قالوا : إن القول بالوقف قول محدث لم يرد به دليل من كتاب ولا سنة فهم يقولون أننا نقف مع ما كان عليه السلف فالسلف لم يقولوا إن القرآن مخلوق أو غير مخلوق , بل نقول أن القرآن كلام الله و نسكت ولا نزيد على ذلك .
وقد أنكر هذا القول عليهم الإمام أحمد أشد الإنكار و كان يأمر بهجرهم لأنهم كانوا يشككون العامة في كلام الله عز وجل و يفتحون الطريق لأهل الأهواء والبدع للتشكيك في كلام الله ويكون مدخل لهم للقول بخلق القرآن .
قال أبو داود : سمعت أحمد يسأل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل أن القرآن كلام الله ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت , ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون .
وهذا هو سبب شدة الإمام أحمد عليهم أن أهل البدع تكلموا في القرآن فكان الواجب عليهم أن يتكلموا ويبينوا للناس الحق في المسألة ولا يسكتوا لكي لا تعم الفتنة ويثبت الحق و تنكشف الشبهة .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
تعد مسألة اللفظ من المسائل الغامضة التي يحتاج فيها إلى بيان من المتكلم ومعرفة مراده منها إذ يدخل فيها التأويل , وقد كان أئمة أهل العلم يمنعون من الألفاظ المبتدعة والمجملة المشتركة لما توحي به من الاشتباه والاختلاف والفتنة و لبس الحق بالباطل .
فمن أهل العلم من قال : أن التلاوة هي المتلو ويقصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة , وهي الكلام المتلو , وقال آخرون : أن التلاوة غير المتلو , والقراءة غير المقروء ويقصدون أن أفعال العباد ليس هي كلام الله , ولا أصوات العباد هي صوت الله عز وجل .
وسبب ذلك الاختلاف أن لفظ ( القراءة , التلاوة ) من الألفاظ المجملة المشتركة التي يراد بها المصدر ويراد بها المفعول .
فمن أراد بالفظ المصدر فإنه يقول اللفظ هو ليس هو الملفوظ والقول ليس هو المقول فكان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع وهذا معنى صحيح .
فمن قال أن اللفظ هو الملفوظ والقول هو المقول و أراد بذلك مسمى المصدر صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول هو الكلام المقول الملفوظ .
فمن قال أن تلاوتي للقرآن أو لفظي بالقرآن مخلوق دخل في ذلك كلام نفس الكلام المقروء , وهذا كلام الله سبحانه وتعالى , و إن أراد مجرد فعله وصوته صار المعنى صحيحا , ولكن إطلاق اللفظ يحتمل هذا المعنى وغيره .
من أجل ذلك منع أهل السنة إطلاق مثل هذه الألفاظ .

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله :
أنه حينما رأى ما حصل للإمام أحمد في مسألة اللفظ وهو ببغداد اخذ على نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة لأنها مسألة مشئومة .
وحينما انتقل رحمه الله إلى نيسابور كان أهل نيسابور في استقباله على مرحلتين أو ثلاث مراحل وكان في استقباله العلماء وعلى رأسهم محمد بن يحيى , فنزل في دار البخاريين وقال محمد بن يحيى : لا تسألوه عن شيء من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه وشمت بنا كل حروري ورافضي وكل جهمي و مرجئي بخرسان .
وبعد يومين أو ثلاثة أيام سأله رجل عن اللفظ بالقرآن .
فقال رحمه الله : أفعالنا مخلوقة , ولفظنا من أفعالنا . فوقع الخلاف بين الناس فمنهم من يقول : أنه قال لفظي بالقرآن مخلوق , ومنهم من يقول : لم يقل .
ونقلت مقالته إلى محمد بن يحيى فقال في مجلسه : ( من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع ولا يجالس ولا يكلم ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه ) .
فكان هذا سبب محنة الإمام البخاري وهو حسد بعض الناس عليه حينما رأو اجتماع الناس عليه وازدحامهم على درسه .
موقفه من مسألة اللفظ :
ويظهر موقف الإمام البخاري رحمه الله في مسألة اللفظ من رده على الطائفتين الذين نسبوا قولين متضادين للإمام أحمد فمنهم من يقول : أن مذهب الإمام أحمد أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق , ومنهم من يقول : بل إن مذهب الإمام أحمد أن اللفظ بالقرآن مخلوق .
فرد عليهم الإمام البخاري رحمه الله فقال :*(فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم*"
ثم قال: (حدثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون فقال:*«إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه»قال أبو عبد الله:*«وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه*»
كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه*»).

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة فتنة اللفظية أن حسين بن على الكرابيسي كان رجلا من أهل العلم حصل علما كثيرة وصنف مصنفات وكان له أصحاب وأتباع , ولكن لضعف إدراكه بمقاصد الشريعة وقع في شبهات مردية , وكان يشغب على أهل العلم وكان من ذكائه وسعة إطلاعه يثير الشبهات لكي يفحم أهل العلم فيعاقب بنقيض قصده فيسقط هو .
وكان مما ألف ألف كتابا يحط فيه من قدر الصحابة فزعم أن ابن الزبير من الخوارج وأدرج في كتابه هذا مرويات متشابهة تقوي جانب الرافضة , فعرض هذا الكتاب على الإمام أحمد رحمه الله فقال ( هذا أراد نصرة الحسن بن صالح فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب ) , فكان يحذر منه الإمام أحمد أشد التحذير , ونهى عن الأخذ عنه .
فلما بلغ الكرابيسي قول الإمام أحمد فيه غضب وتنمر وقال : لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر , فقال : لفظي بالقرآن مخلوق .
فكانت هذه القولة هي سبب نشأة هذه الفتنة العظيمة التي وقعت في الأمة .

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
لقد بين الإمامان أحمد والبخاري الحق في مسألة اللفظ أيما بيان و اظهرا الحق في المسألة فاتفق قولهم على أن أفعال العباد مخلوقة أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق .
فقد سئل الإمام أحمد عن الذين يفرقون بين اللفظ و المحكي فقال : القرآن كيف تصرف في أقواله و أفعاله فغير مخلوق , أما أفعالنا فمخلوقة .
وقال البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد : حركاتهم و أصواتهم و اكتسابهم و كتابتهم مخلوقة , فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق , قال الله عز وجل ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) .

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1 – أن يكون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح هو منهجي .
2 – أن العالم قد يقع في بعض الأخطاء فلا يتابع عليها بل يبين خطأه لكي لا يتبع عليها .
3 – أن الشبه خطافة والقلب ضعيف فالتمكن من منهج أهل السنة عاصم بإذن الله من ذلك .
4 – على العلماء الراسخين في العلم أن يبينوا للناس الحق مهما كلفهم ذلك لكي يظهر الحق ولا يعلوا عليه الباطل .
5 – أن أهل الباطل يستخدموا كل السبل الغير مشروعة للانتقام من أهل الحق .
6 – دعاء الله عز و جل أن يثبت قلوبنا على دينه فالالتجاء إليه سبحانه نجاة .
7 – محاربة الباطل للحق قائمة ما قامت السموات و الأرض .
8 – أن كتاب الله يهدي للتي هي أقوم فهو خير هاد .
9 – أن ألتزم منهج القرآن في العقائد و في السلوك .
10 – أن القرآن كلام الله غير مخلوق وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 رجب 1440هـ/18-03-2019م, 02:45 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل البشراوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية*:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن : هو أن يقول أن القرآن كلام الله ويتوقف لا يقول مخلوق أو غير مخلوق .
سبب وقوف بعض أهل الحديث : أنهم قالوا : إن القول بالوقف قول محدث لم يرد به دليل من كتاب ولا سنة فهم يقولون أننا نقف مع ما كان عليه السلف فالسلف لم يقولوا إن القرآن مخلوق أو غير مخلوق , بل نقول أن القرآن كلام الله و نسكت ولا نزيد على ذلك .
وقد أنكر هذا القول عليهم الإمام أحمد أشد الإنكار و كان يأمر بهجرهم لأنهم كانوا يشككون العامة في كلام الله عز وجل و يفتحون الطريق لأهل الأهواء والبدع للتشكيك في كلام الله ويكون مدخل لهم للقول بخلق القرآن .
قال أبو داود : سمعت أحمد يسأل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل أن القرآن كلام الله ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت , ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون .
وهذا هو سبب شدة الإمام أحمد عليهم أن أهل البدع تكلموا في القرآن فكان الواجب عليهم أن يتكلموا ويبينوا للناس الحق في المسألة ولا يسكتوا لكي لا تعم الفتنة ويثبت الحق و تنكشف الشبهة .

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
تعد مسألة اللفظ من المسائل الغامضة التي يحتاج فيها إلى بيان من المتكلم ومعرفة مراده منها إذ يدخل فيها التأويل , وقد كان أئمة أهل العلم يمنعون من الألفاظ المبتدعة والمجملة المشتركة لما توحي به من الاشتباه والاختلاف والفتنة و لبس الحق بالباطل .
فمن أهل العلم من قال : أن التلاوة هي المتلو ويقصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة , وهي الكلام المتلو , وقال آخرون : أن التلاوة غير المتلو , والقراءة غير المقروء ويقصدون أن أفعال العباد ليس هي كلام الله , ولا أصوات العباد هي صوت الله عز وجل .
وسبب ذلك الاختلاف أن لفظ ( القراءة , التلاوة ) من الألفاظ المجملة المشتركة التي يراد بها المصدر ويراد بها المفعول .
فمن أراد بالفظ المصدر فإنه يقول اللفظ هو ليس هو الملفوظ والقول ليس هو المقول فكان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع وهذا معنى صحيح .
فمن قال أن اللفظ هو الملفوظ والقول هو المقول و أراد بذلك مسمى المصدر صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول هو الكلام المقول الملفوظ .
فمن قال أن تلاوتي للقرآن أو لفظي بالقرآن مخلوق دخل في ذلك كلام نفس الكلام المقروء , وهذا كلام الله سبحانه وتعالى , و إن أراد مجرد فعله وصوته صار المعنى صحيحا , ولكن إطلاق اللفظ يحتمل هذا المعنى وغيره .
من أجل ذلك منع أهل السنة إطلاق مثل هذه الألفاظ .

س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله :
أنه حينما رأى ما حصل للإمام أحمد في مسألة اللفظ وهو ببغداد اخذ على نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة لأنها مسألة مشئومة .
وحينما انتقل رحمه الله إلى نيسابور كان أهل نيسابور في استقباله على مرحلتين أو ثلاث مراحل وكان في استقباله العلماء وعلى رأسهم محمد بن يحيى , فنزل في دار البخاريين وقال محمد بن يحيى : لا تسألوه عن شيء من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه وشمت بنا كل حروري ورافضي وكل جهمي و مرجئي بخرسان .
وبعد يومين أو ثلاثة أيام سأله رجل عن اللفظ بالقرآن .
فقال رحمه الله : أفعالنا مخلوقة , ولفظنا من أفعالنا . فوقع الخلاف بين الناس فمنهم من يقول : أنه قال لفظي بالقرآن مخلوق , ومنهم من يقول : لم يقل .
ونقلت مقالته إلى محمد بن يحيى فقال في مجلسه : ( من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع ولا يجالس ولا يكلم ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه ) .
فكان هذا سبب محنة الإمام البخاري وهو حسد بعض الناس عليه حينما رأو اجتماع الناس عليه وازدحامهم على درسه .
موقفه من مسألة اللفظ :
ويظهر موقف الإمام البخاري رحمه الله في مسألة اللفظ من رده على الطائفتين الذين نسبوا قولين متضادين للإمام أحمد فمنهم من يقول : أن مذهب الإمام أحمد أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق , ومنهم من يقول : بل إن مذهب الإمام أحمد أن اللفظ بالقرآن مخلوق .
فرد عليهم الإمام البخاري رحمه الله فقال :*(فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم*"
ثم قال: (حدثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون فقال:*«إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه»قال أبو عبد الله:*«وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه*»
كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه*»).

نوصيك بمراجعة الجواب التالي لمزيد فائدة:

لما كان الإمام البخاري يعلم ما أصاب الإمام أحمد في مسألة اللفظ، فعزم ألا يتكلم ‏فيها، ولما كان في بلده ( بخارى ) مخالفين كُثر له، ففضل الذهاب إلى نيسابور ‏ليستقر بها، وقد استقبله أهلها و علماؤها بالترحاب الشديد والحفاوة البالغة، لكن يأبى الحاقدون الحاسدون أن يتركوا عباد الله دون أن يخوضوا في الفتنة، ‏فلما كان مجلسا مما يحضره البخاري وقد اجتمع له الناس، فقام رجلا يسأل الإمام ‏البخاري عن اللفظ بالقرآن أمخلوق أم غير مخلوق، فأعرض عنه الإمام، فجعل ‏الرجل يعرض له حتى أجابه الإمام البخاري في الثالثة، فقال بأن القرآن كلام الله ‏غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة، فتلقف الرجل مقالته و جعل ‏يشغب و هاج الناس، فكان ما أراد أهل الفتنة، أن أخرجوه عن صمته، وجعلوه ‏يتكلم في المسألة.
و قد نُقلت مقالته بعد تشويهها إلى قاضي نيسابور ( محمد بن يحيى الذهلي) فأمر ‏الناس باعتزال مجلسه، وكان مسلم بن الحجاج ممن يدافعون عن الإمام البخاري، ‏لعلمه بموقفه، و ما هى إلا مدة و قد خرج الإمام البخاري من نيسابور قاصدا ( ‏بخارى) مع كراهة ذلك عنده.
و لم تهدأ الأمور و لم تقف عند هذا الحد، فقد كتب قاضي نيسابور إلى أمير ‏بخارى، محذرا إياه من الإمام البخاري، مدعيا أنه يظهر الخلاف بين أهل السنة، ‏فأمر أمير بخارى بخروج الإمام البخاري.

و قد خرج من بخارى، واستقر ببلدة في سمرقند، حتى قُبض و دفن بها.
و طوال هذه الفترة قد عانى البخاري من افتراءات و أكاذيب، و أوذي كثيرا حتى ‏أن البعض كفره، و مع ذلك فقد كان صابرا محتسبا، يرد على ما قيل فيه بالآيات ‏والأحاديث و يكثر من الدعاء على ظلمته، حتى أصابهم الله بأباطيلهم و افتراءهم.

س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة فتنة اللفظية أن حسين بن على الكرابيسي كان رجلا من أهل العلم حصل علما كثيرة وصنف مصنفات وكان له أصحاب وأتباع , ولكن لضعف إدراكه بمقاصد الشريعة وقع في شبهات مردية , وكان يشغب على أهل العلم وكان من ذكائه وسعة إطلاعه يثير الشبهات لكي يفحم أهل العلم فيعاقب بنقيض قصده فيسقط هو .
وكان مما ألف ألف كتابا يحط فيه من قدر الصحابة فزعم أن ابن الزبير من الخوارج وأدرج في كتابه هذا مرويات متشابهة تقوي جانب الرافضة , فعرض هذا الكتاب على الإمام أحمد رحمه الله فقال ( هذا أراد نصرة الحسن بن صالح فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب ) , فكان يحذر منه الإمام أحمد أشد التحذير , ونهى عن الأخذ عنه .
فلما بلغ الكرابيسي قول الإمام أحمد فيه غضب وتنمر وقال : لأقولن مقالة حتى يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر , فقال : لفظي بالقرآن مخلوق .
فكانت هذه القولة هي سبب نشأة هذه الفتنة العظيمة التي وقعت في الأمة .

س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
لقد بين الإمامان أحمد والبخاري الحق في مسألة اللفظ أيما بيان و اظهرا الحق في المسألة فاتفق قولهم على أن أفعال العباد مخلوقة أما القرآن فهو كلام الله غير مخلوق .
فقد سئل الإمام أحمد عن الذين يفرقون بين اللفظ و المحكي فقال : القرآن كيف تصرف في أقواله و أفعاله فغير مخلوق , أما أفعالنا فمخلوقة .
وقال البخاري رحمه الله في كتابه خلق أفعال العباد : حركاتهم و أصواتهم و اكتسابهم و كتابتهم مخلوقة , فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق , قال الله عز وجل ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) .

س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
1 – أن يكون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح هو منهجي .
2 – أن العالم قد يقع في بعض الأخطاء فلا يتابع عليها بل يبين خطأه لكي لا يتبع عليها .
3 – أن الشبه خطافة والقلب ضعيف فالتمكن من منهج أهل السنة عاصم بإذن الله من ذلك .
4 – على العلماء الراسخين في العلم أن يبينوا للناس الحق مهما كلفهم ذلك لكي يظهر الحق ولا يعلوا عليه الباطل .
5 – أن أهل الباطل يستخدموا كل السبل الغير مشروعة غير المشروعة للانتقام من أهل الحق .
6 – دعاء الله عز و جل أن يثبت قلوبنا على دينه فالالتجاء إليه سبحانه نجاة .
7 – محاربة الباطل للحق قائمة ما قامت السموات و الأرض .
8 – أن كتاب الله يهدي للتي هي أقوم فهو خير هاد .
9 – أن ألتزم منهج القرآن في العقائد و في السلوك .
10 – أن القرآن كلام الله غير مخلوق وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى .

ب+
بارك الله فيك،ونفع بك
نوصيك بمراجعة إجابة الأخ: محمد عبد الرزاق في إجابة السؤال الثاني لمزيد فائدة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir