دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > كتاب الاعتقاد للبيهقي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1431هـ/31-05-2010م, 06:29 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي باب بيان صفة الذات وصفة الفعل

باب بيان صفة الذات وصفة الفعل قال الله جل ثناؤه: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)، فأشار في هذه الآيات إلى فصل أسماء الذات من أسماء الفعل على ما نبينه، إلى سائر ما ذكر في كتابه من أسماء الذات وأسماء الفعل، فلله عز اسمه أسماء وصفات، وأسماؤه صفاته، وصفاته أوصافه، وهي على قسمين: أحدهما صفات ذات، والآخر صفات فعل. فصفات ذاته ما يستحقه فيما لم يزل ولا يزال، وهو على قسمين: أحدهما عقلي، والآخر: سمعي. فالعقلي: ما كان طريق إثباته أدلة العقول مع ورود السمع به، وهو على قسمين: أحدهما ما يدل خبر المخبر به عنه، ووصف الواصف له به، على ذاته، كوصف الواصف له بأنه شيء، ذات، موجود، قديم، إله، ملك، قدوس، جليل، عظيم، متكبر، والاسم والمسمى في هذا القسم واحد. والثاني: ما يدل خبر المخبر به عنه، ووصف الواصف له به، على صفات زائدات على ذاته قائمات به، وهو كوصف الواصف له بأنه حي، عالم، قادر، مريد، سميع، بصير، متكلم، باق. فدلت هذه الأوصاف على صفات زائدة على ذاته قائمة به، كحياته وعلمه وقدرته وإرادته وسمعه وبصره وكلامه وبقائه. والاسم في هذا القسم صفة قائمة بالمسمى لا يقال: إنها هي المسمى، ولا إنها غير المسمى. وأما السمعي: فهو ما كان طريق إثباته الكتاب والسنة فقط، كالوجه واليدين والعين، وهذه أيضا صفات قائمة بذاته لا يقال فيها: إنها هي المسمى، ولا غير المسمى، ولا يجوز تكييفها، فالوجه له صفة وليست بصورة، واليدان له صفتان وليستا الجارحتين، والعين له صفة وليست بحدقة، وطريق إثباتها له صفات ذات ورد خبر الصادق به. وأما صفات فعله: فهي تسميات مشتقة من أفعاله ورد السمع بها مستحقة له فيما لا يزال دون الأزل؛ لأن الأفعال التي اشتقت منها لم تكن في الأزل، وهو كوصف الواصف له بأنه خالق، رازق، محي، مميت، منعم، مفضل. فالتسمية في هذا القسم إن كانت من الله عز وجل فهي صفة قائمة بذاته، وهو كلامه، لا يقال: إنها المسمى، ولا غير المسمى. وإن كانت التسمية من المخلوق فهي فيها غير المسمى. ومن أصحابنا من ذهب إلى أن جميع أسمائه لذاته الذي له صفات الذات وصفات الفعل، فعلى هذا الاسم والمسمى في الجميع واحد والله أعلم، وعلى هذه الطريقة يدل كلام المتقدمين من أصحابنا
17 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا الحسن بن رشيق، إجازة، ثنا سعيد بن أحمد بن زكريا اللخمي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي، يقول: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة قال الشيخ: وقد قال الشافعي في كتاب الإيمان ما دل على أنه لا يقال في أسماء الله تعالى: إنها أغيار، قد نقلنا كلامه فيها في مواضع، وبالله التوفيق. ومن قال بهذا احتج بقول الله تعالى: (بغلام اسمه يحيى)، فأخبر أن اسمه يحيى، ثم قال: (يا يحيى)، فخاطب اسمه، فعلم أن المخاطب يحيى، وهو اسمه واسمه هو، وكذلك قال: (ما تعبدون من دونه إلا أسماء)، وأراد المسميات، وقال: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)، كما قال: (تبارك الذي نزل الفرقان)، وكما قال: (تبارك الذي بيده الملك) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن عمر بن الخطاب: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك»، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بعد السلام: «تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، وقال في دعاء القنوت: «تباركت ربنا وتعاليت». قال أبو منصور الأزهري: معنى تبارك: تعالى وتعظم. وقيل: هو تفاعل من البركة، وهي الكثرة والاتساع
18 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، ببغداد، ثنا محمد بن العباس الكابلي، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا مالك بن أنس، وغيره عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتى أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» غير أن مالكا لم يقل: «فإنه لا يدري ما خلفه عليه». وروينا في حديث أبي ذر وحذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: «اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت». كما قال في رواية أبي هريرة في الدعاء عند الصباح: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت»
19 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، حدثني عمير بن هانئ، قال: سمعت جنادة بن أبي أمية، يقول: سمعت عبادة بن الصامت، يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام جاءه وهو يوعك، فقال: أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن كل حسد حاسد، ومن كل عين، واسم الله يشفيك «قال الشيخ رحمه الله: ولو كان اسمه غيره، أو لا هو المسمى لكان القائل إذا قال: عبدت الله والله اسمه أن يكون عبد اسمه، إما غيره، أو ما لا يقال: إنه هو، وذلك محال، وقوله:» إن لله تسعة وتسعين اسما «، معناه تسميات العباد لله؛ لأنه في نفسه واحد، قال الشاعر: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما قال أبو عبيد: أراد ثم السلام عليكما؛ لأن اسم السلام هو السلام


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, بيان

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir